تعداد نشریات | 418 |
تعداد شمارهها | 10,005 |
تعداد مقالات | 83,625 |
تعداد مشاهده مقاله | 78,456,467 |
تعداد دریافت فایل اصل مقاله | 55,471,209 |
شعر العلامة السید محمد حسین فضل الله فی ضوء النقد البنیوی (قصائد من دیوان فی دروب السبعین نموذجا) | |||||||||||||||||||||||||||||||||
إضاءات نقدیة فی الأدبین العربی و الفارسی | |||||||||||||||||||||||||||||||||
مقاله 6، دوره 5، شماره 20، خرداد 1437، صفحه 141-119 اصل مقاله (238.96 K) | |||||||||||||||||||||||||||||||||
نوع مقاله: علمی پژوهشی | |||||||||||||||||||||||||||||||||
نویسندگان | |||||||||||||||||||||||||||||||||
سید محمد میرحسینی1؛ الهام مریمی* 2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||
1أستاذ مساعد فی اللغة العربیة وآدابها بجامعة الإمام الخمینی الدولیة، قزوین، إیران | |||||||||||||||||||||||||||||||||
2طالبة مرحلة الدکتوراه فی اللغة العربیة وآدابها بجامعة الإمام الخمینی الدولیة، قزوین، إیران | |||||||||||||||||||||||||||||||||
چکیده | |||||||||||||||||||||||||||||||||
یحظى دیوان فی دروب السبعین للعلامة السید محمد حسین فضل الله بأهمیة خاصة بقصائده الکلاسیکیة والحدیثة ولغته الصوفیة والشعور المتقد تجاه رؤیة الخالق والتأمل فی حصیلة العمر. إن ما کان مؤثراً فی نقل رسالة الشاعر هو الصور البیانیة وبنیة القصیدة. تحاول البنیویة (structuralism) شق طریقها فی سبیل الکشف عن العلامات الجدیدة وفهم العلاقات الداخلیة للعمل الأدبی. تحاول هذه المقالة التطرق إلى سیرة العلامة السید محمد حسین فضل الله وقریحته الشعریة والتعریف بدیوانه، إضافة إلى دراسة أسس النقد البنیوی فی بعض قصائده. لأجل ذلک، ستعنی المقالة بمستویین من مستویات اللغة الشعریة هما المستویات الخارجیة التی تمثل الوزن والقافیة الشعریة والبنیة الصوتیة والکلامیة والنحویة والترکیبات الحدیثة والمستویات الوسطی التی تتناول الصور الشعریة والعلامات والرموز مع الإشارة إلى الشواهد والأمثلة. یحاول هذا البحث تقدیم شرح أدق للأشعاربافتراض وجود نوع من الوحدة بین البنیة والمضمون. | |||||||||||||||||||||||||||||||||
کلیدواژهها | |||||||||||||||||||||||||||||||||
السید محمد حسین فضل الله؛ فی دروب السبعین؛ النقد البنیوی | |||||||||||||||||||||||||||||||||
اصل مقاله | |||||||||||||||||||||||||||||||||
المنهج البنیوی منهج یستخدم للبحث والتحلیل النصی ویحظی فیه الاهتمام بالبنیة أی الشکل والمعنى مع المفهوم بأهمیة کبیرة بحیث لا یمکن تحقیق الهدف دون أخذ کل من الجانبین بعین الاعتبار. یعتقد رومان یاکوبسن أحد أشهر الشکلانیین الروس أن البنیة تشمل الشکل والمعنى ولأجل الدخول إلیها یجب البدء من الصوت والمرفیم لنصل إلى دراسة البنیة الکلیة «ولذلک فإن ما یقال من أن الناقد البنیوی الذی لا یتعامل مع المحتوى بقدر ما یتعامل مع الشکل، لا یمکنه أن یکون مصیباً مائة فی المائة» (شمیسا، 2004م: ١٨٠). یحظى کل من المحورین النمطی والإیحائی فی النظریات الأدبیة الحدیثة وفی التحلیل البنیوی للشعر بأهمیة کبیرة «تتکون کل جملة من عدد محدود من الوحدات اللغویة التی تقع على تسلسل خطی إلى جانب بعضها البعض لکی تؤدی معنى فوریاً. ویبین لنا مبدأ الطبیعة الخطیة للدلالة اللغویة أن نمط الوحدات اللغویة یبنی المعنى النهائی لکل مفهوم» (أحمدی، 2013م: ۲۰-۱٩). إن سبب الاختیار ونوعیةالوزن الشعری ودراسته و دراسة القوافی الجانبیة والداخلیة عن طریق تسلیط الضوء؛ یخلق نوعاً من التوازن فی البیئة الشعریة یدین للتکرار المختار بدلاً من الحروف الصامتة والصائتة والمفردات. کما أن دراسة المفردات المختارة وتضادها وتناسبها وتوازنها النحوی مع العثور على ترکیبات قواعدیة وتکرارها والوصول إلى الصور البیانیة مثل التشبیه والاستعارة والمجاز فی الأشعار والوصول إلى الترکیبات الحدیثة والرمزیة ودراسة العلامات اللغویة للوصول إلى الدلالات المناسبة والمطلوبة؛ جمیعها من العناصر التی تکوّن دراسة بنیة العمل الأدبی. ومن هذا المنطلق قالوا: «البنیویة حرکة تبدأ بالمنحى الذری وتنتهی بالنظرة الکلیة» (دان، 2004م: ١٥٧). وسیقوم البحث بدراسة وجهة النظر هذه فی دیوان "فی دروب السبعین" للعلامة سید محمد حسین فضل الله؛ لفهم جمالیات اللفظ والمعنى. سعیا للإجابة على الأسئلة التالیة من خلال هذا البحث التوصیفی التحلیلی:
یبدو أن شکل القصائد یتناسب مع نمطها؛ أی إن بنیة الوزن والقافیة والموسیقى الداخلیة والخارجیة متقاربة مع ضمیر الشاعر وأهدافه والصور البیانیة والتشبیهیة مکونة من کم هائل من العناصر الطبیعیة الملموسة. أجریت الکثیر من الدراسات والبحوث حول الأعمال والأفکار الدینیة والسیاسیة للعلامة السید محمد حسین فضل الله، ولکن لم توضع أیة مؤلفات حول شخصیته الأدبیة بشکل مستقل یستحق الذکر. ومن هذا المنطلق، تم إعداد رسالة ماجستیر بعنوان "الشرح والترجمة والنقد الجمالی لدیوان فی دروب السبعین للعلامة سید محمد حسین فضل الله قامت به إلهام مریمی طالبة الماجستیر فی فرع اللغة العربیة وآدابها بإشراف الدکتور السید محمد میر حسینی وتمت مناقشتها عام 2012م فی جامعة الإمام الخمینی الدولیة فی قزوین. السیرة الشخصیة والعلمیة «ولد السید محمد حسین بن سید عبد الرؤوف بن نجیب الدین بن سید محیی الدین بن سید نصر الله بن محمد بن فضل الله فی ١۹ شعبان عام ١٣٥٤ للهجرة، فی النجف الأشرف لأسرة متدینة» (حزب الدعوة، ٢٠١٠م: ٨). تعلم مختلف العلوم لدى والده حتى