تعداد نشریات | 418 |
تعداد شمارهها | 10,004 |
تعداد مقالات | 83,629 |
تعداد مشاهده مقاله | 78,548,218 |
تعداد دریافت فایل اصل مقاله | 55,632,338 |
التجلیات البنیویة لروایة "التاریخ السری للأبطال الفرس القدامى" لسیروس شمیسا، دراسة فی التعالی النصی بناءً على نظریة جیرار جینیت | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
إضاءات نقدیة فی الأدبین العربی و الفارسی | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
دوره 10، شماره 40، فروردین 2021، صفحه 99-128 اصل مقاله (383.43 K) | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
نوع مقاله: علمی پژوهشی | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
نویسنده | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
فرشته ناصری* | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
أستاذ مساعد فی قسم اللغة الفارسیة وآدابها، فرع یادگار امام، جامعة آزاد الإسلامیة، ری، طهران | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
چکیده | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
من خلال دراسة النصوص المختلفة والتمعّن فیها، نکشف وجوهاً وموضوعات مماثلة تؤدی إلى معرفة العلاقات البنیویة وعلاقة حضور مشترک بین نصین أو عدّة نصوص. فی غضون ذلک، فإن استخدام علاقات النصیة المتعالیة القانونیة لجیرار جینیت، من خلال إنشاء علاقات مختلفة بین النصوص المختلفة وإنشاء أنظمة، ومشفّرات، وأسالیب ثقافیة وقواعد وصفیة، وکذلک اکتشاف العلاقات بین النصوص المختلفة، یؤدی بدوره إلى کشف الدلالات المشترکة وأوجه التشابه فیما بینها. من هنا، توفّر "روایة التاریخ السری للأبطال الفرس القدامى"، ذات العلاقات التاریخیة والعلمیة والعقائدیة والاجتماعیة والثقافیة (مع نصوص أخرى)، أرضیةً مناسبة لدراسة أسس "النصیة المتعالیة"، بما فی ذلک الأسالیب الوصفیة التحلیلیة وکذلک خصائصها المتنوعة وهی؛ التناص (نصی بینی)، النصیة المتفرعة، النصیة الجامعة، النص الموازی والماوراء نصیة (التعالی النصی للنص). لذلک، قام هذا البحث بدراسة وشرح جمیع الأحداث والتلمیحات الحقیقیة لهذا العمل وتطابقها مع النصوص السابقة، لمعرفة کیف أن الدکتور شمیسا، استطاع من خلال توفیر مساحة بنیویة مناسبة، أن یجعل القارئ یتّجه نحو معرفة أسس علم الاجتماع بشکل واسع. وإلى أی مدى حقّق نجاحاً فی إنشاء شبکة معقدة للنصیة المتعالیة من خلال خلق مساحة شکلیة ومضمونیة مماثلة فی ظل تغییر حجم ومحتوى النصوص السابقة وتخفیض وإطالة فترتها الزمنیة (النصیة المتفرعة) فضلاً عن التداخل الواعی للأنواع الأدبیة المختلفة للنصوص (النصیة الجامعة). | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
کلیدواژهها | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
النصیة المتعالیة؛ التناص؛ النصیة المتفرعة؛ النصیة الجامعة؛ جیرار جینیت؛ شمیسا؛ التاریخ السری للأبطال الفرس القدامى | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
اصل مقاله | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
تزامناً مع إدخال نظریات أدبیة جدیدة فی مجال البنیویة وما بعد البنیویة، لفت بعض العلماء مثل کرستیفا وبارت وریفاتیر وجینیت إلى کشف علاقات بین النصوص. فی جمیع أعمال هؤلاء الباحثین، تمت مناقشة النظریات والقراءات المختلفة لهذه النظریة فی النصوص الأدبیة. لکنّ فهم کل من هذه النظریات وتطبیقها مع النص الأدبی یتطلّب فهماً صحیحاً لمعنى النص. النص عبارة عن مجموعة متماسکة ومستمرة من الجمل التی تحتوی على وحدة دلالیة واحدة أو أکثر. تتکوّن بنیة النص من عناصر دلالیة، ومن خلال هذا النص فقط تتجلّى وحدة هذه العناصر. من منظور البنیویة وخاصة نظریة النصیة المتعالیة التی هی أساس الدراسة الحالیة، فإن النص هو العلاقة بین نیة المؤلف وتفسیر القارئ؛ لذلک، فی کل مرة نقرأ فیها نصاً، یتبادر إلى ذهن القارئ معنى جدید. یشیر هذا إلى أن وجود بعض الجوانب المشترکة والمتسامیة، مثل أنواع الخطاب المختلفة وتداخل الأنواع الأدبیة، یخلق نصوصاً تتطلّب تفسیراً واستناجاً ومعرفة خلفیة أساسیة. التعریفات والأساسیات تتم دراسة العلاقة بین النصوص بشکل منهجی فی الأدب المقارن وخاصة المدرسة الفرنسیة فی الأدب المقارن (عبد المنعم وأمین، 2014م: 587) وتوفّر أسس ولادة الفکر التناصی وأنواعه. (مکاریک، 1393ش: 20) یستند التناص إلى مبدأ أن «النص لیس نصاً منفصلاً؛ لأنه إذا کان الأمر کذلک، فلا یمکن فهم محتواه.» (Frow, 2005: 48) تم اکتشاف مصطلح التناص لأول مرة من قبل جولیا کریستیفا[1] (1970م) ولأی علاقة وتفاعل بین النصوص المختلفة. (الزغبی، 1995م: 12) واعتبرت کل نص تناصاً أو نصاً بینیاً یکون نقطة التقاء وافتراق لعدّة نصوص. وتعتقد أنه لا یمکن لأی مؤلف أن یحقق إبداعاً فنیاً بمفرده اعتماداً على ذاکرته الأصلیة فحسب. (البادی، 2009م: 20) وحاولت کریستیفا استبدال فکرة میخائیل باختین[2] عن تعدّد الأصوات فی النصوص بمفهوم النصیة المتعالیة. (کریستیفا، 1389م: 162-65) وبحسب هؤلاء المفکّرین، «فإن أی عمل أدبی، یجد معناه فی الحدیث مع الأعمال الأخرى السابقة له ولا یوجد نصٌّ مستقل ومکتفٍ بذاته.» (رضائی دشتأرزنه، 1387ش: 35) ) وهم یرون أن «النص لیس نظاماً کافیاً ومستقلاً؛ بل له علاقة ثنائیة الاتجاه ووثیقة بالنصوص الأخرى.» (مکاریک، 1393: 72) کما یمکن القول إنه فی نص محدّد، توجد محادثات مستمرة بین ذلک النص والنصوص الأخرى خارج هذا النص. فقراءة مثل هذه النصوص «تقدّم للقارئ شبکة من العلاقات النصیة، ویعتمد فهم وتفسیر معانی النصوص على اکتشاف هذه العلاقات.» (Allen, 2000: 1) على هذا الأساس، یصبح الأدب ظاهرة عالمیة وعامة، له عناصر ذات وحدة تنظیمیة ومتماسکة وفریدة من نوعها. (أنوشیروانی، 1389ش: 13) لکن جیرار جینیت، قدّم للقارئ أفقاً جدیداً من التناص، مستعیناً بآراء موجودة مسبقاً وقام بتوسیع نطاق دراسات کریستیفا وبارت، والذی یبدو أکثر اکتمالاً ودقةً بالنسبة لکثیر من آراء المنظرین السابقین. وقد أطلق على أی نوع من العلاقة بین نص وآخر غیره "التعالی النصی" أو "النصیة المتعالیة"[3] وقسمها إلى خمس فئات: التناص (نصی بینی)، النص التشعّبی (النصیة المتفرعة)، جامع النص (النصیة الجامعة)، النص الموازی (مشابهة للنص)، والماوراء نصیة. (نامور مطلق، 1386ش: 83) من بین هذه الفئات، یتعامل التناص والنص التشعّبی مع العلاقة بین نصین فنیین أو أدبیین، والأنواع الأخرى من النصیة المتعالیة تتعامل مع العلاقة بین نص ونصوص أخرى مماثلة. کل نوع من أنواع النصیة المتعالیة «مکرّس لشرح نوع من العلاقات بین النصوص التی هی محور الاهتمام والدراسة فی النصیة المتعالیة.» (خسروی إقبالی وکزازی، 1396ش: 99) منهج البحث وأهدافه وأهمیته اعتمد البحث المنهج الوصفی-التحلیلی بهدف اکتشاف علاقة النص بنصوص متعددة. تشمل وحدة التحلیل کل الکلمات والتعبیرات التی ترتبط بطریقة ما، بالنصوص السابقة من حیث الهیکل أو المحتوى؛ لذلک، تم أولاً جمع هذه الکلمات وشرحها والتعلیق علیها وبعد التصنیف على أساس علاقات النصیة المتعالیة لجینیت، تم التعبیر عن خصائص النص فی هیکل البحث. وأخیراً، تم تقییم حضور کل من النصوص السابقة وتفسیر نتائج البحث. یحاول هذا البحث