تعداد نشریات | 418 |
تعداد شمارهها | 9,997 |
تعداد مقالات | 83,560 |
تعداد مشاهده مقاله | 77,801,203 |
تعداد دریافت فایل اصل مقاله | 54,843,868 |
دراسة الدوالّ القصصیة فی سام نامه (رسالة سام) | ||
إضاءات نقدیة فی الأدبین العربی و الفارسی | ||
مقاله 4، دوره 5، شماره 20، خرداد 1437، صفحه 96-71 اصل مقاله (349.34 K) | ||
نوع مقاله: علمی پژوهشی | ||
شناسه دیجیتال (DOI): دراسة الدوالّ القصصیة فی سام نامه (رسالة سام) | ||
نویسندگان | ||
زهرا دری* 1؛ بریسا ایمانی کورادل2 | ||
1أستاذة مساعدة فی اللغة الفارسیة وآدابها بجامعة آزاد الإسلامیة فی کرج، کرج، إیران | ||
2خریجة قسم اللغة الفارسیة وآدابها بجامعة آزاد الإسلامیة فی کرج، کرج، إیران | ||
چکیده | ||
تعتبر دراسة الأعمال الملحمیة – البطولیة الشعریة الفارسیة المتأثرة بالشاهنامة والتقالید الروائیة، من المجالات التی یمکننا أن نخضعها للتحلیل معتمدین على وجهات نظر مختلفة. تعرف سامنامه بأنها آخر الملاحم الوطنیة للأدب الفارسی، ومن المعروف أنها نظمت فی أواخر القرن السابع وأوائل القرن الثامن الهجریین – ذلک إن قبلنا أنها من أعمال خواجوی کرمانی – وهی تنتمی إلى مجموعة هذه الأعمال التی تقترب من الشاهنامة بتأثرها بالتقالید الملحمیة من جهة، ومن جهة أخرى فهی تتضمن عنصری العشق والبطل الذی ینجو من الموت بحیل مختلفة لیصل إلى حبیبته، مما یجعل من هذا العمل الأدبی روایة بطولیة. سنحاول فی هذا البحث تحدید وتحلیل الدوالّ القصصیة فی هذا العمل الأدبی لمقارنته مع الأعمال القصصیة والروائیة الأخرى، حتی نتبین منزلته فی تطور الأنواع الأدبیة للغة الفارسیة بشکل أفضل. ونلاحظ فی هذا العمل أن الدوال الخیالیة و الدوال الملحمیة –وقصص الفتوات و الدوال الغرامیة ودوالّ الکرامة من أشهر الدوال الموجودة فی هذا العمل الأدبی حیث سنتطرق إلیها فی هذا البحث. وتتمثل المؤشرات الرئیسة لاختیار الدوال ودراستها فی هذا العمل الأدبی بعاملی التکرار والتحفیز، حیث قمنا بتقدیم جدول النتائج کمعیار مناسب لمقارنة هذا العمل بسائر القصائد الملحمیة أو الغرامیة فی الأدب الفارسی. | ||
کلیدواژهها | ||
الدوالّ؛ سامنامه؛ الرومانسیة؛ الأنماط القدیمة؛ الرؤى؛ العفریت | ||
اصل مقاله | ||
تختلف الأنواع الأدبیة التی طرحها قدماء الغرب بکافة مبادئها وقواعدها عن الأنواع الأدبیة الموجودة فی إیران. لکن هذا الأسلوب فی استعراض المحتوى، أتاح المجال أمام تصنیف الأعمال الأدبیة إلى ملحمیة وغنائیة وهجائیة وروائیة وتعلیمیة وغیرها. یرى أغلب الباحثین أن الأدب الملحمی یمثل القیم الإنسانیة الأصیلة القدیمة لقوم أو بلاد، حیث یقول لامارتین : "الشعر الملحمی شعر الشعوب أثناء طفولتها، وهی تمزج التاریخ بالأساطیر والخیال بالحقیقة والشاعر مؤرخ الشعب." (شمیسا، 2002م: 63) یعتمد هذا النوع الأدبی على الروایة الشفهیة ویعتبر دیفید سان أن هذا التقلید الشفهی هو الشکل الوحید لتناقل واستمرار الأساطیر والملاحم (دیفید سان، 1999م: 67-68)، ونظراً لهذا السبب ولأسباب اجتماعیة وثقافیة أخرى، فقد خضع النوع الأدبی الملحمی للتغیر کما هو الحال بالنسبة لسائر الأنوع الأدبیة؛ فعلى سبیل المثال تختلف ملاحم "الإلیاذة" و "الأوذیسة" لهومیروس عن الملاحم التی کتبت فیما بعد. ویمکننا أن ندرس هذه التغیرات من جانب المحتوى والبنیة بشکل جید فی الأدب الفارسی، کما هو الأمر بالنسبة للملاحم العامیة التی تختلف أکثر من غیرها عن سائر أنواع الملاحم، ویعود أغلبها إلى العهد الصفوی وما بعده ونلاحظ فیها تراجعا عن مبادئ اللغة وضعفها الشعری. (امیدسالار، 2002م: 459-438).ونلاحظ فی أعمال (بانوکشسبنامه وشهریارنامه و جهانکیرنامه) وجود أنواع من الدوال التی یمکن مقارنتها بالشاهنامةأکثر من غیرها، وهذا من المؤشرات التی تدل على تحول الأنواع الأدبیة، هذا التحول الذی لا یتوقف على الإطلاق إذ لا یفنى أی نوع من الأنواع الأدبیة (Genre) بل یتخذ شکلاً آخر ویظهر ضمن إطار جدید. یعتقد الدکتور صفا أن سامنامه من الأعمال الأدبیة الملحمیة الغرامیة لخواجوی کرمانی الذی نظمها فی أواخر القرن السابع وأوائل الثامن الهجریین ، (صفا، 2000م: 335)، لکن هذا الکلام موضع شک الباحثین نظراً للضعف اللفظی والمعنوی والبنیوی ووجود أبیات غیر صحیحة وعیوب فیها(رستکار فسایی، 2001م: 39).یقول الأستاذ سرکاراتی فی هذا الشأن: «لا تعود مواد هذه الملحمة الأدبیة إلى الأساطیر الأصیلة والقدیمة المرتبطة بالملاحم الوطنیة الإیرانیة، بل إنها عبارة عن مجموعة من الروایات العامیة الشفهیة التی کانت مبعثرة، ثم خضعت للتنظیم على ید الشاعر.» (سرکاراتی، 1991م: 23). إن وجهة النظر التی قدمها الدکتور محمد زاده بدراسة مقارنة بین سامنامه و "هماوهمایون"لخواجو، تری أن سامنامه لا علاقة لها بخواجو (محمدزاده- رویانی، 2007م: 164-163). ومع ذلک وکما یتبین من الاسم وأوجه التشابه الکثیرة مع الشاهنامة، فهی آخر ما تبقى من القصائد الوطنیة الملحمیة. تدور قصص هذا الکتاب حول حب سام ابن نریمان، جد رستم، لبریدخت ابنة ملک الصین. غادر سام دیاره بحثاً عن حبیبته متجهاً إلى الصین، وواجه فی طریقه أحداثاً وکائنات مثل العفاریت والحوری والتنین وغیرها. تحمل سام کافة المشقات والمتاعب لیصل أخیراً إلى حبیبته. إن البنیة العامة لهذا العمل الأدبی تجعله عملاً رومانسیاً بطولیاً مقابل الأعمال الرومانسیة الغرامیة مثل "ویس ورامین". أما فی مجال النوع الأدبی الرومانسی فإن غیلیان یعتقد أن الرومانسیین یخرجون من إطار الملحمة والتمثیل (رک بیر، 2007م: 25)، کما أن بورا فی کتاب «الشعر البطولی» الذی یدور حول الشعر البطولی للأقوام والشعوب، یتابع موضوع تحول الملاحم إلى الرومانسیة، التحول الذی یؤکد علیه خالقی مطلق، لکنه فی باب زمن التحول یعتبره أمراً نسبیاً یختلف باختلاف المجتمع (خالقی مطلق،2007م :181). ومن ناحیة أخرى فقد تم تأسیس هیکل الرومانسیة على المغامرة استناداً إلى قصص العملیات البطولیة والحب والجانب الأکثر متعة من روایة القصص وبعبارة أخرى یهتم الکاتب بالوظیفة (action)، أکثر من الشخصیات. یبحث البطل الرومانسی عادة عن حبیبته وهی ابنة ملک جمیلة، أو یفتش عن الکنز أو کأس المسیح کما هو الأمر فی الأدب الأوروبی والذی یعتبر بدیلاللحبیبة، ویواجه فی طریقه الکثیر من الأحداث والکائنات الغریبة، وبعد اجتیازه لکافة العوائق یصل إلى هدفه ومبتغاه. ونلاحظ فی سام نامه تواجد العناصر الملحمیة ودمجها بعناصر الحب بشکل جید. تختلف سام نامه عن الشاهنامة باحتوائها على الکثیر من القصص المتداخلة التی تتمتع بجذور بطولیة وأسطوریة تمنحها بنیة و دوالّ قدیمة. تقوم فرضیة البحث على أن سام نامه تنتمی إلى مجموعة الأدب الرومانسی البطولی من حیث النوع الأدبیوقد دونت فی فترة ازدهار تألیف کتب العجائب والغرائب؛ وبما أن العنصر الأساس فی الأعمال الرومانسیة هو البنیة، فإن دراسة الدوال القصصیة لهذا العمل الأدبی تتیح لنا تحلیله وذلک لأجل مقارنته بالأعمال الملحمیة الأخرى فی هذا المجال، مما سیمکننا من الحکم على صحة نسبته إلى خواجوی کرمانی أو عدمهاوالمسار العام لتطور هذا النوع الأدبی. سنحاول فی بحثنا هذا تبیین الدوال القصصیة الأکثر شیوعاً ومقارنتها عبر تعیین الدوال القصصیة من خلال رسم بیانی.
