تعداد نشریات | 418 |
تعداد شمارهها | 9,997 |
تعداد مقالات | 83,560 |
تعداد مشاهده مقاله | 77,801,197 |
تعداد دریافت فایل اصل مقاله | 54,843,853 |
دراسة سیمیائیة فی قصیدة "کلمات للوطن" لتوفیق زیاد علی ضوء نظریة بیرس | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
إضاءات نقدیة فی الأدبین العربی و الفارسی | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مقاله 1، دوره 9، شماره 36، فروردین 2020، صفحه 9-40 اصل مقاله (352.76 K) | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
نوع مقاله: علمی پژوهشی | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
نویسندگان | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
علی پیرانی1؛ عبدالله حسینی2؛ حسین أبویسانی1؛ حبیبه زارعی* 3 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
1أستاذ مشارک فی اللغة العربیة وآدابها بجامعة الخوارزمی، طهران، إیران | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
2أستاذ مساعد فی اللغة العربیة وآدابها بجامعة الخوارزمی، طهران، إیران | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
3طالبة مرحلة الدکتوراه فی اللغة العربیة وآدابها بجامعة الخوارزمی، طهران، إیران | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
چکیده | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
تزخر قصائد توفیق زیاد بالعلامات والرموز الّتی أسهمت کثیراً فی مستوى إیحاء شعر المقاومة لتترک فی المتلقّی تأثیرها العاطفی البالغ، فتجد العلامات فی قصائد توفیق زیاد مرافقة لصور شعره الحافلة بحبّ الوطن، وهی تعکس الرسالة الرئیسة لذلک الشعر. إنّ استخدام نظریة بیرس فی حقل السیمیائیة التطبیقیة فی نقد نصوص شعر المقاومة لها أثرها الفعّال فی تقدیم قراءة أفضل لرؤیة هذا الشاعر الکبیر، فضلاً عن قدرتها على تفسیر تلک النصوص وکشف رموزها. ومن هذا المنطلق، نحاول من خلال هذا البحث تقدیم تحلیل وصفی لخصائص قصیدة توفیق زیاد المعنونة بـ (کلمات للوطن) من خلال الرؤیة السیمیائیة معتمدین علی نظریة بیرس القائمة على ثلاثیاته الشهیرة وهی الإشارة والأیقونة والرمز. هذا البحث یمثل محاولة لتوضیح هذه المسألة وهی أنّه کیف أراد الشاعر الفلسطینی المعاصر، توفیق زیاد أن یجعل شعره مؤثراً وأن یطبع قصیدته بطابع الجمال، إضافة إلى تبیین العلامات التی استعان بها لإسباغ الجمالیة على شعره، وکیف یمکننا السیر فی الأغوار الخفیة من أفکاره ورؤاه وأن نبیّن کیفیة توظیفه للعلامات والرموز. ومن النتائج المستخصلة من البحث هو أنّ الاستعانة برؤیة بیرس السیمیائیة للعلامات تعدّ منهجاً مناسباً للبحث فی الشعر العربی الحدیث؛ لأنها تمتاز بقدرة تحلیلیة وتفسیریة أکبر من البلاغة التقلیدیة، علاوة علی ذلک إنّ هویّة شعر المقاومة الذی تفرزه ظروف القمع، تظهر فیه العلامات بصورة خفیة ورمزیة؛ فلذلک إننا نجد أنّ العلامات الرمزیة، تتصدر العلامات السیمیائیة فی هذه القصیدة. | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
کلیدواژهها | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
النقد الأدبی؛ الدراسة السیمیائیة؛ بیرس؛ الأدب الفلسطینی المعاصر؛ توفیق زیاد | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
اصل مقاله | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
تمثّل العلامات موضوعاً مادیاً ذا معنى یظهر من خلال الترکیب بین الدال والمدلول. ولا توجد علامة طبیعیة أو ضروریة بین هذین الإثنین بل إنّ العلاقة بینهما تتکوّن بواسطة عقود أو قاعدة أو حدث مقبول لدی المجتمع. (اکو، 1395: 7) فکل وحدة من العلامات اللسانیة التی نجدها فی نص شعری تدفع القارئ إلى تحسس العلامات الأخرى، وللتعرّف على معنى الشعر یتوجّب علینا أن نبذل الجهد لفهم الموضوع الذی لا یصرّح به الشاعر أبداً. ولو تأمّل القارئ فی الشعر، لسوف یعلم بأنّ المصطلحات لها وظیفة مختلفة عن وظیفتها المعهودة فی الشعر. الشعر المعاصر العربی یمثّل ساحة یصول ویجول فیها الشعراء العرب؛ یسبغون على کلماتهم صور شبه الرمزیة التی تدفع بالمتلقّی إلى تلقّی مفاهیم مختلفة، قد تکون متناقضة أحیاناً فی قراءة تلک الأشعار. إنّ النظر إلى قصائد هذه الفترة من المنظور السیمیائی، یمثّل فی الواقع محاولة لکشف رموز وألغاز یضعها الشاعر أمام مخاطبه وقارئ شعره. (اناری، 1390ش: 162) فالشاعر العربی یکسو صوره الشعریة فی غطاء من التعبیرات الاستعاریة والرمزیة ویغطسها فی أبحر الغموض والتعقید، بالتالی نشاهد الأسطورة واستخدام الرموز بکثرة فی قصائد هذه الفترة؛ لذا القصائد تقبل التأویل بمعنى؛ أنّ کل قارئ یستوحی منها معان مختلفة حسبما یملکه من إدراک. (المصدرنفسه: 161) أهداف البحث یستهدف هذا البحث، دراسة سیمیائیة لإحدى القصائد العربیة المعاصرة؛ لذا تمّ اختیار أبیات من الشاعر الفلسطینی المعاصر، توفیق زیاد المعنونة بـ "کلمات للوطن" وقد تمّ اختیارها فی دائرة أدب المقاومة الفلسطینیة لیجری تحلیلها ودراستها علی ضوء نظریة لسانیة نقدیة. ولقد أحسسنا بضرورة استخدام رؤیة مختلفة ونقد حدیث وتطبیقی لمضامین الشعر الفلسطینی المعاصر، ومن خلال الدراسة السیمیائیة لقصائد هذا الشاعر والسعی إلى کشف الرموز والمضامین الجمالیة والمعرفیة والدلالات الضمنیة، یمکننا التعرّف على الشعر الفلسطینی المعاصر بصورة أفضل. ونظراً للأهمیة البالغة لثلاثیة: الإشارة والأیقونة والرمز عند بیرس من حیث مستوى الفاعلیّة فی الدراسات السیمیائیة الفنیة والأدبیة، نجدها قد حظیت باهتمام کبیر من قِبل الباحثین فی علم العلامات، خاصة فی تحلیل ودراسة النصوص الأدبیة، وذلک ما یسمح للناقدین ببیان الکثیر من صورها البلاغیة ونقدها النظری عن طریق هذه المعاییر اللسانیة الثلاثة؛ لذا وقع الاختیار على التحلیل السیمیائی لهذه القصیدة علی ضوء منهج بیرس اللسانی. أسئلة البحث یحاول هذا البحث الإجابة عن الأسئلة التالیة: 1-کیف قدّم توفیق زیاد مضامین المقاومة فی أشعاره وذلک من خلال المنهج السیمیائی؟ 2- وکیف استعان توفیق زیاد بالعلامات فی إظهار حبه لوطنه؟ 3- وما هی نوعیة العلامات الجمالیة الأکثر توظیفاً فی هذه القصیدة؟ 