دراسة علاقات النصیة المتعالیة فی روایة "التاریخ السری للأبطال الفرس القدامى" (1382ش) لسیروس شمیسا. هذه الروایة قصة ذات نثر أدبی قدیم یتضمن فی طیّاته أبیاتٍ متعددة. إن أسلوب الکتاب الذی ظهر فی شکل رحلة ومذکّرات، هو مزیج من الأسالیب الجدیدة للکتابة الروائیة والنثریة للأدب الفارسی القدیم ویحتوی على رموز وتشبیهات یجب على القارئ تفسیرها لنفسه. تروی هذه الروایة سرداً صوفیاً عرفانیاً فی العصر المعاصر یتّخذ فیه السالک (الراوی، البطل، الکاتب، وغیره من الأبطال) طریق السیر والسلوک. یتحدّث شمیسا فی هذا العمل عن حیاة وسلوک الأبطال مثل جلال الدین الرومی وشمس التبریزی والشیخ صنعان والحلاج وأویس القرنی والنبی موسى علیه السلام والخضر، الذین یروون روایات مختلفة عن الوصول إلى الحقیقة وتحقیق الکمال. وهو بخلط النصوص التاریخیة والسرد والتداعی الحر للأفکار، وباستخدامه الواعی لمحتوى وأسلوب النصوص السابقة، ینوی إنشاء شبکة معقدة للنصیة المتعالیة، بحیث یمکن القول إن نص هذه الروایة وُلد من نصوص سابقة. أسئلة البحث إلى أی مدى یتماشى تحلیل روایة التاریخ السری للأبطال الفرس القدامى مع نظریة جینیت حول التعالی النصی؟ ما علاقة هذا العمل بالنصوص السابقة فی الغالب وعلى أی نوع من علاقات النصیة المتعالیة لجیرار جینیت قائمة؟ خلفیة البحث حتى الآن، قامت العدید من الدراسات بتحلیل الأعمال الأدبیة من منظور جیرار جینیت. یُعدّ نامور مطلق الباحث الأول فی إیران الذی یقدّم فی العدید من الأبحاث التالیة، نظریةَ النصیة المتعالیة لجیرار جینیت منها: «التعالی النصی: دراسة العلاقة بین نص ونصوص أخرى» (1386ش)؛ «تصنیفة النص التشعبی» (1391ش)؛ «التعالی النصی فی مشهد مقتل الثور السماوی فی تصویر روایة جلجامش» (1394ش)؛ «قراءة التعالی النصی لأربعة تصاویر مختارة لکلودیا بالماروسی مع نصوص سابقة لرسم إیرانی» (1397ش) ویمکن الإشارة إلى باحثین آخرین فی هذا المجال: عرب یوسف آبادی وآخرون (1392ش) فی مقال "نصوص فی مقامات الحمیدی". اسپرهم وچمنی (1393ش) فی مقال "مقارنة بین محتوى مرصد العباد لنجم الدین الرازی وحدیقة الحقیقة لسنائی الغزنوی على أساس نظریة النصیة المتعالیة". إسپرهم وسلطانی (1393ش) فی مقال "دراسة انعکاس الشاهنامة لفردوسی فی رائعة رحیم معینی کرمانشاهی على أساس نظریة النصیة المتعالیة". نوروزی وعلی بیگی (1393ش) فی مقال "تأثیر فردوسی على سعدی وفق نظریة النصیة المتعالیة". وفایی (1393ش) فی مقال "دراسة علاقات النصیة المتعالیة على النمط الهندی". حسن آبادی (1394ش) فی مقال "باب فی المرشد الحقود، مقاربة التعالی النصی فی بنیة ملحمیة". بهنام (1395 ش) فی مقال بعنوان "دراسة نطاق تأثیر الشاهنامة على أبحاث المستشرقین الإنجلیز: مقاربة مقارنة مبنیة على أسس جیرار جینیت". إمامی وآخرون (1396ش) فی مقال "دراسة وتحلیل العلاقات النصیة لروایة التریاق مع الشاهنامة"؛ کامیاب ومحمدی (1396ش) فی مقال "دراسة مقارنة لأنواع النصیة المتعالیة مع نظریة البلاغة الإسلامیة فی نفثة المصدور لزیدری نسوی". پیرانی (1397ش) فی مقال "البحث فی حدیقة سعدی مقاربة النصیة المتعالیة لجینیت من منظور الأدب المقارن". نادری (1397ش) فی مقال "وظیفة نظریة النصیة المتعالیة لجینیت فی اکتشاف وتحلیل تأثّر کوشنامة بالشاهنامة"؛ إبراهیمی ومحمودی (1397ش) فی مقال "دراسة مقارنة- تعالیة نصیة بین النصوص لتأثیر رسومات مدرسة هیرات فی أورهان باموک مع الترکیز على قصة خسرو وشیرین لنظامی وروایة "أُدعى أحمرَ". فی جمیع هذه الأبحاث، خضعت نظریة النصیة المتعالیة لجیرار جینیت بالکامل للبحث والدراسة بشتى علاقاتها المختلفة فی المجتمع الإحصائی. کما تم العثور على دراستین تناولتا تحلیل ونقد الروایة المعنیة. أولاً، تناولت منصورة تدینی (1389ش) فی مقالها "ما بعد الحداثة فی روایة التاریخ السری للأبطال الفرس القدامى للدکتور شمیسا" وقامت بدراسة بعض عناصر ما بعد الحداثة مثل عدم الترابط، والخلط بین الأنواع الأدبیة، والربط القصیر، وعدم الحسم، والغموض والتناص فی هذه الروایة. وتخلص إلى أن هذه القصة دخلت عالم ما بعد الحداثة بطریقة جدیدة ومحلیة. المقال الثانی لفرزاد کریمی (1396ش) بعنوان "الوعی الذاتی وموت الموضوع فی روایة ما بعد الحداثة الفارسیة: التاریخ السری للأبطال الفرس القدامى" یتناول الکاتب هذه الروایة من منظور طرق اکتساب المعرفة وتحقیق الوعی الذاتی والظروف النصیة وأثرها على العقل البشری وحیاته فی حالة ما بعد الحداثة. ویخلص إلى أن الإنسان فی هذا العمل وهو بوعی الذات ما بعد الحداثی، موضوعٌ یستحیل تطوره وتوسیعه. بناءً على الخلفیة المذکورة أعلاه، لم یتم العثور على أی بحث قام بدراسة العلاقات بین النصوص فی روایة التاریخ السری للأبطال الفرس القدامى. کذلک، فإن تلک الدراسات التی حللت وانتقدت عملاً أدبیاً مبنیاً على نظریة جیرار جینیت، لم تتناول دراسة الأفعال والعناصر السردیة وموضوع السرد فی قسم النص التشعبی (وهو أحد الأنواع الأکثر شیوعاً فی العلاقات بین النصوص) کما أهملوا فی قسم "التعالی النصی" تحلیل العلاقات بین صور غلاف العمل الأدبی مع الصور أو النصوص السابقة، ولکن فی هذا البحث، تمت دراسة هاتین المسألتین علمیاً مع الترکیز على نظریة جینیت. لذلک، یمکن القول بجرأة، إن هذا البحث هو أول عمل یتناول هذه الروایة من هذا المنظور. البحث والدراسة ملخص الروایة هذه الروایة التی کتبها الدکتور سیروس شمیسا[4] تحکی قصة متصوف یعرف بالبطل، یزور مراد فی الشتاء ویعود فی الربیع. الأزمنة تتداخل فی هذه القصة بحیث إن القارئ لا یواجه رحلة صوفی واحد وإنما هی قصة تحکی عدة رحلات لعدّة متصوفة فی أوقات مختلفة، فیُعرض خلالها أیضاً الرحلة الروحیة للصوفیة الروحیین الکبار فی إیران. البطل الرئیس السالک الحزین وبغله، فهما أصدقاء ورفاق درب فی الوحدة والوحشة. بالنظر إلى أن نیة هؤلاء الصوفیة الذین کانوا من سلالة سریة، محاربة البلاط والسیطرة على عالم الروح والروحانیة، لذلک تم تصویرهم على أنهم متصوفون محاربون وهم دائماً یظهرون فی ساحات القتال. فی نهایة الروایة، یذهب الرجل العجوز إلى معرکته الأخیرة. والراوی، بعد عودته وبعد ترتیب وضع أسرته، یأخذ أمتعته کما کان ینوی وینطلق فی رحلة؛ رحلة لا رجعة فیها لا یعرف أحد نهایتها. التعالی النصی فی التاریخ السری للأبطال الفرس القدامى یرسم جیرار جینیت نظاماً محدّداً لتحلیل معانی النص. ولتحلیل علاقة نص معین بالنظام الثقافی بأکمله، وضع بویطیقا ثابتة نسبیاً واختار مصطلح النصیة المتعالیة للإشارة إلى أنواع العلاقات بین نص ونصوص أخرى. فیما یلی نتناول أنواع العلاقات الخمسة للنصیة المتعالیة فی نص التاریخ السری للأبطال الفرس القدامى: النصیة البینیة (التناص)[5] یستخدم جینیت التناص بمعنى محدود، أی الحضور المتزامن لنص فی نص آخر، ویقسمه إلى ثلاث فئات: صریح (الاستحضار) وضمنی (التلمیح) وغیر صریح (اقتراض غیر مصرّح به). (بوغنوط، 2007م: 33) قد جاء فی تعریف التناص غیر الصریح أنه «یحیل إلى مفاهیم الاقتباس والسرقة الأدبیة؛ لأن النص السابق تم إخفاؤه تماماً فی النص الحاضر.» (نامور مطلق، 1390ش: 46) ومن خلال دراسة الروایة المعنیة، لم یکن هذا النوع من التناص موجوداً فیها؛ لذلک، ذُکر النوعان الأوّلان فقط من التناص فی هذا العمل.