بلغ التاسعة من العمر، ثم تابع تعلیمه على ید أساتذة الحوزة الکبار. حضر طوال سنوات کثیرة من عمره ونظراً لمکانته العلمیة والفقهیة فی دول إسلامیة مثل سوریة ولبنان وإیران و المدن العراقیة ویعتبر من الشخصیات الدینیة والسیاسیة البارزة فی لبنان وهو القائد المعنوی لحزب الله والمقاومة الإسلامیة (مرادی، 2004م: 43). طبع له حتى الآن ما یزید على سبعین کتاباً فی مائة مجلد. ومن البحوث القرآنیة للعلامة یمکننا أن نشیر إلى کتب مثل: من وحی القرآن (تفسیر القرآن فی 24 جزءا)، الحوار فی القرآن وأسلوب الدعوة فی القرآن وفی مجال الفقه «الفتاوی الواضحة، فقه الحیاة، کتاب الجهاد، کتاب النکاح». أما الفکر الإسلامی فنلاحظه فی کتب مثل: من أجل الإسلام، قضایا علی الضوء ، الإسلام ومنطق القوة، دنیا الشباب، دنیا المرأة و فی رحاب اهل البیت» (انظر: www.Bayynat.ir ). وهناک کتب ترجمت إلى الفارسیة مثل "الزهراء القدوة، فی رحاب أهل البیت، الحرکة الإسلامیة، الفقیه والأمة" وغیرها. وبعد سنوات من العمل والمثابرة «توفی فی ٢٢ رجب 1431 ه فی بیروت»(م ، ن: ٨). أما الجانب الآخر البارز فی شخصیة السید محمد حسین فهو القریحة الشعریة؛ حیث سمی «شاعر الفقهاء وفقیه الشعراء». (حزب الدعوة، ٢٠١٠م: ١٤) وازدهرت هذه القریحة الشعریة فی وجوده مما أنتج 4 دواوین شعریة. « دواوین "یا ظلال الإسلام" (رباعیات) "قصائد من أجل الإسلام والحیاة" ، "على شاطئ الوجدان" و"فی دروب السبعین" » (bayynat.ir) وهی نتاج أیام عمره الأخیرة. دیوانفی دروبالسبعین دیوان «فی دروب السبعین» آخر عمل أدبی للعلامة ویحتوی على 14 قصیدة منها القصائد القصیرة والطویلة التی تحتوی على مضامین عدیدة أقلها بیتان وأکثرها قصیدة من 94 بیتاً. أما قصائد هذا الدیوان فهی حسب الترتیب عبارة عن: أهوی الحیاة ( ٢بیت)/ إیاب الروح (۹بیت) / الزمن الهارب (١٢ بیت )/ انا الغیب فی الحس (شعر نو )/ لفتة الطهر (شعرنو) / نهر الذکریات (١٥ بیت)/ رحله الی السماء (١٤ بیت)/ أی عمر؟ أی ذات؟ فی دروب الخمسین )٢١ بیت)/ فی دروب السبعین (٢٢ بیت)/ یا لطهر الصفا ( ٣٢ بیت)/ رحماک فی روح أمی (شعر نو) / وحیداً وقفت (شعر نو)/ شمس الهدایه کورت (٤٥ بیت)/ ذکری الغدیر (۹٤بیت).عادة ما یسمی الشاعر دیوانه باسم أهم قصائد الدیوان وهذا ما فعله العلامة فضل الله.
المضامین الشعریة للدیوان تمثل قصائد هذا الدیوان نداء الکشف وبوارق من تأملات العلامة أکثر من أی شیء آخر. إن الشعر عنده ذو صبغة محلیة یصف ما لا تراه العین. تضاد النور والظلمة، الضلال والطریق، الحیاة والممات، وتفاعل مفردات العشق والصفاء والمحبة والکشف والنجوى والوحی والحیرة والیقظة وغیرها، هی النمط الصوفی لجزء من أشعاره وتحتاج إلى تأمل عمیق. وخلافاً لسائر الشعراء المتصوفة، فإن الشاعر یختار تعابیر تدعو للتأمل وعبارات ثقیلة وغزلیة أحیاناً. إنه یبین باطنه بلغة بعیدة عن التکلف.
انقضاء العمر لعل أهم دوالّ أشعاره فی الدیوان هی انقضاء العمر. یرى العلامة أن العمر والحیاة فرصة و هبة إلهیة ویجب قضاؤها بالمعرفة ولیس فی حیرة وجهل. إن انقضاء العمر هام بالنسبة للعلامة لدرجة أنه ذکره فی عنوان الدیوان "فی دروب السبعین" والعدید من القصائد الأخرى مثل: أهوی الحیاة، إیاب الروح، الزمن الهارب، نهر الذکریات، أی عمر؟ أی ذات؟ فی دروب الخمسین، فلا حاجة بنا لاستطلاع قصائده. حتى ان الحیاة واستمرارها واضحة فی رثاء أمه أو أخته والآخرین. ربما تعبر الأبیات التالیة عما کان یجیش فی قلب العلامة عندما نظم قصیدة إیاب الروح: رَبِّ هذا عُمْرِی یَغیْبُ مَعَ اللیْـ ـلِ _ ویَمْضِی إلی المَدَی المَجْهُولِ فی دُروبِ السَّبْعین یُسْرِعُ بِیَ ال ـخَطْوُ، فَماذا فی المُلْتَقَی المَأمُولِ ؟ رَبِّ عُدْ بی إلَیْک حُرّاً نقیَّاً طاهِرَ الرُّوحِ کالنَّسیْمِ البَلیْلِ (فضل الله، ٢٠١٠م: ١٤-١٣) ویعتبر العلامة أن الدنیا وهم یجب تجنبه: وأَرَی فی الــعــُمْـــقِ سِـــــرَّ الـ ــعُـــــمْــــرِ وَهْــمَـــاً وَخَــــیَــــالَاْ (م ، ن: ١۶) کما یرى الدنیا سجنا مظلماً یجب التفتیش عن بوارق أمل فیه: إِلی أینَ یا عُمْرُ ، هَلْ مِنْ طَریقٍ إلی النُّورِ فی تَلَعَاتِ الهِضابْ ...؟(م ، ن: ٢٥)
معرفة الله الأمر الآخر الذی شغل ذهن العلامة إلى جانب العمر معرفة الله. لقد بلغ معنى العرفان بشکل صحیح من وجهة نظره «العرفان جوهر الحیاة البشریة والصراط المستقیم الإلهی وحرارة الروح وشعلة المودة البشریة لرب العالمین». (انصاریان ، 1988م، ج/١: ٢). ویبین العلامة المحبة والعشق والرؤى الصوفیة بالتعابیر ذاتها الموجودة فی عالم المادة والحسیات، ولذلک فقد دمج بین العرفان والحیاة. وتدل مطولة "رحماک فی روح أمی" بتکرار تفعیلة فعولن على ذکریات من أمه ممزوجة بذکر الله وتعتبر قصیدة "لفتة الطهر" فی رثاء أخته وابن أخته وقصیدة "شمس الهدایة کورت" فی رثاء الشیخ محمدرضا آل یاسین من القصائد الحزینة.
أهل البیت أما الاهتمام بأهل البیت فطالما کان فی طلیعة أعماله وأفکاره: «استعمال القالب النافذ والباقی للشعر لإحیاء ملحمة عاشوراء وذکرى الإمام الحسین (ع)، أمر متداول من القدیم وقد شجع علیه أهل البیت کما أن أسلوب الشعراء فی إنشاد شعر عاشوراء أمر مختلف» (محدثی، 2008م: ٢٥٢). وقد ساهم العلامة فضل الله فی قصیدة "وحیداً وقفت" فی نقل مفهوم عاشوراء والظلم الذی تعرض له الإمام بالاعتماد على تکریم مکانته الشامخة. وینتهی الدیوان بقصیدة "ذکرى الغدیر" فی تسلیط الضوء على حادثة غدیر خم وبذکر ولایة الإمام علی (ع) وجهل بعض المسلمین.
