تعداد نشریات | 418 |
تعداد شمارهها | 9,997 |
تعداد مقالات | 83,560 |
تعداد مشاهده مقاله | 77,801,283 |
تعداد دریافت فایل اصل مقاله | 54,843,916 |
المصاحبة اللفظیة فی شعر لبید بن ربیعة العامری؛ دراسة دلالیة | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
إضاءات نقدیة فی الأدبین العربی و الفارسی | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مقاله 6، دوره 5، شماره 18، دی 1436، صفحه 145-121 اصل مقاله (228.29 K) | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
نوع مقاله: علمی پژوهشی | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
نویسندگان | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
سید محمود میرزایی الحسینی1؛ علی نظری2؛ یونس ولیئی* 3 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
1أستاذ مساعد فی اللغة العربیة وآدابها بجامعة لرستان، إیران | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
2أستاذ مشارک فی اللغة العربیة وآدابها بجامعة لرستان، إیران | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
3طالب مرحلة الدکتوراه فی اللغة العربیة وآدابها بجامعة لرستان، إیران. | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
چکیده | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
المصاحبة اللفظیة ظاهرة لغویة تشیع فی جمیع اللغات ولا تختصّ بلغة واحدة، والمراد منها هو الترابط المعتاد لکلمة ما فی لغة ما بکلمات أخری معینة فی جمل تلک اللغة. وهی مبحث مهم فی علم الدلالة، لأن لها دورًا هامًا فی توجیه دلالة کثیر من الألفاظ والتراکیب وهی سمة ممیزة لبنیة النّصّ ومفتاح لقراءته وتحلیله وتفکیکه. هذه الظاهرة تؤکد علی أننا بحاجة إلی النظر فی تراکیب الألفاظ وتلازمها وتصاحبها للوصول إلی المعنی المراد إضافة إلی المعنی المعجمی للألفاظ. تحلیل المصاحبات وتصنیفها یمیطان اللثام عن المقومات الأسلوبیة فی لغة الشاعر ونظامه الفکری ویساعدان القرّاء والنقاد علی إصدار حکم نقدیّ واقعی بالنسبة إلی الشاعر. یقوم هذا البحث بتتبّع المنهج التوصیفی- التحلیلی بدراسة أشعار لبید بن ربیعة العامری من منظار علم الدلالة وخاصة ظاهرة "المصاحبة اللفظیة" للإجابة عن السؤالین الأصلیین: ما هی وجوه المصاحبة اللفظیة الموظّفة فی شعر لبید؟ وکیف تسهم هذه الظاهرة فی تحدید دلالة التراکیب والألفاظ وفی إدراک المعنی؟ یظهر من خلال هذا المقال أن الشاعر وظّف المصاحبات اللفظیة علی المستویین الأساسیین الفعلی والاسمی بأنماطهما المختلفة فی شعره. ونری أنّ المصاحبة اللفظیة لها أهمیة خاصة فی الوصول إلی غرض الشاعر لأن بعض الأحیان تحصیل المعنی المقصود لا یمکن إلا عن طریق دراسة هذه الظاهرة اللغویة. | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
کلیدواژهها | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
علم الدلالة؛ المصاحبة اللفظیة؛ المصاحبة الفعلیة؛ المصاحبة الاسمیة؛ لبید بن ربیعة العامری | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
اصل مقاله | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
یعرف علم الدلالة بأنه «ذلک الفرع من علم اللغة الذی یتناول نظریة المعنی.» (مختار عمر، 1998م: 11) والهدف من علم الدلالة هو الوصول إلی المعنی؛ فالتراکیب هی من أهمّ وحدات اللغة ومستویاته الهامّة التی یجب أن تعالج لتحقیق هذا الهدف. بعض الأحیان لا یمکن الوصول إلی المعنی إلا عن طریق تحدید المعنی الذی تکتسبه الکلمة من خلال تصاحبها مع کلمات أخرى، إذن أحسن طریقة لفهم معنی الکلمة هو وجودها فی الترکیب الذی یسهم فی إبراز معناها. والمصاحبة اللفظیة هی ظاهرة لغویة تلعب دورًا هامًّا فی ربط الکلمات بعضها ببعض وفی تحدید معنی الکلمة. (حسام الدین، 2000م: 1، 37) المصاحبة هی ترجمة للکلمة الانجلیزیة "collocation" و فیرث هو أول من استخدم هذا المصطلح. (یونس علی، 2004م: 122) تعدّدت الترجمات لهذه الکلمة الإنجلیزیة ومنها: التلازم؛ الاقتران اللفظی؛ الرصف والنظم؛ التضام؛ قیود التوارد؛ الاقتران المأثور؛ المقترنات اللفظیة؛ المتواردات اللفظیة. (عبد الفتاح الحسینی، 2007م: 66) المصاحبة اللفظیة هی کلمتان أو کلمات ینظر إلیها علی أنها وحدات معجمیة مفردة، مستخدمة بحکم العادة فی ترابط بعضها مع بعض فی لغةما. فکلّ کلمة لها مدی معین فی المصاحبة، وهذا المدی هو الذی یحدد استعمالها المؤدی للمعنی. (الدسوقی، 1420ق: 279) وهی «تعنی التکرار المشترک لبعض الألفاظ.» (حسام الدین، 2000م: 1، 37) أو «الترابط المعتاد لکلمة ما فی لغة ما بکلمات أخری معینة فی جمل تلک اللغة.» (یونس علی، 2004م: 122) تنقسم المصاحبات اللفظیة حسب درجة تلازم الألفاظ بعضها ببعض إلی قسمین:
