تعداد نشریات | 418 |
تعداد شمارهها | 9,997 |
تعداد مقالات | 83,560 |
تعداد مشاهده مقاله | 77,801,305 |
تعداد دریافت فایل اصل مقاله | 54,843,926 |
ظاهرة التشابه الإیقاعی بین البحور الشعریة: دراسة موردین من مواردها | ||
إضاءات نقدیة فی الأدبین العربی و الفارسی | ||
مقاله 1، دوره 6، شماره 23، اسفند 1437، صفحه 28-9 اصل مقاله (164.83 K) | ||
نوع مقاله: علمی پژوهشی | ||
نویسنده | ||
محمدابراهیم خلیفه شوشتری* | ||
دانشیار گروه زبان و ادبیات عربی دانشگاه شهید بهشتی، تهران، ایران | ||
چکیده | ||
إنَّ ظاهرة اختلاط أوزان أکثر البحور – فی بعض أنواعها – أمر واقع، وحقیقة لا مفر من الإقرار بها ودراستها بغیة الوصول الی حلول لها، وهی ظاهرة بالغة الأهمیة، تستثیر أسئلة مهمة، لابد من الإجابة علیها، وتتلخص هذه الأسئلة فی السؤالین التالیین: کیف یتم الاطلاع علی کیفیة حصول هذه الاختلاطات الإیقاعیة بین الأوزان؟ وکیف نستطیع معرفة بحر الشعر الوارد علی الوزن المشترک؟ ولاشک أنَّ أساتذة علم العروض، ودارسیه من المحققین والمؤلفین، بحاجة ماسة إلی الإجابة علی السؤالین السابقین. وقد تکفلت هذه المقالة بالإجابة علیهما، لکن فی موردین من موارد التشابه الإیقاعی، لأنَّ هذا الاختلاط قد وقع فی أکثر البحور الشعریة؛ لذلک فموارده کثیرة، ولا یمکن دراستها کلها فی مقالة واحدة. والجدیر بالذکر أنَّ هذا البحث یتعدی القواعد العروضیة لیتناول ما خرج عنها، فهو غیر مقصورعلیها، ولامقید بها، بل هو مقید بالسماع أکثر؛ لأنَّ القواعد منه تؤخذ. والموردان المدروسان فی هذه المقالة هما: التشابه الإیقاعی بین البحر الوافر المجزوء والبحر الهزج، والتشابه الإیقاعی بین البحر المدید والبحر الرمل. | ||
کلیدواژهها | ||
ظاهرة التشابه؛ الإیقاع؛ البحور؛ التفعیلة | ||
اصل مقاله | ||
إنَّ علم العروض عبارة عن قواعد محددة ترتبط ارتباطاً مباشراً بالإیقاع، وتفصل بکل وضوح بین البحور مُحدِّدةً خصائص کل بحر، وما یطرأ علیه من تغییرات بسبب الزحافات والعلل، ومشخصة له تشخیصاً دقیقاً یمیزه عن بقیة البحور. وقد تحصل تغییرات فی التفاعیل بسبب الزحافات وأحیاناً بسبب العلل، فینتج عنها وزن مشترک بین بحرین. وقد بدا ذلک فی أکثر بحور الشعر، وهو – فی الحقیقة – یمثل ظاهرةً عروضیة جدیرة بالدرس والتحقیق. وتترکز دراسة هذه الظاهرة علی الإجابة عن السؤالین التالیین: 1- کیف حصل هذا التشابه والاختلاط الإیقاعی؟ 2- کیف تتم معرفة بحر الشعر الوارد علی هذا الوزن المشترک؟ وقد عملت هذه المقالة جُهدَها فی الإجابة علی هذین السؤالین، ولکن فی موردین من موارد الاختلاط الکثیرة، وهما: 1- الخلط الإیقاعی بین البحر الوافر المجزوء والبحر الهزج. 2- الخلط الإیقاعی بین البحر المدید والبحر الرمل. أولا: الخلط الإیقاعی بین الوافر المجزوء والهزج لقد وقع الاختلاط بین الوافر المجزوء والهزج، وفیما یلی إیضاح ذلک؛ إنَّ وزن الهزج هو: مفاعیلن/ مفاعیلن مفاعیلن/ مفاعیلن U - - -/ U - - - U - - -/ U - - - (العروضی، 1996: 127) وإن وزن الوافر المجزوء هو: مفاعلتن / مفـاعـلتـن مفاعلتــن/ مفاعلـتــن U- U U -/ U- U U - U- U U -/ U- U U - (التبریزی، 1986: 70) فإذا دخل زحاف العصب جمیع تفعیلات الوافر المجزوء فانه یختلط بالهزج؛ لأنَّ وزنه یکون الآتی: مفاعیلن/ مفاعیلن مفاعیلن/ مفاعیلن U - - - / U - - - U - - - / U - - - لذلک لایشتبه الوافر بالهزج إلاّ بعد تحقق الأمرین التالیین: 1- أن یکون الوافر مجزوءاً 2- أن یدخل زحاف العصب جمیع تفعیلاته؛ وعندئذ لایبقی فارق بین مجزوء الوافر والهزج. فالوزن المشترک بین هذین البحرین هو الآتی: مفاعیلن/ مفاعیلن مفاعیلن/ مفاعیلن U - - - / U - - - U - - - / U - - - فهذا الوزن ینطبق علی وزن البحرین التالیین: 1- البحر الهزج: فإنَّ هذا الوزن هو الوزن الأصلی للهزج 2- البحر الوافر المجزوء الذی عُصِبَتْ جمیع تفعیلاته، لذلک فإنَّ هذا الوزن لیس هو الوزن الأصلی للوافر المجزوء، بل هو وزن فرعی وجد بسبب دخول زحاف العصب فی جمیع تفعیلاته، والوزن الأصلی للوافر المجزوء هو الآتی: مفاعَـلـــتُـن/ مفـاعَلـــتُــن مفاعَلـــتُن/ مفـاعَـلــتُـن U - U U - / U - U U - U - U U - / U - U U - لکن حصل فی وزنه تغییر انتهی به إلی أن یکون مشابهاً لوزن الهزج، حیث دخل – کما قلنا– زحاف العصب جمیع أجزائه، فحوّلها إلی: (مفاعَلتُن) الموازنة لـ (مفاعیلن)، لذلک فتفعیلة (مفاعلین) فی البحر الوافر لیست أصلیة. کیفیة معرفة بحر هذا النوع من الشعر أعتقد أنَّ الشعر الذی یشتبه، أو یختلط فیه الوافر المجزوء بالهزج – سواء أکان بیتاً واحداً أم کان أکثر من ذلک – لا یخلو من الاحتمالات الثلاثة التالیة: الاحتمال الأول: أن یکون بین التفعیلات التی هی من نوع (مفاعیلن)، تفعیلة (مفاعلتن)، ففی هذه الحالة نحکم بأنَّ الشعر من البحر الوافر، لأنَّ تفعیلة (مفاعلتن) مختصة بالبحر الوافر دون غیره. مثال ذلک قول الشاعر: لِمَـن نــارٌ بأعلـی الخـَـیـْـ ــفِ دونَ البئر ما تَخبُوْ U - - - / U - - - U - - - / U - - - مفاعـیـلــن / مفاعـیــلــن مفاعـیـلـن / مفـاعـیـلن إذا مــا أخمِـــدَتْ ألــقِـی علیها المَنـدَلُ الـرَّطـبُ U - - - / U - - - U - - - / U - - - مفـاعـیلـن / مفـاعـیـلــن مفاعیـلـن / مفـاعـیـلن أرقــتُ لـذکـر مَـوقِعـهـا فـحَـنَّ لِذکـرهـا القلـبُ U - U U - / U - U U - U - U U - / U - - - مفـاعلـــتن / مفاعلـتـن مفـاعـلتـن / مفاعیلن (جمال الدین، 1974م: 109) إنَّ وجود (مفاعلتن) فی البیت الثالث دلیلٌ علی أنَّ هذه الأبیات کلها من البحر الوافر. الاحتمال الثانی: أن یوجد زحاف القبض فی بعض التفعیلات التی هی من نوع (مفاعیلن) فیحولها إلی (مفاعلن) ، ففی هذه الحالة نحکم بأنَّ هذا الشعر من البحر الهزج، لأنَّ زحاف القبض لا یدخل البحر الوافر. مثال ذلک قول السید الحمیری مادحاً أمیر المؤمنین علیّ بن أبی طالب -علیه السلام-[i]: شهیــدی اللهُ یا صِدِّیـ ـقَ هذی الأمّةِ الأکبَرْ U - - - / U - - - U - - - / U - - - مـفاعیــلن / مفاعیلـن مفاعیلـن / مفاعـیلـن بأنّی لـــکَ صافـی الـــوُدْ دِ فــی فَضْلــکَ لا أسـتُــرْ U - - U / U - - - U - - U / U - - - مفــاعـیــــلُ/ مفاعـیلـــن مفــاعیــلُ/ مفـــــاعیلـــن ویـا فــاروقُ بیـن الحَقـْ ـقِ والباطلِ فی المصدَرْ U - - - / U - - - U - - U / U - - - مـفـاعـیلـن / مـفـاعـیلـن مفـاعیــــلُ / مـفــاعـیـلـن ویا مَنِ اسْمُهُ فی الکـُتْـ ـبِ مــعــروفٌ بهِ حیـــدَرْ U - U - / U - - - U - - - / U - - - مـفـاعــلـن/ مـفـاعـیـلـن مفاعیلــــن / مفاعیـــلــــن (زحاف القبض) وسَــمّــتـــهُ بـــهِ أمّ لهُ صادقــــة ُالمَـــخـْبَـــــرْ U - - U / U - - - U - - U / U - - - مفاعـیــــلُ/ مفاعـیـلـن مفاعیــــــــلُ/ مفاعیلــــــن قسیــمُ النــارِ هـــذا لــی فــکـُفـِّی عـنـه لا یضـــرَرْ U - - - /U - - - U - - - / U - - - مفاعــیلـــن/ مفـاعیــلـن مفاعــیلــــــن/ مفاعـــیلـــن وهــذا لـکِ یـــا نـــــارُ فحُــوزی الفاجـــر الأکبَـــرْ U - - U / U - - U U - - - / U - - - مفاعیــلُ/ مفــاعــیــــلُ مفاعـیـــلـن/ مـفــاعیــــلـن فیـــا أول مَــن صلـّی ومَــــن زکـّی ومَــن کـبّرْ U - - U / U - - - U - - - / U - - - مفاعیلُ / مفاعـــیلــن مفـاعــــیلــــن/ مفاعیلــــن ویا جارَ رسـول اللّـ ـهِ فـــــــی مسجده الأکبَـــرْ U - - U / U - - - U - - U / U - - - مفاعیــلُ/ مفاعــیلــن مفاعیــــــــلُ/ مفاعـیلــــــن حــلالٌ فـیــه أن تـُجنِـ ـبَ لا تُلـحـــی ولا تُــؤزَرْ U - - - / U - - U U - - - / U - - - مفاعـیلــن/ مفاعـیـلُ مفاعــیلـــن/ مفاعـیلـــــــن إنَّ وجود زحاف القبض فی البیت الأخیر دلیل علی أنَّ هذه القصیدة کلها من البحر الهزج. الاحتمال الثالث: أن تکون جمیع التفعیلات من نوع (مفاعیلن)، ففی هذه الحالة یجوز لنا أن نعتبر هذا الشعر من الهزج، کما یجوز لنا أن نعتبره من الوافر المجزوء الذی عُصِبتْ جمیع تفعیلاته. لکنّ الأولی – کما قیل – أن نعتبره من الهزج، لأنَّ (مفاعیلن) فی الهزج أصلیة، وفی الوافر لیست أصلیة. وهذا یعنی أنَّ (مفاعیلن) فی الهزج سالمة من الزحاف، وأنَّ (مفاعیلن) فی الوافر حصیلة دخول زحاف العصب فی (مفاعلتن). ملاحظة: إنَّ وزن (مفاعیلُ) نوعان هما: الأول: (مفاعیلُ) الذی أصله (مفاعلتن)، ثم دخلها زحاف النقص المرکب من زحاف العصب وزحاف الکف، وزحاف النقص لا یدخل غیر الوافر (السکاکی، 1987: 525) فحصل فیها من التغییرات ما یلی: (مفاعَلَتُـنْ ) (مفاعَلـْتُن) (مفاعَلْتُ ) = (مفاعیلُ). (U - U U -) (U - - -) (U - - U) = (U - - U) الثانی: (مفاعیلُ) الذی أصله (مفاعیلن)، ثم دخلها زحاف الکف علی