بما أن تجمیع الحالات المتشابهة بین الثقافات والظروف الخارجیة المتنوعة یقوی إدراکنا وبصیرتنا الأدبیة حول عملیة إیجاد القیم الجمالیة وتعریفها؛ فإن تعیین الموتیفات والدوال ودراستها أمر ضروری لإثبات عمومیة الدوال والموتیفات المعینة. النموذج البارز الأول للدراسات التی أجریت فی هذا المجال، «ثقافة الدوال الأدبیة الشعبیة - Motif- Index of Folk Literature» والتی دونها ستیت تامسون فی ستة مجلدات، أما إلیزابیث فرنزیل الألمانیة فقد أفسحت المجال أمام الباحثین الآخرین بتألیف کتابی «دوال الأدب العالمی»، (Stoffe der Weltliteratur) و «موتیف الأدب العالمی» (Motive der Weltliteratur). أما العمل الآخر فی هذا المجال فهو کتاب إدوارد ستن بعنوان "أصوات خیبة أمل" حیث تطرق فیه إلى أربعة موتیفات فی الأدب الأمریکی. کماقدم دیان أوتین فی کتاب «رحلات سماویة» (Heavenly Journeys) بعض وجهات النظر حول هذه النظریة واعتبر المفاهیم والظواهر الدینیة من الموتیفات؛ أما فی إیران فهناک بعض المقالات مثل: « المضمون، دالة غالبة ورمز» لأحمد سمیعی کیلانی1التی طرح فیها بحوثاً مفیدة، لکنه تطرق إلى هذه النظریة بشکل کلی و مقالة الدکتور محمّد بارسانسب بعنوان «الدالة: التعاریف، الأنواع، الوظائف و.. إلخ» ومقالة محمد تقوی وإلهام دهقان بعنوان «ما هو الموتیف، وکیف یتشکل؟» وسوف نعتمد علیها فی هذا البحث. کما تطرقتبروین سلاجقه فی مقالها«وظیفة الموتیف فی القصة» إلى هذا الموضوع . ورغم تقدیم العدید من التعاریف للدالة فی الکتب المختلفة، لکن قلما تم التطرق إلیها بشکل متخصص.إن البحوث التی أجریت حول سام نامه، تطرقت إلى مقارنتها بکتاب "همای و همایون" لخواجوی کرمانی. کماحاول بعض الباحثین أن یستندوا إلى أوجه الشبه الکثیرة بین هذین الکتابین، لیثبتوا أن سام نامه من تألیف خواجوی کرمانی، حیث اعتبر سعید نفیسی للمرة الأولى فی إیران أن سام نامه من أعمال خواجوی کرمانی، وقام البعض بتألیف مقالات حول هذا العمل من بعده ومنها: مقالة هدایت نیّرسینا و رستکار فسایی حول نسبةسام نامه إلى خواجوی کرمانی و مقالة فرنکیس برویزی والتی تطرقت إلى دراسة اللغة وبعض القواعد النحویة فی سام نامه. ویعتبر الدکتور وحید رویانی مصحح هذا العمل أنه من أعمال القرن العاشر على الأقل ویرفض نسبته إلى خواجوی کرمانی (محمدزاده- رویانی، 2007م: 164-163) وفی مقالة أخرى له قام بدراسة «التأثیر والتأثر بین الشاهنامة وسام نامه».(رویانی،1390: 137). تحاول هذه العجالة بیان بنیة الدوال القصصیة فی سام نامه فی أربعة أقسام: الدوال الخیالیة و الدوال الملحمیة –وقصص الفتواتو الدوال الغرامیة ودوال الکرامة أما منهج البحث فهو یرتکزعلى دراسة الحالة والنوعیات لبیان القیم والخصائص التی یتمیز بها هذا العمل، کما تم عرض النتائج على شکل وصفی – تحلیلی باستخدام الرسوم البیانیة.
الموتیف (Motif/Motive) أو الدالة، موقف أو حدث قصصی أو فکرة أو صورة نمطیة أو عبارة لغویة أو نمط معین من الشخصیة مما نجده ماثلاً و متکرراً فی شتى الأعمال الأدبیة والحکایات الشعبیة و الأساطیر ووظیفته أن یثیر حالة قد تؤدی إلى التعرف والکشف أو یکون شاهدا ورمزاً على وضع معین. فی النظریة البنیویة لبوریس توماشفسکی2، یرتبط الموتیف بالروایة. یعتبر توماشفسکی أن الموتیف هو دالة أصغر وحدة قصصیة (دالة جملة أو مفهوم روائی) على المستوى النحوی، ویعتقد أن الفکرة التی تعبر الدالة عنها، فکرة توحد المواد اللفظیة للعمل الأدبی. وبتعبیر آخر،فإن کل عمل أدبی من الممکن أن یتضمن دالة واحدة وفی الوقت نفسه قد یکون لکل جزء منه دالة مستقلة. إذا حللنا العمل القصصی على هذا الأساس، فسوف نصل إلى أجزاء لا تتجزأ مثل: «سوف یأتی بعد الظهر»، «سوف تقتل المرأة الکهلة»، «سیموت البطل»، «لم تستلم الرسالة» وغیرها من العناصر التی تشکل الأجزاء الکلیة للعمل. وفی الواقع، إن لکل جملة من الروایة موتیفها الخاص. (مک کویلان3، 2005: 68-67 نقلاً عن تقوی- دهقان، 2009م: 22). وقدم فلکی فی تمهید لکتاب روایة القصة، تعریفاً للدالة یستند إلى النظرة السائدة فی الأدب الروائی: «... فی نظریة کتابة القصة، Motiveلا یعنی الحافز، بل یعنی الدالة أو الموتیف، الصورة والشکل المحدد فی قصة معینة؛ أی الدور الأساسی او الداخلی لمختلف عناصر القصة، مثل موتیف المقلمة فی روایة البومة العمیاء(بوف کور) أو الموسیقى فی قصة مسخ» (فلکی، 2003م: 9). ویبدو أن کافة الأدوات والعناصر التی تؤدی إلى ترابط العمل الأدبی وسیر فکر الکاتب بمبدأ النوع الأدبی وأساسه وقدمه ، جزء من دوال ذلک الأثر والتی تتمتع ببروز خاص حسب النوع الأدبی إثر التکرار. وهذا هو العامل الذی یجعل الدالة عنصراً نموذجیاً. الدوال عناصر تعود إلى أقدم العصور، متجذرة فی العادات والتقالید وطریقة تفکیر أصحاب الأعمال الأدبیة والشعوب. یعتقد یونغ4أن النماذج العلیا القدیمة موجودة فی اللاوعی وهی تؤثر على سلوک الإنسان، وقد تم توارثها من جیل إلى جیل فی تحول اللاوعی الإنسانی. (یونغ، 2004م: 104). ورغم أن مفهوم النماذج العلیا القدیمة یشبه التوبوس5، لکن هناک اختلافاً طفیفاً فی مرحلة إنتاج کل منهما. واللاوعی حسب تعریف یونغ، ظاهرة غیر ثابتة وغیر ساکنة، وهی تظهر بشکل یتناسب مع کل زمان. (یونغ، 1998م: 120)؛ ومن هذا المنطلق فهی تظهر بأشکال مختلفة وجدیدة مثل الأسطورة والمذهب والحلم والعفریت والأوهام الشخصیة وغیرها، ونتبینها فی مختلف الأعمال الأدبیة بأنواع مختلفة. لکنالتوبوسانعکاس لمجال فی الوعی، مجرد عن الإبداع والتکرار. (تقوی- دهقان، 2009م: 17). إن ظهور الموتیف فی الشعر هو من نوع العناصر المتکررة الهامة أو الحساسة. وفی الأعمال الأدبیة الشعریة الملحمیة والغرامیة التی أکد کل منهما على التقالید الروائیة والشفهیة، تعتبر الشاهنامة النموذج الأفضل للکتاب والشعراء من الأجیال اللاحقة والذین یریدون التقلید، ولم یکن شاعر سام نامه مستثنى من هذا الأمر. ولا بد أن وجود دوال مثل العفریت والسحر والحوریة والدعاء والولائم وغیرها، تحکی قصصاً کانت تجری فی الماضی البعید حیث کان العامة یصدقون وجود هذه الأشیاء. إن تنوع أذواق الناس یأتی بالعدید من الدوال المتنوعة والبنى المعقدة، حیث یکون العمل أحیاناً رومانسیاً غرامیاً (ویس و رامین) و أحیاناً أخرى بطولیاً (کل ونوروز)، وقصائد مثل سام نامه تعبیر عن التنوع فی الأدب الملحمی. وکما ذکرنا، فإن الرومانسیة تخرج من داخل الحماسة والتمثیل، وتشمل أنواعاً مختلفة لن یتسع المجال لذکرها فی هذه العجالة. ونظراً لتنوع الدوال فی سام نامه، فقد فضلنا دراستها حسب التصنیف الأشهر الذی أتى به الدکتور بارسا نسب والذی یشمل الدوال الخیالیة و الدوال الملحمیة – وقصص الفتوات و الدوال الغرامیة ودوال الکرامة. (بارسا نسب،2009م :27).
