تعداد نشریات | 418 |
تعداد شمارهها | 9,997 |
تعداد مقالات | 83,560 |
تعداد مشاهده مقاله | 77,801,364 |
تعداد دریافت فایل اصل مقاله | 54,843,979 |
دراسة مقارنة للاستعارات المضمونية الاتجاهية في مؤلفات محمود دولتآبادي ويوسف إدريس (استنادًا إلى نظرية الاستعارات المضمونية لجورج لايكوف ومارك جونسون) | |||||||||||||||||||||||||||
إضاءات نقدیة فی الأدبین العربی و الفارسی | |||||||||||||||||||||||||||
دوره 12، شماره 45، خرداد 2022، صفحه 113-143 اصل مقاله (313.02 K) | |||||||||||||||||||||||||||
نوع مقاله: علمی پژوهشی | |||||||||||||||||||||||||||
نویسندگان | |||||||||||||||||||||||||||
مهران غلامعلي زاده1؛ علی رضا محمد رضائی2؛ صادق فتحی دهکردی2 | |||||||||||||||||||||||||||
1خريج مرحلة الدكتوراه في اللغة العربية وآدابها، جامعة طهران (فرديس الفارابي)، قم، إيران | |||||||||||||||||||||||||||
2أستاذ مشارك في اللغة العربية وآدابها بجامعة طهران (فرديس الفارابي)، قم، إيران | |||||||||||||||||||||||||||
چکیده | |||||||||||||||||||||||||||
إنّ الانجازات المعاصرة لعلم اللسانيات تدلّ على أن اللغة فضلاً عن نقل المضامين الإرجاعية تعكس المضامين المعرفية وتحث على المضامين الذهنية. وفي هذا السياق يمكن الإشارة إلى نظرية الاستعارات المضمونية "لجورج لايكوف" و"مارك جونسون". ولهذا أُعِدَّ هذا المقال ليدرس الاستعارة المضمونية الاتجاهية دراسة مقارنة في أول ثلاثة أجزاء من رواية "كليدر" لمحمود دولت آبادي، وأربع روايات ليوسف إدريس، وهي: "البيضاء، والعسكري الأسود، والحرام، والعيب". والمنهج البحثي المتبع هو المقارنة على أساس جمع البيانات. وتمت مقارنة البيانات وتحليلها بناءً على المدرسة الأمريكية. وقد ظفرنا في دراستنا حول الاستعارات الاتجاهية في النصوص المذکورة بـ125 جملة من الاستعارات المضمونية الاتجاهية على شكل 23 رسماً (الربط/العلاقة)، علی أساس توجیهات (الفوق والتحت، والیمین والیسار، والأمام والخلف، والمرکز والهامش، والبعید والقریب) وجاءت الحصيلة كما يلي: المستشهدات الفارسية تحتوي علی 89 جملة، والعربیة تشمل 36 جملة. إن أوجه التشابه بين الاستعارات المضمونية القائمة على فهم الإنسان لـ "الجهة" بين اللغتين الفارسية والعربية هي أكثر بكثير من أوجه الاختلاف. إذ إن التشابهات تدل علی القرابة الثقافیة والفکریة في اللغتین حول تصور المفاهیم المجردة، ومن ناحية أخرى تشير الاختلافات إلى میزات ثقافیة خاصة لکل من اللغتین الفارسیة والعربیة وتأثيرهما على بناء الاستعارات المضمونية الاتجاهية؛ إن أشكال تعبير التصوّرات في النثر الفارسي أكثر تنوعًا منه في النثر العربي وهذا ما نشاهده في الصور الکثیرة للنثر الفارسي مقارنة مع النثر العربي. | |||||||||||||||||||||||||||
کلیدواژهها | |||||||||||||||||||||||||||
الاستعارات المضمونية؛ الاتجاهية؛ الاشتراکات؛ الافتراقات؛ المقارنة؛ محمود دولتآبادي؛ يوسف إدريس | |||||||||||||||||||||||||||
اصل مقاله | |||||||||||||||||||||||||||
لقد كان العديد من الباحثين في السبعينيات (1970م) من مؤيدي وداعمي علاقة اللغة بالعقل، وفي هذا الصدد ظهرت اللسانيات المعرفية[1] في ضوء بحوثهم. وكان "والاس تشيز"[2]، و"تشارلز فيل مور"[3]، و"جورج لايكوف"،[4] و"رولاند لانغاكر"[5]، من أ كثر اللغويين تأثيراً في هذا الخط الفكري، حيث أكدوا فيه على مبادئ الإدراك والتنظيم. «في اللسانيات المعرفية، يحدث التفاعل مع العالم من خلال هياكل المعلومات للعقل، بينما يتم التأكيد على اللغة الطبيعية كوسيلة لتنظيم ومعالجة ونقل المعلومات.» (گلفام، 1381ش: 8) إحدى النظريات التي ولدت من رحم اللسانیات المعرفية في الدراسات الأدبية هي نظرية الاستعارات المضمونية[6] لجورج لايكوف ومارك جونسون[7]. شرح لايكوف وجونسون لأول مرة إطار نظريتهما الجديدة للدور المعرفي والمضموني للاستعارة في كتابهما المشترك الأول المعنون بـ"الاستعارات التي نحيا بها[8]"، الذي سُمي (النظرية المضمونية للاستعارة) أو (الاستعارة المضمونية). إذ تهدف الدراسة الحالية بناءً على المنهج المقارن إلى دراسة الاستعارات المضمونية الاتجاهية في أول ثلاثة أجزاء من رواية "كليدر" لمحمود دولت آبادي من إيران وأربع روايات (البيضاء، العسكري الأسود، الحرام، العيب) ليوسف إدريس من مصر، وذلك لأجل إظهار أوجه الاشتراك والافتراق في اللغتين الفارسية والعربية من خلال تقييم المصادر الفكرية ومستوى التعمق والغور الفكري لدى الأديبين كممثلين للثقافة الإيرانية والعربية. هذه المقارنة بین الأدیبین تمت بناءً علی المدرسة الأمریکیة.