النحو التالی: (مفاعیلن) (مفاعیلُ ). (U - - -) (U - - U ). فوزن (مفاعیلُ) حصیلة هذین النوعین المختلفین، لذلک فهو نوعان. مناقشة الدکتور هاشم صالح مناع ومن وافقه قال الدکتور هاشم، وهو یذکر طرق التمییز بین مجزوء الوافر والهزج: «هناک أمر آخر یفیدنا هو أنَّ الکف: وهو حذف السابع الساکن، یدخل (مفاعیلن) فی بحر الهزج، ولا یدخل (مفاعلتن) فی بحر الوافر، فاذا وجدنا تفعیلة علی وزن (مفاعیلُ) المکفوفة، فإنَّ انتماء البیت أو القصیدة یکون إلی الهزج.» (منّاع، 1995م: 225) فالدکتور هاشم یعتبر وجود زحاف الکف فی إحدی تفعیلات الشعر المشتبه فیه، یعتبره دلیلا ً علی أنَّ هذا الشعر من البحر الهزج، لأنَّ الکف یدخل الهزج، ولا یدخل الوافر. وقد وافقه فی هذا الرأی الدکتور عبدالرضا علی. (علی، 1997م: 111) لکنَّ الأمر لیس کذلک، لأنه استناداً إلی الملاحظة التی سبق ذکرها، نقول: إنَّ الحق هو أننا إذا رأینا فی تفعیلات الشعر المطلوب معرفة بحره، تفعیلةً علی وزن (مفاعیلُ)، فإننا لا نستطیع أن نجزم بأنَّ هذه التفعیلة مکفوفة، لأنه یحتمل أن تکون منقوصة، لأنَّ زحاف النقص المرکب من زحاف العصب، وزحاف الکف، إذا دخل (مفاعلتن )، فإنه ینتهی بها إلی (مفاعیلُ)، کما رأینا فی الملاحظة السابقة، لذلک فلا نستطیع أن نعلم علی التحقیق: هل (مفاعیلُ) هذه مکفوفة، أو منقوصة؟ یعنی : لا نعلم : هل أصلها (مفاعلتن) التی دخلها زحاف النقص، فصارت (مفاعیلُ)، أو کان أصلها (مفاعیلن) التی دخلها زحاف الکف، فصارت (مفاعیلُ)؟ وإذا لم نستطع الجزم بأنها مکفوفة، فلا نستطیع أن نجزم أنَّ هذا الشعر من البحر الهزج، لذلک فما ذکره الدکتور هاشم والدکتور عبد الرضا علی غیر صحیح؛ لأنَّ وجود زحاف الکف – کما رأینا – لا یقوم دلیلاً علی أنّ الشعر من الهزج. إلاّ إذا وجد دلیل آخر یثبت لنا أنّ الشعر المختلف أو المشتبه فیه، والمراد تعیین بحره، هو من البحر الهزج؛ وذلک کأن یوجد فی الشعر زحاف القبض الذی یدخل الهزج، ولا یدخل الوافر؛ مثال ذلک قصیدة السید الحمیری التی سبق ذکرها، حیث دخل زحاف القبض التفعیلة الأولی من البیت الرابع، فدل دلالة قاطعة علی أنَّ هذه الأبیات من البحر الهزج. نعم یمکننا أنْ ندعی أنَّ (مفاعیلُ) التی أصلها (مفاعیلن)، قد دخلها تغییر واحد، هو زحاف الکف. أما (مفاعیلُ) التی أصلها (مفاعلتن)، قد دخلها تغییران، هما العصب والکف، وتقدیر تغییر واحد أولی من تقدیر تغییرین، لذلک کان اعتبار الشعر الذی ورد فیه (مفاعیلُ) من البحر الهزج أولی من اعتباره من البحر الوافر. لکن لا علی طریق الجزم والقطع. واستناداً إلی ذلک نقول: إنَّ القصیدة التالیة من الهزج، قال ذو الاصبع العدوانی یرثی قومه: و لیس المرءُ فـی شئٍ من الابــرامِ والـنقــضِ U - - - / U - - - U - - - / U - - - إذا أبـــرمَ أمـــراً خــا لَهُ یقضی ومــا یقضی U - - U / U - - - U - - - / U - - - یقولُ الــــیومَ أمضـیهِ ولا یمــلــکُ ما یمضی U - - - / U - - U U - - U / U - - - عَذیرَ الحَیِّ من عـدوا نَ کانـوا حیــة الأرضِ U - - - / U - - - U - - - / U - - - بغی بعضهُـم بعضــاً فلم یبقــوا علـی بعـضِ U - - U / U - - - U - - - / U - - - فقد صاروا أحـــادیثَ برفع القــولِ والخـفضِ U - - - / U - - U U - - - / U - - - و منهم کانت الســـادا تُ والمُــوفونَ بالقرضِ U - - - / U - - - U - - - / U - - - (الاصبهانی، بلاتا: 3/92) وکذلک الأمر إذا ادعی شخص أنَّ وجود زحاف النقص فی إحدی تفعیلات الشعر المطلوب معرفة بحره، دلیل علی أنَّ هذا الشعر من البحر الوافر، وذلک استناداً إلی أنَّ زحاف النقص لا یدخل البحر الهزج. بل هو مختص بالوافر. (السکاکی، 1987م: 525) فهذا الادعاء غیر صحیح أیضاً لاحتمال أن تکون هذه التفعیلة مکفوفة. والنتیجة أنَّ وجود هذا الوزن ( مفاعیلُ )، لا یکون دلیلاً قاطعاً علی وجود زحاف الکف، کما لا یکون دلیلاً حاسماً علی وجود زحاف النقص؛ وذلک لأنَّ کلا ًمن هذین الزحافین ینتهی بنفس الوزن الذی ینتهی به الآخر، فلا نستطیع تعیین نوع الزحاف، أهو الکف، أو هو النقص؟. لکنّ احتمال زحاف الکف – کما ذکرنا – أولی، لأنه تغییر واحد. نظریة کون الهزج وافراً مجزوءاً إنَّ هذا التشابه بین الوافر المجزوء والهزج والذی مرّ شرحه، قد کان السبب الدافع لبعض الأدباء القدماء والمحدثین إلی أن یعتقدوا أنَّ الهزج وافر مجزوء، وأن لا وجود لبحر اسمه الهزج، ومن الأدباء المحدثین عبد الله الطیب الذی قال: «والهزج – فیما أری – ضربٌ من هذا الوافر المجزوء، لیس ببحر قائم.» (الطیب، 2003: 1/ 104) ومن هؤلاء الأدباء أستاذنا فی العروض مصطفی جمال الدین الذی عقد العنوان التالی: (الهزج وافر مجزوء)، وبدأه قائلاً: «کثیر من القصائد الهزجیة فی الشعر العربی، قدیماً وحدیثاً، توجد فیها تفعیلات وافریة، وقد مر قول شاعر الأغانی: (لمن نار بأعلی الخیف ...)