المصاحبة اللفظیة نوعان حسب درجة توقعها لدی المخاطب:
المتلازمات اللفظیة بدیهیة فی أغلب الأحیان، لا یشعر المرء بها حین استعمالها. تطفو هذه المعرفة البدیهیة علی السطح حینما یحطّم متلازم لفظی معروف باستعماله خطأً أو بترکیبه من عناصر غیر متجانسة. (غزالة، 1993م: 1) للبیئة أثر کبیر فی تکوین قطاعات کبیرة من المصاحبات بین الألفاظ فمسألة قبول هذه المصاحبات أو رفضها یعود للبیئة المحیطة، مثلا فی مصر یعبّر عن الاتفاق وصیانة العهد والوفاء بـ"العیش و الملح" وفی السعودیة یقال "تمر ولبن". (عبد الفتاح الحسینی، 2007م: 102) معیار المصاحبات اللفظیة هو الإلف والعادة، وقال الدکتور الدسوقی: «الإلف والعادة هما اللذان یتحکمان فی استقرار استخدام لغوی ما، وهما اللذان یحکمان "التوقع" لوجود کلمة فی مصاحبة کلمة أخری، وهذا التوقع یعنی أن جزءًا من معنی الکلمة الثانیة یصاحب الکلمة الأولی». (الدسوقی، 1420ق: 280) أهمیة المصاحبة تتضح فی تحدید الدلالة فهی لا شک تسهم فی تحدید معنی الکلمة وتعین فی التمییز بین المفاهیم، فبها تحدد الکلمات التی یمکن أن تتوافق والتی یمکن أن تتفارق. (صالح حسنین، لاتا: 81) کما تتضح فی تحدید المعنی المعجمی المراد لأنها توقفنا علی التجمعات التی ترد فیها الکلمات أو بعبارة أخری معرفة السیاقات اللغویة التی یحتمل استخدامها فیها، ویشبه ذلک إلی حدّ کبیر ما یعرف عند المفسرین العرب باسم "الوجوه (الأشباه) والنظائر" فی القرآن الکریم حیث یستعمل اللفظ الواحد فی سیاقات مختلفة عدیدة بمعان مختلفة. (البرکاوی، 1991م: 53) وترمی هذه المقالة إلی دراسة ظاهرة المصاحبة اللفظیة فی شعر لبید بن ربیعة العامری الذی یعدّ من أبرز الشعراء العرب فی العصر الجاهلی ومن أصحاب المعلّقات السّبع. یتمیّز شعر لبید بجزالة الألفاظ والتعابیر والحبک المعجمی والسبک اللغوی، وتلعب المصاحبات اللفظیة المتعددة علی المستویین الفعلی والاسمی فی شعره دورا هاما لصلابة کلامه حیث تعدّ من أهمّ المیزات اللغویة والأسلوبیة لهذا الشاعر الحکیم الجاهلی. و یحاول هذا البحث فی إطار الأسلوب التوصیفی– التحلیلی الإجابة عن الأسئلة التالیة: 1- کیف تسهم المصاحبات اللفظیة فی شعر لبید فی تحدید المعنی؟ 2- ما هی أنواع المصاحبات الموظفة فی شعر لبید؟ 3- أی نوع من المصاحبات اللفظیة أکثر الشاعر من استخدامه؟ خلفیة البحثقد سبقت بحوث متعددة حول المصاحبة اللفظیة هذا البحث، منها: مقالة "ترجمة المتلازمات اللفظیة" (1993) للدکتور حسن غزالة، التی تحدّث فیها الکاتب عن أقسام المتلازمات اللفظیة، ومقالة "المصاحبة اللفظیة وتطور اللغة" (1999) للدکتور إبراهیم الدسوقی، ورسالة "الإحالة والمصاحبة فى شعر محمود حسن إسماعیل" (2006) لأسامة محمد سلیم عطیة. ومقالة "المصاحبة اللفظیة فی شعر شوقی" (2004) لفرید عوض حیدر، ورسالة جامعیة "المصاحبة اللغویة وأثرها فی تحدید الدلالة فی القرآن الکریم" (2007) لحمادة محمد عبد الفتاح الحسینی. وأما حول شعر لبید فقد أجریت دراسات کثیرة، وهنا نشیر إلی بعضها: "ﺍﳌﻌﺠﻢ ﺍﻟﻠﻐﻮﻱ ﻟﺪﻳﻮﺍﻥ ﻟﺒﻴﺪ ﺑﻦ ﺭﺑﻴﻌﺔ" (1980) لإﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ. رسالة "الأسالیب الإنشائیة فی شعر لبید بن ربیعة مواقعها ودلالتها" (1430) لبدریة منور العتیبی."شعر لبید بن ربیعة دراسة أسلوبیة" (2005) لوائل عبد الفتاح أحمد محمد. مقالة "الإیقاع والدلالة فی شعر لبید بن ربیعة دراسة لغویة" (2011) للیلى السبعان. رسالة "البناء الدرامی لشعر لبید بن ربیعة العامری الجاهلی" (1974) لمحمد صدیق عمر غیث. وعلی حد ما نعلم لا یوجد أی بحث قام بدراسة المصاحبة اللفظیة فی شعر لبید بن ربیعة العامری، ولهذا یمکننا القول إن هذا المقال هو أول بحث تطرق إلی دراسة هذه الظاهرة اللغویة فی شعر لبید. المصاحبات اللفظیة فی شعر لبیدتنقسم المصاحبات اللفظیة فی شعر لبید إلی قسمین أساسیین: المصاحبة اللفظیة علی مستوی النمط الفعلی والمصاحبة علی مستوی النمط الاسمی ولکلّ منهما أشکال متعددة: 1. المصاحبة اللفظیة علی مستوی النمط الفعلیتتکوّن المصاحبة اللفظیة الفعلیة من فعل وکلمة أخری تتصاحبان غالباً بسسب علاقتهما الوطیدة. ویأتی هذا النوع من المصاحبة اللفظیة فی أشکال وصور مختلفة، کصورة الفعل والفاعل، والفعل والمفعول به، والفعل وحرف الجر، والفعل مع فعل آخر فی صورة العطف، ومنها فی شعر لبید: ألف) المصاحبة بین الفعل والفاعلقد أورد الشاعر بعض أفعال فی صحبة فاعل خاص بسبب الصلة القویة بین الفعل وفاعله: طاش السهمُ