4- وإلى أی مستوى استعان توفیق زیاد بالعلامات الخاصة بالإشارات والأیقونات والرموز فی بیان دلالاته الشعریّة فی هذه القصیدة؟ فرضیات البحث 1- یمکننا من خلال المنهج السیمیائی، القیام بدراسة أعمق للعلامات، مقارنة مع علم البلاغة التقلیدی، وفی الواقع فإنّه یمکننا من خلال الاستعانة بمنهج "بیرس"، التوصّل إلى فهم أتمّ لرسالة النص وذلک باعتماد عنصری المصداق والتفسیر- کلاً على حدة-. 2- یبدو لنا أنّ توفیق زیاد تمکّن من خلال الاستعانة بالعلامات الدالة على الوطن والقضایا المتعلقة به «کالزیتون، السوسنة، النسمة، أقواس قزح، الریاح، الندی، الساقیة، النهر، الجبال الشم و...» من تقدیم رائع لرسالته الرئیسة المتمثلة فیما یخص حبّ الوطن والتعلق به. 3- من المحتمل أن نلاحظ استخداماً أکثر للإشارات العاطفیة والجمالیة فی الاستعارات والمجازات التی تتطابق مع العلامات الأیقونیة والإشاریة والتی قد تکون أشدّ تأثیراً فی الشعر أیضاً وذلک من خلال التلاقی والترکیب مع العلامات الأخرى. 4- نظراً إلى أنّ الشعر الحدیث، تعبیر عن الواقع ولیس للخیال فیه دور کبیر، من المحتمل أن نجد مستوى أقلّ للعلامات الأیقونیة؛ لأنّ العلامات الأیقونیة تقوم على علاقة التشابه بین الدال والمدلول. کما یمکن أن نشاهد الإکثار من العلامات الرمزیة وذلک یرجع إلى هویة شعر المقاومة وظروف القمع فی المجتمع التی کانت تفرز العلامات الخفیة فی الشعر. خلفیة البحث لقد تمّت دراسة قصائد توفیق زیاد من وجوه متعددة –نظریّة وتطبیقیة-. من بین تلک الدراسات یمکن الإشارة إلى بحث "جمالیة التکرار فی قصائد شاعر المقاومة توفیق زیاد" (2014) بقلم إسحاق رحمانی والآخرین، حیث جرى خلالها دراسة معانی التکرار ودلالالتها فی مضامین شعر المقاومة، وهناک بحث آخر یحمل عنوان "دراسة أهم مضامین المقاومة فی قصائد توفیق زیاد" (2013) بقلم الباحثین علی صابری وعلی فیلی وقد تطرّق الباحثان إلى دراسة مضامین الصمود فی شعر توفیق زیاد. ووجدنا دراسات وبحوثاً کتبت باللغة العربیة منها : "البنیة الصوتیة فی شعر توفیق زیاد؛ قصیدة هنا باقون نموذجاً "(2017): تناولت دراسة، البناء الصوتی ودور الأصوات فی بیان أحاسیس الشاعر ودلالاته الشعریة. وکذلک رسالة عنوانها "دراسة حیاة وبنیة قصائد توفیق زیاد" (2014) قدّمتها لیلا ترابی بإشراف الدکتورة عزت ملا ابراهیمی، تمّ مناقشتها فی جامعة طهران، تتضمن الدراسة تحلیل مضامین توفیق زیاد الشعریة وخصائصها الفنیة والأدبیة دون الاهتمام بالتطبیقات اللسانیة الحدیثة. وهنالک أطروحة دکتوراه أخرى قدمتها وجیهة سروش بإشراف الدکتور علی سلیمی فی جامعة کرمانشاه تحمل عنوان "دلالات الصمود فی شعر توفیق زیاد الفلسطینی والشاعر الإیرانی نصر الله مردانی؛ دراسة مقارنة" وقد نوقشت الأطروحة فی عام 2013م. تناولت هذه الدراسة، مقارنة عناصر المقاومة فی قصائد هذین الشاعرین. من خلال الاستقصاء الذی قمنا به فی المکتبات ومراکز البحوث العلمیّة المهمة والشبکة العنکبوتیة، لم نشاهد مقالاً أو بحثاً أو کتاباً یهتمّ بموضوع بحثنا الحاضر؛ أی تناول أشعار توفیق زیاد من المنظور السیمیائی؛ فلذلک فیما یتعلق بضرورة وأهمیة الموضوع، قررنا القیام بنقد سیمیائی لإحدى قصائده. إشکالیة البحث یحاول الباحثون فی هذا المقال أن یجدوا حلّاً لمسألة هامّة تتعلّق بتطبیق نظریة بیرس اللسانیة علی قصیدة عربیة معاصرة. ما شغل ذهن الباحثین هو أنّه کیف أراد توفیق زیاد أن یجعل شعره مؤثراً فی موضوع المقاومة باستخدام الدلالات السیمیائیة التی تمنح النصّ الشعری جمالیة خالصة. هذه المسألة لم تلق اهتماماً من قِبل سائر الباحثین حتّى الآن. منهج البحث یتناول هذا البحث، نقد قصیدة "کلمات للوطن"، اعتمد الباحثون منهجاً وصفیاً تحلیلیاً وذلک بالاعتماد على النقد السیمیائی وعلی ضوء نظریة بیرس اللسانیة العلاماتیة. السیمیائیة السیمیائیة تعنی بدراسه الأنظمة العلاماتیة من قبیل اللغات والرموز، و... (گیرو، 1380ش: 13) وهو علم یدرس العلامات، والإشارات التی تتکون من الجانب المادّی (الدال) والجانب المعنوی (المدلول)، والدال یتألّف من الجانب الخارجی للغة، والمدلول یحمل المعنی والفکرة المسیطرة علی اللغة؛ والسیمیائیة بمثابة علم العلامات أو النظم العلاماتیة التی أرسیت قواعدها من قبل السیمیائیین الشهیرین أمثال فردینان دی سوسیر[1] وبیرس وذلک فی إطار علم جدید جرى تأسیسه فی نهایة القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرین. (زینی وند، 1394ش: 92) یعدّ شارل سندرس بیرس[2] أحد أهمّ المفکرین والناقدین اللسانیین الأدبیین المعاصرین والذی کانت لآرائه وبحوثه السیمیائیة أبعد الأثر فی إرساء دعائم هذا العلم فی القرن العشرین حتی جعله فرعاً علمیاً مستقلاً. (اکو، 1395ش: 8) بنیة الدلالات عند بیرس وضع بیرس قاعدة ثلاثیة (رابطة ثلاثیة) فی مایخص العلاقة الدلالیة وهی عبارة عن الممثل[3] أو المصورة وهو شیء ینوب أو یحلّ محل شیء آخر، وهی تتخذ طابع العلامة ولن تکون مادیة بالضرورة، والموضوع[4] وهو المادة المشار إلیها، والتفسیر[5]وهو إدراک یحصل من خلال العلامة. (چندلر، 1397ش: 61-60) فعلى سبیل المثال، إشارة المرور الضوئیة فی قاعدة بیرس تعدّ علامة تشتمل على الضوء الأحمر والإشارة الضوئیة فی التقاطعات (الممثل) وتوقّف وسائل النقل (الموضوع)، هذه الإشارة الضوئیة تفید وجوب التوقّف (التفسیر). (المصدرنفسه:61)
