تعداد نشریات | 418 |
تعداد شمارهها | 9,997 |
تعداد مقالات | 83,560 |
تعداد مشاهده مقاله | 77,801,248 |
تعداد دریافت فایل اصل مقاله | 54,843,894 |
تطبیق منهج السیمیائیة عند "ریفاتیر" فی إعادة القراءة لقصیدة "العبور إلی المنفی" لِعدنان الصائغ | ||||||||||||||||||||||
إضاءات نقدیة فی الأدبین العربی و الفارسی | ||||||||||||||||||||||
مقاله 6، دوره 10، شماره 39، دی 2020، صفحه 133-151 اصل مقاله (343.25 K) | ||||||||||||||||||||||
نوع مقاله: علمی پژوهشی | ||||||||||||||||||||||
نویسندگان | ||||||||||||||||||||||
محمدعلی منجری1؛ شمسی واقف زاده* 2 | ||||||||||||||||||||||
1طالب دکتوراه فی اللغة الفارسیة وآدابها، فرع ورامین-پیشوا، جامعة آزاد الإسلامیة، طهران، إیران | ||||||||||||||||||||||
2أستاذة مساعدة فی قسم اللغة الفارسیة وآدابها، فرع ورامین-پیشوا، جامعة آزاد الإسلامیة، طهران، إیران | ||||||||||||||||||||||
چکیده | ||||||||||||||||||||||
فی منهج ریفاتیر السیمیائی المبتنی علی نظریة التلقّی لدی القارئ، یمکن دراسة القصیدة الشعریة ضمن مستویین، هما القراءة الاستکشافیة والقراءة الاسترجاعیة. وفی هذه النظریة، تُکشَف بعض الجوانب الخفیة للقصائد مع الاهتمام بالجوانب المختلفة لهیکل القصیدة، أی التراکم (التعابیر المتراکمة) والأنظمة الوصفیة والهیبوغرام أی الموضوعات الرئیسة والماتریس (النسیج) البنیوی، ویتجلّى أیضاً من خلال هذا المنهج التناسق والفکرة والمضامین التی تکمن وراء المعانی الظاهریة والسطحیة للقصیدة. یتطرق هذا المقال إلى استخدام المنهجیة السیمیائیة لریفاتیر فی خطوةٍ لإعادة قرائة قصیدة "العبور إلی المنفی" لعدنان الصائغ، بأسلوب وصفی- تحلیلی بهدف فهم واستیعاب القدرات والطبقات الخفیة وتقدیم قراءة جدیدة لتلک القصیدة. فتُظهر نتائج البحث فی تحلیل هذه القصیدة، أن التراکم فی القصیدة یتمحور حول "السلطة والسیطرة"، و"المعاناة والحزن"، و"الاستعمار"، و"النضال والاحتجاج"، والمنظومة الوصفیة لـ "القطار"، و"المرأة"، و"الوطن"، و"المتهم". ویمکن کشف منشأ "الأوضاع المأساویة للماضی- وهی حالة ملازمة للقلق والحزن – والیأس من تحسن الأوضاع فی المستقبل". أما العناصر اللاقواعدیة (الانزیاحیة) أو الصور البلاغیة المستخدمة فی هذه القصیدة هی؛ الاستعارة، والتشبیه، والکنایة، وکذلک مجاز الجزء من الکل. وقد تحوّل أصل دلالة هذه القصیدة إلى نص قصیدة "العبور إلى المنفى" من خلال ثلاث قواعد لتحدید العوامل المتعددة. فاکتشاف الماتریس (النسیج) البنیوی یثبت أن السیمیائیة الشعریة فی القصیدة، على الرغم من اختلافها فی المظهر، إلا أنها فی الواقع تعکس حقیقة واحدة وهی متغیرات (التعابیر المتراکمة والمنظومة الوصفیة) لصفة ثابتة (الهیبوغرام). | ||||||||||||||||||||||
کلیدواژهها | ||||||||||||||||||||||
السیمیائیة؛ ریفاتر؛ ماتریس؛ هیبوغرام؛ عدنان الصائغ | ||||||||||||||||||||||
اصل مقاله | ||||||||||||||||||||||
میکائیل ریفاتیر[1]، ناقد فرنسی أمریکی، وأحد اللغویین البنیویین الذی اقترح أسلوباً سیمیائیاً لقراءة الشعر. طرح نظریته فی کتابه سیمیاء الشعر[2] (1978م). فی منهج ریفاتیر تُشرح أولاً العناصر التی تحدّد أدبیات النص ویکشف القارئ تلک العناصر معتمداً على قدرته الأدبیة[3] ویستخدمها فی تحلیل النص. وفی کتابه سیمیاء الشعر، قدّم ریفاتیر أسلوبه على أساس مبادئ اعتبرها «انعکاسات عالمیة للغة والأدب.» (ریفاتیر، 1978م: 9) لذلک یمکن قراءة قصائد جمیع اللغات فی ضوء منهجه، بما فی ذلک العربیة. وفی هذا الصدد، تهدف الدراسة الحالیة إلى تحلیل قصیدة "العبور إلى المنفى"[4] لعدنان الصایغ[5] على أساس نظریة ریفاتیر السیمیائیة فی الشعر، لتبیّن العلامات الدلالیة المستخدمة فی القصیدة ضمن تقدیم أسلوبه وتطبیق هذه النظریة فی مجال الشعر العربی المعاصر. کتبت القصیدة فی فترة نفی الشاعر. فنظراً إلى الظروف الاجتماعیة والسیاسیة للشاعر خلال هذه الفترة، یبدو أن استخدام الرموز والعلامات فی الشعر کان رائجاً. یمکن لنظریة ریفاتیر، من خلال تقدیم تحلیل منهجی للنص، أن تساعدنا فی تفسیر العلامات المستخدمة فی هذه القصیدة وفهم قصائد عدنان الصایغ بشکل أدق، ما یؤدی إلى انتقال العلامات من مستوى أدنى إلى مستوىً آخر أعلى من الدلالة وهی المدلولیة.