طاش بمعنی انحرف، وطاش السهم: انحرف وعدل عن الهدف، وطاش سهمه یقال لمن ضلّ وأخطأ الصواب. والشاعر فی هذا البیت استخدمه للموت وأراد منه أن الموت یصیب من یقصد ویناله ولا مخلص ولا مفرّ له من هجوم الموت. واستعار الشاعر السهام للموت واستعار للأخطاء لفظ الطیش؛ لأن السهم إذا أخطأ الهدف فقد طاش عنه. (الزوزنی، 2004م: 151) تغیّب النجمُ
«تغیّب النجم» مصاحبة لفظیة تدلّ علی أن اللیل قد انتهی وطلع الصبح وبدا. والشاعر فی هذا البیت افتخر بنفسه بالقول إنه رجل یهدی أصحابه فی اللیل. والهدایة فی اللیل تدلّ علی أن الشاعر لکثرة أسفاره ودؤوبه فی السیر یعرف مواقع النجوم ویهدی الآخرین بها ویجد طرق الصحاری ویصل إلی مرماه دون أن یضلّ وینحرف. اصفرّت الأناملُ
قد جاء الفعل (تصفرّ) مصاحبًا للفظة الأنامل فی هذا البیت، وتدلّ المصاحبة فی ترکیب "تصفرّ الأناملُ" علی الموت؛ العرب عبروا عن الموت بعبارات مختلفة داخلة فی باب الکنایة، منها "اصفرت أنامله" لأن اصفرار الأنامل من صفات الموتى. (ابن ابی الحدید، لاتا: 5، 45) صفرة الأنامل لا تکون إلا لدی الموت، والمرء إذا مات تصفرّ أنامله وتسودّ أظافره. وقد أراد الشاعر من الإتیان بهذه المصاحبة أن یقول إنّ کلّ الناس لا بدّ أن یواجهوا الموت ولا مفرّ لهم عنه. اسجهرّ الآلُ
اسجهرّ: ظهر وانبسط. والآل: السراب. واسجهرّ السراب إذا تریّه وجری. (ابن منظور، لاتا: 3، 1948) "إذا اسجهرّ الآل" مصاحبة لفظیة تفید زمن اشتداد الحرّ. وقد أراد الشاعر من استخدام هذه المصاحبة اللفظیة أن یصف قوة ناقته فی السیر فی الشدائد بالقول إنها ناقة سریعة وقویة تسیر فی المفاوز فی الهواجر حین یمتد السراب وینبسط من شدة الحرارة. فاض العینُ
الشاعر استخدم لفظة "فاض" مع لفظة العین، وهو مجاز مرسل بالعلاقة المحلیة أی دمع العین فاض؛ لأن العین لا تفیض بل الدمع هو الذی تفیض. وفاضت العین بمعنی البکاء، و یستعمل مصطلحات أخری للبکاء أیضا وهی "سحت جفونه" و"سالت غروبه" و"سالت مذراف عینیه" و"ذرفت آماقه". (الیازجی، 1985م : 74) مع أن فعلی "فاض وسال" لهما وزن عروضی واحد لکن الشاعر استخدم فی هذا البیت لفظة "فاض"؛ لأن الفیضان دلالته أشدّ من السیلان. فی ظلّ استعمال هذا اللفظ أراد الشاعر إظهار شدة بکاء حبیبته لکثرة حزنها وحنینها. ب) المصاحبة بین الفعل والمفعول بهقد جاء بعض الافعال المتعدیة مع مفعول خاص بسبب علاقتهما الوطیدة، منها: توجّس الرزَّ
التوجّس هو التسّمع إلی الصوت الخفی. (ابن منظور، لاتا: 6، 4772) والرزّ هو الصوت تسمعه من بعید وفی الأصل هو الصوت الخفی. (المصدر نفسه: 3، 1635) قد ورد فعل توجّس مصاحبًا للرزّ وما جاء فی لسان العرب یظهر تلازم الکلمتین وتناسبهما معًا. یوجد فی البیت تلاؤم خاص وتناسب قوی بین کلمات "التوجس" و"الرز" و"عن ظهر غیب"؛ لأنّها سمعت صوت الناس من بعید وهو صوت خفی، واختیار هذه الکلمات المتلائمة وتناسبها مع المعنی یدلّ علی قدرة الشاعر فی انتقاء ألفاظه. أخمر ظنّةً
أخمر بمعنی أضمر وستر. الظنّة: الشک والریبة. و"أخمر ظنّة" بمعنی أضمر الشک والریبة وتفید أن القوم تشکّکوا فی مدی إخلاص الشاعر ومحبته لهم. ثلّ العرشَ
ثلّ بمعنی هدم وأهلک. والعرش هو مغرز العنق فی الکاهل. (ابن منظور، لاتا: 1، 502) وثلّ عرشیه الحسامُ بمعنی ضُربَ عنقه بالسیف، وهذه المصاحبة تدلّ علی أنّ عبد یغوث قُتل وهلک. فکّ الکبلَ
و"فکّ الکبل" بمعنی فصل أجزاءه وفتحه. وفک الکبل عن العانی بمعنی حرّره. وقد أتی الشاعر بهذه المصاحبة لیفتخر بنفسه بالقول إنّه رجل شریف وکریم وسخی یطلق الأسری. صرم الحبالَ
صَرَمَ بمعنی قطع، وکثیراً ما یستعمل مع الحبل کما ورد فی هذا البیت بصحبة الحبل. والحبال مجازًا أسباب الحب والمودة، "صرمت حبالها" مصاحبة لفظیة ولها معنی استعاری فی هذا البیت. شبّه الشاعر العشق بینه وحبیبته بحبل یربط بینهما والمصاحبة "صرمت حبالها" تدل علی القطیعة. (الیازجی، 1985م: 84) وتعنی: ترکت حبیبتی وانصرفت عنها وقطعت أسباب العلاقة والمودّة. خَمَشَ الوجهَ
خَمَشَ: خدش الوجه وجرح بشرته. قیل إنّه قد یستعمل فی سائر الجسد. (ابن منظور، لاتا: 2، 1265) وقیل إنّه لا یستعمل إلاّ فی الوجه. (الزمخشری، لاتا: 1، 266) توجد مصاحبة أخری فی هذا البیت وهی "لا تحلقا الشعر"؛ لأن أحد معانی الفعل "حلق" هو إزالة الشعر وإذا استعمل بهذا المعنی لا یستعمل إلا مع الشعر ویستدعی ذکر هذا الفعل لفظ الشعر. الناسکانوا یجرحون بشرة وجوههم ویحلقون شعر رأسهم فی المصائب وفی مناسبات الحزن خاصة بعد موت أحدهم. والشاعر قد ذکر هاتین السنتین ولکنه نهی مخاطبیه عن فعلهما، وقد أراد من استخدامهما السلبی أن یقول اصبرا واجلدا فی المصائب والشدائد ولا تحزنا ولا تجزعا. أبیتَ اللعنَ