ثلاثیات بیرس فی التصنیف الذی وضعه بیرس للسیمیائیة، تمّ تصنیف العلامات إلى مجموعات الإشارة[6] والأیقونة[7] والرمز[8]. الأیقونة ففی الأیقونة نجد العلاقة الرابطة بین الدال والمدلول من نوع علاقة التشابه؛ فی الواقع فإنّ علامة الأیقونة تقوم علی أساس تشابه العلامة مع الموضوع. علامة الأیقونة تفهم من خلال فهم نظیرها المشابه لها، من قبیل الصور الفوتوغرافیة والرسوم والخرائط وغیرها. الإشارة علامة الإشارة هی علامة تشیر إلی الموضوع الذی تعبر عنه عبر تأثّرها الحقیقی بذلک الموضوع؛ فتکون العلاقة بین الدال والمدلول نفس العلاقة الّتی تجمع بین العلة والمعلول. وفی الواقع تفسر علامة الإشارة على أساس علاقة وجودیة ذاتیة وهی شکل من أشکال العلاقة المعنویة وأحیاناً تکون علاقة العلة بالمعلول بین الموضوع والعلامة. تمثل الساعة علامة للزمان، والحُمّى فهی علامة للمرض. (احمدی، 1394ش: 43) الرمز فی العلامات الرمزیة تکون العلاقة بین الدال والمدلول عرفیة غیر معللة، فلا یوجد بینهما تشابه؛ فالعلاقه عقدیة اختیاریة تماماً فهی تخلو من قرینة لفهمها، وبإمکان المخاطب أن یجد لها مصادیق متعددة، فالرموز تقوم على أساس العقود السیمیائیة، مثل العلامات اللسانیة (نطقاً وکتابة) وإشارات المرور. (المصدرنفسه: 44) الملاحظة المفتاحیة فی تطبیق ثلاثیات بیرس لایمکن تفکیک علامات بیرس عن بعضها بشکل قاطع؛ فإنّ بیرس یرى أنّ فی أکمل العلامات لابد من وجود تجانس فی ثلاثیة الإشارة والرمز والأیقونة. (المصدر نفسه: 45) وینبغی ملاحظة أنّه لا توجد أبداً خطوط محددة تفصل بین هذه العناصر الثلاثة، فقد تکون فیها هنالک علامة ممکنة تجمع الإشارة والأیقونة والرمز أو أیة ترکیبات أخرى. (چندلر، 1397ش: 75) تحلیل لنص قصیدة "کلمات للوطن" أدّت الحرب الشاملة (فی عام 1948م) الّتی انتهت باحتلال أجزاء واسعة من أرض فلسطین من قِبل الکیان الصهیونی وتشرید سکّانها الأصلیین، إلى مآسی ألیمة أفرزت حالات اجتماعیة ونفسیّة مؤسفة (ملا ابراهیمی، 1389ش: 124)؛ فسقوط المدن الفلسطینیة الواحدة تلو الأخرى بأیدی الیهود خلال هذه الحرب وانسحاب العرب من هذه الأراضی، تسببت فی تفکّک نسیج النظام السیاسی والاداری والاقتصادی والثقافی عند الفلسطینیین، وأوجدت حالة من الیأس فی الشعر الفلسطینی المعاصر. (المصدرنفسه: 127) فی هذا الصدد، تطلع الشعراء إلی إنتشار طموحاتهم المتمثلة فی تعزیز روح التحرر والوطنیة والمقاومة ضد الیهود؛ من هذا المنطلق ظهر تطور عظیم فی مسیرة الشعر الفلسطینی آنذاک. الصمود والاستقامة ولقد بادر الشاعر الفلسطینی المعاصر توفیق زیاد، شأنه شأن الکثیر من شعراء المقاومة إلى دعوة الجمهور للمقاومة والصمود والتصدّی للصهاینة الأعداء وکان الشاعر مفعماً بالأمل بالنسبة إلى المستقبل؛ ینظر بتفاؤل لمواجهة المصاعب والهزائم وکان یأمل بأنّ النصر سیحالفهم فی نهایة المطاف وسوف یعیدون بناء دولتهم من جدید؛ من هذا المنطلق وجدنا فی کل أبیات قصیدة "کلمات للوطن"؛ ملامح من حبّ الوطن والأمل بالمستقبل؛ کما یقول: مثلَما کنتَ سَتبقی یا وطنُ حاضراً فی وَرَقِ الدَفلَی وَ عطرِ الیاسمینِ (زیاد، 1970ش: 31) یرى الشاعر أنّه یجب الثناء على الوطن؛ لأنّه مکان مقدّس، ویجدر أن یبقى الوطن صامداً وشامخاً فی کل الظروف والمناسبات، فی الأفراح والأتراح، فی الشدائد والأزمات والصعوبات والأحداث...ولا یجب أن یصاب الوطن بالإرهاق والفشل أبداً ولا یفقد استقراره ومقاومته. إنّ استخدام فعل "کنتُ" الماضی؛ دلیل علی تحسّر الشاعر وقلقه بالنسبة إلى ظروف ماقبل الاحتلال، أی الحریّة والاستقلال الّذی تتمع بها الفلسطینیون؛ فهذه تبیّن العلاقة السببیة بین الدال والمدلول وهذا ما یدرج ضمن علامة الإشارة. کما أنّ الشاعر من خلال تجسیده الوطن، قام بمخاطبته کشخص وقد خلق بذلک علامة أیقونیة. بالإضافة إلی ذلک، فإنّ استخدام فعل "ستبقی" على صورة المستقبل، یُظهر لنا أمل الشاعر بالنصر فی المستقبل وعلی ضوء العلاقة السببیة بین الدال والمدلول؛ یعتبر ضمن علامة الإشارة. و"الدفلى"، نبات مُرٌ له ورد أحمر یشبه الوردة الحمراء وثمرتها تشبه الخروب وقد استعاره توفیق زیاد "الدفلى" للدلالة على المصاعب والآلام باعتبارها علامة أیقونیة. "القمر"، رمز للأمل والإضائة. (جعفری، 1395ش: 63) تذکرنا بالجمال وعلامة النور فی الظلام. (السنید، 1986ش: 17) النور والجمال یرافقان الثوار. ( المصدر نفسه، 1991م: 119)، وهنا "ضوء القمر" رمز الأمل وازدهار القلوب لوجود الثوار؛ وهذا یعتبر ضمن العلامة الرمزیة. "تصاویر الأماسى" یبدو أنّه یرمز إلی التضامن ووحدة الثوار، وهو علامة رمزیة. "الورق"؛ إنّها عبارة عن مجموعة من السکان المرتبطة الفعل والفکر. (شوالیه، 1379ش، 2: 77) الأوراق هی علامة الموت والبعث (شوالیه، 1382ش، ج3: 187)؛ إنّ ذلک یرمز إلی ضحایا وشهداء الثورة. (السنید، 1986م: 29) و"ورق الدفلی" هنا یرمز إلی مجموع المصاعب والمآسی. و"الیاسمین"، زهرة عبقة الرائحة من فصیلة الزنابق البیضاء أو الصفراء اللون أو الزرقاء و"عطر الیاسمین" رمز تنفس الصعداء فی المجتمع المنتصر على الاستبداد. (المصدر نفسه، 1991م: 126) فزهرة الیاسمین ترمز إلى الطهارة والسرور. ینطبق نفس المفهوم فی قصائد الکثیر من الشعراء العرب المعاصرین، وهی تعدّ ضمن علامة الرمز. وکلمة "حاضراً" یمکن اعتبارها مدلولاً للوطن، وبفضل علاقة التشابه بین الدال والمدلول تعدّ ضمن العلامة الأیقونیة؛ لأنّ الشاعر ومن خلال تجسید الوطن یوجّه خطابه إلیه باعتباره حراً شامخاً؛ یتحدث عن وجوده واستمراره فی کل مکان وفی کل وقت فی المستقبل، فالشاعر یکرّر هذه الکلمة مراراً وتکراراً حتّی نهایة القصیدة للتأکید على هذا المعنى ومن خلال العلاقة السببیة بین الدال والمدلول یعتبر ذلک ضمن علامة الإشارة. إنّ «الوطن وطبیعته الخلّابة لاتتحدّد باعتقاد الشاعر فی منطقة جغرافیة محدودة بل هو کائن حی وفاعل ومحبوب ومفعم بالروح والحیاة.» (ملا ابراهیمی، 1396ش: 61) فهو یعتمد وصف عناصر الطبیعة فی سریان روح الوطن فی تجلیاته کلها. بلد الصلح والسلام لقد قام توفیق زیاد باختیار الطبیعة الحیة باعتبارها رمزاً من رموز مضامینه وقد أخفی ورائها أفکاره وتطلعاته. «فاختار بعض الشعراء الفلسطینیین رموزهم من الطبیعة یظنون أنّها أشد فهماً وإیناساً لمخاطبیهم الذین یهتمون بها أکثر من کلّ شیء آخر.» (المصدر نفسه ،97:1396) وهذا ما نشهده بالفعل فی کلمات شعر توفیق زیاد عندما یقول: حاضراً فی التِّینِ و الزَّیتونِ فی طورِ سِنینَ(زیاد، 1970م: 32) لقد اقتبس زیاد، کلمات ﴿والتین والزیتون وطور سینین﴾ من القرآن الکریم. أقسم الله تبارک وتعالى فی القرآن الکریم بالزیتون؛ لأنه ذو قیمة وشأن عظیم ﴿والتین والزیتون وطور سینین وهذا البلد الأمین﴾ (القرآن، سورة 95، آیة4) و"التین والزیتون" اسم لجبلین فی أرض الشام وفلسطین؛ لعلّ إطلاق اسم هاتین الثمرتین على هذین الجبلین یرجع إلى کثرة الأشجار المثمرة