-تناص الاستحضار (المقتبس الصریح)[6] فی هذا النوع من التناص، یکون النص السابق حاضراً بشکل واضح فی النص الحالی بعلامات اقتباس أو مراجع (Genette, 1997: 2)؛ لذلک، فی النص الحالی، لا توجد نیة لإخفاء النص السابق (بو علی، 2014م: 106) یتضح هذا النوع من التناص فی التاریخ السری للأبطال الفرس القدامى؛ وقد أدخله شمیسا عن قصدٍ فی مجموعة متنوعة من الخطابات النصیة التی ترتبط بنوعٍ ما بعالم الصوفیین وأفکارهم: جاء فی التناص الصریح (مع العدید من الکتب الشهیرة): «لقد سمعت من أستاذی أن مشاهد هذه الحروب قد تم حفظها فی شکل لوحات فی العدید من الکتب القدیمة مثل ارژنگ وتنگلوشا.» (شمیسا، 1382ش: 23) وهو إشارة إلى کتابین مشهورین من ارژنگ مانی وهو یمثل أسلوب الرسم الشرقی وتنگلوشا الذی یمثل أسلوب الرسم الغربی. (موسوی بجنوردی، 1390ش: 16/6126) فی أجزاء من الروایة، یؤسس شمیسا بدرایة، رابطاً دلالیاً بین الموقف الذی یجد فیه الراوی نفسه والوضع الذی یصوّره الرومی والخیام فی بعض قصائدهما. لتفسیر النص الحالی وفهم معناه ، یجب على المرء أن یتبع علاقاته مع النصوص السابقة؛ لذلک، لا یمکن اعتباره نصاً مستقلاً. وهنا یوفر هذا التشابه الکامل سیاق النصیة البینیة الصریحة التالیة فی النص الحالی: تناص صریح مع قصائد الرومی: «ینصح أستاذی دائماً بالبقاء بعیداً ویقول: إیاک أن تجرّها معک إلى بغداد.» (شمیسا: 70) تحتوی هذه العبارة على علاقة نصیة صریحة بإحدى أبیات قصة قناص الأفاعی والتنین فی المثنوی المعنوی: کرمست آن اژدها از دست فقیر پشهای گردد ز جاه و مال صقر اژدها را دار در برف فــــراق هین مکش او را به خورشید عراق (الرومی، 1388ش: 3/ 1053) - هذا التنین یصبح دودة من الفقر، وتتحوّل البعوضة إلى صقر من الثروة. - دعها تبقى مجمّدة فی عزلتها بالثلج، وإیاک أن تجرّها معک إلى العراق. «کان بطل یقول: إنی ما لم یُعثر علیه أتمنّاه.» (شمیسا: 58) تحتوی هذه العبارة أیضاً على علاقة نصیة صریحة بإحدى قصائد جلال الدین الرومی الغزلیة: دی شیخ با چراغ همیگشت گرد شهر کز دیو و دد ملولم و انسانم آرزوست گفتند یافت مینشود جستهایم ما گفت آنک یافت مینشود آنم آرزوست (الرومی، 1363: 234) -کان الشیخ یدور حول المدینة بمصباحه، یقول أشعر بالملل من الأشباح والخبائث وأرید إنساناً فی وجودی ینهض. -قالوا لم تحصل علیه فنحن بحثنا عنه، قال إنی ما لم یُعثر علیه أتمنّاه. نص بینی صریح مع رباعیات الخیام: «کنت أردّد هذه الأغنیة مع نفسی: این کوزه چو من عاشق زاری بوده است در بند سر زلف نگاری بوده است این دسته که بر گردن او میبینی دستی است که بر گردن یاری بوده است» (شمیسا، 125) -هذه الجرة تبدو کنفسی المغرمة والمتیّمة بشَعر الحبیب. -المقبض الذی تراه على رقبتها هو ید الحبیب حول عنقها. «سمعت من قلب التراب أغانی حزینة یردّدها المطربون بلسان الحال: پا بر سر هر سبزه به خواری نَنهی کان سبزه زِ خاک لالهرویی رَسته است.» (م.ن: 126) -لا تدس العشب کله فإنک تدوس الشوک، ینمو ذلک العشب فی تربة ینمو فیه الزنبق.
-التناص الضمنی (التلمیحی)[7] فی هذا النوع من التناص، یستخدم المؤلف إشارات فی النص بشکل غیر محسوس یمکن من خلالها تحدید التناص ومعرفة مرجعیته. (بوعلی، 2014م: 109)، لذلک، فی هذا الشکل من التناص، مع قلیل من الدقة والذکاء، یمکن فهم العلاقة بین النصین بشکل جلی نوعاً ما. (Genette, 1997: 2) فی التناص الضمنی أو التلمیحی، «لا تتم الإشارة الصریحة إلى النص المرجع کالتناص الصریح، ولا یتم إخفاء النص السابق کالتناص غیر صریح؛ بل فی ملفوظ لا یستطیع إلا الخیال الحادّ تقدیر العلاقة بینه وبین ملفوظ آخر، لما یلاحظه فیه من نزوع نحوه بشکل ما من الأشکال.» (المرجع نفسه: 8) إن الإشارة إلى المصطلحات الصوفیة والأحداث والأماکن والأسماء المحدّدة، هی أحد أنواع التناص الضمنی الموجود فی التاریخ السری للأبطال القدماء فی بلاد فارس؛ لأن هذا العمل یحتوی على مفاهیم یعتمد جزء من فهمها على تلقی النماذج والنصوص التاریخیة الصوفیة التی یرتبط بها النص الحالی. تعتبر قصة الشجرة الخضراء المقدسة التی تشتعل أمام أعین موسى علیه السلام، من الموضوعات التاریخیة المذکورة فی هذا النص. ترک موسى علیه السلام عائلته فی الصحراء وفی البرد لیؤتی بقبس من النار فإذا بنارٍ «تلفت انتباه موسى علیه السلام من بعید. فهو الآن بقرب من تلک النار ولکنها تبدو مختلفة عن النار العادیة. نعم؛ إنها شجرة خضراء یشعّ منها النور ونداء یتردّد صداها تکرّماً من الإله وعنایةً منه: فَاخلَعْ نَعلَیک اِنَّک بِالوادِ المقَدَسِ طُوی. ثبت موسى علیه السلام فی مکانه ونظر حوله بدهشة. وفجأة یخاطبه صوتٌ ملکی مرة أخرى: إنَّنی أنَا اللّه لا إِلهَ إلاّ أَنَا.» (موسوی، 1388ش: 253) المقتطفات التالیة من الروایة هی نص بینی ضمنی (تناص ضمنی) لهذه القصة التاریخیة: «قال الشیخ إنها الشجرة المقدّسة للأبطال القدامى تُدعى شجرة النار. وهی دائمة الخضرة، وهی فی الشمس والثلج والصیف والشتاء لا تتغیّر.» (شمیسا: 55) «من الماء إلى رحلة النار، حتى الشجرة الخضراء.» (نفس المرجع: 69) إن موضوع الوحدة فی الکثرة، هو أحد المفاهیم المطروحة فی مجال التصوف والعرفان. یعنی هذا المفهوم أن «عالم الحقائق یتکوّن من کائنات تختلف بطبیعتها عن بعضها؛ لکن المثال الجوهری والأصلی للوجود، لیس أکثر من واحد وهذا الجوهر هو الذات الإلهیة، والکثرة إنما هی مظاهر وسمات لذلک الجوهر الإلهی الواحد.» (آملی، 1998م: 659؛ قیصری، 1416ه: 1/16) فی منطق العطار، یرمز ثلاثون طائراً توصّل إلى الحقیقة من بین مئات الآلاف من الطیور حیث وجدت العنقاء فی نفسها، إلى أنه «من بین آلاف السالکین، هناک قلّة قلیلة تصل إلى الکمال وتحقق رؤیة الحقیقة داخل نفسها. وحینها تستحق الزعامة.» (رجائی بخارایی، 1364ش: 94) الرباعیة التالیة لمحمد أفضل سرخوش هی تلخیص لسرد موضوع منطق الطیر للعطار النیسابوری: سیمرغ ز شوق بال و پر بگشودند در جستن سیمرغ هوا پیمودند کردند شمار خویش چون آخر کار دیدند که سیمرغ هم اینها بود (شفیعی کدکنی، 1383ش: 37) - فتحت الطیور الثلاثین أجنحتها وریشها بحماس وحلّقت بحثاً عن العنقاء. -عندما أحصت أخیراً نفسها رأت إنما هی العنقاء نفسها. فی نص الروایة، تُروى الخطابات على لسان الراوی/الکاتب الذی له تناص ضمنی مع فکرة الوحدة فی الکثرة فی التصوف: «کانت حیاة کل هؤلاء الأبطال على نمط واحد.» (شمیسا: 6) «إن أحد الأبطال وربما مئات الأبطال الآخرین قد عادوا منها.» (نفس المرجع: 8) «لقد امتزجت نظراته، ونظرة الشیخ، ونظراتی کلها معاً.» (نفس المرجع: 11) «لعلّنی تکرار لآخر.» (نفس المرجع: 12) «یصل الحبیب إلى منزلة المحبوب ویصبح المحبوب حبیباً لنفسه.» (نفس المرجع: 73) «اتحاد بین بطل وشمس.» (نفس المرجع: 89) بالإضافة إلى ذلک، یمکن ملاحظة إشارات ضمنیة إلى المصطلحات الصوفیة والأماکن والشخصیات التاریخیة فی هذا العمل والتی بسبب وضوح المحتوى فی هذا القسم، سنذکر باختصار أمثلة التناص الضمنی المتداخلة: قریة العالم (ص 49)، أیاز ( ص 69)، قمیص یوسف (ص 84)، النیرفانا (ص 86)، شمس (ص 89)، ذو القرنین (ص 156)؛ أضغاث أحلام (ص 165)؛ وسواس الخنّاسین (ص 165)؛ الصراط المستقیم (ص 165)؛ أنهار تحت الأشجار (ص 172)؛ طائر الحق (ص 191) النص التشعّبی (النصیة المتفرعة)[8] فی النصیة المتفرعة أو النص التشعّبی، فإنه «بدلاً من التأکید على الحضور الفعلی بین النصوص وتفاعلها مع بعضها، یتم دراسة تأثیرها العام والملهم على بعضها بعضاً.» (نامور مطلق، 2007: 94) بعبارة أخرى، النص التشعبی هو «علاقة نوع التفسیر الذی یربط النص السابق بالنص الحالی.» (جینیت، 1996م: 74)؛ لذلک، یتعامل النص التشعبی مع نصوص قد أعیدت کتابتها بناءً على نصوص سابقة. فبعد دراسة العلامات ومصدر الإلهام للروایات السریة للأبطال الفرس القدامى، استنتج من الأعمال الصوفیة أنه فی هذا العمل، یوجد نوع من التغییر فی حجم النص والمحتوى والذی یسمى التحویل[9]فی نظریة جینیت. وعملیة التحویل هی «إعادة کتابة النصوص السابقة بهدف إحداث تغییرات علیها.» (Genette, 1997: 309)، والتی تنقسم إلى نوعین: الکمی والتداولی.