"أبیت اللعن" مصاحبة لفظیة سمیّت "بمصاحبة الإطراء". وهذا النوع من المصاحبة تدلّ علی عبارة خاصة تستخدم فی الاطراء والثناء، ومن أمثلته: لا فُضّ فوک، وسلمت یداک. (غزالة، 1993م: 11) و«أبیتَ اللّعن من تحایا الملوک فی الجاهلیة والدّعاء لهم، معناه أبیت أن تأتی من الأمور ما تُلعَنُ علیه وتُذمُّ بسببه.» (ابن منظور، لاتا: 1، 15) عضّ الأناملَ
العضّ هو الشّد بالأسنان علی شیء. وهنا ورد مع لفظة "الأنامل" ولها معنیً کنائی وهی کنایة عن الأسف والحسرة والندّم، کما تستعمل تعابیر أخری لهذا المعنی أیضًا وهی "عضّ علی یده" و"عضّ علی بنانه" و"قد أکل بنانه ندما" و" أفنی یدیه ندما". (الیازجی، 1985م: 96) وتفید هذه المصاحبة فی هذا البیت أن الناس تلهّفوا علی من له الذکر الحسن بعد موته وأسفوا وتحسّروا علی فقده. اجتیاب الخرق
اجتاب بمعنی جاب وقطع. والخرق بمعنی المفازة الواسعة البعیدة یشتدّ فیها هبوب الرّیاح. (المعجم الوسیط، 2004م: 229) والإتیان بهذه المصاحبة یدلّ علی أن ممدوح الشاعر هو رجل عزّام وذو همّة عالیة ویکتسب ویحصل ما یرید ولا یصدّه شیء عما یروم ویؤمّ، کما أنّه یجوب ویقطع المفاوز مع ألم فی رجله. ج) المصاحبة العطفیة (بالعلاقة التضادیة)التضاد هو الجمع بین شیئین متضادین. (السکاکی، 1980م: 660) وهو من المحسنات المعنویة التی لها أثر بالغ فی إبراز المعنی وتجمیل الأسلوب ویضفی علی الکلام حسنًا وجمالًا ویزیده رونقًا. تشکل بنیة التضاد خلخلة فی بنیة اللغة التی تصبح قائمة علی المخالفة والمصادمة، ولکن هذه الخلخلة کفیلة بإیقاظ القارئ واستنفاره، کما أنها تقود إلی الیقظة لمواجهة مثل هذه الظاهرة الأسلوبیة بشکل یحقق فیها اتصالا مع النص المدروس. (ربابعة، 2000م: 150) بلاغة التقابل لا تأتی من تضاد لفظین مجردین من السیاق والبناء اللغوی وإنما یکون غموضها عندما تندمج وتلتبس مع قوالب المعانی فتصبح مرتکزًا بنائیا یتکئ علیه النص اللغوی فی مکوناته وعلاقاته، فتتولد جمالیتها من اندماجها وإضاءتها للنص اللغوی، مؤدیة إلی وضوح دلالات تراکیبیة. القیمة الفنیة للتقابل تکمن فیما یحدثه التضادّ من أثر متمیز فی الدلالة علی صور ذهنیة ونفسیة متعاکسة یوازن فیما بینها عقل القارئ ووجدانه فیتبین ما هو حسن منها ویفصله عن ضده. (مطلوب، 1982م: 443) وظّف الشاعر فی بعض الأبیات کلمتین متضادتین بینهما علاقة قویة تؤدی إلی تصاحبهما غالبًا وتؤدی أحیانًا إلی أن یخطر ببال السامع والقارئ متضادُ الکلمة التی سمعها بسبب صلتهما القویة، وبعض الکلمات قد تُعرف بضدّها بسبب علاقتهما الوطیدة، ومنها: أمرّ وأحلی
الصلة الوطیدة بین کلمتی "أمرّ" و"أحلی" قد أدّت إلی أن یستخدمهما الشاعر معًا. وفعل "أمرّ" فی هذا البیت هو کنایة عن الضرّ والشرّ، وفعل "أحلی" هو کنایة عن النفع والخیر والإحسان. والمصاحبة فی ترکیب "لا یمرّ ولا یحلی" تفید أن الإنسان الشجاع لا یستطیع أن یفعل شیئًا ولا یقدر أن یضرّ ویؤذی ولا أن ینفع ویحسن. (لبید، لاتا: 150) یحمد ویلام
قد أراد الشاعر من استخدام هذه المصاحبة "یحمد ویلام" فی النمط العطفی أن یقول إن مساعی المرء لا تُقبَل لدی جمیع الناس بل سعیه لدی بعضهم مقبول ویستحسنونه ویحمدونه ولدی بعضهم مرفوض ویلومون صاحبه. (المصدر نفسه: 133) وهذا الأمر یدل علی أن الناس یختلف آراؤهم ویحبّ بعضهم ما یکرهه الآخرون. د) المصاحبة بین الفعل والحرفللحروف صلة وطیدة بفهم المعانی؛ لأن کثیراً من القضایا الدلالیة یتوقف فهمها على فهم الدلالة التی یؤدیها الحرف فی النصّ، وسمیت حروف معان لهذا الغرض، لأنها تصل معانی الأفعال إلى الأسماء، أو لدلالتها على معنى. تقوم حروف المعانی بدور مهم فی بنیة الجملة للغة العربیة من جهة الدلالة علی المعنی، أو الترابط والتماسک بین مفرداتها لتوضیح العلاقة بینها، مما لا یمکن أن یؤدَّى بغیرها من أقسام الکلام. (خلیفة راشد، 1996م: 175) ترکیب الفعل والحرف من أبرز صور المصاحبة اللغویة التی یتجلّی فیها دور المصاحبة اللغویة فی تحدید المعنی. «إنّ الفعل یظلّ عام الدلالة، حتی تأتی الحروف فتختص دلالته فی معنی محدد، ومن هنا تکتسب الحروف المرکّبة مع الأفعال أهمیة قصوی فی الدلالة. الفعل یختلف معناه باختلاف الحرف الداخل علیه.» ( داود، 1423ق: 1، 6) تنقسم المصاحبة اللفظیة بین الفعل والحرف إلی قسمین فی دیوان لبید: 1- الأفعال المتعدیة بواسطة الحروف: استخدم الشاعر حرف الباء لتعدیة الأفعال اللازمة. باء بـــ