اللغة الشعریة للدیوان إن المضامین الشعریة للدیوان بحد ذاتها نتیجة لاختیار نوع واحد من الوزن الشعری والموسیقى الداخلیة والخارجیة واختیار المفردات والتراکیب المناسبة. وتشکل اللغة الشعریة دراسة المستویات الخارجیة مثل الوزن والقافیة والصوت والمفردات والمستویات الوسطی تشمل الصور البیانیة والخیالیة وسوف نتطرق إلى کل منها فی هذا البحث. تسود فی کافة الأشعار عاطفة قویة وصدق منقطع النظیر مما أبعد الأشعار عن جزالة اللفظ. لحن الأشعار بسیط وحزین وأحیاناً یتضمن البحث و السؤال، ومن هذا المنطلق فإن ذهن العلامة وأفکاره فی سفره وفی عالم الشهود یتضمن البحث عن الذات الإلهیة وانقضاء العمر. فعلى سبیل المثال نلاحظ فی الأبیات التالیة الصدق والعاطفة والحزن کمؤشرات رئیسة للأبیات وجمیعها مقتبسة من الفکر السامی الذی یسعى للتحرر من الدنیا:
حَلّقَتْ بی إِلیک کلُّ خَیالا تٍ و طَـافَـتْ بِالغَیْبِ کلُّ هُمُومی ضُـمَّنی ضُـمَّنی إِلـیک فَـما زلْـ ــتُ أُعـانی مِنَ العَـذَابِ الـمُـقیمِ (فضل الله،2010: 53) ویشیر حب البحث والاطلاع لدى الشاعر الهارب من الدنیا إلى أن یبحث عن النور ویستعرض ساعات عمره مرة أخرى لیرى کیف قضى سبعین عاماً من العمر:
وأنا حائِرٌ هُنَا بَینَ ذِکرَی الـ أمْــسِ، کیْفَ انطَوَی وَراءَ السُّدولِ؟ وأَمامی غَدٌ تُخَاتِلُنِی الأیَّـ ـامُ فیهِ فی غَفْلَتِی وذُهُولِی (م ،ن: 13) ویلفت رثاء الشاعر لوالدته نظر أی قارئ لأنه یحتوی على أبرز العواطف الشعریة وخاصة عندما یقول: وماتت.. وبعد أن یذکر هذه الکلمة یمکث قلیلاً وکأن غصة فی القلب تمنعه من الکلام ثم یتابع قائلاً: ومات الذی کان یحبو. وماتَتْ ...! /و مات َالذی کانَ یَحْبُو !/ هُناک علی صَبَوات الطفولَةِ! /وأحْسَسْت بالطفل یصْبح کهْلاً (م ،ن: 86).
بنیة الوزن والقافیة المستوى الأول من مستویات دراسة الشعر یتطرق إلى الوزن والقافیة. یقول خواجه نصیر الدین الطوسی فی تعریف الوزن:«الوزن هیئة تابعة لنظام ترتیب الحرکات والسکنات وتناسبها فی العدد والمقدار حیث تستمتع النفس بإدراک الهیئة ویطلقون علیها الوزن» (الطوسی، 2004م: ٣). ویعتقد النقاد الصوریون أنه یمکن أن یکون هناک تنسیق نسبی بین الوزن والمحتوى. (علوی مقدم، 1998م: 114). الشاعر یحصل على إلهامه من نفس الموضوع بشکل طبیعی (اسماعیل، 1992م: 299). یتکون دیوان فی دروب السبعین من 14 قصیدة نظمت فی 7 بحور شعریة حسب الجدول التالی:
البحر الخفیف وقد استعمل البحر الخفیف أکثر من البحور الأخرى. البحر الخفیف هو أخف البحور حیث یداعب الأذن (شمیسا، 2004م: 162). ومن هذا المنطلق یعمد الشاعر لأجل بیان ما فی قلبه إلى استخدام هذا البحر. والبیتان التالیان منظومان على البحر الخفیف ویدلان على رقة إحساس الشاعر ونجواه الباطنیة التی تتناسب وموسیقى هذا البحر. رَبِّ عُدْ بی إلَیْک حُرّاً نقیَّاً طاهِرَ الرُّوحِ کالنَّسیْمِ البَلیْلِ لِأَعیْشَ الرُّوحَ المُنَّدَی بِرِضْوا نِک حُبّاً کهَیْنَمَاتِ الأَصیْلِ ( فضل الله، ٢٠١٠م: ١٤) البحر الکامل ومن البحور الأخرى التی استخدمها بکثرة البحر الکامل. رغم أن هذا البحر لا یتمتع برقة بحر الرمل والبحر المدید لکنه مناسب للرثاء کما قال القرطاجنی، وهو یبین إلى حد ما حزن الشاعر. نظمت قصیدة "شمس الهدایة کورت" فی رثاء الشیخ محمدرضا آل یاسین على هذا البحر، بینما نظمت آخر قصیدة فی الدیوان وهی "ذکرى الغدیر" على البحر الکامل ویصور الشاعر فیها مکانة الرسول والإمام علی علیهما السلام وعظمة حادثة غدیر خم وجهل بعض المسلمین: وتَجاهَلوا نَصَّ الغَدیر ِ فَفِرقَة ٌ مِــنْهم تُـحَــرِّفُهُ وأُخْـرَی تُنْکرُ والمُصلحون وهم نیامٌ لا تَری فیهم فتی بشقا الشعوبِ یفکرُ (م ،ن:١٣١-١٢٨). بحرا الرمل والبسیط بحر الرمل والبحر البسیط بحران آخران استخدم کل منهما فی نظم قصیدة واحدة من الدیوان. وزن «فاعلاتن فاعلاتن/ فاعلاتن فاعلاتن» بحر مجزوء الرمل یدل على الرقة والسلاسة (القرطاجنی، 1285: 269) ووزن مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعلن للبحر البسیط وزن یشیر إلى النعومة والجمال (م ،ن: 269). وهذان البحران مناسبان للتعبیر عن عاطفة الشاعر ورقة إحساسه الممزوج بالحزن والأسى. وعندما یرید الشاعر أن یعبر عما یشعر به تجاه الوجود والحیاة والأهداف لنفسه وللقارئ، یستفید من البحر البسیط ویوجز ذلک فی بیتین: أَهْوَی الحَیاةَ انْطِلاقاً فی ذُری حُلُم یَشُـدُّهُ لِـحیَاةِ الوَحی إیمَانُ عَیْشٌ بَسِیْطٌ ودُنیَاً غَیْرُ طامِعَةٍ وعَالَمٌ بالشُّعُورِ الحُرِّ یَزْدَانُ ( فضل الله، 2010: 11 ) ربما نتصور بأن جمیع قصائد العلامة فضل الله منظومة على البحور الخلیلیة، ولکن من المثیر للدهشة أن نعرف أنه تحرر من القافیة الواحدة فی بعض قصائده. لقد نظم 4 قصائد من الدیوان علی شعر التفعیلة. إنه یحب أن ینظم الشعر ضمن إطار الوزن والقافیة بالمعنى الذی یریده لا أن یقید نفسه بالأوزان والقوافی. و فیمایلی إشارة إلى بعض خصائص الوزن والقافیة فی أشعاره: أ- الشعر التقلیدی نظم العلامة أغلب قصائد الدیوان ضمن إطار الشعر التقلیدی القدیم. هناک قصیدتان فقط تبینان میله للتحرر من قیود القافیة الواحدة والتی لا تتناسب أحیاناً مع مضامین القصیدة. ولذلک فقد بادر العلامة إلى هذا الابتکار فی قصیدة واحدة وهی نهر الذکریات:
إن هذا المنهج فی نظم قصیدة لا تتقید بالوزن والقافیة أمر مبتکر یحظى بأهمیة خاصة فی التجدید الشعری ونلاحظه لدى بعض الشعراء الکلاسیکیین الجدد مثل سامی البارودی. وکرر هذه التجربة فی قصیدة رحلة إلى السماء حیث نظم البیتین الأول والثانی بقافیة الألف على بحر مجزوء الخفیف والأبیات 3-14 بقافیة الهاء على البحر الخفیف. فی قصائده الأخرى نلاحظ قوافی ناعمة ولطیفة ومتصلة مثل النون واللام والباء والمیم ذات تأثیر أکبر فلم یضیع الشاعر وقته فی تکرار الردیف فی مکان القافیة. تقید الشاعر بالتنسیق بین القافیة والمحتوى فی أغلب القصائد. فعلى سبیل المثال، فی قصیدة الزمن الهارب نلاحظ نعومة الحرف الساکن " ل " وتکرار الحرف الصوتی " آ " فی کلمة القافیة على شکل "آه" تخرج من أعماق قلب الشاعر، کما یمنح شعره لحناً موسیقیاً یساعد الکلام على التحلیق وینطبق على النجوى الداخلیة للشاعر فی کلمات مثل اشتعالاً و انفعالاً و انتقالاً وغیرها من الکلمات. وفی قصیدة " شمس الهدایة کورت " نلاحظ قافیة العین التی تمثل العظمة والتعالی والظهور (عباس، 1998م: 112) مما یشیر إلى تکریم الشیخ محمدرضا آل یاسین وتقدیره. أما وجود الحرف الصوتی "ا" بعد حرف القافیة فی نهایة کل بیت فهو یدل على آه ممتدة تعبر عن حزن الشاعر العمیق لفقدان شخصیة کانت نبعاً للخیر والبرکة والعلم والدرایة. الأبیات التالیة من قصیدة فی دروب السبعین للعلامة فضل الله تبین ابتغاءه لمرضاة الله تعالى وتحمله للصعاب فی سبیل ذلک ورغم ابتعاده عن الجمیع لکنه یبذل قصارى جهده فی صراع النور والظلمة لکی یصل عبر مسیرة عمره إلى نور الهدى ویتجنب هوى النفس والملذات. یدل حرف القاف على الصعوبة والصلابة والشدة (م ،ن: 144) وتکرار الحرف الصوتی "آ" فی القافیة إلى جانب المفردات الأخرى یضفی جواً من الحزن والأسى على کافة الأبیات. أنا أهوَی الحَیاةَ فی دَرْبِ رِضْوا نِــک إنْ أبـْـعَدَ الـطَریقُ رِفَـاقی لَسْت ُ ذاتـاً تَعیشُ لِلّهو ِ فی وَحْـ یِ الـلِـذاذاتِ فـی هَـوَیً و إشْـتـِیاقِ أعْطِنیَ العُمْرَ لِلْحَقیقَةِ أجـْـلُو هَـا بـَعیـداً عَنْ الهَـوَی و النِّفاقِ (فضل الله، 2010: 42) ب- الشعر الحدیث رغم أن عدد قصائد الشعر الحدیث قلیل مقارنة بالشعر القدیم فی هذا الدیوان، لکنها تعادل قصائد الشعر القدیم من حیث الحجم. سنتطرق هنا إلى أنواع تحرر الشاعر من قیود الشعر القدیم: أ-الشعر الحدیث المقسم إلى قطع. لکل قطعة عدد من السطور تنتهی بحرف واحد. نلاحظ هذا المنهج فی قصیدة "أنا الغیب فی الحس" حیث جاء الشاعر بما یتوافق مع الحاجة فی عدة سطور؛ تقید الشاعر بالتفعیلة الواحدة فی کافة السطور بما یتناسب مع الموضوع والمضمون. لکن الشاعر لا یزال یتعلق بالشعر القدیم لأنه یتقید یقافیة واحدة فی نهایة کل قطعة. نلاحظ هذا الأسلوب فی قصیدة لفتة الطهر رغم أن الشاعر منح نفسه حریة أکثر فی عدد السطور والتفعیلات الموجودة فی کل سطر منها: کمِثْلِ الحَکایا التی تُولَدُ الطُفُولةُ فیها /و یَهْفُو الشَّبابْ /کقِصَّةِ فَجْرِ أطلّتْ رُؤاهُ عَلَی الأُفُقِ /فی عَتَماتِ الضَبَّابْ/ کمَا الحُلْمُ فی هَمَساتِ الجُفُونِ/ یُهَمْهِمُ للشَمْسِ /عَنْدَ الغِیابْ/ /فی هَمْهَمَاتِ العُبَابْ / (فضل الله،2010: ١٨-١٧). ب-الشعر الحدیث الذی تراعی التفعیلة الواحدة فیه فقط. یکون عدد السطور فی کل قطعة مختلفاً وعدد التفعیلات فی کل سطر مختلفاً وبالتالی یحرر الشاعر نفسه من القافیة الواحدة. تکون القوافی هنا عبارة عن مقاطع والموسیقا الخارجیة الناتجة عنها لیست واحدة فی أنحاء القصیدة. نلاحظ هذا النوع من شعر التفعیلة فی قصیدة رحماک فی روح أمی: و تَبقَی الحیاةْ /و تَهْرِبُ منِّی جَمالاتُها / حَکایاتُها / فی طُفُولَةِ عُمرِی/ غَنائیَّةُ الهُدهُداتِ الحَمیمَةِ /أراجیحُ روحی التی یَشْهَقُ الضِیاءُ /بِهَزّاتِها /و یَغْفُو العَبیرْ / علی وَحْیها الضّائعِ الأمْنیاتِ / (م ،ن: ٥۶-٥٥) تنوع السطور فی عدد الکلمات، منهج لإیصال رسالة الشاعر ورفع مستوى فهم القارئ فی استخلاص المعنى. تشیر الجمل الطویلة والقصیرة إلى تحلیق روح الشاعر وهبوطها مما أثر على نفسه الشعری وأدى إلى اکتفائه بکلمة واحدة فی سطر معین وإطالة الکلام فی سطور أخرى. قیل «الفراغات، جزء لا یتجزأ من القصیدة المعاصرة وذلک لخلق لحن أبیض للتعبیر عن الصراع الداخلی للشاعر. (بنیس،1996م: ١٥١) نلاحظ هذا النوع من شعر التفعیلة فی قصیدة لفتة الطهر: أنتَ الطّهارةُ فی الصَّلاة!/ وأنتِ فی..../ وعیِ الدُّعاءِ.../عذوبةُ الأَلحانِ.../فی لَهفةِ الیَنبوعِ...(م ،ن: ٣١) استخدم الشاعر علامات الترقیم فی نهایة السطور معتبراً أن کلامه لم ینته أو أنه عاجز عن الاستمرار فی الکلام لیبقى المعنى فی قلب الشاعر أو یفسح المجال للقارئ لإکمال الکلام.
