تعداد نشریات | 418 |
تعداد شمارهها | 9,997 |
تعداد مقالات | 83,560 |
تعداد مشاهده مقاله | 77,801,286 |
تعداد دریافت فایل اصل مقاله | 54,843,919 |
دراسة أسلوبیة فی متعالیات عاطفة البنوة فی شعر الشریف المرتضی | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
إضاءات نقدیة فی الأدبین العربی و الفارسی | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مقاله 3، دوره 7، شماره 28، فروردین 2018، صفحه 30-1 اصل مقاله (276.51 K) | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
نوع مقاله: علمی پژوهشی | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
نویسندگان | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
سمیه حسنعلیان1؛ رویا کمالی* 2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
1أستاذة مساعدة فی اللغة العربیة وآدابها بجامعة أصفهان، أصفهان، إیران | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
2طالبة مرحلة الدکتوراه فی اللغة العربیة وآدابها بجامعة أصفهان، أصفهان، إیران | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
چکیده | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
إنّ الرؤیة الأسلوبیة منهجٌ نقدی حدیث ومؤثّر تقوم بتحلیل بناء النص الأدبی وتبیین جمالیاته بنظرةٍ فنیّةٍ وفقاً للعلوم اللغویة والأدبیة؛ والعاطفة، کعنصر أساسی فی تکوین الأدب خاصةً الشعر، تؤثّر علی کیفیة بناء النص فإنّ الاهتمام بالعاطفة الکامنة وراء ظواهر النصوص یفتح باباً جدیداً فی نقد الأدب. أمّا عاطفة البنوة، کفرعٍ هامّ من ساحة العواطف، رغم الأهمیّة المذکورة تهمّ من الناحیة التربویة بتقدیم القدوة الأخلاقیة، کما تشکل قسماً کبیراً من دواوین الشعراء ومنهم الشریف المرتضی. نظراً لهذه الأهمیّة قد انطلق هذا البحث للدراسة الأسلوبیة فی عاطفة البنوة المتجلیة فی دیوان الشریف المرتضی، وحاول أن یبیّن کیفیة انعکاس هذه العاطفة فی مرآة أغراض الشعر الغنائی (المدیح، والتهانی، والفخر، والرثاء)، معتمداً علی تحلیل جوانبها المضمونیة ومستویاتها الشکلیة (الإیقاعیة، والنحویة، والدلالیة، والبلاغیة)، بتقدیم أبیات مختارة منه وبتسلیط الضوء علی تطابقها بمقاییس العاطفة. ظهر من خلال دراستنا أنّ العاطفة هی العنصر الأصلی فی انسجام قصائد الشریف المرتضی حیث یفوح کل الأسالیب اللغویة والخصائص البیانیة المستخدمة فیها عبیق العاطفة؛ وعنایة الشاعر بتناسب الأسالیب الشعریة مع العاطفة مضافةً إلی غایة القصائد الأخلاقیة وخلفیتها الدینیة وتطابقها بمقاییس العاطفة، مما یمنح تلک القصائد قیمةً تجدر بالبحث فی مجال الدراسات الأدبیة. | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
کلیدواژهها | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
الأسلوبیة؛ عاطفة البنوة؛ الأدب الغنائی؛ الشریف المرتضی | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
اصل مقاله | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
إنّ العاطفة من أهمّ أبعاد النفس التی فُطر علیها الإنسان ویحتاج إلیها فی معاملاته الیومیة احتیاجاً یُحکم بینهما عقدةً وثیقةً وهی انفعالاتٌ خاصةٌ تغلغل فی الضمیر متأثّرةً من الأبعاد المعرفیة. فإنّ العواطف کلّها لیست إیجابیةً بل آفاقها متسعةٌ وفروعها متنوعةٌ وتوجیهها أمرٌ خطیرٌ یسوق الإنسان نحو السعادة وعلی هذا الأساس یهتمّ الإسلام بتطهیر القلب والروح لأنّهما مرکزا العواطف. من المستحیل إنکار حاجة البشر إلی إظهار العواطف لأنّه من أهمّ وجوه الارتباط البشری الذی یجعل المتکلم والمتلقی فی دائرة الحسّ الواحد ویسبّب هدوء الضمیر. أمّا من أبرز وجوه العواطف وأوفرها حظّاً فی تکوین الشخصیة، العاطفة الفطریة الکامنة فی الأسرة بین الأبوین والأولاد إذ تؤثّر علی کیفیة حیاتهم. «یعتبر الأب والأم القدوة المثلی للأبناء یرون فیهما صورة الکمال ویقلدوهما ویحاکوهما فی سلوکهما وتصرفاتهما ویکتسبون منهما کثیراً من القیم والمبادئ والفضائل الأخلاقیة.» ( الزنتانی، 1993م: 163) العاطفة الجاریة بین الوالدین والولد هی ما یرکز علیها الله تعالی فی آیاتٍ مختلفةٍ کهذه الآیة الشریفة: ﴿المَالُ وَالْبَنُونَ زِینَةُ الْحَیَاةِ الدُّنْیَا﴾ (الکهف: 46) التی تکشف عن الحب الذاتی فی الأبوین للولد. أمّا إحساس الولد بنفسه وتقیّده بالنظام الأخلاقی یستمدّان أصولهما من خلال المعاملة بوالدیه خاصةً بأبیه کما أنّ عزة نفسه مرهونة بهذه العلاقة فإنّها تلعب الدور الأساسی فی رسم ملامح شخصیته وتؤثّر علی مستقبله کما یؤکد الله تعالی علی أهمیّتها فی هذه الآیة المبارکة: ﴿بِالْوالِدَیْنِ إِحْساناً إِمَّا یَبْلُغَنَّ عِنْدَک الْکبَرَ أَحَدُهُما أَوْ کلاهُما فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ وَ لا تَنْهَرْهُما وَ قُلْ لَهُما قَوْلاً کریماً﴾ (الإسراء: 23) تعدُّد الآیات المتشابهة بهذه الآیة فی أمر الولد بالإحسان إلی الأبوین، یبرز أهمیّة عاطفة البنوة فی الحرکة تجاه السعادة. هذا من جهةٍ ومن جهةٍ أخری إنّ الأدب، کأحد طرق إظهار العواطف، فنٌّ وسیع الساحة لتصویر الانفعالات النفسیة ویُخصّ منه الشعر لأداء واجبه فی نقل العواطف علی الوجه الأکمل فنری أنّ عاطفة البنوّة احتلّت قسماً هامّاً من خزانة الأدب ولقد بادر کثیرٌ من الشعراء بإنشاد قصائد تتضمّن هذ المضمون، منهم العالم الکبیر والشاعر الشهیر "الشریف المرتضی" الذی کان من الشعراء الکبار فی عصره؛ وکان عالماً ذا صفاتٍ خلقیةٍ رفیعةٍ وله مؤلفاتٌ عدیدةٌ منها دیوانه الشعری الکبیر. إنّه «جزل الشعر فخم الألفاظ ثر اللغة وافرها فلذلک کثر فی شعره التصحیف من النساخ واستبهم کثیر منه علی رادة الشعر وهذا هو الرجل الذی یصح أن یقال فیه إن أقل فنونه الشعر فقد کان الشعر یفیض علی جنانه فیطفح إلی لسانه سالکا طریق بیانه.» (المرتضی، 1987م: مقدمة الدیوان)لقد کان الشریف المرتضی من أسرةٍ علویةٍ شریف النسب وانتمی نسبه إلی الإمام موسی الکاظم (علیه السلام). کان أبوه «قدیماً تولّی نقابة الطالبیین والحکم فیهم أجمعین، والنظر فی المظالم والحجّ بالناس» (الثعالبی، 1983م: 3/155) فکان أبوه عالما عظیم القدر وشریف المنزلة ومن عظماء العصر. لقد تأثّر الشریف المرتضی بشخصیة أبیه تأثیراً ینعکس فی شعره تماماً ویحتلّ ساحةً کبیرةً من دیوانه حتّی نری أنّ عاطفة البنوة فی قصائده قضیةٌ تستحقّ الوقوف عندها. إنّ قصائده المستقلة فی وصف أبیه قائمةٌ علی البنیان العاطفی المتجلی فی الأدب الغنائی بأنواعه المتعددة وهی صفحاتٌ یُرسم فیها بطلٌ ذو شخصیةٍ رفیعةٍ قطع طرق المکارم وبلغ ذروتها وهو جدیرٌ بأن یکون قدوةً للمجتمع. اضافةً إلی ذلک إنّ التزام الشریف المرتضی بالأخلاق وتقیّده بروح العقیدة الإسلامیة مما یـمیّز إنتاجه ویجعله فی زمرة الأدباء المشهورین فی العصر العباسی. أهمیة البحث الاهتمام بالبعد العاطفی وکیفیة انعکاسها فی المضمون والأسلوب، علی أنّها غایة الشعر الأصلیة، یفتح لنا باباً جدیداً نحو عالم النقد الأدبی، کما یمنحنا نظرةً فنیّةً تساعدنا علی الفهم الأحسن للنصوص لأنّ معرفة العاطفة وراء النص تسبّب درکه. لقد اتخذنا عاطفة البنوة موضوعاً للبحث لأنّها کأحد وجوه التعاطف رغم الأهمیّة المذکورة تکون قاصدةً رسائل أخلاقیة وتمنح الشعر الغایة التربویة کما تجعله مؤثّراً فی صنع الثقافة وکذلک تلائم إطار المقالة؛ ومن جهةٍ أخری لقد اخترنا العلّامة الشریف المرتضی من بین الشعراء الکبار فی العصر العباسی لسببین: الأول: لأنّه کان شخصیة عظیمة معروفاً بالعلم والتقوی ویمتاز برفعة المکانة لنسبه؛ والثانی: لأنّه خصّ أشعاراً مستقلةً لأبیه ونظّمها علی أصحّ الأسالیب وزیّنها بالفنون الأدبیة وسقاها بصدق العاطفة حتّی أصبحت مثمرةً. ومن دوافع أخری جذبتنا إلی اختیار الشریف المرتضی اهتمامه الخاص بالمضامین الأخلاقیة والدینیة وانعکاسها خلال المضمون الأصلی وجهده فی تلاؤم الظاهر والمضمون. أهداف البحث استناداً إلی أهمیة البحث یستهدف هذا البحث إلی دراسة کیفیة إظهار عواطف البنوة فی النصوص الأدبیة باختیار قصائد الشریف المرتضی وتقدیم نماذج منها معتمداً علی الخطة الوصفیة-التحلیلیة. اقتضی منهج البحث تصنیف الأبیات المختارة فی إطار الدراسة الموضوعیة المتجلّی فی أنواع الأدب الغنائی کالمدیح والتهانی والفخر والرثاء وتبیان خصائصها الأسلوبیة (بکلّ مستویاتها المضمونیة، والصوتیة، والنحویة، والدلالیة، والبلاغیة) وتطابقها مع المقاییس المعیّنة للعاطفة. أسئلة البحث أمّا الأسئلة المطروحة فی هذا المجال فهی:
خلفیة البحث وبالنسبة إلی خلفیة البحث فیجدر بنا أن نذکر أنّ هناک دراسات قلیلة فی مجال العواطف المنعکسة فی النصوص الأدبیة کعاطفة الأسرة أو عاطفة الأبوة بالمعنی الأخصّ التی لا تخلو الإشارة إلیها هنا من جدوی: - الدرهم، عائشة. (2002م). «العاطفة الأسَریة فی شعر ابن درّاج القسطلّی». مجلة مرکز الوثائق والدراسات الإنسانیة لجامعة قطر. العدد 15. 109-183: حاول الکاتبة فی هذه الدراسة إیضاح کیفیة إظهار العاطفة الأسریة للشاعر کالعاطفة الأبویة والبنویة من خلال تحلیل رؤیته الفکریة والفنیة فی الموقف الأسری مستنداً علی الأبیات. - حنا سعد، إدوارد. (1362هـ.ق). «عاطفة الأبوة فی "أعاصیر مغرب"». مجلة الرسالة. العدد 501. 117-118: قدّمت لنا الکاتبة تحلیلاً موجزاً حول کیفیة اهتمام عبّاس محمود العقاد بعاطفة الأبوة فی دیوان "أعاصیر مغرب" مستنداً علی الأبیات دون أن تتوغل فی التفاصیل. وکذلک هناک دراسات عدیدة حول الشریف المرتضی وکتبه منها: - علی محمد جواد فضل الله. (1425ه.ق). «شخصیة الشریف المرتضی ذو المجدین». مجلة بقیة الله. العدد 153. 68-71. - الحسنی، عبد الستار. (1393ه.ش). «علی هامش سیرة الشریف المرتضی علم الهدی». مجلة کتاب شیعة. العدد 9و10. 23-59. - العزاوی، نعمة رحیم. (1415ه.ق). «الجهد اللغوی فی أمالی الشریف المرتضی». مجلة المورد. العدد2. 33-36. - العزاوی، نعمة رحیم. (1987م). الجهد النقدی فی أمالی الشریف المرتضی». مجلة الأستاذ. المجلد1. 5-54. أمّا بالنسبة إلی دیوان الشریف المرتضی وهو موضع وقوفنا فحری بنا أن نشیر إلی دراساتٍ فی مضامینها الرثائیة والوصفیة منها: - إسماعیل زاده، محمد. (1430ه.ق). «بنیة مراثی الإمام الحسین علیه السلام ومضامینها فی دیوان الشریف المرتضی». مجلة آفاق الحضارة الإسلامیة. العدد 23. 603-624: جاء الباحث بأبیات مختارة من هذه المراثی مصنّفاً إیّاها تحت عناوین موضوعیة ثمّ بادر بتحلیل بناء هذه القصائد. - سیاوشی، صابرة؛ شکاری میر، مولا. (1392ه.ش). «شخصیت نمادین امام حسین (ع) در شعر شریف مرتضی». مجلة ادب عربی. العدد1. سنة5. 125-146: لقد عالج هذا کیفیة تصویر شخصیة الإمام الحسین وتجلی میزاتها فی شعر الشریف المرتضی بجوانبها الفردیة والاجتماعیة، وکذلک بادر بتبیین کمیة هذه المیزات ونوع عواطف الشاعر بالنسبة إلی الإمام الحسین علی أساس المنهج الوصفی-التحلیلی. - کمالی، رؤیا؛ حسنعلیان سمیه. (2016م). «إیوان کسری فی شعر البحتری والشریف المرتضی؛ دراسة أسلوبیة موازنة». العدد 3. 501-527: تناولت هذه المقالة موازنةً بین قصیدتی الشریف المرتضی والبحتری فی وصف إیوان کسری معتمدة علی منهج الأسلوبیة بمستویاتها الخمسة. وکذلک هناک دراسات عدیدة حول التحلیل الأسلوبی لدواوین الشعراء وعاطفة الأبوة والبنوة فی علم النفس ولکن فی مجال تحلیل أسلوبیة عاطفة البنوة المتمثلة فی النصوص الأدبیة بصورة عامة، ودیوان الشریف المرتضی علی وجه الخصوص فلم نعثر علی بحثٍ وافٍ للموضوع.
إنّ الشعر، بکلّ ما وراءه من المعانی، نسیجٌ کلامیٌ متکاملٌ یبنی علی لبناتٍ لغویةٍ تنظم فی خیطٍ واحدٍ وفق الخریطة الفنیّة المسمّی کلّها بالأسلوب. إنّ الأسلوب فی النقد الأدبی هو «الصورة الفنیة التی یعبر بها عن المعانی أو نظم الکلام وتألیفه لأداء الأفکار عرض الخیال أو هو العبارات اللفظیة المنسقة لأداء المعانی.» (الشایب، 1996م: 40) فمزج الظواهر الأسلوبیة بعنصر الخیال والعاطفة یجعل الشعر یتسرّب فی روح القارئ ویسحره. إنّ "الأسلوبیة" تعدّ من أهمّ المناهج النقدیة وأکثرها اهتماماً؛ کما هی رؤیةٌ نقدیةٌ مؤثّرةٌ تعالج بناء النصوص وظواهرها اللغویة والفنیة. رغم تعدّد الاختلافات فی تعریف هذا المنهج وتعدّد اتجاهاته، فقد أجمع الباحثون علی أنّه «فرعٌ من فروع الدرس اللغوی الحدیث یهتمّ ببیان الخصائص التی تمیّز کتابات أدیبٍ ما، أو تمیّز نوعاً من الأنواع الأدبیة بما یشیع فی هذه أو تلک من صیغٍ صرفیةٍ مخصوصةٍ، أو أنواع معینة من الجمل والتراکیب، أو مفردات یؤثّرها صاحب النص الأدبی.» (جبر، 1988م: 6) تتضمّن الأسلوبیة تحلیل تفاصیل ظواهر النص بالنسبة إلی کلیته وفق العلوم اللغویة ومنطق البشر حتّی ینبغی لنا أن نعتبرها علماً «یدرس تناسق العناصر المؤلفة للکلام وتداخلها، کما یدرس العلاقات القائمة بین هذه العناصر لتحدید وظائفها والوقوف علیها. ویدلّ هذا دلالة واضحة علی أنّ الأسلوب لیس فوضی تنظمه اللغة، ولکنّه نظامٌ به تنتظم اللغة.» (عیاشی، 2002م: 94) کما هی معالجةٌ «تنصبّ علی اللغة الأدبیة؛ لأنّها تمثل التنوّع الفردی المتمیّز فی الأداء، بما فیه من وعی واختیار، وبما فیه من انحراف عن المستوی العادّی المألوف، بخلاف اللغة العادیة التی تتمیّز بالتلقائیة، والتی یتبادلها الأفراد بشکل دائم وغیر متمیّز.» (عبدالمطلب، 2009م: 186) فإنّ هذا المنهج یکشف الستار عن المعانی الرفیعة وراء البناء الأدبی ویوسّع فکر المتلقی فی قراءة النصوص. ومما لا شک فیه أنّ بناء النص لیس القشر الظاهر الذی نراه بل هو نظامٌ یتکوّن من المستویات اللغویة والفنیة والفکریة؛ ومن الواضح أنّ تحلیل الأسلوبی للشعر یختلف تماماً عن تحلیل النصوص الأخری کالقصص فلا یفوتنا أن نشیر إلی أنّ: «أهمّ الفروق التی تترتّب علی اختلاف الأبنیة الشعریة عن القصصیة هو أنّ منهج التحلیل فی کلّ منهما یتمیّز باتجاه مضاد للآخر، فالتحلیل البنائی للشعر یسیر فی اتجاه رأسی من السطح إلی العمق، أمّا تحلیل القصص والأساطیر فیسیر فی اتجاه أفقی عرضی، ویمکن اعتبار کلّ عمل شعری بصفة منعزلة عن غیره والعثور فیه نفسه علی تنویعاته التی تنتظم طبقاً لهذا المحور الرأسی؛ إذ أنّه یتکوّن من المستویات المتراکبة.» (فضل، 2007م، ج2، 574) وهذه المستویات الخمس المقبولة عند جمهور النقاد هی: المستوی الفکری الذی یتناول المضمون الذی یدور النص حولها ویؤثّر علی کیفیة استخدام التعابیر وإنشاء التراکیب کما ینفخ الروح والنشاط فی کلّ الأنساق. ثمّ المستوی الصوتی الذی هو اللبنة الأولی فی عقد الکلام، ومن الحقائق الثابتة أنّ إطار الموسیقی للشعر لا ینحصر فی الأوزان العروضیة بل ساحته رحیبة تنقسم إلی تصانیف أخری کما قیل فی تحدیده إنّ «موسیقی الشعر أمران: النغم المنتظم، وهو التفعیلات. وجرس الألفاظ.» (الطیّب، 1989م: 1/93) أو الموسیقی الخارجیة المبنیة علی العروض، والموسیقی الداخلیة التی یتمّ تحلیلها خلال معالجة خصائص الأصوات کالجهر والهمس، والشدة والرخوة وتبیین علاقة کلّ هذه الأجزاء بالبعد الدلالی. ثمّ المستوی النحوی الذی یتجلّی فی ثنایا استخدام الأنساق النحویة بإلقاء الضوء علی أنواع الجمل وعدد تکرار الأسالیب الترکیبیة، وکذلک المستوی الدلالی المتمثّل فی تحلیل الاختیارات اللفظیة بکلّ سماتها من الطباق أو التناسب. وفی النهایة المستوی البلاغی الذی یعالج الاستخدامات المجازیة للغة ومحسّناتها الفنیة. وما یهمّ فی التحلیل الأسلوبی «رصد عدد المرّات التی یتکرّر فیها ورود الخصائص اللغویة المتغیّرة، وأنّ النتائج ینبغی أن تُمثّل بالطرق الإحصائیة أو علی الأقلّ بالأعداد والأرقام.» (جبر، 1988م: 11) هذه العنایة الدقیقة بالشکل واللغة تجعل الأسلوبیة أکثر إحکاماً وتعمّقاً من الوجهات الأخری للنقد الأدبی فی تحلیل جمالیات النصوص.
