تعداد نشریات | 418 |
تعداد شمارهها | 9,997 |
تعداد مقالات | 83,560 |
تعداد مشاهده مقاله | 77,800,505 |
تعداد دریافت فایل اصل مقاله | 54,843,311 |
"الكوخ الشوكي" رواية استعارية لطوفان نوح | ||
إضاءات نقدیة فی الأدبین العربی و الفارسی | ||
دوره 11، شماره 43، آذر 2021، صفحه 85-106 اصل مقاله (253.55 K) | ||
نوع مقاله: علمی پژوهشی | ||
نویسنده | ||
نازنین فرزاد* | ||
عضو هيئة التدريس بقسم اللغة الفارسية وآدابها، فرع گرمسار، جامعة آزاد الإسلامية، گرمسار، إيران | ||
چکیده | ||
"الكوخ الشوكي" هو عمل إبداعي لعبد الحسين فرزاد، الكاتب الإيراني المعاصر. يتوقف زمن الراوي في الرواية عند الساعة السابعة صباحاً. هذا التعليق اللازماني يعتبر فرصة للراوي للخوض في التاريخ. هدفه استكشاف الماضي للعثور على اللحظة التي يتكوّن فيها الشر البشري؛ لأن نهاية كرامة الإنسان شلت عقل الراوي. اعتمد البحث منهجاً وصفياً تحليلياً. وتظهر نتائج البحث أن "الكوخ الشوكي" يمكن اعتبارها رواية مجازية وهي تمثل استعارة لطوفان نوح وسرير الراوي يشبه سفينة نوح. عاصفة الكوخ الشوكي والأمواج التي تضرب سرير الراوي وتشغل باله، إنما هي استعارة لموجات الفكر المختلفة. موجة الزمن والتاريخ، وموجة الفن والأدب والشعر، وموجة الفلسفة والفيزياء، وخاصة ميكانيكا الكم ... يسعى الكاتب حتى نهاية القصة وحتى نهاية الطوفان حين يعمّ العلم قوس قزحاً في الآفاق حيث يعطي القوة لصاحبه، يحاول تاريخياً وعلمياً، التحدّث عن الرجل المتفکر لیعطي معنى للحياة بمساعدة الفن الإنساني والشعر والأدب والسينما، ویلعب دور نوح في السعي وراء إنقاذ البشر واستعادة كرامته بسفينة أفكاره. | ||
کلیدواژهها | ||
الكوخ الشوكي؛ طوفان نوح؛ استعارة؛ كرامة الإنسان؛ التاريخ؛ السينما؛ نظام الكم | ||
اصل مقاله | ||
إن روايات مثل البومة العمياء التي كتبها صادق هدايت وفوكو بندول لأومبرتو إيكو، على الرغم من أن مؤلفيها عاشوا في القرن العشرين، فقد استخدموا دائماً الأدب القديم والتاريخ للتأكيد على أفكارهم وعلى السيميائية بالذات. تعتبر هذه الخطوة أكثر فائدة لأنها تتيح للجمهور عدم الشعور بالفصل بين الأدب الجديد والأدب القديم، وعدم نسيان التاريخ المجيد للماضي البشري. إن الإشارة إلى الأحداث التاريخية الماضية، وكذلك استدعاء الأدب القديم، جعل رواية الكوخ الشوكي رواية شاملة؛ لأن الإنسان المعاصر يخوض في متاهة الاختراعات والاكتشافات العلمية المختلفة خوضاً بحيث لا يمكن للمرء أن يتعرف عليه وعلى أفكاره. على سبيل المثال، كان يُعتقد سابقاً أن الاستعارة تستخدم فقط في مجال الأدب، كصناعة أدبية، بينما أظهرت الدراسات الجديدة في مجال الرياضيات واللسانيات أن الاستعارة ليست أداة زخرفية فحسب، ولكنها أداة أساسية يمكن من خلالها تحقیق الأفكار المجردة. تتمثل إحدى النتائج الرئيسة في العلوم المعرفية في أن المفاهيم المجردة تُفهم عادةً مجازياً من حيث المفاهيم الأكثر موضوعية وتلعب دوراً مركزياً في الحياة البشرية اليومية؛ حتى عواطفنا البشرية يتم تصورها من منظور التقارب الجسدي. فهذا يعني أن الاستعارة المفاهيمية، هي أكثر شمولية بكثير مما كان يُطلق عليه في الماضي استعارة. حتى الرياضيات والأرقام تدخل ضمن عالم الاستعارة المفاهيمية. ومن ثم، فإن العلوم المعرفية (المنطق والفلسفة وما إلى ذلك)، ستكون جميعها بدون الرياضيات، عناصر عاجزة ومبتورة غير مكتملة. (انظر: ليكاف ونونيس: 1396ش) في رواية الكوخ الشوكي، نواجه مثل هذا الاتساع والتشابك لجميع العلوم والمعرفة المتاحة التي يستخدمها الراوي للوصول إلى النقطة المنشودة في تاريخ البشرية والماضي. الغرض من هذه الدراسة هو إظهار الراوي الكوخ الشوكي باعتباره استعارة للإنسان المتسائل المفكّر الذي يحقق ذاته في الديانات الإبراهيمية، والذي وصل في الواقع إلى الإيمان بالذات وفهم الواقع، مثل نوح تماماً، سعياً منه لإنقاذ البشر بسفينة أفكاره.