-التحوّل الکمّی[10] تتمثل إحدى طرق تغییر النص الحالی لإنشاء نص جدید فی «تقلیل أو زیادة حجم النص السابق؛ على أساس أن محتوى النص السابق لا یتغیّر.» (جینیت، 1996: 24) إذا کان النص الحالی أکثر إیجازاً من النص السابق، فقد حدث فیه انخفاض فی التحویل الکمّی؛ ولکن إذا کان النص الحالی أکثر اتساعاً من النص السابق، فإن فیه زیادة فی التحویل الکمّی. فیما یلی بعض الأمثلة على الانخفاض والزیادة فی التحویل الکمّی فی التاریخ السری للأبطال الفرس القدامى: النص الحالی: «ریح تهبّ کالریاح التی ... نقلها الشیخ نفسه فی وصفه لمراحل الأبطال السبع.» (شمیسا: 124) النص السابق: مراحل الحب السبعة، هی الخطوات التی یجب أن یمر بها السالک فی سلوک طریق الحدس والتأمل نحو الحضرة الإلهیة. یحدّد العطار هذه المراحل على النحو التالی: گفت ما را هفت وادی در رَه است چون گذشتی هفت وادی، درگه است هست وادی طلب آغاز کار وادی عشق است ازآنپس، بی کنار پس سیُم وادی است آن معرفت پس چهارم وادی استغنا صفت هست پنجم وادی توحید پاک پس ششم وادی حیرت صعبناک هفتمین، وادی فقر است و فنا بعدازاین روی روش نبود تو را در کشش افتی، روش گم گرددت گر بود یک قطره قلزم گرددت (العطار، 1380ش: 169) -قال: لدینا فی الطریق سبعة أودیة، لأن بعد مرور سبع مراحل یمکننا الوصول إلى حضرة الإله. - طلب سلوک الوادی اولاً ثم سلوک مراحة الحب ثانیاً. - فالوادی الثالث هو المعرفة، الرابع هو حالة الاستغناء رغبتک. -الوادی الخامس هو التوحید الخالص، ثم مقامک السادس الحیرة. -السابع وادی الفقر والفناء بعدها لم یکن هذا طریقک. -ستکون فی حالة الجذب والفیض، وستفقد الطریقة إذا شربت قطرة ماء من البحر الأحمر.
قراءة نصیة متفرعة: إن النطاق الزمنی للنص الحالی أقصر بکثیر من النطاق الزمنی للنص السابق. یروی شمیسا النص السابق بالتلخیص وبشکل موجز (سبع مراحل من البطولة) دون أن یذکر تفاصیل مراحل الحب. فی الواقع، بما أن النطاق الزمنی الذی استخدمه شمیسا لأداء مثل هذه الأفعال أقلّ من الفترة التی یقضیها القارئ فی ذلک، فإن السرد یخدم الانخفاض فی التحویل الکمّی. مثل هذا التحویل یذکّرنا بقول جینیت «فی الحوار فقط، یظهر أداء کل لفظة فی النص کأدائها فی القصة.» (Toolan, 2001: 48) النص الحالی: «نقل عن أحد الأبطال أنه کان مغرماً ولکنه لا یعرف من کان یحب. قال إننی عندما انطلقت من الغرب ووصلت إلى أرض روما، أدرکت أننی وقعت فی الحب، لکننی لم أعرف الحبیب قطّ.» (شمیسا: 73) النص السابق: «شیخ صنعان الذی کان یقطن مکة مع أربعمائة من مریدیه، وکان على قدر کبیر من الصلاح والتقوى، رأى لیلةً فی منامه أنه رحل إلى بلاد الروم وسجد للصنم فأسرع بالذهاب إلى بلاد الروم مع مریدیه، وهناک أُغرم بفتاة مسیحیة غراماً شدیداً. بعد کشفها عن حجاب وجهها اضطربت نار العشق فی قلب الشیخ صنعان وضاع متاعه من دینه وتقواه، ولما أدرکت الفتاة حبّه لها ومقدار شغفه بها، عرضت علیه شروطها وهی: السجود أمام الصنم، وإحراق القرآن، وشرب الخمر، والبعد عن الإیمان. فقبل فی بدایة الأمر شربَ الخمر دون غیرها، وبعد أن تمکّنت منه الخمرُ وسیطر علیه العشق، قَبِلَ أن یکون مسیحیاً وعقد الزنار. فحاول مریدوه إصلاحَه دون جدوى، فأسرعوا بالعودة إلى الکعبة، وکان للشیخ صنعان صدیقٌ یقطن الکعبة، حین علم هذا الصدیق بما حدث للشیخ صنعان، اغتّم وحزن حزنا ًشدیداً. فأسرع بالسفر إلى بلاد الروم مع المریدین للّحاق بالشیخ، وواصلوا التضرّع والتشفع أربعین لیلة. فاستجاب الله تضرّعهم، وذات لیلة، رأى أحد المریدین الرسول-صلّى الله علیه وآله -فطلب منه الشفاعة للشیخ عند الله، فتشفع له الرسول الکریم، فتخلّى الشیخ عما فعله، وعاد الجمیع إلى مکة مرة ثانیة. وبعد رحیله رأت الفتاة فی نومها أن الشمس قد سقطت بجانبها وطلبت منها الإسراع صوبَ الشیخ، فأسرعت خلف الشیخ حتى وصلت إلیه بالحجاز، فاضطرب الشیخ حین علم بقدومها ولکنّها طلبت منه أن یعرض علیها الإسلام، وما أن أسلمت حتى أسلمت روحها.» (عطار، 1380ش: 285- 302) قراءة نصیة متفرعة: إن النطاق الزمنی للنص الحالی أقصر بکثیر من النطاق الزمنی للنص السابق (المصدر). فقد أورد شمیسا النص الحالی باختصار موجز (نقل عن أحد الأبطال وهو یشیر إلى الشیخ صنعان: وصلتُ إلى روما، أدرکت أنی وقعت فی الحبّ الذی (یشیر إلى رحلة الشیخ صنعان إلى روما وأیضاً إلى وقوعه فی حب فتاة مسیحیة) ویروی دون أن یذکر تفاصیل رحلته وأصحابه وکذالک کیف وقع الشیخ صنعان فی هذا الحب. فی الواقع، بما أن النطاق الزمنی الذی یستخدمه شمیسا لأداء مثل هذه الأفعال أقل من الفترة التی یقضیها القارئ فی ذلک، فإن السرد یخدم الانخفاض فی التحویل الکمّی.