كانت طريقة هذه المدرسة نقداً مباشراً للأدب دون الاعتماد على أعمال أدبية محددة وخلفيتها التاريخية على عكس المدرسة الفرنسية. (شرکت مقدم، 1388ش: 12) أهداف البحث يهدف هذا المقال إلى دراسة مقارنة للمضامین الانتزاعیة لدی محمود دولتآبادي ویوسف إدریس عبر نظریة الاستعارات المضمونیة لجورج لایکوف ومارک جونسون، وکشف الاختلافات والقواسم المشترکة في التصاوير لدی الأدیبین، كما یسعی هذا المقال أن یبیّن الدلالات التي تكمن وراء هذه المشتركات والمفترقات. أسئلة البحث تحاول هذه الدراسة الإجابة عن التساؤلات التالية، وفقًا للأسس المعرفية ووظيفة العقل واللغة في الدلالات المعرفية: - ما هي الأغراض الأولیة والثانویة المندرجة في التشابهات والاختلافات التي ظهرت في ما یدلّ علی التصورات القائمة علی الجهات الفضائیة؟ - ما هي الأسس والعلاقات الموجودة في المفاهیم المجردة بحسب الاتجاهات البصریة؟
فرضيات البحث - يبدو أنَّ التشابهات ینبعث عن القرابة الثقافیة والفکریة في اللغتین حول تصور المفاهیم المجردة وإنّ الاختلافات توجد في کیفیة البیان والتعابیر المستخدمة لدی الأدیبین. - یبدو أنّ الأساس الفيزيائي أو الجسدي يستخدم أكثر من الأساس الفکری والثقافي والتجربي في تصوّر المفاهيم المختلفة القائمة على التوجيهات الفضائية لدی الأدیبین ویتفق هذا التصوّر مع سیاق الکلام في کل التوجیهات الفضائیة. خلفية البحث لقد كُتِبت بعضُ البحوث حول نظرية الاستعارة المضمونية، وهي كما يلي: 1- شيرين بور ابراهيم وآخرون (1388ش)، "دراسة لغوية للاستعارة الاتجاهية الفوق / التحت في لغة القرآن" (بررسي زبانشناختي استعاره جهتي بالا/ پايين در زبان قرآن) في هذه المقالة، قام المؤلفون بفحص الاستعارة الاتجاهية الأعلى/ الأسفل في النصف الأول من القرآن بناءً على نهج الدلالات المعرفية. 2- آزيتا افراشي وآخرون (1390ش)، "دراسة مقارنة للاستعارات المضمونية الاتجاهية باللغتين الإسبانية والفارسية " (بررسي تطبيقي استعارههاي مفهومي جهتي در زبانهاي اسپانيايي وفارسي) حيث قام الباحثون بدراسة مقارنة للاستعارات المضمونية الاتجاهية باللغتين الفارسية والإسبانية وفي هذه الدراسة تم العثور على مشتركات ومفترقات بين اللغتين، وكانت أوجه التشابه أكثر نسبيًا. 3- حسين ايمانيان وزهره نادري(1392ش)، "الاستعارات الاتجاهية لنهج البلاغة من الجانب المعرفي" (استعارههاي جهتي نهج البلاغه از بعد شناختي) قام الباحثان بفحص اتجاهات المركز- الحاشية، الداخل- الخارج والفوق– التحت. 4- شكرالله پورالخاص ورقيه آلياني (1396ش)، "دراسة الاستعارات الاتجاهية في قصائد شمس" (بررسي استعارههاي جهتي در غزليات شمس) لقد درسا الاستعارة المضمونية الاتجاهية في رموز الحيوانات (الطيور) في قصائد شمس، وتظهر النتائج أن الرموز التي تدل على معنى التعالي كالروح، مقارنة بموضوعات أخرى كالنفس، يتم تصورها باستخدام الاستعارات الاتجاهية تصاعدية وهبوطية على التوالي. 5- ميثم خاتمينيا ومحمد حسن حسن زاده نيري (1398ش)، "الاستعارات الاتجاهية في بداية الشاهنامه" (استعارههاي جهتي در آغاز شاهنامه) وقد حاولا دراسةَ الاستعارات الاتجاهية في 500 بيت من بداية الشاهنامه وفي هذه الأبيات تمت دراسة الاتجاهات مثل الفوق- التحت واليمين- اليسار والأمام- الخلف والداخل- الخارج والمركز- الحاشية. 6- مسعود اکبری زاده وآخرون، بررسی تطبیقی- تحلیلی معناشناختی استعارههای مفهومی و عرفانی درجزء اول قرآن و دفتر اول مثنوی مولوی (دراسة تحليلية مقارنة للاستعارات المضمونة والصوفية في الجزء الأول من القرآن والكتاب الأول من المثنوي)، مجله: عرفان إسلامی، بهار 1400ش - شماره 67، صص 321 تا 301. أظهرت نتائج البحث أن الاستعارات المفاهيمية المستخدمة في الجزء الأول من القرآن تدور حول موضوعات مثل: الحياة الدنيوية، والإرشاد البشري، وتأثير القلب. إن أغلب الأبحاث المذكورة أعلاه تقتصر على عمل واحد ولم يتم العثور على أي بحث قد درس الاستعارات المضمونية الاتجاهية في الثقافتين الفارسية والعربية بناءً على أعمال محمود دولت آبادي ويوسف إدريس. وجدير بالذكر أن الإطار المقارن للبحث وعلاقته بالنظريات الحديثة من علم اللغة يُعَدُّ من الأبعاد الأخرى في هذا المجال.