خلفية البحث مرادي دلي، منا، «بررسی تطبیقی عنصر عشق به عنوان درونمایه اصلی رمانهای خانه خار اثر عبدالحسین فرزاد و قصه گوی شب اثر رفیق شامی» (دراسة مقارنة لعنصر الحب كموضوع رئيس لروايات الكوخ الشوكي لعبد الحسين فرزاد والراوي الليلي لرفيق شامي) 1398ش، رسالة ماجستير، جامعة آزاد للعلوم والأبحاث. تقوم الباحثة في هذه الرسالة بدراسة عنصر الحب في رواية الكوخ الشوكي والرواي الليلي للكاتب المعاصر السوري رفيق الشامي دراسة مقارنة. في هذه الدراسة توصلت الباحثة إلى هذه النتيجة: "تفكير فرزاد عالمي ولكن رفيق الشامي حصر نفسه في منطقة دمشق الجغرافية. الحب الذي يصوره عبد الحسين فرزاد يقود إلى السلام وغياب الحرب والفقر، لكن الحب في رواية الراوي الليلي هو أداة لتعقيد الحبكة وزيادة جاذبيتها". سپهري، سپیده، «نقدی بر رمان خانه خار، پنجمین همایش متن پژوهی ادبی نگاهی تازه به سبک شناسی، بلاغت، نقد ادبی» (نقد رواية الكوخ الشوكي، المؤتمر الخامس لدراسات النص الأدبي نظرة جديدة على الأسلوب والبلاغة والنقد الأدبي)-1397ش، في هذه المقالة، يقدم المؤلف لمحة عامة عن الرواية وقد حاول إطلاع القراء على الطبقات الداخلية للكاتب واهتماماته من خلال تقديم نماذج من الرواية. - شعبانلو، علي رضا، « رمان خانهی خار: سیرهی ادبی عبدالحسین فرزاد» (الكوخ الشوكي: السيرة الأدبية لعبد الحسين فرزاد)، وقائع المؤتمر الدولي الرابع عشر لجمعية تعزيز اللغة الفارسية وآدابها، مهر عام 1398ش. عند دراسة رواية الكوخ الشوكي، خلص المؤلف إلى أنها رواية ما بعد الحداثة. كما أنه يعدد سماتها الخاصة: دائرية الزمن وعدم خطيته، وعدم تقسيم العالم إلى الذات والآخر، ولكن الذات والآخر متشابكان، وعدم وجود علاقة خطية مع العلاقات السببية، والحديث عن أسلوب سرد القصص الخاصة به، ونقده لنفسه ولقصته، التقطيع في السرد؛ هذا يعني أنه يمكن البدء في قراءة القصة من أي مكان. المونولوج الداخلي واستخدام الارتباط الحر للمعاني والمفاهيم التي تسببت في متابعة أحداث القصة دون علاقة سببية، يمتلك المؤلف أيضاً نظرة ما بعد الحداثة للغة ويعتبر اللغة سبباً لسوء الفهم بين البشر بسبب نسبتها وعدم اليقين في المعنى، ولا تعتبر اللغة عاملاً في الفن. - حساني، معصومة، «خارخانهی تهی شده از انسان بودگی؛ مروری بر رمان خانهی خار»، (الإنسان في الكوخ الشوكي خال من الإنسانية؛ قراءة رواية الكوخ الشوكي، (مقال)، فصلية کاغذ رنگی، السنة الأولى، العدد الثاني، 1395ش. في هذا المقال، ترى المؤلفة أن الكاتب يدعو القارئ منذ المشهد الأول للرواية، إلى اكتشاف عالمه الداخلي ويعيد النظر تدريجياً في العالم من حوله، معتبرة رواية الكوخ الشوكي قصيدة نثرية وترجمة لإنسانية منسية. خجسته پور، سعيدة، «رمان امروز ایران، خانهی خار» (الرواية الإيرانية المعاصرة، الكوخ الشوكي، (مقال)، فصلية کاغذ رنگی، السنة الأولى، العدد الثاني ، 1395ش. تعتبر المؤلفة رواية الكوخ الشوكي سيرة ذاتية خالدة، والراوي يرويها لجمهور غير معروف.
نبذة سريعة لكاتب رواية الكوخ الشوكي عبد الحسين فرزاد، ناقد ومترجم وشاعر وروائي إيراني، ولد عام 1329ش في سيستان وأكمل تعليمه الابتدائي والثانوي في سيستان وبلوشستان. ثم جاء إلى طهران لمواصلة دراسته وحصل على الدكتوراه في الأدب الفارسي من جامعة طهران. قبل الثورة الإسلامية الإيرانية، عمل في أكاديمية اللغة الفارسية. واصل بعد الثورة عمله كباحث وأستاذ في معهد الدراسات الإنسانية والثقافية. بالإضافة إلى التدريس، يقوم فرزاد أيضاً بالترجمة والكتابة. كان من أوائل من ترجم قصائد الشعراء العرب وخاصة الشعر الفلسطيني. وكان أول من قدّم الكاتبة والشاعرة العربية غادة السمان إلى إيران. كما ترجم قصائد نزار قباني، ومحمود درويش، وبولند الحيدري، وأدونيس، وعبد الوهاب البياتي، وبدرشاكر السياب، ونازك الملائكة، وغيرها إلى اللغة الفارسية. ولما قدّمه من أبحاث ودراسات مكثفة حول العالم العربي، تم اختياره كمستشار ثقافي (الثقافة العربية الإسلامية) من قبل جمعية كوريا الجنوبية والشرق الأوسط[1] في عام 2005م؛ تم هذا الاختيار بالتشاور مع جامعة عين الشمس في مصر.
ملخص رواية الكوخ الشوكي الكوخ الشوكي، هي قصة شخص يقوم بدور الراوي ويروي القصة على شكل مونولوج[2] (على لسان بطل الرواية). في الساعة السابعة صباحاً، يتوقف الزمن بالنسبة للراوي وكان أيضاً مشلولا بلا حراك في الفراش. ليس لديه سوى نفسه، لكن قارئ الرواية يسمع صوت تفكيره. ما يحزنه هو وفاة قضابيك، العامل البسيط واللطيف الذي كان يعمل في منزلهم حين كان طفلاً حيث قُتل بساطور أو فأس وقع على رأسه. في هذه الرواية، يزحف قضابيك بعد وفاته إلى الراوي ويصبح جزءاً من وجوده فيتحد مع الراوي. والراوي يلعب دور المحقق والشرطي الحاذق، فيرجع إلى ماضي الإنسانية بأسره ليجد الدافع وراء ذلك القتل، ولحظة انحراف الإنسان، اللحظة التي ينحرف فيها الساطور (الفأس) عن كسر الحطب إلى قتل رجل. في نهاية القصة، يجد نفسه في فصل دراسي حيث يكتب مدرس الخط مقطعاً شهيراً للشاعر الإيراني الكبير فردوسي، "توانا بود هرکه دانا بود" (قد قدر من عرف) على السبورة، وفي ضوء هذا المقطع يملأ الضوء وقوس قزح فضاء الصف ... يفرح الراوي في سريره ويجد قضابيك، مثل الطرخشقون (الهندباء)، يصب النوتات الموسيقية على رموشه، النوتات التي يمكن رؤيتها والراوي يراها بـقوس قزح "كل من كان قوياً كان حكيماً" في السماء.
