تعداد نشریات | 418 |
تعداد شمارهها | 9,997 |
تعداد مقالات | 83,560 |
تعداد مشاهده مقاله | 77,801,173 |
تعداد دریافت فایل اصل مقاله | 54,843,833 |
تحلیل أسباب الفروق الطبقیة فی صحافة الخمسینیات؛ أشعار أبیالقاسم حالت أنموذجا | ||
إضاءات نقدیة فی الأدبین العربی و الفارسی | ||
دوره 10، شماره 38، مهر 2020، صفحه 175-190 اصل مقاله (231.65 K) | ||
نوع مقاله: علمی پژوهشی | ||
نویسندگان | ||
زهرا نوروزی1؛ سید بابک فرزانه* 2 | ||
1طالبة دکتوراه فی اللغة العربیة وآدابها، فرع العلوم والأبحاث، جامعة آزاد الإسلامیة، طهران، إیران | ||
2أستاذ فی قسم اللغة العربیة وآدابها، فرع العلوم والأبحاث، جامعة آزاد الإسلامیة، طهران، إیران | ||
چکیده | ||
تزامناً مع نشر الصحف، تأسّس فرع جدید عن أدب الفکاهة تحت عنوان الفکاهة الصحفیة، وهی معرّضة للتغیر والتطوّر حسب التطورات السیاسیة والاجتماعیة والثقافیة ولا ثبات لها فتتوقف حیناً وتُعلّق حیناً آخر. وکانت إیران فی فترة الخمسینیات للتقویم الهجری الشمسی من الدول التی واجهت مصاعب کثیرة من حیث الفقر والتوزیع غیر المتساوی للدخل من بین دول العالم الثالث. یسلّط البحث الحالی الضوء على أسباب الفروق الطبقیة فی المجتمع الإیرانی فی فترة الخمسینیات للتقویم الشمسی لدراسة النشاطات الصحفیة التی قام بها أبوالقاسم حالت فی تلک الفترة. کما قام البحث باستخراج أشعار قاسم حالت الفکاهیة فی صحف تلک الحقبة لدراستها معتمداً المنهج الوصفی التحلیلی. تشیر نتائج البحث إلى أن "أبا القاسم حالت" اتخذ خطواتٍ هامّة لإصلاح وتقویم المجتمع بتطرقه إلى مشاکل الشعب والمجتمع، وعدم المساواة، ونقد السلطة الحاکمة، وتفوق العلاقات على المعاییر، والفجوة الاجتماعیة وإشاعة الفساد الاجتماعی، وعبر استخدامه اللغة البسیطة والسهلة والمصطلحات المتداولة بین الناس. وقد تسبّب بنقده الساخر فی إحداث تطورات فی الأوضاع الاجتماعیة والثقافیة للمجتمع الإیرانی فی فترة الخمسینیات. | ||
کلیدواژهها | ||
الفکاهة الاجتماعیة؛ أبوالقاسم حالت؛ الفروق الطبقیة؛ اللامساواة الاجتماعیة؛ الاستبداد الحاکم؛ إشاعة الفساد | ||
اصل مقاله | ||
تعدّ الفکاهة شکلاً من أشکال الأدب التی تعالج الاضطرابات فی الحیاة الاجتماعیة، والمشاکل الأخلاقیة والصعوبات السیاسیة فی قالب السخریة والدعابة تلمیحاً دون صراحة. إحدى خصائص الأدب الإیرانی والدول التی واجهت الاستبداد، تمیّزه بالهجاء والهزل. ذلک لأن الناس عندما لم یتمکّنوا من توجیه النقد صراحة، ینتقدون المجتمع عبر کلام فکاهی قد یکون فظاً ولاذعاً. وتعتبر کتابة الفکاهة أعلى مستوى من النقد الأدبی. لأن تعبیره النقدی یجری من خلال لغة رمزیة استدلالیة. وقد ازدهرت فکاهة الأدب الفارسی منذ الثورة الدستوریة فصاعداً، وبما أنها أخفّ حدّة بالنسبة للهجاء والهزل ولا تنافی الأخلاق نوعاً ما، فهی أکثر تلاؤماً مع ذوق الأدباء المعاصرین فی إیران. وتزامناً مع انتشار الصحف، انشعب فرع جدید من أدب الفکاهة حاملاً عنوان الفکاهة الصحفیة. والمعروف عن الصحف عادةً، کتابة الحقائق لتوعیة الشعب وتنویر الرأی العام. والفکاهة الصحفیة أکثر ترکیزاً على جوانب معیّنة کالقضایا السیاسیة والاجتماعیة. هذا وکانت استراتیجیة النظام فی فترة الخمسینیات تجری نحو تدفق الثروة نحو الأسرة الحاکمة والنخب التابعة لها دون إیلاء أی اهتمام للشعب وحوائجهم. أبوالقاسم حالت شاعر ومترجم وناقد فکاهی إیرانی معاصر. وهو باعتباره أحد أبرز وجوه أدب الفکاهة الذی یحمل أفکاراً تتمیّز بروح الالتزام والمسؤولیة تجاه شعبه ومجتمعه، استطاع أن یؤثر فی الناس ویجلب انتباههم من خلال کلامه الذی یلقیه فی وقت مناسب بأسلوب خاص مستخدماً الصناعات الأدبیة أحیاناً. وقد خطا خطوات کبیرة فی طریق إصلاح المجتمع وبانتقاده المجتمع یسعى لتحقیق العدالة بین جمیع فئاته. وقد انتشرت له مقالات فکاهیة اجتماعیة متعددة لمدة عشر سنوات متتالیة منذ اوائل خریف عام (1351ش) تتمیّز بالنقد فی جریدة کیهان. وبما أن الشاعر حالت یعدّ أحد أبرز شعراء الهزل فی تلک الفترة ویمتاز برؤیة نقدیة إزاء القضایا الاجتماعیة، فمن الضرورة بمکانٍ أن تخضع أشعاره للدراسة والتحلیل. وهذا البحث یرمی إلى دراسة أسباب الفقر واللامساواة والانقسامات الاجتماعیة والظلم السائد على المجتمع، وتفوّق العلاقات على المعاییر، والفروق الطبقیة فی أشعار "حالت"، وبما أن الإنسان بصورة عامة یبحث عن العدالة وتحقیق المساواة، فمن جانبه خالف الشاعر هذه اللامساواة والفروق الطبقیة وثار علیها وانتقدها بشدّة فی أشعاره الفکاهیة. أسئلة البحث حاول البحث أن یجیب على الأسئلة التالیة:
خلفیة البحث من بین الأبحاث المتعلقة بالشاعر "حالت" وأشعاره الفکاهیة یمکن الإشارة إلى "التقنیات اللغویة والأدبیة لأبی القاسم حالت فی آثاره الفکاهیة" لأسد الله (1390ش)، وفی هذا البحث، اعتبر الکاتب أن فکاهة حالت هی فکاهة صحفیة بامتیاز، معتقداً أنه استخدم القوالب التقلیدیة فی أشعاره. ومقالة أخرى بعنوان "تقنیات الفکاهة فی دیوان خروس لاری (الدیک اللاری) لنیّرة باباخانی (1396ش) حیث تعتقد الکاتبة أن الشاعر فی هذا الدیوان قام بانتقاد الأوضاع السیاسیة والاجتماعیة السائدة فی المجتمع بلهجة ساخرة هزلیة. وهناک بحث آخر "اتجاه نحو أدب الفکاهة، دراسة فی شعر أبی القاسم حالت" لمهسا ساکنیان دهکردی (1387ش) وکذلک رسالة بعنوان "دراسة مقارنة لمضامین الشعر الفکاهی فی أشعار أبی القاسم حالت، أبی الفضل زرویی وأکبر أکسیر لبهمن حدادی (1393ش) ورسالة أخرى "الفکاهة فی أشعار أبی القاسم حالت" علی أصغر دورکی (1385ش). وإن تعدّدت الدراسات والبحوث فیما یخصّ أدب الفکاهة فی أشعار أبی القاسم حالت، إلا أنه لم یتمّ إنجاز بحث مستقل یتطرّق إلى الأسباب الرئیسة للاختلافات والفروق الطبقیة فی مجتمع العقد الخمسین مع الأخذ بنظر الاعتبار دور الشاعر أبی القاسم حالت فی تناوله هذه الأسباب فی هذه الفترة وأسلوب الفکاهة الذی استخدمه فی هذا الفن. منهج البحث اعتمد البحث منهج مصادر المعلومات فی المکتبات وتدوین الملاحظات بالاستفادة من الصحف والمجلات والکتب والمواقع الإلکترونیة، مستنداً إلى تاریخ الفکاهة فی الصحف وأعمال الشاعر "حالت" التی تعدّ مصدراً رئیساً للبحث. وقام البحث من خلال القراءة والمنهج الوصفی بتحلیل الأشعار للتوصل إلى معلوماتٍ تفید بما کان یمرّ به الشعب من هواجس وهموم فی عقد الخمسینیات، فی مجال الفکاهة الاجتماعیة ودراسة الفروق الطبقیة وفقدان العدالة الاجتماعیة فی المجتمع. التعاریف الفکاهة: لغةً بمعنى «التأسف والندم، والتهکّم، واللوم، والاستهزاء، والدعابة.» (معین، 1382ش: 745) وإن کانت الفکاهة تعنی لغةً الهجاء والتهکم، ولکن «فی الأصل تعنی الشفرة الجراحیة، والهجاء فی الإنجلیزیة Satire وهی مشتقة من Satira اللاتینیة ومأخوذة من أصل Satyros الیونانیة. و Satira اسم لإناء مملوء بالفاکهة یقدّم کهدیة لأحد آلهة الزراعة وتعنی لغةً "الغذاء الکامل أو بمعنى "مزیج من کل شیء".» (أصلانی، 1385ش: 140) تطلق الفکاهة فی الأدب على شکل خاص من الأعمال الأدبیة نثراً کانت أم نظماً و«تتناول الأخطاء أو الجوانب غیر المرغوب فیها للسلوک البشری، والفساد السیاسی والاجتماعی، أو حتى التفکیر الفلسفی بطریقة مضحکة ومسلّیة.» (م.ن) وقد عرّف جانسون فی کتابه معجم الألفاظ أن الفکاهة «شعر فی رفض الشر والجهل.» (پلارد، 1381ش: 5) یقول درایدن فی تعریف الفکاهة «إن الهدف الأساس من الفکاهة، إزالة القذارة.» (م.ن) یستخلص من التعاریف المذکورة أن الفکاهة کلام یلفّه الغموض ویستمدّ من عنصری "الکنایة" و"الإغراق" ویرمی الکاتب من خلاله تحقیق هدف معیّن. فی الواقع إن وجود عنصر هادف کهذا، حوّل الفکاهة إلى فن عصری یواکب عجلة التطور. المطبوعات: مقتبسة من طبع بمعنى ما تم طبعه ویشتمل على کل شیء مطبوع على الورق. «جمع مطبوع. بمعنى ما تم طبعه من کتب ومجلات وصحف.» (دهخدا، 1377ش: مطبوعات) فیمکن القول إن المطبوعات تصدر بصفة دوریة فی مواعید منتظمة باسم ثابت ذات رقم وعدد وتاریخ وتسلسل فی مختلف المجالات الخبریة والنقدیة والاجتماعیة والسیاسیة والاقتصادیة والزراعیة والثقافیة والدینیة والعلمیة والفنیة والریاضة وغیرها کالجریدة أو المجلة أو النشرة. أبوالقاسم حالت أبوالقاسم حالت، شاعر وکاتب معاصر «ولد عام 1298ش فی طهران وواصل دراسته فیها.» (فرجیان، 1370ش: 212 ) وکان منذ البدایة توّاقاً إلى النشاطات الأدبیة وبدأ نظم الشعر فی بدایة شبابه فی سنة 1314ش. وکذلک «لقد کان مثابراً وناجحا ًفی تنفیذ هذه الأنشطة حتى أنه فی عام 1317ش أصبح محرراً لجریدة توفیق الفکاهیة.» (نبوی، 1395ش: 115) إضافة إلى جریدة توفیق قام بعد عام 1320ش بکتابة أعمال ساخرة شعراً ونثراً فی «دوریات أخرى مثل أمید، طهران مصور، قیام ایران، وخبردار.» (صدر، 1384ش: 96) ولقّب الشاعر بـ خروس لاری، فاضل مآب، أبو النظارة، وهدهد میرزا. رغم أن أبا القاسم حالت عاصر فترة کان الاتجاه النیمائی شائعاً فیها، إلا أنه نظم أشعاره فی القوالب الکلاسیکیة والتقلیدیة. امتازت لغته الشعریة بالبساطة والسهولة وهی مقرّبة إلى لغة عامة الناس ولکنها لا تخلو من العناصر الجمالیة فی نفس الوقت. وظلت الأشکال التقلیدیة ساریة المفعول فیها ولم یبتعد عن تقلید الشعر الکلاسیکی والإیقاع الفارسی. والتعدیلات التی قام بها، فهی بعیدة عن التعقید والتکلّف. دیوانه ملیء بالنصائح والحِکَم وهذا إن دلّ على شیء فهو یدلّ على أنه کان یعیش فی مجتمعٍ یحتاج إلى نصح وإرشاد. تشیر غالبیة أشعاره إلى أنه کان متأثراً بمأساة المجتمع والأوضاع المتدهورة آنذاک. ویعدّ الشاعر حالت من أبرز الشعراء والکتّاب المعاصرین، لم یتخلّ قط فی طول فترة حیاته عن النشاطات الأدبیة، حتى أنه واصل نشاطه مع مجلة "گل آقا" حتى آخر أیام من حیاته. وکان بارعاً فی نظم جمیع أشکال الشعر من القصیدة والمقطوعة والغزل والرباعی والمثنوی. یمکن اعتبار فکاهته من النوع السیاسی والاجتماعی والاقتصادی والثقافی والأسروی. وفی شعره تطرق إلى المشاکل والقضایا الاجتماعیة ساعیاً إلى تحقیق المدینة الفاضلة والقضاء على کل ما یهدّد المجتمع من مشاکل ومعضلات وعوائق. وأخیراً توفّی فی الثالث من آبان عام 1371ش فی طهران. لذلک قام البحث الحالی بدراسة أدب الفکاهة فی أشعار أبی القاسم حالت لتحدید أسباب الفروق الطبقیة فی الخمسینیات. البحث والدراسة یمتاز عالم الفکاهة برسم الآلام والأحزان والهزائم بروح الدعابة. شهد التاریخ أنواعاً مختلفة من الفکاهة، الهزل والنوادر المشترکة بین الشعوب فی جمیع الأزمنة. وهناک العدید من الشخصیات تمیّزت بالمزاح والنکت والسخری وباستخدام الفکاهة أدخلوا الفرح والبهجة فی نفوس الجمهور. «ولکن فی الفترة المعاصرة، تطور أدب الفکاهة وازدهر باللغة العامیة والفصحى على حد سواء.» (مجاهد، 1390ش: 18) الفکاهة عنصر مهم من عناصر الأدب، أنشأت على أساس عنصری الکنایة والمبالغة