القسم النظري للبحث الاستعارات المضمونية يعتقى جورج لايكوف (1941م) ومارك جونسون (1949م) في تبيين نظريتهما يعني الاستعارة المضمونية بأن الاستعارة تخلق نوعًا من التشابه الضمني بين عالمين، يستخدم لايكوف وجونسون مصطلح "الرسم (الربط/العلاقة)[9]" للإشارة إلى العلاقة بين المجالين. في الواقع "الترسيم" تُعَدُّ كمطابقة خصائص مجالين معرفيين يقتربان معاً في إطارٍ استعاري. الاستعارة المضمونية هي في الواقع عملية فهم وتجربة المجال (أ) التي تحدث بمساعدة الظواهر والمصطلحات المتعلقة بالمجال (ب). لذا فإن كل استعارة لها ثلاث بنيات: 1- المجال (أ) الذي يسمى الغرض أو المقصد[10] وهي أمور عقلية عامة ومفاهيم مجردة. 2- المجال (ب) الذي يسمى بالمبدأ أو المصدر[11] ويحتوي غالباً على أمور أكثر موضوعية وألفة. 3- الرسم (الربط): العلاقة بين المجالين اللذين تحدث أساساً على التطابقات بينهما. (Lakoff & J.2003: 24)؛ النظرية الحديثة للاستعارة، على عكس النظرة التقليدية، لا تُعَدُّ الاستعارة كأداة للجمال بل تُعَدُّ مظهراً ثقافياً عاماً تتأثر باللغة كما تتأثّر به سائر المظاهر الأخرى مثل: السلوكيات والأنشطة التي نباشرها وفي الواقع نباشر ونعامل مع الاستعارة في حياتنا اليومية تماماً. إذ تنقسم الاستعارات المضمونية إلى ثلاثة أجزاء: الاستعارات الانطولوجية[12]، والاستعارات البنيوية[13] والاستعارات الاتجاهية[14]. الاستعارات الانطولوجية: في هذا النوع من الاستعارة، تُفهم المفاهيم المجردة من خلال الأشياء والمواد والإنسان. وتجاربنا مع الأشياء الفيزيائية مصدر لأسس استعارات أنطولوجية متنوعة جداً، أي طرقٍ للنظر إلى الأحداث والأنشطة والإحساسات والأفكار ... إلخ، باعتبارها كيانات ومواد. (لايكوف وجونسون، 2009م: 45) المثال: الزمن مال - إنك تجعلني أضيع وقتي الاستعارات البنيوية: «فيُطلق على هذا النوع من الاستعارة المضمونية اسم بنيوي من حيث إنه ينقل أساسًا بنية كل مفهوم عيني وموضوعي إلى مفهوم مجرد.» (المصدر نفسه: 81) المثال: الجدال حرب - لا يمكن أن تدافع عن ادعاءاتك الاستعارات الاتجاهية: ترتكز الاستعارات الاتجاهية على التصورات الفيزيائية البسيطة (مثل فوق- تحت، داخل- خارج والمركز- الهامش "الحاشية" و... إلخ) كما يشير لايكوف إلى الأمثلة التالية حول الجهات الفضائية فوق وتحت: المثال: السعادة فوق - إنني في قمة السعادة نبذة عن ترجمة محمود دولت آبادي ويوسف إدريس وُلِدَ محمود دولت آبادي في منتصف أغسطس (1319ش) في "دولت آباد" من القرى المحيطة بمدينة "سبزوار". إذ بدأ بالكتابة عام (1344ش) وأَلّفَ كتاب "ته شب"، وفي عام (1347ش) بدأ بكتابة رواية "كليدر"، وفي عام (1362ش) أنهى الرواية في عشرة مجلدات. تُظهر هذه الرواية الجو الاجتماعي والسياسي الملتهب لإيران بعد الحرب العالمية الثانية. ورواية كليدر هي إعادة بناء لذاكرة ربطها المؤلف بأجزاء من التاريخ والحركات المناهضة للحكومة. واللحن الملحمي للرواية ونغمتها الغنائية في وصف المشاهد الرومانسية ومعرفة شخصيات القصة وتصوير جوانب مختلفة من التاريخ السياسي والاجتماعي لإيران، كلها تجعل هذه الرواية فريدة من نوعها. أما يوسف إدريس فقد ولد عام (1928م) في قرية البروم بالمنطقة الشرقية بمصر. ومنذ عام (1950م) بدأ بنشر قصصه القصيرة في الصحف. ومن أعماله مجموعة قصص: "جمهورية فرحات" و"ليس كذلك" و"قاع المدينة" و"بيت من لحم" و"آخر الدنيا" و"البطل" و"النداهة ". والمسرحيات: " الملك القطان "،" المهزولة الأرضية "، "الجنس الثالث"،" البهلوان "، وفي سياق رواية: " نيويورك "، "العسكري الأسود"، "العيب"، "الحرام"، "البيضاء"، "الفرافير" ومجموعة من المقالات. وقد اخترنا لهذا البحث المقارن أربعا من رواياته: ("العسكري الأسود"، "العيب"، "الحرام"، "البيضاء") التي تتشابه في اللحن والنثر والموضوع والمضمون مع رواية "كليدر" التي تصور القضايا الاجتماعية والسياسية و... حول أبناء الشعب، إذ حاولنا أن نقوم بتساوي أرقام الصفحات لدى كل من الأديبين كي نحصل على بعض التحاليل الصحيحة حول المضامين المجردة التي يقوم كل من الأديبين بتصويرها وتبيينها للمخاطب وفقاً للأسس المكونة التي يعرّفها جورج لايكوف في نظرية الاستعارات المضمونية الاتجاهية. الاستعارات الاتجاهية لدى محمود دولت آبادي ويوسف إدريس الفوق-التحت في هذا القسم من البحث نقوم بفحص الاستعارة المضمونية الاتجاهية في كلا القسمين الفوق والتحت. النصر والفوز، فوق