"باء" فعل یستخدم إما مع حرف "إلی" وإما مع حرف "باء"، وإذا استخدم مع "إلی"یکون بمعنی "رجع"، باء إلی الشیء: رجع إلیه. وإذا استخدم مع "باء" فلها ثلاثة معان، أحدها بمعنی رجع والآخر بمعنی عادبـ والأخیر بمعنی أقرّ بـ. والشاعر فی هذا البیت استخدمه مع حرف الباء وهی التی یتوصل بها الفعل اللازم إلى المفعول به وتسمى باء النقل أیضاً، وهی المعاقبة للهمزة فی تصییر الفاعل مفعولاً، وأکثر ما تُعدّی الفعلَ القاصر. (ابن هشام، لاتا:90) بؤت بحقّها أی أقررت بحقها واعترفت به. أودی بـ
"أودی" فعل قاصر بمعنی هلک ومات یتعدّی بواسطة حرف الباء ویکون بمعنی أهلک وذهب به. ألوی بـ
ألوی الانسانُ: أکثر من التمنّی، وإذا استعمل بعده حرف الباء یتعدّی وله معنیان "ذهب بـ" و "أهلک"، ألوی به: ذهب به، وألوی به الدهرُ: أهلکه. (الفیروزآبادی، 2005م: 1332) "ألوی بـ" فی هذا البیت تکون بمعنی ذهب بـ. وقد وصف الشاعر فی الشطر الثانی أخاه أربد بالکرم والمروءة فی الشدائد أی فی أیام الشتاء حین تحطم الریاح الأشجار وتذهب بها. ولّی بـــــ
"ولّی" فعل لازم ومعناه أدبر، وصار متعدیًا بواسطة حرف "الباء" وبمعنی ذهب بـ. وولّی به ریب المنون بمعنی مضی حوادث الدهر بأخ الشاعر وزایله عنه. 2- الأفعال المرکبة: هی أفعال تستعمل مع حروف جر معینة غالبا، مثل: ذبّ عن
الفعل "ذبّ" له معان متعددة منها: لم یستقر فی مکان واحد، وذبل وهزل، وجفّ ویبس، وطرد. (المعجم الوسیط، 2004م: 308) لکنه إذا استعمل مع حرف"عن" فله معنی واحد وهو "دافع عن". فذّب عن بلاده بمعنی دافع عنه. ألمّ علی
قد یستخدم الفعل "ألمّ" مع حرف "علی" ویکون بمعنی نزل بـ، ألمّ علی الدمن الخوالی: نزل بها ووقف عندها. أثنی علی
أثنی الحیوان: ألقی ثنیته. (المعجم الوسیط، 2004م: 101) وهذا الفعل یستخدم مع الحرف "علی" غالبا ویتغیر معناه عن مجرده، أثنی علی فلان: أطراه ووصفه بالخیر. 2- المصاحبة اللفظیة علی مستوی النمط الاسمییتکوّن هذ ا النوع من المصاحبة اللفظیة من اسمین ویشتمل علی عدة أشکال، منها موصوف وصفة ؛ مضاف ومضاف إلیه ومعطوف ومعطوف علیه ویتکوّن من اسم وحرف. ألف) المصاحبة الوصفیة (الموصوف والصفة)المصاحبة بین الصفة والموصوف من أهم صور المصاحبة اللفظیة. فهی من أبرز الصور التی تظهر مدی التلازم بین الألفاظ؛لأن بعض ألفاظ توصف بکلمات معینة فقط وبعض صفات تختص بألفاظ معینة فقط دون غیرها، ومنها فی شعر لبید: قرن أعضب
"الأعضب" بمعنی المکسور، ومکسور القرن کنایة عمن لا ناصر له أو من لیس له أخ. (المصدر نفسه: 40) وقد قصد الشاعر من الإتیان بهذه المصاحبة أن یقول إن أربد أخاه کان مظاهره ومعینه فی جمیع الأحوال، وترک الشاعرَ بعد موته وحیدًا ضعیفًا قد ذهبت حدّته وبأسه. الوابل المتحلّب
الوابل هو المطر الشدید، والمتحلب هو السائل والجاری، وقد وصف الشاعر الوابل بالمتحلب للکثرة والشدة. والشاعر قد قصد من توظیف هذه المصاحبة اللفظیة أن یشبه قومه بالغیث الغزیر لکثرة عددهم. الزمن الکلاح
الکلاح هو السنة المجدبة. (المعجم الوسیط، 2004م: 795) تدلّ مصاحبة "الزمن الکلاح" علی کرم الممدوح وسخائه، یقول الشاعر إن الناس فی زمن الجدب والقحط یلتجؤون إلیه ویطلبون عونه. المال التلاد
المال التلاد هو المال القدیم الأصلی الذی ولد عندک وهو نقیض الطارف، وأصل التاء فیه واو. (الجوهری، لاتا: 450) وتفید هذه المصاحبة أن العرض هو أفضل وأثمن ما یمتلکه الشاعر ویبذل ما لدیه من المال حتی المال الذی ورثه من آبائه لحفظ عرضه والذود عنه. الخطیب الفاصل
قد ورد لفظة "الفاصل" صفةً لـلخطیب فی هذا البیت؛ لکنه یستعمل غالباً صفةً للکلام، فــــ"الکلام الفاصل" بمعنی الکلام الذی یکون حقًا قاطعًا ولا رادّ له ویفصل بین الحق والباطل. والخطیب الفاصل هو أیضًا بمعنی الخطیب الذی یکون کلامه فاصلا، أی کلام الخطیب یکون فیصلًا فی الأمور. وهذه المصاحبة فی هذا البیت تدلّ علی أن ممدوح الشاعر له علوّ الشأن والمقام ویکون واقفًا بالأمور وبتمییز الحق عن الباطل. جنّة عبقریة
الجنّة بمعنی البستان، وعبقر: هو من الأمکنة التی اقترن اسمها باسم الجن، وهو موضع بالبادیة کثیر الجن، وقیل هی أرض بالیمن کان یسکنها الجن، وقیل إنه بلد کان قدیما وخرب، کان ینسب إلیه الوشی فلمّا لم یعرفوه نسبوه إلی الجنّ، وقیل هو جبل فی موضع بالجزیرة، ویقول بعض المحدثین یحتمل أن تکون هذه الکلمة فارسیة الأصل مشتقة من کلمة (ابکار) بمعنی الرونق والعزة والکمال. وقد ورد هذا الاسم کثیرا فی شعر الجاهلیین. (أبو علی، 1988م: 256) نسب العرب إلی عبقر کلّ شیء تعجبوا من حذقه أو جودة صنعته، عبقری نسبة إلی عبقر وهو صفة لکلّ ما بولغ فی وصفه وما یفوقه شیء. (المعجم الوسیط، 2004م: 581) و"جنة عبقریة" استعارها الشاعر للإبل فی هذا البیت، وتدل علی کرم مرثیه ومروءته، وقد وصف الشاعر مرثیه بالجواد باستعمال هذه المصاحبة لأنه قد نحر لضیوفه أفضل إبله. الکتیبة الرداح