منهج البحث فی هذا البحث الذی اعتمد المنهج الوصفی التحلیلی، یتم اعتبار القصیدة أولاً کنص إبداعی ثم یتم تحدید التناقضات[6] - -الحالات التی تمنع التوافق بین النص والواقع. فی الخطوة التالیة، تحدّد عملیات التراکم[7] والأنظمة الوصفیة[8] ثم یتم اکتشاف الهیبوغرام[9] ومن خلال الهیبوغرام هذا. نتوصّل إلى الدلالة العمیقة[10] فی القصیدة. وفی النهایة یتم تبیین عملیة إنتاج النص[11]کیفیة تحویل الأصل (الدلالة المرکزیة) إلى النص فی هذا البحث.
أسئلة البحث - کیف تتم عملیة کشف البنیة العمیقة لقصیدة "العبور إلى المنفى"؟ - ما هی الأسلوبیة البنیویة فی هذه القصیدة؟ - أیاً من العناصر الانزیاحیة أکثر استخداماً فی هذه القصیدة؟ - ما هی الدلالات العمیقة فی قصیدة "العبور إلى المنفى" المبنیة على نظریة ریفاتیر؟ فرضیات البحث ویفترض أن: - تحول النسیج البنیوى وأصل المدلولیة إلى قصیدة "العبور إلى المنفى" من خلال ثلاث قواعد وأسالیب؛ المتغیرات المتعددة العوامل، التحویل والبسط. - إن العابیر المتراکمة والأنظمة الوصفیة هی من ضمن الأسلوبیة البنیویة لهذه القصیدة. - والعناصر الانزیاحیة مثل التشبیه والاستعارة هی أکثر استخداماً فی القصیدة من غیرها. - محور الدلالة العمیقة فی هذه القصیدة، یدور حول الخوف والقلق والیأس.
خلفیة البحث هناک دراسات ضئیلة تطرقت إلى شرح منهج ریفاتیر وتطبیقه فی الأدب العربی، بما فی ذلک: - أبهریان، سعید. (1392ش). تحلیل مجموعه آینهای برای صداها بر اساس نظریهی نشانهشناسی شعر مایکل ریفتر (تحلیل مجموعة مرآة للأصوات على ضوء نظریة ریفاتیر السیمیائیة) فی هذه الرسالة، حاول المؤلف تطبیق منهج ریفاتیر السیمیائیة فی بعض قصائد شفیعی کدکنی، لیتوصل إلى الشبکة الدلالیة والأنظمة الوصفیة والنواة الدلالیة فی هذه القصیدة. - اصغری، محمد جعفر وسمیرا حیدری راد، کمال دهقانی اشکذری (1398ش). دراسة سیمیائیة فی قصیدتی "التینة الحمقاء" لأیلیا أبی ماضی و"صنوبران" لمحمد جواد محبّت على ضوء نظریة ریفاتیر. مجلة الجمعیة الإیرانیة للغة العربیة وآدابها. المجلد 15، العدد 52. فی هذه المقالة، شرح الکاتب البنیة الدلالیة المشترکة بین القصیدتین، وکشف التراکم الدلالی المشترک بین القصتین، بما فی ذلک الأنانیة والقسوة والدمار. وقد توحّدت القصیدتین فی هیبوغرام مشترک بینهما، وهو الحیاة القائمة على الصداقة والصدق بعیدة عن حالة العُجب والغطرسة. -آلگونه جوقانی، مسعود. (1396ش). کاربست الگوی نشانهشناختی ریفاتیر در خوانش شعر (تطبیق منهج ریفاتیر السیمیائی فی قراءة الشعر). پژوهش ادبیات معاصر جهان. المجلد22. العدد1. حاول الکاتب فی هذه المقالة أن یشرح بعض الموضوعات مثل العناصر الانزیاحیة، التعابیر المتراکمة، المنظومة الوصفیة، الماتریس البنیوی، النماذج وأجواء النص. -تنها، فاطمه. نشانهشناسی ادبیات پایداری عراق با تکیه بر رویکرد نشانه شناسی مایکل ریفاتر(سعدی یوسف، جواد الحطاب ویحیی السماوی) (سیمیائیة أدب المقاومة فی العراق بناء على منهج ریفاتیر السیمیائی، سعدی یوسف، جواد الحطّاب ویحیى السماوی نموذجاً). جامعة شهید مدنی آذربایجان. وقد حاولت الکاتبة فی هذه الرسالة تطبیق منهج ریفاتیر السیمیائی فی بعض قصائد شعراء المقاومة المذکورین والوصول إلى الشبکات الدلالیة والمنظومة الوصفیة والنواة الدلالیة (الهیبوغرام) فی هذه القصائد. -أریس بودی راهارجور (2018م). إیدیولوجیة حب الوطن من الشعر "مساء الخیر یا وطنی" لعبد الرحمن صالح العشماوی (دراسة سیمیوطیقیة لمیکائیل ریفاتیر)، جامعة مولانا مالک إبراهیم الإسلامیة الحکومیة ملانج، ویذکر الکاتب فی هذه الرسالة أن العشماوی یصور جهاد الشباب الفلسطینی فی قصیدته ویدعو العالم العربی إلى الاهتمام بالحدث الفلسطینی والتأمل فیه. ویحاول الشاعر أن یصل إلى الطبقات الخفیة فی هذه القصیدة بقراءة استرجاعیة من خلال نظریة ریفاتیر السیمیائیة. وهناک