یحتوی على النقد الاحتجاجی بهدف التقویم والإصلاح. «العدید من التوریة واللعب بالکلمات تتسبّب فی قلب المعانی وتبعث فی النفس الرغبة والدعابة فی استخدام هذه الکلمات والتراکیب عند الشدائد والمصاعب وهی إحدى المجالات التی یوفرها المجتمع للناس من أجل الالتفات إلى السخریة والفکاهة.» (قزیحة، 1998م: 102) ولا تخلو أی من المحافل الیوم من الفکاهات المتعلقة للقضایا والمواضیع الیومیة. فی الواقع، «یقوم الفکاهیّ عادة بمهاجمة کل ما یعوق الحیاة من التقدم والتطور بلا رحمة ولا هوادة.» (آرین پور، 1375ش، ج1: 36) وحول الجانب الاجتماعی للفکاهة، ینبغی القول: إن الفکاهة تعتمد على العوامل الاجتماعیة وهی أحد أسباب ظهورها. ومن جهة أخرى تعدّ الفکاهة نشاطاً نفسیاً أکثر تمیّزا بالسمة الاجتماعیة. «منذ الثورة الدستوریة والفترة التی سبقتها بقلیل، اتخذت الصحافة أجواء مختلفة وتحررتمن التبعیة للسلطة وأصبحت شعبیة.» (کسروی، 1388ش: 41) وکانت هذه الخطوة الأولى فی تعمیم الصحافة. کانت الثورة الدستوریة فی إیران «بارقة أمل لبدایة حقبة جدیدة فی تاریخ الحیاة السیاسیة والاجتماعیة للأمة الإیرانیة، بدأ المثقفون خارج إیران وداخلها فی الکتابة وقاموا بتنویر الرأی العام وتثقیفه من خلال الصحف والکتب.» (حاکمی، 1373ش: 7) فی فترة الثورة الدستوریة،کانت القضایا السیاسیة والاجتماعیة فی المجتمع هی أساس الفکاهة الاجتماعیة التی ظهرت فی تاریخ الأدب والثقافة الإیرانیة. وهذه فی الواقع، إحدى سمات الأدب والمعرفة الاجتماعیة لفترة الدستوریة، أنها بدلاً من تلخیص القضایا الاجتماعیة فی حالات مصغرة ومحددة، تسوق الأمور إلى استنتاجات عامة وأساسیة. « وربما أهمیة هذا الأمر یعود إلى التغییر العام الذی کان المجتمع الإیرانی یخضع له والضمیر الاجتماعی من جانبه یخضع للمقاضاة تجاه المجتمع بأکمله ومن هنا تشکلت ثورة اجتماعیة کبیرة.» (نبوی، 1395ش، 2: 443) الأسباب الاجتماعیة لظهور الفکاهة فی الصحافة إن الفکاهة فن أدبی ولغة نقدیة أکثر شیوعاً من بین سائر الفنون یستخدمها الشعراء والکتّاب لنقل مؤثراتهم النفسیة والفکریة إلى الآخرین. «وباستخدامه فی غطاء من السخریة والمزاح یقومون باستئصال الفساد من حیاة المجتمع وأفراده.» (آرین پور، 1375ش، 1: 36) توجد للفکاهة أسباب اجتماعیة متعددة منها «الفروق الطبقیة، فقدان العدالة، الفقر الذی تعانی منها الرعیة والطبقة الکادحة فی المجتمع التی تسعى وتکافح من أجل توفیر الرفاهیة والراحة للطبقة الغنیة المرفّهة.» (الحوفی، 2005م: 284) تبعاً لهذه التغییرات والتطورات التی شهده المجتمع آنذاک، خضع الأدب أیضاً لتغییرات وتطورات فی بنیة المضمون والمحتوى، وتحرر الأدب من الانتماء إلى فئة خاصة أو طبقة معینة وانتمى إلى الشعب. بما أن الشاعر أو الکاتب یهتمّ بقضایا ومشاکل الشعب، فإنه یبتکر أعماله من وجهة نظر الناس. ویسعى الشاعر أو الکاتب إلى التعبیر عن مشاعر الشعب و رغباته. وترمی الفکاهة الاجتماعیة إلى إفشاء الظلم القائم واستبداد الحکام والأحکام الظالمة للقضاة وخداع التجار والکسبة ونفاق الزهاد والفساد الأخلاقی والاجتماعی وما شابه ذلک. تعدّ الفکاهة أداة لنقد واستنکار الشعوب التی لا تملک الکثیر من الحریة السیاسیة ولا یمکنهم صبّ سموم کراهیتهم وغضبهم مباشرة فی کأس الظالمین والمنافقین. ولهذا السبب کانوا یتظاهرون بالجنون والاضطراب العقلی. وقد کشفوا الحقیقة بطرق خفیة وغیر تقلیدیة ونقلوا ما یریدون للمجتمع بهذه الطریقة. ومنذ الثورة الدستوریة ازدهرت الفکاهة بین المثقفین، ذلک لأن فترة الثورة الدستوریة کانت بدایة عصر التغییر فی کل شیء. ویکون هذا التغییر أحیاناً جذریاً بدرجة تحدث ثورة أدبیة على أثره. «البحث عن أشکال جدیدة فی العرض من ناحیة والقصة من ناحیة أخرى، یؤدی إلى اکتشافات جدیدة وغیر کاملة. وهذا البحث أکثر دقة واکتمالا فی الفکاهة.» (نبوی، 1395ش: 446) صحیح أن الفکاهیّ قد ینفد صبره أحیاناً، ولکن عند الإبداع علیه أن یکون هادئاً تماماً وغیر منفعل، ذلک لأن الحفاظ على الهدوء یزید من تأثیره وقوته. فمراعاة هذا الأمر ضروری لیس فی الشعر وإنما فی القصة وفن الکاریکاتیر أیضاً. «الفکاهی یجب أن یعرض فنه فی کلامٍ غامضٍ سیاسیاً کان أم اجتماعیاً أم أخلاقیاً. بإمکان الفکاهیّ أن یعبّر عن کلّ شیء بشکل فعّال دون تسمیته.» (صلاحی، 1395: 182) أبرز الصحف الفکاهیة فی إیران تغیّرت الفکاهة فی الأدب المعاصر بشکل کبیر وأساسی بالنسبة للأدب الکلاسیکی. وباعتبارها لوناً أدبیاً موجّهاً یعتمد على موضوعات جادّة للغایة، جذبت انتباه العدید من الکتّاب والشعراء الکبار. «شهدت الفکاهة تطوّراً لیس فی المضمون فحسب بل تغیّرت قوالب الأعمال التی شهدتها هذه الفترة إضافة إلى شکلها الذی تطوّر بشکل ملحوظ أیضاً حتى أن الشعر کان الأداة الرئیسة للفکاهة قبل نحو نصف قرن تقریباً.» (جوادی، 1382ش: 241) بما أن الصحف التی تحتوی على قضایا الشعب ومشاکلهم مستقلة عن الصحف الحکومیة والرسمیة، فهی کانت تدخل فی مجال الصحافة المستقلة والمؤیدة للشعب. وفی مثل هذه الصحف، تعدّ موضوعاتها الفکاهیة تعبیر عن معاناة الشعب الیومیة أو هجاء ونقد بعض الشخصیات أو الخصوم السیاسیین وقضایا أخرى. کجریدة "توفیق" وإن کانت تحمل عنواناً فکاهیاً لکنّها جادّ فی جمیع موضوعاتها. کانت هذه الجریدة تعبّر عن قضایا و موضوعاتٍ تتصل بمشاکل الناس والتی تتحاشى الصحف الأخرى التابعة للحکومة الخوضَ فیها خوفاً من قطع حصصهم المعیشیة