البنیة الصوتیة تشمل موسیقی الحروف "تکرار الأصوات التی توجد داخل المقطع اللفظی (ثمره، 1985م: 127) ویطلق علیه التوازن الفونیمی وینتج عنه تکرار الحروف الساکنة والحروف الصوتیة مع إیجاد موسیقا داخلیة تزید من تأثیر الکلام وتخلق رابطة لا تتجزأ بین اللفظ والمعنى. إن دراسة علم البدیع مثل الجناس والسجع الناجم عن التشابه والتجانس بین المصوتات و الصوامت، موجودة فی التحلیل الصوتی. «تقوم البنیة الصوتیة بإیصال مفهوم الشاعر عبر مجموعة من الأصوات بشکل غیر مباشر». (شفیعی کدکنی، 1991م: 318). فعلى سبیل المثال، إن تکرار المقطع اللفظی یزید من جمالیة الشعر وتأثیره ویمنحه الموسیقا. نلاحظ أن الصوت الذی تسمعه الأذن من الحرفین الساکنین الهاء والحاء یدل على الاضطرابات والانفعالات القلبیة» (عباس، 1998: 192-182). ونلاحظ استخدام العلامة فضل الله لهذین الحرفین فی الدیوان. إن تکرار الحرف الصامت "ح" خمس مرات فی السطور الشعریة یثیر عواطف القارئ المتأثر بعاطفة الشاعر ویجعل الکلام لحناً ویلهم الشعور بالعشق والشوق لنور الوجود. یا وحیَ حُبٍّ/ حلّقَت آفاقُهُ/ فی الرّوحِ /فی وعیٍ و فی تَحنَانِ..../یا شوقَ روحی/ للضِّیاءِ حملتُهُ /وحیاً حریریاً /علی أجفانی ....(فضل الله،٢٠١٠م:٣٠) کما أن تکرار حرف الهاء یمنح الشعور بوجود موسیقی فی هذه الأبیات: ذَبُلَتْ زُهیرَاتُ الهوَی بفنائه ونَما بِهِ زهرُ الرشادِ فَأَینَعا هُناک روحٌ رَفْرَفَتْ فی جَوّهِ عُلُویةٌ تَخِذَتْ فناه ُ المُربَعا (م ،ن: ١١٤) إن الجناس المستخدم فی بعض السطور یؤثر على إیجاد الموسیقی الداخلیة مثل جناس الاشتقاق بین کلمات: "شهود" و "شهادت" ، "صحوة" و " صاحیة" فی العبارات التالیة و یَخْشَعُ ...یَمْتدُّ فی رِحلةِ الشُهُودِ / یعیشُ مَعَ الغیب ِ / معنَی الشهادةِ /کما الحِسُّ فی الرُؤیة الواعیَةِ /کما النورُ فی الصَحْوةِ الصاحیَةِ (م ،ن: ۶٨) ونلاحظ فی السطور الشعریة التالیة نموذجاً للموسیقی الداخلیة للصوت الناتج عن وسط أو عن نهایة الکلمات داخل السطر. وتتمتع هذه الکلمات: " الله، معانی، الضیاء، امتداد، ائتلاف، اللاحدود" بطول مقاطع "لا ،عا، یا، دا؛ لا، د" فی السطور التالیة بأهمیة وجدانیة وتأکید داخلی: فَلِلنورِ فی اللهِ کلُّ مَعانی الضِیاءْ/ وکلُّ إمْتِدادِ الشُروقِ /وکلُّ إئتِلافِ الحَقیقةْ /فی القَلْبِ والروحِ فی الّلاحُدودْ (فضل الله، 2010: 112)
بنیة الکلام تقدم کل من القریحة الشعریة والتجربة والعلاقات نموذجاً لاختیار مفردات شعریة. وتعتبر بعض المفردات توأم الروح الشعریة، وفصلها عن النسیج الشعری یؤدی إلى فقدان قیمة الشعر. وکما قیل: «قیمة المفردات فی وضعها ضمن نسیج بنیوی» (علی بور، 1999م: 30). التکرار على مستوى المفردة وعلى مستوى المجموعة ومستوى الجملة یوجد نوعاً من التوازن الشعری وینطبق على النمط الذهنی للشاعر ولا یکون عن عبث فی أغلب الحالات. ونشیر کمثال إلى تکرار ضمیر "هو" فی قصیدة "أنا الغیب فی الحس"، إن تکرار هذا الضمیر لیس مزعجاً، وبما أنه یدل على خالق الوجود فإنه یمنح القارئ المتعة أثناء قراءة القصیدة. هو النُّورُ فی عَتَماتِ الغَیابْ /هو العِطْرُ فی أمْنِیاتِ الوُرود ِ /هو النَبْعُ فی خَطَرات ِ السَّرابْ.../هو الحَقُّ إنْ یَعْبَثِ الوَهمُ فینا (م ، س: ٢٧) وفی قصیدة «وحیداً وَقَقتَ» نلاحظ تکرار کلمة "هنا" 11 مرة وهی تشیر إلى صحراء کربلاء. إن التأکید والشعور اللطیف بهذا التذکیر والتجسید للأرض أمام الآخرین یشمل أساس التکرار وذلک لأن کربلاء أطهر منطقة على الأرض وأکبر المناطق من حیث الاحترام والحق أنها بساط الجنة (المجلسی، ١٤٠٣ق: ١١٥): هنا القمةُ الشّامخةُ/ هنا الذروةُ الراسخةُ/ هنا العمقُ ینفجرُ الخصبُ ریّاً و خُضرَة/ هنا الحبُّ للناس، حبُّ الرّسَالة/ هنا العدلُ یصنعُ للکونِ سِرَّ العدالةَ و..... (فضل الله، 2010:۹٣) إن تکرار عبارة "تعالوا إلیّ" 6 مرات على مستوى الجملة فی الأسطر الشعریة یوحی بنداء "هل من ناصر ینصرنی" والذی نادى به الإمام الحسین (ع) وکأنه یدعو الجمیع لمساعدته (الدیوان صص 112-89 ). ومن جمالیات اللغة فی بحث المفردات، النمط المناسب للمفردات والذی یسمى "مراعاة النظیر" فی علم البلاغة. ونلاحظ على سبیل المثال فی الأبیات تناسباً بین مفردات الأرض واللیل والسموات والهلال: ویضیئُ الأرضَ فی لَیــــ ــــــلِ السماواتِ هِلالآ (م ،ن: ١٥) ونلاحظ فی قصیدة "إیابُ الرُّوح" مجموعة من الآثار المبعثرة لتناسب مفردات مثل "صباح، شمس، شروق، أصیل، صحوة، اللیل، أمس، غدا" کما أن مفردات "رحلة، فکرة، دُجی، سماء، نور، روح، خُلد، ظلام، دنیا و هُدی " ساعدت الشاعر فی التعبیر عن مقصوده فی قصیدة "رحلة إلى السماء". إن إبراز مفردات النص ینتج أحیاناً عن طریق استعمال المفردات المتضادة مثل "تبکی و تضحک" فی السطور التالیة: أنا السِّرُّ تَبکی أحاسیسُهُ / و تَضحَک أَحلامُه فی العَذَاب(فضل الله، 2010: ٢٢) ونلاحظ تضاد مفردات "القُشور و اللُباب " فی هذا السطر: ویبقی لِذاتی عُمقُ الحکایا /فتهوی القُشُور /و یَبقی اللُّباب .. (م ،ن: ٢٣). وکذلک الأمر بالنسبة لمفردات (أرض وسماء)،(موت و حیاة)،(یأس و رجاء) و(ربیع، یباب). إن نسبة کبیرة من مفردات قصائد دیوان "فی دروب السبعین" هی مفردات متناسبة فی ظل اللغة الرمزیة والصوفیة وسوف نتطرق إلیها فی بحث آخر. فی قصیدة "ذکری الغدیر" نلاحظ وجود فعلین بنفس المعنى فی أغلب الأبیات وهو أمر یساهم