دراسات جرت أیضاً فیما یخص دیوان "تأبط منفى" لعدنان الصائغ، وهی: -خضری، علی ورسول بلاوی وآمنة آبگون. (1394ش). تجلیات الغربة وظواهرها فی أشعار عدنان الصائغ دیوانا "تأبّط منفى" و"تکوینات" نموذجاً. مجلة الجمعیة الإیرانیة للغة العربیة وآدابها. العدد 36. تظهر نتائج هذه الدراسة أن الشاعر على الرغم من کونه بعیداً عن الوطن، فإنه لا یزال متعلّقاً بأصدقائه وأقاربه وربوع وطنه فی العراق، ویعبّر عن حزنه بطریقة بسیطة بعیدة عن التصنّع والتعقید اللفظی. -بهجات، عاطف. (1910م). انشطار الذات فی دیوان تأبّط منفى لعدنان الصائغ. مجلة کلیة الآداب، جامعة بنها، مصر، العدد 23، مجلد1. تطرق الکاتب إلى سبب تسمیة الدیوان بـ"تأبط منفى"، أولاً ثم قام بدراسة تشتت الذات الفردیة والانطلاق فی قصائد متعددة من دیوانه، معتقداً أن الشاعر فی حال صراع بین الماضی والحاضر. -الزریبی، ولید. (2008م). عدنان الصائغ تأبط منفى حوار ومنتخات شعریة. تونس. وهو نتیجة مقابلة أجراها الکاتب مع الشاعر نفسه عن حیاته وأعماله وأفکاره. فی هذه الدراسة. قام هذا البحث بتحلیل ودراسة قصیدة "العبور إلى المنفى" وفق المنهج السیمیائی لمایکل ریفاتیر، وحتى الآن لم تتطرق أی دراسة إلى هذه القصیدة بهذا المنهج.
منهج "ریفاتیر" السیمیائی إن الإجراء السیمیائی متصل بمفهوم القراءة وهو یمر بمرحلتین من هذه القراءة؛ الأولى تسمى "القراءة الاستکشافیة"[12]، أو استرشادیة وهی المرحلة الأولى من فک الشفرات فی النص الشعری، واتجاهه یسیر فی اتجاه حرکة القصیدة، أی من الأعلى إلى الأسفل ومن السطر الأول إلى السطر الأخیر. فی هذه القراءة، یعتبر القارئ، بالنظر إلى مقدرته اللغویة، کل لفظة بمثابة دلالة مرتبطة بمعناها فی العالم الواقعی وبالتالی یصل إلى فهم وإدراک معنى القصیدة واستیعابها بالشکل المطلوب. (ریفاتیر، 1978م: 5) والمرحلة الثانیة هی القراءة العمیقة التأویلیة وتسمّى "القراءة الاسترجاعیة"[13]أو "القراءة الراجعة" من خلال قراءة الفرضیة التی تشکلت فی القراءة الاستکشافیة، یتجاوز القارئ مستوى المعنى ویبحث عن المدلولیة[14] فی القصیدة، ویشکل أخیراً الشبکة الدلالیة فی النص الشعری، وهی قضیة أساسیة تحکم على توفر الوحدة العضویة للقصیدة. (المرجع نفسه: 6) بعبارة أخرى، یتوصل القارئ إلى "التعابیر المتراکمة"، "المنظومة الوصفیة" و"الهیبوغرام" من خلال القراءة الاسترجاعیة أو غیر المباشرة، ویصل إلى "الماتریس" البنیوی للقصیدة، وأخیراً یعطی الماتریس (النسیج) وحدة للقصیدة. (فیاضمنش، 1395ش: 141) لذلک، یمکن القول إن العلامة الشعریة هی من جهة تعدّ النتاج النهائی لإبداع النص الأدبی ومن جهة أخرى تعتبر نقطة بدایة للتفسیر. أی أن القارئ یقلل من العلامات الشعریة المتعددة إلى ثابت واحد وما یعرف بالهیبوغرام ضمن أسلوب تفسیری موحد للنص الأدبی. ثم یحاول إعادة بناء النسیج البنیوی (الماتریس) من خلال تحدید الثابت أو النواة الدلالیة للنص. وبالتالی، إذا کان الشاعر یخلق النص الشعری من خلال تبنی لفظ واحد وبسطه، فالقارئ أیضاً فی تفسیره للموضوع، یتوصل إلى نوع من الإبداع فی الاتجاه المعاکس. (آلگونه جونقانی، 1396ش: 41)
تطبیق منهج ریفاتیر السیمیائی فی إعادة قراءة قصیدة "العبور إلى المنفى" "العبور إلى المنفى" أنینُ القطارِ یثیرُ شجنَ الأنفاقْ هادراً على سِکَّةِ الذکریاتِ الطویلة وأنا مُسمَّرٌ إلى النافذةِ بنصفِ قلب تارکاً نصفَهُ الآخرَ على الطاولة یلعبُ البوکرَ مع فتاةٍ حسیرةِ الفخذین تسألُنی بألمٍ وذهول لماذا أصابعی مُتهرِّئة کخشبِ التوابیتِ المُستَهلَکَة وعجولة کأَنَّها تخشى ألّا تُمسِک شیئاً فأُحدِّثُها عن الوطن واللافتاتِ والاستعمار وأمجادِ الأُمّة والمضاجعاتِ الأولى فی المراحیض فتمیلُ بشَعرِها النثیثِ على دموعی ولا تفهم وفی الرُکْنِ الآخرِ ینثُرُ موزارت توقیعاتِهِ على السهوبِ ...