طوفان نوح يمكن اعتبار رواية "الكوخ الشوكي"، من الناحية المعنوية والعرفانية، رواية كشف وشهود. الرواية هي استمرار للنموذج الأصلي لطوفان نوح وسفينته. رويت قصة الطوفان في العهد القديم في سفر التكوين. حادثة الطوفان أو طوفان نوح هي تسميات تطلق على قصة طوفان عظيم حصل بسبب طغيان البشر على الأرض عندما أصبح البشر أشراراً في أيام نوح، أمر الله نوحاً أن يبني فلكاً عظيماً وأن يضع عائلته على الفلك مع عدد من الحيوانات وبعض المخلوقات، لأن الله شاء أن تمطر أربعين يوماً وليلة وأن يهلك جميع المخلوقات على الأرض. (الكتاب المقدس، تكوين: 7) بعد أن تدمر المياه كل مكان ويستقر الفلك على الأرض، يخاطب الله نوحاً وأبناءه ويقول: "ستكون إحدى آياتي لكم في ظهور طيف من الألوان (قوس قزح) ". (المصدر نفسه) وفقاً للكتاب المقدس، يشير قوس قزح إلى نهاية الطوفان. تختلف قصة طوفان نوح في القرآن اختلافاً كبيراً عن الرواية التي جاءت في التوراة. في التوراة، ينسى الله العمل وبقوس قزح يتذكّر أنه لن يصيب قوم نوح بعاصفة أخرى؛ بينما في القرآن؛ إن الله بريء من النسيان الذي هو صفة بشرية. عندما ضربت الأمواج، نادى نوح ابنه قال له اركب معنا على الفلك، لكنه عصى وقال سآوي إلى جبل يعصمني. عندما حال بينهما الموج، ﴿ونَادَى نُوحٌ ربَّه فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ﴾ (هود: 45) في القرآن ﴿ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا﴾ (تحريم: 10). فخیانة امرأة نوح وامرأة لوط كانت في تحقيق أهداف الرسالة التي كلّف بها النبيّان. وخطيئة ابن نوح تتمثل في استهزائه مع القوم الذين سخروا من نوح وإنكاره لآيات الله وعصيانه أمر ربّه. يبدو أن في التوراة، لم تظهر صورة شر البشر جلية بتلك الصورة التي غضب الربّ منهم بشدة حتى دمرهم بالكامل على الأرض بسبب عاصفة من الماء. تم العثور على طوفان نوح في الحكايات القديمة للعديد من الأقوام والأديان المختلفة، وخاصة بلاد ما بين النهرين. يبدو أن أحد أقدم المصادر التي تذكر طوفان نوح، هي قصة جلجامش[3] في الألواح السومرية. جلجامش هو أحد ملوك مدينة أوروك[4] بعد الطوفان. كان يبحث دائماً عن نبات الخلود حتى يصبح خالداً. وقصة الطوفان التي جاءت في أقدم ملحمة جلجامش، هي موجودة في اللوح الحادي عشر من الألواح السومرية، ورويت عندما استفسر جلجامش من أوت انابشتيم[5] عن سر الخلود. يروي أوت قصة بناء سفينة وإنقاذ عائلته بالتفصيل ويقول: «أمطرت لمدة ستة أيام وست ليال. في اليوم السابع، هدأ الطوفان وعمّ الظلام. كما هدأ البحر بعد الموج وخفت عاصفة النكبة. نظرت في الهواء كان هادئاً تماماً. تحوّل الناس جميعاً إلى طين والأرض لا ترى فيها عوجاً ولا أمتا.» (بوكارت، 1383ش: 96)
الشر البشري في رواية الكوخ الشوكي، استدعاءً للأدب القديم، يجلس نوح من نوع آخر على سفينته (سرير) ويسلم نفسه للأمواج الهادرة التي تنقل السفينة عادةً إلى الماضي البعيد والقريب، وليس لها طريق يسوقها إلى المستقبل. في طوفان نوح، لم يكن شر الإنسان معروفاً، بينما في رواية الكوخ الشوكي، تم تحديد شر الإنسان، والراوي نفسه في دور نوح الذي يجلس على متن السفينة ويأخذ كل ما لديه، الماضي والتاريخ معه. إنه على عكس نوح الذي سيكون مستقبله عالماً خالياً من الأشرار. لكن راوي الكوخ الشوكي لا يملك القدرة على دخول المستقبل، ويبدو له أن شر الإنسان مستمر، إذا لم تكتشف نقطة انحراف الإنسان وفساده في الماضي: «عندما كنت في الثانية عشرة من عمري، كنا نعيش في إيرانشهر. كان هناك عامل يُدعى "قضابيك" (ربما هو عامية قاضي بيك) كان يأتي إلى منزلنا من وقت لآخر. كان عمله الرئيس هو بناء كوخ مصنوع من شوك الجمال مختص لأيام الصيف. كان الكوخ الشوكي بمثابة مكيف للهواء، مع هذا الفرق أنك تجلس داخل الكوخ الشوكي وتهب الرياح على أشواك الحائط وأنت تبرد. و"قضا بيك" هذا، هو أغرب إنسان رأيته .. كان يذكرني برواية بيلي باد، وهي رواية بقلم هيرمان ملفيل. لقد أحب الجميع وكان عادلاً جداً ... في بعض الأحيان عندما كنت أعود إلى المنزل في منتصف النهار، كنت أرى قضايبك يفعل شيئاً دون أن يكون أي شخص في المنزل. و الغرف أبوابها مفتوحة. كان يعمل ما كان عليه فعله ويغادر. في بعض الأحيان لم يكن يخبرنا بما أنجزه من أعمال... ذات يوم عندما عدت إلى المنزل من المدرسة، رأيت أبي وأمي يبكيان. كان قضابيك قد قُتل. قتلته زوجته التي كانت على علاقة برجل آخر، قتله ذلك الرجل بفأس بينما كان نائماً بناءً على توصيتها. على الرغم من أنني كنت طالباً صغيراً، إلا أنني شعرت بحزن رهيب. بكيت في ذلك اليوم حتى الليل مع والدتي. ظللت أتذكر تلك اللحية الملطخة بالدماء والتي كانت طويلة جداً، وأبكي من أعماق قلبي. أحببته كثيراً. كان بالنسبة لنا أكثر من مجرد كونه رجلاً، بل كان إنساناً بمعنى الكلمة.» (فرزاد، 1394ش: 8-9) وهكذا أصبح شرّ الإنسان واضحاً في رواية الكوخ الشوكي. يُقتل الإنسان دون ذنب أو جريمة. هنا انتهكت كرامة الإنسان. وينبغي أن يقال إن قضابيك في هذه القصة يعني الإنسان بمعناه الجوهري الذي يشمل كلية الإنسان، وهذا يعني نفي الجنس والعرق ونحوهما. لقد تم التذكير بقدسية الإنسان وكرامته مراراً وتكراراً في الكتب المقدسة، بما في ذلك القرآن والعهد القديم. إن انتهاك كرامة الإنسان وروحه في الكوخ الشوكي يعدّ السبب الرئيس لإعاقة الراوي وشلله. وكأن كل البشر قد قُتلوا بقتل قضابيك، ولا يستطيع الراوي التواصل مع أي شخص في الوقت الحاضر، فالسبيل الوحيد هو العودة إلى الماضي؛ لأن رمز الإنسانية مات بالنسبة إليه. يسعى الراوي في رواية الكوخ الشوكي، كمحقق حاذق، إلى اكتشاف سبب القتل؛ لأن كل العوامل كانت في الماضي. يعتبر نفسه مسؤولاً عن معرفة مكان وزمان حدوث الخطأ. لحظة وقوع الفأس على رأس قضابيك، وانحرافه عن الحطب، هي أحد أجمل أجزاء الرواية وأكثرها إيلاما في نفس الوقت: «اليد التي رفعت الفأس لتهبط على رأس قضابیک، ليست عضلاتها من أسلاك شائكة ولا عظامها من معدن غير معروف، بل مثل يدي من لحم وجلد وعظام. ربما كان صاحب تلك اليد مثلي، درس وأحب والدته، وتُحزنه دخول شوكة تدخل في رجل طفله. وكان قد عرف الحب مثلي ووقع في حب حبيبته ... لكنه لم يغرز الفأس في جذع الشجر لكسر الحطب لتدفئ قلباً بارداً ومكتئباً بل بالعكس غرزه ليجعل القلب الدافئ واللطيف بارداً وكئيباً. في الحقيقة ماذا يحدث عند إمساك الفأس باليد وحتى غرزها، لكي تتحول أداة قطع الخشب هذه إلى أداة للذبح؟!» (نفس المرجع: 19) في سياق القصة، يزحف قضايبك شيئاً فشيئاً في جلد الراوي ويرافقه في البيت. يبدأ الراوي رحلته إلى الماضي بسفينة نوح في موجات التاريخ والعلم والفلسفة والتكنولوجيا والفن والأدب والموسيقى وما إلى ذلك للعثور على إجابة لسؤاله: «ماذا حدث منذ أن رفع الفأس لتكسير الحطب حتى سقطت على جسم الإنسان (وليس على جذوع الأشجار)؟ في هذه المسافة التي قد تكون ملايين السنين، ما هي الأحداث المصيرية التي حدثت والتي غيرت مسار الفأس؟!» (نفس المرجع: 20)
طبيعة موجات الطوفان في الکوخ الشوكي إن سرير الراوي الذي يمثل في رواية الکوخ الشوکي سفينة نوح، عالق في أمواج الطوفان العظيمة. هذا الطوفان أشد قوة من طوفان نوح. لأن في طوفان نوح كانت أمواج المياه قد فاضت وابتلعت كل شيء. كما أن لسكان سفينة نوح الوقت ويمكنهم إحصاء أيام وليالي الطوفان، وهي أربعون ليلة وأربعون يوماً؛ بينما في عاصفة الكوخ الشوكي إن الموجات التي هزت سفينة الراوي (السرير) هي موجات مختلفة تورّط الراوي فيها ليستخدم عقله ولغته بأبعاد مختلفة؛ كما أن الراوي في خلود مطلق ولا يمكن تقسيم وقته إلى فترات وأجزاء؛ لأنه ليس هناك ليل ونهار بالنسبة إليه. في هذه الرواية تختلف طبيعة الموجات التي أزعجت عقل الراوي وهي من نوع آخر. إن موجات الزمن والتاريخ الصاخبة، وموجات الفن والأدب والشعر، والأمواج الطويلة للفيزياء والفلسفة، تسحب فراش فكر الراوي لحظة بلحظة، من جهة إلى أخرى.