للتین والزیتون فی تلک الأراضی التی بارک الله فیها؛ ولعل سبب القسم بهذه الأرض یرجع إلی أنّ الله بعث عدداً من أنبیائه الکرام فی تلک الأرض. (طباطبائی، 1378ش: 539) أمّا "الزیتون" فیعدّ فی الأدب الفلسطینی رمزاً للسلام والصمود والثبات؛ بعبارة أخری ترمز شجرة الزیتون إلى فلسطین الخضراء المقاومة الصامدة دوماً، ففلسطین رمز المقاومة والثورة وهی رمز الأصالة والاستقلال والدیمومة. (بیشوایی، 1395ش: 163) یعدّ الزیتون هنا علامة رمزیة للسلام ولقد استعان بها شعراء المقاومة لهذا الغرض والتأویل و"التین" تشبه شجرة الزیتون والکروم من حیث أنها أشجار ترمز إلى الوفور والبرکة والخصوبة بعد الموت وهی رمز للمواطن. (هواری، 1998م: 11) فهما اسم مکانین یعدّان علامة مکانیة وهی جزء من العلامات الإشاریة التی اعتمدها بیرس فی مجموعاته العلاماتیة. و"طور سینین" هو الجبل الذی کلّم الله فیه موسی بن عمران، ویعدّ ذلک علامة مکانیة وجزء من العلامات الإشاریة. الفرح والسرور والإعمار یرى الشاعر بأنّ الوطن کان حاضراً فی جمیع أیام الأسر الصعبة والأیام التی حکم فیها الاستبداد، وسیکون الوطن حاضراً أیضاً فی الأیام التی سیحکم فیها السلام والحریة علی البلاد، وسیتمّ القضاء على هیمنة الاستبداد وسیتحلّى أبناء الوطن بالسعادة المفعمة. کما یقول: حاضراً فی البرقِ و الرَّعدِ و أقواسِ قُزَح فِی ارتعاشاتِ الفَرَحِ (زیاد، 1970م: 32) استعان الشاعر بهذه المفاهیم فی إطار التزامه بصنعة "مراعاة النظیر" لیعبّر من خلالها عن الصفات الجمالیة. وأمّا الرعد والبرق فهما رمزان لاستبداد الزمان والظلام (کریمی، 1395ش: 105) ولهما توجّهاً رمزیاً، فعادة ما ینتظر الناس هطول المطر بعد الرعد، والبرق لیظهر بعدها القوس والقزح الذی یخلق صورة جمیلة ترمز إلى الهدوء والانشراح فی ذهن المخاطب. کلّ هذه الصور تمثل دلالة یظهر لنا مدلولها فی الأمل والسلم والحریة بعد القضاء على الاستبداد المتمثّل بالکیان المحتل والذی یکتمل بمفهوم الفرح والسرور الذی یأتی بعد حین، وذلک مع العلاقة السببیة بین الدال والمدلول یعتبر ضمن علامة الإشارة. القوس والقزح یرمز إلى الأمل والتفاؤل[9]، السلام والصداقة[10]، المغفرة[11] وحرکة الحریة[12] فنعتبره هنا علامة رمزیة. "ارتعاشات الفرح" تدلّ علی شدة الفرح والسرور، فالشاعر شبّه فیها قمّة السعادة بشیء له اهتزازات ومن خلال الشبه القائم بین الدال والمدلول، یعدّ ضمن العلامة الأیقونیة.
الألم والحزن أمّا فی أثناء القصیدة، فیتحدّث الشاعر عن الاستقرار والبقاء والوجود المستمر للوطن فی شهادة الثوار الذین یرمز دمهم الأحمر إلی الحقیقة والحریة والأمل بانتصار هذه الثورة إلى جانب وحدتهم وتضامنهم لتحقیق هدفهم. حیث یقول: حاضراً فی الشَّفَقِالدَّامی وَ فِی ضُوءِ القَمَرِ فِی تَصاویرِ الأَماسِی (زیاد، 1970م: 32) کلمة "الشفق"، فی ثقافة الدول الأخری یعنی: الجمال الحزین لغروب الشمس. (شوالیه، 1385ش، ج4: ذیل) الشفق یجلب إلی الذهن، اللون الأحمر وطقوس الشهادة ویرمز إلی الشهادة والاستشهاد. (ذبیحی، 1393س: 119)کلمة " الدم" من " الدامی" رمز الاستمراریة، الصمود والمقاومة والدعوة إلی القتال. (هواری، 1998م: 63) و"الشفق الدامی" رمز للاستشهاد الدالّ على الدم الأحمر ویعتبر ذلک علامة الرمز، بإلإضافة إلی أنّ احمرار الشفق یشبه إحمرار الدم وهذا التشابه بین الدال والمدلول یمثّل علامة أیقونیة. فیمکن القول: إنّ جمیع هذه الترکیبات تعود إلى کونها مترادفة مع مفهوم الحزن والمعاناة فی الذهن وهی تعتبر علامة الإشارة. الاستقلال والأمن والهدوء کثیراً ما یستخدم توفیق زیاد أیقوناته ورموزه فی هذه القصیدة من الطبیعة الحیّة المملوءة بالأمل وذلک بغیة المواجهة مع جور المحتلین الصهاینة کما یقول: وَ فِی النَّسمَةِ ... فِی عَصفِ الرّیاحِ فِی النّدی وَ السّاقِیَه وَ الجّبالِ الشَمِّ وَ الودیانِ، و النَّهرِ (زیاد، 1970م: 32) استلهم الشاعر رموزه الشعریة فی وصف الوطن من الطبیعة، مؤمّلاً أن یکون وطنه کالطبیعة طریاً وحافلاً بالأمل؛ تجری فیه الحیاة المفعمة بالنشاط ویتخلص الوطن أخیراً من جور الجائرین المستبدین وینعم بالتحرر وحریة الفکر. یستعین الشاعر هنا بظواهر الطبیعة کالنسیم، الریاح، الندى، الینابیع، الجبال، الودیان والأنهار ویوظّفها ضمن الإطار الرمزی لکی یجسدها بمفاهیم غیر حسیة فی أذهان المتلقین. یتحدّث الشاعر الفلسطینی بلسان الطبیعة ویقتبس منها، فإنّه یرسم الظواهر الطبیعیة الصامتة على هیئة الکائنات الحیة المفعمة بالحیویة والنشاط، باعثاً فیها حیاة جدیدة من خلال تعیین المعانی المجردة. وهو بالتّالی یقیم علاقة ثابتة مع الطبیعة ومظاهرها، بحیث یجعل فیها الطبیعة تشاطره کل الآمال والآلام والعواطف فی حیاته. (ملاابراهیمی، 1396ش: 45) ومن جهة أخرى یرى الشاعر بأنّ روح الوطن تسری فی کل تجلیات الطبیعة، "فالنسیم" رمز للتحرّر والانعتاق والفاعلیة والحرکة (کریمی، 1395ش: 113) و"الریح" هی رمز مواسم الثورة (السنید، 1988م: 189)؛ وهی نظراً لثورتها الداخلیة ترمز إلى عدم الاستقرار والثبات. (شوالیه، 1379، ج2: 6) و"الندی" یرمز إلى الإبداع والإخضرار والخصوبة. (المصدر نفسه، ج4: 37) و"الساقیة" تعنی رمزاً للحیاة المتجددة، و«رمزاً للأمل والتحرّر والخلاص من المصاعب وضیق العیش.» (کریمی، 1395ش: 106) و"الجبل" بدوره یرمز إلى العظمة والشموخ والصبر والبقاء للمجاهدین. (السنید، ب، 1991م: 109) "الودیان" تکملة لرمزیة الجبال، ورمز للأرض الخصبة التی تتغیر أشکالها وصورها، وهی رمز المکان الذی تتصل بالتربة والماء والسماء لتقدم للمزارع، البیادر الملیئة بالحبوب. (شوالیه، 1379ش، ج2: 213-212) و"النهر" رمز یدلّ على الشمول والجریان والخصوبة والموت والحیاة، أمّا هنا فهو رمز للمجاهدین الذین لا یتعبون ولا یملّون وهم أبطال الوطن. (کریمی، 1395ش: 108) یبدو لنا حب الوطن فی مناظر الطبیعة وکلّ أنحاء الوطن. کلّ هذه الصور دلالة إلى مدلول الصمود والمقاومة والحریة، یلیها السلام والازدهار فی الوطن، وعلى ضوء العلاقة السببیة بین الدال والمدلول، فإنّ لها "التوجه الإشاری". الأطفال؛ ضحایا الحرب یتعرّض الأطفال- أکثر من غیرهم -إلى نتائج