تؤدّی العاطفة دوراً هامّاً فی تکوین الأدب وخلودها خاصةً فی ساحة الشعر إذ إنّها أحد العناصر الأربعة التی یُبنی علیها بنیان الشعر. لقد اهتمّ نقاد الأدب القدیم والحدیث بالعاطفة کعنصرٍ حیٍّ ینفخ الروح فی النص الشعری ویرفع قیمته برفعتها فیجعل الإنسان ینظر إلی الکائنات نظرةً جدیدةً. إنّ «العاطفة أو الانفعال فی فن الشعر، فعنی بها الحالة التی تتشبع فیها نفس الأدیب والشاعر بموضوعٍ أو فکرةٍ أو مشاهدةٍ، وتؤثر فیه تأثیراً قویّاً یدفعه إلی التعبیر عن مشاعره والإعراب عمّا یجول بخلده.» (الخفاجی، 1995م: 43-44) فإنّ الشعر یترجم عن تجربة الشاعر الشعوریة ویلتفّ بالعواطف التفافاً لا یمکن الفصل بینهما. تبرز أهمیة دور العاطفة من جهتین: الجهة الأولی أنّها تشکل جوهر الشعر، والجهة الثانیة أنّها تعدّ غایة الشعر فتحسب قیمة الشعر بقدرته فی إیقاظ العواطف کما یقول شوقی ضیف: «قیمة الشعر ترجع إلی إنّه یترجم عن عواطف الإنسان محاولاً أن یوقظ العواطف المقابلة فی قلوب الآخرین.» (ضیف، لاتا: 90) هکذا فإنّ أفق العواطف الشعریة رحیبٌ ینقسم إلی العناوین المتعدّدة کالعواطف الشخصیة والعمومیّة کما تختلف المجالات الشعریة حسب درجة امتزاجها بالعاطفة فإنّ الشعر الغنائی خیر وعاءٍ تُصبّ فیه الانفعالات النفسیة بأشکالها المتنوعة وهو مجالٌ غیر متناهٍ لتصویر العواطف حتّی نستطیع أن نسمّی الشعر الغنائی شعر العاطفة. إنّ العاطفة الشعریة توقظ الشعور والوجدان وتبعث فی نفس المتلقی الشعور بحبّ المعالی والجمال أو الشعور بالتحسّر أو الحزن فتفتح أمامه باباً یری فیها العالم برؤیةٍ جدیدةٍ لم یرها حتّی ذلک الحین. إنّ العاطفة المؤثّرة تخلّد النص الشعری کسلسلةٍ عذبةٍ فی الأذهان، ومما لا یفوتنا هنا هو أن نشیر إلی المقاییس الخمس التی وضعها النقاد والأدباء للعاطفة الشعریة وهی التی تبیّن للعاطفة نظاماً معیّناً ویزید علی تأثیرها وتتیح لنا فرصةً لتحلیل الأشعار، وهی: 1. صدق العاطفة؛ یراد بها أن تنبعث العاطفة عن سبب صحیح غیر زائف ولا مصطنع 2. قوة العاطفة؛ لیس المراد بقوة العاطفة ثورتها وحدتها فلقد تکون العاطفة الرزینة الهادئة أبعد أثراً وأقوی إیحاء لعمقها وأصالتها 3. ثبات العاطفة؛ یراد به استمرار سلطان العاطفة علی نفس المنشئ مادام یشعر أو یکتب لتبقی القوة شائعة فی فصول الأثر 4. تنوع العاطفة؛ وسعة مجالها أعظم الشعراء هم الذین یقدرون علی إثارة العواطف المختلفة فی نفوسنا بدرجة قویة 5. سمو العاطفة. (راجع: الشایب، 1994م: 190-204) إذا ألقینا الضوء علی العاطفة، من أیّ نوعٍ کان، فنلاحظ أنه یجب أن تترابط بالأسلوب لکونها مؤثّرة فیه، فإنّ درک المعنی الکامن وراء الألفاظ وفهم صلة المضمون بتفاصیل الأسلوب المستخدم یساعدنا علی الدرک الأحسن للنصوص ولا تستثنی من هذا الأمر عاطفة البنوة.
عندما نتصفح قصائد الشریف المرتضی فی وصف أبیه نجدها ذات تصاویر رائعةٍ تغلب العاطفة علی طبیعتها. لقد اختار الشاعر إطار الشعر الغنائی لبروز خلجاته النفسیة وینشرها فی أغراضه المتعددة کالمدیح، والفخر، والتهانی، والرثاء وبهذا العمل یمنح موضوعه تنوعاً ویعرض علی المخاطب صورا خاصة من العواطف ویوّفر تلذّذهم لاختلاف بعضهم عن بعضٍ حسب طباعهم فإنّ تحلیل العلاقات المتقابلة بین العاطفة والأسلوب یمنحنا نظرةً جدیدةً فی قراءة النص. أمّا من أجل الإجابة عن التساؤلات المذکورة فإنّنا نقسّم البحث إلی أربعة عناوین هی "المدح" و"التهانی" و"الفخر" و"الرثاء" ونحلّلها تحت المحاور الأسلوبیة الأربعة المذکورة (الصوتی، والنحوی، والدلالی، والبلاغی). نبدأ بتحلیل المستوی الصوتی لهیکل القصائد، ثمّ نحلّل المستویات الأخری معاً فی الأبیات المختارة لفهم الصلة بین المضمون والأسلوب دون الإغفال عن المقاییس المذکورة للعاطفة. - المدیح؛ مرآة عاطفة الحب والإعجاب المدح من أقدم الأغراض الشعریة وأکثرها شیوعاً فی الأدب العربی وله حظٌ وافرٌ فی نشر الوجدانیات کما هو طریقٌ للوصول إلی الرفعة والمکانة والتکسب خاصة فی القسم السیاسی ولا یزال المدیح فنّاً یجرّبه الشعراء ویظهرون فیه براعتهم الشعریة فیجدر بنا أن نقول إنّه فن موروثی رغم تطوره واتساع آفاقه شکلاً ومضموناً. لقد ابتعد المدیح من أسلوبه القدیم شیئاً فشیئاً وازدهر فی العصر العباسی بجانب تطوّر الأدب. یصف شوقی ضیف هذا التطور هکذا: «یزدهر رسم مُثُل أسلافنا العلیا فی الخلق والحکم والزعامة والبطولة ومجاهدة الأعداء ودقّ أعناقهم دقّاً، وسنری مُثلهم فی الحکم وما ینبغی أن یتحقّق فی الخلیفة من نشر العدل الذی لا تستقیم الحیاة بدونه، وأیضاً ما ینبغی أن یتحلّی به مثالیة الإسلام الروحیة وتعالیمه الخیرة. والشاعر فی ذلک إنّما یعبّر عن الجماعة الإسلامیة ومثلها الرشیدة.» (ضیف، 1971م: 15) اتخذ المدیح فی العصر العباسی صبغةً تکسبیةً. هناک تلازم وثیق بین المدیح والعواطف وهذا ما یجعل المدیح من أهمّ فنون الشعر الغنائی. إنّ المدیح، بغضّ النظر إلی ما وراءه من الأغراض ولا إلی أقسامه المتنوعة، لیس مجالاً محدوداً بالتمجید وإظهار المودّة فقط بل إنّه یُعتبر کنزاً من المفاهیم الأخلاقیة والتربویة بتقدیم النماذج المثلی للأخلاق. لقد مرّ بنا آنفاً أنّ الشریف المرتضی قد نشأ نشأةً إسلامیةً وکان عالماً راغباً إلی المکارم فقد اتخذ المدیح سبیلاً لتحقیق ما فی ذهنه من الغایات السامیة التی یؤکد علیها الإسلام بکل صدقٍ وقدّم أباه نموذجاً للکمال فی المکارم. مدائح الشریف المرتضی رغم انعکاس عواطفه الصادقة المتمثلة فی الإعجاب، تکشف بوضوح عن تیاراته الدینیة وهذا ما یمنح شعره الغایة وهی إثارة حبّ التحلی بالصفات السامیة فی نفس المخاطب. هناک «صلة وثیقة بین الأدب والأخلاق من حیث الغایة فالعواطف الفاضلة من عوامل الأخلاق الکریمة، والأسس الخلقیة حمی للأدب یقیه السقوط ویحتفظ له بمستوی عالٍ.» (الشایب، 1994م: 209) لقد فتح الشاعر أبواب مدائحه بالحکمة والفخر وختمها بالدعاء والتهنئة وجعله مرآة ینعکس حبّه المزیج بالاحترام وفقاً لمقتضی الحال. أمّا بالنسبة إلی الحقل الأوّل للأسلوبیة فإنّ الشریف المرتضی لم یغفل عن جانب الموسیقی فی قصائده. إنّ الموسیقی الشعریة تؤدّی دوراً فعّالاً فی انتقال الخلجات النفسیة فإذا «سیطر النغم الشعری علی السامع وجدنا له انفعالاً فی صورة الحزن حیناً، والبهجة حیناً آخر والحماس أحیاناً، وصحب هذا الانفعال النفسی هزّات جسمانیة معبرة ومنتظمة نلحظها فی المنشد وسامعیه معاً.» (أنیس، 1952م: 12) إذا ألقینا الضوء علی تفاعیل القصائد المدحیة للشریف المرتضی فنلاحظ أنّه جعل العروض فی خدمة المضمون واختار من البحور الشعریة ما یلائم المدیح فأنشد أکثر قصائده