4-1- الدوال الخیالیة الخارقة تعتبر الدوال الخیالیة من الدوال الواردة بکثرة فی سام نامه، وتشمل العناصر المیتافیزیقیة التی تصیب القارئ بالذهول.ویبدو أن عناصر مثل السحر والطلاسم والحوروالعفاریت والحیوانات الخیالیة وغیرها، کانت نتیجة للمجتمعات غیر المتحضرة بالنظر إلى الجهل الذی کان مطبقاً علیها تجاه عالمها، مما وفر الجو المناسب لظهور الدوال العجیبة، فقد کان رواة القصص یستفیدون منها بشکل کبیر رغم تغیر نتائجها فی مختلف العهود. 4-1-1- السحر: بالنظر إلى القصص الفارسیة الأولی، یمکننا أن نستنتج أن مضمون السحر فی أغلب القصص کان جزءاً لا یتجزأ عن الحروب، فقد کانت الجیوش تعمد إلى السحر للتغلب على المنافسین، مما یعبر عن الوجه السلبی للعرافین والسحرة. یتعرض سام بطل سام نامه إلى السحر کثیراً، فقد کانوا یلجأون إلى ذلک لأنهم لم یکونوا قادرین على مواجهته، لکن سام کان ینجو بذکائه أحیاناً وبمساعدة أصدقائه أحیاناً أخرى. والسحرة الذین قابلهم سام: عالم أفروز الذی نشر الظلام بسحره وخطف بریدخت وذهب بها إلى السماء.(خواجو،2003م:195) وعاق جادو الذی نثر الزجاج المکسر حول القصر الکبیر الذی کان سام موجوداً فیه مما أدى إلى ظهور جبل زجاجی حول القصر (م ، ن:434) وجندجادو الذی أوجد بحراً من النار لحمایة قلعة جند. (م ، ن:108) و شدّاد الذی خلق الجنة والنار اللتین لم یکن أحد قادراً على الذهاب إلیهما. (م ، ن:480) وأرّجان الذی کان ینفث النار (م ، ن:490) والعجوز الساحرالذی لم ینخدع سام به (507) و أرقم الذی کان یحول نفسه إلى صخرة فی حالات الخطر (م ، ن:559) وخاتوره أم عوج بن عنقالتی کانت تأتی بالصواعق التی تحدث عواصف عاتیة (م ، ن:627-626) و تنبل جادو الذی سبب العمى لسام (م ، ن:462) وطلّاج الحداد الذی کان یسرق أسلحة الحرب ولم یکن أحد یقدر على التغلب علیه (م ، ن:580) وهاروت الذی لم یتمکن من سام بل تمکن سام من القضاء علیه (م ، ن:625). 4-1-2- کسر اللعنات: اللعنة أو الطلسم کلمة یونانیة الأصل (Talesma) وتکتب بالإنجلیزیة والفرنسیة على شکل (Talisman) وهی عمل سحری مبدؤه القوى السماویة الفعالة والأرضیة المنفعلة والتی تسبب أموراً خارقة. یمکن أن تکون اللعنة عملاً عجیباً أو کتابة تحتوی على أشکال وأدعیة تسبب عملاً عجیباً. یطلق على علم الطلاسم اللیمیا وهو من العلوم الخمسة المحتجبة (یاحقی، 2007م:578). بالنسبة لاختلاف الطلسم والسحر یمکننا القول بأن هناک ثلاثة تعاریف للطلسم: 1- عمل سحری مبدؤه القوى السماویة الفعالة والأرضیة المنفعلة والتی تسبب أموراً خارقة. 2- کتابة تحتوی على أشکال وأدعیة تسبب عملاً خارقا. 3- أشکال وصور عجیبة مدونة على الکنوز والخزائن. یطلق على صاحب الطلسم الساحر (دهخدا، مفردة طلسم(. بینما جاء فی تعریف السحر: فن تسخیر القوى الطبیعیة وتغییرها حسب الرغبة (مصاحب، لا تا: مفردة السحر"جادو"). تتضمن سام نامه ثمانیة طلاسم تسعى للحیلولة دون البطل وهدفه وتحدث بأشکال مختلفة. فی بعض الحالات یتغلب سام على الطلسم بنفسه، وفی حالات أخرى تساعده الشخصیات الأخرى. الطلاسم التی یتغلب علیها سام بنفسه عبارة عن: 1- طلسم جندجادو: الأسد الذی کان یحرس القلعة. (خواجو،2003م: 110). 2- طلاسم جمشید: یتکون هذا الطلسم من عدة مراحل وهو أصعب الطلاسم. للحصول على کنز جمشید، یواجه سام هذه الطلاسم. الطلسم الأول بیرجادو نجاد أو الساحر العجوز حیث یقضی علیه سام ویحصل على مفتاح الطلاسم. (م ، ن:533). الطلسم الثانی هو الطائر الذی ینفث النار والذی أصابه سام بسهمه الثالث وکسر لعنته (م ، ن:542)،الطلسم الثالث کان یحول بینه وبین الکنز الموجود فی التراب الفوار والذی کانت تحرسه أفعى تنفث النار. (م ، ن:544). الطلسم الأخیر الذی یواجهه سام فی هذه المرحلة هو مخلوق له رأس أسد وجسم جبل (م ، ن:548). بعد کسر هذه الطلاسم یحصل سام على کنز جمشید. 3- طلسم أرقم العفریت، حیث یحبس قلواد و رضوان فی مغارة أرقم ولکسر هذا الطلسم کان على سام أن یقطع العفریت أرقم إلى نصفین بطلب من السیمرغ (م ، ن:564) 4- طلسم طلّاج جادو، أی المغناطیس ویتم التغلب علیه بواسطة شفرة موروثة عن جمشید. (م ، ن:585) 5- طلسم دژخیم مصاص الدماء: أعد هذا الطلسم بناءً على طلب شداد. سلم دژخیم بهذا الطلسم إلى الشاه حیث وضع رحمان فی زجاجة ذات غطاء من الرصاص (م ، ن:533). أما الطلاسم التی کسرت على ید ابن العفریت فرهنک فهی: 1- طلسم الحوریة عالم أفروز والذی أدى إلى حبس سام فی صحراء من المستحیل الخروج منها. یستعین فرهنک بآدم علیه السلام لکسر الطلسم ویحرر سام من الصحراء (م ، ن:376). 2- طلسم عاق جادو الذی حبس سام وأصحابه فی جبل من الزجاج وتمکن فرهنک من تحریرهم بالقضاء على العفریت (م ، ن:441)، وأخیراً الطلسم الذی کسرته شمسةبنت رضوان وهو طلسم تنبل الساحر. تظاهرت شمسة بحبها للساحر تنبل وخدعته لکی تحصل على ثقته ثم قضت علیه فی الوقت المناسب. استعاد سام بصره بکسر هذا الطلسم (م ، ن: 473). 4-1-3- الحوریة: مخلوقة غایة فی الجمال من عالم غیر مرئی، تتقن السحر ویمکنها أن تخدع الإنسان. تقع الحوریة فی حب الأبطال وتسحرهم کما تعمل فی الحمل والولادة (سرکاراتی، 18: 1350). نلاحظ من القصص العامیة الإیرانیة فی المرحلة الإسلامیة أن الحوریة تظهر على شکل امرأة جمیلة جداً وخیرة تواجه العفاریت والشیاطین لصالح الناس ولأجل الجمال (قنبری جلودار، 2001م:15). وفضلاً عن الصفات التی ذکرت أعلاه، نلاحظ فی سام نامه أن الحور یساعدن سام أحیاناً ویعادینه أحیاناً أخرى. هناک ثلاث حورفی سام نامه: 1- الحوریة عالم أفروز: تظهر فی بدایة القصة أمام سام على شکل حمار وحش جمیل. تمتلک صفات شیطانیة، وعندما یرى سام صورة بریدخت على الستارة، یقع فی غرامها على الفور، فتلاحظ عالم أفروز ذلک وتمزق الستارة على الفور وتدافع عن نفسها أمام لوم سام لها قائلة: «یجب أن یخبئ العفریت هذه الستارة». تتمتع هذه الحوریة بقدرتها على ممارسة السحر وتستخدمة لکی تؤذی سام عندما یرفض حبها له (خواجو،2003م:95،54). تراقب هذه الحوریة سام عندما تکون على قید الحیاة، وأخیراً یقتلها سام بسبب حسدها لبریدخت وتخرج من القصة بشکل کامل.2- الحوریة رضوان: وهی الحوریة الثانیة الموجودة فی سام نامه التی ساعدت سام وبریدخت. تلعب هذه الحوریة دورین فی أحداث القصة: عندما تسجن بریدخت فی السرداب، تسمع صوتها وتهب لمساعدتها (م ، ن:398)،وعندما تخطف بریدخت بواسطة السحاب ترشد سام إلیها (م ، ن:554). 