في هذه الأمثلة المذكورة من أعمال الأديبين، يحدد مفهوم النصر مع التوجيه الفوق. ويبدو من الطبيعي أن الاتجاه التصاعدي لمفهوم النصر هو اتجاه عام يوجد في جميع الثقافات والمجتمعات كما نلاحظ هذا الاتجاه في الثقافتين الإيرانية والعربية، وقد تكون لهذه المفاهيم توجهات أخرى وفقا للمجتمعات المختلفة، لكن الاتجاه التصاعدي هو اتجاه عام. في الأمثلة الفارسية، تشير المفردات (اوج) و(فراز آمده است) إلى توجيهٍ عالٍ لمفهوم النصر المجرد وفي الأمثلةِ المأخوذةِ من النص العربي، والنجاح هو السير في الجبل والوصول إلى قمته ولا نزال نلاحظ حركة صعودية تدل عليها (القمّة والفوق) التي توجد في الأمثلة المذکورة. الأكثر، فوق
في كل من الأمثلة المذكورة يصور مدی کل مفهوم بالفوق والفوقیة تصور لنا الکثرة والکمال والقوة. عندما تزداد نبرة الصوت أو صوت الضحك أو ترتفع الأسعار، يكون لديهم اتجاه تصاعدي. يرى لايكوف وجونسون أن هذا التصور يعتمد على الأساس التجريبي للبيئة ويعتقد حول المرتكزات الفيزيائية لهذا التصور: «إذا أضفنا أشياء معينة إلى مجموعة أشياء أخرى، أو صببنا سائلاً إضافياً في إناء، فإن علو مجموعة الأشياء يزيد، ومستوى السائل يرتفع.» (لايكوف وجونسون، 2009م: 35) من خلال دراساتنا، حصلنا على أمثلة من النص الفارسي حيث لایبیّن ویصور مفهوم الأکثر الانتزاعي مع اتجاه مكاني عالٍ بل نری تبیینه وتشریحه مع اتجاه المركز الذي ینعکس في الأمثلة التالیة: معظم (أكبر كمية وشدة لأي شيء)، المركز
من خلال الدراسات، حصلنا على أمثلة من النص الفارسي حيث لا يبين ويصور مفهوم الأكثر الانتزاعي مع اتجاه مكاني عالٍ بل نرى تبيينه وتشريحه مع اتجاه المركز. يشير عبارة (مركز خشم) في المثال الأول إلى شدة الغضب وذروته وفي الأمثلة الثانية والثالثة تدلّ مفردات (دل آتش) و(شكم شب) إلى المركز، القمة، الشدة وفي النهاية تعني معنى أكبر كمية وشدة لأي شيء. بمعنى آخر، تشير الأمثلة المذكورة أعلاه إلى أنه كلما اقتربنا من مركز شيء ما، زادت شدة وذروة ذلك الشيء وكلما ابتعدنا عن المركز ونميل إلى الاتجاهات الطرفية، شعرنا الضعف وقلته. الفخر، فوق
إنَّ الأمثلة المذكورة تدل على مفهوم الفخر وهذا المفهوم المجرد (الفخر) له اتجاه تصاعدي في شكل الاستعارة المضمونية الاتجاهية في الأمثلة المذكورة أعلاه. بمعنى آخر، يتم تصوره بتوجيه مكاني أو فضائي عالٍ. يتماشى توجيه مفهوم الفخر في هذه الأمثلة تمامًا مع النظام المادي لجسم الإنسان في هذه الحالة والشعور. بشكل عام، بنية جسم الإنسان في حالة الفخر والكبرياء لها اتجاه تصاعدي ويعتقد لايكوف وجنسون أن مثل هذه التوجيهات تستند إلى الأساس الجسدية أو الفيزيائية. (لايكوف، 1396ش: 472-473) كما في الأمثلة الفارسية المذكورة أعلاه، فإن عبارة "احساس سربلندي ميكرد/کان یشعر بالرفعة" تعبر عن الأفعال وردود الفعل الجسدية والبدنية لمفهوم السعادة والنجاح في جسم الإنسان وهو ما يشير في الواقع إلى التأثير المادي والخبرة الجسدية في نوع توجيه هذا المفهوم. عندما يحقق الشخص النجاح أو يشعر بالفخر بنفسه أو بشيء منسوب إليه، فإن رأسه وبنيته الجسدية يتجهان اتجاهاً تصاعدياً. إذ أدى هذا التوجيه الفوق للرأس والمكانة البشرية بشكل عام في مثل هذه الحالات العاطفية، إلى هذا التوجيه لهذه المفاهيم من بين الجهات الفضائية الأخرى. ولهذا نرى في هذه الأمثلة عبارات مثل: (سربلند، افراشته، سرم بالا/مرفوع الجبین). يتذكر لايكوف حول هذا التأثّر بالبناء البدني أن «المخططات التي تشكل تجربتنا الجسدية لها منطق أساسي. تثير التضامن الهيكلي بعض الاستعارات في التجربة وهذه الاستعارات تنقل ذلك المنطق إلى المجال الانتزاعي أو المجرد ومن ثم، فإن ما يسمى بالعقل المجرد له أساس مادي في أدائنا الجسدي اليومي.» (لايكوف، 1396ش: 474) في المثال الثالث، يُعَدُّ الشخص الفخور في موقع أعلى من بقية الناس وعبارة (فوق الناس) تصور سمو هذه المكانة الاجتماعية. يمكن اعتبار هذا النوع من التصور المبني على التوجيه الفوق على أساس ثقافي عالمي الذي يُعَدُّ كل مفهوم الذي يدل على الميزة الجيدة، في مكان عالٍ. نتيجة لذلك، يجب أن يقال: إنه في الأمثلة المذكورة أعلاه، يعتمد تكوين المفاهيم على قاعدتين مادية وثقافية، وفقًا لسياق الكلام. في بعض من الأمثلة القواعد المادية وفي بعض آخر القواعد الثقافية تسبب هذا