الکتیبة هی الفرقة العظیمة من الجیش تشتمل علی عدد کثیر من السرایا. (المعجم الوسیط، 2004م: 685) و"الرداح" کثیر العدد، الکتیبة الرداح هی الجیش الضخمة ذات العدد الکثیر. قد وصف الشاعر الکتیبة بالرداح للمبالغة والتأکید؛ لأن الکتیبة نفسها تدلّ علی جیش جرّار. وقد قصد الشاعر من استخدام هذه المصاحبة أن یبالغ فی وصف ممدوحه بعلو الشأن والمقام. ب) المصاحبة الإضافیة (المضاف والمضاف إلیه)قد جمع لبید بین اسمین فی حالة إضافة بسبب ارتباطهما الخاص، ومنها: لزوم العصا
تدلّ المصاحبة اللفظیة فی ترکیب "لزوم العصا" علی زمن الشیخوخة؛ لأن الإنسان عندما یهرم ویشیخ، یضعف ویفقد قواه ولا یستطیع أن یمشی بسهولة ولهذا یلزم العصا ویتوکأ علیها دائمًا. وقال الشاعر فی هذا البیت إن أبطأت منیتی ولا أمت فی الصغر والحداثة أشخ وأصاحب العصا والمحجن. یوم الکریهة
یوم الکریهة مصاحبة تدلّ علی الحرب، وسمیت بهذا الاسم لأن الإنسان یکره الحرب. بناتُ الدّهر
قد أضیفت "بنات" إلی "الدهر" وأوجدت إضافة لفظیة تکون بمعنی الأیام واللیالی. (المصدر نفسه: 65) أو بمعنی حوادث الدهر ودواهیه ومصائبه. إذاکانت المصاحبة بمعنی الأیام واللیالی یقصد بها مرور الزمن وتفید أن مرور الزمن یفنی الناس مهما کان لدیهم من القوة، وإذا کانت بمعنی حوادث الدهر ومصائبه تدلّ علی أن حوادث الدهر تغلب الجمیع حتی الأقویاء وتهلکهم. زاجر الطیر
زجر الطیر هو من عادة العرب للتنبؤ بالآتی وللتیمّن والتشاؤم. فإنهم کانوا یزجرون طائرة إن سنحت یتفاءلون بها وإن برحت یتشاءمون. (الحاج حسن، 1998م: 58) وهذه المصاحبة (زاجرات الطیر) تدلّ علی العیافة والکهانة وتفید أن الناس لا یعرفون باستعانة التکهّن ما قدّر الله لهم ولا یعلمون مصیرهم ولا یتطلعون علی الآتی. رابط الجأش
الجأش: رُواع القلب إذا اضطرب عند الفزع. (الفیروزآبادی، لاتا: 586) ورابط الجأش مصاحبة لفظیة بمعنی ثابت القلب أو قوی القلب والشجاع ویستعمل ربط الجأش وقوی الجأش للشجاع أیضا. (الیازجی، 1985م: 31) وتکون استعارة مکنیة، شبّه الشاعر القلب بما یُربط ویُشدّ کالخیل ثم حذف المشبه به وأتی بشیء من لوازمه. «ورجل رابط الجأش وربیط الجأش أی شدید القلب کأنّه یربط نفسه عن الفرار یکفّها بجرأته وبشجاعته. وربط جأشه رباطة: اشتدّ قلبه ووثق وحزم فلم یفرّ عند الروع.» (ابن منظور، لاتا: 3، 1561) أطراف الأسل
أطراف جمع الطرف وهو منتهی کلّ شیء، والأسل: نبات له أغصان کثیرة دقاق بلا ورق، وسمّی الرمح أسلا علی التشبیه فی اعتداله واستوائه ودقّة أطرافه. (ابن منظور، لاتا: 1، 80) وقد أضاف الشاعر لفظة أطراف إلی الرماح وهی مجاز مرسل بالعلاقة الآلیة وهذه العلاقة «هی کون الشیء واسطة لإیصال أثر شیء إلی آخر.» (الهاشمی، لاتا: 253) أطراف الرماح مصاحبة تعنی الحرب؛ لأنها تکون من آلات الحرب. وقد أراد الشاعر من استعمالها أن یقول إنهم قوم یحاربون الآخرین لحفظ مجدهم والدفاع عنه. خطل اللسان
لفظ "خطل" ذو معان متعددة ویختلف معناه باختلاف ما یضاف إلیه. رجل خطل الیدین بالمعروف أی رجل جواد معطاء. (الیازجی، 1985م: 30) وإذا أضیف إلی الأذن یکون بمعنی الطویلة والمسترخیة: رجل خطل الأذن معناها طویلة ومسترخیة الأذن؛ وإذا أضیف إلی السهم بمعنی الطائش: رجل خطل السهم أی یذهب شمالًا ویمینًا ولا یصیب الهدف؛ وإذا أضیف إلی اللسان له معنیان، الأول: الطویل، رجل خطل اللسان أی طویل اللسان، والثانی: الفاسد، رجل خطل اللسان أی فاسد الکلام وسیئ المنطق. وهذه المصاحبة فی هذا البیت تدلّ علی سوء المقالة وفساد الکلام وقبح المنطق. ج) المصاحبة العطفیة (بالعلاقة التضادیة)یتکوّن هذا النوع من المصاحبة من اسمین معطوفین یبنیان علی علاقة التقابل أو التضادّ، نحو: الملوک والسوقة
السوقة: الرعیة من الناس، سمّواکذلک لأن الملک یسوقهم ویعرفهم تبعًا لمشیئته. قد أراد الشاعر من عطف هاتین الکلمتین المتضادتین بیان مخالطته أناسًا مختلفی المستویات بالقول إنه قد رأی من الناس من یکون رفیع المقام وعظیم الشأن ومن یکون محطوط القدر ووضیع الشأن. وتدل هذه المصاحبة علی طول عمر الشاعر وکثرة تجاربه. وسمّی هذا النوع من التضاد، التضاد المتدرّج وهو «یمکن أن یقع بین نهایتین لمعیار متدرج أو بین أزواج من المتضادات الداخلیة. وإنکار أحد عضوی التقابل لا یعنی الاعتراف بالعضو الأخر».(مختار عمر، 1998م: 102) الحلال والحرام
