تعداد نشریات | 418 |
تعداد شمارهها | 9,997 |
تعداد مقالات | 83,560 |
تعداد مشاهده مقاله | 77,801,329 |
تعداد دریافت فایل اصل مقاله | 54,843,945 |
تقنيات بناء شخصیة البطل والبطل المضاد في مسرحية مصرع يزدجرد لبهرام بيضائي قراءة النص مقاربة نظرية وفق فولفغانغ إيزر | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
إضاءات نقدیة فی الأدبین العربی و الفارسی | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
دوره 12، شماره 45، خرداد 2022، صفحه 145-165 اصل مقاله (355.13 K) | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
نوع مقاله: علمی پژوهشی | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
نویسندگان | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
سیده مریم میرحسینی1؛ فاطمه حیدری2 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
1طالبة دكتوراه في اللغة الفارسية وآدابها، فرع كرج، جامعة آزاد الإسلامية، كرج، إيران | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
2أستاذة مشاركة في قسم اللغة الفارسية وآدابها، فرع كرج، جامعة آزاد الإسلامية، كرج، إيران | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
چکیده | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
تُستخدم كلمة البطل غالبا في الأدب الفارسي بمعناها الكلاسيكي في القصص الملحمية والمناهضة للبطل كشخصية معاكسة للشخصية الرئيسة في القصة، ويستند السرد على مواجهة الشخصيات المتعارضة. ألقى فولفغانغ إيزر، المفكر الألماني الذي طوّر نظرية لقراءة النصوص الأدبية في النصف الثاني من القرن العشرين، نظرة خاصة على عمل الشخصيات وعناصر النصّ في السرد، من خلال لفت انتباه القارئ إلى الدراسات الأدبية بدلاً من الكاتب، وتطرّق إلى أساليب قراءة النص، معتقداً أنه مع قراءة مختلفة للعمل الأدبي، ستتغير العناصر الداخلية للنص أيضاً. يسلّط هذا البحث الضوء على مسیرة بناء شخصية البطل والبطل المضاد في مسرحية مصرع يزدجرد لبهرام بيضايي معتمداً المنهج الوصفي- التحليلي. هدفنا في هذ البحث، هو أن نقوم بدراسة هذا العمل الأدبي من منظور تمحور القارئ لإيزر، لنرى أي شخصية تُعتبر البطل وأي شخصية هي البطل المضاد في هذاا لعمل الأدبي. تظهر نتيجة هذا البحث أن البطل والبطل المضاد من وجهة نظر القارئ، لا يتبعان بالضرورة معتقدات الكاتب، وجميع الشخصيات في العمل يمكن أن تكون محور البطولة أو مضاداً للبطولة. | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
کلیدواژهها | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
البطل؛ البطل المضاد؛ بهرام بيضايي؛ مصرع يزدجرد؛ ولفغانغ إيزر؛ نظرية قراءة النص؛ القارئ المثالي | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
اصل مقاله | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
يعد الخصم (البطل المضاد)[1] أحد أهم الشخصيات في مسرحية درامية أو خيالية ضد بطل الرواية. غالباً ما يكون الخصم شخصاً شريراً يحاول هزيمة البطل. «البطل ونقيضه، الشرير، موجودان في جميع الروايات الكلاسيكية والتقليدية.» ((Baldick,2008:112 إن مواجهة عنصري البطل والبطل المضاد هي التي تشكل السرد وتخلق التأثير والحافز والتعليق في القارئ. وبالتالي، فإن قطبي البطل والبطل المضاد، هما جانبان مهمّان في العمل الدرامي الأدبي. (پرینس،1391ش: 146) يعدّ ولفغانغ إيزر[2] أحد أكثر المنظرين نفوذاً في القرن العشرين، وفتحت أفكاره أفقاً جديداً لفهم النصوص الأدبية. اتجه مسعى إيزر الفكري وتوسيعه، نحو محور عمل القراءة، وتحديداً قراءة النص الأدبي، مع التركيز على قراءة الرواية. ثم مع توسّع دراساته، وسّع مجال الدراسات الأدبية إلى ما وراء الحدود التقليدية وخلق مفهوماً يسمى "الأنثروبولوجيا الأدبية". يركّز هذا البحث على القارئ وتلقّي النص. «بحسب هذه النظرية، فيما یخص العلاقة بين الكاتب والقارئ، ليس للنص معنى واحد، لأن قضية الفهم تختلف بين القارئ والكاتب، ولكلّ منهما تفسير محدّد للنص.» (مهاجر، 1376ش: 135) في الواقع، ينبغي على القارئ أولاً أن يتعرّف على النص ويتفاعل معه، ثم يدخل العمل الأدبي عالم الوجود. بدلاً من السؤال عما يعنيه النص، يسأل إيزر عما يفعله النص للقارئ. خاصة في النصوص القديمة والصامتة، يجيبها القارئ من خلال فهمها وتفسيرها ويجعلها تتحدّث. لذلك، فإن القارئ منخرط في إنتاج العمل الأدبي وليس المستهلك الوحيد. وفقاً لإيزر إن الشيء المهمّ، هو الشخصية التي يفترضها القارئ كبطل وأي شخصية يفترضها كبطل مضاد. في هذا المقال، يركز البحث على عمل تاريخي درامي لبهرام بيضايي وشخصياته حيث إن مجال الروايات التاريخية هو أحد الموضوعات التي