3–هناک حوریة ثالثة فی سام نامه أرسلها الله لمساعدة سام عندما یکون سام برفقة شمسة لکسر طلاسم جمشید(م ، ن:540). 4-1-4- العفریت: نوع من الکائنات الشریرة التی لا بد للبطل من مواجهتها وتسمى أحیاناً بالوحوش وهو مصطلح قدیم یعنی الإله أو الإله الکاذب (کرتیس، 2002م: 22). یستخدم العفریت الصخور بدلاً من الأسلحة (کریستین سن، 2535:132) ویبطل مفعول سحره بالقضاء علیه. تتضمن هذه القصیدة تسعة عشر عفریتاً، مما یقلل من جاذبیة العمل الأدبی ویشعر القارئ بالملل. العفریت الوحید المتسم بسمات البطولة والذی یساعد سام هو العفریت فرهنک حیث اعتبره کرشسب ابن عفریت وجعله خادماً لسام. فرهنک عفریت قوی جداً وشجاع ونهم وله وجه مخیف، ویقدم المساعدة لسام سبع مرات ولبریدخت أربع مرات، کما یقوم بکسر بعض الطلاسم التی یتعرض لها سام (خواجو،2003م:245).أما العفاریت الأخرى فجمیعها تحول بین سام وهدفه ویضطر للقضاء علیها. هذه العفاریت عبارة عن: 1- سمندان زنکی: عفریت آکل للبشر یفضل الشباب الجذابین والطاهرین أما الشباب الذین لا یتمتعون بالجمال فیطعمهم لأعوانه. یرید هذا العفریت أن یشوی سام ویأکله (م ، ن:65) 2- جند؛ عفریت یتقن السحر جیداً، ضخم وله أسنان کأسنان الخنزیر ویسکن داخل کنز الحصن (م ، ن:109) 3- مکوکال دیو؛ مکوکال شقیق جند،له قرنان ولا تبلغمیاه بحر الصین إلا رکبتیه، یقوم سام للقضاء علیه بکسر قرنیه. (م ، ن:116) 4- قرشت؛ عفریت قبیح وشریر یهب لسماعدة مکوکال. (م ، ن:119) 5- مندقال؛ له رأس کالقبة وقامة کالشجرة. له قرنان ویصرخ بقوة شدیدة (121) 6- نهنکال؛ عفریت یحب بریدخت وقد جعل ملک الصین رأسه مهراً له، له قرنان وتبلغ میاه بحر الصین خصره. یصارعه سام فی البحر (م ، ن:285) 7- فرعین؛ أحد العفریتین اللذین أرسلهما نهنکال لمحاربة سام (م ، ن:291) 8- قوبیل؛ صدیق نهنکال، یحرض العفاریت الأخرى على محاربة سام (م ، ن:293) 9- العفریت القبیح؛ یقف إلى جانب نهنکال فی محاربة سام ویتمکن من ربطه (م ، ن:307). 10- أبرها؛ یظهر هذا العفریت على شکل سحابة قاتمة فی السماء، طوله مائتا ذراع وهو ضخم جداً، یتقن السحر یعیش فی جبل فنازیست ویخطف رضوان وبریدخت. یطلب من بریدخت أن تعیش معه (م ، ن:399). 11- برجناس (بلخیاس)؛ یهب لمحاربة سام دفاعاً عن أبرها لکنه یقتل. (م ، ن:680) 12- عاق؛ عفریت قوی جداً، یتقن السحر، شعر جسده کصوف الخروف وحول عنقه طوق ذهبی (م ، ن:449) 13- کلاب؛ حاکم مدینة سکساران، له رأسان؛ رأس إنسان ورأس کلب. ضخم جداً ومفترس. أطلق علیه أهریمن وله جسم عجیب وخیالی. (م ، ن:457) 14- زرینه بال؛ یتجاوز طوله ثلاثمائة ذراع وله جسم کالجبل. یغیر وجهه ومکانه باستمرار. یرتدی قبعة من الیاقوت والمجوهرات، وحول عنقه طوق ذهبی. (م ، ن:492) 15- طلّاج؛ یتقن السحر والطلاسم. ضخم وله شعر مجعد. یرتدی ملابس من جلد الأسد والفهد. سلاحه حجر المغناطیس. (م ، ن:519) 16- أرقم؛ عفریت ذو قرنین وقوة سحریة، قادر على تغییر وجهه. رأسه کالتنین ملیء بالدخان وأسنانه تلمع کالألماس. عندما یراه سام یحتار فی أمره. (م ، ن:556) 17- عوج بن عنق؛ ارتفاع رکبته عن الأرض فرسخ واحد وطول خلف رجله مائة ذراع. تبلغ میاه البحررکبتیه ویتغذى على الحیتان. یصاب فی محاربته لسام ویهرب إلى مصر لأنه کان من المقدر له أن یموت بعصا موسى. (م ، ن:573،636) 18- عفریت؛ عفریت قبیح المنظر ساعد أبرها فی محاربة سام وقتل (م ، ن:679). 4-1-5- الحیوانات العجیبة: تعتبر الحیوانات العجیبة من الدوال الأخرى فی سام نامه والبعض منها یتمتع بصفات بشریة أما البعض الآخر فله قدرات خارقة. تلعب الحیوانات دوراً هاماً فی الملاحم ولا یمکننا أن نعتبرها حیوانات عادیة. فی بعض الحالات تکون هذه الحیوانات قادرة على التحدث (شمیسا، 2002م:75). نلاحظ وجود ثلاثة حیوانات عجیبة فی سام نامه. 1- کلاب: ملک سکساران، لأهالی هذه المدینة رأسان، رأس إنسان ورأس کلب، لکل منهم وجه إنسان ووجه کلب (م ، ن:457) یحارب سام هذه المخلوقات ویقضی علیها وعلى ملکها. 2- السمندر:حیوان یشبه الأفعى بأطراف قصیرة، یتحرک ببطء. لا یحترق السمندر فی النار بل یختفی فیها. وعندما یخرج من النار یموت (هدایت، 1999م:150).السمندر حارس جهنم شداد ویعیش فی وادی النار بین جبلین. وقود هذه النار هو أجسام البشر. یحارب سام السمندر بمعونة الله ویقضی علیه وعلى جهنم شداد. (خواجو، 2003م :482) 3 - السیمرغ:«أحد الکائنات الأسطوریة المذکورة فی النصوص الزرادشتیة باسم سَئین (سیمرغ)، باز کبیر یحظى بأهمیة کبیرة. یقع عشه فی أعالی الأشجار وعندما یرفرف بجناحیه ینثر البذور. تتوزع البذور فی الأرض بعد ذلک بفعل الریاح والأمطار». (کرتیس، 2002م:23) «السیمرغ، ظاهرة جدیدة وغامضة وتجسید للمفاهیم المتضادة للأقوام فی إیران، فهو مقدس فی الشاهنامة عندما یکون على علاقة بأسرة زال والملحمة، ولکن من الناحیة السیاسیة والدینیة أو الموقف الاسفندیاری والکشتاسبی فهو کائن شریر وشیطانی».(مختاری، 1990م:74). السیمرغ فی سام نامه ملک الطیور وطول جناحیه أربعة فراسخ ویمکنه التحدث مع البشر. یعانی السیمرغ بسبب العفریت أرقم الذی یأکل فراخه ثلاث مرات، فیطلب المساعدة من سام ویرشده إلى بریدخت مکافأة له على مساعدته ثم یحمی أولاده فی الأجیال اللاحقة. لقد أسمانی الله سیمـــرغ فأنا ملک الطیوریا سائرا علی الطریق القویم إذا تمکنت من هزیمة عــــــــــدوی بأمر من الله الآمر ... م ، ن:550،549) 4-1-6- العثور على الکنز: یعثر بطل القصة أحیاناً على الکنز بعد کسر الطلاسم والتغلب على الأحداث غیر الطبیعیة. یشیر الفردوسی فی الشاهنامة إلى العثور على کنز جمشید فی عهد الملک بهرام کور. وفی حمزة نامه یشار کذلک إلى العثور على الکنز فی طلاسم جمشید. ورد فی سام نامه أن جمشیدترک میراثا لسام کان عبارة عن ثلاثة أشیاء هی:جام کیتی نمای (کأس ینعکس فیه العالم کله)، الشفرة (السیف) والکنز. ولأجل العثور على الکنز یجب على سام أن یکسر الطلاسم. یتکون هذا الکنز من أربعین سواراً من الیاقوت والجواهر ویوجد داخل صندوق یحمل علامة الأبطال حیث توارثه الأبناء عن الآباء جیلاً بعد جیلبشده على أذرعهم. حصل سام علیه ثم وضعه على ذراعه. (م ، ن: 54). 