المفهوم وتوجيهه الفضائي أو البصري. خلال دراساتنا، نجد أمثلة قد انعكس فيها تصور المفاهيم المجردة على أساس التوجيهات المكانية المتأثرة بالتجربة الجسدية (الفيزيائية) حول الحيوان أيضاً: - هم اسب سياهش (قرهآت) چنان گردن گرفته، سينه پيش داده و غراب سم بر سنگفرش خيابان ميخواباند، كه انگار بر زمين منت ميگذاشت و به آنچه دورش بود فخر ميفروخت. (كان حصانه الأسود "قرهآت" مرفوع الرأس وصدره ممدود ويضرب حافره الأسود على رصيف الشارع كأنه يمنّ عليها ويتفاخر بكل ما يوجد حوله) (دولتآبادي، 1374ش، ج1: 1) تعبر هذه الجملة عن حالة حصان. تستحضر بعض التعابير مثل: (گردن گرفته) و(سينه پيش داده)، التي تدل على نوع التكوين الجسدي للحصان، مفهوم الفخر والبهجة ولياقته البدنية. نتيجة لذلك، يُمكننا أن نقول: إن تصور المفاهيم المجردة المبنية على أساس التجربة الجسدية أو البدنية، ينعكس بصورة واضحة في كل من البشر والحيوانات. بالنظر إلى ذلك، يمكن القول: إن التوجيه العالي للمفهوم المجرد للفخر الذي يقوم على الأساس الجسدي (البدني) هو توجيه غريزي. يعتقد لايكوف أن ما يختبره الشخص وكذلك كيفية إدراكه للتجربة والتفكر فيها، يعود بشكل أساسي تمامًا إلى بنية جسمه. هذا يعني أن الإنسان يفهم المفاهيم بناءً على تجاربه التي نشأت في الأصل من بنيته الجسدية. (لايكوف، 1396ش: 459) «التصور هو مفهوم رئيسي في نظرية الدلالات المعرفية، وكذلك في نظرية الاستعارة المعاصرة. ينص هذا المفهوم على أن المعنى يتم إنشاؤه بناءً على التجربة، وخاصة التجربة الإنسانية لبنية جسمه.» (كامبوزيا وحاجيان، 1389ش: 121) تم نقل مفهوم الفخر للمتلقي في الأمثلة المذكورة أعلاه، سواء في حالة البشر أم الحيوانات في شكل حركات الجسم. يعني عندما نشعر بالضيق والاستياء من شخص ما، فإننا ندير ظهورنا له وعندما نشعر بالحزن فإننا نخفض رؤوسنا لذلك في مثل هذه الحالة، فنتصور مفهوم الانزعاج من منظار توجیه الخلف ومفهوم الحزن بتوجيه التحت للمتلقي. نتيجة لذلك، يجب القول: إن حركات الجسم هي التي أدت إلى هذه الاتجاهات المكانية والفضائية محددة لكل مفهوم مجرد خاصة في عالم العواطف والمشاعر. يشار إلى هذا الموضوع في علم النفس باسم "لغة الجسد[15]" بالطبع، كما ذكرنا سابقًا، يعتقد اللغويون وعلماء النفس أنه يبدو أن هناك حركات جسدية معينة تحمل نفس المعنى في جميع الثقافات. هناك حركات أخرى لها معانٍ محددة لثقافات معينة ومع ذلك، تظهر هذه الحركات في معظم الثقافات. (Abercrombie.1989:39 ؛ پهلواننژاد، 1386ش: 14) بشكل عام، يُعَدُّ التعرف على المعلومات بصورة غير لفظية في المجال الرئيسي لعلم النفس الاجتماعي تكتسب أهمية علمية وعملية كبيرة. لكننا إذا أردنا أن ندرس هذه العناصر في مجال علم اللغة، فإن دراستها ترتبط بفرع علم الاجتماع للغة وهو مجموعة فرعية من السيميائية. يعتقد فرديناند دي سوسور العالم في مجال السيميائية بأنَّهُ: «تمتلك السيميائية جميع الأدوات المستخدمة في المجتمع البشري للتواصل ومنها: التعبيرات اللغوية والأدوات غير اللغوية مثل الإيماءات والحركات.» (سوسور، 1389ش: 312) كما نشاهد مجموعة متنوعة من التواصلات غير الكلامية أو اللفظية في المجتمعات والثقافات المختلفة ونلاحظ أمثلة واضحة عليها بناءً على نظرية الاستعارات المضمونية الاتجاهية، في اتجاهات مختلفة حول المفاهيم العاطفية. السيطرة، القوة (الهيمنة)، فوق
المفهوم الآخر الذي تم تصوره في أعمال الأدیب الإيراني والعربي من خلال التوجيهات المكانية هو مفهوم السيطرة أو الهيمنة وصور هذا المفهوم بتوجيه الفوق. بالطبع، كما نرى في الأمثلة الفارسية مقارنة بالأمثلة العربية، تم إجراء تعابير أكثر تنوعًا لهذا المفهوم. تشير عبارات (سوار كار بودن)؛ (حرف روي حرف آوردن) و(سلطان) جميعها إلى توجيه الفوق وتدلّ على سيطرة الفرد على الشخص أو الأشخاص الآخرين. والشخص الذي يركب مركباً أو شيئاً ما، هو في الأعلى ويوضع المركب وذلك الشيء في الأسفل وعندما يوضع شيء على شيء آخر، يكون أحدهما في الأعلى والآخر في الأسفل وفي النهاية، تشير كلمة (سلطان) إلى الشخص الذي يأمر الجميع ويكون في موقع أعلى من الآخرين بناءً على التوجيهات البصرية أو المكانية. في المثال الثالث، تطلق كلمة (بالاييها) على الشخص الذي له القدرة ويسيطر على الآخرين. نتيجة لذلك، ترافق كل هذه العبارات مع توجيه الفوق. من ناحية أخرى، بما أن كل هذه