التحوّل البراغماتیکی (التداولی)[11] یعتقد جینیت أنه أحیاناً «یتم إنشاء النص الحالی من خلال إجراء تغییر فی مجال المعنى ومحتوى النص السابق، ما یؤدی إلى تغییر فی العدید من الأحداث والموضوعات الرئیسة للقصة.» (جینیت، 1996م: 25) یسمی هذا النوع من النصی التشعّبی، التحول الراغماتیکی. فی أجزاء من التاریخ السری للأبطال الفرس القدامى، ظهرت تغییرات واضحة عند استخدام النصوص السابقة، مما یعکس السمة البارزة لأعمال ما بعد الحداثة. فی هذا النوع من الأعمال، یعتبر «تزلزل الشخصیات والأحداث التاریخیة وتحوّلها البنیوی والعملی» (رشید بعلی، 2011م: 72) أسلوباً شائعاً. واستناداً إلى هذا الأسلوب، قلب شمیسا الأحداث الثابتة للرومی وشمس وخلق سرداً جدیداً لتلک الأحداث بطریقة أخرى ومن وجهة نظر أخرى. النص الحاضر: «کانت ذروة مقام هذه الطائفة التی لم تدم طویلاً عندما کانت الشمس قریبة جدًا من الأرض لدرجة أن شیخهم وقف أمام الشمس على جبل یخصه فشرع یتحدّث معها. کان غیابه یدوم أحیاناً لفترة، ویقلق علیه مریدوه وعندما کانوا یریدون لقاءه یواجهون ضوء الشمس الساطع وبالتالی لا یستطیعون الاقتراب من شدة الضوء. لذلک قرر بعض المقرّبین الإضرار بالشمس بمساعدة عالم أو اثنین وإبعادها عن أرضهم. لقد نجحوا مرة. ولکن بعد غیاب الشمس قاتلة الصحو، تضایق الشیخ لدرجة أن أهل الکمال والعلماء طلبوا الشمس وأعادوها إلى قمة مقره الجبلی، ثم أعادوا الشیخ إلى مقره فوق الجبل. ولکن بعد فترة قصیرة، قام فئة من المقرّبین بإصابة الشمس وإلقاء جسمها الدموی فی البئر.» (شمیسا: 51-52) «متجاهلین أنه بالرغم من غروب الشمس فی الماء، فإنها تطل کل فجر من أعماق الماء.» (نفس المرجع: 57)
النص السابق: وأضاف «عندما حقد مریدو شمس الدین علیه وأصبحوا یضایقونه ویسببون له المتاعب، ترک شمس قونیة وقرر عدم العودة إلى تلک المدینة الصاخبة، ویذهب حیث لا تصل أخباره أحداً، حتى تواطأوا فی قتله.» (زرینکوب، ١٣٧٠: ١٢٧) «کان شمس جالساً مع الرومی، فأشار أحدهم من الخارج لیخرج إلیه على انفراد. نهض على الفور وقال للرومی إنهم یدعوننی لقتلی. وبعد فترة قال والدی: ألا له الخلق والأمرُ فتبارک اللّه؛ فحوّل الأمر إلى الله. یقال إن سبعة من المریدین قد تکاتفوا وترصّدوا له فی الکمین، وعندما أتیحت لهم الفرصة، طعنوه بالسکین وصرخ شمس الدین بشدّة حتى أغمی علیهم جمیعاً... وألقوا جسده فی بئر.» (أفلاکی، 1362ش: 2/683 - 685)
قراءة نصیة متفرّعة: القاسم المشترک بین النصین، هو الإشارة إلى موضوع غیاب شمس الطویل ووفاته. لکن شکل السرد یتغیّر حسب ما أراد شمیسا. یوضح الجدول التالی التحویل البراغماتیکی (التداولی) للنص الحالی:
ومن النماذج الأخرى للتحول البراغماتیکی فی التاریخ السری للأبطال الفرس القدامى هی کالتالی: النص الحالی: «ومن طقوسهم السریة قتل الثور. الثور الذی کانوا یقتلونه لم یکن مرئیاً بالعین المجردة. کان هذا الثور رهیباً ماکراً، وکان علیهم أن یتّبعوه حتى أعماق الوجود. والأبطال الذین یتمکّنون من قتل الثور، سیصلون إلى منزلة الثوریة ویطلق علیهم الثوار» (شمیسا: 55) النص السابق: إن قتل النفس أو مجاهدتها کان شائعاً بین الجماعة الصوفیة. وفی المصطلح الصوفیة، یُطلق على مجاهدة النفس الأمّارة، الموت الأحمر (لاهیجی، 1371ش: 426) کما جاء فی النصوص التالیة: «هذا خطاب موجّه إلى فتیة أهل السلوک الذین یحاربون أنفسهم بالمجاهدة والمکابدة حتى یتقرّبوا إلینا.» (میبدی، 1997م: 1/197) «أعلى جهاد هو الجهاد بالنفس.» (فروزانفر، 1361: 15) نفس خود را کش جهانی را زنده کن خواجه را کشتست او را بنده کن مدعی گاو نفس تست هین خویشتن را خواجه کردست و مهین آن کشندة گاو عقل تست رو بر کشنده گاو تن منکر مشو (الرومی، 1388ش: 3/ 1373- 1387) -اقتل نفسک وأحیی عالماً، قتل السید فاسعبده. -إنما داعی الثور نفسک فصارت سیداً عزیزاً. -وقاتل الثور عقلک ولا تنکر قاتل ثور الجسم. قراءة نصیة متفرعة: على الرغم من ارتباطه بالنصوص السابقة، یدعو شمیسا القارئ إلى رؤیة عالمیة لقصة قتل الثور عند الأبطال، والتی تنبثق من فکرة مجاهدة النفس فی التصوف. یوضح الجدول أدناه التحویل التداولی فی النص:
النص الحالی: «على البطل (التاجر) الجدید أن یثابر ویتعب نفسه ویجهدها، ویسلک الطرقات بلا انقطاع، رغم أنه لا یعرف إلى أین یتجه. وعلیه بقدر المستطاع أن ینقی نفسه ویطهّرها حتى لا تؤذیه الأحلام ... قال الشیخ: نعم، إن الجهد بلا طائل خیر من البقاء ساکناً دون جهد، ولکن فی النهایة لا طائل منه. إذا أصیب البطل (السالک) الجدید بجرح عمیق فی روحه أو دماغه، فسیظل معاقاً بقیة حیاته ...، یجب أن یکون البطل على علم بجرحه، وفی هذه الحالة من الأفضل له أن یقوم بمفرده.» (شمیسا: 62-63) بس دراز است این حدیث خواجه گو تا چه شد احوال آن مرد نکو خواجه اندر آتش و درد و حنین صد پراکنده همیگفت این چنین دوست دارد یار، این آشفتگی کوشش بیهوده به از خفتگی اندرین رَه میتراش و میخراش تا دَم آخر دَمی فارغ مباش (الرومی، 1388ش: 1/143) النص السابق: جزء من قصة الببغاء والتاجر فی المثنوی المعنوی: هذا الحدیث طویل فحدّثنا أیها الشیخ (الببعاء) عن ذلک التاجر ماذا حلّ به؟ یکرر الببغاء هذا الحدیث مراراً وفی کل مکان علیه أن یکون فی حالة من العذاب والألم والحزن. یحبّ الحبیب هذا الاضطراب والجهد دون طائل وهذا أفضل من النوم والکسل. علیک أن تسلک هذا الطریق بلا انقطاع وأن تنقی نفسک وتطهّرها وتسلک الطریق حتى آخر النفس. قراءة النص التشعبی: تُظهر علاقة النص التشعبی للنص الحالی بالنص السابق، أن عناصر السرد فی النص الحالی یتمیّز بتحوّل براغماتیکی (تداولی) على النحو التالی:
النص الحالی: «عندما استیقظت قرابة الفجر، کانت النیران تنطفئ شیئاً فشیئاً. وضعت فرع شجرة جافة على رأسی وأردت أن أنظر من النافذة إلى الخارج. کان نسیم الفجر قد جعل النوافذ ضبابیة غیر واضحة. وصوت عدة وقواقات یأتی من بین أشجار الصنوبر.» (شمیسا: 70) النص السابق: خه خه ای موسیچة موسی صفت خیز موسیقار زن در معرفت همچو موسی دیدهای آتش ز دور لاجرم موسیچهای بر کوه طور (العطار، 1374ش: 39) -بخ بخ أیتها الوقواق التی تبدین کموسى، انهضی أیتها الملحّنة فی طریق السلوک. کموسى رأیت ناراً من بعید تضرم، فلابد أن وقواقاً على جبل الطور مستقر. یقدّم العطار السالک کوقواق[12] یشجعه على السیر والسلوک فی ممر الجبل حتى الوصول إلى معرفة الحقیقة. وأنه إذا لم یتمکّن من الوصول إلى منصب النبی موسى علیه السلام، فیمکنه أن یکون موسیقیاً. یحکی قصة النار التی تشتعل من الشجرة دائمة الخضرة على قمة جبل طور (سیناء). آن ایاز از زیرکی انگیخته پوستین و چارقش آویخته میرود هر روز در حجرة خلا چارقت اینست منگر در علا شاه را گفتند او را حجرهایست اندر آنجا زر و سیم و خمرهایست این قدر گر هم نگویم ای سند شیشة دل از ضعیفی بشکند شیشة دل را چو نازک دیدهام بهر تسکین بس قبا بدریدهام (الرومی، 1388ش: 5/235-238) -لقد دفع ذکاء إیاز إیاه على الاحتفاظ بحذائه وسترته الجلدیة معلّقیْن على الجدار. -کان یمضی کل یوم فی حجرته منزویاً، قائلاً لنفسه: هذا حذاؤک القدیم فلا تغترّ. -فقالوا للملک إن له حجرة، خبّأ فیها الذهب والفضة ودفن فیها الجرار. -ولو لم أقل هذا القدر أیضاً أیها السند، فإن زجاجة القلب تنکسر من الضعف. -ولما رأیت زجاجة القلب رقیقة هشّة لکی أسکن، مزقت کثیراً من الأقبیة.