4-1-7- الرحلات البحریة: وتعتبر من العقبات الصعبة التی تواجه البطل الذی یجب علیه أن یتغلب علیها. یسافر هراکلیوس مع یاسون بحثاً عن الصوف الذهبی (ناردو، 2005م:54) وکذلک یعبر حمزة البحار السبعة عائداً من جبل قاف. ویعبر سام البحر ست مرات فی رحلته. یتعرض فی المرة الأولى التی یقصد فیها الصین إلى دوامة قویة یبقى فیها ثلاثة أیام ولیال، لکنه لا یتمکن من العثور على طریق للنجاة فیلجأ إلى الخالق وینجو بمساعدته (خواجو،2003م :70). کما یعبر سام بحار آخو (م ، ن:452) والبحر الأخضر (م ، ن:454) بمساعدة الملاح. 4-1-8- العمى وعودة البصر: فی الأساطیر الیونانیة، عندما یعمی أونوبیون 6 أوریون، یذهب أوریون عبرمعمل هفائیستوس7 إلى أشعة الشمس ویستعید بصره. وفی الأساطیر الأفریقیة، أراد أحد ملوک یوغندة بناء مبنى على هضبة بوا المقدسة، ولکن بمجرد أن عبر سفوح الهضبة التسع فقد بصره واستعاده عندما غادرها. وفی قصة کاووس، عندما فقد کاووس وجیشه ابصارهم على ید العفریت سبید، أعاد رستم البصر لکاووس بتقطیر دم کبد العفریت سبید فی عینیه (رستکار فسایی، 2004م:99-98). وفی سام نامه، عندما وصل سام إلى مدینة أنصاف الأجساد (نیمة تنان) ألقی تنبل جادو علیه السحر فأعماه، لکن شمسةقضت على الساحر فاستعاد سام بصره (خواجو،2003م:462). 4-2- الدوالّ الحماسیة وقصص الفتوات فی القصص الملحمیة البطولیة الفارسیة، یحاول البطل أن یحقق هدفاً وطنیاً أحیاناً ودینیاً أو غرامیاً أحیاناً أخرى، فیضطر إلى الأعمال البطولیة التی قد تقترن بقدرات طبیعیة وغیر طبیعیة وتسمى بالبطولات الملحمیة أو قصص الفتوات. أکثر هذه الدوالّ شیوعاً فی القصة المذکورة عبارة عن: قتل التنین، الصید بالحبل، التخدیر، السفر والقدرات الخارقة. 4-2-1- التنبوء: وهو دالة مشترکة بین الدوالّ الملحمیة والکرامات، لکنه یختلف عنها بأن هدف الملحمة هو خلق الخوارق العامة فی حل العقد والتغلب على المصاعب، ومن أنواعه تبنوءالمنجمین بدقة أکبر مع شرح تفاصیل الأحداث. کان کل ملوک بلاد فارس یلجأوون إلى المنجمین وراجت هذه التقالید حتى بعد الإسلام (سرّامی، 1383:551-550). أما دوال الکرامات فیکون التنبوء عبر الغیب مباشرة أو بشکل غیر مباشر عبر الأفراد والأشیاء والعوامل الطبیعیة. استخدمت هذه الدالة فی سام نامه مرة واحدة عندما جلس سام على عرش ملک الصین و وضع التاج على رأسه وأمر المنجمین بالتنبوء بالوقت المناسب لکی یحتفل بزفافه على بریدخت (خواجوی کرمانی، 716:2003م). 4-2-2- قتل التنین (أجدها): تتکون هذه الکلمة من قسمین "أجی" وتعنی الأفعى و "دهاک" وقد ذکرت لها معان عدیدة منها: ضحّاک معرّب "ده آک" و "آک" به معنى "عیب" وتعبر هذه المفردة عن عیوبه العشرة (صدیقیان، 1996م:128). ویعتبر الکثیرون أن هذه المفردة آتیة من "داس6" والتی تعنی الشریر أو الشیطان أو المتوحش بالسنسکریتیة أو ینسب إلى بلاد تدعى "داهی" (قائمی، 2010م:4). ویعتبره الأستاذ بهار من مؤشرات الأساطیر الآریة والملاحم البطولیة الإیرانیة (بهار، 1972م:140). فی النصوص الأدبیة یکون التنین أحیاناً عبارة عن أفعى وأحیاناً عبارة عن کائن عجیب. التنین الذی یحاربه سام له ثمانی أرجل ورأسان والآلاف من الخطوط والشامات على ظهره وذیله حاد کالسیف. ینفث النار من فمه ویتغذى على البشر والدواب. لا تؤثر فیه سهام سام الحادة، فیلجأ إلى محاربته بعموده: أحدها تنین ضخم الجثة ینفث السم من فمه کان ذا ثمانی أرجل ورأسین ورأسه على رجلین خشنتین (خواجوی کرمانی، 76:2003م) 4-2-3- الحبل: وهو من أسلحة العیارین حیث یتسلقون القصور والقلاع والأبراج باستعماله وعندما یسرقونها ینزلون إلى الأرض عن طریق السطوح (خانلری، 1985م:62). یستعمل سام الحبل مرتین لتسلق قصر بریدخت (خواجو،2003م:148 ،277) ویستعمل الحبل کذلک لإلقاء القبض على العدو وهو الاستخدام الأکثر له فی سام نامه (م ، ن:190، 206، 251، 314، 330،342، 599و684). 4-2-4- التخدیر: من المعروف أن التخدیر یتم بالدواء فی القصص الملحمیة وقصص الفتوات، وبما أن التغلب على الأبطال فی ساحة الحرب أمر صعب، لذا یتم اللجوء عادة إلى التخدیر للقضاء علیهم، وهکذا یهزم البطل بالخدعة والمکر ویتحقق المثل القائل «الحَرْبُ خدْعَةٌ». کان الدواء یستعمل فی مواجهة الکفار أو حماة الحصون أو المجازر الجماعیة، أما لأجل تخدیر شخص ما فقد کانوا یقومون بذلک فی اللیل (محجوب، 2002م:1000-999). عندما یعجز ملک الصین عن مواجهة سام، یدس له دواء التخدیر فی کأس الخمر: ماذا أفعل بهذا الرجل القوی إنه حوت مقاتل وعنیف إلا إذا لجأت إلى الحیلة بالخمرة واستعملت دواء التخدیر ضده لأمسک به (خواجوی کرمانی، 158:2003م) وذکرتحلوی الملبّس (مزة الخمر) فی هذه القصة کمخدر وذلک عندما اکتشف فرخار أنه غیر قادر على مواجهة شابور (م ، ن:424) وتحتوی صفحات سام نامه على شواهد أخرى لذلک (م ، ن:350، 423). 4-2-5- السفر: وهو من أهم الدوال القصصیة الخاصة بقصص الفتوات. وکما خاض أبطال ملاحم خسرو وشیرین، ویس و رامین، کل ونوروز والعدید من الملاحم والقصص الغرامیة الأخرى أسفاراً کثیرة، فکذلک کان الأمر لبطل سام نامه. بدأت رحلة سام عندما رأت صورة بریدخت بنت ملک الصین، فوقع فی حبها وذهب للبحث عنها. إذن یمکننا أن نعتبر هذه الدالة من دوال الحب والغرام. اکتشف سام بمساعدة سروش أن تلک الصورة هی صورة بریدخت بنت ملک الصین.انفصل سام عن جیشه وغادر بلاده قاصداً الصین ومر فی رحلته بمدن(م ، ن:74)، بیشهزنکیان(م ، ن:69)،سکساران(م ، ن:454)، خاورزمین(م ، ن:83)، توران زمین(م ، ن:106)، سقلاب(م ، ن:420)، مغرب الأرض (م ، ن:447)، مدینة النساء (م ، ن:658)، جبل الفناء (م ، ن:663) و زابل(م ، ن:734) واجتاز الکثیر من الحوادث. 