، ورأیتم البیت الثالث لا یقطع إلاّ علی الوافر. کذلک ورد فی الأغانی (2/ 149) قصیدة هزجیة لعروة بن أذینة جاء فیها: إلی مثلِ مَهــــاةِ الرَّمْـ ـلِ تکسو المجلسَ الزّینا[ii] U - - U / U - - - U - - - / U - - - الی خُـــودٍ مُنعّــمــــةٍ حَفَفـْنَ بهــــــا وفَدّینـــا U - - - / U - U U - U - U U - / U - - - وأنت تجد فی البیت الثانی (منعمةٍ) و(حففن بها)، وهما وافریتان. وجاء فی الأغانی – أیضاً – من غناء طویس (2/329) قوله: أفِقْ یا قلبُ عـن جُمْلِ وجُمْلٌ قطـّعَتْ حَبــلی U - - - / U - - - U - - - / U - - - و کیف یفیـقُ مَحـزونٌ بِجُمْلٍ هائــمُ العــقـــلِ U - UU - / U - - - U - - - / U - - - والتفعیلة الأولی من البیت الثانی وافریة. وکثر مثل ذلک فی الشعر المعاصر، فقد جاء لعلی الشرقی من قصیدة هزجیة، مثل قوله: لطلابِ الفـــواکِهِ عِـــفـْ ـتُ فاکهتی وأطباقی[iii] U - - - / U - U U - U - U U - / U - - - و یوشکُ أن یطیح الرأ سُ من طیلةِ إطراقی U - U U - / U - - - U - - U / U - - - ووجود هذه الظاهرة[iv] عند شعرائنا القدماء والمحدثین، لا یمکن أن نفسرها بضعف الحس الموسیقی عند هؤلاء، خاصة، وأنَّ القارئ لایشعر عند سماعه هذه النماذج بأی نشاز یذکر. کذلک فإنها لا یمکن أن تفسر بوجود (زحاف)، لأنَّ الزحاف – دائماً – نقص فی التفعیلة، وهذه الظاهرة زیادة حرکة فی تفعیلة الهزج، ولا یمکن أن تفسر بأنها (علة)، لأنها لیست بلازمة، ولأنَّ العلة لا تدخل فی الحشو. فلم یبق إلاّ أن نأخذ بما قاله القدماء من أنَّ القصیدة تعتبر من الوافر، إذا وجد فیها بیت تفعیلته (مفاعلتن)، وإن کانت کل التفعیلات الاخری (مفاعیلن)، وهو رأی مقبول إلاّ أنه بحاجة إلی أن نزید فیه: أن لا فرق فی الواقع بین الهزج ومجزوء الوافر، وأنهما وزن واحد لا وزنان. یؤید ذلک: 1- أنهم یجعلون أحد ضروب الوافر المجزوء معصوباً، ویجیزون معه عصب العروض والحشو، ولیس الهزج غیر ذلک، ومجرد وجود تفعیلة علی زنة (مفاعلتن) فی قصیدة کاملة کلها علی (مفاعیلن)، لا یسوغ لنا – من ناحیة الحس الموسیقی – اعتبارهما وزنین. 2- أنهم أجازوا فی کل تفعیلات الوافر – حتی التام منه – أن تکون معصوبة، کقول عنترة: و سیفی کان فی الهیجا طبیبا یداوی رأس من یشکو الصداعا U - - - / U - - - / U - - U - - - / U - - - / U - - فاذا ضممنا إلی ذلک أنهم یذکرون للهزج ضرباً کضرب الوافر التام (فعولن)، مثل قولهم: و ماظهـــری لبــاغی الضَّیـ ـمِ بــالظَّــَّهـــر الـذلــولِ U - - - / U - - - U - - - / U - - تأکد لنا أنَّ الهزج – بنوعیه – هو مجزوء هذا الوافر، إلاّ أنَّ الجزء وقع فی حشوه، لا فی ضربه، فلو أنک رفعت عروض بیت عنترة – وجزءً من حشوه – لکان علی الشکل الآتی: و سیفی کـان فی الهیـــجــا س مــــن یشکــو الصداعــا U - - - / U - - - U - - - / U - - وهو من النوع الثانی للهزج المحذوف. من أجل ذلک رأیت أن آخذ بالرأی القائل بدمج الهزج مع الوافر.» (جمال الدین، 1974م: 111-112) مناقشة نص الدکتور مصطفی جمال الدین إن جمال الدین قال فی نصه المتقدم: «هذه الظاهرة زیادة حرکة فی تفعیلة الهزج.» وهذا یعنی أنه اتخذ الهزج أصلا ً، وإذا کان ذلک کذلک، فکیف یعتبر الوافر أصلا ً، وینفی وجود الهزج بدمجه مع الوافر؟