التعبيرات تشير إلى مفهوم الهيمنة والسيطرة، فإن المفهوم المجرد للسيطرة يصور على أساس التجربة المادية وأيضاً التجربة المتأثرة ببيئة ويدل هذا الموضوع على ترافق وتضامن الأسس المكونة للاستعارات الاتجاهية. نتيجة لذلك، وفضلاً عن التجربة الجسدية (الفيزيائية) والتجربة الثقافية التي يعدها لايكوف أساسًا لتمثيل الاستعارات الاتجاهية، يجب أن نشير إلى التجربة الطبيعية وبمعنى آخر التجربة المتأثرة بالبيئة. كما قلنا حول المرتكزات الفيزيائية لخريطة: الأكثر هو فوق «إذا أضفنا أشياء معينة إلى مجموعة أشياء أخرى، أو صببنا سائلاً إضافياً في إناء، فإن علو مجموعة الأشياء يزيد، ومستوى السائل يرتفع.» (لايكوف وجونسون، 2009م: 35) في الأمثلة العربية يُشار إلى اتجاه الفوق للتعبير عن مفهوم السيطرة بواسطة حرف جر (على) لأن حسب وجهة نظر اللغويين هذه الكلمة تشير إلى (الاستعلاء). (ابنهشام، 1424ق، ج3: 253) و(ابن الرسول وكاظمي نجفآبادي، 1391ش: 35) وبالنسبة للرقم السادس، إذا يرى المتكلم نفسه مطيعاً ويتصور لهذه المكانة الاتجاه الأسفل فيتصور للشخص الذي يملك القدرة ويسيطر عليه، الاتجاه العالي. وفيما يتعلق بالتجربة الجسدية (الفيزيائية)، يعتقد لايكوف حول المرتكزات الفيزيائية أو المادية لهذا التصور: «يرتبط الحجم عادة بالقوة بالفيزيائية، والمنتصر في مبارزة ما يتبوأ القمة عادة» (لايكوف و جونسون، 2009م: 35) الفشل، تحت
يحتوي كل من هذه الأمثلة بطريقة ما على المفهوم المجرد للفشل. تشير كلمات مثل: (فراز ونشيب) و(پستي وبلندي) في الأمثلة المتعلقة بالنثر الفارسي وكلمات مثل: (تهبط) و(يسقط... الفناء الأسفل) في الأمثلة المتحصلة من الروايات العربية، إلى اتجاه التحت لـهذا المفهوم المجرد. كما نرى في المثال الأول، ينعكس مفهوم الفشل أيضًا في كلمتين (پيچ) و(خم) فيمكننا القول: إنّ مفهوم النجاح أو الفوز هو بمنزلة الطريق المستقيم الذي يصور بواسطة توجيه المستقيم ومفهوم الفشل فضلاً عن الاتجاه التحت هو الطريق المتعرج الذي ينعطف إلى الجانبين كراراً ويسبب الخطأ والحيرة للشخص. بعبارة أخرى نستطيع أن نتصور لمفهوم المجرد للفشل اتجاهاً آخر وهو الاتجاه المتعرج. ووفقًا للأمثلة المذکورة من اللغتين الفارسية والعربية، نرى في الأمثلة الفارسية عبارات مثل: (فراز ونشيب، پستي وبلندي، پيچ وخم) التي تدل على مفهوم الصعوبة والراحة فنرى في هذه العبارات نوعاً من التصوير لكننا لا نرى مثل هذا في الأمثلة العربية بل نرى بعض المفردات مثل: (الهبوط، السقوط والأسفل) التي تدلّ على ذلك المفهوم في المعنى ومن الممكن أن نقول: إنَّ هذه التصورات تشير إلى الأساس الثقافي الذي يعده لايكوف واحدا من أسس الاستعارات الاتجاهية وفي النهاية تشير إلى التفاصيل وأيضًا تنوع التصور للمفاهيم المجردة لدى الأديب الإيراني مقارنة بالأديب العربي. القليل، تحت
يعد المفهوم المجرد للقلیل أحد المفاهيم التي من المتوقع أن یتصور بتوجیه التحت في جميع الثقافات. كما نشاهد في الأمثلة المذکورة في النثر الفارسي والعربي. في الأمثلة الفارسیة بعض المفردات مثل: (ته میکشید، فرود آمد، دست پایین) تدلّ علی توجیه التحت لمفهوم القلیل والمفردات التي تدلّ علی هذا المفهوم في الأمثلة العربیة منها: (انخفضت) فتوجیه التحت یوجد في معنی هذه الکلمة. الحقارة (الخجل)، تحت
يصور مفهوم الحقارة في الأمثلة المذكورة عن طريق التحت وبشكل عام، في جميع الثقافات نرى للمفاهيم السلبية توجيه التحت. بالطبع، هذا لا يعني أن كل الاتجاهات المنخفضة تحتوي على المفاهيم السلبية فحسب بل المفاهيم السلبية لها اتجاه التحت. وفي الأمثلة المأخوذة من أعمال الأديبين، الإيراني والعربي والتي تتضمن المفهوم السلبي للحقارة والخجل، حيث يصور هذا المفهوم التجريدي السلبي بواسطة العبارات التي تشير إلى توجيه التحت وهذه العبارات في النثر الفارسي هي: (از چشمش افتاد، سر پايين انداخت) وفي النثر العربي يمكن أن نذكر بعض العبارات والتراكيب مثل: (تهبط/ انخفضت) وكل هذه العبارات تدلّ على اتجاه التحت ويحتوي المفهوم التجريدي على الحقارة والخجل. ومن خلال النظر في الأمثلة والعبارات لكلتا اللغتين، يمكن ملاحظة الأمثلة المحصلة من الرواية الفارسية (كليدر) على أنها أكثر توافقًا مع أساس التجربة الجسدية أو الأساس الفيزيائي نفسه وفي الأمثلة العربية نرى توافقًا أكثر مع أساس التجربة المتأثرة بالبيئة. العجز، تحت