4-2-6- إخفاء الاسم: إن ذهاب بطل القصة إلى بلاد بعیدة وإخفاء اسمه الأصلی ونسبه والقیام بأعمال عجیبة لإثبات جوهره الذاتی، من العناصر المهمة فی القصص العامیة. تعتبر الشاهنامة أقدم الکتب الملحمیة الحماسیة التی أشارت إلى هذا العنصر المهم (محجوب، 2002م:1013). وفی حمزة نامة ادعی حمزة أنه سعد شامی عندما قابل هروم؛ وکما نلاحظ فی قصص کل ونوروز و جمشید وخورشید، فإن البطل یقوم بإخفاء اسمه الحقیقی. وتعتبر هذه الدالة تبعاً للدوال الملحمیة من أدوات القصة لکی یصل البطل إلى هدفه بسهولة أکثر. وأخفی سام اسمه ونسبه طوال رحلته وادعی مرة أنه ویس ویسان و مرة أخرى أنه ویس التاجر(خواجوی کرمانی،2003م :71، 107). 4-2-7- بطل الآلهة: فی أغلب القصص الأسطوریة یظهر الأبطال والآلهة فی مشاهد متنوعة إلى جانب بعضهم البعض. «دائماً ما تشیر الأساطیر العالمیة البطولیة إلى رجل قوی نصفه بشر ونصفه إله یتغلب على الشر المتمثل فی التنین والأفعى والعفریت والشیطان وینقذ الناس من الموت» (یونغ، 2002م:112). وفی الملاحم الإیرانیة یکون البطل کذلک کائناً خارقاً شبیهاً بالآلهة أسمى من البشر. وکما تتمتع الآلهة بالشخصیات الأخلاقیة وصفات مثل مناهضة الظلم والتصاف بالشهامة والصدق، فإن الأبطال یتمتعون بها کذلک ویتفوقون على سائر الشخصیات من حیث الظاهر. وفی الشاهنامة «سهراب فی بدایة شهره الأول، کان کطفل فی السنة الأولى. وعندما بلغ الثالثة من عمره تعلم فنون القتال وفی العاشرة من عمره لم یعد له منافس ولا نظیر» (کرتیس، 2002م:49) وفی قصة سام نامه، یتمتع سام بنسب عال. إنه ابن بطل معروف اسمه نریمان وأمیرة بلخیة. وظهرت قدرته التی تفوق قدرة البشر منذ طفولته، بحیث کان تمتع بقوة جسدیة کبیرة عندما بلغ الرابعة عشرة من عمره: وعندما أصبح فی الرابعة عشرة من عمره أصبح لا یقدر علیه الدهر (خواجوی کرمانی، 2003م: 52) ویتمتع سام فی هذه القصة بقوة تمکنه من التغلب على العفاریت والکائنات الشریرة التی یعادل حجمها أضعاف حجمه، فلا یخاف منها بل یحاربها ویقضی علیها (م ، ن:66، 73، 78، 109، 120، 123،306) ومن جهة أخرى فقد جعلت هذه الصفات من سام بطلاً تتمنى کل امرأة الحصول علیه.
4-3- الدوالّ الغرامیة عادة ما تکون نقطة بدایة الروایات الغرامیة الملحمیة البطولیة بحب أمیر لابنة ملک عن طریق رؤیة صورتها أو سماع صوتها أو رؤیتها فی الحلم، حیث یغادر البلاد بحثاً عنها متجاوزاً الکثیر من الصعاب والمشقات فی طریقه. و علی الرغم من أن الدوال الغرامیة (الوقوع فی الحب برؤیة الصورة، المنافسة الغرامیة، مجالس الخمر، مغادرة الوطن وغیرها) جزء من الدوال الغرامیة للقصص الملحمیة، غیر أننا نعتبر هذه العناصر تابعة للدوال الغرامیة لأن کافة الأحداث الملحمیة وقصص الفتوات تدور حول محور الحب،. وفی الوقت ذاته ینبغی أن ننتبه إلى أنه «مهما بلغ العمل الأدبی الملحمی من الکمال الفنی، فلا یمکنه أن یخلو من الأفکار الغنائیة الغزلیة، ونلاحظ هذه الأفکار فی أفضل الملاحم العالمیة، وخاصة فیقصص زال و رودابه، تهمینه و رستم، سودابه و سیاوش، بیجن ومنیجه... قصة حب جمشید لابنة کورنک شاه فی کرشاسب نامه و سام و بریدخت فی سام نامه و سهراب و شهرو فی برزونامه وجمیعها من بدائع الشعر الغنائی الفارسی».(صفا،2000م:14-16). 4-3-1- الوقوع فی الحب برؤیة الصورة: من الدوال المستخدمة کثیراً فی القصص الملحمیة البطولیة الفارسیة لمرحلة ما قبل الإسلام الوقوع فی الحب برؤیة الصورة، حیث تبدأ قصة الحب برؤیة صورة الحبیب. فی کرشاسب نامه وقعت بنت ملک زابلستان فی حب جمشید برؤیة صورته. (اسدی طوسی، 1975: بیت 26 وما بعد).ونلاحظ هذا المضمون کذلک فی سام نامه لأن سام وقع فی حب بریدخت برؤیة صورتها، ووقعت بریدخت فی حبه بمجرد رؤیته للمرة الأولى. عندما بقی سام حائراً أمام ذلک الرسم فقد ذرف الدموع من عینیه بمشاهدة ذلک الوجه (خواجوی کرمانی، 57:2003م) 4-3-2- المنافسة الغرامیة: عادة ما یکون هناک منافسون للبطل على حبیبته فیضطر البطل للتخلص منهم وهو فی طریقه للقاء الحبیبة. فی سام نامه هناک منافسان لسام هما نهنکال العفریت وأبرها. نهنکال العفریت هو الذی جعل ملک الصین رأسه مهراً لابنته لکی یقضی على سام. هذا العفریت مغرم ببریدخت وله قرنان وتبلغمیاه بحر الصین خصره. حارب سام هذا العفریت وقضی علیه (م ، ن:312) أما المنافس الثانی فهو أبرها. قص تسلیم شاه قصة حبه لبریدخت على سام قائلاً: قال له هذا العفریت الذکر أبرها تعادل قوته قوة مائة تنین عند القتال ذلک الشریر هو منافس لک وهو واقع فی غرام بریدخت (م ، ن:637) قضی سام على أبرها وبما أنه لم یبق له منافس تزوج من بریدخت. 4-3-3- جنون العاشق: عندما یفقد العاشق حبیبته یصاب بالجنون. وفی سام نامه عندما سمع سام بخبر موت بریدخت جن جنونه وهام علی وجهه فی الصحارى (م ، ن:392)، هذه الدالة التی تتمثل فی حدیث قیس بن عامر حول لیلى والمجنون. 4-3-4- الصید: وهو دالة من دوال الأدب القصصی تظهر فی القصص الملحمیة وقصص الفتوات والقصصالغرامیة؛ لکنها تبرز أکثر فی القصص الغرامیة. ملوک القصص مغرمون بالصید، ومکان الصید أحد أماکن لقاء العشاق ویعتبر الصید فی سام نامه أمراً عادیاً وترفیهیاً لدى أبطال القصة (م ، ن:39،52، 96، 143، 145، 356). 4-3-5- مغادرة الوطن: هذه الدالة من العناصر التی نلاحظها فی القصائد الملحمیة. مغادرة الوطن بدایة رحلة البطل. یغادر الأمیر البلاد بحثاً عن الحبیبة ویواجه الکثیر من المشقات والصعاب فی طریقه و تتمحور جمیعها حول شخصیته وتؤدی إلى تکوین عناصر الشعر الغنائی والغرامی. رأى سام صورة بریدخت فی القصر فوقع فی غرامها وأرسل لأمه رسالة أنه غادر إیران متجهاً إلى الصین: أوصلوا رسالتی إلى أمی واجعلوا قلبها المتألم یهدأ (م ، ن:62) 4-3-6- مجالس الطرب والخمر: وهی من الدوال الأکثر شیوعاً فی القصص الملحمیة البطولیة والقصائد الغرامیة الراقیة وخاصة بعد لقاء الحبیبة أو هزیمة الأعداء والنصر وتعتبر غالباً أداة لمتابعة القصة (اخیانی، 2009م :144) وفی سام نامه، نلاحظ الحالات الثلاث جمیعها. عندما أوقف سام الفیل فی مدینة البربر وأنقذ الناس من الهلاک أقیمت على شرفه حفلة.