ولکن «توفیق کان یسعى بشتى الطرق أن یطرح تلک القضایا، لهذا لم یتم الإشادة بعمله فحسب، بل قامت السلطات الحکومیة بتوقف نشر مجلته إلى الأبد فی عام 1950ش.» (توفیق، 1396ش: 365) من الأحداث المهمّة التی شهدتها هذه الفترة، دور الصحافة فی تطویر الفکاهة فی المجتمع «لأن العقود التی تلت الدستوریة، شهدت ظهور مجلات فکاهیة کتوفیق، أمید، باباشمل، چلنگر، داد و بیداد، قلقلک، حاجی بابا و... والتی کانت ساحة استعراض الشعراء والکتّاب الفکاهیین والهجّائین ما أدی إلى تطویر هذا الجانب من الأدب. فاستمر هذا الاتجاه شیئاً فشیئاً حتى امتزجت الفکاهة بالصحافة بعد سنوات قلیلة.» (صدر، 1385ش: 212) من أیرز الفکاهیین فی هذه الفترة، یمکن الإشارة إلى أبرز الکتّاب والشعراء من أمثال؛ محمد علی جمالزاده، صادق هدایت، أبو القاسم حالت، فریدون توللی، إیراج پزشک زاده، خسروه شاهانی و... . (روزبه، 1381ش: 123) عناصر الفکاهیة الاجتماعیة فی شعر حالت تتناول الفکاهة الاجتماعیة دراسة المظاهر المختلفة للفوضى والمعضلات الاجتماعیة والأخلاقیة فی المجتمعات. ویعدّ حالت شاعراً فکاهیاً اجتماعیاً-أخلاقیاً. وأی حدث یتصلة بالحیاة الاجتماعیة تناوله حالت موضوعاً للفکاهة والسخریة. کان هدفه الأساسی خلق روح الدعابة الاجتماعیة. فی مواصلة البحث نتناول العناصر والموضوعات المطروحة فی أسباب الفروق الطبقیة فی فکاهة حالت على النحو التالی: مشاکل الشعب والمجتمع کان أبو القاسم متعاطفاً جداً مع جمیع فئات المجتمع حتى أنهم کانوا یثقون به ویطلعونه بمعظم قضایاهم ومشاکلهم. فی الواقع کانوا یعتبرونه وسیطاً لحلّ مشاکلهم. نظرته إلى مشاکل الناس ملیئة بالتعاطف وروح الإنسانیة. فکان یتحدّث عن مشاکل المجتمع وکأنه قد لمسها عن کثب. کان حالت «یعتبر التربیة الفردیة أکثر أهمیة من التربیة الاجتماعیة، والنقد الاجتماعی أولى بالالتفات من السیاسة. کما کان یعتقد أن ه لا ینبغی أن تقتصر جمیع القضایا على السیاسة، بل العدید من القضایا والمشاکل متواجدة أساساً فی قلب المجتمع وتکمن فی العلاقات وحتى التربیة والثقافة غیر السلیمة التی عمّت فی المجتمع.» (رضوی، 1395ش: 605) تشیر فکاهیة "حالت" إلى أعمق القضایا الإنسانیة التی ربما نشأت عن أبسط الاحتیاجات المعیشیة للشعب: -الجائع المشرّد بحثاً عن لقمة عیش، لا یفیده النصح وهو بحاجة الخبز. -لا تتفوّه بالحلال والحرام أمام الجائع، إذا کانت المعدة خالیة فلآذان غیر صاغیة. (حالت، 1368ش:416) قد تسبب هذه النقیصة فی الحیاة الفردیة مشاکل أخلاقیة متعددة فی أبعاد مختلفة للمجتمع. فهو یصوّر تفشی الفقر بین الناس فی المجتمع بطریقة یعتبر أن بقاء الإنسان وسط هذا الجوع یتطلّب الشکر والامتنان: -لا تتوقع نشاطاً واجتهاداً من الجائع، إذا رأیته یتحرّک فاشکر الربّ أنه حیّ. (م.ن: 51) فهو فی تعبیره الساخر عن الفقر السائد ومعاناة المجتمع یجری على لسان المسؤولین الذی یتظاهرون بجهل الأوضاع المأساویة ویشبّه نفسه بهم قائلاً: کم تشکو وتصیح من الفقر وعدم امتلاکک الخبز والماء، وأنک من الفاقة لم یبق فیک إلا قلیل من الرمق؟ لا رمق ولا نفس ولا حول ولا قوة، وما شأنی أنا أنک لیس عندک هذا وذاک؟ إذا أنت لا تملک قوتاً ولا أمتعة، وما أنا شأنی بهذه الشکاوى؟ وما شأنی بکم؟ (م.ن: 218) کان الشاعر یهتم بالعلاقات الاجتماعیة والسلوک الفردی بین الطبقة المتوسطة التقلیدیة والطبقة الدنیا، موجّهاً انتقادات ساخرة للحیاة الحضریة والإداریة. فی القصیدة التالیة، قام الشاعر بانتقادات سیاسیة امتازت بمهارة وحزم لدرجة أنه إذا کان شخص لا یعرفه، لاعتبر قصیدته هذه، إحدى المقطوعات الغزلیة المثیرة للشاعر فروخی یزدی. اخترقت آثارُ الخیانة هذا البیت فسوف یتحطم بیتنا العامر فی النهایة. إذا أراد شخص خداعنا بحیلة، سرعان ما فکّر فی خطة لهذه الخدعة الخبیثة. أصبح السافل بلا مأوى لا یعرف أحداً من أجل المنصب. فی نهایة المطاف، تغمره إغراء البذرة ویقع أسیراً فی الفخ. أصبح السافل فی البدایة حماراً أسطوریاً للأجانب، وبعد ذلک قام بتقیید مجموعة بأسطورة واحدة. یصبح حراماً نوم الراحة لنا بعد الیوم، لأن أفعى سامة عشعشت فی بیتنا. (حالت، 1368ش:77) تعدّ فکاهة حالت سیاسیة واجتماعیة واقتصادیة وثقافیة وأسرویة. تعرّف "حالت" عام 1317ش بحسین توفیق. وکان الأخیر فی هذه الأثناء «یرمی تحوّل أسبوعیته الرسمیة إلى أسبوعیة هزلیة فکاهیة. ثم تحوّلت أسبوعیة توفیق عام 1317ش إلى أسبوعیة فکاهیة بشکل کامل.» (صلاحی، 1395ش: 71) کانت أشعار حالت قبل ذلک حقیقیة غیر هزلیة حتى أقبل على نظم أشعار فکاهیة. ولعبت الصحافة دوراً هامّاً فی تطویر أشعار حالت الفکاهیة ذلک لأن «الصحافة إن لم یکن لها دور فی نقل مثل هذه الأشعار إلى الجماهیر، ربما لم تلق الفکاهة المکانة التی امتازت بها الیوم.» (ساکنیان دهکردی، 1387ش: 91) أبو القاسم حالت شاعر وکاتب شعبی ظل یکتب وینشد الشعر بهدف حل مشاکل المجتمع[1]. الفروق الطبقیة إن الفارق الطبقی وازدیاد الفجوة بین الطبقات المختلفة، کارثة أشار إلیها حالت مرات عدیدة. فالتفاته إلى القضایا الاجتماعیة والثقافیة أمرٌ بدیهی ومتوقع. یتعامل حالت کأی مواطن حاضر بین أفراد المجتمع کل یوم وفی أی لحظة یلمس القضایا من قریب ویتعمّق فی الأمور بکل دقة وتمعّن. ومن أشعاره، یمکن الإشارة إلى قصیدته "اتاق جادو" (الغرفة الساحرة) أو "آسانسور" (المصعد) فی بحر الطویل[2]. تتجلى الفروق الطبقیة فی هذه القصیدة بشکل واسع، حیث