أراد بالحرام الأشهر الحرام وهی أربعة وبالحلال أشهر الحل وهی ثمانیة، والسنة لا تعدو أشهر الحرم وأشهر الحلّ، فعبر عن مضی السنة بمضیهما. (الزوزنی، 2004م: 134) هذا النوع من التضاد یُسمّی التضاد الحاد أوغیر المتدرج، «وهذه المتضادات تقسم الکلام بحسم دون الاعتراف بدرجات أقل وأکثر. ونفی أحد عضوی التقابل یعنی الاعتراف بالآخر. فإذا قلت إن فلانا غیر متزوج فهذا یعنی الاعتراف بأنه أعزب.» (مختار عمر، 1998م: 102) الخلف والأمام
المصاحبة فی الترکیب العطفی بین کلمتی الخلف والأمام فی هذا البیت تدلّ علی أن البقرة إن لم تر صاحب الصوت ولم تعرف موقفه وهی تسمع الصوت من جهة، ظنت أن کل جهة هی موضع صاحب الصوت، فذعرت لا تعرف مفرّها ومنجاها. وقد سمّی هذا النوع من التضاد، التضاد التقابلی أو الامتدادی. (مختار عمر، 1998م: 104) أیمن وأیسر
عطف الشاعر لفظ"أیسر" علی لفظ "أیمن" لیظهر حدود السحاب بالقول إن أیمن المطر علی تلک المنطقة وأیسره علی تلک الجبال، ومصاحبة الکلمتین المتضادتین فی هذا البیت تفید عظم السحاب وسعته وعموم نفعه. هذا التضاد هو التضاد التقابلی أو الامتدادی. الریث والعجل
الریث هو التمهل والإبطاء. وهذه المصاحبة تدلّ علی کلّ ما یفعله الانسان وتفید أن الانسان لا یعمل شیئا إلا أن یکون بإذن الله ومشیئته. التضاد بین کلمتی "الریث" و"العجل" هو التضاد المتدرج. د)المصاحبة العطفیة (بالعلاقة التکاملیة)قد تأتی بعض الکلمات معطوفة علی کلمة أخری تقترب معانیها ولهذا الاقتران فی المعنی تتصاحبان لتکمیل المعنی، ومنها: العمّ والأب والأمّ
قد أراد الشاعر من عطف هذه الکلمات الثلاث "العمّ" و"الأب" و"الأمّ" التی بینها صلة وطیدة، أن یصف ممدوحه بعلو الشأن والمقام بالقول إن هذا الممدوح له أصل کریم وحسب شریف، وإنه نشأ وترعرع فی أسرة تفوق الناس کلّهم. وهذه المصاحبة اللفظیة تدلّ علی الحسب والنسب. المحافظ والمحامی
"المحافظ والمحامی" کلمتان مترادفتان ومعطوفتان فی هذا البیت. «الحمایة تکون لما لا یمکن إحرازه وحصره مثل الأرض والبلد؛ تقول هو یحمی البلد والأرضَ وإلیه حمایة البلد، والحفظ یکون لما یحرز ویحصر وتقول: هو یحفظ دراهمه ومتاعه، ولا تقول: یحمی دراهمه ومتاعه، ولا یحفظ الأرض والبلد إلا أن یقول ذلک عامی لا یعرف الکلام.» (العسکری، لاتا: 207) تدلّ هذه المصاحبة علی أن أربد قدکان رجلًا مغیارًا وذا عصبیة خاصة لقومه وقبیلته ویذود عنهم ویمنعهم ویدافع عما یجب حفظه وحمایته. الترادف فی هذا البیت هو الترادف الإشاری: ویقصد بالترادف الإشاری اتفاق لفظین أو أکثر فی المشار إلیه، وبناء علی ذلک، یوصف اللفظان بالترادف الإشاری إذا کان المشار إلیه فیهما واحدا، کصفات النبی (ص) المصطفی والمختار والبشیر التی تشیر جمیعها إلی النبی (ص). (یونس علی، 2007م: 404) والمشار إلیه فی هذین اللفظین واحد وهو ممدوح الشاعر. والد وولد
قد عطف الشاعر لفظ "ولد" علی لفظ "والد" وأوجد مصاحبة لفظیة بسبب ارتباطهما القوی. وتفید هذه المصاحبة أن الموت لا مفرّ منه لأحد وینال النّاس کلّهم. لا والد ولا ولد مجاز مرسل بالعلاقة الجزئیة وأرید منهما عامة الناس کلّهم، واستخدامهما تأکید لعبارة "من أحد". ساری وغادی وعشیّة
الساری هو السحاب الماطر لیلًا، الشاعر جمع للدّمن أمطار السنة کلّها؛ لأن أمطار الشتاء أکثرها یقع لیلًا، وأمطار الربیع أکثرها یقع غداة، وأمطار الصیف أکثرها یقع عشیّا. (الزوزنی، 2004م: 135) وتدلّ هذه المصاحبة علی أن هذه الدیار والدّمن یصیبها المطر طوال السنةکلها فی الربیع والصیف والشتاء، ولإصابتها هذه الأمطار المتعددة فی الفصول المختلفة أصبحت أرضها خصبة وممرعة ومشعبة. النتیجةلقد عنی لبید بانتقاء ألفاظه ونظمها عنایة کبیرة، وأوجد حسن ترتیب ألفاظه ورصفها تناسبًا لفظیًا ومعنویًا خاصًّا فی شعره. الصلة الوطیدة بین بعض الألفاظ قد أدّت إلی تشکیل مصاحبات لفظیة فی أشکالها المتعددة فی شعر لبید. ولعبت المصاحبة اللفظیة دورا هاما فی شعره فی الوصول إلی المعنی المراد، لأنها تساعد فی تحدید المعنی الذی اکتسبته الکلمة خلال تضامنها مع الکلمات الأخری، بما أنّ أحسن طریقة لفهم معنى الکلمة هو وجودها فی الترکیب الذی یسهم فی إبراز معناها. لقد استخدم لبید المصاحبات اللفظیة علی المستویین الأساسیین الفعلی والاسمی فی شعره، وهو وظّف من المصاحبات اللفظیة علی مستوی النمط الفعلی: المصاحبة بین الفعل والفاعل، وبین الفعل والمفعول به، والمصاحبة التضادیة، والمصاحبة بین الفعل والحرف. واستخدم من المصاحبات اللفظیة علی مستوی النمط الاسمی: المصاحبة الوصفیة (الموصوف والصفة)، المصاحبة