فی تناسب المفردات والتأکید على مقصود الشاعر مثل «تُسبک و تُصهَرُ» فی البیت التالی: یاسیِّدی و الشِّعرُ وهو عواطفٌ تذکو فتُسبَک فی الفؤادِ وتُصهَرُ (م ،ن:١٣٣) ونشهد تناسب الأفعال ذات المعنى الواحد فی الأبیات ٢١ ، ٤۹ ، 64 ،65 ، ٧٢ من هذه القصیدة. ومن الصناعات اللفظیة المستخدمة فی الدیوان یمکننا الإشارة إلى الموازنة فی قصیدة "رحماک فی روح أمی" کما فی البیتین التالیین: کما الحِسُّ فی الرؤیةِ الواعیةِ / کما النورُ فی صَحْوَةِ الصاحیةِ (م ،ن: 68) تَشُمُّ تَسابیحَهُ فی جَنانِ الخُلُود / وتَحْیا تَهالیلُه فی غِناء الوجود(م ،ن: ٧٥) المفردات والتراکیب الجدیدة ومن الأسالسب الشعریة المستخدمة فی الدیوان، التعابیر والمفردات الجمیلة والتی تکثر فی مختلف قصائد الدیوان مثل: انتفاضة أنسی، روحی القفراء، أحلامی العذاری، دمعة الإرهاق٬ هموم النجاوی، صهوات الظلام. البنیة النحویة تتطرق دراسة البنیة النحویة إلی علاقة المفردات بعضها ببعض على مستوى القواعد والنحو (علوی مقدم، 2002م: ٨۹) وعلى محور النمط تبدأ دراسة البنیة النحویة بشکل الجمل الخبریة والإنشائیة ومکان أجزاء الجملة مثل الاسم والفعل والظروف وحروف الجر للوصول إلى النسیج الشعری (إمامی، 2003م: 38). تتم دراسة تنقل العناصر الدستوریة باسم الانحراف عن المعاییر على المستوى النحوی وأکثرها شیوعاً تستعمل لحفظ الوزن مثل تقدیم الجار والمجرور للحصر أو التأکید أو مراعاة القافیة والوزن الشعری کما فی المثال التالی: فی کلِّ جیل صدیً هادِرُ وفی کلِّ أفقٍ هُدیً سائرُ (فضل الله،٢٠١٠م: ٨۹) ویؤدی التکرار المتشابه للمفردات فی بعض الأحیان إلى تکرار البنیة النحویة للشعر مما یزید من جمالیة الشعر وتأثیره الموسیقی «روابط النمط عبارة عن روابط بین العناصر القادرة على التوضع إلى جانب بعضها البعض فی سلسلة مرکبة» (قاسمی بور، 2012م: 62). نلاحظ على سبیل المثال فی البیت التالی تکرار الأثر النحوی: ربِّ عُـد بـی إلیک حُرّاً نقیَّاً طاهِرَ الرُّوحِ کـــالنَّــــسیمِ البَــــلِیلِ(م ،ن :١٤) أما فی العبارة التالیة فقد تکررت بنیة المبتدأ والخبر أربع مرات؛ وهذا ما یثبت شعور الشاعر وفکره لأن التکرار یعنی الأهمیة والتأکید على المعنى: شعوری نارٌ وروحی نسیمٌ وقلبی ربیع ٌ وعمری یَباب. (فضل الله، 2010:٢٥) وکذلک تکرار الخبر على شکل الجار والمجرور هو النورُ فی عَتماتِ الغَیاب هو العِطرُ فی أَمنیاتِ الورود هو النّبعُ فی خَطَراتِ السَّراب (م ،ن: ٢٧) وفی قصیدة "لَفتةُ الطُّهرِ" نلاحظ تکرار المنادی المضاف إضافة إلى التعبیر عن حزن الفراق مما یدل على التوازن النحوی الحاصل من البنى المشابهة. یا عَبَقَ الطفولةِ... یا لَفتَةَ الطُّهرِ.... یا وحیَ حُبِّ.... یا شوقَ روحی.....یا دمعة الحزنِ.... یا شَهقَةَ الأَلم (م ،ن: ٣١-٢۹) إن معرفة نوع الأفعال المستعملة فی الشعر یشیر إلى اهتمام الشاعر بالأزمنة ونتائج الجمل. فعلى سبیل المثال، فی قصیدة الزمن الهارب کافة الأفعال مضارعة وفی قصیدة یا لطهر الصفاء نلاحظ کثرة الأفعال المضارعة مقابل الأفعال الماضیة؛ لأن نظم الشعر بعبر عن حال الشاعر وانفعالاته الباطنیة واستعمال الفعل المضارع یدل على النجوى التی کان یقوم بها الشاعر فی أواخر أیام حیاته تجاه الله وهذا أمر مستمر ولا یتوقف على الزمن. وتعتبر الجمل القصیرة من السمات الأخرى لأشعار الدیوان حیث إن أکثرها تحتوی على أفعال: وتَمُرُّ الغُیومُ فی الشَّمْسِ،... یَهْفُو فی أُمنِیاتِ الغـُیومِ، / یُولَدُ اللّیل ُ فی النَّهار../ تَلتَقِی الظُلمـمةُ فـیه بِـوَشْوَشَاتِ النُّــجوم/ یَعُودُ الغُروبُ ....، یُوحِی بِکـُلِّ وَحْیٍ حَمیمِ/ .....یُولَدُ الإنْــسانُ فیه مِنْ قَبْـَضةٍ مِنْ هُمُومِ.(فضل الله، 2010: 54) ونلاحظ أن أکثر القصائد تحتوی على جمل خبریة ذات تأثیر أکبر من الجمل الفعلیة إلا فی السطور التی یتساءل فیها الشاعر بشکل محیر عن النور ویبحث عن طریق للهرب من سراب الظلمة کما ذکرنا من قبل فی هذا البحث.
دراسة البنیة الداخلیة المستوی الأول للغة الشعریة ذو ماهیة حسیة ومادیة تتعلق بالکلام وقد عبرنا عنها فی الصوت والموسیقی والوزن الشعری والمفردات الشعریة. أما الطبقة الثانیة فتشمل الصور البیانیة وتسمى بالمستوی الوسط. وفی دراسة بنیة الصور البیانیة نصادف مفاهیم مثل التشبیه والاستعارة والرموز وغیرها. یقول الطوسی فی تعریف الشعر«الشعر کلام مخیل موزون»، إذن یمکن للخیال أن یکون مدخلا للفکر فی الشعر وقد قیل: «عندما تتحول الأفکار إلى شعر، تمتطی جناح الخیال أولاً وتعبر الجدار العاطفی لوجود الشاعر ثانیاً» (زرقانی، 2005م: 81). وتجری دراسة جودة الصور البیانیة ضمن البنیة الداخلیة للشعر. والأهم من ذلک أن هذه الصور عندما تنتظم تصبح ذات قیمة فنیة. قام الشاعر فی دیوان دروب السبعین بتجسید أفکاره الباطنیة ومشاعره بکم هائل من الصور الفنیة التی أثر علیها صدق العاطفة والخیال. إن الترکیبات والعناصر الطبیعیة المستعملة فی الغطاء المجازی، خلقت صوراً بیانیة جمیلة. الصور البیانیة: من السمات الشعریة للعلامة، استعمال الصور البیانیة (الاستعارة، التشبیه، المجاز والمحاسة ) مما یزید من قیمة المعانی. فعلى سبیل المثال، فی قصیدة "شمسُ الهدایة کوّرت" نشهد أجمل المفردات والتعابیر الاستعاریة والتشابیه الجمیلة: تَتَفجَّرُ الأحکامُ مِن أضوائِها دُراً بآیاتِ الشریعةِ رُصِّعَا ذبُلَتْ زُهَیرَاتُ الهَوَی