موجة الزمن والتاريخ الزمن في الكوخ الشوكي ساكن. بعبارة أخرى، يتوقف زمن الراوي عند السابعة صباحاً. تمنح حالة التعليق في اللازماني الراويَ فرصة جيدة لاستكشاف الماضي والتاريخ جيداً ومعرفتهما وتحليلهما بشكل أفضل. للعودة بالزمن إلى الوراء، ليس لدى الراوي خيار سوى أن يكون له خط زمني مستقيم. المفارقة التاريخية[6] في هذه الرواية لا تعني الهروب من الزمن، ولكن ضرورة بحث الراوي، باعتباره محققاً لكرامة الإنسان، يتطلب إعادة كل البيانات التي يجدها من الماضي إلى زمنها، وأن يقوم بتحليلها وفقاً للتاريخ. وبالتالي، فإن الانتقال من كل جهة و العودة عبر الزمن والتاريخ، هو حركة دورية يمكن أن تضع رواية الكوخ الشوكي في عالم روايات ما بعد الحداثة. ويجب أن يضاف أن الراوي ليس لديه شيء يسمى الحاضر. «أنا وحید مع نفسي. لا أحد ولا شيء معي. أنا والتاريخ ولا شيء آخر. إن التاريخ الذي أتعامل معه ليس تاريخ الحكام والملوك فحسب، بل إنه تاريخ كل الشعوب في العالم، من أول رجال الكهوف إلى رجل العصر الرقمي. أريد أن أعرف من أين أتى الحجر الذي أصاب الأرض وتسبب في انقراض الديناصورات ... » (نفس المرجع: 77) يجب أن يؤخذ في الاعتبار أن التاريخ لا يتوافق مع ما حدث في الماضي، وهذا هو سبب فشل الراوي في تتبع القضية الرئيسة في الماضي (الدافع وراء قتل قضابيك باعتباره جوهر الإنسان). نحن نعلم أن مجموعة كبيرة من النقاد الأدبيين والفلاسفة، مثل ميشيل فوكو وألتوسير وآخرين، قدّموا التاريخ الحديث. بعبارة أخرى، لا يعني التاريخ ما مضى، لكن رواية المؤرخ تدور حول الماضي. كما يفسر كاتب رواية الكوخ الشوكي التاريخ بهذه الطريقة، وانعكاس التصنیفات الأساسية للتاريخ الحديث، يمكن أيضاً تتبعها في أفكار الراوي. وهي كالآتي:
في الحقيقة، قام كاتب الرواية بتحويل نص هذا العمل إلى تاريخ والتاريخ إلى نص، ويدرك القارئ كلما نظر إلى هذا العمل أن عنصر التاريخ هو من أهم الأمواج التي تأخذ سفينة الكوخ الشوكي بكل صوب وحدب وتسبب لها صدمات مروعة. اخترع الإنسان التاريخ بإضافة الزمن إلى المكان. وأداة التاريخ يعدّ كل ما يمتلكه الراوي الآن لتعقب الجاني. فهو يعتبر التاريخ مظلماً ويرى أن التزوير مهيمن عليه: «النقطة المهمة هي أن التزوير يبدأ عندما يولد التاريخ. فحينها، يتم رسم كل شيء، بطبقات متعددة وأبعاد مختلفة وأوجه متشعبة، وفي هذه الحالة، سيواجه محلل مثل هذا التاريخ عقبات وسيكون مصيره فظيعاً وقاتلاً في نفس الوقت.» (فرزاد ، 1394ش: 149) هنا، أيضاً يُظهر الكاتب مرة أخرى ميله نحو التأريخ الحديث، وهو ليس تاريخ كل الماضي، ولكنه تفسيرات مختلفة للأحداث تم فيها بالطبع حذف (سرقة) العديد من الحقائق. في مكان آخر من الرواية، يشير الراوي، وهو من أهالي سيستان وبلوشستان إلى بعض الأحداث التاريخية التي توضح منهجه في هذه الرواية. كان والد قضابيك من أصحاب ميردادشاه سفيدكوهي. كان دادشاه ثوروياً عارض وجود الأمريكيين في بلوشستان واعتبرته حكومة بهلوي متمرداً، وفي النهاية قُتل على يد المسؤولين الحكوميين بخيانة بعض الخانات المحليين. بعد سرد قصة دادشاه على لسان قضابيك، يتم تفسير الأمر بشكل مختلف: «أثار البريطانيون قضية دادشاه لزعزعة استقرار بلوشستان بالنسبة للأمريكيين الذين كانوا هناك في ذلك الوقت لتنفيذ الأعمال العمرانية وفق أصل المادة الرابعة الذي اقترحها هاري إس ترومان[7]. قال ترومان "إنه يجب علينا تقوية الدول الفقيرة حتى لا تنضم إلى المعسكر الاشتراكي".» (نفس المرجع: 18) وهذا يعني أنه بما أن البريطانيين فقدوا مصالحهم في إيران بتأميم النفط الإيراني خلال رئاسة مصدق، فإنهم كانوا يبحثون عن طريقة تمكّنهم من العودة إلى إيران.