المُغطَّاة بالثلج وطنی حزینٌ أکثر مِمَّا یجب وأُغنیاتی جامحةٌ وشرسة وخجولة سأتمدَّدُ على أولِ رصیفٍ أراهُ فی أوربا رافعاً ساقیَّ أمام المارّةِ لأُرِیهم فلقاتِ المدارسِ والمعتقلاتِ التی أَوْصَلَتنی إلى هنا لیس ما أَحمِلُهُ فی جیوبی جوازُ سفر وإنَّما تاریخُ قهر حیث خمسون عاماً ونحن نجترُّ العلفَ .... والخطابات وسجائرَ اللفِّ .. حیث نقفُ أمام المشانق نتطلَّعُ إلى جثثِنا الملولحة ونُصفِّقُ للحکّام خوفاً على ملفَّاتِ أهلِنا المحفوظةِ فی أقبیةِ الأمن.. حیث الوطن یبدأُ من خطابِ الرئیس وینتهی بخطابِ الرئیس.. مروراً بشوارعِ الرئیس، وأغانی الرئیس، ومتاحفِ الرئیس، ومکارمِ الرئیس، وأشجارِ الرئیس، ومعاملِ الرئیس، وصحفِ الرئیس، وإسطبلِ الرئیس، وغیومِ الرئیس، ومعسکراتِ الرئیس، وتماثیل الرئیس، وأفرانِ الرئیس، وأنواطِ الرئیس، ومحظیاتِ الرئیس، ومدارس الرئیس، ومزارع الرئیس وطقس ستُحدِّقُ طویلاً فی عینیَّ المبتلَّتین بالمطرِ والبصاق وتسألُنی من أیِّ بلادٍ أنا... (الصائغ، 2004م: 91-90) القراءة الاستکشافیة هناک سلسلة من العناصر والتعابیر مثل "أنین الأنفاق"، "سکة الذکریات الطویلة"، "الأصابع المتهرئة کخشب التوابیت"، "الوطن الحزین"، "أغنیات جامجة وشرسة وخجولة"، "تاریخ قهر"، "اجترار العلف والخطابات وسجائر اللف"، و ... تمثّل حالات اللاقواعدیة أو مواضع الخروج عن النظام فی ثنایا النص. نظراً إلى أن هذه العناصر أو التعابیر ترفض المعنى الظاهری والسطحی وتعکس مفارقة للواقع، یمکن القول إن هناک معنى آخر یکمن فی عمق البناء الشعری (أصغری وآخرون، 1398م: 80). ووفقاً لمنهج ریفاتیر، إن اکتشاف مدلولیة النص یستوجب على القارئ أن یدرس الألفاظ وعناصرها الدلالیة المشترکة وأن ینتبه إلى العناصر التعبیریة حتى یشعر بأبعادها الدلالیة وتمیّزها. لهذا الغرض، نقوم أولاً بدراسة التعابیر المتراکمة والمنظومة الوصفیة فی القصیدة.
دراسة رکائز بناء النص الشعری[15] التعابیر المتراکمة فی قصیدة "العبور إلى المنفى، هناک سلسلة من من الألفاظ أو التعابیر التی ترتبط مع بعضها من خلال المشارکة فی عنصر دلالی موحد: العنصر الدلالی المشترک للألفاظ المتراکمة فی السلسلة الأولى یدور حول معنى "السلطة والهیمنة":
1- 1 العنصر الدلالی المشترک للألفاظ المتراکمة فی السلسلة الثانیة یدور حول معنى "المعاناة والألم والحزن":
1- 2 العنصر الدلالی المشترک للکلمات المتراکمة فی السلسلة الثالثة یدور حول معنى "الاستعمار":
1- 3 العنصر الدلالی المشترک للکلمات المتراکمة فی السلسلة الرابعة یدور حول معنى "النضال والاحتجاج":
المنظومة الوصفیة فی قصیدة "العبور إلى المنفى" هناک أربع منظومات وصفیة ترکز على "القطار والمرأة والوطن والمتهم":
2- 1
2-2
2-3
2-4 العناصر اللاقواعدیة (الانزیاحیة) بدراسة رکائز بناء النص الشعری فی القصیدة والمتمثلة تحدیداً بالتعابیر المتراکمة والمنظومات الوصفیة، یمکن القول إن العناصر أو العلامات اللاقواعدیة فی رکیزة التعابیر المتراکمة، ظهرت فی تعابیر استعاریة کـ "الأغنیات الجامحة والشرسة والخجولة"، "تاریخ قهر"، "اجترار الخطابات"، "اجترار سجائر اللف"، و... وکذلک فی استعمال تعابیر تشبیهیة کـ "الأصابع المتهرئة کخشب التوابیت". وفی رکائز المنظومة الوصفیة تظهر هذه العلامات اللاقواعدیة فی تعابیر استعاریة کـ "شجن الأنفاق"، "سکة الذکریات الطویلة"، "الوطن الحزین"، والتعابیر التشبیهیة کـ"الأصابع المتهرئة کخشب التوابیت"، والکنایة مثل: "تمیل بشعرها النثیث على دموعی" (الاتکاء على الدموع) و... وکذلک المجاز اللغوی فی علاقة الجزء بالکل. نلاحظ فی المنظومة الوصفیة، أن کل دائرة تدور حول "النواة الدلالیة" تعدّ مظهراً من مظاهر النواة الدلالیة. فالنواة الدلالیة المعیّنة تمثّل العنصر الثابت وهی بمثابة الکل والدوائر الدلالیة التی تدور حول هذا المحور بمثابة الأجزاء التی تحمل مدلولیة التغیّر.