أبدى بيضايي اهتماماً بها وابتكر أعمالاً فيها. «لا يسعى بيضايي إلى نقل التاريخ فحسب، ولكنه يسعى لاكتشاف الفجوات والتعبيرات غير المكتوبة بين خطوط التاريخ الرسميّ. وهذا ما يجعل آراءه وأفكاره أقرب إلى المنظرين المعاصرين.» (يوسفي، ١٣٩٠ش: ١٢٤) مسرحية "مصرع يزدجرد" هي عمل من الكاتب بيضايي ذات موضوع تاريخي. تبدأ المسرحية بجملة مشهورة كتبوها عن مصرع يزدجرد، «لذلك هرب يزدجرد إلى مرو ودخل في طاحونة. قتله الطحّان في المنام بدافع الجشع في الذهب والممتلكات. التاريخ!» يحدّد بیضایی من خلال وضع علامة أمام كلمة "التاريخ" موقفه. وهو من خلال كتابة هذه المسرحية، يعرب عن شكّه في التاريخ ويتساءل عن وجهة نظره أحادية البعد، حتى يلقي الشك على القارئ إزاء ما جاء في النصوص التاريخية. وهو يحفظ التاريخ عن ظهر قلبه، حسب قوله، ويعيد بناءه ويجعله درامياً، ونتاج فكره، هو خلق الأعمال الدرامية التاريخية. في مؤلفاته خلفية الدراسات التاريخية بارزة جداً. في إشارة إلى التاريخ، يشير إلى الوقت الرمزي بدلاً من التقويم الزمني. وهكذا، فإن البطل والبطل المضاد في مسرحياته، لديهما سيولة في الزمن ويمكن الرجوع إليهما في أي مكان في التاريخ. أسئلة البحث يسعى هذا البحث للإجابة على الأسئلة التالية: 1- بما أن أبطال بيضايي لهم جانب تاريخي في العلاقة بين التاريخ والأدب، فإلى أي مدى يكون بطل العمل الأدبي بطل التاريخ ثم إلى أي مدى هو بطل الدراما؟
3- هل يستمر أبطال العمل الأدبي والأبطال المضادون في الحفاظ على مكانتهم من خلال تغيير زاوية النظر وآفاق التوقع على مدى الأجيال المتعاقبة؟ فرضيات البحث في البحث التالي يبدو أنه:
خلفية البحث حتى الآن، تناولت العديد من الأطروحات أعمال بيضايي من وجهات نظر مختلفة، وتناولت معظم هذه الأطروحات قضية المرأة والتاريخ والأساطير في أعمال بيضايي. من بينها، يمكن أن نذكر «بررسی آثار بهرام بیضایی با رویکرد به تاریخگرایی نوین» (دراسة أعمال بهرام بيضایی مع مقاربة للتاريخانية الجديدة) لمهري يوسفي (1390ش). هناك أيضاً العديد من المقالات حول بيضايي وأعماله، لكن أفضل مقال يتناول شخصية البطل والبطل المضاد هو: «بررسی شخصیت قهرمان و ضدقهرمان در چند اثر داستانی دهه های هفتاد و هشتاد» (دراسة شخصية البطل والبطل المضاد في بعض روايات السبعينيات والثمانينيات) بقلم محسن ایزدیار وليلى كريم پور وسميرة كريم پور (1395ش). وأطروحات بعنوان: «بررسی شخصیت قهرمان و ضدقهرمان در داستانهای کودک صمد بهرنگی، نادر ابراهیمی و هوشنگ مرادی کرمانی» (دراسة شخصية البطل والبطل المضاد في قصص الأطفال لصمد بهرنگي ونادر إبراهيمي وهوشنگ مرادي كرماني) مهناز رحمانيان (1395ش)، «قهرمان و ضدقهرمان در سام نامه، برزونامه و بانوگشسب نامه» (البطل والبطل المضاد في سام نامة وبرزونامة وبانوگشب نامه.) بقلم سميرة صانع (1394ش) «قهرمان و ضدقهرمان در دو داستان سیاوش و حسنک وزیر» (البطل والبطل المضاد في قصتي سياوش وحسنك الوزير) لمحمد بري (1396ش)، وجميع الأبحاث المذكورة تناولت دراسة الشخصيات بطريقة كلاسيكية. وأيضا حول إيزر وعلى وجه الخصوص، نظرية قراءة النص لإيزر مقال بعنوان «کنش خواندن و انسانشناسی ادبیات» (فعل القراءة وأنثروبولوجيا الأدب: صورة لفكر ولفغانغ إيزر) بقلم بهزاد بركت (1393ش) وأطروحة بعنوان: «کارکردهای زبانی شعرهای پسامدرن رضا براهنی براساس نظریه دریافت آیزر» (الدالات اللغوية لقصائد ما بعد الحداثة لرضا براهني على أساس نظرية التلقي لإيزر» بقلم فروغ ذوالفقاری (1392ش)، ولم ينجح أي منها في تطبيق النظرية تحليلياً. أهمية البحث وأهدافه في هذه الدراسة، يعتبر الإلمام بدراسة شخصيات البطل والبطل المضاد في أعمال بيضايي التاريخية فريدًا من نوعه، والأبطال والأبطال المضادون الذين يتعامل معهم لا يشبهون أمثلة الأعمال الأدبية الأخرى. يتم أيضاً مقارنة شخصيات البطل والبطل المضاد والأحداث بنظرائهم التاريخيين. بالاعتماد على نظرية إيزر في قراءة النص، يحاول الكاتب تقديم قراءات جديدة ومختلفة لعمل بيضايي وقياس الشخصيات، وخاصة شخصية البطل المضاد، من وجهة نظر مختلفة عن وجهة نظر بيضايي وبالتالي قدّم نموذجاً لأبحاث مستقبلية مماثلة. منهج البحث تتناول البحث الحالي المنهج الوصفي التحليلي لنوعية دراسة الشخصية للبطل المضاد في مسرحية "مصرع يزدجرد" لبهرام بيضايي. نظريات قراءة النص إن نقد الأعمال الأدبية له تاريخ طويل، وعلى الرغم من أنه ركز في بداية عمله على الكاتب والنص، فقد غيّر اتجاهه فيما بعد إلى القارئ. كان ريتشاردز من أوائل المفكّرين الذين خاطبوا قارئ النص وتحدوا النقد الأدبي لتجاهل قارئ النص. «بعد ريتشاردز، كان إنجاردن أحد المفكّرين الذين وضعوا نظريات حول القارئ وفقاً