بِفَنائِه ونَما بهِ زَهْرُ الرِشادِ فَأَیْنَعَا (فضل الله، ٢٠١٠م: ١١٤-١١٣) تشبیه الأحکام (مشبه) باللؤلؤ المزین بآیات الشریعة (مشبه به) / الهوی(مشبه) بالزهیرات (مشبه به)/ الرشاد (مشبه) بالزَهر(مشبه به). وهناک استعارات جمیلة مثل "هموم النجاوی، حزن الفجر، دمعة الظلام، حیرة الفکر، مدی المحموم"، وهناک النداء والجمل الجمیلة مثل "تبکی أحاسیسه وتضحَک أحلامُه و تناجی البحار". تحتوی أغلب هذه الصور البیانیة على ظواهر الوجود والانفعالات الإنسانیة. ونظراً لکثرة هذه النماذج ولکی نحول دون الإطالة والإسهاب نکتفی بذکر بعض الأمثلة. أنا الطِفلُ یَحبُو علی کلِّ عُشْبِ الحَنانِ /فیَا لَلعَبیْرِ الذی یَرْشُفُ الضِیاءَ نَدِیّاً / بأجْفانِ وَردَةِ/ و یا لَلرَّبیعِ الذی یُبْدِعُ إخْضِرَارَ المَحَبَّةِ /فی کلِّ شِدَّةْ (فضل الله، ٢٠١٠م:60) إن تشبیه اللطف بالنبات فی "عشب الحنان" وإضافة استعارة فی "أجفان الوردة" ومفردة أجفان مجاز من العین. الاستعارة فی سطر "یا لَلعبیر الذی یَرشُفُ الضیاء" والترکیب الجمیل للألوان فی عبارة "اخضرار المحبة" من جمالیات هذه القطعة الشعریة. ومن أمثلة المجاز فی الدیوان: یالَعسفِ السِّنین، یبهتُ فیها الــــــــ ــــــــلونُ تذوی الحیاة فی الأوراقِ(م ،ن:٤١) « عَسْفِ السِنین » مجاز عقلی بعلاقة زمنیة لأن الظلم یقع فی الزمان. إنَّ الرَّدَی بِک قدْ طوَی آمالَنا وأَسَالَ مِنْ جَمْرِ القُلُوبِ المَدمَعا(م ،ن: ١١۹) «المَدمَع» مجرى الدموع ویمکننا أن نعتبره مجازاً من الدمع بعلاقة محلیة. ومن أهم عناصر شعر العلامة فضل الله فی هذا الدیوان، عناصر الطبیعة مثل: البحر، السماء، الأرض، الریاح، الندى، النهر، الجبل، الشجرة، الغصن، الأوراق، النجوم، الشمس، القمر، النسیم، السراب، السحاب، الربیع وغیرها. وربما یکون المبدأ الأفضل لفهم الاستعمالات المتنوعة للمفاهیم المجردة والشعور والعاطفة هو استعمال تجلیها فی تغطیة الأشیاء المحسوسة. إن ما یجب الاهتمام به هو الجانب الجمالی لاستعمال هذه الصور البیانیة دون إیجاد خلل فی المعنى. وربما یکون إدراک هذه الحالات بالنسبة للمخاطب خارج ذهن الشاعر أمراً صعباً کما فی المثال التالی: و تَحْضِنُ – فی حَیْرةِ النَظَراتِ – /طُفُولَتی الهائِمَةَ /و لُثْغاتی الحالِمَةْ لِتَنْثُرَ فیه بَقایا الضِیاءِ /و تُوحی له بإنفِتاحِ السَماءِ /علی الصَحْوِ فی بَسَماتِ اللقاءِ یصور الشاعر مرحلة الطفولة ولحظة احتضان أمه له، وقد یعجز القارئ فی هذه الأشعار عن فهم وتحلیل هذه الصور البیانیة ویظن أن الکلمات غیر منتظمة وهذا ما یصعّب تحلیل العناصر. نشاهد فی أغلب قصائد الدیوان هذا النوع من التعابیر، لکن الاستعمال الکبیر یمکن أن یکون تجلیاً للأسلوب الشعری للشاعر. إن نوع المفردات وکیفیة التکرار فی مختلف المستویات وجودة الصور البیانیة جمیعها یمکن أن تکون تجلیاً للغة الشعریة والأسلوب الشعری. الرمز واللغة الرمزیة: یختار الشاعر کلماته وفقاً للموضوع ثم یکررها. بعض القصائد ترتبط بالحالات الصوفیة للشاعر فنشهد فیها کماً هائلاً من الکلمات والجمل المناسبة للتصوف. هناک اختلافات بین الرمز والاستعارة أو التمثیل، فالحالة التأویلیة هی التی تبین الاختلاف بین الرمز والاستعارة. ذکر فی قاموس الفن الشعری أن الاختلاف بین الرمز والتمثیل هو مایلی: «التمثیل ذو حالة أفقیة، أی انه یشیر إلى حقیقة بالاستفادة من حقیقة أخرى فی هذه الدنیا، أما الرمز فهو یتحرک من الأسفل إلى الأعلى بحرکة عمودیة، تستعمل فیه العناصر الحقیقیة لبیان العوالم المیتافیزیقیة» (میرصادقی، 1997م: ٢٨٣). یمکن لهذا التعریف أن یشمل الرموز الصوفیة. نلاحظ نماذج من المفردات الرمزیة فی قصائد "أنا الغیب فی الحس" و"فی دروب السبعین" و" أیُّ عمرٍ؟ أیُّ ذاتٍ؟ فی دروب الخمسین؟". أنا الغیبُ فی الحسِ / کما الزّمن الحائرِ المنحنی عَلَی الکونِ... فی أمنیاتِ السَّراب/ هو السرُّ، مَهما دفعتُ الخُطَی إلیه/أناجی الجمالَ/و أحسُو الشّراب/و یبقی لِذاتی عُمقُ الحکایا/فتهوی القُشور/و یبقَی اللُّباب(م ،ن : ١٧-٢٣) یعتبر الشاعر بعبارة " أنا الغیب فی الحس" أنه ملیء بالإحساس ویمکننا أن نعتبر مفردة "حس" تشیر إلى الله. والغیب هو الفناء عند المتصوفة وهو فناء أفعال السالک فی أفعال الحق. ویعبر المتصوفة بالسراب عن الدنیا ومتاعها وبالسر عن الکتمان وکما یقول لاهیجی: «یسمى السر سراً لأن أصخاب القلوب هم من یدرکونه فقط» (لاهیجی، 2006م: ٤٥١) و "خطوة" ترمز إلى السیر على طریق الحقیقة. یجب على الصوفی أن ینتبه إلى عدم اتباع الشیطان فقد قال الله تعالى: «ولا تَتَّبِعوا خُطُواتِ الشَیطانِ إنِّه لَکمْ عَدوٌ مُبینٌ». "جمال وشراب " مفردات تعبر عن عشق الشاعر لظهور کمالات المعشوق بالنظر إلى زیادة الطلب من العاشق (بیات، 1995م: ١٢۹) وقیل: «یتغلب العشق عندما یتجلى المعشوق للسالک العاشق» (م ،ن، 146) "قشور" مظهر العلم الظاهر و "لباب" «العقل المنور بالنور القدسی» (الکاشانی، ١٤١٣ق:۹٠) وعلامة العلم الباطن. قال المتصوفة: «العلم الظاهر بالنسبة للعلم الباطن مثل الشریعة بالنسبة للطریقة والطریقة بالنسبة للحقیقة» (م ،ن، ص 161). وهذا البیت: أنا فی الشَّمسِ توقظُ الصّحوَ فی عیــــــ ــــــنیَّ نوراً یموجُ فی الأَحداقِ(فضل الله ،٢٠١٠ : 46) یؤکد الشاعر على وصوله إلى مقام المکاشفة وبلوغه لمقام الشهود التام ورؤیة ذات الحق تعالى. إن بلوغ هذا المقام مقتبس عن کلام أمیر المؤمنین علی (ع) وهو صاحب العرفان وأن الصحو «یعنی الیقظة من الثمالة ویقصد الشاعر أن العارفین الذین یسلکون طریق الحقیقة والدیار القدسیة یجب علیهم أن یروا ببصیرتهم ولیس ببصرهم» (انصاریان، 1988م: ١٥٧) مثل «القلب الیقین» (سجادی، ١٤٠٣ق: ٥٣) الذی یرى کل أمر غیر ظاهر للعیان. أنّنی تورقُ الریاحین فی رو حی و تمتدُّ نُعیماتُ الکرومِ..