یروی قصة شخص قادم من القریة إلى طهران مسروراً حتى شدّت انتباهه الأبراج الشاهقة والعمارات الضخمة فوقعت عیناه على مصعد دخلت فیه امرأة عجوز وبعد دقائق خرجت منه سیدة شابة. والرجل البسیط یعتبر هذا المشهد من أروع المشاهد التی رآها فی حیاته تفوق أضعاف ما رآه فی قریته من السحر والشعوذة. «سمعت أن رجلاً أصبحت لدیه رغبة فی رؤیة طهران وبعد فترة طویلة عند حصوله على المال بإجهاد وإرهاق اتجه نحو طهران. ظل شاغلاً بمشاهدة العمارات یغمره الفرح والسرور یغنی بکل بهجة وحماس... وهو فی الشارع إذ لفت انتباهه مبنى عال وشاهق وفاخر. وفرح برؤیة هذا المبنى وابتسم مرتین أوثلاث، مقترباً إلیه لیشاهدة عن قرب وفجأة وقعت عیناه إلى مصعد، نظر إلیه، حدّق فیه لفترة فإذا بامرأة ضغطت على زر کان بجانب المصعد ومن ثم ضوء یسطع فجأة وانفتح باب خلف غرفة دخلته العجوز وفیه زبون آخر حتى أغلق الباب. والقروی بینما کان قلقاً من هذا المشهد المثیر للاهتمام، رأى من جدید أن باب المصعد ینفتح وهذه المرة تخرج منه سیدة جمیلة وفاتنة. والرجل المسکین فوجئ بهذا المشهد وحدّق متحیّراً بوجه تلک المرأة التی أصبحت شابّة...» (حالت، 1377ش: 21) هذه القصیدة التی تناولت الفروق الطبقیة، لها عمق یجعلها تسبب اختلافات فکریة وتدهش الشخص. و"حالت" فی الوقت الذی یترک الابتسامة المرة فی وجه القارئ، فهو یعرض الفقر المدقع أمام الطبقة الأرسطقراطیة ربما یتبعه خفة العقل، مما یمکن القول إن الفروق الطبقیة فی المجتمع قد تؤدی إلى انتشار الخرافة والاختلافات الفکریة. ومن بین الأعمال الفکاهیة المختلفة یمکن العثور على عدد قلیل من الأعمال التی لدیها الکثیر من التنوع وتعدد الموضوعات کهذه. ویعود ذلک إلى الصلة التی نشاهدها بین الشاعر حالت والناس. بهذه الطریقة عرض الشاعر الفروق الطبقیة وعدم المساواة والظلم الاجتماعی السائد فی المجتمع. «والتفاته إلى القضایا وأوجه القصور فی المجتمع بلغ حداً حتى أنه أصبح یشیر إلى تلک القضایا فی غالبیة أشعاره ومقالاته وقصصه أکثر من مرة فیکرّره عدة مرات، لیذکّر بأهمیة القضیة ومکانتها.» (حالت، 1368ش: 346) وفی انتقاده للاختلاف الطبقی السائد بین فئات المجتمع المختلفة والحکومة المستبدّة الشریرة والأمة المضطهدة یقول: فی هذه الأرض ترى آلافاً من العیوب والأمراض، مرء یعانی وآخر یغرق فی الذل. واحد فی محنة، واحد فی مذلة، إذا سألتنی عن الحکومة والأمة. أحدهم ثعبان وآخر نمل. کم من شعب صبور، وکم من حکومة ردیئة. الازدهار والسعادة أمور خیالیة، قسوة الظالمین هی دماغ المظلوم. حکومتنا فی قبضة أعضاء المجلس، والشعب انتقض فی ظل حکامه. حکومتنا شیطان، شعبنا ملاک، کم من شعب صبور ،کم من حکومة ردیئة. کلما احتاج المجلس إلى وجبة نادرة ونبیذ غیر ناضج، أو إلى هیأة مستباحة ودولة فاسدة، یفرض على الشعب الضرائب بالمکر والدسائس. دولة وافدة جدیدة ودولة ظهرت للتو، کم من شعب صبور، وکم من حکومة ردیئة. (حالت، 1368ش: 346) إن الشاعر الفکاهی، قد نفد صبره وأصبح عاجزاً ویائساً من الفقر والأوضاع المأساویة. فوصلت به الحالة إلى أن ظل یرثی الوضع الفوضوی لأسرته قائلاً: یارب قد نفد صبری من الفقر والفاقة، لیس فی جیبی نقود و لا حتى إزار یسترنی. زوجتی لیس لها جلباب وحماری دون إکاف، وجهی شاحب وجسمی نحیف وقلبی ینزف دماً وعینی تدمع. دارت الدنیا وتغیّرت الأوضاع سوءاً، ینزف قلبی ینزف قلبی ینزف قلبی ینزف قلبی دماً. (م.ن: 266) بما أن الشاعر حالت کان یعیش فی فترة تعتبر العصیبة من نوعها بین فترات التاریخ المعاصر وواجهت مشاکل جمّة، والآفات الاجتماعیة والثقافیة منتشرة بشکل کبیرة فی هذه الفترة، فأدى کل ذلک إلى تعدّد الموضوعات وتنوعها فی آثاره. توفیر الراحة والطمانینة بین فئات المجتمع المختلفة، تشکّل أهم هواجس الشاعر، وإن کان اهتمامه إلى الطبقات الدنیا وذات الدخل الوضیع والمحدود، أکثر عمقاً ومسؤولیة. «یطرح الشاعر أسئلة متداخلة فی بعضها، أی أن الشاعر کان یتعمّد فی طرح مسألة تلو أخرى إما للدعابة أو لتضخیم الأمر أو أنه یشیر إلى موضوع لیذکّر به موضوعاً آخر وهکذا یواصل. فی الواقع إن هذه الموضوعات المطروحة لا تتشابه ولا حتى ترتبط ببعضها ما أدى إلى خلق حالة من الدعابة والفکاهة فی مقالاته.» (حالت، 1368ش: 102) نقد سلطة الاستبداد فی المجتمع إن الشاعر حالت شأنه شأن سائر الکتّاب والشعراء المعاصرین له، قد تأثر بالشعارات والقضایا السیاسیة والإیدیولوجیة. وکان ینشد أشعاره فی استنکار الظلم والاستغلال والثروة والاستبداد. وکان یشید بالفقراء والعمّال. یقول أحمد شوقی حول النقد الاجتماعی فی الفکاهة: «إن النقد الاجتماعی أحد مستلزمات الفکاهة.» (1371ش: 5) وقد انتقد حالت الفروق الطبقیة، مستنکراً الظلم والاستغلال والثروة والاستبداد، مشیداً بالفقراء والفئة الکادحة فی المجتمع. وإن کانت قصائده تمتاز بروح الدعابة والفکاهة، ولکنه یحزن ویتألم أحیاناً من الظلم والاضطهاد واللامساواة السائد فی المجتمع حتى یتجلى الحزن هذا بشکل مؤلم وموجع فی أشعاره: لم یشیّد قصر الظلم دون سبب، ولم یفتح باب الجور للجائرین دون سبب. لم یعمّ الکساد فی سوق العدل والإنصاف دون سبب، والمحل لم یکن ملیئا بالبضائع دون سبب. قرن الاضطهاد لم یتکاثر بلا داع. ولم تنزف عیون الحب والولاء بدون سبب. لم یتوسع مجال الاستبداد دون داع، ولم یرتفع صوت بوق الاستعمار من دون سبب. من أصبح أقوى فی محکمة الحوادث لم یکن مستثنى لقواعد السلامة والحمایة. من أتقن طریق الحیاة وسلکه بشجاعة ومروءة، حظه من هذا المسار، لم یکن سهلاً وهو مؤلم. إن المتلقی لضربة الملاکم هو من یربّی الملاکم، لأن الملاکم لا یظهر إلا ممن یتلقّى الضربة منه. وفی مکان آخر، یعتبر أن خضوع رجال الدولة الحاکمین والظلم فی المجتمع، مصدره الرئیسی الحکام المستبدون للمجتمع فی ذلک الوقت. ویعزی مشاکل المجتمع إلى القادة الرئیسیین لحکومة بهلوی، الأمر الذی جعلهم یتأخّرون ن عن دول الجوار الأخرى: إذا کان رئیس الدولة رجل عدل، فلماذا کانت حیاة العدالة قصیرة جداً؟ کان یتحدّث فی العلن عن العدل وحب الناس، وفی داخله کره ونفور من هذا الحدیث. کل من سقط فی الحفرة لم یصب بأذى، وأنا سقطت فی البئر وکان الثعبان فیه. لم یجد الشعب طریقه إلى قصر الراحة، لأن حارس البوابة له تأثیر منذ البدایة. کان من أصبح کفرهاد طیّب العمل فی حجاب حاجز، صار الجبل المتصلّب عند مجهوده کالقش. من کان عفیفاً مثل زهرة. لابد أن یکون هناک سرادق وخیمة بجوار روضته. مضایقة الأجانب أعاقت التقدّم، إن الإیرانی کان تقدّمیاً منذ البدایة. (حالت، 1368ش: 102) وفی مکان آخر، یصف مغادرة الحکام المستبدین فی إیران بأنها ستترافق بشعار "فلیسقط" فینشد قائلاً: من کان محتقراً للعدل والإنصاف یوماً، سیودّع بشعار "فلیسقط" حتماً. لم یدُم الظلم والجور أبداً، یصبح دماً قلبُ من کان سعیداً بهذه الحالة یوماً. (م.ن: 98) یعبّر "حالت" بصراحة عن جمیع القضایا، منتقداً الأوضاع السیاسیة والاجتماعیة والاقتصادیة فی البلاد فی القصیدة التالیة، ما أثار امتعاض "الشاه" و"هویدا" من مجلة توفیق. وقد قصد الشاعر لذکره کلمة "آقا"، "الشاه" و"الخادم"، "هویدا". وفی المصرع الثانی ذکر "محمود" و"أیاز" أی "سلطان محمود الغزنوی"، و"ملجیک او أیاز" کنایة عن "الشاه" و"هویدا": یا صاحی من الأفضل ألا ننشد الشعر، حتى لا نفشل فی النظم لقصور القافیة. فالکل منزعج منا منهم السید والخادم، یتعبنا مرة محمود وأخرى یهیننا أیاز. الکلّ یریدنا وفی نفس الوقت یفرّون منا، کأننا ثوم وبصل فی مائدة الطعام. (حالت، 1367ش: 312) کان سلوک النظام السیاسی فی عهد بهلوی قائماً على العنف والقساوة. ومنذ ذلک الوقت، أصبح جمیع عملاء النظام البهلوی عملاء سیاسیین وکان الشاه هو المسؤول والمقرر الوحید فیها. العوامل المختلفة مثل العملاء المتملّقین، وعائدات النفط، والجیش المطیع کانت العوامل الرئیسة الثلاثة التی عززت هذا النهج. وهناک عوامل تابعة للبلاط مثل أسد الله علم، جمشید آموزگار، هویدا ومنوچهر اقبال اعتبروا أنفسهم فدائیین وخداماً وعبیداً وحاشیة الملک المضحین بأنفسهم من أجل الشاه. إن نوع الحکومة التی یفضلها الملک والعوامل التابعة له «کانت کسائر دول العالم الثالث قد اعتمدت على أربع رکائز أساسیة: الوحدة والولاء والانضباط والطاعة. فی مثل هذا الجو، اعتُبرت السلطویة ضروریة للحفاظ على أسس الدولة، ومشارکة الآخرین فی السلطة وصفة لتفکک البلاد.» (آموزگار، 1375ش: 274) «وکان الشاه قد اعتقد عن طریق الخطأ أن الصلة الروحیة الخاصة التی تربطه بالأمة کانت على أعلى مستوى ممکن فی هذا البلد.» (طلوعی، 1374ش: 56) اللامساواة الاجتماعیة تعدّ الفکاهة جزءاً من حیاة الشاعر حالت. وهو یروّج من خلال الدعابة مشاکل مثل الرشوة والتمییز فی الدوائر الحکومیة وینتقدها. تصل شکاوى عدم المساواة والقمع الاجتماعی فی قصائده إلى حدٍ جعله یصبح "شیطاناً لعیناً" لیخرج الظالم الشریر من الزمن ویقود الجمیع إلى هاویة الدمار: یا ید العدالة خذی نفساً من کمّک، یا قدم الانتقام تعال إلى هذه الأرض. یا ملاک العدل والبر والإنصاف، اهبط ولو لمرة من السماء السابعة على الأرض. لا تکن معزولاً واتجه نحونا من العرش الأعلى وتنفّس الصعداء فی هذه الأرض. إلى متى یترصّد لنا قطّاع الطرق؟ فاخرج أنت من الکمین للانتقام والعقاب. حاول حیناً مداعبة کل شخص یعانی. وحیناً آخر قم بتسلیة کل قلب حزین. للقضاء على أی طاغیة متمرّد، لا ترحم وتحوّل إلى شیطان لعین. تحوّل إلى أموال وممتلکات تقع على العباد. وتحوّل إلى حصى وحجارة ترمى على رأس الخونة. (حالت، 1367ش: 388) وفی مکان آخر، یعتبر أن خضوع رجال الدولة الحاکمین والظلم فی المجتمع، مصدره الرئیسی الحکام المستبدون للمجتمع فی عصره. ویعزی مشاکل المجتمع إلى القادة الرئیسیین لحکومة بهلوی، الأمر الذی جعلهم یتأخّرون عن الدول المجاورة الأخرى. ویقول عن اغترار الناس بالمظهر المخادع فی عصره: إذا کان رئیس الدولة رجل عدل، فلماذا کانت حیاة العدالة قصیرة جداً؟ کان یتحدّث فی العلن عن العدل وحب الناس، وفی داخله کره ونفور من هذا الحدیث. إذا اعتبرت عالم الدین حبیباً للإله، ذلک لأنی خدعت باسمه "حبیب الله". لا تخرج الدواجن من منزل المزارع إلا إذا کانت على علم بمکر الثعلب وحیلته. (م.ن: 102) کتب الشاعر حالت فی کتاب "بچه ها برق آمده است" (أیها الأطفال قد جاءت الکهرباء) : نحن لسنا عباداً ناکرین للجمیل وتعلّمنا منذ الصغر أن کل ما یریده الله سیحصل لا محالة. نحن أهل الخضوع والرضا وقد خضعنا للحکم الإلهی« معظم الإیرانیین هکذا. لکن هناک أقلیة، بدلاً من الاستسلام للقضاء فقد استسلمت للطعام، مثل ذلک الطفل الذی کلّما قدّموا له الطعام یتذمّر ویقول إن ذلک لیس کافیاً: یا من یقف فی طوابیر طویلة لیلاً ونهاراً، بحثاً عن الخیار والقرع والبصل. إلى متى تتحمّل هذه الحالة؟ وإلى هذا الحد تسعى وراء بطنک؟ هذا الاهتمام بالأکل والبطن لیس سوى فخ لک، هذا الفقر والتکلفة العالیة لم تعد مشکلة. لماذا أنت متعلّق بهذه الدنیا الدنیئة. فکر بآخرتک إن کنت رجلاً مؤمناً. المؤمنون لا یعانون من المصائب. لم یعد الفقر وارتفاع الأسعار مشکلة. (حالت، 1372ش: 92-93) ترجیح العلاقات على المعاییر فی قصائده، تناول أبو القاسم القضیة الملموسة المتمثلة فی التحیّز والمحاباة والثروة الهائلة، ویعتقد أن جمیع الناس، الصغار والکبار، والشباب والشیوخ قد سئموا من عدم المساواة الاجتماعیة وعدم امتلاکهم علاقات متحیّزة لتسییر أعمالهم فی المجتمع وقاموا بالتشکی من الوضع محتجّین علیه: من أصبح فی هذه المدینة أمیر الأمراء، یا لیته یلتفت قلیلاً إلى المساکین والفقراء. أی شخص کحالی لم یکن لدیه حزب ولا مال، لا یمتلک منصباً وزیراً کان ام مدیراً. الناس جمیعاً فی معاناة ومحنة، صغیراً کان أم کبیراً فهم سواء. الناس من الشباب والشیوخ یشکون من الأوضاع، کبیرهم وصغیرهم سواء. إذا لم تکن الأمور قد انقلبت رأساً على عقب الیوم، فلماذا أصبح کل فاقد وعی صاحب رؤیة؟ (حالت، 1368ش: 7) أدى انتشار مشاکل مثل الارتشاء والتحیّز والتمییز فی الدوائر الحکومیة فی تلک الفترة إلى عدم المساواة والقمع الاجتماعی: أصبحت الرشاوى مهنة الجمیع، من یأکل ما یأکله دون خوف. أحدهم بالفوضى والآخر بالصیاح، أحدهم یأکل من کیس الراعی والأخر من حصة القطیع. أحدهم بالخدمة والآخر بالطاعة، اللص یضرب اللص ویل على اللص الأخیر. (م.ن: 290) إن تفضیل العلاقات على المعاییر وصلت إلى المناصب الحکومیة الرفیعة، والشاعر بما أنه لا یملک علاقة ولا ثروة فی المجتمع، لذلک لا یمکنه الوصول إلى مناصب عالیة!! نشر الفساد الاجتماعی فی تعریف مصطلح الفکاهة، تم ذکر معانیها وأغراضها المختلفة، ولکن فی العدید من هذه التعریفات، لم یتم ذکر الغرض والمهمة الرئیسیة للفکاهة، وهو الإصلاح والتحسین[3]. عندما اتسع نطاق نشاطه فی مجال الفکاهة، یعتبر الشاعر أن المهمة الرئیسیة للفکاهة فی الأدب هی إصلاح الفساد وإزالة عیوب المجتمع ویقول فی هذا الصدد: « کان إصلاح الفرد من أهم ما تناوله الأدب الکلاسیکی سابقاً، ولکن الیوم یتعلق الأمر بالقضاء على الفساد فی المجتمع أکثر من إصلاح مساوئ الشخص. والفکاهة هی إحدى التکتیکات الأکثر نجاحاً فی هذا المجال.» (حالت، 1368ش: 6) قد لفت الشاعر فی أعماله إلى الدمار والفساد الاجتماعی، ونشر الفساد، ومعاناة الفقراء والعدید من القضایا الأخرى فی عصره. فی هذه القصیدة، یشیر الشاعر إلى وضع إیران فی الخمسینیات، منتقداً الوضع الثقافی والسیاسی والاقتصادی، بالإضافة إلى الفساد والقضایا الأخرى فی البلاد: لا تجد کثرة الفساد فی أی مکان، ولا ترى أی احتیال ونصب قدْرَ ما رأیته هنا. لا ترى فی أی مکان جهازَ حکمٍ خالیاً من العدل والإنصاف. لا ترى فی أی مکان أن فی منزل الشعب، یکثر أعداء داخلیین فیه. لا ترى فی أی مکان سفیهاً وأمیاً بین قادة الجماعة قدر ما تراه الآن. لا ترى فی أی مکان خزیاً وعاراً بین الناس أکثر من هذا البطن المنتفخ. لا تجد فی أی مکان من العالم کیف أن الجناة السفلة سعداء بعملهم هکذا. لا یوجد مکان فی العالم مثل ما نراه هنا حیث لا تصل إلى المقصود دون رشوة. لا تجد فی أی مکان من العالم الناس بجمیع الفئات، بارعین فی الخدعة والحیلة. (حالت، 1367ش: 410) یمکن القول إن فی أی وقت ومکان یظهر فی المجتمع مَن یذاع صیته فی روح الدعابة، والناس یمرحون بفنه وإبداعه، وفی نفس الوقت حاول هؤلاء الفکاهیون تعلّم الناس ونقل تجاربهم لهم. لقد أدت هذه الملاحظات الفکاهیة إلى مواساة الناس عبر التاریخ فی مواجهة جمیع المشاکل الاجتماعیة والسیاسیة والثقافیة الفردیة. ینتقد الشاعر عمل الأفراد والقادة الحکومیین فی المجتمع، مستهزءاً بحرکتهم البطیئة، فیشبّه حرکتهم بحرکة السلحفاة التی تُضرب مثلاً فی بطیء الحرکة بل یعتبر حرکتهم أکثر بطئاً من السلحفاة: یقال إن سلحفاة نادت بصوت عال طفلها "یا ولدی". أشکر الربّ أنه مع کل هذا البطء، فلا تصل هذه الحکومات إلى بطئنا حتى. (م.ن: 160)
النتیجة یسعى الإنسان دائماً إلى تحقیق العدالة، مکافحاً عدم المساواة والتمییز. فی فترة الخمسینات، کانت الفکاهة الحقیقیة ترکّز على أوجه القصور ومشاکل الناس فی المجتمع أکثر من مساوئ الأفراد أنفسهم. والشعراء قد أشاروا إلى الفقر فی انتقاداتهم الاجتماعیة وقد تکررت القضایا الاجتماعیة مثل الفقر والظلم باستمرار فی قصائدهم، وکانت الفروق الطبقیة کبیرة فی هذا العقد. بما أن وسائل الإعلام تترک أثراً کبیراً على الجمهور، لهذا نراهم قد بذلوا قصارى جهدهم لتحسین وضع المجتمع وتغییر سلوک الجمهور وتوعیتهم من خلال الإعلام والصحافة. لهذا أخذت الصحافة بوصفها إداة اتصال وإبلاغ تتسع وتتطور شیئاً فشیئاً وبمرور الزمن وتزامناً مع التقدّم العلمی فی المجتمع لعبت دوراً هامّاً فی إصلاح وتقویم أوضاع المجتمع وأحواله. کان "حالت" شاعراً وکاتباً یعمل فی جریدة توفیق وهذه الصحیفة، بالإضافة إلى التعبیر عن المحتوى الأخلاقی والتعلیمی، لم تقتصر على مدرسة معینة بسبب السمتین المهمتین اللتین امتازت بهما أی البساطة وسلاسة المحتوى التی لاقت ترحیباً من قبل الجمهور. فی الواقع کانت تلک الملامح نتیجة الثورة الدستوریة وانتفاضة الصحافة والإعلام التی قلبت طریقة الکتابة وطریقة الکلام وقواعد اختیار القصائد. کانت نظرة الشاعر إلى مشاکل الناس ملیئة بالتعاطف وروح الإنسانیة. فکان یتحدّث عن مشاکل المجتمع وکأنه قد لمسها عن کثب. یجمع بین قصائد