موجة الفن الراوي في الكوخ الشوكي هو شخص مثقف ومخاطب جاد للعلم والفن والأدب، وتفكيره غير متقطع. إنه على دراية كاملة بزمانه ومكانه، وكذلك وعيه الذاتي على أكمل وجه. يعرف علوم عصره. لذلك، فإن اختيار شخصية مثل المحقق في هذه القصة، حيث يمكن أيضا أن يمثّل دور الشرطي، قد تم اختياره بشكل صحيح. ربما يمكن القول إن التاريخ الحقيقي للأحداث الماضية لا يرويه التاريخ، لكن الأدب والفن هما يعبرّان عنه وهما في الواقع يمثّلان التاريخ الحقيقي للأمم وأن ما لا تراه عين التاريخ العامة في ظل سلطة الحكام والسلاطين، يكشفه الفن والأدب. (فرزاد، 1376ش: 96) لذلك ينوي الراوي إعطاء معنى لكل شيء بمساعدة الأدب والفن. أول فن ورد ذكره في بداية الرواية هو فن السينما. في هذه الرواية يشير الراوي إلى عدة أفلام، وكأنه ناقد سينمائي وخبير في هذا المجال. وأول فيلم رآه الراوي وهو طفل، كان فيلم "باراباس". بعد عدم قدرته على التواصل مع الآخرين، يعرّف عن نفسه بأن والده أرسله للعمل خلال العطلة الصيفية. «...عسى أن تكون هذه المصيبة بعيدة عنك، بينما كان زملائي يلعبون ويمرحون ويسافرون خلال فترة الصيف، تراني إما عند تصليح الدراجات حسن سلّا (سه لا)، أو معمل ميكانيكي لدى علی کوچیکه، أو صانع دراجات لدى شهركي، أو تصليح الفرامل لدى محمد ذي السن الذهبي، أو عند التصویر الفتوغرافي لدى حکمت أو تصليح الراديو لدى السيد مهربان الذي كان معلمي في الصف الثالث الابتدائي، أو مع ماست مال عند أفران لمطابخ حيث كنت أعمل بكل جد هناك». (فرزاد، 1394ش: 4-5) ثم يتوصل الراوي إلى التماثل مع بطل فيلم باراباس ويريح نفسه. تم إنتاج باراباس في إيطاليا عام 1961م بناءً على كتاب يحمل نفس الاسم من تأليف نايجل بالكين. ينص قاموس الكتاب المقدس على ما يلي: «كان رجلاً معروفاً بإراقة الدماء والفسق والفجور، وحين کان اليهود یشتكون من مخلصنا وقديسنا، فقد كان هو في السجن، وكان الحكام الرومانيون معتادون على إطلاق سراح سجين تريده الجماعة كل عام في عيد الفصح. لذلك كانت إحدى مصائب هذا القوم أنهم حينها فضلوا باراباس القاتل على المسيح المخلص، وأطلق سراحه وسلّموا المسيح.» (هوكس، 1383ش: 157) تم القبض على باراباس مرة أخرى فيما بعد، حيث كان يعمل مع العبيد في منجم للكبريت، حتى أنه كان يربط بمحراث لحرث الأرض. يصوّر راوي الكوخ الشوكي، مشهداً من فيلم باراباس لنفسه أثناء عمله في الفرن، وكأنه يلعب دوراً سينمائياً. هذا التعاطف والتماثل مع تلك الشخصية يجعله أكثر قوة وصموداً. عندما يتحدث الراوي عن إنسان يتساءل عن نفسه ويحقق ذاته، فإنه يشير إلى فيلم "امتحان" ويحلله. الفيلم من إخراج ستيوارت هازيلدين، تم إنتاجه عام 2002م في المملكة المتحدة. كما يلخص الراوي قصة الفيلم. في هذا الفيلم، يسجل العديد من المتقدمين على وظيفة أسماءهم للالتحاق إلى إحدى المؤسسات. أثناء الامتحان، يجلسون على مقاعدهم، أمام كل واحد منهم قلم وورقة بيضاء فقط، ولا توجد أسئلة. لديهم ثمانون دقيقة للإجابة على سؤال غير معروف. يقول الراوي عن هذا الفيلم: «ما تعلمته من هذا الفيلم، هو أن قاعة الامتحانات تمثّل العالم. علينا نحن البشر أن نسأل أنفسنا أسئلة ثم نكتشف بأنفسنا الإجابات. في الحقيقة، كان هذا الفيلم يحكي قصة رجل متفكر يطرح أسئلة. فبقدر ما يطرحه من أسئلة ويجيب عليها، فهو إنسان. لذا فإن الأساطير والقصص التي لا نهاية لها من الماضي، هي في الحقيقة تمثّل الأسئلة والأجوبة. وثمانون دقيقة من الزمن يمكن أن تكون أيضاً رمزاً لحياة الإنسان القصيرة.» (فرزاد، 1394ش: 148) إجمالاً، يذكر الراوي العديد من الأفلام، وكلها تتمحور حول الإنسان منها: أسطورة عام 1900م، بنجامين باتون، فلم الأشرار الاثني عشر، حيث يُقتل المكسيكيون مثل البعوض، وأفلام الهنود الحمر، مع شعار "الهنود الحمر الطيبون، يموتون"، كلها توجع قلب الراوي.
موجة الأدب والشعر يعرف راوي الكوخ الشوكي الأدب القديم والجديد لإيران والعالم. في كل مكان في الرواية، في هذه المناسبة، يذكر قصائد كبار الأدبين الإيراني والعالمي. يتحدّث عن روايات وقصص مختلفة وأحياناً يتماثل مع الشخصيات في القصص. في الصفحات الأولى من القصة التي تعبّر عن شر الإنسان، یقدم الراوي إنسانه الجوهري والذاتي، "قضابيك"، ويشبهه بـ "بيلي باد". يحكي فيلم "بيلي باد" للمخرج هيرمان ميلفيل قصة بحار شاب وسيم التحق بالبحرية أثناء الحرب الأنجلو-فرنسية ودخل سفينة "حقوق الإنسان". يحب الجميع ولطيف جدا. لكن شيئاً ما يحدث على متن السفينة. يتهم قبطان السفينة، وهو رجل شرير وحاقد، بيلي باد بالتمرد ويتم إعدامه. يموت بيلي باد بينما يعلم الجميع أنه بريء ومحبوب. لم يكن بيلي باد قادراً على الدفاع عن نفسه بسبب التأتأة والتلعثم في الكلام (انظر: ملفيل، 1370ش) في الحقيقة، قُتل قضابيك الرجل العادل واللطيف، بريئاً ومظلوماً مثل بيلي باد تماماً. كما أنه يبرر الوضع الراهن والتعليق بين الماضي والحاضر ويشير إلى "المسخ" لكافكا، و"البحث عن الوقت الضائع" لمارسيل بروست، و"الغضب والفوضى" لوليام فولكنر، و"البومة العمياء" لصادق هدايت، ويتماثل مع الشخصية الرئيسة لهذه الروايات. من المشاهد التي يعرفها لنا راوي الكوخ الشوكي أكثر، هي قصة الحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتي السابق والولايات المتحدة. تشمل عواقب الحرب الباردة الحروب بالوكالة في جميع أنحاء العالم، وكذلك حرب فيتنام، والحرب