لمفاهيم ريتشاردز. يعتبر إنجاردن قراءة النص كنشاط إبداعي يشبه عزف الموسيقى.» (أحمدي، 1370ش: 683) وعلى حد قوله فإن «النص دائما ما يكون ناقصاً وغير مكتمل. ما يكمل النص، هو تصور القارئ للنص. طوّر فولفغانغ إيزر، أحد مؤسسي مدرسة كونستانس، مفاهيم قيّمة في مجال قراءة النصوص الأدبية من خلال توسيع مفاهيم ريتشاردز. في رأيه، النصّ وحده لا يقول أي شيء للجمهور.» (Iser,1978:166) وهو تفاعل القارئ مع النص الذي ينشأ منه العمل الأدبي. نظرية موت المؤلف من أجل فهم أفضل لمدرسة كونستانس ونظرية قراءة النص التي اقترحتها إيزر، من الأفضل الرجوع أولاً إلى نظرية موت المؤلف والتي هي أساس نظرية تلقي (قراءة) النص. تحدث نظرية موت المؤلف التي اقترحها رولان بارت لأول مرة، عندما يدخل القارئ في النص ويتواصل معه ويبدأ في قراءة النص وفهمه بغض النظر عن شغف الكاتب وميوله. «يقول بارت: إن ميلاد القارئ يجب أن يكون على حساب موت المؤلف. إذا كان القارئ في وضع يمكنه فيه استكشاف أشياء جديدة غير تلك التي يرمي إليها الكاتب، فسيشعر بالراحة.» (المرجع نفسه). تتناول نظرية التلقّي ووجهات النظر الأخرى ذات الصلة في الواقع "نظرية موت المؤلف" بلغة أخرى، وإن كان ذلك باختلاف طفيف. نظرية تلقّي النص (نظرية قراءة النص) لإيزر تم تطوير نظرية التلقّي أو "مدرسة كونستانس" في جامعة كونستانس بألمانيا الغربية في أواخر الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي. يعتبر هانز روبرت جاس وفولفغانغ إيزر أهم منظري هذه المدرسة. تتجه نظرية التلقّي نحو ديناميكيات النص وتحرره من التقيد بزمان ومكان محدّدين. «في مجال نظرية التلقّي، يكون النص عبارة عن شجرة لها العديد من الفروع ويجلس المطرب على أحد هذه الأغصان في كل مرة ويختبر الكون من منظور جديد ويبدأ أغنية جديدة. ومن هنا، لن تصبح شجرة النص قديمة أبداً، لأنه في كل مرة يغني فيها طائر أغنية جديدة، وسيتدفق النص في ذلك العصر. هذه النظرية تؤمّن للقارئ بمزيد من الحرية في التصرف.» (تسليمي، 1393ش: 110-111) وتعتزم تحطيم رأي "المؤلف الإله". ووفقاً لهذه النظرية، لا ينبغي أن نجبر أنفسنا على رؤية كل شيء من منظور المؤلف المحدود. فولفغانغ إيزر ولد فولفغانغ إيزر في 22 يوليو 1929 في مارينبورغ بألمانيا. وهو من مؤسسي مدرسة كونستانس، ركّز على دور القارئ بدلاً من الكاتب، مطوّراً فكرة تؤدّي في النهاية إلى عرض نظرية قراءة نص أدبي، انعكست في كتب القارئ المستتر، وخاصة فعل القراءة. «إنه يحاول إظهار أن قراءة نص أدبي، هي فعل ثقافي يتجاوز مجرد الفهم الجمالي ويشمل بطريقة ما، كل المساعي البشرية لفهم العالم. خلال هذه الفترة، صاغ إيزر مصطلح" الأنثروبولوجيا الأدبية.» (Iser,1997:7) «من وجهة نظر إيزر، القارئ المثالي، أو بعبارة أخرى القارئ المجرد، ليس قارئاً، بعمق تفكيره، يستخرج المعنى المخفي في النص، ولكنه رجل اجتماعي ديناميكي سئم القراءات التقليدية من النصوص ويرغب في التغيير وهو بصدد خلق قراءة مختلفة.» (بركت، 1393ش: 54) وهكذا، من خلال تغيير بؤرة النص من الشخصية المثالية إلى أشخاص آخرين في القصة، عسى أن يطرأ تحوّل وتغيير في نوع السرد الخاص بنظرتنا العالمية للنص، وبالتالي هي الأخلاق التي تحكمه. إن ظهور البطل المضاد في القرن العشرين، هو نتيجة لنوع آخر من قراءة النصوص التي تميل إلى تغيير الأعراف الاجتماعية في الخلفية.( (Iser,1972 :276«يعتقد إيزر أن قارئ النص الأدبي لا يصنع النص بعقليته السابقة فحسب لكن في بعض الأحيان يدمّر النص عقلية القارئ ويستبدلها بمعنى آخر.» (رومانو، ١٣٨٧ش: ٣٣٠) وبالتالي يمكن أن نستنتج أنه كما يمكن فرض كاتب حقيقي وكاتب مجرد وتمييزه عن الشخصيات الافتراضية في داخل النص وأوراق الرواية، كذلك يمكن لكل عمل أدبي أن نفرض قارئاً حقيقياً وقارئاً مجرداً. والقارئ المجرد، هو القارئ المستتر أو القارئ المثالي الذي يشارك في فعل قراءة النص في ظل تطوير السرد. مفهوم القارئ المجرد[3] (القارئ المثالي) والكاتب المجرد في نظرية إيزر إن الكاتب المحسوس والقارئ المحسوس، هما شخصيات تاريخية وسيرة ذاتية. بينما يقدّم الكاتب المجرد، المعنى العميق والأهمية الدلالية للعمل الأدبي بأكمله تظهر بشکل الرؤى والأفکار اللاشعوریة للكاتب الحقيقي، والقارئ المجرد هو المتلقي الذي تفترضه الرواية مسبقاً ويكون قادراً على إكمال المعنى أثناء عملية القراءة النشطة لإضفاء الموضوعية على العمل، وهو يؤدي دوره. (لينت، 1390ش: 5) یقصد إيزر من القارئ المجرد (المثالي)، «القارئ الذي يقدّم، في فضاء افتراضي ناتج عن تفاعل القارئ والنص، تعريفاً عن تأثيرات ونتائج مثالية من الأفق الدلالي.» (Iser,1978:54) وبهذه الطريقة تميز إيزر بين الجمهور (المخاطب) والقارئ المثالي.