، ثم لماذا لم یقل: إن هذه الظاهرة نقص حرکة فی تفعیلة الوافر؟. ثانیاً: الخلط الإیقاعی بین المدید والرمل لقد جاءت قصائد مصرعة الأبیات، اختلف علماء العروض فی تعیین وزنها بین المدید والرمل، وفی معرفة قالبها الشعری، فانقسموا أربعة أقسام، وسنری – إن شاء الله تعالی – أنَّ مجیء جمیع الأبیات مصرعة هو الذی سبب کثرة الاختلافات، وأضاف إلی مشکلة اختلاط وزن مجزوء الرمل بوافی المدید ومشطوره ومربعه، أضاف إلی ذلک احتمال أن تکون الأبیات تامة أو مشطورة أو مربعة، وفیما یلی البیان المفصل: یوجد وزن مشترک بین بعض أنواع المدید والرمل، وهذا الوزن هو الآتی: فاعلاتن/ فاعلاتن/ فاعلاتن/ فاعلاتن وهذا الوزن هو نفسه وزن الرمل المجزوء الذی حذف عروضه وضربه علی النحو التالی: فاعلاتن/ فاعلـن فاعلاتن/ فاعلاتن (التبریزی، 1986: 113) وهو نفسه وزن المدید المشطور علی النحو التالی: فاعلاتن/ فاعلن/ فاعلاتن/ فاعلاتن ( خلوصی، 1977: 61) وإذا کرر صار وزن المدید التام علی النحو التالی: فاعلاتن/ فاعلن/ فاعلاتن/ فاعلن فاعلاتن/ فاعلن/ فاعلاتن/ فاعلن الشرح إنَّ وزن الرمل هو الآتی: فاعلاتن/ فاعلاتن/ فاعلاتن فاعلاتن/ فاعلاتن/ فاعلاتن وإنَّ وزن المدید کما هو فی دائرته هو الآتی: فاعلاتن/ فاعلن/ فاعلاتن/ فاعلن فاعلاتن/ فاعلن/ فاعلاتن/ فاعلن ولا شک أنَّ کلاً من الرمل والمدید یأتی مجزوءاً. فإذا جاء الرمل مجزوءاً ومحذوف الضرب والعروض کان وزنه الآتی: فاعلاتن/ فاعلن فاعلاتن/ فاعلن (علة الحذف) (علة الحذف) وهذا الوزن یلتبس بأوزان ثلاثة أنواع من المدید هی: 1- المدید المشطور، ووزنه الآتی: فاعلاتن/ فاعلن/ فاعلاتن/ فاعلن 2- المدید المربع الذی یتألف البیت منه من شطرین یتکون کل منهما من تفعیلتین، ووزنه الآتی: فاعلاتن/ فاعلن فاعلاتن/ فاعلن 3- المدید الوافی الذی جاءت جمیع أبیاته مصرعة: ووزنه هو وزن مشطوره مکرراً، وهو الآتی: فاعلاتن/ فاعلن/ فاعلاتن/ فاعلن فاعلاتن/ فاعلن/ فاعلاتن/ فاعلن و النتیجة أنَّ هذا الوزن المذکور مشترک بین الرمل المجزوء المحذوف، والمدید المشطور ومربع المدید الوافی – إذا کرر –، فهو مشترک بین هذه الأربعة، لذلک انقسم علماء العروض فیما یخص تعیین بحر ما جاء علی هذا الوزن مصرعاً، انقسموا أربعة أقسام علی النحو التالی: 1- أکثر العروضیین: إنَّ أکثر العروضیین اعتقدوا أنَّ المدید لا یأتی مشطوراً، لذلک اعتقدوا أنَّ ما جاء علی هذا الوزن مصرعاً هو من وافی المدید إلاّ أنَّ الأبیات جاءت مصرعة، مثال ذلک القصیدة المنسوبة لأخت تأبط شراً، ومطلعها: طاف یبغی نـَجوةً من هلاکٍ فهلکْ لیـتَ شـعری ضَلـَّـة ًأیُّ شـئٍ قتـلَکْ - U - -/ - U - / - U - - / U U - - U - - / - U - / - U - - / U U - فاعلاتـن/ فاعلـن/ فاعلاتن/ فعلـن فاعـلاتـن/ فاعـلن/ فاعـلاتـن/ فـعـلن
أمریضٌ لم تُعَـدْ أو عَــدُوّ ختَلـَکْ أم توَلـّی بک ما غالَ فی الـدهر السُّلـَکْ U U - - / - U -/ - U - -/ U U - - U - - / U U - / - U - - / - U - فَعِلاتــن/ فاعـلن/ فاعلاتن/ فعلـن فاعلاتـن/ فـَعِلن/ فـاعلاتـن/ فاعلن أم نِزالٌ من فـتی جَـدّ حـتی جَدَّلَکْ أم جُحافٌ سـائلٌ مــن جبالٍ حَملـَکْ - U - -/ - U - / - U - - / - U - - U - - / - U - / - U - - / U U - فاعلاتن/ فاعلن/ فاعلاتن/ فاعلن فـاعـلاتـن/ فاعـلن/ فـاعلاتـن/ فعلـن کُلُّ شـئ قاتـلٌ حیـن تلقـی أجَلـَکْ والـمنایا رَصَدٌ للفتـی حیث سلَکْ - U - -/ - U -/ - U - - / U U - - U - - / U U - / - U - - / U U - فاعلاتن/ فاعلن/ فاعلاتن/ فعلـن فاعـلاتن/ فـعلـن/ فــاعلاتن/ فــعلن
أیُّ شئ حَسـنٌ لفتی لـم یکُ لَکْ طالـمـا قـد نِلـتَ فـی غیرِ کدٍّ أمَلـَکْ - U - -/ U U -/ U U - -/ U U - - U - - / - U - / - U - - / U U - فاعلاتن/ فـَعِلـن/ فَعلاتــن/ فعلـن فــاعلاتن/ فاعلن/ فـاعلاتن / فعلن إنَّ أمراً فادحاً عن جوابی شغَلَکْ لـیــت نـفسی قُدِّمـتْ للمنایـا بَـدَلَکْ - U - -/ - U -/ - U - -/ U U - - U - - / - U - / - U - - / U U - فاعلاتن/ فاعلن/ فاعلاتن/ فعلن فاعـلاتــن/ فاعلن / فاعلاتــن / فـعلـن سأعزّی النفسَ إذ لم تُجِبْ مَن سألَکْ لیت قلبی ساعة ًصَبْــرَهُ عنــک ملـَکْ U U - - / - U - / - U - - / U U - - U - - / - U - / - U - - / U U - فَعِـلاتـن / فاعلن / فاعلاتن/ فعلـن فاعلاتـن / فاعلن / فاعلاتـن / فعـلن (الأعلم الشنتمری، 1992م: 1/536- 538) قال العروضی مشیراً إلی هذا الشعر: «فهذا من المدید التام، کما ذکرنا، ولکنه جاء مصرعاً کله.» (العروضی، 1996م: 65) 2- الزجاج: ذهب الزجاج إلی أنَّ هذه الأشعار الواردة علی الوزن المذکور مصرعة هی من مجزوء الرمل الذی دخلت علة الحذف ضربه وعروضه (الزمخشری، 1970م: 111، والسکاکی؛ 1987م: 547)، لذلک فالقصیدة المنسوبة لأخت تأبط شراً هی عند الزجاج من مجزوء الرمل المحذوف هذا، وتکتب أبیاتها کالآتی: طـاف یبغـی نجـوةً مــن هـــلاکٍ فهلـَـکْ فـاعـلاتـن/ فاعــلن فـاعــلاتــن/ فـعـلن - U - - / - U - - U - - / U U - لیت شعری