الهیبوغرام[16] إن ما توصّلنا إلیه من خلال دراسة رعناصر التعابیر المتراکمة والمنظومة الوصفیة یمکن دراسته فی عنصر الهیبوغرام أیضاً. وهناک هیبوغرامات ومضامین ثابتة یمکن الحصول علیها فی قصیدة "العبور إلى المنفى": 1-الفترة الماضیة الملیئة بالفوضى والفتنة والظلم والاضطهاد وهیمنة الطغاة والمستعمرین (تاریخ قهر) 2-القلق والحزن، التشرد، والإرغام على المغادرة وترک البلاد یلقی بظلاله على الحاضر. 3-مستقبل مجهول ومظلم، کله حزن وألم ویأس بانتظار الشاعر.
تحدید المرجعیة وفق منهج ریفاتیر، فإن المرجعیة أو النسیج البنیوی یجب أن یکون على نحوٍ یمکنه إنتاج الهیبوغرام (بنیة موضوعیة واحدة) والنص الشعری ویخلق الوحدة فی بنیة النص. فی قصیدة "العبور إلى المنفى" حصلنا على النسیج البنیوی التالی:
عملیة بناء النص إن النسیج البنیوی فی هذه القصیدة تحوّل إلى "العبور إلى المنفى" من خلال ثلاثة أسس هی؛ متغیرات متعددة العوامل، التحول أو الإحالة، البسط: أسس المتغیّرات متعددة العوامل نتیجة لهذه القاعدة، فإن الدلالات المتعددة (المتغیرات) فی هذه القصیدة لا ترجع إلى مدلولها الحقیقی، وإنما إلى إشارات ودلالات أخرى داخل النص. ونشیر إلى بعض هذه المتغیّرات وهی: النفی الأغنیات الجامحة، فلقات المدارس، فلثات المعتقلات، جواز سفر، المشانق، الجثث الملولحة، الملفات، البصاق، العیون المبتلّة، الأصابع المتهرئة، السجن، الخوف.
نظام الهیمنة الاستعمار، أقبیة الأمن، الرئیس، المعسکرات، الخطاب، الجلد، الأسر، الصحف.
قاعدة التحویل أو الإحالة الإحالة تجربة تنحصر فی الإبداعات الأدبیة التی تشکل ثقافة تسهم فی تقبّل أنماط متحددة من الإبداع وخلق دلالات لا حصر لها وهو ما یعرف بالتناص ویلعب دوراً أساسیاً فی تمویه المعنى وتحویله نحو قابلیة النص للتدلیل. وهنا إشارة إلى بعض نماذج الإحالة فی قصیدة "العبور إلى المنفى" على النحو التالی: البلد یبدأ وینتهی بکلمات الرئیس. الشوارع والأغانی والمتاحف والتبرعات والأشجار والمعامل والصحف والإسطبل والغیوم والمعسکرات والتماثیل والأفران والأنواط والمحظیات والمدارس والمزارع والطقس جمیعها ملک للرئیس. وهذا یذکّرنا بالمثل الإیرانی الذی یقول: بأن ممتلکاتی الخاصة بی ملکی وممتلکات الناس أیضاً هی ملکٌ لی، ویشیر هذا المثل إلى المعتدین الذین لا یمتنعون عن التعدی على ممتلکات الآخرین. ومن هذا المنطلق ینطبق المثل على هیبوغرام القصیدة وهو الهیمنة والاستعمار.
أسلوب البسط نتیجة لبسط المضامین ودلالات النسیج البنیوی فی النص الشعری، یقوم الشاعر بخلق متغیّرات متعددة ومنفصلة وإبداع صور متعددة تتکرر فی مقاطع النص الشعری المختلفة. فی هذه القصیدة تتوسع متغیرات النسیج البنیوی على النحو التالی:
النتیجة وفقاً لنظریة ریفاتیر، إن مدلولیة النص الشعری لا تفسّر عادة بظاهر الدلالة. وتتمیز أدبیّة النص بمساهمة المتلقی فی إنتاج الدلالة أو الدلالات الممکنة، بحیث لم یعد القارئ طرفا مستهلکا للنص الإبداعی بل عنصراً منتجاً وحیویاً فی کل مراحل الخلق والإبداع. ولهذا السبب یقترح ریفاتیر ألا ینطلق المحلل الأسلوبی من النص مباشرة وإنما ینطلق من الأحکام التی یبدیها مجموع القراءة حوله لأن تلک الأحکام عبارة عن مثیرات أو استجابات نتجت عن منبّهات کامنة فی صلب النص. فالأسلوب بهذا المعنى توترٌ دائم بین أحداث النص، ویؤثر فی خلق الدلالات. والتعقیدات الدلالیة فی النص لها مبادئ توجیهیة تلفت انتباه القارئ إلى المدلولیة وجوانبها السیمیائیة. فی هذه الدراسة وبعد تطبیق منهج ریفاتیر السیمیائی على هذه القصیدة واستناداً إلى المقدرة الأدبیة التی یمتلکها القارئ، من خلال تحدید اللاقواعدیة، دراسة التعابیر المتراکمة، المنظومة الوصفیة، وتحدید الهیبوغرام والنسیج البنیوی، توصلنا إلى بنیة موضوعیة موحدة ومتسقة ما توحّد النص الأدبی وتحوّله إلى علامة واحدة إن جاز التعبیر. ومن بین هذه النتائج التی توصل إلیه البحث من خلال تطبیق منهج ریفاتیر السیمیائی فی إعادة قراءة لقصیدة "العبور إلى المنفى": - فی تحلیل هذه القصیدة، توصل البحث إلى سلسلة معیّنة من المفردات تشکل "القوة والسیطرة"، "المعاناة والألم