خصائص نظرية قراءة النص أفق التوقعات في التعامل مع العمل الأدبي، يعتبر أي فرض من قبل المؤلف أو الكاتب والتنبؤ بالسرد وبُعد نظره قبل نهاية القراءة العامة للنص، نقصاً في ذلك النص. كلما اقترب قارئ النص من التوقع الذي أعطاه الخالق الموضوعية في البداية، كلما ضاعت فرصة التخيل منه. في النص الأدبي، يتم تعديل التوقعات باستمرار، وتتغير هذه التوقعات أثناء قراءة النص، وفي القراءات اللاحقة للنص، وفي نقاط زمنية مختلفة من القراءة. يتغير أفق توقع أو أفق انتظار[4] القارئ أيضاً في أوقات تاريخية مختلفة. إن النص الذي لا يغيّر أفق توقعه ويلبي بسرعة جميع توقعات القارئ لا ينشئ علاقة عميقة مع القارئ. وفقاً لإيزر، فإن أفق الانتظار لا يزال يترك النص الأدبي مفتوحاً. بمعنى أنه في أوقات ومواقف تاريخية مختلفة، من المتوقع أن "يتلقّى" القارئ العمل الأدبي بطريقة مختلفة. (تسليمي، 1393ش: 111-112) الفراغات «الجمل، عندما تعبّر عن أقوال أو بيانات أو ملاحظات، أو تنقل معلومات، تعتبر مكوّنات بنّاءة وتشكل مجموعة متنوعة من وجهات النظر في النص. لكن الجمل ليست نتاج النص بأكمله. الجملة لا تحتوي ببساطة على ما تقوله، ولكنها تشير إلى شيء يتجاوز ما تقوله.» (باجغلي، 1385ش: ٢٥) یعتبر إيزر الفراغات في النص وحتى التوقفات في النص مكاناً مناسباً للقارئ للدخول إليه. على حد قوله «إذا كانت القصة كاملة للقارئ ولا يترك جزءاً من القصة دون القول والکتابة لكي يقوم القارئ بعمل ما، فإن خيال القارئ لن يدخل ميدان المنافسة أبداً.» (sterne,1956:79) وبهذا، تؤثر الأجزاء المكتوبة من النص على المعاني الموضوعية والأجزاء غير المكتوبة من النص لها تأثير على المعاني الضمنية. بهذه الطريقة، تبرز المعاني الضمنية التي اكتشفها خيال القارئ أيضاً موقفاً معيناً في خلفية النص. وهو موقف يكون فيه المعنى والسياق أكبر وأوسع بكثير مما بدا للوهلة الأولى لخلفية النص. ((woolf,1957:174 التنصیص "قدم إيزر أيضاً عملية تسمى "التنصيص"[5]. المهم في التأليف النصي، هو ما يحدث للقارئ في أول لقاء للقارئ مع النص، وفي القراءات الأخرى كيف تنتهي هذه العملية. "القراءة الثانية"[6] لمقطع أدبي غالباً ما يكون لها تأثير مختلف عن القراءة الأولى. يمكن العثور على أسباب ذلك في التغيير في وضع وظروف القارئ. في القراءة الثانية، تميل الأحداث المألوفة إلى إلقاء الضوء عليها من زاوية أخرى. (Iser,1990:8) وبالتالي، فإن أبعاداً معينة من النص كانت غير مهمة بالنسبة لنا في القراءة الأولى، لكنها أصبحت أكثر أهمية هذه المرة، وتوجد أبعاد أخرى في خلفية النص. يمكن أن تكون هذه التجربة شائعة جداً للقارئ لدرجة أنه يعتقد في المرة الثانية التي يقرأ فيها النص، أنه يدرك ما فاته في المقام الأول. لكن الحقيقة هي أنه في المرة الثانية، نظر القارئ إلى النص من منظور مختلف. وهذا لا يعني أن القراءة الثانية أكثر واقعية من الأولى. ولكنْ هاتان القراءتان مختلفتان تماماً.» Iser, 1971: p.p 1-45)) وبناء على ذلك، يعتبر إيزر أن التلقّيات المختلفة للنص تتطلب قراءات متعددة. تحليل مسرحية "مصرع يزدجرد" على أساس نظرية قراءة نص إيزر المؤلف حقيقي والمؤلف المجرّد يبدأ موت يزدجرد بينما يقف الطحان وزوجته وابنته أمام الكهنة والقادة والزعماء التابعين ليزدجرد، وقد أقيم نوع من المحكمة لمصرع الملك. يزعم الطحان وعائلته أنه لم يقتل وأن البلاطيين يعدّون حبل المشنقة. في مسرحية مصرع يزدجرد، يتحدّى بيضايي قصة التاريخ. لا يتردد في إدخال أفكاره مباشرة إلى العمل، في وقت كانت فيه هذه الأفكار تعتبر مبتكرة، لكن مدى تواجده في أعماله متنوع. وفاة يزدجرد، هي إحدى تلك الأعمال التي يتحدّث فيها بيضايي من الداخل ويترك أثره في العمل بین الوعي واللاوعي. بالنظر إلى التاريخ، نجد أن النساء والفتيات لا ينتمين إلى حقيقة التاريخ. ليس للمرأة شخصية في التاريخ ولم يذكر اسمها. إن التاريخ حذف اسم