ضلـّة ً أیُّ شــیء قـــتــلـــکْ - U - - / - U - - U - - / U U - فــاعلاتن/ فاعــلن فـاعــلاتــن / فعـلن أم نِزالٌ من فــتـی جَــدَّ حــتــی جَدَّلَکْ - U - - / - U - - U - - / - U - فاعـلاتن/ فاعـلـن فاعــلاتــن / فاعـلن أم جُحافٌ سائــلٌ مــن جــبــال حَمَلَکْ - U - - / - U - - U - - / U U - فاعلاتن / فاعلـن فاعـلاتـن / فـَعِـلــن کلُّ شــــئ قاتــلٌ حین تلقی أجــــــلَکْ - U - - / - U - - U - - / U U - و المنایــا رَصـَدٌ للفتی حیـثُ ســـلـَکْ - U - - / U U - - U - - / U U - أیُّ شـئ حــسَــنٌ لفـتی لــم یــــکُ لـَکْ - U - - / U U - - U - - / U U - طالما قد نِلْتَ فی غــیــرِ کــــــدٍّ أمَلَکْ - U - - / - U - - U - - / U U - إنَّ أمراً فــادحـــاً عـن جـوابی شَغـلَـکْ - U - - / - U - - U - - / U U - لیــت نفسی قُدِّمَتْ لـلـمـنــایــا بَدَلَـــــکْ - U - - / - U - - U - - / U U - سَأعزِّی النّفسَ إذ لـم تُجِـبْ مَـن سَألـَکْ - U - - / - U - - U - - / U U - لیــت قلبی ساعة ً صَبْرَهُ عنـکَ مَــــلَکْ - U - - / - U - - U - - / U U - فالزجاج یزعم أنَّ عروض أمثال هذه القصیدة الذی هو: (فاعلن) کان فی الأصل (فاعلاتن) ثم دخلته علة الحذف، فحذف السبب الأخیر من (فاعلاتن) فصار (فاعلا) الموازن لـ (فاعلن)، وکذلک الأمر فی الضرب، وإذا دخلها زحاف الخبن تحولت (فاعلن) إلی (فَعِلن). قال العروضی مشیراً إلی هذا الشعر: «ونسبه بعض المشایخ إلی الرمل، وهو من الضرب الأخیر منه إذا جاء مصرعاً.» (العروضی، 1996م: 65) 3- بعض العروضیین: إنَّ بعض العلماء اعتقدوا أنَّ ما جاء علی الوزن المذکور مصرعاً إنما هو من المدید المشطور. لکنهم حملوه علی الشذوذ والندور. واستناداً لهذا الرأی تکتب أبیات القصیدة المنسوبة لأخت تأبط شراً هکذا: طافَ یبغی نَجـــــوةً مـن هــلاکٍ فهلکْ - U - - / - U - / - U - - / U U - فاعلاتن/ فاعـــــلن/ فاعلاتـن/ فعــلـن لیت شعـــــری ضَلـَّة ًأُّیُّ شئ قتـلَـــکْ - U - - / - U - / - U - - / U U - فاعـــلاتن/ فاعــلن/ فاعلاتـن/ فـعـلن أمـــریــضٌ لـم تُعــدْ أو عــدوّ ختلَـکْ فعلاتـن/ فاعـــلن/ فاعلاتــن/ فعلـــن U U - - / - U - / - U - - / U U - أم تولّی بکَ ما غالَ فی الدهر السُّلَکْ فاعلاتن/ فَعِــــلن/ فاعلاتـن/ فاعــلن - U - - / U U - / - U - - / - U - أم نِـــــزالٌ من فـتی جدَّ حتی جَدّلَکْ - U - - / - U - / - U - - / - U - أم جُحافٌ سائلٌ مـــــن جبالٍ حمَلَـکْ - U - - / - U - / - U - - / U U - کلُّ شئٍ قاتلٌ حـیـــــنَ تَلقـــی أجَلَـکْ - U - - / - U - / - U - - / U U - والمنایا رَصَدٌ للفتــی حیثُ سَلَــــکْ - U - - / U U - / - U - - / U U - أیُّ شئٍ حَسَــنٌ لفتــــی لــــم یکُ لَکْ - U - - / U U - / - U - - / U U - طالما قد نِلْتَ فــــی غیر کـــدٍّ أمَلَکْ - U - - / - U - / - U - - / U U - إنَّ أمْـراً فـادحاً عـن جوابـی شغَلَکْ - U - - / - U - / - U - - / U U - لیت نفسی قُدِّمَتْ للمنایـــــا بَدَلَـــکْ - U - -/ - U - / - U - - / U U - سأعَزّی النفسَ إذ لم تُجبْ مَن سألَکْ U U - - / - U - / - U - - / U U - لیت قلبی ساعة ًصَبْرَهُ عنک مَلَــــکْ - U - - / - U - / - U - - / U U - وممن اعتقدوا أنَّ هذا من المدید المشطور هو الأعلم الشنتمری. (1992م: 1/536) قال عبدالحمید الراضی: «وأکثر العروضیین علی أنَّ المدید لا یأتی مشطوراً، ومثل هذه الأبیات عندهم من وافی المدید، إلاّ أنها مصرعة الأبیات، وهی عند الزجاج من مجزوء الرمل المحذوف الضرب والعروض.» (1975م: 111) وممن اعتبر هذه القصیدة من مشطور المدید الدکتور صفاء خلوصی. (1977م: 61-62) 4- إنَّ بعض علماء العروض: ذهبوا إلی أنَّ ما جاء من الشعر علی الوزن المذکور إنما هو من مربع المدید الذی أغفله الخلیل، والذی یتألف کل بیت منه من شطرین یشتمل کل منهما علی تفعیلتین، فیکون مجموع تفعیلات البیت الواحد أربع، لذلک سمی بالمربع. ومن هؤلاء العلماء ابن رشیق والبهرامی والزمخشری الذی قال: «المدید: وهو فی البناء علی نوعین: مسدس، ومربع.» (الزمـخشری، 1970م: 104) ثم قال: «المربع: جاء لأهل الجاهلیة علیه غیر شعر، إلاّ أنَّ الخلیل أغفله: یا لبکــــــــرٍ لاتَنُــوا لیس ذا حین وَنـــا - U - - / - U - - U - - / U U - فــاعــلاتــن/ فاعلـن