(م ،ن: 53) یورق الریحان فی روح الشاعر إثر التقشف والنور الذی حصل لروح الشاعر» (سجادی، ١٤٠٣ق : ٢٤١) أما "نُعیمات الکروم " وهی ثمارها، فهی تشیر إلى التصفیة والتزکیة. أنا – یا ربِّ- ظامئٌ یرکضُ الینـــــــــ ـــــــبوعُ فی روحِه و أنتَ الساقی!!! (فضل الله، 2010: ٤٤) هذا البیت هو الأخیر من قصیدة "أیُّ عمرٍ؟ أیُّ ذاتٍ؟ فی دروب الخمسین؟" حیث یستعمل الشاعر مفردات "ظامئ، ینبوع وساقی" کمراعاة للنظیر رموز لبیان مقصوده. الظامئ هنا هو العطشان الذی لا یروى إلا بکشف الحجاب ولقاء المحبوب (الکاشانی، ١٤١٣ ، ص٣١٥) و"الینبوع" «نبع الفیض الإلهی وقلب العارف الکامل» (سجادی، ١٤٠٣ق: ١۶٣) والساقی یشیر إلى الله. النتیجة دیوان فی دروب السبعین هو آخر عمل أدبی للعلامة فضل الله؛ وهو دیوان یضم قصائد طویلة وقصیرة، کلاسیکیة وحدیثة، تعبر عن شغف الشاعر بلقاء الله والتخلص من ظلمة الدنیا وحمدالله والثناء علیه ورثاء کبار الدین. إن کلاً من الشکل والمحتوى کان مؤثراً فی نقل رسالة الشاعر وهذا الأمر جرى إثباته بمبادئ النقد البنیوی لمجموعة من الأبیات. اللغة الشعریة صادقة وبسیطة وحزینة تحتوی على المدیح وذات لحن یتسم بالرغبة فی البحث. البحر الخفیف هو البحر الأکثر استعمالاً فی الدیوان وأغلب الأشعار ذات قافیة ناعمة ولطیفة مثل اللام والنون والألف. إن تکرار الحروف الصامتة والمصوتة یمنح الأبیات والسطور الشعریة لحناً موسیقیاً یتناسب مع نمط العمل. أما بالنسبة لبنیة المفردات فنلاحظ التکرار والتناسب والتضاد کثیراً فی الدیوان بشکل متناسب مع نقل الشاعر لأفکاره. استخدم الشاعر ترکیبات حدیثة مثل انتفاضة انسی، روحی القفراء، احلامی العذاری وهی من المفردات الحدیثة التی ابتکرها الشاعر. وتعتمد البنیة النحویة للترکیبات على التقدیم والتأخیر ونلاحظ کثرة الفعل المضارع مما یدل على استمراریة حالات الشاعر وأفکاره. إن الاستعمال الکبیر للاستعارة وخاصة المکنیة والتشبیه وجمالیة الألفاظ، یصعب فهم القصائد بعض الشیء، وهذا ما لاحظناه فی قالب الألفاظ الحسیة کالتعابیر الصوفیة الموجودة ضمن غطاء من العناصر الطبیعیة ولأجل فهمها یجب معرفة التعالیم الصوفیة. والمهم فی کل هذا أن کافة هذه الحالات فی شعر العلامة فضل الله تنطلق من لغته الأدبیة الرفیعة وفکره السامی.
| |||||||||||||||||||||||||||||||||
مراجع | |||||||||||||||||||||||||||||||||
القرآن الکریم الکتب الفارسیة احمدی، بابک .(2013م). ساختار وتاویل متن (بنیة النص وتأویله)، ط 15، نشر مرکز. انصاریان، حسین.(1988م). عرفان اسلامی. شرح شامل لمصباح الشریعة ومفتاح الحقیقة. الجزء 1. ط 1. دفترتبلیغات الإسلامی. بیات، حسین.(1995م). مبانی عرفان وتصوف، طهران: منشورات جامعة العلامة الطباطبائی. سجادی، جعفر.(١٤٠٣ق). فرهنگ لغات واصطلاحات وتعبیرات عرفانی دار مکتبة طهوری. شفیعی کدکنی، محمد رضا.(1991م). موسیقی شعر.ط ١١ . طهران: دار آکاه. شمیسا، سیروس.(2004م). نقد ادبی. ط 4. طهران: دار فردوس. الطوسی، خواجه نصیرالدین.(1990م). معیار الأشعار، تصحیح: جلیل تجلیل، ط 1: دار جامی علوی مقدم، مهیار.(2002م). نظریه های نقد ادبی المعاصر (الصورة والبنیة)،ط2، طهران: دار سمت. قاسمی بور، قدرت.(2012م).« الصورة والبنیة فی الأدب»،ط 1، اهواز: منشورات جامعة الشهید جمران . لاهیجی، محمد شمس الدین.(2014م). مفاتیح الإعجاز فی شرح کلشن راز. ط 5. طهران: دار زوّار. میرصادقی، میمنت.(1997م). واژه نامه هنر شاعری (قاموس الفن الشعری). ط 2. طهران: دار کتاب ممتاز. الکتب العربیة اسماعیل، عزالدّین.(١۹۹٢م). الأسس الجمالیة فی النقد الأدبی. ط١. بیروت: دار الفکر العربی. بنیس، محمد.(١۹٨٥م). ظاهرة الشعر المعاصر فی المغرب. ط ٢. بیروت: دارالتنویر للطباعة و النشر. حزب الدعوة الإسلامیة.(٢٠١٠م). فضل الله العالم العامل.ط ١. بغداد: المکتب الإعلامی عباس، حسن.(1998م). خصائص الحروف العربیة و معانیها.دمشق: اتحاد الکتاب العرب. فضل الله، السید محمد حسین.( ٢٠١٠م).فی دروب السبعین. بیروت: دارالملاک. القرطاجنی، حازم.(١٢٨٥ش). منهاج البلغاء وسراج الأدباء. تحقیق محمد الحبیب ابن الخوجه. تونس: دارالکتب الشرقیه. الکاشانی، عبدالرزاق.(١٤١٣ق). معجم اصطلحات الصوفیة. ط ١. دارالمنار. المجلسی، العلامه محمدباقر.(١٤٠٣ق). بحارالأنوار،ج ٤٣ – ۹٨.ط ١. بیروت :دارالأحیاء التراث العربی. المجلات مرادی، مجید.(١٣٨١ش). «اندیشه سیاسی سید محمد حسین فضل الله». فصلنامه علوم سیاسی، العدد١٨. المقالات دان، استیو.(2014م). ساختار گرایی وپسا ساختار گرایی(البنیویة وما بعد البنیویة). ترجمه ابو الفضل ساجدی. نشریه تخصصی حوزه ودانشگاه. العدد ٣۹. زرقانی، سید مهدی.(2005م). یک الگو یرای بررسی زبان شعر(نمط لدراسة لغة الشعر). مجله مطالعات وتحقیقات ادبی. مواقع الإنترنت: موقع آیة الله العظمی السید محمد حسین فضل الله –www.Bayynat.ir
| |||||||||||||||||||||||||||||||||
آمار تعداد مشاهده مقاله: 2,685 تعداد دریافت فایل اصل مقاله: 642 |