الحرب من الغربة والحرمان؛ فالأطفال یتعرضون لأعنف الآلام والمحن. ولا یقتصر حرمان الطفل الفلسطینی علی الفقر والجوع فحسب بل الأهمّ من کلّ ذلک هو الحرمان من التمتّع بمرحلة الطفولة وما ینتج عنه من الهدوء والبسمة وألعاب الطفولة؛ لذا فعندما نبحث عن موضوع یرتبط بألم الإنسان الفلسطینی وحزنه، تظهر لنا أوّل ما تظهر آلام الطفل الفلسطینی وأحزانه. (سرباز، 1395ش: 109) حیث یقول: فی تَهلیلةِ أمٍّ ... وَ ابتهالاتٍ ضَحیّةٍ فی دُمی الأَطفالِ، وَ الأَطفالِ ... (زیاد، 1970م: 32) لقد أحدثت کل المصطلحات المترافقة، صورا حزینة تفرزها مشاهد الحرب وما هی إلّا علامات مترافقة تصور المشاهد المریرة المؤلمة؛ من الظلام السائد فی فلسطین ومأساة وتراجیدیا الحرب المفروضة علیها، فتعکس بدورها صور الأمهات المکدودات والمفجوعات والابتهالات وأنات الضحایا المؤلمة ودُمى الأطفال المندسّة فی التراب والمهجورة فی أطلال الحرب. وفی الواقع تصور کلّها جمیعاً معاناة الشعب الفلسطینی المقاوم ومصائبهم فی هذه الحرب وهی تدلّ على حزن الشاعر وأنینه؛ وبناء على التفسیر والعلاقة السببیة بین الدال والمدلول، یظهر لنا فیه علامة الإشارة. کذلک بالنسبة إلى مصطلح "الأم" الّذی یمکنه أن یرمز الى الوطن. (هواری، 1998م: 42) کما یرمز الطفل إلى البراءة وطبیعته البسیطة والتفاعل الذاتی. (شوالیه، ج4، 1385ش: 624)؛ وهو رمز الطهارة والمحبة. (السنید، 1988م: 139) فیمکن من هذا المنطلق، اعتباره علامة رمزیة أیضاً. تدلّ تکرار مفردة "الأطفال" أیضاً على شدة حزن الشاعر على أطفال الحرب الطاهرین والمظلومین الذین یرون ویلات وآلام لا تعدّ ولا تحصى لهذه الکارثة، فعلى ضوء هذا التأویل والعلاقة السببیة بین الدال والمدلول یعتبر هذا ضمن العلامة الأیقونیة.
صباح النصر یمثل حبّ الوطن إحدى مجالات التفکیر فی شعر المقاومة. یعدّ أنشودة الوطن وقصص حبّ الوطن من أعمق وأصدق مضامین الشعر الفلسطینی المعاصر. (ملاابراهیمی، 1396ش: 61) فی الأبیات التالیة، یتحدث الشاعر –وبثقة- عن الأیام التی ستعیش هذه الأمة فی ذروة قوة فلسطین وحریتها وعدالتها تحت رایة فلسطین واسمها وهویتها وسیقضون طفولتهم وشبابهم فی أرضهم بفرح وبراءة کما یقول: فِی صَحوةِ فَجرٍ فوقَ غابِ السِّندیانِ فِی الصَّبا، و الوُلدنةِ (زیاد، 1970م: 32) فی عبارة "صحوة الفجر"، یمثّل الفجر رمز الانتصار والثورة فی المستقبل. ( السنید، آ، 1991م: 22) والصباح یعنی نهایة حکم الاستبداد. (المصدر نفسه، ب، 1991م: 81) ویرمز انتظار الصباح إلى انتظار الانعتاق من التبعیة. (نفسه، 1988م: 94) الصباح، رمز للأمل والحریة والعدالة. (ذبیحی، 1393ش: 118) وهو یمثل علامة رمزیة. ترمز" الغابة" إلى الحیاة وعلامة الوصل والاتصال المعقود بین السماء والأرض. (کریمی، 1395ش: 105) فهی حافلة بالأسرار، ممتدة الجذور، صامتة، خضراء، مفعمة، مکشوفة، کثیفة؛ تتحلّى بالعظمة. (شوالیه، ج2، 1379ش: 456) "السندیان" هو رمز للقوة والثبات.[13] و"غابة السندیان" تعد رمزاً للشعب الفلسطینی المقاوم. "الصبا والولدنة" یرمزان إلی الحیویة والبراءة والنقاء والبساطة. عندما تجتمع المصطلحات والعبارات، تشکل مشهداً رائعاً ولطیفاً أمام مرآى المتلقی فتتداعى فی ذهنه. یعتبر کل تلک الصور دلالات على مدلول یشیر إلى الانتصار والعیش فی ظلّ الأمن والسلام الذی یطمح إلیه الشاعر دوماً ویؤمن بتحققه، وعلی ضوء هذا التفسیر والعلاقة السببیة بین الدال والمدلول، یعدّ ضمن علامة الإشارة. أزهار السوسن یستخدم توفیق زیاد الرموز واالعلامات المختلفة الدالة علی المناضلین والمجاهدین الأحرار والشهداء الفلسطینیین الزاکین: و تَثَنَّی السُوسَنَةُ فِی لُغاتِ النَّاسِ والطَّیرِ وَ فِی کُلِّ کِتابٍ فِی المَواوِیلِالَّتی تَصِلُ الأَرضَ بأطرافِ السَّحابِ فِی أَغانِی المُخلِصینَ وَ شَفَاه الضَّارِعینَ (زیاد، 1970م: 33-32) یتمّ الإشادة بالشهداء والأتقیاء دائماً وفی کل مکان؛ على تعابیر الناس الشعریّة، فی ترانیم الطیور الجمیلة وفی جمیع الکتب، حتّی فی الکلمات السماویة التی تجلب العدالة والأمن إلی الأرض بتوجیهاتهم وفی الصلوات والهمسات التی تتدفّق علی شفاه المخلصین والمتّقین. زهرة السوسن تنتمی إلى فصیلة الزنابق، وهی تعدّ ضمن الرموز الفنیة والدینیة التی تدل علی علامة النقاء والإخلاص القلبی ورمز القدرة وکمال الأخلاق. وتعدّ سوسن بمثابة الإقدام والنهوض وکشف الغموم (السنید، ب، 1991م: 108) والتسلیم للإرادة، والمشیئة الإلهیة. (شوالیه، ج3، 1382ش: 657) وهو رمز للشهید. (روشنفکر، 1390ش: 57) هنا "السوسنة" ترمز إلى المجاهدین والشهداء الفلسطینیین الزاکین من دعاة الحریّة. یمثل مصطلح "الطیر" رمزاً لشباب فلسطین والأطفال الفلسطینیین المناضلین المشردین، وهو رمز الفلسطینی المناضل. (علوی، 1395ش: 164) إنّه یرمز هنا إلی المقاتلین الفلسطینیین الشباب. "لغة الطیر"، تدلّ علی کلمات الثناء لدی المراهقین الفلسطینیین الصادقین فی مدح الشهادة والاستشهاد وهذا یعدّ ضمن العلامة الرمزیة. کما أنّها تستخدم لتفسیر أغنیة الطیور وبفضل علاقة التشابه بین الدال والمدلول یمکن أن یکون علامة أیقونیة. ومع ذلک، یبدو أنّه قد تمّ استخدامه هنا بمعنی رمزی. تمثل المواویل رمزاً لقول الحقّ. (هواری، 1998م: 22) ویمثّل مصطلح "السحاب" مقدمة للمطر والقضاء على الظلم والظلام ورمز المناضلین الثوریین (السنید، 1988م: 110)، وهو یمثّل التوجّه الرمزی، وعبارة" المواویل التی تصل الأرض بأطراف السحاب" تدلّ علی انتشار الحریة والأمن والعدالة. ووجود العلاقة السببیة بین الدال والمدلول فیمکن اعتبارها ضمن التوجه الإشاری. ترمز کلمة "الأغانی" لبیان الحقیقة. (هواری، 1998م: 69)، ولهذا اللفظ توجّه رمزی، وبما أنّه یقوم بتشبیه الترانیم والابتهالات بالأغانی والموسیقی؛ فإنّ ذلک علامة للأیقونة أیضاً؛ لأنّه ینبغی أن یکمل هذا المعنى، ویجعله یتداعی فی الذهن من خلال مجالسة "المخلصین" و"المناضلین". ومصطلح "الشفاه"یعدّ رمزاً لحریة التعبیر. (السنید، ب، 1991م: 5) ویعدّ هنا مجازاً مرسلاً مع علاقة محلیة ویدلّ علی الکلام وبفضل العلاقة السببیة بین الدال و المدلول، یمکن اعتباره علامة أیقونیة.