فاعلاتن/ فَعِلـــــن دارتِ الحربُ رحی فادفعوها بِــــرَحی - U - - / U U - - U - - / U U - فاعلاتــــن/ فعلــــن فاعــلاتــن/ فـعلــن بؤسَ للحرب التـــی ترکت قومی سُدی - U - - / - U - U U - - / - U - طافَ یبغی نجـــــوةً من هلاکٍ فهلــــک - U - - / - U - - U - - / U U - وهو عند الزجاج من مجزوء الرمل المحذوف العروض والضرب.» (الزمـخشری، 1970م: ص 104؛ وابن رشیق، 1934م: 2/285- 286) وهذا یعنی أنَّ قصیدة أخت تأبط شرّاً تکتب هنا کما کتبناها علی أنها من بحر الرمل المجزوء وفقاً لرأی الزجاج، أی: تکتب هنا بنفس ذلک القالب الشعری، لکنها هنا لاتعتبر من الرمل المجزوء، بل تعتبر وفقاً لرأی ابن رشیق والبهرامی والزمخشری من مربع المدید، وهی کما یلی: طافَ یبغی نَجــوةً مـن هلاکٍ فهَلَکْ - U - - / - U - - U - -/ U U - لیت شعری ضَلـّة ً أیُّ شـئ قـتــلَـکْ - U - - / - U - - U - -/ U U - أم نِزالٌ من فتــی جَدَّ حتی جَدّلَـکْ - U - - / - U - - U - -/ - U - أم جُحافٌ سائــلٌ من جبال حَمَلَکْ - U - - / - U - - U - -/ U U - کلّ شئ قــــاتــلٌ حینَ تلقی أجَلَکْ - U - - / - U - - U - - / U U - و المنایا رَصَـــدٌ للفتی حیثُ سَلَکْ - U - -/ - U U - - U - - / U U - أیُّ شئ حسَـــــنٌ لفتی لم یــکُ لَکْ - U - -/ - U U - U U - -/ U U - طالما قد نِلتَ فی غیــرِ کــدٍّ أمَلَــکْ - U - - / - U - - U - - / U U - وهکذا البقیة. فهذه الأبیات هنا من مربع المدید، ولیست من الرمل المجزوء، لکنَّ هذا القالب نفسه علی رأی الزجاج یعتبر من الرمل المجزوء، ولیس من مربع المدید. ملاحظة: أضیف أنَّ هذا الخلاف إنما یحصل إذا کان ما جاء علی هذا الوزن مصرعاً. أما إذا کان غیر مصرع، فإنه یکون من المدید التام، ولا یلتبس بوزن آخر. ومعلوم أنَّ علماء العروض اعتبروا المدید التام شاذاً، لإنه لم یرد علیه شعر قدیم. والمهم أنَّ بعض المحدثین نظموا علیه، نحو قول الشاعر: إنّـه لــو ذاق لـلحـبّ طعماً ما هجَــرْ کلُّ عِزّ فی الهوی أنت منه فی غَرَرْ - U - - / - U - / - U - - / - U - - U - - / - U - / - U - U / - U - فـاعلاتن / فاعـلن / فـاعلاتن / فاعلن فاعلاتـن / فاعـلـن / فاعلاتُ / فاعلن لیس من یشکــو إلی أهله طول الکری کالذی یشکـــو الـی أهله طولَ السّهَرْ - U - - / - U - / - U - - / - U - - U - - / - U - / - U - -/ - U - فـاعلاتـن / فاعلن / فـاعلاتن / فاعلن فـاعلاتـن / فاعـلن / فاعلاتن / فاعلن لم یجِدْ من مَضَضِ الشوق وَخزاً فی الحشا فهو لا یعرف ما طولُ لیلٍ مِن قِـصَرْ - U - - / U U - / - U - - / - U - - U - - / U U - / - U - - / - U - فـاعلاتـن / فـَعلن / فاعلاتن / فاعلن فـاعلاتـن / فـَعـلن / فاعلاتن / فاعلن سَحَّ لمّا بلــغ الصبـرُ[v] منه أدمعــــاً کجُمانٍ خانــه عِقدُ سلکٍ[vi] فانتثَــرْ - U - - / U U - / - U - U / - U - U U - - / - U - / - U - - / - U - فـاعلاتن / فـَعلـن / فـاعلاتُ / فاعلن فـَعلاتن / فاعـلن / فاعلاتـن / فاعلن لا تَلـُمْهُ إنْ شکا مــا یلاقی أو بکـی وامتحنْ بــاطنَه بالــذی منه ظَهَرْ - U - U / - U - / - U - - / - U - - U - - / U U - / - U - - / U U - فـاعلاتُ / فـاعلن / فـاعلاتن / فاعلن فاعلاتـن / فـَعلن / فاعلاتـن / فـَعلن (العروضی، 1996م: 67) فمثل هذه الأبیات لایمکن أن تکون من المدید المشطور، ولا من الرمل المجزوء، ولا من المدید المربع، وذلک لأنها غیر مصرعة. والنتیجة أنَّ تعیین وزن مثل هذا الشعر إنما یتم بترجیح أحد هذه الآراء الأربعة. وإننی أری أنَّ الرأی الثانی والرأی الرابع ضعیفان، وضعفهما ظاهر من الشرح المتقدم. وأما الذی أرجحه من الرأیین الآخرین، فهو الرأی الأول، لأنه یمثل وزن المدید فی دائرته، وأنه نظم علی وزنه، وإن کان من قبل المولدین. علی أنَّ الرأی الثالث لایبعد کثیراً. النتیجة لقد تمخضت هذه المقالة عن المعلومات التالیة: 1- کیفیة حصول الاختلاط الإیقاعی بین الوافر المجزوء والهزج. 2- کیفیة هدایة البحث العلمی إلى الوصول إلى حلول علمیة أقرب إلى الواقع، مما یؤکد احتیاج المحققین والباحثین فی علم العروض إلى أمثال هذه الحلول التی تعکس ارتقاء المستوى العلمی الذی هو الغایة المطلوبة والهدف المنشود. 