الكورية، وأزمة الصواريخ الكوبية، والحرب السوفيتية في أفغانستان، وبناء جدار برلين ... (انظر: Reisch ، 2019م: المقدمة): «تعجبني سنوات حياتي، من 1952م إلى الآن 2014م، والأهم من ذلك كله، الستينيات والسبعينيات. وكان مظهر هؤلاء المثقفين جميعاً يشبه فرانز كافكا. فقد كانوا يرتدون معاطف سوداء طويلة بجيوب واسعة وكان لديهم دائماً رواية أو كتاب آخر في جيوب معاطفهم. يقرؤون الكتب في كل فرصة، ويتحدثون دائماً عن السياسة. كثيرا ما سمعت فلسفة هيجل وطلابه. خلال هذه العقود تم اغتيال كينيدي، رئيس الولايات المتحدة، وكان للمثقفين في شارع شاهبور في مدينتي (زاهدان) حوار ساخن. أكثرهم شهرة يدعى تقي حكمت. كان مراسلاً ومصوراً، وكان شاباً وسيماً في ذلك الوقت، وعندما عاد إلى المنزل، غالباً ما كانت لديه رواية أو شيء ما في جيب معطفه وصحيفة في جيبه الآخر. كان يحب كافكا. صورة كافكا المعلقة على الحائط في متجره كانت صورة بالحجم الكامل بمعطف طويل مع كتاب في جيبه.» (فرزاد ، 1394ش: 79) بعد ذكر كافكا، يشير الراوي إلى قصته القصيرة بعنوان "ابن آوى والعرب" ويقول إن كافكا حذر في هذه القصة قبل أربعة وعشرين عاماً من تشكيل دولة إسرائيل في أرض فلسطين. (المرجع نفسه: 80 ؛ انظر: فرزاد ، 1376ش: 211) يتجلى الشعر الفارسي القديم أيضاً في كل مكان من رواية الکوخ الشوكي. من أفضل تلك المقاطع في رواية "الكوخ الشوكي" في مجال "الحب" يمكن الإشارة إلى قصة "مدينة لابسي السواد" التي أدخلها نظامي گنجوي في قصيدة "هفت پیکر" (الكواكب السبعة). يقول الراوي إنه وصديقه محمد يقعان في حب پوران أثناء فترة المدرسة ويكتبان لها رسالة حب ويوقع كلاهما على الرسالة. في اليوم التالي، سلمت والدة پوران الرسالة إلى مدير المدرسة. فأهان مدير المدرسة الولدين وضربهما. شاع أمرهما بين جميع طلاب المدرسة وحتى السكان المحليين وأصبح الكل يسخر منهما. ومن بين هؤلاء،كان مدرس الرسم هو الشخص الوحيد الذي كانت لديه نظرة عرفانية وفكرية لهذه القصة وكان يحترمها. فتحدّث عن الحب الروحي والعرفاني قائلاً: « هذا يدل على أن البشر يمكن أن تكون لديهم مُثُل وعواطف مشتركة إلى الحد الذي يجعلهم يتشاركون في أكثر المشاعر خصوصية.» (المرجع نفسه: 121) وهذه العبارة بالطبع لم تكن واضحة تماماً للراوي وصديقه. وهكذا، فإن معلم الرسم يجعل القضية من خلال قصة "مدينة لابسي السواد"، مفهومة لهذين الطالبين. جاءت القصة في كتاب"هفت پیکر" (الكواكب السبعة) لنظامي گنجوي في القبة السوداء ترويها سيدة القبة السوداء لبهرام غور.. تروي قصة ملك مضياف يسأل مسافراً يرتدي ملابس سوداء عن سبب ارتدائه تلك الملابس ويرفض المسافر الإجابة عن ذلك. ولأن الملك أصرّ، قال المسافر جملة واحدة فقط: گفت: شهریست در ولایت چین شهری آراسته چو خلد برین نام آن شهر، شهر مدهوشان تعزیت خانه سیه پوشان (نظامي، 1315ش: 151) -قال إنها مدينة في الصين، مدينة مزينة كالفردوس، -اسم تلك المدينة، مدينة المذهولين، وبيت عزاء لابسي السواد. عندما يذهب الملك إلى مدينة المذهولين، إلى الصين ويصل إلى تلك المدينة، يدرك أن الجميع يرتدون ملابس سوداء. يتعرف على جزار وبإصرار شديد يسأل الجزار عن سر هذه المدينة.يأخذه الجزار إلى الحديقة. في تلك الحديقة يرى سلة. يضع الملك في السلة. ثم يأتي طائر كبير ويلتقط السلة ويطير في الهواء. يمسك الملك الطائر من ساقه خوفاً من السقوط. يطير الطائر ظهرا حتى يصل إلى أرض تشبه جنة عدن، فيلقي الملك بنفسه على الأعشاب. هناك يلتقي بحسناء وجارياتها. يقضي ليالي وأياماً متتالية معهن في رفاهية. ما إن طلب يدها، وعدته بالمستقبل. وعندما رأت الحسناء منه الإصرار قالت: قبلت، لكن انتظر دقيقة حتى أذهب إلى غرفة أخرى وأستعدّ. ثم قالت: أغمض عينيك. الملك يغمض عينيه. تمر لحظة والحسناء تقول للملك: افتح عينيك وعانقني! يفتح الملك عينيه. بينما لا يرى تلك الجنة ولا تلك الحسناء. يجد الملك نفسه في وسط نفس السلة. أخرجه صديقه الجزار من السلة وقال: لو أخبرتك بهذه القصة، لما تصدّقني أبداً. وأخيراً يقول الملك لصديقه الجزار: أحضر لي ثوباً أسود! في العصور القديمة، كان من المعتاد أن الملوك يمرون بالأحياء فيرتدي من كانت له شكوى ملابس سوداء حتى يتمكن الملك من رؤيته وأخذ حكمه، يروي مدرس الرسم القصة كاملة للراوي وصديقه. من ذلك اليوم فصاعدًا، ارتدى الراوي ومحمد السواد، وهو رمز للتقاضي. وعندما طال أمر ارتداء السواد لدى الطالبين، طلبهما مدير المدرسة قائلاً: «ما بالكما أيها الولدان، هل مات بعض أقاربكما؟، قال محمد: سيدي، لقد تعرضنا للإهانة كثيراً ، وقد سخر منا الجميع. نحن نرتدي السواد سخطاً واحتجاجاً، كما في الأزمنة القديمة حيثكان المظلومون يرتدون السواد في طريق الملوك حتى ينتبه لهم الملك. عند سماع كلمات محمد والتي أكدتُ أنا كلامه أيضاً بقولي نعم سيدي، نهض المدير من كرسيه وذهب عند النافذة ... وقال: يا رفاق، انطلقوا! على الرغم من أن المدير لم يرتد ملابس سوداء منذ ذلك اليوم، إلا أننا لم نره قط بثياب فاتحة اللون.» (فرزاد 1394ش: 125) وهنا، من خلال سرد "الحب" في الأدب القديم وتداخله مع الحب في عصره، يذكرنا الراوي على لسان پوران، محبوبته في الطفولة: «الحب ينتمي إلى كل فترة من حياة الإنسان.» (المرجع نفسه: 127) کأن الراوي نبش في أعماق الأدب المعاصر والقديم لإيران والعالم، باحثاً عن جوهر الإنسان طوال الطوفان الذي ضرب أفكاره.