النصیة الجامعة[13] تشمل النصیة الجامعة مجموع الأصناف العامة والمتعالیة أی أنواع الخطاب وأشکال التلفظ والتعبیر، والأنواع الأدبیة وأنواع الخطاب التی ینبثق منها کل نص مفـرد. یعرّف جینیت النصیة الجامعة على أنها «نص له القدرة على تقدیم نفسه بشکل مباشر أو ضمنی من خلال الشعر والروایات والسیناریوهات والمقالات.» (جینیت، 1996م: 91) تشیر بنیة النص هذه، إلى الحضور القوی والفعال لمظاهر ما بعد الحداثة وتداخل الأنواع الأدبیة. (پاینده، 1390ش: 168) یمیز جینیت بین الوجه والنوع ویعتقد أن الأنواع هی أدبیة أساساً بطبیعتها. (بوعلی، 2014: 110) فی حال أن الوجوه هی «أشکال طبیعیة أو على الأقل جوانب من اللغة نفسها ویمکن تقسیمها إلى فئتین من السرد والخطاب.» (آلن، 2006م: 145) وفقاً لجینیت، «تتضمن طبیعة النصیة الجامعة للنصوص، النوع الأدبی وتوقعات القارئ النوعیة والجانبیة، والموضوعیة، والشکلیة للنص.» (المرجع نفسه: 15) أی أن تحدید قانون أو معیار النوعیة لنص ما، لیس من شأن النص وإنما من شأن القارئ. بصفته راویاً لما بعد الحداثة، یجمع شمیسا بین النثر والأنواع الأدبیة الأخرى مثل الشعر والمعجم وکتابة الرسائل بما یتماشى مع أذواق وتوقعات الجمهور الیوم. فی جمیع أنحاء الروایة التی تندرج بسبب نهجها ما بعد الحداثی، فی فئتی السرد والخطاب، یقدم شمیسا الأنواع الأدبیة التالیة فی روایته لوصف أحداث رحلة الأبطال عبر أودیة الحب السبعة: حضور الشعر فی نص الروایة: تو قهرمان شرف را به خاک راه نشاندی تو پهلوان ادب را اسیر کردی و رفتی (شمیسا: 5) -أنت وضعت بطل الشرف فی أرض الطریق، أنت أسرت بطل الأدب ثم غادرت. هوا سرد است و دارد چهرة ناشستة آن گلرو کنید از شعلة آواز بلبل، گرم آبش را (المرجع نفسه: 3) -الهواء بارد وصاحب الوجه الصبوح وجهه غیر مغسول، أدفئوا الماء من لهیب أغنیة العندلیب. معنى الکلمات القدیمة فی الروایة: الفارس: الفارس المقدام الذی یجول وحده فی ساحة القتل بین العدو. التلوین عند العلم: عندما تکون هناک مواجهة بین جهتین فی ساحة المعرکة، تتغلّب مجموعة من جانب واحد وتلتقط واحداً أو أکثر من أفواج العدو وتقطع رأسه ثم تقول إننا قمنا "بالتلوین عند العلم". فتى المصاعب: البطل الذی خضع لریاضة النفس. الفارس العجوز: قائد الأبطال والشجعان. (المرجع نفسه: 5) و«عبارات مثل خنجر الشمس، شفرة بهرام، قوس المریخ «هی إشارات إلى هذه الحروب.» (نفس المرجع: 23) المراسلة فی نص الروایة: «لکننی ما زلت أنتظر .... إذا تکررت هذه القصة مرة أخرى سأحبک أکثر ... ربما سیقرأ هذا الکتاب یوماً ما الشخصُ الذی علیه أن یحملک. وذلک البطل الذی علیه أن یجول فی الشوارع حائراً، سیسأل أستاذه عنک فقط.» (نفس المرجع: 13)
النص الموازی [14] عند دراسة علاقات النصوص وتقییمها، تمتاز دراسة مستویات النص الموازی أو مشابهة النص وإن لم تکن بقدر النص نفسه، بدور حاسم للغایة. النص الموازی «هو قدرة مهمة للمؤلف على التواصل مع الجمهور وإعداد القارئ للتوافق مع نظام تفکیره. ویکون هذا هو الاتصال ثنائی الاتجاه. لأنه بالإشارة إلى هذه العتبات، یکتسب الجمهور أیضاً توجیهات حول العمل.» (Adam & Heidmann, 2004: 68) لذلک، یحدد النص الموازی ماهیة النص للقارئ. «وهذا النص الموازی الذی یکشف للقارئ -من خلال الإشارة الصریحة للأنواع أو الأسالیب الضمنیة- عن الطبیعة التخیلیة للنص الأدبی.» (Schaeffer, 1999: 163) وفقاً لجینیت، لا یوجد نص بدون غلاف و«یتم تقدیم النص الأصلی دائماً فی غلاف من النصوص التی تغطیه بشکل مباشر وغیر مباشر.» (نامور مطلق، 1386ش: 90-89) فی رأیه، فإن النصوص التی تحتوی على النص الأصلی کالقمر الصناعی، تسمى نصاً موازیاً. وهکذا، فإن «دراسة العناصر الموجودة على عتبة النص وتوجیه القارئ والتحکم فی استقباله» (Genette, 1997: 3) یسمى النص الموازی. النصوص «تشمل العناوین الرئیسة، والعناوین الفرعیة، والمقدمات، والملاحظات، والهوامش، وما إلى ذلک.» (خیری الرمادی، 2014م: 291) والتی «تقدم أحیاناً تفسیرات قیمة للنص لا یمکن فهم النص بدونها.» (الشادلی ، 1998م: 18) فی التاریخ السری للأبطال الفرس القدامى، لکی یتمکّن القارئ من الدخول إلى عالم نصه البؤری، علیه أولاً تجاوز العتبات التی تحیط به والتواصل مع العالم الخارجی. إن أحد أجزاء النصوص الموازیة، هو العنوان الذی یرتبط ارتباطاً مباشراً ووثیقاً بجمیع أجزاء السرد. من خلال اختیار العنوان "التاریخ السری للفرس القدامى، یستخدم شمیسا نصاً موازیاً یکون مؤثراً فی أولى خطوة للقارئ فی فهمه لذلک وکذلک یؤثر فی کیفیة إدخاله للنص. ونظراً إلى العنوان، یواجه القارئ أسئلة مثل: ما علاقة هذا العمل بالتاریخ؟ کیف یظهر الزمن الروائی فی هذا العمل؟ فیما یتعلق بهذه الأسئلة، یجب أن یقال إن "الزمن فی هذه الروایة تاریخی" (کریمی، 1396ش: 114) فی هذه الروایة، یمر الأبطال بأزمان مختلفة. إنهم یعانون من نفس الظروف فی أزمان متباینة للغایة، وهذا هو التسلسل الزمنی للتاریخ. کما جاء فی النص: «کانت الثمرة الوحیدة لهذه الرحلة أننی استطعت أن أنسى جزءاً من ذکریاتی فی الماضی على الأقل.» (شمیسا: 8) «على الرغم من أن زمنه لم یکن زمنی.» (ص 9) «إنه زمن متجمّد ویقضی على زمنی السائل.» (ص 10) «کان هذا الفاصل شیئاً وهمیاً فقط یُسمّى الزمن، حاول إحداث تسلسل بدلاً من التکرار.» (ص 11) «لقد وقفنا للحظة فی إحدى منعطفات الزمن الملتویة.» (ص 53) من أهم الأسئلة التی تقود القارئ إلى المعرفة الخلفیة حول التصوف والعرفان، هی کلمة "السرّ". السرّ والسریة هو أحد الرکائز الفکریة الصوفیة والعرفانیة الذی طالما اعتمدها السالکون فی الطریق الإلهی. فی مراحل السلوک، یصل السالک إلى منزلة یعرج فیها العقل ویضیء قلبه بالنور، تظهر له بعض المعانی الدقیقة فتکون بمثابة عُدّة ثمینة له تسمّى سراً. (کاشانی، 1381ش: 69 ؛ ابن عربی، 1994ش: 633) فی هذه المرحلة، على السالک، أن یکون سریاً فی حدیثه وأفعاله وسلوکه بما یتناسب ووسعه العرفانی؛ بحیث تجعل مَن حوله لا یدرکون ذروة المعرفة والتجلیات الإلهیة فی وجوده. والقارئ بالرجوع إلى هذا المبدأ العرفانی ومطابقته مع عنوان الروایة، یکرر السؤال التالی: أی نوع من التاریخ هذا حتى یکون سریّاً؟ من الضروری أن یراجع القارئ المصادر الصوفیة لفهم هذه المسألة: «من طرائف وأسرار الإنسان السبع عند الصوفیة هی: الطبیعة، النفس، القلب، الروح، السر والخفاء.» (کاشانی، 1367ش: 101) «الصوفی هو مَن سرّه نقی وعقله کافٍ.» (واعظ کاشفی، 1350ش: 44) بدراسة الروایة وتکرار هذا المبدأ فی شعار الأبطال الفرس، تتضح أهمیة السرّیة بشکل مضاعف: «دُعیتُ للصمت بصوت الإصبع.» (شمیسا: 9)؛ «ونظر أستاذی نظراتٍ کان من الأجدر ألاّ یباح بها.» (نفس المرجع: 12)؛ «ولم یبح بحکایة هذا السر، شأنه شأن الأبطال الذین سبقوه ومن لحقوه من بعد.» (نفس المرجع: 15)؛ «کان من قواعد طائفتنا، السریة وعدم البوح بالأسرار.» (المرجع نفسه: 24)؛ «حکم بالصمت» (نفس المرجع: 69) العلاقات اللاحقة لـ "الأبطال الفرس القدامى" هی عناصر أخرى لعنوان هذه الروایة تجعل القارئ یواجه الأسئلة التالیة: من هم هؤلاء الأبطال؟ هل هم أناس حقیقیون أم وهمیون؟ وهل علاقة "القدامى" مرتبطة بأسلوب کتابة الروایة (النمط القدیم)؟ للإجابة على هذه الأسئلة، یجب على القارئ أولاً قراءة الروایة للدخول إلى عالم الکاتب/الراوی وتطابقها مع عناصر العنوان، لیجد ذلک فی حبکة قصة الأبطال الفرس القدامى وأحوالهم مثل الرومی، شمس التبریزی، الحلاج، أویس القرنی، والشیخ صنعان، إلخ. لقد أصبحوا مشهورین عالمیاً بهویتهم الفارسیة الإیرانیة.