القلوب الطاهرة والعیون المنتظرة الشاعر واثق من أنّ النصر سیکون نصیب هذه الأمّة فی المستقبل القریب؛ لذا یخاطب وطنه ویتحدّث عن الوجود والاستقرار والبقاء الدائم للوطن کما فی الأیام السابقة؛ فذلک سیکون سبباً لتهدئة معاناة الفقراء والمضطهدین وراحة قلوبهم، فالشاعر یتطلع إلی کل عشاق هذه الأرض.کما یقول: وَ دُموعُ الفُقراءِ البائسِینَ فِی قُلُوبِ الخُضرِ و الأضلُعِ فِی کُلِّ العُیُونِ مِثلَمَا کُنتَ سَتَبقَی یا وَطَن حاضِراً کُلَّ زمانٍ ... کُلَّ حینٍ مثلما کنت ستبقی یا وطن (زیاد، 1970م: 33) "الدموع" تمثّل الألم والشفاعة (شوالیه، 1379، ج1: 197) والمظهر الذی یمکن مشاهدته من صمیم الشعب. (السنید، 1988م: 144) وقد استخدم الشاعر فی هذا الموضع، مفهوم معاناة الفقراء وهو یمثل علامة رمزیة. وأمّا "القلب" فهو أصل الحیاة، والشخصیة المراقبة (شوالیه، ج4، 1385ش: 45) التی تمثل نوراً یضیء طریق الاستبداد المظلم (عالم الأموات) حتى یصل إلى عالم الأحیاء، وهو یمثل الهدوء، والطراوة، والإعمار لمحل العیش. (السنید، 1988م: 103) یمکن توظیف القلب کرمز عاطفی وروحی وأخلاقی. کان القلب یستخدم –فی الماضی- کرمز فکری للإنسان.[14] وقد استعمل هنا فی مفهوم الضمیر والأفکار والمشاعر وهو یحظى هنا بتوجه رمزی. و"الخضرة" تدلّ علی الأمل والقدرة والخلود. (شوالیه، ج3، 1382ش: 517) وترمز إلی الهدوء، والأمن والخلاص من أجواء قمع الحرّیات (السنید، الف، 1991م: 76) و"القلوب الخضر" هنا ترمز إلی الضمائر الهادئة والأفکار الدائمة وهو یعدّ وجهاً رمزیاً. کلمة" الأضلع": المکان الذی یوجد فیه القلب وهو یعتبر علامة مکانیة وهی جزء من العلامات الإشاریة. کلّ هذه الصور تنقل الأمل بالنسبة إلى المستقبل فی أذهان المخاطبین، ومن خلال العلاقة السببیة بین الدال والمدلول، تعتبر علامة الإشارة. وتتداعى العین غالباً من حیث الاستعارة مفهوم الجمال والنور والجمهور والعالم والحیاة (شوالیه، ج2، 1379ش: 520) وهنا ترمز العین إلی کل مظاهر الانتظار والمأمول من العشاق الفلسطینیین وتتخذ وجهاً رمزیاً. وکما ذکرنا سابقاً فإنّ استخدام فعل "ستبقی" یشیر بحد ذاته إلی تفاؤل الشاعر بالمستقبل وإلی حتمیة الانتصار ووجود العلاقة السببیة بین الدال والمدلول، یجعل منه ضمن علامة الإشارة. إضافة إلی ذلک، فی کلمات"ستبقی، "یا وطن" و"حاضراَ" یخاطب الشاعر وطنه مستمتعاً بصناعة التجسید ومع التشابه بین الدال والمدلول یخلق علامات أیقونیة. واستخدام فعل "کنتُ"(الماضی) یصوّر لنا سبب الأسى عند الشاعر علی مدار الأیام الماضیة، ومع العلاقة السببیة بین الدال والمدلول یعتبر علامة إشاریة. ومصطلح " کل زمان، کل حین" یدل علی الدوام والاستمرار والاستقرار وبقاء الوطن وذلک أیضا علامة إشاریة. التضحیة والشهادة تعدّ التضحیة والشهادة من أجل الوطن أحد أبرز أبعاد الجهاد فی سبیل الله وهی تمثل هدفاً ثمیناً فی الحیاة. من میزات الشعر الوطنی للشعراء الوطنیین هی الثناء على الشهداء، وهو ما ینعکس إیجاباً فی الکثیر من قصائدهم. (نامداری، 1394ش: 4) حاضراً فِی کُلِّ جُرحٍ وَ شَظِیَّةٍ فِی صُدُورِ الثائِرینَ الصَّامِدینَ (زیاد، 1970م: 33) یری الشاعر فی هذه الأبیات، ظل الوطن ووجوده واستقراره وبقائه فی کل قیم الحرب والتضحیات واستشهاد المجاهدین، والجروح التی تعتری أجسادهم. مفردة "الجُرح": ترمز إلى ألم المعترضین ومعاناتهم (السنید، 1988م: 96)؛ ویتمّ تفسیرها هنا على ضوء التوجّه الرمزی.کلمة "شظیّة" کثیراً ما تستخدم فی الحرب لبیان الدمار والتدمیر وقد تمّ استخدامها هنا لتفسیر الإصابة والموت ومع العلاقة السببیة بین الدال والمدلول یعتبر علامة ذلک إشاریة. یحاول الشاعر من خلال الترکیب بین ألفاظ: "الجروح والشظایا والثوار المقاومون وصور الشهداء وإرادتهم الثابتة" أن یقدّم صورة دراماتیکیة للحرب؛ تعکس توجّهاً إشاریاً من خلال الدلالة على التضحیات واستشهاد المجاهدین. حاضِراً فِی صُوَرِ القَتلی وَ عَزمِ الشُّهَداءِ وَ فِی تَبَاشیرِ الصَّبَاحِ وَ أَناشیدِ الکِفَاحِ حاضِراً فِی کُلِّ میدانٍ وَ ساحٍ وَ الغَدِ الطالعِ ... مِن ... نَزَفِ ... الجِراحِ (زیاد، 1970م: 34) یظهر لنا حبّ الأرض الأم والتعلّق بها بکثافة فی شعر توفیق زیاد؛ فقد کان ذلک مصدر إلهام للصمود أمام العدوّ والثناء على أبطال الوطن وشهدائه؛ فهذا یدلّ على مدى حب الشاعر للوطن. یری الشاعر وجود واستقرار الوطن فی صور الشهداء المعلّقة علی الحائط، رمزاً لشجاعتهم وتضحیاتهم وعزمهم الراسخ فی الدفاع عن الوطن، وفی الأخبار المبهجة بانتصاراتهم علی العدو الغاصب وأناشیدهم الملحمیة التی تصرخ بتعاطفهم ووحدتهم لمحاربة العدو. إنّ الشاعر یعِد أبناء بلده بالنصر وبزوغ مستقبل مشرق وهو واثق کلّ الثقة بأنّ الآلام والمعاناة والإصابات لن تدفعهم إلی الوراء، بل ستضاعف قوتهم وتعزز عزمهم أکثر من أی وقت مضی. جمیع الصور التی یرسمها الشاعر حافلة بالأمل والإیمان الذی تتداعى فی الأذهان؛ والأمل الذی یتعمّق یوماً بعد یوم ویزداد قوة وثباتاً. کلّ هذه الترکیبات المترافقة والمتجانسة تشیر إلى مدلول الأمل بالمستقبل والإیمان بالنصر، وبناء على هذا التفسیر والعلاقة السببیة بین الدال والمدلول یمکن أن یحظى هذا التعبیر بالتوجّه الإشاری. "الصبح" یعنی انتظار الخلاص من التبعیة (السنید، 1988م: 94) ونهایةحکم الاستبداد (المصدرنفسه، ب، 1991م: 80) ورمز الأمل والحریة والعدالة. (ذبیحی، 1393ش: 118) "تباشیر الصباح" تصور الأخبار الجیدة حول النصر وهی علامة رمزیة. "أناشید الکفاح" ترمز إلی مکافحة الظلم إلى جانب التحالف والتعاطف؛ وهی تعتبر ضمن علامة الرمز. مصطلح "فی کل میدان وساحة" کنایة عن جمیع أنحاء البلاد وعلى ضوء العلاقة السببیة بین الدال والمدلول یعدّ ذلک علامة رمزیة. مفردة "الغد" تصور انتصار الحرکة (هواری، 1998م: 103) وخاصة حالة الهدوء والسکوت المهیمن على البلد بعد توقف المعارک. (المصدرنفسه: 190) وهو مدلول یدلّ غالباً ما فی النصوص الأدبیة على الأمل بالمستقبل المشرق الزاهر، وهو یمثل علامة رمزیة. ترکیب "الغد الطالع" تمّ تطبیقه علی مفهوم النصر فی المستقبل وبفضل علاقة التشابه بین الدال والمدلول تعتبر علامة أیقونیة. عبارة "الغد الطالع من نزف الجراح" تعدّ علامة إشاریة تعنی: إننا سوف نصبح أکثر عزماً وأقوی فی الکفاح مع زیادة المعاناة.