موجة الفيزياء والفلسفة في الصفحات الأولى من الرواية، يجبر والد الراوي ابنه على تجربة مهن مختلفة خلال الصيف، عندما تكون المدارس في عطلة. يعتقد والد الراوي أن الشخص الذي لا يعرف مصاعب الحياة لا يمكن أن يدرك قيمة الحياة. كان يتصوّر عند نفسه أن الرجل الصالح، عليه أن يكون مفكّراً وبارعاً في التكنولوجيا. يرى الراوي الذي يشير إلى رواية "مسخ" لـكافكا أن حياة الإنسان مادامت كحياة الحشرات تمر يومياً، دون أي ارتقاء، فيعتاد المرء تدريجياً على حياة تشبه حياة الحشرات ويفقد إنسانيته (أنظر: كافكا، 1383ش ) عندما يكبر الراوي يشكر والده لتدريبه على تلك المهن حتى أصبح رجلاً يتمتع بمهارات رائعة ومرنة وفعالة. العلم[8] والمعرفة[9] والأنثروبولوجيا معاً ضرورية لفهم المجتمع البشري والتأثير على مصيره. قصد والد الراوي أن ينشأ ابنه على رؤية علمية وفلسفية حتى لا ينقاد إلى العدمية والكسل خلال فترة مراهقته ولا يشعر بالتعاسة. لذلك، اتخذ الراوي عن غير قصد منهجاً علمياً وفلسفياً للحياة، وكسقراط تعامل مع جميع الطبقات الاجتماعية والمهن. «أن تكون صالحاً لا يعني أن تكون مطيعاً وغير مؤذٍ؛ إن الخير بدون مهارة مشلول، والفضيلة بدون ذكاء وحكمة لا تستطيع أن تنقذنا في هذا العالم. الجهل ليس مصدر سعادة بل هو سبب لانعدام الضمير وهو الرق نفسه. بفضل الذكاء والحكمة يمكننا تحديد مصيرنا. الحرية ليست انتهاكاً لقوانين السببية، ولكنها منارة للمعرفة التي تقود سلوك الإنسان وأفعاله.» (ديورانت، 1357ش: 687) ما يقودنا إلى عالم الفيزياء والفلسفة في رواية الكوخ الشوكي، هو وجود "نظام كمومي" في مقاربة للشؤون العالمية يتخذها الرواي منهجاً في حياته. يعتبر الراوي أن كل جسيمات الكون والقضايا البشرية كجسيمات صغيرة متجاورة تؤثر على بعضها بعضاً وهذه الجسيمات الصغيرة تشكل مجموعات كبيرة. هذا هو السبب في أنه يرى أشياء كثيرة معلقة حوله كجسيمات معلقة. في هذا التعليق، أصبحت حياته الآن صورة ثلاثية الأبعاد بالنسبة لجميع عناصر الكون. لقد رأينا الصورة الثلاثية الأبعاد في أعمالنا القديمة تحت مسمّیات العالم الأصغر والعالم الأكبر. من وجهة نظر القدماء، كل ما نراه في العالم الخارجي هو موجود في داخلنا. بعبارة أخرى، هذا الجرم الصغير والعالم البشري الصغير هو نفس الجِرم الكبیر في العالم. پس به صورت، عالم اصغر توی پس به معنی، عالم اکبر توی ظاهر آن شاخ، اصل میوه است باطناً بهر ثمر شد، شاخ هست (الرومي، 1357ش: 651) - في الظاهر، أنت العالم الأصغر، وفي المعنى (الباطن) أنت العالم الأكبر. -ظاهر الفرع، جوهره ثمرة، في الباطن أصبح ثمرة ولكن الفرع موجود. «في التصوير التجسيمي (الهولوغرافي)، يدور البحث حول أن الكون كله يقع بمزيد من التفصيل في جميع أجزاء الكون. أي أن البشر والحيوانات والنباتات والأشياء والمخلوقات لديهم نسيج مصغر للكون بأسره. يعكس تعقيدُ بنية أي نظامٍ تعقيدَ نظام الكون بأكمله وبكل دقة. وهذه الحالة لم تكن مجهولة لدى الفلاسفة والمتصوفة في أرضنا. فقد أشاروا إلى الإنسان على أنه العالم الأصغر، على عكس العالم باعتباره العالم الأكبر.» (فرشاد، 1396ش: 289) في رواية الكوخ الشوكي، يسعى الراوي للعثور على أول جزء مكون للانحراف في حركة الإنسان. مع ظهور الفيزياء الحديثة ونظرية ميكانيكا الكم، أصبحت الفيزياء والفلسفة أقرب إلى بعضهما. يجب أن يقال إن الفيزياء النظرية ليست سوى فلسفة وتتعارض مع الحجج والبراهين الفلسفية على عكس الفيزياء التجريبية. من أهم العوامل التي جعلت الفيزياء النظرية قريبة جداً من الفلسفة في عصرنا، هي أساسيات النسبية العامة والخاصة، وميكانيكا الكم، ونظرية الحقول الكمية، وحتى موضوع العالم الهولوغرافي. يستخدم الراوي نظرية التصوير التجسيمي للعالم (العالم الهولوغرافي) ويعدد الجسيمات التي تشكل معلوماته واهتماماته، أو بالأحرى ذرات وجوده؛ ولكن بما أنه من المستحيل عدّ هذه العناصر، فإن الراوي يتابع بشكل متكرر حوالي مائة وتسع وثلاثين كلمة دون أي تفسير، وفي النهاية يقول إن هذا المزيج الغريب يحيط بي: «جدول منديليف الدوري، جدول الضرب، نظرية طاليس، الموصل الفائق، الرقمي، وقود الهيدروجين، الحروب الصليبية ، ...» (فرزاد، 1394ش: 95) ثمثل جميع عناصر وقضايا العالم من ماهابانج إلى زمن الراوي مجال بحثه ودراسته باعباره محققاً علمياً وفلسفياً. «أرجع إلى الوراء، كيف وصلت الحياة إلى الأرض؟ أين كان هناك ومن كان يعيش؟ أحتاج إلى الوصول إلى مكان أبعد من"الانفجار الكبير[10] "أو "ماهابانج ". يجب أن أجد نقطة يمكنني من خلالها التأكد من أن المأساة بدأت من هناك وهذا هو سبب سوء الفهم الرهيب.» (المرجع نفسه: 77) من الواضح أن الراوي يستخدم ميكانيكا الكم في مكان آخر، وذلك عندما يتحدث عن سريره؛ سرير ووسادة، جزيئاتها من جزيئات الأرض ومن عالمه الهولوغرافي. « أهم جزء في سريري هو المخدة الأسطوانية المحلية التي أرتاح عليها منذ الصف السادس (الثاني عشر من عمري). من المثير للاهتمام أن أقول إن هذه هي المخدة الوحيد التي أنام عليه بسهولة ... الطيور التي صنعت منها والدتي هذه المخدة كلها طيور محلية لسيستان وبلوشستان: الدجاج والديك، الطيهوج، الحجل، الزرزور، البطة، الأوزة، النحام، الببغاء ، البجع ، الحمام ، ... .» (المرجع نفسه: 119) يقول ماكس بلانك[11] (1858-1947)، عالم الفيزياء الألماني الملقب بأب نظرية الكم: «لن يحاول أي کاتب سير حلَّ مشكلة الدوافع التي تحكم أفعال أبطاله من خلال عزوها إلى الحظ. على الأرجح، يعتبر عجزه في هذا الصدد نتيجة نقص مواده الأساسية، أو أنه سيعترف بأن تأثيره الروحي غير قادر على التفكير في أعماق هذه الدوافع.» (جينز، 1344ش: 349) يؤمن الراوي بالمصير لكل نقطة وكل جزيء وذرة من الأرض. ولمعرفة ما حدث خلال تلك النقطة خلال الأربعة مليارات ونصف المليار سنة (العمر التقريبي للأرض) فإنه يضرب قاع الأرض تحت سريره كمثال على ذلك. «هل سأتوصّل إلى أي نتيجة من دراسة جزيئات هذه الأمتار المربعة القليلة (سريري) قبل تشكل الأرض حتى الآن، أي من مرحلة الغاز حتى اليوم، وهي الآن مزينة بفسيفساء بنية وسريري مستقر عليها؟» (فرزاد، 1394ش: 149) يريد الراوي الحصول على وثائق بمساعدة علم الكونيات، وعلم الحفريات، والأنثروبولوجيا، وعلم البيئة، وما إلى ذلك، وقد تم إعداد كل منها بعناية لهذا المكان، لحظة بلحظة. و هي مستندات أصلية غير مزوّرة على الإطلاق.