یمکن فی هذه الصورة تفسیر قصة حب بوتیفار لزلیخا بالحب بین محبوبین برؤیة صوفیة، ولکن کان الأجدر أنه وفقاً للمحتوى الصوفی للقصة، أن یتم اختیار لوحات مثل الشیخ العارف والحکیم أو النبی یوسف وندیمات زلیخا من بین کتاب هفت اورنگ. ویعود النقد الحالی بالطبعة الأولى من الروایة وفی طبعتها الثانیة (1392ش)، قام الکاتب بتغییر هذه الصورة وإدراج الصورة التالیة: إن هؤلاء الأبطال متشابهون جداً فی رحلتهم الصوفیة لدرجة أن القارئ یتفاجأ وتثیر فی ذهنه فکرة أنهم جمیعاً أصبحوا واحداً. کما جاء فی هذا النص: «لیس من الواضح ما إذا کان هذا البطل یعود إلى زمن محدد أم أن هناک العدید من الأبطال الذین عادوا من زیارة أستاذهم على مر القرون ... یبدو لی أن حیاة کل هؤلاء الأبطال کانت على نمط واحد.» (شمیسا: 6) للإجابة على هذه الأسئلة، یقوم القارئ بقراءة الروایة ویرغب فی قرائتها أکثر فأکثر، وخلال السرد، یراجع کلاً منها ویطابقها مع نص الروایة. ولکن العنوان الفرعی "قصة البطل العارف الذی عزم الرحیل للقاء أستاذه"، والذی جاء تحت العنوان الرئیس للروایة، یربکه ویجعله فی حیرة بین أن یتبع عالماً واحداً (عالم البطل الصوفی) أو عوالم الأبطال الفرس القدامى المتعددة. بما أن هذه الروایة، هی عملٌ ما بعدَ حداثی، ومیزتها البارزة عدم الیقین والغموض (تدینی ، 1389: 133)؛ فالقارئ من خلال تطبیق العناوین الرئیسة والفرعیة مع عوالم السرد المتعددة، یختار عادة العالم الأکثر وضوحاً (عالم الراوی/ الکاتب) باعتباره الهیکل الرئیس للقصة ویفترض العوالم الأخرى کملحق لذلک الهیکل. کما یقول الکاتب: «حاولت أن أتابع قصة أحد هؤلاء الأبطال على الأقل.» (شمیسا: 6) هناک نص موازٍ مهم آخر یؤکد للقارئ التأثیر العام واقتباس فکرة الروایة من النص السابق، یتمثل فی اختیار اللوحة التالیة من هفت اورنگ لإبراهیم میرزا کتصمیم للغلاف:
صورة لوصول عزیز مصر وزلیخا إلى مصر وترحیب المصریین بهما (سیمپسون، 1382: 46) فی هذه اللوحة، صوّرت زلیخا فی هودج إبل ذاهبة إلى مصر للزواج من بوتیفار. والعریس على حصان أبیض یستقبل زلیخا وهو یحمل طبقاً ذهبیاً یقدّمه لها کهدیة. إن وجود عدد لا یُحصى من الأشخاص والموسیقیین وتزیین المشهد وما إلى ذلک، یذکّرنا بترحیب السلطان إبراهیم میرزا بجوهر سلطان (جامی، 1368ش: 627) ومن النصوص الموازیة الأخرى التی تظهر فی أجزاء من الروایة وتقود الجمهور إلى النصوص السابقة، محادثة الراوی حول النص الموازی لکتاب "التاریخ السری للأبطال الفرس القدامى". ینسخ الراوی جزءاً من هذا الکتاب ویعبّر عن جزئه الآخر مما بقی فی ذاکرته حین قراءته له، ویمزجها مع مغامرات رحلته للقاء شیخ الأبطال (الصوفیة). «کان الکتاب کثیفاً نسبیاً تحت عنوان التاریخ السری للأبطال الفرس القدامى، والذی کان له جاذبیة خاصة بالنسبة لی، رغم الصعوبة فی القراءة، کما سیأتی فی الشرح.» (شمیسا: 3) «الآن بعد أن أردت إعادة کتابة المسودة، یبدو لی أننی نسیت العدید من محتویات الکتاب.» (المرجع نفسه: 4) «توجد فی خلفیة غلاف الکتاب، ملاحظات وأوصاف لکلمات وأبیات لا یمکن قراءتها عادةً.» (المرجع نفسه: 5) «وعند إعادة الکتاب الذی تعرّض لکثیر من الانتقاص، حاولت أن أسلک طریقاً وزمناً واحداً.» (نفس المرجع: 6) «فی نهایة بعض هذه الملاحظات کانت علامة "صح "، والتی أعتقد أنها تعنی "صحیحا"، والشخص الذی لا یُعرف له اسم ولا سمة، کان شاهداً على حقیقة مغامرات البطل.» (المرجع نفسه)
النتیجة ردًا على السؤال الأول للبحث، علینا أن نقول: إن شمیسا فی نص التاریخ السری للأبطال الفرس القدامى عند سرده الأحداث التی واجهها البطل الصوفی أو الأبطال الفرس القدامى أثناء سلوکهم العرفانی وتحوّلها إلى أحداث تتماشى مع عالم الراوی الخیالی، إنما یُنشئ عملاً تُلاحَظ فیه مجموعة من الإرجاعات إلى النصوص السابقة والتلمیح والشعر والمراسلات فی وقت متزامن. لذلک، فإن تحلیل هذا النص یتوافق إلى حدّ بعید مع نظریة "التعالی النصی" لجینیت، والتی تقوم على علاقة النص المتعددة مع نصوص أخرى. وردًا على السؤال الثانی للبحث، ینبغی أن نقول: إن أبرز علاقة للنصیة المتعالیة فی هذا العمل، ظهرت فی علاقة النصیة المتفرعة (43٪)، وعلاقة التناص (31٪) والنصیة الجامعة (16٪) وبناء على هذا، فإن النص الحالی یجعل القارئ یواجه تغییرات جذریة فی النصوص السابقة(قصة الرومی وشمس، وقصة الشیخ صنعان، وقصائد الرومی والعطار وبعض المفاهیم الصوفیة مثل قضیة الولایة، والوحدة فی الکثرة) من حیث التحوّل الکمّی والتحوّل البراغماتیکی (التداولی). ویدعوه للخوض فی النص لمطابقة النص الحالی مع النصوص السابقة. للخوض فی العالم الداخلی للنص الحالی، یجب على القارئ أولاً مقارنة الأجزاء التی تم تدویرها وتحویلها (النص التشعبی) بأصلها وبالتالی فهم عالم الراوی/الکاتب، وفی المرحلة الثانیة، یفهم الأجزاء التی تشیر صراحةً أو ضمناً إلى التاریخ، الأحداث أو المصطلحات الصوفیة (التناص الصریح والضمنی) ویحاکیها مع شکل السرد. فی المرحلة الثالثة، إذا ما واجه تداخلاً فی الأنواع الأدبیة مثل الشعر وکتابة الرسائل والسیرة الذاتیة وکتابة المقالات فی نص القصة، فعلیه تطبیقها مع معرفته الأساسیة بالنص. من خلال هذا النهج، یمکن فهم وتحلیل العدید من قصص وروایات ما بعد الحداثة، والتی تتمیز بعلاقات النصیة المتعالیة مع النصوص السابقة. أخیراً، یمکن القول إن التاریخ السری للأبطال الفرس القدامى، هو عمل بارز فی الأدب الصوفی الذی استخدم بذکاء العدیدَ من المصادر الصوفیة والأدبیة. ویسلط هذا، الضوء على قدرة الکاتب على استخدام تقنیات سرد القصص الجدیدة. [1]. Julia Kristeva[2]. Mikhail Bakhtin [3]. Transtextuality [4] . سیروس شمیسا من موالید (27 فروردین 1327ش) فی رشت وهو أستاذ الأدب الفارسی وکاتب إیرانی غزیر الإنتاج، وقد أبدع أکثر من 40 عملاً حتى الآن. بدأ تعلیمه العالی فی جامعة شیراز ودرس الطب لعدة سنوات، ولکن بعد فترة غیّر تخصصه وحصل على درجة البکالوریوس فی الأدب الفارسی. بعد ذلک، التحق بدورة الدکتوراه فی الأدب الفارسی فی جامعة طهران وفی عام 1357ش ناقش أطروحته تحت إشراف الدکتور خانلری. فی عام 1380ش، تم اختیاره کإحدى الشخصیات الخالدة فی إیران. وتدرس کتبه فی العدید من الجامعات الإیرانی. [5]. Intertextuality [6]. Quotation Intertextuality [7]. Implicit Intertextuality [8]. Hypertextuality [9]. Transformation [10]. Quantitative Transformation [11]. Pragmatic Transformation [12] . الوقواق أو کوکو، طائر من فصیلة طیور الوقواق تضع بیضها فی الغالب بین الطوابق وبجوار النوافذ. [13]. Architextuality [14]. Paratextuality | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مراجع | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