الإضافیة (المضاف والمضاف إلیه)، والمصاحبة العطفیة بالعلاقتین التضادیة والتکاملیة. وقد وظف الشاعر المصاحبة الفعلیة أکثر من المصاحبة الاسمیة؛ المصاحبة بین الفعل والمفعول به أکثر تردّدا بالنسبة إلی المصاحبات الفعلیة الأخری، ثمّ المصاحبة بین الفعل والحرف، ثم المصاحبة بین الفعل والفاعل، وتقع المصاحبة التضادیة فی النهایة. ومن المصاحبات الاسمیة، المصاحبتان الوصفیة و الإضافیة تردّدهما أکثر، ثم المصاحبة التضادیة، والمصاحبة التکاملیة أقل استخداما. المصاحبات اللفظیة المستخدمة فی شعر لبید من المصاحبات العادیة، واستخدام هذا الحجم الضخم من المصاحبات اللفظیة فی أنواعها المختلفة فی الشعر یدلّ علی مقدرة الشاعر وبراعته فی إنشاد الشعر وإلمامه بالموضوع المتحدث عنه واهتمامه باختیار ألفاظه وانتقائها. | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مراجع | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
ابن ابی الحدید، عبد الحمید بن هبة الله. (لاتا). شرح نهج البلاغة. التحقیق: محمد أبو الفضل إبراهیم. ط1. قم: مکتبة آیت الله العظمی مرعشی نجفی(ره). ابن منظور، محمد بن مکرم. (لاتا). لسان العرب. ط1. القاهرة: دار المعارف. ابن هشام المصری. (لاتا). مغنی البیب عن کتب الأعاریب. ط1. بیروت: دار إحیاء التراث العربی. أبوعلی، محمد توفیق. (1988م). الأمثال العربیة والعصر الجاهلی دراسة تحلیلیة. ط1. بیروت: دار النفائس. أبوهلال العسکری. (لاتا). الفروق اللغویة. التحقیق: محمد ابراهیم سلیم. ط1. القاهرة: دار العلم والثقافة. البرکاوی، عبد الفتاح عبد العلیم. (1991م). دلالة السیاق بین التراث وعلم اللغة الحدیث. ط1. القاهرة: دار الکتب. الجوهری، اسماعیل بن حماد. (لاتا). الصحاح تاج اللغة وصحاح العربیة. التحقیق: أحمد عبد الغفور عطار. ط1. بیروت: دار العلم للملایین. الحاج حسن، حسین. (1998م). الأسطورة عند العرب فی الجاهلیة. ط1. بیروت: المؤسسة الجامعیة للدراسات والنشر التوزیع. حسام الدین، کریم زکی. (2000م). التحلیل الدلالی إجراءاته ومناهجه.ط1. القاهرة: دار غریب. خلیفة راشد، الصادق. (1996م). دور الحرف فی أداء معنی الجملة. ط1. بنغازی: جامعة قازیونس. داود، محمد. (2004م). القرآن الکریم وتفاعل المعانی. ط1. القاهرة: دار غریب. الدسوقی، ابراهیم. (1420ق). «المصاحبه اللفظیة وتطور اللغة». مجله کلیة دارالعلوم. العدد 25. صص 328-279. ربابعة، موسی. (2000م). جمالیات الأسلوب والتلقی. ط1. الاردن: مؤسسة حمادة للدراسات الجامعیة. الزوزنی، أبی عبدالله الحسین بن أحمد. (2004م).شرح المعقات السبع. ط2. بیروت: دار المعرفة. السکاکی، أبی یعقوب یوسف. (1980م). مفتاح العلوم. ط1. بغداد: مطبعة دار الرسالة. صالح حسنین، صلاح الدین. (لاتا). الدلالة والنحو. ط1. لامک: مکتبة الآداب. طالبی، آمنه فاطمة الزهراء. (2008م). إشکالیة حدود الترجمة الآلیة ترجمة نظام سیستران للمتلازمات اللفظیة، (رسالة جامعیة لنیل درجة الماجستیر بإشراف الدکتور عمار ویس). الجزائر: جامعة منتوری، کلیة الآداب واللغات. عبد الفتاح الحسنی، محمد. (2007م). المصاحبة اللغویة وأثرها فی تحدید الدلالة فی القرآن الکریم، (رسالة جامعیة لنیل درجة الدکتوراه بإشراف عبد الحلیم محمد عبد الحلیم ومحمود عبد العزیز عبد الفتاح). القاهرة: جامعة الأزهر. غزالة، حسن. (1993م). «ترجمة المتلازمات اللفظیة». مجلة ترجمان. بیروت: دار العلم للملایین، العدد 1، صص 7-44. الفیروزآبادی، محمد بن یعقوب. (2005م). القاموس المحیط. ط8. بیروت: مؤسسة الرسالة. لبید بن ربیعة العامری. (1997م). دیوان لبید. الشرح والضبط: عمر فاروق الطباع. ط1. بیروت: شرکة دار الأرقم بن أبی الأرقم. ـــــــــ. (لاتا). دیوان لبید بن ربیعة العامری. ط1. بیروت: دار صادر. مجمع اللغة العربیة. (2004م).المعجم الوسیط.ط4. مصر: مکتبة الشروق الدولیة. مختار عمر، أحمد. (1998م). علم الدلالة. ط5. القاهرة: عالم الکتاب. مطلوب، أحمد وکامل حسن البصیر. (1982م). البلاغة والتطبیق. ط1. بغداد: وزارة التعلیم العالی والبحث العلمی. الهاشمی، السید أحمد. (لاتا). جواهر البلاغة فی المعانی والبیان والبدیع. الضبط والتدقیق: یوسف الصمیلی. ط1. بیروت: المکتبة العصریة. الیازجی، ابراهیم. (1985م). نجعة الرائد وشرعة الوارد فی المترادف والمتوارد. ط3. بیروت: مکتبة لبنان. یونس علی، محمدمحمد. (2004م). مقدمة فی علمی الدلالة والتخاطب. ط1. بیروت: دار الکتب الجدید المتحدة. | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
آمار تعداد مشاهده مقاله: 2,720 تعداد دریافت فایل اصل مقاله: 804 |