المدحیة فی البحر الطویل مستخدماً الألفاظ الرصینة والأسالیب القویة وبذلک ازداد الثقل العاطفی فی الشعر؛ ثمّ البحر المتقارب والمنسرح إذ یناسبان الشدّة والقوّة فی أوصافه. من جهة الموسیقی الداخلیة أو جرس الألفاظ ینبغی لنا أن نرکز علی التجمعات الصوتیة فمن الملاحظ أنّ الأصوات المجهورة والثقیلة تحتلّان مساحةً کبیرةً من مدائحه وهما أقوی الأصوات وأشدّها تلفّظاً تلائمان روح الحماسة المسیطرة علی شعره. وبالنسبة إلی الحقل النحوی الذی یحلّل النص من زاویة أشمل بإمعان النظر فی الأنساق النحویة ودورها فی نقل المضمون فقد استخدم الشریف المرتضی التعبیرات السهلة البلیغة وأظهر عاطفة البنوة فی صیاغاتٍ ترکیبیةٍ ملائمةٍ بها کاستخدام "کم" للإعجاب واستخدام أسلوب القصر بالنفی والاستثناء الذی یزید التوکید وینحصر الممدوح بالصفة. من أهمّ المنطلقات فی تحلیل المستوی النحوی، بنیة الجملة لأنّها تتنوّع حسب السیاق الانفعالی والظروف البیانیة فنری مدائح الشریف المرتضی تحتوی علی 61% من الجمل الاسمیة التی تقتضی الصفات الثابتة للممدوح ونعلم أنّ الجملة الاسمیة «لها دلالة علی الحقیقة دون زمانها، وکذلک أنّ الاسم وهو المسند إلیه فیها یفید الثبوت.» (عکاشة، 2010م: 91) وهکذا الجمل الإنشائیة المستخدمة تتجلی فی هیئة الجمل الدعائیة وفقاً للمدح. أمّا إذا توجهنا إلی الحقل الدلالی وتصفحنا مدائح الشریف المرتضی من زاویة أخص نلاحظ أنّ حسن اختیار الألفاظ یمنح الأشعار قوّة التأثیر والجمال خاصةً حینما تمتزج بها التوافقات الصوتیة. إنّ الشاعر یعرف مواضع الألفاظ وخصائصها السحریة التی توحی إلی المخاطب عالم المعانی فقد اختار الألفاظ العذبة الفصیحة والملائمة للمضمون التی نقف علیها فی ثنایا تحلیل الأبیات. والحقل الأخیر هو الحقل البلاغی الذی یتمحور حول الخیال ویهتزّ العواطف بابتعاده عن الواقع. من أکثر الصنائع فی مدائح الشریف المرتضی استخداماً، المبالغة التی تحمل عبء خلجات الشاعر لأبیه وتمنح الشعر فنیّةً وجمالاً؛ ثمّ صنعة التشبیه التی اتّبع الشاعر فیها الأسالیب التقلیدیة. ینبغی علینا تحلیل هذه الحقول بتفاصیلها تحت ظلّ الأبیات المختارة، منها الأبیات التالیة التی تکشف عن اعتماد الشاعر علی السذاجة المزیجة بالمبالغة فی وصف إعجابه:
(المرتضی، 1987م، ج1/203) لقد اهتم الشریف المرتضی بمکارم الأخلاق علی شاکلته الکلیة بجانب توغّله فی أقسامها ورأی أباه ذروة الإنسانیة فهو الذی جمع فی نفسه المکارم. نلاحظ أنّه مزج أبیاته بالصنائع والأسالیب النحویة المألوفة لتبیین خلجاته وتقریبها من فهم العامة. من العناصر الساهمة فی خلق التصویر، الاعتماد علی أسلوب المبالغة من نوع التبلیغ وهو «إن کان الإدعاء للوصف من الشدّة أو الضعف ممکناً عقلاً وعادةً.» (الهاشمی، 1389ش: 333) اختیار التبلیغ فی کل هذه الأبیات الأربعة یلقّن فی ذهن المخاطب أنّ شأن أبیه فی الفضائل لا یوصف بالبیان المألوف وکلّ من یتأمّل فیها یصیر متعجباً منه. لم یقف الشاعر عند التصنیع البدیعی فی تصویر معالی أبیه بل عمد فی وصفه إلی العناصر اللغویة تعمیقاً فی الصورة ومن تلک العناصر المؤثّرة تناسب الأسالیب اللفظیة بالمضمون الإعجابی وهی استخدام لفظ "کم" الخبریة لإیحاء الکثرة فی وصف المکارم واستخدام جناس الاشتقاق فی لفظی "عجب"، و"تعجب" من جذرٍ واحدٍ لتوکید المعنی کما نری مثله فی لفظی "غالبة" مسنداً إلی مکارم الممدوح، و"غلب" مسنداً إلی مکارم الغیر ولکن استعمال لفظ "لا تزال" فی جوار "غالبة" وسیاقه المدحی یمنحه معنی الثبوت بجانب معنی "غلب" الحدوثی. ووجه آخر من هذه العناصر، تلاعب الشاعر بالألفاظ ووضع الکلمات ذوات حرف اللام مجاورةً فی تعبیر "لَیسَ المَعالی ونیلُها لَعِبا"؛ هذا التلاعب یبرز بجانب حدیث الشاعر عن اللعب. یلاحَظ وجهٌ آخر من إظهار عاطفة الإعجاب فی أبیاتٍ یقوم فیها الشاعر بالمنافسة بین الممدوح والحسّاد:
(المرتضی، 1987م، ج2/ 45-46) فی هذه المنافسة أبوه هو الفائز دون قیدٍ ویُفهَم هذا المعنی من تحلّیه بالفضائل ومن تعبیر الشاعر عن الحسّاد بالمهزول والأعرج. من ناحیة الأسالیب اللفظیة المؤثّرة نلاحظ اعتماد الشاعر فی نقل الإحساس علی الطباق بین اسم "خفایا" وفعل "شاعت"، واعتماده علی ظاهرة موسیقی الحروف التی تتجلی فی الحروف الثقیلة والخشنة کـ"خ" و"ع" فی "خفایا عیوبه" التی توحی الکراهة ثمّ إیحاء اللین والاطمئنان فی اتکاء الآذان علی الموسیقی المتمثلة فی حروف "ص" و"سین" المهموسة المجاورة بالحروف المدیة فی "تصطفیها المسامع". وفی البیت الأخیر تعبیر "تمنّى لها أنّ العیون هواجعُ" مزیّن بأسلوب المبالغة وهو أحسن تصویر فی بیان عجز الأعداء وعظمة الممدوح. ومن أخری مظاهر المبالغة هی الأبیات التالیة:
(المصدر نفسه، ج2/201) من الملاحظ أنّ الشاعر جعل التصویر المطلوب فی إطار الجملتین الاسمیتین لبیان ثبوته ومزجه بالتشبیه، فقد شبّه أفعاله الحسنة بخیلٍ یمشی فی سلسلةٍ لا ینتقص من شأنها الخیل الذی یتلوه ولا الخیل السابق فمکانتها ثابتة رفیعة ثمّ لبس هذا التعبیر ثوبَ التضاد المتمثل فی "تال" و"سابق" وقد خصّ أباه بعلوّ مکانته فی المکارم بأنّه یستطیع الإبداع فیها ویتبعه الناس دون شرطٍ. ثمّ وصف أصل معالی الممدوح الذی هو شرفه معتمداً علی المبالغة من نوع الغلوّ فیصف علوّ مرتبته فوق النجوم اللامعة وتلک من أجمل المبالغات ولکنها تقلیدیة مألوفة. وفی أبیات أخری یبرز الشاعر إعجابه بکمال السخاوة فی أبیه ویمدحه بها مازجاً مدائحه بالصور التقلیدیة والمغالاة الکلاسیکیة المألوفة. من هذه الصور قیاس جود الممدوح بالغیث:
(المصدر نفسه، ج2/200) الغیث رمز السخاوة والرحمة. جمع هذا اللفظ ومجاورته بنعت "الدوافق" ینفخ فی المعنی ویزید توکیده ثمّ وضع الشاعر هذا التعبیر فی قیاسٍ یرجّح فیه جود أبیه علی الغیث وهذا التفخیم غلوٌّ یبرز قدر کرمه. ما نلمس فی هذه المبالغة هو کثرة استخدامها فی الأدب منذ القدم حتی تعرفها الأسماع. أمّا الظاهرة النحویة التی لها دور فی نقل العاطفة، استخدام أسلوب الحصر لاختصاص الممدوح بشیمة حبّ البشر دون التوقع. لقد عبّر الشاعر عن جود أبیه بأنّه لا یرید شیئاً لنفسه بل هو مستعدٌّ دائماً لمعاناة الآخرین. ومن أمثلة هذه المغالاة قوله:
(المصدر نفسه، ج2/44-45) عبّر عن جود أبیه بقیاسه بالغیث ورجّحه علی الغیث بالغلوّ التقلیدی المذکور إذ أنّ المطر الغزیر تقاصر من أن یصل إلی جوده وهذا التعبیر رغم تکرّره یعتبر من أحسن الصور فی نقل عاطفة الحب والإعجاب. وجعل تعبیر "قد مرقت من راحتیه الصنائع" الملوّن بلون الغلوّ، کنایة عن عدم نیل الآخرین مرتبة الممدوح فی الجود کأنّ صنائعهم تصبّ من کفّهم؛ کما أن الآخرین إذا وهبوا فیتبع الندم کرمهم هذا؛ کما أن سخاءهم لا یخلو من المنة علی السائل وینفخ فی هذا المقصود باتیان الجملة الدعائیة. هناک وجه آخر للمبالغة:
(المصدر نفسه، ج2/201) نراه یغیّر الصورة باستخدام تشبیهین بلیغین متمثّلین فی "مازلت هلال الندی أو غمامة بارق" فمن الملاحظ أنّه شبّه أبیه فی الجود بالهلال وذلک بجانب إلحاح الشاعر علی التشبیه المألوف المذکور أی تشبیهه بسحابة ممطرة ذات البرق. جدیر بالذکر أنّ الاستمداد من الطبیعة یعدّ نوعاً من التقلید کأنّ الشاعر یأخذ مظاهر الطبیعة قدوةً تنعکس فی التصرفات ویرید به إیحاء ثبوت الصفات لأنّ الطبیعة لا یتغیّر نظامه وهی ثابتة. هناک أبیات أخری فی تصویر سخاءه زیّنها الشاعر بحلیة المحسنات اللفظیة:
(المصدر نفسه، ج1/154) تتساهم الأسالیب اللفظیة فی إثراء هذه الأبیات وتؤدّی وظیفة نقل العاطفة منها الطباق بین "أدنی" و"علاه"، وبین "أخرس" و"أنطق" وکذلک بین "قول" و"خرس" ومن المستحیل إنکار دور الطباق فی وضوح المعنی وتلذّذ المخاطب. ومن المحسّنات الأخری الجناس اللاحق بین "القرا" و"القنا" والجناس المحرّف بین "اللَّها" و"اللُّها". والعنصر الآخر الحدیث عن العطاء بجانب البطولة معتمداً علی محسنّة التقسیم. إضافة إلی هذه العناصر یجمل بنا أن نشیر إلی عقیدته الإسلامیة المأخوذة من کلام الله فی البیت الأول والآیة التی تشیر الیها هی: ﴿لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ﴾ (آل عمران: 92) لقد بذل الشریف المرتضی اهتمامه بتصویر صفة البطولة فی أبیه بأکمل الوجوه وتحدّث عنها فی الأغراض المختلفة بجانب المدیح. إنّ موقفه هذا أمام أبیه یبعث فی نفسه تلک البطولة ویجعله یشعر شخصیة أبیه فی نفسه فقد طرح هذا المضمون فی إطار المدیح مستنداً علی الذوق والبداهة الشعریة وکثیراً ما أشار إلی الشجاعة بجانب الصرامة مثل بیتٍ حذف فیه المبتدأ واکتفی بالخبر الذی هو صفة "قرم" للتوکید علیها وتفخیمها فی نظر المخاطب:
(المرتضی، 1987م، ج1/203) أسند الشاعر فعل "حفّت" المعلوم إلی لفظ "الخطوب" وجعله فاعلاً له. إنّ هذا الإسناد یرسل إلی المخاطب شفرةً ترسم فی ذهنه صورةً مختلفة عن صورةٍ تُرسم بالفعل المجهول المسند إلی لفظ "قرم" وهذه صورةٌ أدهش وأکثر فیها الشعور بالرزایا وهذا التفخیم فی الظرف یبرز شجاعة الممدوح أکثر. ثمّ یشیر إلی ثبات الرأی ویثبت کمال هذه الفضیلة فی أبیه معتمداً علی المبالغة. فی مواصلة هذه القصیدة یصف الشاعر شجاعة الممدوح وبطولته فی القتال مؤکداً علیها باستخدام صنعة الالتفات أی تغییر ضمیر الغیاب بالخطاب وبذلک یثیر فی المخاطب الشعور بالمؤانسة والمودة مصحوبةً بنوعٍ من الحصر:
(المصدر نفسه، ج1/ 203-204) من العناصر الواردة فی تصویر مشهد الحرب وإیحاء حس الرعب، تجدر الإشارة إلی اعتماد الشاعر علی دلالة الحروف وتفاعل الصوت والمعنی بجانب عنصر المبالغة. لقد اختار الألفاظ ذوات حروفٍ تتلّفظ ثقیلةً مرتفعةً کـ"ح"، و"ع"، "ط" لبیان عظمة المعرکة إذ إنّ «مجیء الأصوات القویة یوجد فی کلمة دویاً صوتیاً عالیاً یعزز من دلالتها، ولا شک أنّ ارتفاع الصوت یزید اللفظ دلالة وتأکیداً.» (عکاشة، 2005م: 33) هذا الاختیار الذکیّ فضلاً عن الغلوّ الشدید یؤثّران علی تفخیم صورة الحرب وتصویر اضطرامها وإثارة الشعور بعظمة الممدوح وبطولته. ثمّ راح الشاعر یبیّن أحوال الأعداء فی مواجهة الممدوح بأدقّ الصور معتمداً علی محسّنة التقسیم وهذا التدقیق فی البیان یبرز شجاعته بوضوح. فقد شبّه الحرب بدون الممدوح بناقةٍ جدّاءٍ یابسة اللبن فی عدم فائدتها وفقد معناها وما أشبه هذه الصورة بالصور الجاهلیة! وفی أبیاتٍ أخری یجمع الشاعر طاقاته البیانیة فی إثارة الإعجاب مخاطباً أباه:
(المرتضی، 1987م، ج2/ 201) یصف الشاعر مواجهة أبیه بالأعداء بضربٍ من المغالاة فی صورة شقّ السحاب الصواعق ویدقّق فی الوصف بالتشبیهات البدیعة والمجملة کتشبیه شدّة ضراب سیفه الأعداءَ بخرق الثاکلات صدرها وتشبیه طعانه بأفواه القربات الممتلئات ثمّ یصف جیشه بسعة الصدر فی ظروفٍ تضیق الصدر وتضغط علی الروح ویختم وصفه بتشریح هیئة الأعداء فی البیت الرابع المصبوغ بالموازنة والمحسنات اللفظیة کجناس الاشتقاق فی "عیوب" و"عائب" والطباق بین "هربوا" و"أقدموا"؛ کما یثبت قطعیة وقوع الأفعال فی إطار الجمل الشرطیة. وکذلک من المستحیل إنکار تأثیر التفاعلات الصوتیة المتمثّلة فی الأصوات الفخمة فی إیقاظ الروح الحماسی فی المخاطب لأنّ کلّ حرفٍ عنصرٌ من الانفعالات النفسیة وله دلالة خاصة علی أحوال النفس. من أمثلة هذه التفاعلات قول الشاعر فی تمجید ثبات رأی أبیه المتجلی فی الجملة الاسمیة:
(المصدر نفسه، ج1/ 154) إنّ المصاعب تهدّد إیمان الشخص تهدیداً یبعده عن معتقداته. نلاحظ أنّ الشاعر یشبّه تلک المصاعب بحجرٍ صلبٍ کبیرٍ یسدّ طریق الشخص فیصبّه فی إطار الاستعارة التصریحیة الرائعة رغم أنّ تشبیه المصاعب بالحجر تقلیدیٌ لیس بجدید. وما نحسّه بوضوح فی هذا البیت دلالة الصوت علی المعنی باختیار الحروف الثقیلة المستعلاة کـ"ط"، و"ص"، و"ع" لبیان قوّة أبیه وصلابته فی الرأی وعظمة شأنه. وکذلک قوله:
(المصدر نفسه، ج2/ 44) استخدم الشریف المرتضی فی هذا البیت طاقاته الأدبیة حسبما یقتضیه المضمون من الجو القوی الفخم فقد أخذ مادة صورته من الطبیعة کما شاهدنا اعتماده علی الطبیعة فی أبیاته المدحیة الأخری فراح یستفید فی تصویره من المحسنات المواکبة للمضمون. لقد جعل تعبیر "ریاح الخطوب" المصبوغة بصبغة التشبیه البلیغ فی مستهلّ تعبیر "ریاح الخطوب بینهن زعازع" الکنائی وهی کنایة عن شدة المصاعب والتشویش ثمّ زاد فی تفخیم هذه الصورة بمجیء التفاعل الصوتی مستخدماً حرف "خ" بجوار حرف "ط" ومکرّراً حرف "ع" و"ز" متوالیین یشکل صدیاً یوحی الأبهة. أمّا من أمثلة تحتوی علی الصنائع البیانیة الرائعة والمزیجة بدقة النظر قول الشاعر فی وصف مکانة أبیه بین الناس:
(المرتضی، 1987م، ج1/154) وضع الشاعر تشبیهین بلیغین فی نظام الاستعارة المکنیة إذ شبّه العیوب بالمرط الذی هو الکساء المصنوع من الصوف، کما شبّه الخنا بالبرد، ثمّ أسند تمزیقهما إلی العرض وهذا استعارةٌ مکنیةٌ إذ شُبّه العرضُ بالمرء ثمّ وصف علوّ أبیه بأنّ هذه الشیمة تمنعه من هلاک الناس وجعل عبارة "حکّمتَ فیهم طوال القنا" کنایة عن الهلاکة. ثمّ راح یصف سیادة أبیه علی الناس:
(المصدر نفسه، ج1/ 204) نلاحظ الشاعر بالغ فی تصویر الممدوح باستخدام عدد من الطباق بین "ناشئ" و"منتهی"، وبین "تکهّل" و"صبا"، وبین "قبس" و"دجوا" وکذلک بین "خمدوا" و"لهب" فنعلم أنّ للطباق دورا أساسیاً فی وضوح المعنی. أمّا فی البیت الأخیر جعل الشاعر "دجوا" کنایة عن الضلالة و"خمدوا" کنایة عن الکسالة ولکنّنا من زاویة أخری نستطیع أن نقول أنّ کلیهما إستعارة تبعیة جرت فی الفعل. هناک أیضاً تشبیهٌ بلیغٌ شبّه فیه الشاعر أباه بالقبس واللهب فی الهدایة والنشاط وجدیرٌ بالانتباه أنّ هناک نوعاً من الإطناب فی هذا البیت إذ یعدّ الشطر الثانی توکیدا للشطر الأوّل. یجدر بنا تلخیص ما أشرنا إلیه فی فن المدیح وهو أنّ الشاعر یظهر براعته فی انعکاس عاطفة الإعجاب والاحترام لأبیه بإیجاد الإیقاع المناسب بالظرف وباختیار التعابیر النحویة الجدیرة والألفاظ السهلة اللینة الملائمة بالمضمون مع الاهتمام بالاعتدال فی استخدام الصنائع البیانیة والمحسّنات الأدبیة. العنصر البلاغی الرئیسی، هو المبالغة بأنواعه التی تغلب علی أکثر الأبیات وإنّ «الصلة بین المبالغة والشرح والتوضیح صلةٌ وثیقةٌ، ذلک أنّ المبالغة تعدّ وسیلةً من وسائل شرح المعنی وتوضیحه، عند ما یراد بها مجرّد تمثیل المعنی أو تأکید بعض عناصره الهامّة. لذلک قرن البلاغیون المبالغة بالإبانة فی حدیثهم عن أغراض التشبیه والاستعارة.» (عصفور، 2003م، ج2/ 342) وکذلک من العناصر المستخدمة الهامّة هی التشبیهات التقلیدیة المتمّثلة فی الطبیعة والمعتمدة علی التشبیه العقلی بالحسّی وما لا یفوتنا أن ننتبه علیه هو علاقة مدائحه الوثیقة بالقیم الخلقیة. - التهانی؛ مرآة عاطفة الحنان والتکریم التهنئة من أبرز وجوه الحبّ والاحترام لأنّنا إذا نحبّ شخصاً نبادر بذکره فی المناسبات العدیدة وندعو له بالبرکة. التهنئة فنٌ حدیث لم یکن متشابهاً لهذا النوع فی الأدب القدیم. لقد قسّم الأدباء المتقدمون الشعر إلی المدیح، والرثاء، والهجاء، والوصف؛ کما یقول أبو هلال العسکری «لا أعرف للعرب شیئاً ینسب إلی التهانی، ومهما جاء عنهم من شکلها شیء فهو عند العلماء معدود فی جملة المدیح.» (العسکری، 1944م، ج1/ 91) لقد ازدهر هذا الفن فی العصر العباسی وتطور حتّی الآن حیث یعدّ فنّاً هامّاً من فنون الأدب الغنائی للتعبیر عن الخلجات النفسیة. لقد وسع نطاقها إلی حدٍّ وضع له الأدباء فروعاً شتّی؛ منها نوعا "العموم والخصوص". قیل إنّ «الخصوص هو ما یتعلّق بالرجل من منصبٍ یلیه، ونعمةٍ توالیه؛ وولد رُزِقه، وشفاء من مرض أقلقه وأرقه. والعموم هو ما یتعلّق بالجمهور، ویتساوی فیه الملک والمملوک، والآمر والمأمور من انصباب غیث عمّ الربا والوهاد و... .» (النویری، 2004م، ج5/ 123) هذا الفن یناسب تماماً مع العواطف الدافقة إذ تکمن فی ثنایاه عاطفة الأخوّة والمودّة فتکون تعابیره بعیدة عن التکلف. تکشف تهانی الشریف المرتضی الخصوصیة بوضوح عن علاقته الوثیقة بالإسلام إذ أنّها منشودةٌ فی المناسبات الإسلامیة. ذهب الشریف المرتضی فی التهانی مذهب الأقدمین واهتمّ بفن التهنئة خلال مدائحه فنراه قد ختم أربعة قصائده المدحیة بالتهنئة ونفخ فی کلّها روح العاطفة الصادقة بلسانٍ لینٍ رقیق الألفاظ. أمّا بالنسبة إلی الحقل الصوتی فمن الطبیعی أن تکون نغمة التهانی نفس موسیقی المدائح وهی منشودة فی البحر والروی الواحد ولکن الموسیقی الداخلیة تفصل هذا الجزء عن کلّ القصیدة لأنّ الروح الحماسیة المسیطرة علی المدیح تفقد صبغتها فی الخاتمة ویتجّه اللسان نحو الرقّة الملائمة لعرض الدعاء والتهنئة الممزوجة بالاحترام. والظاهرة التی تمیّز هذا القسم عن غیره الاستخدام البارز للحروف الرقیقة والأصوات المهموسة حسب المضمون. لقد صبّ الشریف المرتضی عواطفه فی إطار الجمل الدعائیة وهی أکثر الأنساق الترکیبیة استخداماً فی تهانیه وفق طبیعتها. ومن أبرز الخصائص الدلالیة لهذه التهانی، لطافة بیانه المتمثلة فی الألفاظ المختارة التی توحی عذوبتها و رقّتها الحبّ والصداقة، کما تکون حاملة المعانی العمیقة. وأخیراً تبرز عنایته بحسن الختام فی تزیین کلامه بحلیة التشبیهات المبدعة. نری هذا الاحتفال باللطائف فی قصیدةٍ یهنئ فیها أباه بقدوم شهر رمضان الکریم:
(المرتضی، 1987م، ج1/154) نشاهد الشاعر بدأ التهنئة بالدعاء فی أسلوب الأمر ویجد برکة هذا الشهر من صدق الیقین للممدوح کما یعدّه فخر الناس واصفاً رفعة شأنه لدیهم بتشبیه مکانته بموضع المقا فی العین الذی هو موضع هامّ متقدّم ونری مثل هذا التشبیه فی البیت الأخیر إذ شبّه الشاعر مکانة أبیه بالمطا الذی هو عماد الخیل لا یستطیع القیام بدونه. ثمّ یدعو له بطول العیش وینادیه بأوصافٍ کـ"عمیم المکارم" و"القاطع" کأنّه سیف ماضٍ. وإلیکم هنا أبیاتٍ من قصیدتین مختلفتین تُنشَد فی تهنئة عید الفطر:
(المصدر نفسه، ج1/384) یدعو الشاعر لأبیه بدوام النعمة خلال جملةٍ خبریةٍ وببیانٍ استعاری متمثلٍ فی "ظلّ النعماء" کما یدعو له بقضاء حاجاته وطول عمره ویطلب له الحظ والسعادة بتعبیر "یطلعن الکواکب أسعدا" الکنایی التقلیدی. وفی قصیدة أخری یقول:
(المصدر نفسه، ج2/ 46) صوّر لنا الشریف المرتضی کمال أبیه وطهارته فی الأبیات؛ فقد شبّه شهر رمضان بثیابٍ خلعها أبوه، وشبّه المطر بثیابٍ للروض، ثمّ شبّه خلعه ثیاب رمضان بخلع الروض ثیاب المطر لأنّ الروض التی بلغت کمالها وأثمرت أشجارها لا تحتاج إلی المطر. لقد مدح أباه بالمبالغة فشبّهه بالشمس حین طلوع فجر العید وینفخ فی هذه المبالغة بأسلوب الاستثناء ثمّ رجّحه علی الشمس باستعارة مکنیة فی البیت الثانی وفی النهایة ختمها بالدعاء ألا یصاب بالرزایا. وهناک أبیات فی تهنئته له فی عید الأضحی، ویصف فیها الشاعر أحوال یوم عید النحر بالإشارة إلی التقالید الإسلامیة ویدعو له بأن یبقی هذا الیوم عیداً له طوال حیاته:
(المصدر نفسه، ج2/ 202) نلاحظ فی الشطر الأوّل أنّ الشریف المرتضی یبادر بخلق التصویر الموجز المقیم علی التشخیص بتشبیه العید بالإنسان فی التمرّد والإباء ویقوّی هذه الصورة بتشبیهٍ تمثیلٍ یحلّله الجناس الاشتقاق بین "وامق" و"موموق". أمّا فی البیت الثانی یصوّر لنا التقلید المألوف فی عید النحر فی سیاق الجملة المؤکدة وهو ألّا یضع الناس الحمل علی النیاق. - الفخر؛ مرآة عاطفة الإجلال لقد فطر الإنسان علی حبّ ذاته فراح یبحث عن طریقٍ یرسم نفسه ویصف ضمیره لکی یصل به إلی الهدوء ویشعر بالعزّة والفائدة وإذا یکون ممن یألفون بالأدب یجد فنَّ الفخر خیر أداةٍ لتصویر النفس والنسب وهو ما یبذل فیه العرب اهتمامهم منذ الجاهلیة. هکذا فإنّ الفخر هو إظهار عاطفة الإعجاب بالنفس أو النسب ومن الطبیعی أن یندرج تحت لواء الأدب الغنائی کما یعرّفه ابن رشیق القیروانی: «الافتخار هو المدح بعینه، إلّا أنّ الشاعر یخصّ به نفسه وقومه.» (القیروانی، 2001م، ج2/ 92) إذا أمعنّا النظر فی مدائح الشریف المرتضی ومراثیه شممنا رائحة الفخر التی تفوح منها علی امتدادها. لقد تغنّی الشاعر بخصال أبیه منتمیاً نسبه إلیه فنستطیع أن نقول، فارغاً من سعة نطاق هذا الفن، شعره نوعٌ من الفخر القومی. من المناسب أن نذکر بیتاً یفتخر فیه الشاعر بأبیه صریحاً مخاطباً إیّاه:
(المرتضی، 1987م، ج1/ 197) نلاحظ فی هذا البیت جوّاً بعیداً عن التکلّف اللفظی والتعصب الحادّ اللذین کانا شائعَین بین العرب فی القدیم بل هو إظهار عاطفةٍ بنویةٍ صادقةٍ محلّی بحلیة التشبیه البلیغ الرائع المستمدّ من الطبیعة فقد شبّه صلابة أبیه وعلوّ شأنه بالطود کما شبّه مکانة الآخرین الذین هم فی مرتبة أدنی بالشعاب فی سفح الجبل ویصبغ کلامه بصبغة المبالغة وهی عنصرٌ لا ینفک من الفخر. «لمّا کان الفخر والحماسة من نتاج العاطفة الشدیدة، والانفعال العمیق، فقد حفلا بالمغالاة وانطلق فیهما الخیال مضخماً مهولاً، وبرزت فیهما الحقائق التاریخیة مجلببة بجلباب العاطفة والخیال، واشتدّت فیهما الأسالیب الکلامیة.» (الفاخوری، لاتا: 6) من زاویةٍ أخری بما أنّ الفخر یحتاج إلی القدرة فی البیان واللحن الحماسی فاهتمّ الشاعر بالتوافق الصوتی اهتماماً جعله یختار الألفاظ الرصینة المتضمنّة الأصوات الشدیدة والثقیلة لإثارة عاطفة الإجلال. من أمثلة هذا الإیقاع، نوعٌ آخر من الفخر القومی فی أشعار الشریف المرتضی وهو مدح أنساب ممدوحه فهم الذین ینتمی نسب نفس الشاعر إلیهم:
(المرتضی، 1987م، ج1/ 197) یتغنّی فیها الشاعر بخصال قومه ویبرزها بتشبیهٍ بلیغٍ شبّه فیه ألحاظ قومه بالسیف فی الصرامة کما شبّه سواعدهم بقنوات فی القوّة والصلابة، مستفهماً علی معنی التقریر، ویصف ذلّة الأعداء وخشوعهم بتعبیر "تَدانتْ أرْؤُسٌ ورقابُ" الکنائی. - الرثاء؛ مرآة عاطفة الحزن والتحسّر الرثاء فنٌ هامٌّ من فنون الأدب الغنائی وهو مشحونٌ بالعواطف الجیّاشة ومخزنٌ للوجدانیات المصبوغة بصبغة الحزن والمؤاساة وهذه الخلفیة العاطفیة تزید حساسیة هذا الفن وبذلک تفترض علی الشاعر الدقة فی اختیار الألفاظ وإجادة التصاویر ببیانٍ بلیغٍ. لقد تطوّر هذا الفن خلال الفترات الزمنیة المختلفة وبلغ ذروته بازدهار الأدب فی العصر العباسی فقد تفرّع منه فروعاً معیّنةً وهو «یتلوّن بألوان مختلفة تبعاً للطبیعة والمزاج والمواقف، فإذا غلب علیه البکاء علی الرّاحل، وبثّ اللوعة والحزن، کان ندباً، وإذا غلب علیه تسجیل الخصال الحمیدة التی تمتّع بها الفقید فی حیاته، کان تأبیناً. وإذا غلب علیه التأمل فی حقیقة الموت والحیاة کان عزاءً. وقد یجتمع الندب والتأبین والعزاء فی القصیدة الواحدة.» (ناصیف، 1994م: 5) تجدر الإشارة إلی اختلاف الرثاء خاصة نوع التأبین والمدیح فی إبراز العواطف فإنّ الرثاء غلب علیه لون الحزن والحسرة. قال قدامة بن جعفر فی هذا الاختلاف: «لیس بین المرثیة والمدحة فصلٌ إلّا أن یذکر فی اللفظ ما یدلّ علی أنّه لهالک وقد یفعل التأبین شیء ینفصل به لفظه عن لفظ المدح بغیر کان وما جری مجراها وهو أن یکون الحی مثلاً یوصف بالجود فلا یقال کان جوداً ولکن یقال ذهب الجود. لا فصل بین المدیح والتأبین إلّا فی اللفظ دون المعنی فإصابة المعنی به ومواجهة غرضه هو أن یجری الأمر علی سبیل المدیح.» (ابن جعفر، لاتا: 118) من أجمل أشعار الشریف المرتضی رثائیاته خاصةً فی أقاربه؛ ولعلّ خیر مثال فی إتقان الشریف المرتضی منهجَ الرثاء، اختیار قصیدة مستقلة فی رثاء أبیه وهی قصیدة مفعمة بالحزن العمیق فی فقد الشاعر النموذجَ الأعلی فی حیاته. تکشف هذه القصیدة الستار عن الدعم العاطفی الوثیق من جانب أب الشاعر والحبّ الصادق بینهما کما تبیّن طاقة الشاعر العظیمة فی إنشاد المرثیة ذات العواطف الصادقة ببیانٍ قوی وبلیغ. هذه المرثیة من مظاهر تسلّط الشریف المرتضی علی جمیع الجوانب الأدبیة فقد بنی شعره علی بنیانٍ إیقاعی راسخ یناسب بناء الرثاء فنراه یراعی جانب الموسیقی الخارجی باختیار البحر الوافر الذی سمی بهذا الاسم لوفور حرکاته وأجزائه وهذا ما یلقّن الاضطراب الفیاض من عمق ضمیر الشاعر، کما یظهر الشاعر قمة ذوقه فی الموسیقی الجانبی باختیار القوافی ذوات الروی الملائم بالمضمون وهو حرف "ح" المسبوقة بالألف وهذا ما یمنح القصیدة لون الحزن لأنّ حروف المد تلائم العویل والبکاء وجمع حرف الف المدی وحرف الحاء الصادرة من الحلق یشکلان لفظ "آح" وتکرار هذا الروی فی امتداد القصیدة یوحی التأوّه والألم الذی یتغلغل من أعماق روحه المحزونة. إذا أمعنا النظر فی الصورة الکلیة للقصیدة الرثائیة نراها منشودة علی أساس قواعد الرثاء فقد استهلّ الشاعر قصیدته بالندبة ثمّ ینتقل إلی العزاء والتأبین ویحکم تصاویره علی بنیان الاستعارات القویة المألوفة مازجاً إیّاها بالمحسنات اللفظیة والمعنویة للتأثیر الأکثر ویصبغها بصبغةٍ فلسفیةٍ تفیض من ینبوع عقیدته الإسلامیة. لقد بدأ الشریف المرتضی الرثاء بالندبة والشکوی عن الدهر وطلب المواساة بنداء قومه ویصف عجزه أمام القدر مستخدماً التشخیص فی إسناد الرغبة عن الآلام إلی الدهر:
(المرتضی، 1987م، ج1/ 346) وراح یشکو من هذه المصیبة الألیمة ویعبّر عن حزنه العمیق باختیار أسلوب الاستغاثة الذی یؤدّی دوراً هامّاً فی إیحاء الآلام وتکرار هذا الأسلوب لتفخیم الألم کأنّ الشاعر یصرخ لفرط المصیبة طوال القصیدة. وفی البیت الثانی یوفّق الشریف المرتضی فی نقل صورة الحزن مبالغاً فی وصفه بتعابیر "نزعت یمینی" و"صبت القوادم" الکنائیة المزیّنة باستعارةٍ لطیفةٍ شبّه فیها نفسه بطائرٍ فقد ریاشه القوادم ولا یستطیع الطیران کأنّه فقد حامیه وهو عاجزٌ متشرّدٌ. ثمّ ینتقل إلی التأبین ویبدأ بذکر خصال أبیه المتعالیة مذیعاً علی کبار الرجال لشرکتهم فی العزاء:
(المصدر نفسه، ج1/ 346-347) یتأوّه الشاعر من فقد أبیه الذی کان فی ذروة المکارم موحیاً حزنه بتصاویر منسوجة من الخیال المتجلی فی الاستعارات الرائعة کـ"جبل المعالی" حیث شبّه فیه علوَّ شأن الممدوح فی المکارم بالجبل فی رفعتها، وعبارة "عرنین المکارم والسّماح" التی عبّر فیها عن رفعة مکانة الممدوح علی وجه الاستعارة التصریحیة والکنایة، وکذلک تعبیر "غارب" الذی جعله الشاعر استعارةً تصریحیةً لبیان علوّ مقام أبیه ویصف اعتماد القوم علیه بتشبیههم بظالعةٍ لا یستطیع المشی فی فقدانه وکلّ هذه المحسّنات فی خدمة إثارة العواطف وتصویر الآلام. وکلّ هذه الصور المتتابعة رسمت بأفعال الماضی وفقاً لأسلوب التأبین. أمّا الشریف المرتضی فقد جمع مکارم أبیه بتفاصیلها فی أبیاتٍ متوالیةٍ یکون فیها العنصر الأساسی عنصر التکرار الذی یؤدّی دوراً هامّاً فی إثارة العواطف ورسم التصاویر المشحونة بعبء الحزن. إنّ التکرار یساعد علی التوکید وإحیاء المعانی و«یسلّط الضوء نقطة حساسة فی العبارة ویکشف عن اهتمام المتکلّم بها، وهو بهذا المعنی ذو دلالة نفسیة قیّمة تفید الناقد الأدبی الذی یدرس الأثر ویحلّل نفسیة الکاتب.» (الملائکة، 1989م: 276) العنصر المتکرّر فی الأبیات السبعة هو الاستفهام التقریری الدالّ علی التعظیم. یتکرّر اسم الممدوح وشأنه فی ذهن السامع بتکرار هذا الاستفهام علی مدی الشعر:
(المرتضی، 1987م، ج1/ 347-348) سجّل الشاعر علوّ شأن أبیه بجمع الألفاظ الدالة علی الحرب لتصویر مشاهد یبرز الفضائل توأماً بالهیبة والجلال کـ"الخیل" و"البیض" و"الأعداء" و"الکفاح" و"الحرب" و"لظا" و"احتدمت" رسم هذه التصاویر غیر مبدعة یرجع جذورها فی التقالید. ورسم شأن أبیه علی نمطه المألوف المعتمد علی استعاراتٍ تعمقت جذورها من الطبیعة. فقد شبّه فیها الممدوح بمتقدّم الخیل الذی یحثّ الآخرین علی التقدّم والتوجیه إلی الرقی. وفی تغنّیه بشجاعة أبیه جعل تعبیر "ولوغ السیف بدم العدوّ" کنایة عن شدّة بطولته وصلابته فی المعارک ثمّ أکد علی هذا الوصف بالتشبیه البلیغ فی "أنابیب الرّماح" وباستخدام الاستعارة التقلیدیة التی جاء فیها بلفظ "لظی" للحرب الذی یکمن فیه تشبیه الحرب بالنار وهذا التشبیه مألوف منذ أقدم الأزمنة وبهذا الطریق تتعقّد للمخاطب علاقةٌ بین اضطرام الحرب وحضور الممدوح. یصف الشاعر فی الأبیات الأخری نصرة الممدوح الأسراءَ فی انطلاقهم، وسماحته فی بثّ الغنائم، وکذلک یصف صرامته المزیجة بالعدل فی عقاب الذین یهملون مواعیدهم ببیانٍ رائعٍ. وفی النهایة یصف صبره فی الرزایا وإقباله علیها ویحلّیه بصنعة التشخیص. وبعد السلام علی روح أبیه یصف صدق إیمانه بالله:
(المصدر نفسه، ج1/ 348) کل الألفاظ المستخدمة تلائم روح العقیدة الإسلامیة مثل تکرار جذر "الهدایة" و"العبادة" و"حلال" و"مباح" ولفظ "زاد" للأعمال وکذلک الآلفاظ الدالة علی مضمون العقیدة مثل "خفیف الظهر" و"عریان الصحیفة". شبّه العبادة والخیر بینبوعٍ تفیض منه السعادة مشیراً إلی المصاعب التی تحمّله أبیه وأمضاها متمسّکاً بالعبادة لنیل السعادة. ثمّ یصف إیمانه الظاهر فی اهتمامه بالحلال والمباح وتجنّبه من المحرّمات ویؤکد علیها بأسلوب الحصر. ثمّ بدأ بوصف طهارة قلبه بتشبیه القلب بالأزر وتشبیه العار بالقذارة جاعلاً إیّاهما فی تعبیر کنائی إذ جعل "لا دنست له أزر بعار" کنایة عن قلبه النقی. ما یؤثّر علی جمال هذا الکلام هو استخدام الجناس التام فی "راح" ثمّ استخدام استعارةٍ مکنیةٍ فی "حمل الخطایا" إذ شبّه الخطایا بالعبء واضعاً إیّاها فی نظامٍ کنائی. والبیت الأخیر یکشف عن رؤیة الشاعر إلی الحیاة وهی رؤیةٌ دینیةٌ مشحونةٌ بالرجاء إلی الحیاة الأخرویة فإنّه یری السعادة فی حسن الاتصال بمنشأ الهدایة والإیمان به وینفخ فی شعره العاطفی روح الفلسفة.
النتائج حصلنا خلال التطواف الذی قمنا به فی قصائد الشریف المرتضی المنشودة لأبیه، علی عدة نتائج؛ منها:
ـ تجری صدق العاطفة فی کلّ القصائد لأنّ الممدوح هو أب الشاعر ومن الواضح أن تفیض هذه العواطف من عمق قلبه. ـ تتمثّل قوة العاطفة فی اهتمام الشاعر باستخدامه الصور البیانیة الرائعة والطاقات الإیقاعیة وبإتیان المحسنّات البدیعیة المؤثّرة التی لها دورٌ عظیمٌ فی التأثیر وإثارة الشعور. ـ اختیار إطار الشعر الغنائی وبثّ العواطف علی مدی الأبیات تکشف عن ثبات العاطفة. ـ صَبُّ العواطف المختلفة فی وعاء الأغراض المناسبة تبیّن تنوع العاطفة. ـ سموّ العاطفة یتجلی فی علاقة أشعاره بالأخلاق التی تصنع منها أدباً راقیاً ذا الغایات النائیة. | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مراجع | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
القرآن الکریم أنیس، إبراهیم. (1952م). موسیقی الشعر. ط2. القاهرة: مکتبة الأنجلو المصریة. الثعالبی، أبو منصور عبد الملک بن محمّد. (1983م). یتیمة الدهر فی محاسن أهل العصر. شرح وتحقیق: مفید محمد فمیحة. ط1. بیروت: دار الکتب العلمیة. جبر، محمّد عبد الله. (1988م). الأسلوب والنحو دراسة تطبیقیة فی علاقة الخصائص الأسلوبیة ببعض الظاهرات النحویة. ط1. الإسکندریة: دار الدعوة. خفاجی، محمد عبد المنعم. (1995م). مدارس النقد الأدبی الحدیث. ط1. القاهرة: الدار المصریة اللبنانیة. الشایب، أحمد. (1994م). أصول النقد الأدبی. ط10. القاهرة: مکتبة النهضة المصریة. ــــــ. (1966م). الأسلوب دراسة بلاغیة تحلیلیة لأصول الأسالیب الأدبیة. ط6. القاهرة: مکتبة النهضة المصریة. الصید الزنتانی، عبد الحمید. (1993م). أسس التربیة الإسلامیة فی السنة النبویة. ط2. لیبیا: دار العربیة للکتاب. ضیف، شوقی. (1971م). فصول فی الشعر ونقده. القاهرة: دار المعارف. ـــــــ. (لاتا). فی التراث والشعر واللغة. القاهرة: دارالمعارف. الطیّب، عبد الله. (1989م). المرشد إلی فهم أشعار العرب وصناعاتها. ط2. الکویت: دار الآثار الإسلامیة. عبدالمطلب، محمّد. (2009م). البلاغة والأسلوبیة. ط3. القاهرة: الشرکة المصریة العالمیة. العسکری، أبو هلال الحسن بن عبد الله بن سهل. (1944م). دیوان المعانی، شرح: أحمد حسن بسج. بیروت: دار الکتب العلمیة. عصفور، جابر. (2003م). النقد الأدبی. القاهرة: دار الکتاب المصری. بیروت: دار الکتاب اللبنانی. عکاشة، محمود. (2005م). التحلیل اللغوی فی ضوء علم الدلالة. القاهرة: دار النشر للجامعات. ــــــ. (2010م). الربط فی اللفظ والمعنی. القاهرة: الأکادیمیة الحدیثة للکتاب الجامعی. عیاشی، منذر. (2002م). الأسلوبیة وتحلیل الخطاب. ط1. حلب: مرکز الإنماء الحضاری. الفاخوری، حنّا. (لاتا). الفخر والحماسة. ط5. القاهرة: دار المعارف. فضل، صلاح. (2007م). علم الأسلوب والنظریة البنائیة. ط1. بیروت: دار الکتاب اللبنانی. قدامة بن جعفر، أبو الفرج. (لاتا). نقد الشعر. تحقیق: محمّد عبد المنعم خفاجی. بیروت: دار الکتب العلمیة. القیروانی، ابن رشیق. (2001م). العمدة فی محاسن الشعر وآدابه. بیروت: دار الکتب العلمیة. المرتضی، الشریف. (1987م). دیوان الشریف المرتضی. تحقیق: رشید صفار؛ مراجعة: مصطفی جواد؛ تقدیم: محمّد رضا الشبیبی. بیروت: المؤسسة الإسلامیة للنشر. الملائکة، نازک. (1989م). قضایا الشعر المعاصر. بیروت: دار العلم للملایین. ناصیف، إمیل. (1994م). أروع ما قیل فی الرثاء. ط2. بیروت: دار الجیل. النویری، شهاب الدین أحمد بن عبد الوهاب. (2004م). نهایة الأرب فی فنون الأدب. تحقیق: یحیی الشامی. ط1. بیروت: دار الکتب العلمیة. الهاشمی، السیّد أحمد. (1389ش). جواهر البلاغة فی المعانی والبیان والبدیع. إشراف: صدقی محمّد جمیل. ط5. طهران: نشر إلهام.
| |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
آمار تعداد مشاهده مقاله: 867 تعداد دریافت فایل اصل مقاله: 1,723 |