القرآن الکریم الف. العربیة ابن عربی، محیی الدین (1994م). الفتوحات المکیة. تصحیح: شمس الدین، أحمد. ط2. بیروت: دار إحیاء. آملی، سید حیدر (1377ش). جامع الأسرار: نقد النقود فی معرفة الوجود. ط1. قم: علمی و فرهنگی. البادی، حصة (2009م). التناص فی الشعر العربی الحدیث البرغوثی نموذجاً. ط1. عمان: کنوز المعرفة. بوعلی، عبدالرحمن (2014م). «التناص والتناصیة فی النظریة الأدبیة المعاصرة من النشأة إلی التأصیل». جامعة الکوفة: مجلة الکوفة. السنة3. العدد1. صص 95-112. بوغنوط، روفیة (2007م). «شعریة النصوص الموازیة فی دواوین عبدالله حمادی». جامعة متوری: رسالة الماجستیر. جینیت، جیرار (1996م). مدخل لجامع النص. ترجمة: أیوب، عبدالرحمن. ط2. بغداد: توبقال. خیری الرمادی، أبوالمعاطی (2014م). «عتبات النص ودلالاتها فی الروایة العربیة المعاصرة تحت سماء کوبنهاغن أنموذجاً». الجزائر: مقالید. السنة3. العدد7. صص 1-20. رشید بعلی، حفناوی (2011م). قراءة فی نصوص الحداثه ومابعد الحداثه. ط1. عمان: دروب. الزغبی، أحمد (1995م). التناص نظریاً وتطبیقاً. الأردن: مکتبة الکتانی. الشادلی، السعدیة (1998م). «مقاربة الخطاب المقدماتی الروایی مقدمة حدیث عیسیبنهشام وإنشاء الروایات العربیة». جامعة الحسن الثانی: رسالة الماجستیر. عبدالمنعم، عادل؛ أمین، تراث (2014م). «تناص الشکل فی فن مابعد الحداثة». جامعة بابل: مجلة کلیة التربیة الإنسانیة. السنة6. العدد 15. صص 485- 604. ب. الفارسیة آلن، گراهام (1385ش). بینامتنیت (التناص). ترجمة: یزدانجو، پیام. طهران: مرکز. افلاکی، شمس الدین (1362ش). مناقب العارفین. ط2. طهران: دنیای کتاب. انوشیروانی، علیرضا (1389ش). «ضرورت ادبیات تطبیقی در ایران» (ضرورة الأدب المقارن فی إیران). فرهنگستان زبان و ادب فارسی. ویژهنامة فرهنگستان (ادبیات تطبیقی). المجلد1. العدد 1. صص 6-38. پاینده، حسین (1390ش). داستان کوتاه در ایران: داستانهای پسامدرن (القصة القصیرة فی إیران: قصص ما بعد الحداثة).ط2.طهران: نیلوفر. تدینی، منصوره (1389ش). «پسامدرنیسم در رمان تاریخ سری بهادران فرس قدیم از دکتر شمیسا» (ما بعد الحداثة فی روایة تاریخ الأبطال الفرس القدامى للدکتور شمیسا). جامعة العلامة طباطبایی: زبان و ادب پارسی. المجلد14. العدد43. صص 133- 155. جامی، عبدالرحمن (1368ش). مثنوی هفت اورنگ. تصحیح: مدرس گیلانی، مرتضی. ط1. طهران: سعدی. خسروی اقبال، رامین؛ کزازی، میرجلالالدین (1396ش). «خوانش بینامتنی حکایتهای طاقدیس و مثوی معنوی بر مبنای نظریه ترامتنیت ژنت» (قراءة نصیة بینیة لقصص الحنیرة والمثنوی المعنوی على أساس نظریة جینیت الماوراء نصیة). جامعة خوارزمی: زبان و ادبیات فارسی. المجلد25. العدد82. صص 96- 112. رجایی بخارایی، احمد علی (1364ش). فرهنگ اشعار حافظ (معجم أشعار حافظ). ط1. طهران: علمی. رضایی دشت ارزنه، محمود (1387ش). «نقد و تحلیل قصهای از مرزباننامه بر اساس رویکرد بینامتنیت» (دراسة نقدیة لمرزباننامه على أساس الاتجاه التناصی). جامعة تربیت مدرس: نقد ادبی. المجلد1. العدد4. صص 31-52. زرین کوب، عبدالحسین (1370ش). پله پله تا ملاقات خدا (خطوة بخطوة للقاء الإله). ط1. طهران: علمی. سیمپسون، ماریانا شرو (١٣٨٢ش). شعر و نقاشی ایرانی: حمایت از هنر در ایران (الشعر والرسم الإیرانی: دعم الفن فی إیران). ترجمة: عبدالعلی براتی و فرزاد کیانی. ط1. طهران. نسیم دانش. شفیعی کدکنی، محمدرضا (1383ش). تصحیح منطق الطیر عطار نیشابوری. ط1. طهران: سخن. شمیسا، سیروس (1382ش). تاریخ سرّی بهادران فُرس قدیم (التاریخ السری للأبطال الفرس القدامى). ط1. طهران: فردوسی. صفا، ذبیح الله (1389ش). مقدمهای بر تصوف. ط1. طهران: امیر کبیر. عطار، فرید الدین (1374ش). منطق الطیر. تصحیح: خاتمی، احمد. ط1. طهران: پایا. ---------- (1380ش). گزیدة منطق الطیر (مقتطفات لمنطق الطیر). شرح: الهی قمشهای، حسین. ط4. طهران: علمی و فرهنگی. فروزانفر، بدیع الزمان (1361ش). احادیث مثنوی. ط3. طهران: امیر کبیر. قیصری، داوود (1416ق). شرح فصوص الحکم ابن عربی. ط2. قم: انوار الهدی. کاشانی، عزالدین (1381ش). مصباح الهدایة ومفتاح الکفایة. تصحیح: کرباسی، عفت. ط1. طهران: زوار. کریستوا، ژولیا (1389ش). فردیت اشتراکی (الفردیة المشترکة). ترجمة: پارسا، مهرداد. طهران: روزبهان. کریمی، فرزاد (1396ش). «خودآگاهی و مرگ سوژه در یک رمان پسامدرن فارسی: تاریخ سری بهادران فرس قدیم» (الوعی الذاتی وموت الموضوع فی روایة فارسیة ما بعد حداثیة: التاریخ السری للأبطال الفرس القدامى). انجمن زبان و ادبیات فارسی: پژوهشهای ادبی. المجلد14. العدد 58. صص 105- 120. لاهیجی، شمس الدین (1371ش). مفاتیح الإعجاز فی شرح گلشن راز. تحقیق: برزگر و کرباسی. ط1. طهران: زوار. مکاریک، ایرناریما (1393ش). دانشنامة نظریههای ادبی(موسوعة النظریات الأدبیة). ترجمة: مهران مهاجر و محمد نبوی. طهران: آگه. موسوی بجنوردی، محمد کاظم (1390ش). دایرة المعارف بزرگ اسلامی (دائرة المعارف الإسلامیة الکبرى). ط1. طهران: مرکز دائرة المعارف بزرگ اسلامی. موسوی، سید مرتضی (1388ش). تاریخ انبیاء: از آدم خلیفة اللّه تا خاتم رسول اللّه. ط1. طهران: پرتو خورشید. مولوی، جلال الدین (1363ش). کلیات شمس یا دیوان کبیر. تصحیح: فروزانفر، بدیع الزمان. ط1. طهران: امیر کبیر. ------------- (1388ش). مثنوی معنوی. تصحیح: نیکلسون، رینولد. ط9. طهران: شمشاد. میبدی، رشیدالدین (1376ش). کشف الأسرار وعدة الأبرار. تحقیق: حکمن، علی اصغر. ط6. طهران: امیر کبیر. میهنی، محمد (1367ش). اسرار التوحید فی مقامات الشیخ أبی سعید. تصحیح: شفیعی کدکنی، محمدرضا. ط2. طهران: آقا. نامور مطلق، بهمن (1386ش). «ترامتنیت، مطالعة روابط یک متن با دیگر متنها» (الماوراء نصیة، دراسة فی علاقة نص بنصوص أخرى). جامعة شهید بهشتی: پژوهشنامة علوم انسانی . المجلد3. العدد56. صص: 83-98. ------------ (1390ش). درآمدی بر بینامتنیت: نظریهها و کاربردها (مدخل فی التناص: نظریات وتطبیقات). طهران: سخن. واعظ کاشفی، حسین (1350ش). فتوتنامة سلطانی. تحقیق: محجوب، محمد جعفر. ط2. طهران: بنیاد فرهنگ ایران. ج. لاتین Adam Jean-Michel and Heidmann Ute (2004). «Des genres à la généricité», Langages (n° 153) : 62-72.
Allen, Graham (2000). Intertextuality. London & New York: Rutledge.
Frow ,John. (2005). Genre .London and New York: Rutledge.
Genette, Gerard (1997). Palimpsests: Literature in Second Degree.Trans: Channa Newman and Calude Doubinsky. Lincoln: University of Nebraska Press.
Schaeffer Jean-Marie, (1999). Pourquoi la fiction? Paris: Seuil.
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
آمار تعداد مشاهده مقاله: 541 تعداد دریافت فایل اصل مقاله: 161 |