(م ، ن:75) ونظراً لأن سام جلس على العرش بناءً على تقالید أهل المشرق، فقد أقیم احتفال ملکی واختار سام قلواد وزیراً له (م ، ن:84) عندما التقى سام وقلوش فرحا کثیراً وأقاما احتفالاً لأجل ذلک (م ، ن:429، 98) عندما وصل سام إلى بلاط ملک الصین أقیم حفل على شرفه.(م ، ن:88) بما أن فرهنک العفریت أنقذ بریدخت وأخذها إلى سام فقد أقیم احتفال بذلک.(م ، ن:135) عندما تغلب سام على العفریت نهنکال أقیم احتفال بذلک وکانوا فرحین جداً. (م ، ن:312) وکذلک (م ، ن:374، 382، 401، 438 و ...). 4-4- دوال الکرامات وهی المضامین التی تستند إلى العوامل الدینیة وترتبط بعالم الغیب. رغم أن بنیة القصص الملحمیة البطولیة الفارسیة ذات صبغة دینیة قلیلة، لکننا نلاحظ دوال الکرامات فی هذا العمل الأدبی ومنها التنبوء والأحلام والرؤى والأدعیة والاستجابة لها ولقاء الأولیاء. 4-4-1- التنبوء /سروش: «غالباً ما یکون هناک إله یخبر بإرادته وإلهامه الغیبی أو التنبوءبالنتائج والقضاء والقدر» (فرای، 2005م:127) « یمنح زیوس فی الأساطیر الیونانیة، تیرزیاس11القدرة على التنبوء بالمستقبل.کما اطلع أبولو کاساندر ابنة بریام علی التنبوء بعد أن وقع فی حبها. وفی بهمن نامه عندما رأی برزین ابن الراعی أخبره مباشرة عن مستقبله. وفی قصة الإسکندرقام النبع المتکلم والشجرتان الآکلتان للحم البشرإحداهما ذکر والثانیة أنثى بإخباره عن موته. کان رایهندیتقن التنبوء کذلک وفی النهایة تنبأ لخسرو برویز»(رستکار فسایی، 2004م:103) وفی الملاحم الطبیعیة والوطنیة یقوم سروش بدور المتنبئ ویکون واسطة بین الآلهة والأبطال «البطل یتواصل مع الآلهة ویتحدث معهم» (شمیسا،2002م:77). نلاحظ هذه الدالة القصصیة فی أغلب القصص الأسطوریة وتلعب دوراً هاماً فی تحدید مصیر الأبطال، وبما أن البطل ذو صفات إلهیة، فسوف یعتنی الله به. یظهر سروش فی الحلم والیقظة لتحریر البطل من العوائق التی تقف فی طریقه ثم یغادر بعد إرشاد البطل أو التنبوء بما سیحدث. وتظهر هذه الدالة فی الشاهنامة بأشکال مختلفة. وکذلک فی سام نامه یلعب اهاتف الغیبی أکثر أدوار التنبوءحیث ظهر الهاتف فی الحلم والیقظة لتحریر البطل من العوائق التی وقفت فی طریقه ولإرشاده إلى الطریق الصحیح، وفی کافة الحالات کان الإله یرسله ویتواصل مع سام عن طریقه. همس الهاتف فی أذنه وقال هل فقدت عقلک و قلبک؟ اذهب إلى الصین بحظک السعید لیزید حبک ویصبح کالقمر المشرق (خواجوی کرمانی،58:2003م انظر أیضاً:173، 561، 627، 636)) 4-4-2- الأحلام والرؤى: وتعتبر من العناصر الهامة والشائعة کثیراً فی القصص. فی أغلب الحالات یحلم الأبطال بالأحداث الرئیسة قبل وقوعها (سرّامی، 1994م:554)، وتتجلى هذه الدالة فی سام نامه أکثر من مرة. حیث منح فریدون فی الحلم مکافأة ولادة رستم لسام.(م ، ن:67) وفی بعض الحالات تکون هذه الأحلام الصادقة الحل للکثیر من المشاکل. عندما ییأس العفریت فرهنک من العثور على سام ینام فیحلم بسیدنا آدم علیه السلام الذی یرشده إلى طریق إنقاذ سام.(م ، ن:378،377) تقسم الأحلام فی هذه القصة إلى عدة فئات:
4-4-3- الدعاء والاستجابة: من المضامین الدینیة الهامة فی سام نامه الإیمان بالدعاء والاستجابة مما نلاحظه فی أعمال مشابهة. وتتمتع هذه الدالة فی سام نامه بشیوع کبیر مما یبین إیمان الشاعر بالله الواحد وتقتصر جمیع الأدعیة تقریباً على شخصیة واحدة وهی شخصیة سام بطل القصة مما یبین علاقته الوثیقة بالله: عندما وقع سام فی دوامة عمیقة ولم یعثر على طریق للنجاة، دعاالله لکی ینقذه فاستجاب الله لدعائه وأنقذه من الغرق.(م ، ن:70) عندما أسر ملک الصین سام دعا سام الله أن ینقذه من السجن، وفی منتصف اللیل أنقذته قمرروخ من السجن.(م ، ن:169). عندما دخل سام فی حرب مع ملک الصین ولم یعد له أی مفر منه، دعا الله فاستجاب الله لدعائه وأرسل له قلواد وقلوش.(م ، ن:208) عندما لجأ سام وقلواد إلى حصن هرباً من ملک الصین بدأ کل منهما بالدعاء. فأتى فرهنک وجیشه لمساعدتهما.(م ، ن:259،344) وأثناء محاربته للطائر الذی ینفث النار، تمکن سام من التغلب علیه بالدعاء.(م ، ن:542) وعندما تعرض سام للعنة عاق جادو وحبس فی جبل من الزجاج، استجاب الله لدعاء سام وقضى على الساحر فانکسرت اللعنة (م ، ن:435) وأخیراً عندما حاول سام القضاء على جهنم شداد، دعا الله فأرسل الله له المطر الغزیر الذی أطفأ النار. 4-4-4- النصیحة: إن الأعمال الأدبیة التی تقترن بالنصیحة، تنتمی إلى زمرة الأدب التعلیمی. رغم أن الدوال موجودة فی کافة الأعمال الأدبیة بنسب مختلفة، لکننا نلاحظها أکثر فی الشعر الصوفی والملحمی. وتعتبر الشاهنامة من الأعمال التی تنتمی إلى الأدب الملحمی من جهة، والأدب التعلیمی من جهة أخرى نظراً لاحتوائها على النصائح. ونتبین هذه النصائح أحیاناً بشکل مباشر فی الملحمة الشعریة وأحیاناً أخرى فی البنیة العمیقة للقصص ضمن إطار الدوال. بعد انتصار کیخسرو على أفراسیاب وتطبیق العدل، تنحى عن الحکم لأنه أنهى رسالته. ذم الدنیا والحذر من التعلق بها أمر نلاحظه فی مقدمة القصیدة على لسان الراوی حیث یقول: العالم لعین ومتغیر ولا یفوز إلا من لم یتعلق به تعال لنبتعد عن هذا العالم ولا نقع فی فخه(م ، ن:51) ترک تهمورث لوحاً کتبت علیه ثمانی عشرة نصیحة.(م ، ن:545) أما سائر الحالات لهذه الدالة فهی: الإیثار لبلوغ شیء أکثر قیمة (م ، ن:58) مدح العقل (م ، ن:60) الدعوة إلى الصبر (م ، ن:64) مدح الحکمة (م ، ن:68) مدح طیبة اللسان والصدق و التوکل وذم النفاق وعدم الوفاء والبخل وأذى الناس (م ، ن:408) عدم بقاء الخیانة والکذب (م ، ن:270) وفی بعض الأحیان یتوقف الراوی عن القص متأثراً ویذکر نصائحه الشخصیة. عندما یسعى سام فی بدایة القصة إلى صید حمار الوحش، یتوقف الراوی ویدعو القاریء إلی الیقظة وینصحه بها (م ، ن:54،58، 261).