عشّاق الوطن الوطن مقدّس لدى کل إنسان متحرر وحبّ الوطن یمثّل فی حدّ ذاته أیضاً علامة على الإیمان؛ فمن الواضح أن یعشق شعراء أدب المقاومة أوطانهم ویدافعوا عنها بقلوبهم ومُهجتهم. فی الواقع، الثناء على الأرض یعدّ ثنائاً لرمز غائی یحمل قیمة ذاتیة للشاعر؛ فالشاعر فی مثل هذه الأشعار یعتبر جندیاً یدافع عن وطنه وأرضه وذلک عن طریق الوفاء برسالته الاجتماعیة والتأریخیة وهو فی هذه الأثناء یسعى لإعلان وجوده. (عزیزی، 1391ش: 98) یبشّر توفیق زیاد فی أبیاته الختامیة وطنه ویخاطبه ویعبّر عن حبه ودعمه المستمرّ له. حیث یقول: نَحنُ أَصحابُکَ فَأَبشِر یا وَطَن نَحنُ عُشَّاقَکَ فأبشِر یا وَطَن نَنْحَتُ الصخرَ و نبنِی و نُعَمِّرُ (زیاد، 1970م: 34) تکرار عبارة "فابشر یا وطن" یدلّ علی إیمان الشاعر الأکید بالنصر وإعادة بناء وإعمار الوطن؛ والعلاقة السببیة بین الدال والمدلول یدرج العبارة ضمن العلامة الإشاریة. إنّ التکرار فی أشعار توفیق زیاد یمثّل تجلیاً من تجلیات حبّ الوطن، والدفاع عنه فی مواجهة المعتدین. إنّ الشاعر یقصد من التکرار، تقویة أسس القواعد الإنسانیة فی أرجاء العالم کافة إلى جانب توعیة الشعب ودعوتهم للاهتمام بقضیة فلسطین، وهو الأمر الذی یستغرق سنین عدیدة. ( رحمانی، 1393ش: 80) "عشاق" یرمز إلی مقاتلی وشهداء الثورة. (السنید، 1988م: 110) وهو یعتبر علامة الرمز. "الصخر" یرمز إلى الصلابة والثبات والمحاربین الشجعان (کریمی، 1396ش: 111) وکذلک یرمز إلی عدم الزحزحة والسکون وعدم التغییر. (شوالیه، ج4، 1385ش: 142) ورمز للاتّساق والمثابرة والوفاء بالعهد. (نفسه: ذیل الکلمة) ورمز للصمود والاستقرار والمقاومة. (ذبیحی، 1393ش: 114) وهو ینطبق علی نفس المفاهیم هنا ویعتبر علامة رمزیة. وعبارة "ننحت الصخر"؛کنایة عن السعی، وبذل المجهود من جانب عشاق الوطن لنیل الاستقلال والحریة وعلی ضوء هذا التفسیر والعلاقة السببیة بین الدال والمدلول یمکن اعتباره علامة الإشارة. الاحتفال بالانتصار الشاعر واثق بأنّ الناس سوف یحررون البلاد من قیود الاستبداد وذلک من خلال الجهاد والنضال والانتفاضة المتکاملة؛ وسوف یحققون النصر قریباً من خلال الوحدة والحب والتعاطف. کما یقول: وَ نَلُوکُالقَیدَ حتی نَتَحَّررَ نَجمَعُ الأزهارَ والحَلوَی وَ نَمشِی فِی اللَّهیبِ (زیاد، 1970م: 34) یرمز "القید" إلی الأغلال والاعتقال والوقوع فی الأسر والرقابة والقمع. (السنید، 1986م: 109) وهو یمثل بذلک حالة رمزیة، ولکن من خلال الترکیب مع فعل "نلوک" ومع التشابه بین الدال والمدلول فیندرج ضمن الوجه الأیقونی بمدلول السعی للخلاص من الأسر والانعتاق. "الأزهار" رمز للمجتمع المتحرّر من الاستبداد (السنید، ب، 1991م: 121)؛ وهی علامة الرمز. وعبارة "نجمع الأزهار و الحلوی" کنایة عن التواصل والتماسک والتعاطف والوحدة وعلى ضوء العلاقة السببیة بین الدال والمدلول یعتبر ذلک علامة إشاریة. وکلمة "اللهیب" تعنی شعلة النار، وهی رمز الثورة والانتفاضة وتعنی القوة الکامنة لدى الشعب للجهاد ضد المحتلین (هواری، 1988م: 9) ولها وجهة رمزیة تتّصق معها عبارة "نمشی فی اللهیب" للکنایة عن الشجاعة الفائقة وعدم الخوف من المشی قُدُماً نحو النضال، وعلى ضوء هذا التفسیر والعلاقة السببیة بین الدال والمدلول تأخذ طابع الإشارة أیضاً. نجد الشاعر خلال استعماله الأفعال المضارعة یعبر عن إیمانه بأنّ الانتصار لیس قریباً أو حتمیاً فحسب بل إنّه قد حصل بالفعل، وإنّه یعیش تلک الحالة، ولاینتظرها مستقبلاً، فهو یرى بأنّ الوطن قد خرق الزمن؛ فالزمن عنده یمتدّ فی الماضی والحاضر والمستقبل؛ لذلک فإنّ استخدامه الأفعال المضارعة یدلّ علی أمل الشاعر المفعم بالمستقبل وبهذا التفسیر للعلامة الزمنیة، نشهد طابع الدلالة الإشاریة. ومن خلال تشبیه الحاضر بالمستقبل فیمکن إسباغ دلالة الأیقونة علیه أیضاً. کرامة الوطن إنّ الحریّة ممهورة بالدم ولا کرامة من غیر تضحیة. المقاومة هی خیار الشعب الذی یدفع ثمن الانتصارات ولا یتوانى عن إنفاق ما یملکه من قوة فی سبیل المحافظة على عزته وکرامته ورفعته وهذا بالضبط ما یؤمن به توفیق زیاد فی قوله: نَبذِلُ الغَالِی لِیَبقَی رأسُکَ المَرفُوعُ ... مَرفُوعَاً علی مرِّ الزَّمَنِ نَحنُ أصحابُکَ ... عُشَّاقَکَ فَابشِر یا وَطَن(زیاد، 1970م: 34و35) عبارة "نبذل الغالی" کنایة عن التضحیة والشهادة فی سبیل الوطن. وترکیب "رأسک المرفوع" کنایة عن الکبریاء والعظمة والمجد. وترکیب "علی مرّ الزمان" کنایة عن الدیمومة والاستمرار؛ هذه الکنایات الثلاثة، مع العلاقة السببیة بین الدال والمدلول تعتبر ضمن العلامات الإشاریة. "العشاق" کما قلنا یعدّ رمزاً لمجاهدی الثورة، وشهدائها. (السنید، 1988م: 110) وهو یمثل علامة رمزیة. تکرار" نحن أصحابک، عشاقک فأبشر یا وطن" یدلّ علی حبّ الوطن والإیمان الأکید بالنصر، هذا التفسیر ووجود هذه العلاقة السببیة بین الدال والمدلول تدلّ على العلامة الإشاریة. وفی کلمات "أبشر، یاوطن، أصحابک، عشاقک": الشاعر یشخّص الوطن ویشبّهه بالإنسان الفخور ویخاطبه؛ فهذا یعدّ ضمن علامات الأیقونة.