الهزل والجدّ، مستمدّاً من خیاله الواسع واستخدامه الکثیر من الکلمات ذات المصطلحات العامیة البسیطة بالإضافة إلى استخدام الأشکال التقلیدیة والبحور القدیمة، خاصة البحر الطویل، ینشد قصائد مذهلة دون أن یتعب القارئ من سماعها. على الرغم من أن قصائده قد تبدو مثیرة للاشمئزاز، إلا أن فی الباطن یکنّ حباً عمیقاً لحقیقة الشرف والعفة، والتی یمکن ملاحظة الفرق بین ظاهر الهزل وباطن الجدّ بقلیل من التمعّن دون تکلّف وإجهاد. إن الفروق الطبقیة فی المجتمع مشکلة أشار إلیها "حالت" مرات عدیدة فی أشعاره. وانتشار قضایا کاللامساواة الاجتماعیة، ترجیع العلاقات على المعاییر، نشر الفساد الاجتماعی، استسلام الحکام، الارتشاء والتمییز فی الدوائر الحکومیة، من جملة القضایا التی انتقدها "حالت" بشدة وقد اشتکى من الانقسام الاجتماعی والظلم السائد فی مجتمعه. ینبغی اعتبار "حالت" ناقداً اجتماعیاً وکاتباً مثقفاً ومنفتحاً من حیث التفکیر وأسلوب الکتابة. لقد لعب دوراً مهماً فی تصویر وضع المجتمع بلغته الحادة والمریرة فی بعض الأحیان. من هذا المنطلق، کان له تأثیر إیجابی فی تطویر وتغییر الوضع الاجتماعی والسیاسی والثقافی للمجتمع فی الخمسینات. [1] . وإن کان هو یعدّ من الطبقة المتوسطة اقتصادیاً. [2] . البحر الطویل هو التکرار غیر المحدود لقواعد العروض وهو فی الواقع هوایة أدبیة یختبر فیها الشعراء أحیاناً قریحة وبالتالی ینشدون الفکاهیات والهزل. وقد استخدم هذا الأسلوب فی التعازی والرثاء إلى جانب الأحادیث والمحاضرات. ومع ذلک، یمکن إنشاء البحر الطویل بتکرار أغلب الأفاعیل العروضیة. «تستخدم فعلاتن فی الغالب فی بناء هذا النوع من الأدب» لمزید من المعلومات (أنظر: حالت، 1377ش: المقدمة) لقد عرف البحر الطویل منذ الفترة الصفویة. أقدم مثال على البحر الطویل هو رسالة نثریة على ما یبدو تم تسجیلها فی تاریخ طبرستان ورویان ومازاندران (881 هـ) من قبل سید نصیر الدین المرعشی، ولکن من حیث الشکل والوزن تعدّ من البحر الطویل. لمزید من المعلومات (أنظر: میر صادقی، 1385ش) یتشکل البحر الطویل عادة بتکرار معظم الأفاعیل العروضیة، لکن فعلاتن استخدمت کثیراً فی هذا النوع من الأدب. قصیدة "الغرفة السحریة" جاءت على هذا الوزن.
[3]. یقول عمران صلاحی فی تعریف الفکاهة: هی السخریة من العیوب والقصور من أجل الإذلال والمعاقبة لغرض اجتماعی، وهذا هو الشکل المتطور للهجاء. أی أن الفکاهة نوع من الهجاء لغرض اجتماعی. | ||
مراجع | ||
أ-الکتب آرینپور، یحیی. (1375ش). از صبا تا نیما. طهران: زوار للنشر. آموزگار، جهانگیر. (1375ش). فراز و فرود دودمان پهلوی. ترجمة: اردشیر لطفعلیان. طهران: مرکز ترجمه و نشر کتاب. اسدیپور، بیژن وصلاحی، عمران. (1365ش). طنزآوران امروز ایران. طهران: مروارید للنشر. اصلانی (همدان)، محمدرضا. (1385ش). فرهنگ واژگان و اصطلاحات طنز. طهران: کارون. پلارد، آرتور. (1381ش). طنزز ترجمة: سعید سعیدپور، ط2، طهران: نشر مرکز. توفیق، عباس. (1396ش). چرا توفیق را توقیف کردند؟. طهران: هرمس. جوادی، حسن. (1382ش). تاریخ طنز در ادبیات فارسی. طهران: کارون. حالت، ابوالقاسم. (1367ش). دیوان خروس لاری. طهران: سنایی للنشر. ـــــــ . (1368ش). دیوان شوخ. طهران: سنایی. ـــــــ . (1372ش). بچهها برق آمده. طهران: سنایی. ـــــــ . (1377ش). بحر طویلهای هدهدمیرزا. طهران: دار سنایی للنشر. حلبی، علیاصغر. (1377ش). تاریخ طنز و شوخطبعی در ایران و جهان اسلامی. بهبهانی للنشر. الحوفی، أحمد محمد. (2005م). الفکاهة فی الأدب: أصولها وأنواعها. مصر: نهضة للطباعة والنشر والتوزیع. دهخدا، علیاکبر. (1377ش). لغتنامه. ج15.طهران: جامعة طهران. رضوی، سیدمسعود. (1395ش). تاریخ توفیق: سرگذشت طنز در مطبوعات ایران. طهران: صوفیا للنشر. روزبه، محمدرضا. (1381ش). ادبیات معاصر ایران. ج2. طهران: روزگار للنشر. صدر، رویا. (1384ش). نگاهی به طنز امروز. طهران: سخن. صلاحی، عمران. (1395ش). طنز در کاغذ کاهی. مروارید للنشر. ــــــ . (1381ش). طنزآوران امروز ایران. ط7. طهران: مروارید للنشر. صدر هاشمی، محمد. (1364-1363ش). تاریخ جراید و مجلات ایران. اصفهان. طلوعی، محمود (1374ش). شاه در دادگاه تاریخ. ط2. طهران: علمی للنشر. فرجیان، مرتضد و نجفزاده بارفروش، محمدباقر. (1370ش). طنزسرایان ایران از مشروطه تا انقلاب. طهران: بنیاد للنشر. قاسمی، سید فرید. (1382ش). تاریخ شفاهی مطبوعات ایران. طهران: ققنوس. ــــــــ . (1390ش). تاریخ مطبوعات ایران پیشینه مطبوعات جهان. طهران: ثانیئ للنشر. قزیحة، ریاض. (1998م). الفکاهة فی الأدب الأندلسی. بیروت: المکتبة العصریة. کسروی، أحمد. (1388ش). تاریخ مشروطه. طهران: کوشش للنشر. مجاهد، أحمد. (1390ش). جوحی. طهران: مؤسسة النشر التابعة لجامعة طهران. معین، محمد. (1382ش). فرهنگ فارسی. طهران: سرایش للنشر. میرصادقی، میمنت. (1385ش). واژهنامه هنر شاعری: فرهنگ تفضیلی اصطلاحات فن شعر وسبکها و مکتبهای آن. ط3. طهران: کتاب مهناز للنشر. نبوی، ابراهیم. (1395ش). کاوشی در طنز ایران. طهران: جامعه ایرانیان. ب) المقالات ساکنیان دهکردی، مهسا. (1387ش). «رویکردی به ادبیات طنز، با جستاری در شعر ابوالقاسم حالت». فصلیة کلیة الآداب والعلوم الإنسانیة. السنة الثالثة. الربیع والصیف. العدد 8و9. صص 69-94. شوقی، أحمد. (1371ش). «طنز و شیوههای گوناگ | ||
آمار تعداد مشاهده مقاله: 253 تعداد دریافت فایل اصل مقاله: 142 |