يعد المفهوم المجرد للعجز مفهوماً سليباً آخر الذي يصور بتوجيه التحت في الأمثلة الفارسية والعربية المذكورة وهذا التصور يحدث أساساً على ثقافة عالمية وفي الأمثلة الفارسية، هذا التوجه للمفهوم المجرد للإعاقة يتكئ على الأساس الفيزيائي بشكل تام. وهو يعني عندما يتسبب عامل مثل: الشيخوخة والعجز والضعف لشخص ما، فإن بنيته الجسدية لم تعد مماثلة لشبابه أو منتصف عمره بل من الجانب المادي أو الفيزيائي تنحني بنيته الجسدية وفي الواقع تميل إلى التحت وهذا واضح تمامًا في الأمثلة الفارسية على سبيل المثال، يشير الرقم الثاني إلى عدم القدرة على مواجهة شخص آخر وتصور هذه الهيئة أساساً على شكل الجسم الذي في حالة هكذا، يميل إلى التحت. في الأمثلة العربية تبنى العباراتُ اتكاءً على الأساس الثقافي وبالطبع الأساس الثقافي العالمي الذي يصور لنا المفهوم المجرد للخير والسلطة بتوجيه الفوق والمفهوم المجرد للشر والعجز بتوجيه التحت. وفي هذا القسم من البحث، من الضروري الإشارة إلى أنه ليس دائمًا وفي جميع الثقافات، أن توجيه الفوق يدلّ على القيم والمفاهيم الإيجابية وتوجيه التحت على المفاهيم السلبية وقد أشار لايكوف أيضًا إلى هذه المسألة حينما قال: «هناك تناقضات بين القيم وبالتالي بين الاستعارات المرتبطة بها.» (لايكوف وجونسون، 1396ش: 34) كما نرى في الأمثلة التالية من رواية "كليدر":
تشمل الأمثلة المذكورة أعلاه مفهومي الفوضى والهدوء، فحسب المثال الأول تصبح الفوضى هدوءًا عندما تنخفض، وفي المثال الثاني تدلّ عبارة: (دست پايين را ميگرفت) على مفهوم التسامح والسلام ونتيجة لذلك وفقًا لنظرية الاستعارات الاتجاهية فإن مفهوم الفوضى وهو مفهوم سلبي للجميع، له توجيه الفوق ومفهوم السلام والتسامح وهي مفاهيم إيجابية تقوم بتوجيه التحت. أما بالنسبة للأسس المکونة في توجيه مفهوم الاضطراب والهدوء، إن هذه المفاهيم تنعكس من البنية المادية لجسم الإنسان، إذ يمكن أن نشير إلى التجربة الجسدية أو الفيزيائية. غالباً ما ترتفع درجة حرارة الجسم أثناء الاضطراب والقلق وفي مثل هذه الحالات يتحرك بعض أعضاء الجسد إلى الفوق على سبيل المثال، نرفع أيدينا أو نحاول أن نكون أطول من خصمنا كي نسيطر عليه من ناحية أخرى، وفي حالة الهدوء والراحة تكون درجة حرارة الجسم في مستواها الطبيعي ويكون جميع أعضاء الجسم في حالة استرخاء (relaxation). كما في المثال الثالث، فإن عبارة: (نميتوانست روي زمين آرام و قرار بگيرد) التي تعبر عن قلق الشخص واضطرابه، نرى لها اتجاهاً تصاعدياً. نتيجة لذلك، فإن مثل هذه الحالات المادية التي تحدث لكل شخص في وقت حدوث كل من المفاهيم المذكورة أعلاه قد تسببت في توجيههم. الکثرة والشدة، تحت قد يصور مفهوم الأکثر بتوجیه التحت والتحتیة تصور لنا الکثرة والشدة كما هو واضح في الأمثلة التالية:
في هذه الأمثلة المحصلة من الأدیبین یصور مفهوم الکثرة في إطار کلمة (عمیق). هذه الکلمة تصور لنا توجیه التحت لکن في مضمونها تدلّ علی الکثرة والشدة. إذ تدل هذه الأمثلة ولاسيما کلمة (العمق) التي تدلّ علی الکثرة رغم اتجاهه التحت بأن الاستعارات لیست من محض الصدفة بل تکون متأثرة من تجربتنا الثقافیة والفیزیائیة وأیضاً متأثرة من السیاق. الأمام والخلف المستقبل والرجاء(الأمل)، أمام
عندما ندرس أعمال كلا الأديبين نلاحظ بعض الأمثلة التي يصور فيها مفهوم (الاستقبال والرجاء) بواسطة توجيه الأمام. أيام الشتاء الباردة والقاسية والمليئة بالمآسي والناس الذين ينتظرون هذه الأيام لتمضي وأعينهم على المستقبل الذي يأتي ويجلب معه الأمل وحياة أفضل. في المثال المأخوذ من النثر العربي، يريد الراوي قضاء هذه الأيام كي تصلَ أيام أفضل، أي المستقبل الذي ينتظره؛ لأنه يبشر بالأمل والانفتاح. استنادًا إلى الأوصاف المقدمة وأيضًا على المبادئ التي يقدمها لايكوف حول نظرية الاستعارات المضمونية ولاسيما الاستعارات المضمونية الاتجاهية، يمكن اعتبار هذا النوع من التوجيه على المفهوم المجرد للأمل ناشئًا عن الأساس الثقافي – الفكري ؛ لأن لايكوف وجونسون لطالما عَدَّا الأساس الثقافي أساساً ثابتاً وبناءً لجميع الأسس وبالنسبة للأساس الفكري فيعتقد «إن النظام المضموني للعقل البشري الذي يشكل عمله اليومي وفكره هو استعاري في جوهره، ويجب البحث عن مكان الاستعارات ليس فقط في اللغة ولكن في الواقع في الفكر البشري.» (Lakoff, G. 2003: 34) على هذا الأساس، يعتمد البشر كليًا على أساسهم الفكري الخاص وعلى الموقف القائل بأن الأمل والظروف الأفضل تستقر أمامهم وبالتالي فهم يتقدمون دائمًا لاكتساب الأفضل والأحسن في الحياة. عدم العناية والاهتمام، خلف