والحزن"، "الاستعمار"، "النضال والاحتجاج" نواتَها الرئیسة وما تعرف بالتعابیر المتراکمة والأنظمة الوصفیة المتمثّلة بـ "القطار"، "المرأة"، "الوطن" و"المتهم" والنسیج البنیوی فی الأوضاع المتدهورة والمأساویة فی الماضی – الوقت الراهن المقترن مع القلق والحزن – الیأس من تحسین الوضع فی المستقبل". - والعناصر اللاقواعدیة أو الانزیاحیة فی القصیدة هی؛ الاستعارة، التشبیه، الکنایة، وکذلک علاقة الجزء من الکل. -والهیبوغرام فی قصیدة "العبور إلى المنفى" هو: 1-الفترة الماضیة الملیئة بالفوضى، الفتن، الظلم والاضطهاد، هیمنة المستبدین والمستعمرین الأجانب. 2-حالة القلق والخوف والحزن والتشرد والإرغام على المغادرة السائدة على الوقت الراهن. 3- المستقبل المجهول والمظلم الملیء بالأحزان والیأس أمام الشاعر. أما عملیة بناء النص بدأت بنسیج بنیوی تحوّل إلى نص قصیدة "العبور إلى المنفى" من خلال ثلاثة أسس هی؛ متغیّرات متعددة العوامل، التحول أو الإحالة، والبسط. [1]. Michael Riffaterre [2]. Semiotics of poetry [3] . المقدرة الأدبیة «معرفة القارئ بالمنظومات الوصفیة، دلالات الأعمال الأدبیة، الأساطیر لاسیما معرفته بسائر النصوص الادبیة.» (ریفاتیر، 1978م: 5) وهکذا، فإن القارئ الذی یمتلک القدرة الأدبیة، فهو على سبیل المثال على درایة بمجموعة متنوعة من الأجناس الأدبیة مثل الملحمة والهزل والشعر الغنائی والأسالیب البلاغیة وتوظیفها. وهو «فی عملیة قراءة الشعر یندفع بموازاة النص وشبکاته ویواجه باستمرار عقبات فی التفسیر إلا أنه یتغلّب علیها.» (لبیهان وگرین، 1383ش: 279) [4]. هی قصیدة من دیوانه "تأبط المنفى" لعدنان الصائع. وهذا العنوان یذکّرنا بشاعر من شعراء الصعالیک، وهو "تأبط شراً". واختار عدنان هذا الاسم لدیوانه إشارة إلى کلمة الشر التی استبدلها بکلمة المنفى وهذا الاستبدال یساوی الدلالة التی تستشف من کلمتى الشر والمنفى. (بهجات، 2010م: 74) [5]. هو أحد کتّاب المدرسة الواقعیة وأحد أبرز شعراء الحرب وجیل الثمانینیات من الشعراء العراقیین، ولد فی الکوفة عام 1955م. لقد تبلورت فی شعره المشاکل الاجتماعیة السیاسیة التی خلقها نظام صدام حسین والولایات المتحدة وحلفاؤها فی منطقة الخلیج الفارسی وخاصة فی العراق. (الزریبی، 2008م: 9) کما أنه «أحد شعراء المقاومة لأن المقاومة لا تقتصر على الوقوف فی وجه الأجانب، بل فی مواجهة الاستبداد الداخلی أیضاً». (صدقی، 1394ش: 43) تم نفی عدنان إلى بلدان مختلفة فی عام 1993م بسبب تیاراته الفکریة والسیاسیة. [6]. یطلق ریفاتیر على التغییرات التی تجری فی اللغة العادیة وتحوّلها إلى عمل أدبی، اللاقواعدیة. وهکذا، یعتبر القواعد التی تشکل نظاماً دلالیاً فی لغة الشعر یعتمد على مرجعیة النص إلى الواقع، قواعدَ نحویة. فی هذه الحالة، یستخدم الشاعر تعابیر وعبارات یتعرف علیها القارئ فی العالم الخارجی فیدرک دلالتها أو مدلولیتها النظامیة، والشاعر بإجرائه تغییراً فی بناء اللغة العادیة یحوّلها إلى اللاقواعدیة، وبهذا یتجاوز مستوى المحاکات إلى مستوى المدلولیة. (أبهریان، 1392ش: 10)
[7]. التعابیر المتراکمة: یعتقد ریفاتیر أن کل لفظة تتألف من معنى أو عدة معان مرکزیة لثابت لسلسلة معیّنة من المفردات المترادفة التی تتمحور حولها. ویحدث التراکم حین یواجه القارئ مجموعة من الکلمات المترادفة التی تتمحور حول دلالة واحدة هی الدلالة المرکزیة المشترکة أو الثابت. على سبیل المثال إن الدلالة المرکزیة أو النواة الرئیسة لکلمة الزنبق، هی عبّاد الشمس وشقائق النعمان.» (برکت وافتخاری، 1389ش: 115) [8]. المنظومة الوصفیة: «هی سلسلة من التعابیر المتراکمة والمفردات المرادفة التی تعبّر جمیعاً عن الدلالة المعیّنة.» (ریفاتیر، 1978م: 39) فی المنظومة الوصفیة، تدور الأقمار (الدوائر) حول نواة رئیسیة، وهی مظهر من مظاهر هذه النواة، وکل منها تشکّل جانباً من جوانب هذه النواة أو اللفظة الرئیسة. "فی المنظومة الوصفیة، تکون العلاقة افتراضیة ویتم التعبیر عنها من الکل إلى الجزء، والنواة مرتبطة بأقمارها أو دوائرها الدلالیة، وقد تحتوی على العدید من التراکمات الدلالیة أو تتلقّی أجزاء من التراکمات الدلالیة." (نبی لو، 1390ش: 86) [9]. من وجهة نظر ریفاتیر، إن الهیبوغرام، مجموعة کلمات موجودة مسبقاً یشار إلیها بعلامة شعریة. والهیبوغرام یمکن أن یکون عبارةً أو سلسلةً من الجمل التی قد تأتی من الصور النمطیة، أو نظاماً وصفیاً. «إن تداعی الألفاظ والمعانی (الهیبوغرام) عبارة عن صورة نمطیة فی ذهن القارئ تستحضرها کلمة أو عبارة فی النص. وتداعی الألفاظ والمعانی هی فی الواقع قضایا رئیسة «لها تعبیر واسع ویتکرر بشتى العناوین وربما یکون غیر مألوف فی النص الشعری.» (م.