المرأة من صفحاته. وهي "حذف التاريخ" أصلاً. يعرف كل من القارئ والكاتب هذه الحقيقة المرة، لكن حضورها الخیالي والمبالغ فيه في هذا العمل، هو مقدّمة لتطلّعات الكاتب الفكرية. في هذه المسرحية، تصبح المرأة حقيقية وتتحدّث. تعمل وتسير بالمسرحية كبطل. يظهر حضورها في البداية على شكل شبح. بهذه الطريقة، أراد بيضايي إضفاء الموضوعية على ما تم تجاهله في التاريخ. إنه يتكلم بحقائق لا يرغب واقع التاريخ في قولها. في بداية مسرحية "مصرع يزدجرد" وعندما نقترب من الشخصيات، نجد وجود البيضايي في الشخصية الأنثوية أكثر من أي شخص آخر. وهي شخصية شجاعة، لا تعرف الخوف وتحاول إنقاذ نفسها وعائلتها. وفي كراهية مطلقة للملك تعترف ببراءة عائلتها. المرأة (زوجة الطحان): أيها الملك إنك قلت إن شعباً يموت بموتك، فكيف ألطّخ يدي بدم الشعب؟ المرأة: أرسل النصيحة أيها الكاهن، وأرسل معها بعض الخبز. نحن أناس شبعنا من النصائح وجائعون الآن للخبز. بيضايي هو مدافع عن الطبقات الدنيا ومرؤوس من الطبقات العليا، وغالباً ما يتم التعبير عن هذه الفكرة في أعماله بشكل عنصر. الكاتب المجرد والحقيقي في نفس الوقت يزيدان من كراهية القارئ للملك. ابنة الطحان مريضة وعلاجها هو حليب الماعز ولا يمكنهم توفيره لها. لم يعرف الملك كيف يأكل الخبز اليابس، وما يأكله هو طعام الفتاة. في العديد من الحوارات تظهر الشخصيات من داخل العمل الأدبي وتصبح الناطق الرسمي باسم الكاتب المجرد أو الحقيقي، ويتم التعبير عن دافع مقاومة القمع مراراً وتكراراً بلغة الشخصيات في قصته. تقول الفتاة على لسان الملك: أعطني ما آكله. الطحان: هل يوجد شيء لنأكله؟ هل توجد مائدة طعام هنا؟ الفتاة: خبز جاف؟ أنا جائعة أعطني بعض اللحم. المرأة: اللحم! هل سمعت ما قالته؟ الفتاة: يبدو أنك لم تأكلي اللحم أبداً. ألم تشاهدي الحجل والطيهوج من قبل؟ أليس شاة أو ماعزاً هنا لكي أشتريه بعملة نقدية؟ كيف نأكل خبز الشعیر الجاف هذا؟ (بيضايي، 13٧٣ش: ١٤) المرأة: غمّسيها في الماء بيضايي يمتاز بروح إيرانية ومعادية للعرب، وحب الوطن يجري في عروقه. نرى في "مصرع يزدجرد"، مشاهد تؤكد ذلك. على سبيل المثال في المشهد الذي يقول فيه الجندي إن هناك عربياً قد تم أسره وجلبه ويريدون معاقبته، تظهر بوضوح معاداة بيضاوي للعروبة. وهكذا نرى أن بيضايي وأفكاره طغت على العناصر الداخلية للنص، وهو مجرد قارئ مثالي يمكنه أن يحرر نفسه من الهيمنة الشديدة للمؤلف ويلقي نظرة إلى الشخصيات والسرد، من داخل العمل.
الفراغات يواجه أي فراغ القارئ بإمكانيات لم يتم التعبير عنها بشكل مباشر بلغة الكاتب ولكن يمكن استنتاجها من الشكل السردي. في نظرية قراءة النص لإیزر، يدخل القارئ النص في هذه الفراغات ويخلق رواية جديدة. ينشأ الفراغ الأول بكلمة من الفتاة عندما تقول: الملك لا يقتل، إنه نائم وهو يحلم بنا، ثم لا أحد ينكر قول الفتاة. في المقام الأول، يعتقد القارئ، وفي مواجهة هذه الجملة، أن الملك ربما يكون على قيد الحياة وأن الفتاة تعرف شيئاً ما. وتتابع الفتاة قائلة: شاهدنا الوحيد نائم هنا. حتى الآن، يبدو أن الفتاة هي الشخصية الأكثر موثوق بها وكلماتها أكثر تصديقاً من غيرها. يتم الحفاظ على هذه الثقة حتى نكتشف من والدة الفتاة أن الفتاة مصابة ببعض الجنون. الفراغ الثاني للكاتب في النص، هو عندما تقول المرأة: الملك قد قتل بالفعل على يد الملك ومن جاء إلى هنا كان رجلاً عاجزاً. لم يقتل الملك هنا. لقد مات قبل أن يأتي إلى هنا. يقول الكاتب ذلك على لسان المرأة ويتحدى القارئ. قتل الملك على يد الملك. أي أن الملك انتحر؟ تظهر الاحتمالات التالية عند إعادة بناء القصة من خيال القارئ:
يقول الطحان لا يظهر العجز والعوز على الرجل، وبدلاً من ذلك، كان يأمر ويأخذ. وبينما كان نائماً، فتشت عائلة الطحان حقيبته ووجدوا فيها كيساً مليئاً باللآلئ. على الرغم من أن هذه الأفعال قد تشير إلى أن ذلك الرجل هو الملك، إلا أنه لا يزال من الممكن تصديق أن رجلاً متسوّلاً قتل الملك وقام بدوره بشكل جيد. كل من هذه الاحتمالات أو النتائج تغير اتجاه النص. يمكن للقارئ اختيار أي من هذه الاحتمالات والانضمام إلى القصة. لكن ما ينطبق على جميع الخيارات حتى الآن في القصة، هو أن عائلة الطحان بريئة. يظهر الفراغ الثالث في ذلك الجزء من الرواية الذي تتحدّث فيه الفتاة على لسان الملك: {ضحك} يا له من احتفال، كنت ضيفاً {بكاء} لم يُقتل الملك -{صراخ} لقد غادر جيراننا. يهرب الجيش الأجنبي الذي شوهد في كل مكان {أنين}. تأخذ هذه الفراغات القارئ أيضاً إلى الوقت الذي هرب فيه الملك. يبدو أن ما يقوله الطحان والمرأة على لسان الملك قد تم تأكيده من قبل قادة الملك ورفاقه، حيث أقروا بأنهم كانوا هناك عندما هرب الملك. المرأة تكشف سراً قائلة على لسان الملك: أدار جيشي ظهره لي وهرب عندما هاجمتُ جماهير العدو بدعمهم، وفي هذا الوقت لم يرد ذكر للقائد و والجندي والزعيم ورجل الدين. يقول القائد: نحن لم نفترق منه في العاصفة، بل هو هرب منّا وهرب من حظه. (بیضایي، 1373ش:48) والنقطة اللافتة للنظر، هي أن هروب الملك لا يمكن أن يليق بشخصيته بل يتعارض مع ما قاله رفاقه من قبلُ عن شخصية الملك. يتجاهل الكاتب بسهولة هذه الحوارات ويبرئ رفقاء الملك من أي اتهام، ويكشف عن مشهد مقتل ابن الطحان من أجل تحريض الطحان على كره الملك، ويحاول أن يسلط الضوء على مواجهة الطحان والملك. هنا يمكن أن تتناقض فكرة القارئ المثالي مع فكرة مبتكر العمل، معتقداً أن: الملك قد تعرض للخيانة من قبل أصدقائه، والآن وصلوا ليطمئنوا من موته حتى يقيموا مجلس عزاء لوفاته. شخصية الفتاة أبضاً مليئة بالغموض والملامح غير المكتملة. الفراغ الرابع يأتي على أثر عبارة تجري على لسان الفتاة: هل البنات يعرفن معنى لون الدم؟ المرأة تهدّد الفتاة ألا تكمل كلامها ثم تقول للطحان: لقد فتحت طريق هذا الشخص المتغطرس هنا؛ لذا أجبهم بنفسك! يزيل الكاتب الغموض بعد وقت قصير من هذين التصريحين. يبدو أن الملك اغتصب الفتاة وفتح الطحان الطريق لمهاجمتها بعد أن ترك الباب مفتوحاً ولم يقفله. لكن الطريقة التي تتفاعل بها المرأة مع أفعال وكلمات ابنتها وزوجها تخلق شرارة في ذهن القارئ. يبدو أن هناك سرّاً لا يعرفه أحد. والقارئ المثالي يظن أن المرأة قلقة من كشف ذلك السرّ وهو اغتصاب الفتاة ..؟ الفراغ الخامس يحدّث عندما تقول الفتاة مسرورة: إني أشفق على الميت. بعد قليل اكتشفنا أن الفتاة تقول: لماذا قتلوك يا أبي وتحاول المرأة أن تعتبرها مجنونة؟ ثم يلعب الطحان المشهد المزيف لاغتيال الملك، قائلاً: إنني على ما يبدو طعنته في جسده حتى لا أبدو كأب لا يعرف عرفاً ولا خلقاً. في الجزء التالي، يعترف الجميع بأن القتيل ليس هو الملك، وأن رجلاً قد تنكّر بثياب الملك جاء إلى هناك واستغلّ ابنتهما وقتل الطحان والجثة التي سقطت على الأرض كانت للطحان والفتاة أقرّت من بداية الرواية بأنه والدها. وبحسب الفتاة، فإن الرجل الموجود، هو رجل فاسق وتعترف الفتاة بوفاة والدها. من ناحية أخرى نرى أن الرجل الموجود والمرأة يتحدّثان سرّاً ويقولان: إن جنون الفتاة في صالحهما. وإليكم الأسئلة التي تتبادر إلى ذهن القارئ:
الفراغ السادس هو عندما يكون جميع رجال البلاط غير قادرين على تحديد وجه الملك. رفاقه الذين كانوا على ما يبدو على خطاه أثناء الحرب، لم يتعرّفوا عليه سوى ملابسه. من الغموض في القصة أنه حتى الكاهن الذي رأى الملك عن قرب لا يتذكر أي شيء. في هذه الحالة، تزداد احتمالية أن الشخص المقتول ليس الملك، رغم أن الكاتب لم يتطرق إلى هذه المسألة. لذلك يمكن تصور روايتين أخريين: 1- الشخص المذكور ليس هو الملك، لكن لا أحد من رجال البلاط يريد الاعتراف بذلك. 2- إنهم في الأساس ليسوا خدام الملك وليسوا من البلاط وهم من المنتسبين إلى الملك الذين يرغبون في موت يزدجرد الثالث لاغتنام الفرصة وإيجاد مكان لأنفسهم في البلاط.