النتیجة تعتبر سام نامه من الأعمال القصصیة الشعریة الفارسیة التی تتبع تقالید الروایة الملحمیة والقصائد الغرامیة، أما من حیث الدوال القصصیة فهی ترتبط بالنماذج القدیمة للأنواع الأدبیة المذکورة. الصور الأولیة الموجودة فی اللاوعی البشری وهی تظهر بشکل یتناسب مع کل زمان، ومن هذا المنطلق فهی تظهر بأشکال مختلفة وجدیدة مثل الأسطورة والمذهب والحلم والعفریت والأوهام الشخصیة وغیرها، ونتبینها فی مختلف الأعمال الأدبیة بأنواع مختلفة حسب اختلاف المجتمع وأذواق الناس، والنوع الرومانسی غیر مستثنى من هذه القاعدة. إن کثرة الدوال الملحمیة وقصص الفتوات والخیالیة والعفاریت والطلاسم والسحر والحبیبة وغیرها تدل على أن دوال سام نامهناتجة عن ارتباط الدوال الغرامیة والملحمیة الأسطوریة فی مرحلة ازدهار کتب العجائب فیما یتعلق بالمخاطب العامی. وکما ذکرنا فإن أغلب الدوال کانت مستعملة فی الأعمال الروائیة القصصیة وخلاصة دراستها على الشکل التالی:
دالّة الخوارق الدوالّ الملحمیة الدوالّ الغرامیة دالّة الکرامة 1 - انظر: مقالة «مضمون، مایه ی غالب و نماد »، أحمد سمیعی کیلانی، مجلة فرهنکسستان، الدورة 9، العدد 2، صیف 2007م. BorisTomashevsky2 3- Mc.Quilla CarlGustarJung 4 5 - Topos - کلمة ذات أصل یونانی تعنی المبتذل وتتکون من موتیفات مکررة وعادیة فی الأدب؛ مثل «التشبیب» أو «السعادة» فی الشعر الغنائی (غری، 2003م:332) Dasa 6 | ||
مراجع | ||
-اخیانی، جمیله، (2009م)، بزم آرایی در منظومه های داستانی ، طهران؛ زوار. 2 - أسدی طوسی، علی بن احمد، 1975م، کرشاسب نامه، تصحیح حبیب یغمایی، ط1، طهران: طهوری. 3 – امید سالار، محمود، 2002، جستارهای شاهنامه شناسی و مباحث ادبی ، طهران. 4 - بهار، مهرداد، 1972، اساطیر ایران، طهران: توس. 5-بیر، غیلیان.(2007م)، رمانس ، ترجمة سودابه دقیقی، نشر مرکز، طهران. 6 - بارسا نسب، محمد، 2009م، " بن مایه: تعاریف، گونه ها، کارکردها و... " فصلنامه نقد ادبی ، السنة 2. العدد 5. مرکز بحوث اللغة الفارسیة وآدابها، جامعة تربیت مدرس . 7- تقوی، محمد- دهقان، الهام، 2009م، «موتیف چیست و چگونه شکل میگیرد »، جامعة تربیت مدرس، السنة 2، العدد 8 8 - خانلری، برویز، 1985، شهر سمک، طهران: آگاه 9 - خواجوی کرمانی، ابوالعطاء کمال الدین محمود، 2003م، سامنامه، تصحیح میترا مهرآبادی، طهران: دنیای کتاب 10 - دیویدسن، ألغا، 1999م، شاعر و پهلوان در شاهنامه ، ترجمه فرهاد عطایی، الطبعة اول، طهران: نشرتاریخ ایران 11- رستکار فسایی، منصور، 2004، پیکرگردانی در اساطیر ، طهران: معهد بحوث العلوم الإنسانیة والدراسات الثقافیة. 12-رویانی، وحید،2011،«بررسی تاثیر شاهنامه بر سام نامه »، مجلة گوهر گویا، السنة 5، العدد 2 (رقم التسلسل 18)، صص 137-164 13 - سرّامی، قدمعلی2004، از رنگ گل تا رنج خار ، ط 2، طهران: علمی و فرهنگی . 14 - سرکاراتی، بهمن، 1971م، «پری: تحقیقی در حاشیه ی اسطوره شناسی تطبیقی »، مجلة کلیة الآداب والعلوم الإنسانیة فی جامعة تبریز، السنة ٢٣، الأعداد ٩٧-١٠٠ 15- ------- ،1991م، «سام نمونه ای از یلان سترگ » مجموعة مقالات المؤتمر العالمی لتکریم خواجوی کرمانی، ج 1، کرمان، جامعة الشهید باهنر کرمان. 16 - شمیسا، سیروس، 2002، انواع ادبی ، ط 3، طهران: میترا. 17 - صدیقیان، مهیندخت، 1996، فرهنگ اساطیری- حماسی ایران ، الجزء الأول: بیشدادیان، طهران: معهد بحوث العلوم الإنسانیة والدراسات الثقافیة. 18 - صفا، ذبیح الله، 2000، حماسه سرایی در ایران ، الطبعة 6، طهران: امیرکبیر. 19 - فرای، نورثراب، 1985، صحیفه های زمینی ، ترجمه هوشنک رهنمای، طهران: هرمس. 20 - فلکی، محمود، 2003م، روایت داستان ، طهران: بازتاب نکار. 21 - قائمی، فرزاد، 2010، (تفسیر انسان شناختی اسطوره ی اژدها و بن مایه ی تکرارشونده ی اژدهاکشی در اساطیر)، جستارهای ادبی، مجلة محکمة، العدد 171، شتاء. 22 - قنبری جلودار، اصغر، 2001، سنجش پری در اساطیر ایرانی با جن ، رسالة ماجستیر فی اللغات القدیمة، معهد بحوث العلوم الإنسانیة والدراسات الثقافیة. 23- کرتیس، وستا، 2002، اسطوره های ایرانی ، ترجمة:عباس مخبر، الطبعة 3، طهران: نشر مرکز. 24- کریستین سن، آرتور امانوئل، (2535)، آفرینش زیان کار در روایات ایرانی ، ترجمة:احمد طباطبایی، تبریز: کلیة الآداب والعلوم الإنسانیة ومعهد التاریخ والثقافة الإیرانیة. 25- غری، مارتین، 2003م، فرهنگ اصطلاحات ادبی در زبان انگلیسی ، ترجمة: منصوره شریفزاده، طهران: آکادیمیة العلوم الإنسانیة والدراسات الثقافیة. 26- محجوب، محمدجعفر، 2004، ادبیات عامیانه ی ایران ، بجهود حسن ذوالفقاری، ط2، طهران: نشر چشمه. 27- محمدزاده، سید عباس- رویانی، وحید، 2007م، سامنامه از کیست ، مجلة الآداب والعلوم الإنسانیة - مشهد، العدد158، خریف. 28 - مختاری، محمد، 1990م، اسطوره زال تبلور تضاد و وحدت در حماسه ملی ، طهران: آگه. 29-مصاحب، غلامحسین، دایرة المعارف فارسی ، الجزء 1، مفردة جادو، شرکة الکتب الجیبیة، لاتا. 30- میرشکرایی، محمد، 2003م، «خضر در باورهای عامه » کتاب ماه هنر، العددان 55-56. 31- ناردو، دان، 1985، اسطوره های یونان و روم ، ترجمه: عسکر بهرامی، طهران: ققنوس. 32 - هدایت، صادق، 1999، فرهنگ عامیانه ی مردم ایران ، جمع جهانکیر هدایت، طهران: نشر چشمه. 33- یاحقی، محمد جعفر، 2007م، فرهنگ اساطیر و داستان واره ها در ادبیات فارسی ، ط1، طهران: فرهنگ معاصر. 34- یونغ، کارل غوستاف، 1998م، انسان و سمبول هایش ، ترجمة: محمود سلطانیه، ط 3، طهران: انتشارات جامی. 35- ------- 2004م، الإنسان ورموزه ، ترجمة: حسن اکبریان طبری، طهران: یاسمن
| ||
آمار تعداد مشاهده مقاله: 2,366 تعداد دریافت فایل اصل مقاله: 532 |