3- کیفیة حصول الاختلاط الإیقاعی بین المدید والرمل. [i] . دیوانه ص 251-252، وأعیان الشیعة ج3، ص 405. والبیت الأخیر ضُبط فی الدیوان کما یلی: حلالٌ فیه أن تُجـْ .... ـنِبَ لا تُلحی ولاتُؤزَرْ و الصحییح ما أثبته: لأن الوزن یقضی بأن تکون النون فی آخر الصدر. [ii] . هذا البیت مدور، لکنه طبع فی کتاب الایقاع ص 110 کما یلی غیر مدور: إلی مثل مَهاةِ الرملِ تکسو المجلس الزینا و ما أثبته فی المتن هو الصحیح. [iii] . هذا البیت مدور- أیضاً – لکنه طبع فی کتاب الایقاع ص 110 غیر مدور کما یلی: لطلاب الفواکه عفتُ فاکهتی وأطباقی و ما أثبت فی المتن أعلاء هو الصحیح. [iv] . الظاهرة هی اشتمال الشعر علی هاتین التفعیلتین: (مفاعیلن) و(مفاعلتن). [v] . فی شرح تحفة الخلیل ص 120 هکذا: ( سَحّ لمّا نفذ الصبرُ ...). [vi] . فی شرح تحفة الخلیل ص 120 هکذا: ( خانه سِلْکُ عِقدٍ ...). المصادر والمراجع الأصبهانی، أبو الفرج. لاتا. الأغانی. مصور عن طبعة دار الکتب المصریة. بیروت: مؤسسة جمال للطباعة والنشر. الأعلم الشنتمری. 1992م. شرح حماسة أبی تمام. تحقیق الدکتور علی المفضل حَمّودان. الطبعة الأولی. بیروت: لانا. التبریزی، الخطیب. 1986م. الوافی فی العروض والقوافی. تحقیق الدکتور فخر الدین قباوة. الطبعة الرابعة. دمشق: دار الفکر. ابن رشیق القیروانی. 1934م. العمد. تحقیق محیی الدین عبد الحمید. الطبعة الأولی. القاهرة :مطبعة حجازی. الزمخشری، جار الله. 1970م. القسطاط المستقیم. تحقیق الدکتورة بهیجة الحسنی. الطبعة الأولی. العراق: مطبعة النعمان. السکاکی، أبو یعقوب. 1987م. مفتاح العلوم. تحقیق نعیم زرزور. الطبعة الثانیة. بیروت: دار الکتب العلمیة. السید الحمیری. لاتا. دیوانه. تحقیق شاکر هادی شکر. بیروت: دار مکتبة الحیاة. خلوصی، صفاء. 1977م. فن التقطیع الشعری والقافیة. الطبعة الخامسة. بغداد: مکتبة المثنی. الراضی، عبدالحمید. 1997م. شرح تحفة الخلیل. الطبعة الثانیة. جامعة بغداد: مؤسسة الرسالة. علی، عبد الرضا. 1997م. موسیقی الشعر العربی، قدیمه وحدیثه. لامک: دار الشروق. الطیب، عبد الله. 2003م. المرشد إلی فهم أشعار العرب وصناعتها. الطبعة الثالثة. القاهرة: دار الفکر. العروضی، أبو الحسن. 1996م. الجامع فی العروض والقوافی. تحقیق زهیر غازی زاهد. الطبعة الأولی. بیروت: دار الجیل. الأمین، محسن. 1983م. أعیان الشعیة. بیروت: دارالتعارف للمطبوعات. جمال الدین، مصطفی. 1974م. الإیقاع فی الشعر العربی من البیت إلی التفعیلة. الطبعة الثانیة. النجف الأشرف: لانا. منّاع، هاشم صالح . 1995م. الشافی فی العروض والقوافی. الطبعة الثالثة. بیروت: دارالفکر العربی.
| ||
مراجع | ||
الأصبهانی، أبو الفرج. لاتا. الأغانی. مصور عن طبعة دار الکتب المصریة. بیروت: مؤسسة جمال للطباعة والنشر. الأعلم الشنتمری. 1992م. شرح حماسة أبی تمام. تحقیق الدکتور علی المفضل حَمّودان. الطبعة الأولی. بیروت: لانا. التبریزی، الخطیب. 1986م. الوافی فی العروض والقوافی. تحقیق الدکتور فخر الدین قباوة. الطبعة الرابعة. دمشق: دار الفکر. ابن رشیق القیروانی. 1934م. العمد. تحقیق محیی الدین عبد الحمید. الطبعة الأولی. القاهرة :مطبعة حجازی. الزمخشری، جار الله. 1970م. القسطاط المستقیم. تحقیق الدکتورة بهیجة الحسنی. الطبعة الأولی. العراق: مطبعة النعمان. السکاکی، أبو یعقوب. 1987م. مفتاح العلوم. تحقیق نعیم زرزور. الطبعة الثانیة. بیروت: دار الکتب العلمیة. السید الحمیری. لاتا. دیوانه. تحقیق شاکر هادی شکر. بیروت: دار مکتبة الحیاة. خلوصی، صفاء. 1977م. فن التقطیع الشعری والقافیة. الطبعة الخامسة. بغداد: مکتبة المثنی. الراضی، عبدالحمید. 1997م. شرح تحفة الخلیل. الطبعة الثانیة. جامعة بغداد: مؤسسة الرسالة. علی، عبد الرضا. 1997م. موسیقی الشعر العربی، قدیمه وحدیثه. لامک: دار الشروق. الطیب، عبد الله. 2003م. المرشد إلی فهم أشعار العرب وصناعتها. الطبعة الثالثة. القاهرة: دار الفکر. العروضی، أبو الحسن. 1996م. الجامع فی العروض والقوافی. تحقیق زهیر غازی زاهد. الطبعة الأولی. بیروت: دار الجیل. الأمین، محسن. 1983م. أعیان الشعیة. بیروت: دارالتعارف للمطبوعات. جمال الدین، مصطفی. 1974م. الإیقاع فی الشعر العربی من البیت إلی التفعیلة. الطبعة الثانیة. النجف الأشرف: لانا. منّاع، هاشم صالح . 1995م. الشافی فی العروض والقوافی. الطبعة الثالثة. بیروت: دارالفکر العربی.
| ||
آمار تعداد مشاهده مقاله: 1,298 تعداد دریافت فایل اصل مقاله: 2,499 |