وهكذا نجد أنه على الرغم من أن الكاتب، بعد الغموض الذي خلقه في النص، يشير بقوة إلى أن الملك قتل الطحان، واغتصب ابنته، وكان على علاقة مع زوجته، ولكن يمكن للقارئ العثور على عدة روايات أخرى من النص. في كل نوع من أنواع القراءة، يتغير شكل السرد من البداية وتتخذ الشخصيات شكلاً مختلفاً. عند قراءتنا لهذه الفراغات، سيتبيّن لنا أنه في كل مشهد، يعبّر الكاتب عن السرد بطريقة تخلق عدة أنواع من القراءات في مخيّلة القارئ. لكنه استمراراً للقصة، يختار طواعية إحدى تلك القراءات ويتعامل مع الشخصيات والأحداث من وجهة نظره الخاصة وينهي السرد على هذا النحو. الآن يقوم القارئ المثالي الذي رافق الكاتب بالفعل أثناء القراءة، باختيارات أخرى. التنصيص في القراءة الأولى، لا يمتلك القارئ صورة كاملة للشخصيات والأحداث، ویتم تصویر أفعالهم وردود أفعالهم فقط. في المقام الأول، نرى محكمة أقيمت في منزل الطحان. يبدو الأمر كما لو أنه يجب معاقبة عائلة الطحان بأقصى درجة ممكنة، وعلى الرغم من أن الجثة الملطخة بالدماء هي الملك، يتفق القارئ مع عائلة الطحان ويعتقد أن الملك لم يقتل من قبلهم. لقد تصرّف بیضایي بطريقة تستنتج من كلام عائلة الطحان أنهم أبرياء. فقراء جائعون لقطعة خبز ومحاصرون في طواحين الظلام والفقر وطريق الخلاص مغلق أمامهم. لأن العبء الثقيل لقتل الملك يقع على أكتافهم. القارئ المثالي، في المقام الأول، على الرغم من أنه يتماثل مع العائلة الدنيا، يدرك جنون الفتاة. ولأن الفتاة في حالة ذعر وملتهبة كأنها كانت في خوف وقلق قبل أن يدخل الغرباء منزلهم. كما أن تكريس رفاق الملك للملك واضح جداً منهم الكهنة والقادة والجنود المحلفون. في القراءات اللاحقة للنص، تزداد الثقة في شخصية الفتاة لأنها تبدو الوحيدة التي تقول الحقيقة وتجد المرأة وجهاً مضاداً للبطولة. على الرغم من أن الكاتب يحاول تبرير تصرفات النساء، ولكن في القراءات اللاحقة للنص، يرى القارئ مؤامرة ملفقة في محادثات الطحان والمرأة. كما تم تشويه شخصية الملك. وتتضاءل قداسة شخصية الكاهن والقائد ورجال البلاط الآخرين. أفق التوقعات أفق توقعات القارئ بوفاة يزدجرد، منذ بداية القصة، یرجح أحد کفّي میزان الحكم لصالح عائلة الطحان. لأن إمبراطورية القوة والاستبداد قد انهارت الآن. تستند الذاكرة التاريخية للإيرانيين عبر التاريخ على فكرة الخروج من تحت نير الاستبداد الإمبراطوري وهدم قصر الاستبداد. في وقت خلق العمل وفي السنوات التي سبقته، كانت مناهضة الإمبريالية تعتبر فكرة شائعة، والقارئ المثالي الذي كان في ذهن بيضايي، شعر بالانتصار لقتل الملك وتدميره، وكان توقع القارئ المثالي والكاتب المجرد، وحتى الكاتب الحقيقي قريباً جداً. في يومنا هذا، أصبح الصراع ضد السلطة الاستبدادية أكثر انتشاراً، وتضاءل الاستبداد في الشخصية السوداء والبطل المضاد. واليوم، يجمع القارئ، دون أي حكم، الطبقتين العليا والدنيا معاً وينظر إلى الملك والطحان والزوجة والإبنة ورفاق الملك بنظرة واحدة ولا يفرق بينهم، ولا يتردد في تغيير البطولة لدى الكاتب. ويتحدى الملك والمرأة كلاهما بالتساوي ويساوي بين الطحان والرجل الفاسق وينظر إليهما بعين واحدة. وبالتالي، فهو لا يعتبر الملك هو البطل المضاد للقصة، وقد ينتهي بالرواية في ذهنه إلى أن ذلك الرجل هو الفاسق لأن القارئ المثالي لديه الآن أفق أوسع. البطل والبطل المضاد في هذا العمل، يضع بيضايي شخصيتي الطحان والملك أمام بعضهما بعضاً في معالجة الشخصيات البطل والبطل المضاد، وهو الذي يقرر أي شخصية يجب إزالتها. قتل الضعيف على يد القوي. الكاتب المجرد في هذا العمل، وهو العقل الباطن للكاتب بيضايي، يلطخ يد الملك بشكل حاسم بالدم، لأنه يعتقد أنه يجب إدانة استبداد الملكية والسلطة. لقد هرب الملك من الأعداء وخيانة الأصدقاء وآخر ملجأ وجده هو منزل الطحان. وهو باعتباره ملكاً يعرف جميع ممتلكات الطحان وزوجته وأولاده، ويمكنه تدمير الطحان بسهولة، ووفقاً لبيضايي، تنتهي المسرحية على هذا النحو. لكن القارئ المثالي يحطم استبداد الكاتب بواسطة المسافات والفراغات أو النقاط المفتوحة للنص ويسير في طريقه الخاص. يتجاهل المرأة ومرافقي الملك وحتى الطحان، ويوجه سيفه على أبطال مخيّلة بيضايي. على الرغم من أن بيضايي حاول تصوير النساء في هذه المسرحية كضحايا للقمع الذي لا ينضب بسبب الأفكار النسوية من جهة والأفكار المناهضة للقمع من جهة أخرى والتي تم إضفاء الطابع المؤسسي عليها، إلا أن النظرة المختلفة للقارئ المثالي والقراءة المختلفة خالفت هذه القواعد. وباعتقاده، فإن المرأة هي هدف الاتهام، لأنها أثناء السرد تحاول إخفاء الحقيقة لصالحها وفي النهاية تكتفي بوفاة زوجها وتترك الفتاة وتحرر نفسها بأموال الملك. وتعمل لصالح الفاسق. القارئ المثالي يحوّل بسهولة المرأة التي صوّرها الكاتب بيضايي الضحية شبه البطولية، إلى