مخطّط إحصائی لعلامات قصیدة (کلمات للوطن) علی أساس الرسم البیانی، استخدم زیاد العلامات الرمزیة فی قصیدة کلمات للوطن بنسبة 48%، هذا فی حین أنّه اعتمد العلامات الأیقونیة والإشاریة علی ترکیب بنسبة 12% و26%. فمن الممکن أن نستنتج بأنّ العلامات الرمزیة فی الصدارة مقارنة مع سائر العلامات السیمیائیة فی هذه القصیدة.
.النتائج
[1] .saussure [2]. Charies sanders peirce [3] .sign [4] .object [5]. interpretant [6] .indexical [7] .iconic [8] symbolic [9] .www.tabnakbato.ir 97.5.14 [10] .www.mashreghnew.ir 96.3.23 [11]12. www.seferbereshit<torahonweb.com [12]. www.manmesleto.wordpress.com 91.5.20 [13] Oak.powerset.ir [14] Fa.wikipedia.org | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مراجع | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
القران الکریم احمدی، بابک. (1394ش). از نشانههای تصویری تا متن. تهران: انتشارات مرکز. اکو، امبرتو. (1395ش). نشانهشناسی ترجمه پیروز ایزدی. تهران: انتشارات ثالث. اناری برچلوئی، ابراهیم وآخرون. (1390ش). «نشانهشناسی قصیده سفر ایوب بدر شاکر السیاب». مجله ادب عربی. العدد 3. صص 157-180 بعلبکی، روحی. (1392ش). فرهنگ عربی فارسی المورد. ترجمه محمد مقدس. چاپ پنجم. تهران: نشر امیرکبیر. پیشوایی علوی، محسن وآخرون. (1395ش). «تحلیل نمادهای پایداری در شعر صالح محمود هواری». پژوهشنامه نقد ادبی وبلاغت. العام 5. صص170-151. توکلی محمدی، محمود رضا وآخرون. (1395ش). «مضامین پایداری در اشعار قیصر امین پور و توفیق زیاد». مجله پژوهشهای تطبیقی زبان وادبیات ملل. دوره 2. العدد 6. صص 72-54 جعفری، صدیقة وآخرون. (1395ش). «تحلیل نمادهای مقاومت در اشعار فاروق جویده». فصلنامه زبان وادبیات عربی. السنة الأولی، العدد الأول. صص66-53 چندلر، دانیل. (1397ش). مبانی نشانه شناسی ترجمه مهدی پارسا. تهران: انتشارات سوره مهر. ذبیحی، رحمان وآخرون. (1393ش). «رمزهای پایداری وجاودانگی در اشعار م. سرشک (شفیعی کدکنی)». مجله مطالعات انتقادی ادبیات. السنة الأولی. العدد الأول. صص113-107 رحمانی، اسحاق وآخرون. (1393ش). «زیباییشناسی تکرار در شعر توفیق زیاد شاعر مقاومت». دانشکده ادبیات دانشگاه باهنر کرمان. السنة 6. العدد 11. صص106-78 روشنفکر، کبری وآخرون. (1390ش). «گستره عناصر نماد واسطوره در اشعار سمیح القاسم وحسن حسینی». مجله جستارهای زبانی. العدد 6. صص72-41 زیاد، توفیق. (1970م). دیوان. بیروت: دار العودة. زینیوند، تورج وآخرون. (1394ش). «نشانهشناسی پدیده کودک جنگ در شعر محمود درویش». مجله علمی پژوهشی انجمن ایرانی زبان وادبیات عربی. العدد 37. صص114-89. سرباز، حسن وآخرون. (1395ش). «درد ورنج کودکان فلسطینی در شعر محمود درویش». نشریه ادبیات پایداری. العدد 14. صص122-99. السنید، حسن. (1986م). صدی الرفض والمشنقة. طهران: معاونیة العلاقات الدولیة فی منظمة الإعلام الإسلامی. ــــــ. (1988م). أشیاء حذفتها الرقابة. بیروت: دار الفرات للنشر والتوزیع. ــــــ. (1991م). (الف). للثوار فقط. بیروت: دار الفرات للنشر والتوزیع. ـــــــــــــــــ. (1991م). (ب). یسألونک عن الحجارة. بیروت: دار الفرات للنشر والتوزیع. شوالیه ژان، گربران آلن. (1379ش). فرهنگ نمادها. ترجمه سودابه فضلی. ج1. ط2. طهران: جیحون. ــــــ. (1379ش). فرهنگ نمادها ترجمه سودابه فضلی، ج2. ط2. طهران: جیحون. ــــــ. (1382ش). فرهنگ نمادها ترجمه سودابه فضلی. ج3. ط1. طهران: جیحون. ــــــ. (1385ش). فرهنگ نماد ها ترجمه سودابه فضلی. ج4. ط1. طهران: جیحون. صدقی، حامد وآخرون. (1393ش). «تحلیل نمادهای شعر اعتراض در ادبیات معاصر عراق بر اساس اشعار حسن السنید». مجله علمی پژوهشی انجمن ایرانی زبان عربی. العدد 30. صص88-61. طباطبائی، محمد حسین. (1378ش). المیزان فی تفسیر القران. ط11. قم: دفتر انتشارات اسلامی. عزیزی پور، محمدرضا وآخرون. (1391ش). «وطن در شعر مقاومت معاصر فلسطینی». فصلنامه علمی تخصصی در دری. السنة الثانیة. العدد الرابع. صص103-93 عمران، سعدی، الربیعی، فالح. (2011م). شعراء معاصرون من أعلام الشعر العربی. بیروت: دار الکتب العربی. کریمی، احمد وآخرون. (1395ش). «بررسی جلوه های نمادین طبیعت در اشعار محمد رضا شفیعی کدکنی». مجله پژوهشی دانشگاه آزاد واحد چالوس. دوره2، العدد6، صص120-89 گیرو، پیر. (1380ش). نشانهشناسی. ترجمه محمد نبوی. طهران: نشر آگه. ملا ابراهیمی، عزت. (1396ش). شعر معاصر فلسطین از آغاز تا اشغال. ط1. طهران: انتشارات دانشگاه تهران. ملا ابراهیمی، عزت. ( 1389ش). «جلوههای وطن پرستی در شعر زنان فلسطینی با تکیه بر اشعار فدوی طوقان». نشریه زن در فرهنگ وهنر. دوره اول، العدد 4. صص130-115 مجموعة من الؤلفین. (2004م). الموسوعة العربیة. الطبعة الأولی. دمشق: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزیع. هواری، صالح محمود. (1998م). دیوان مرایا الیاسمین. دمشق: منشورات اتحاد الکتاب العرب.
| |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
آمار تعداد مشاهده مقاله: 750 تعداد دریافت فایل اصل مقاله: 2,697 |