ن) فی منهج ریفاتیر، یتم العثور على الهیبوغرام قبل اکتشاف النسیج البنیوی، ویرتبط الشعر بنسیجه البنیوی من خلال الهیبوغرام. وهذا النسیج البنیوی هو الذی یوحّد الشعر فی نهایة المطاف.» (سلدن وویدوسون، 1384ش: 85) [10]. وفقاً لریفاتیر، کل قصیدة عبارة عن مظاهر متعددة لفکرة معیّنة ویسمّى المنشأ أو الماتریس البنیوی، والوحدة البنیویة للنص هی نتیجة تحوّل هذا النسیج. ومنشأ الکلمة هو عبارة أو جملة بحیث یمکن إعادة کتابة نص القصیدة من جدید ولا یجوز استخدامها مباشرة فی القصیدة. «الشعر هو نتیجة تحوّل هیکل أو جملة بسیطة أو لفظة، إلى بیان مسهب أکثر تعقیداً. والإطار هو أمر افتراضی یعمل على الوظیفة النحویة والمعجمیة للبنیة یمکن تلخیصه فی کلمة واحدة. على أی حال، لم یتم العثور علی الکلمة فی النص، بل یعمل الإطار أو النسیج دائماً على شکل متغیرات متتالیة. ویحدّد العنصرُ الثابت أی النمط أو الأسلوب شکلَ هذه المتغیرات،. فالنسیج والنمط والنص متغیرات فی بنیة واحدة.» (ریفاتیر، 1978م: 89). [11]. إن عملیة إنتاج النص فی منهج ریفاتیر تحتوی على ثلاثة أسس: الف) البسط: وهو أسلوب «تتحول فیه بنیة النص فی النسیج إلى أشکال ومتغیّرات معقدة.» (ریفاتیر، 1978م: 39) هذا الأسلوب یمکّن الشاعر من توزیع الدلالات المرکزیة فی النص الشعری على شکل أجزاء مصغرة فی أنحاء النص المختلفة. ویصوّر کلاً من هذه الأجزاء فی أیقونات منفصلة. بعبارة أخرى، «إن أسلوب البسط یخرج دلالة النص من کونها رؤیة شخصیة وعامة إلى رؤیة متعددة الجوانب وجزئیة.» (پاینده، 1386ش: 77) ب) قاعدة التحویل أو التحویر: تعنی فی منهج ریفاتیر إجراء تغییر أو تعدیل فی اللغة النظامیة. والشاعر عند إنتاج النص الشعری یستعمل تعابیر وأنماطاً أدبیة مألوفة یجری علیها بعض التغییرات فیجعل النص الأدبی سلسة من حالات لاقواعدیة. فالعناصر المستخدمة فی قاعدة التحویل «لها وظیفة مزدوجة؛ من ناحیة تغیّر الصورة النمطیة أو العبارات المألوفة ومن ناحیة أخرى تدلّنا إلى النواة الدلالیة للنص أو منشأ الدلالة ومتغیّرات النسیج البنیوی.» (م.ن) ج) دلالة المتغیرات متعددة العوامل: إن الکلمات داخل النتاج الأدبی لا تکون دالة باعتبار علاقتها المرجعیة بعالم الواقع، بل إنها على العکس تکون دالة باعتبار علاقتها المرجعیة مع علامات داخل العالم اللغوی من النص الشعری. (أبهریان، 1392ش: 15) «إن المتغیرات متعددة الجوانب للدوالّ فی النص الشعری، یوهم للقارئ أن هناک عناصر دلالیة ثابتة تتکرر فی النص. وجمیع هذه العناصر الدلالیة مترابطة مع متغیرات مشابهة تعود لثابتٍ هو النواة الدلالیة أو (الهیبوغرام) وتظهر على أنها متغیرات للنسیج البنیوی.» (پاینده، 1386ش: 107) فی الواقع، إن المتغیرات متعددة العوامل هی خلق ألفاظ متعددة من لفظة واحدة تخلق علامات مغلقة داخل النص: «إن تأثیر المتغیرات متعددة الجوانب یکمن فی تسرب دلالة الکلمة إلى عدة کلماتٍ، یبدو وکأن تلک الکلمة تشبّع الجملة بأکملها بالدلالة الأصلیة وبالطریقة التی تجعل القارئ یشعر أن الجملة تشکّل بشکل ثابتٍ وصریح تلک الدلالةَ التی استمدّها من نفس الکلمة.» (ریفاتیر، 1978ش: 5)