بطل مضاد ويبرئ الملك الذي وصفه الكاتب سابقاً بأنه بطل مضاد بشكل متعمّد. وبحسب قراءة أخرى، فإن رفقاء الملك هم أيضاً في موضع شك، وذلك عندما نسمع من الملك أن رفاقه تخلوا عنه وألحقوا به هزيمة قاسية. ثم إنهم لا يمكنهم حتى التعرف على وجه الملك. فقد رأت شخصية الكاهن الملك عدّة مرات، لكنه لم يستطع التعرف عليه. ومن هنا، يمكن أن نفهم أن الأبطال المضادين هم رجال البلاط أنفسهم الذين أتوا الآن ليطمئنوا من وفاة الملك ويعودوا إلى البلاط لإيجاد سلطة جديدة، ويعتبر الملك الشخص الوحيد الذي أصبح ضحية للآخرين في السرد. وكذلك الشخصية البيضاء للفتاة التي لم توجّه لها أي تهمة. وهكذا، فإن بطل الرواية الذي صنعه بيضايي يمكن أن يكون نفسه البطل المضاد بالنسبة للقارئ المثالي، وقد يبدو بطله المضاد أقلّ سواداً. النتيجة من خلال هذا البحث، توصلنا إلى قراءات مختلفة لمسرحية مصرع يزدجرد، والتي غيّرت العناصر الداخلية للنص من خلال تغيير محور العمل. بمقاربة لنظرية التلقي عند إيزر، وجدنا أن القارئ يمكنه النظر إلى الشخصيات الأدبية من زوايا مختلفة وتغيير اتجاه السرد عن طريق تناول النقاط البيضاء (الفراغ) في النص. هذا الرأي المختلف يحفّز خيال القارئ ويؤدي بدوره إلى السرد من جديد. تنهار استبدادية الكاتب. ويجد القارئ الواقعية والحيوية في مواجهته للنص. وهكذا، بوجود كاتب نشط وديناميكي، يتحرر النص من سيطرة الكاتب. في هذا البحث، قد تم رسم صورة جديدة للبطل والبطل المضاد في مسرحية مصرع يزدجرد. يزدجرد ساساني الذي يعتبره بيضايي المتهم الرئيس في التاريخ والعمل الأدبي، لا يخلو من المشاعر الإنسانية. من ناحية أخرى، فإن البطل الأنثوي في هذا العمل لا يخلو من أي صفة غير إنسانية تستحق الشجب. وهكذا، في جميع مقاطع السرد، هناك شخصيات رمادية يمكن أن تبرز في كل منها -حسب ذوق القارئ- بسمات متنوعة ومن ثم تؤدي إلى تغيير السرد. مثل هذا الموقف والتحرر من كونه حكماً مطلقاً يجعل من الممكن لجميع الأعمال الأدبية، الحديثة والكلاسيكية منها، وحتى النصوص القديمة والصامتة، أن تجد جانباً ديناميكياً لا نهاية له، وكل مرة يجد ذهن القارئ المثالي حقيقة جديدة.
[1]. Antagonist [2]. Wolfgang Iser [3]. Implied Reader
[4]. horizon of expectation [5]. textualization [6]. second reading | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مراجع | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
أحمدي، بابك. (1370ش). ساختار و تاویل متن (بنية النص وتفسيره). طهران: نشر مرکز.
باجغلی، کیوان. (1385ش). «رویکردی پدیدارشناسانه به فرآیند خواندن» (نهج الظواهراتية لعملية القراءة). مجله مهراوه. العدد 5 و6 و7. صص 53-1.
برکت، بهزاد. (1393ش). «جستارهای ادبی» (مقالات أدبية). مجله علمی پژوهشی. العدد 184. صص 51-71.
بیضایي، بهرام. (1373ش). مرگ یزدگرد (مصره يزدجرد). طهران: روشنگران للنشر.
تسلیمي، علي. (1393ش). گزاره هایی در ادبیات معاصر ایران (داستان) (مقتطفات في الأدب الإيراني المعاصر-قصة). طهران: اختران للنشر.
پرینس، جرالد. (1391ش). روایت شناسی شکل و کارکرد (سردية الشكل والوظيفة). ترجمة: محمد شهبا. طهران: مینوی خرد للنشر.
رومانو، کارلین. (1387ش)، جستارهایی در زیباییشناسی (مقالات في الجماليات). ترجمة: مشیت علایی. طهران: اختران للنشر.
ریچاردز، آی.ا. (1375ش). اصول نقد ادبی (مبادئ النقد الأدبي). ترجمة: سعید حمیدیان. طهران: علمی و فرهنگی للنشر.
لینت وِلت، ژپ. (1390ش). رساله یی در باب گونه شناسی روایت نقطه دید (أطروحة في تصنيف سرد زاوية الرؤية). ترجمة: علي عباسی؛ نصرت حجازی. طهران: علمی و فرهنگی للنشر.
مهاجر، مهران. (1376ش). به سوی زبان شناسی شعر (نحو لسانيات الشعر). طهران: دار مرکز للنشر.
یوسفی، مهری. (1390ش)، بررسی آثار بهرام بیضایی با رویکرد به تاریخگرایی نوین (دراسة أعمال بهرام بيضايي، التاریخانية الجديدة)، رسالة مقدمة لنيل درجة ماجستير بإشراف کامران سپهران، جامعة هنر، طهران.
Baldick, Chris. (2008). The Oxford Dictionary of Literary Terms. Oxford university press. Oxford
Iser, Wolfgang. (1978). The act of reading (a theory of aesthic response). John Hopkins university press. Baltimore
Iser, wolfgang؛ budick, Sanford. (1990), The play of the text: languages of unsayable. New York. Columbia
Iser,Wolfgang. (1971). The reader in the text:Essays on audience and interpretations. Columbia university press, New York
Sterne, Laurence. (1956). Tristram shandy. london chap.two. p P79
woolf, Virginia. (1957), The common reader, first series. London
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
آمار تعداد مشاهده مقاله: 740 تعداد دریافت فایل اصل مقاله: 152 |