النتيجة بسبب المواضيع الواسعة في رواية الكوخ الشوكي، من الصعب الوصول إلى نتيجة محددة؛ ومع ذلك، نظراً لإجراء هذا البحث مع التركيز على طوفان نوح، فإن النتائج التي وصل إليها البحث يخص هذا المجال فحسب. رأينا في قصة طوفان نوح، كيف أن عهد الله يمثّل قوس قزح، بينما في رواية الكوخ الشوكي، يمثل الفصل الدراسي والمدرسة، المعرفة التي هي بمثابة عهد الله للسعادة البشرية. لم يكن شر الإنسان معروفاً في طوفان نوح، ولكن في الكوخ الشوكي، الشر يتمثّل في جهل الإنسان، ولهذا تتشابك هذه الرواية في غلاف من العلم والمعرفة. يسعى الراوي وراء الإنسان المفكّر الذي يزدهر ذاتياً. إنه يشعر بمسؤولية كبيرة لدرجة أنه من أجل اكتشاف النقطة المجهولة، وبداية الجهل البشري، من خلال تكريس نفسه للتاريخ والماضي، يكرّس حياته كلها لإنقاذ البشر في المستقبل. يحاول الكاتب أن يعلم المخاطب والقارئ كيف يفكّر وذلك من خلال الراوي نفسه. باستخدام عناصر مثل التاريخ والفن والأدب والسينما الإنسانية والفيزياء والفلسفة،، يهز عقل الرجل المتسائل حتى نهاية الرواية على شكل موجات عنيفة تشبه طوفان نوح، لكي يسعى إلى الإنسان الجوهري للرواي؛ الإنسان البريء والعادل والمحب مثل بيلي باد وملك المدينة المكسوة بالسواد. ينجو الإنسان الجوهري للراوي من المسخ بالاعتماد على الفكر والمعرفة وله منهج علمي وفلسفي للحياة. يؤمن الراوي بوجود النظام الكمومي في شؤون العالم ويعتقد أن كل جسيمات الكون والشؤون الإنسانية تؤثر على بعضها بعضاً؛ ومن ثم فهو يسعى لإيجاد العنصر الأول لشر الإنسان. ومن خلال نظرية العالم الهولوغرافي، يعتقد أن كل ما هو موجود في العالم الخارجي هو أيضاً موجود بداخلنا، لذلك من خلال مخاوفه الفكرية، يدرك أن جميع مشاكل العالم هو شغله الشاغل. في نهاية الرواية، تلمع عبارة "كل من كان قوياً كان حكيما" كقوس قزح على سبورة المدرسة وتبشر بنهاية الطوفان. وبصرف النظر عن الحب، فقد اعتبر الكاتب، مستعيناً بطوفان نوح في القرآن، أن عنصر الحكمة والمعرفة هو عامل نجاة الإنسان. لذلك فإن عدم الالتزام بتحويل المعلومات إلى علم، يمثل حالة الحمار الذي یحمل أسفاراً، وهي خطيئة وجريمة مدنية، على العلماء المنع من وقوع مثل هذه الجريمة.
[1]. Korea-Middle east Association [2]. Monologue [3]. Gilgamesh [4]. Uruk [5]. Utanapishtim [6]. Anachronism [7]. Harry S. Truman [8]. Science [9]. Knowledge [10]. big bang [11]. Max Planck | ||
مراجع | ||
القرآن الكريم.
الکتاب المقدس (العهد العتیق والعهد الجدید).
بوکهارت، گئورگ. (1383ش). افسانهی گیلگمش (أسطورة جلجامش). ترجمة داوود منشی زاده. طهران: اختران للنشر.
بی نیاز، فتح الله. (1390ش). درجهان رمان مدرنیستی (في عالم الرواية الحداثية). طهران: افروز نشر.
جینز،جیمز هاپوود. (1344ش). فیزیک و فلسفه (الفيزياء والفلسفة). ترجمة علینقی بیانی. طهران: مؤسسة ترجمه ونشر کتاب.
دورانت، ویل. (1357ش). تاریخ فلسفه (تاريخ الفلسفة). ترجمة زریاب خویی. ط7. طهران: شركة الكتب الجيبية.
فرزاد، عبدالحسین. (1376ش). درباره نقد ادبی (حول النقد الأدبي). طهران: قطره للنشر.
فرزاد، عبدالحسین. (1394ش). خانهی خار. تهران: نشر روزگار.
فرشاد، محسن. (1396ش). رازها و رمزهای کیهان (أسرار الكون وألغازه). ط2. طهران: دار علمی للنشر.
کافکا، فرانتس. (1383ش). مسخ (المسخ). ترجمة صادق هدایت. طهران: دار نگاه للنشر.
لیکاف، جرج و نونیِس، رافائل.ای. (1396ش). ریاضیات از کجا میآید؟ (من أين تأتي الرياضيات؟). ترجمة جهانشاه میرزابیگی. طهران: آگاه للنشر.
هاکس جیمز. (1383ش). قاموس کتاب مقدس (قاموس الكتاب المقدس). ط3. طهران: أساطیر للنشر.
ملویل، هرمان. (1370ش). بیلی باد، ملوان (بيلي باد، البحار). ترجمة أحمد میرعلایی. طهران: جویا للنشر.
مولانا، جلال الدین. (1357ش). مثنوی معنوی. ط5. طهران: دار امیرکبیر للنشر.
نظامی گنجوی. (1315ش). هفت پیکر (الكواكب السبعة). تصحیح وحید دستگردی. طهران: ارمغان للنشر.
| ||
آمار تعداد مشاهده مقاله: 232 تعداد دریافت فایل اصل مقاله: 71 |