[12] . فی القراءة الاستکشافیة، یسعى القارئ إلى فهم الدلالة. ویحاول فی إرجاع الکلمات إلى عالم غیر لفظی أی عالم الواقع. بعبارة أخرى «یقارن الکلمات حسب الأشیاء والنص بأکمله حسب الواقع.» (ریفاتیر، 1978م: 26) هذه القراءة تتحکم على القارئ معرفته بمعجم الألفاظ ویفهم الدلالات حسب ما جاء فی المعجم وبالنتیجة تکون قراءته وفهمه للدلالة من خلال آلیة المرجعیة والمحاکاة والمستوى الأدنى للنص الشعری. (أبهریان، 1392ش: 11) [13] . فی القراءة الاسترجاعیة یتمکّن القارئ الذی یمتلک القدرة الأدبیة لقراءة النص من إدراک العناصر اللاقواعدیة فیقوده ذلک إلى مراجعة النص وتغیّر ما تم فهمه فی المرحلة الأولى فیقوم بفک شفرات الکلمات الدلالیة لیتوصل إلى مدلولیة النص. «فی المرحلة الثانیة، أو القراءة الراجعة التی یسمّها ریفاتیر التأویلیة، یبدأ القارئ بفک رموز النص مع مراجعة ما قرأه فی المرحلة الأولى.» (پاینده، 1386ش : 100) وهکذا، تصبح حواجز القراءة غیر المتسقة فی المستوى الأدنى (الاستکشافی) أساساً للقراءة الجدیدة. وتسوق القارئ إلى المستوى المدلولیة واحدة العلامة ویحصل على مفتاح المدلولیة فی نطاق أوسع.» (ریفاتیر ، 1978م: 6) [14] . لقد میّز ریفاتیر بین الدلالة والمدلولیة فی قراءته للنص الشعری. فی رأیه، إذا اعتبرنا القصیدة سلسلة من العبارات فإننا نقتصر اهتمامنا على معناها الظاهری، وهذا المعنى الظاهری أو السطحی یعبّر عن معلومات وأخبار تتعلق بالقصیدة لا غیر. فی حین أن التأثیر المباشر یحدثه اللامتوقع أو اللاقواعدیة فی عنصر من السلسلة الکلامیة بالنسبة إلى عنصر سابق. یعتقد ریفاتیر أن أبرز سمات الشعر یکمن فی وحدة النص ویطلق على هذه الوحدة الشکلیة والدلالیة التی تمانع فی عرض النص الشعری بصورة مباشرة، المدلولیة.
[15] . إن عملیة بناء النص فی منهج ریفاتیر یحتوی على التعابیر المتراکمة والمنظومة الوصفیة. [16] Hypogram | ||||||||||||||||||||||
مراجع | ||||||||||||||||||||||
ابهریان، سعید. (1392ش). تحلیل مجموعه ی آینه ای برای صداها بر اساس نظریه ی نشانه شناسی شعر مایکل ریفاتر. رسالة ماجستیر: جامعة کردستان. اصغری، محمد جعفر و سمیرا حیدری راد؛ کمال دهقانی اشکذری.(1398ش). «دراسة سیمیائیة فی قصیدتی "التینة الحمقاء" لإیلیا أبی ماضی و"دو کاج" محمدجواد محبت على ضوء نظریة ریفاتیر». مجلة الجمعیة العلمیة الایرانیة للغة العربیة وآدابها. السنة الخامسة عشر، العدد الثانی والخمسین. صص82-63 آلگونه جونقانی، مسعود. (1396ش). «کاربست الگوی نشانه شناختی ریفاتر در خوانش شعر». پژوهش ادبیات معاصر جهان. السنة الثانیة والعشرین. العدد الأول. صص57-33 برکت، بهزاد ودیگران. (1389ش). «نشانه شناسی شعر. کاربست نظریة مایکل ریفاتر بر شعر ای مرزپرگهر فروغ فرخزاد». فصلنامة پژوهشهای زبان وادبیات تطبیقی. السنة الأولى. العدد4. صص130-109 بهجات، عاطف. (2010م). «انشطار الذات فی دیوان تأبط منفـى لعـدنان الصـائغ». مجلة کلیة الآداب. جامعة بنها. مصر. العدد الثالث والعشرین. مجلد1. صص113-67 پاینده، حسین. (1387ش). «نقـد شـعر آی آدمهـا سـرودة نیمـا یوشـیج از منظـر نشـانه شناسـی». نامـة فرهنگستان. السنة الرابعة. العدد العاشر. صص113-95 الزریبی، ولید. (2008م). عدنان الصائغ تأبط منفى: حوار ومنتخبات شعریة. الطبعة الأولی. تونس: الشرکة التونسیة للنشر وتنمیة فنون الرسم. سلدن، رامان و پیتر ویدوسون. (1384ش). راهنمای نظریه ادبی معاصر. ترجمه عبّاس مخبر. طهران: نشر نو. الصائغ، عدنان.(2004م). الأعمال الشعریة. بیروت: الموسسة العربیة للدراسات والنشر. صدقی، حامد وسیدعدنان اشکوری ودیگران. (1394ش). «دراسة صدی المقاومة فی شعر عدنان الصائغ». إضاءات نقدیة فی الأدبین العربی والفارسی (فصلیةّ محکمة). السنة الخامسة. العدد التاسع عشر. صص61-41 فیاض منش، پرند و علی صفایی سنگری. (زمستان 1395ش). «خوانش شعر "نوبت" بر اساس رویکرد نشانه شناسی مایکل ریفاتر». فصلنامه پژوهش زبان و ادبیات فارسی. العدد الثالث والأربعین. صص159-139 لبیهان، جیل وکیت،گرین. (1383ش). درسنامه نظریه و نقد ادبی. ترجمه گروه مترجمان. طهران: روزنگار. نبی لو، علیرضا. (1390ش). «کاربرد نظریة نشانه شناسی مایکـل ریفـاتر در تحلیـل شـعر ققنـوس نیمـا». فصلنامة پژوهش های زبان شناختی در زبان های خارجی. السنة الأولى. العدد الأول. صص 81-94 -Riffaterre, Michael. (1978). Semiotics of Poetry. Bloomington: Indiana University Press.
| ||||||||||||||||||||||
آمار تعداد مشاهده مقاله: 374 تعداد دریافت فایل اصل مقاله: 975 |