في كل من الأمثلة الفارسية والعربية، يُشار إلى مفهوم عدم الانتباه وعدم الاهتمام من خلال توجيه الخلف. في اللغة اليومية غالباً ما يدلّ توجيه الخلف على مفاهيم سلبية مثل عدم الانتباه. على سبيل المثال، في أوقات الفرح والنصر نقول: إن الحظ حالفني، وفي أوقات الشدة والمعاناة نقول: إن الحظ قد أدار ظهره لي. أو عندما نكون متألمين من شخص ما، فإننا ندير ظهرنا له وعبر هذه الحركة نرسل هذه الرسالة إلى المتلقي بأنّنا منزعجون منه أو لا نهتم به. نتيجة لذلك، كلما حاولنا إرسال رسالة إلى المستلم باتجاه خلفي، تحتوي هذه الرسالة على دلالة سلبية. إذ يمكن ذكر المثال الثاني لهذا النوع من التوجيه على النحو التالي: تخيل اجتماعًا أو مؤتمرًا مع عدد كبير من الضيوف إذا واجه هؤلاء الضيوف صفوفًا من الكراسي المرتبة، فإن الطريقة التي يجلسون بها على الكراسي والمعتادُ هي أن يجلس الضيوف الخواص في الصفوف الأمامية والضيوف الذين يحتلون المرتبة الثانية أو الثالثة بالنسبة للآخرين يجلسون في الصفوف الخلفية. نتيجة لذلك، يتصور الاتجاهان الأمامي والخلفي المفهوم الخاص نفسه أو المهم وأقل خصوصية أو أقل أهمية. لذا يمكننا أن نعدَّ الاتجاه التقليدي أو المقترح للأمام والخلف توجيهاً شاملاً وعالمياً للمفاهيم المذكورة أعلاه الذي يستمد من التجربة الجسدية (البدنية) أو التجربة الثقافية العالمية التي تدلُّ على تلك المفاهيم التجريدية. خلال دراستنا في النثر الفارسي من رواية (كليدر) حصلنا على بعض الأمثلة التي بموجبها يصور مفهوم عدم الانتباه أو عدم العناية بتوجيه التحت منها:
على هذا الأساس، يمكننا القول: إنه في ثقافة المتحدثين بالفارسية، يتم أيضًا تصور مفهوم عدم الانتباه مع التوجيه المنخفض وهو ما يوضح تمامًا دور الأساس الثقافي في تشكيل الاستعارات المضمونية الاتجاهية في اللغات اليومية. حول أسس الاستعارات المضمونية القائمة على الأساس الثقافي لكل أمّة، يعتقد لايكوف ذلك أيضًا «ينتج أعضاء الثقافة خطابات محددة في سياق تفاعلاتهم من أجل تحقيق أهداف محددة. يمكن اعتبار هذه الخطابات كمجموعة محددة من المعاني المتعلقة بموضوعات محددة وعندما تعمل هذه الخطابات كمعايير خفية للسلوك، فيمكن اعتبارها أيديولوجيات ا تختص بتلك الثقافة.» (لايكوف، 1396ش: 478؛ كوچش، 1396ش: 124) الاتجاه الأيمن والأيسر التوجيهات اليسرى واليمنى (left and right) هي من التوجيهات المكانية المليئة بالغموض، الزلقة، الصاخبة والمثيرة للجدل في اللغة اليومية للثقافات والمجتمعات المختلفة وحتى في مجالات أخرى مثل: التاريخ والأدب السياسي. وهذه التوجيهات المكانية في كل من هذه المجالات بالاعتماد على المواقف المختلفة، تستحدث مفاهيم محددة على سبيل المثال، في الأدبيات السياسية يشير مصطلح اليسار واليمين إلى بعض الأحزاب التي لها أيديولوجيتها الخاصة في المجال نفسهِ أحيانًا وفي سياق القوى والشخصيات السياسية تحتوي هذه التوجيهات مفاهيم أخرى في الخطاب المعرفي الحاكم في مجتمعنا الوطني، "الأيمن" هو مفهوم إيجابي وثيق الصلة بـ "الحقيقة" بعبارة أخرى، كلما ذكرت كلمة "الأيمن" غالباً فإنها تذكرنا بـ "الصراط المستقيم" وتشير إلى "الصواب والصدق". في هذا القسم من البحث، سوف نلقي نظرة على بعض الأمثلة التي تدلّ على توجيهات اليسار واليمين لكي نرى أي مفهوم ينعكس منهما في كل من الثقافتين الفارسية والعربية. الخير والحسن، يمين
في الأمثلة المذكورة من الأديبين، كلمة (راست/اليمين) تدلّ على مفهوم الخير والحسن. في العبارات التي تختص بالنثر الفارسي تعني كلمة (راست) اتجاه اليمين مقابل اليسار ويتضمن مفهوم الخير والحسن. في الأمثلة التي تختص بالنص العربي تضمنت التوجيهات المكانية اليمنى واليسرى في مجال الثقافة العربية وأدبها اليومية بعض الاعتقادات مثل : تفأل وتطير لاسيما في المثال الثالث يتضح هذا الاعتقاد المستمد من ثقافة عامة وطويلة الأمد. وفي اللغة والثقافة العربية تستعمل كلمة: (تفأل) و(تطير) للتعبير عن الحظ الجيد والسيئ. (ابن منظور، 1434ق، ج2: 109) «إنَّ العرب في الجاهلية إذا خرج أحدهم لأمر قصد عش طائر فهيجه، فإذا طار من جهة اليمين تيمن به ومضى في الأمر، ويسمون الطائر "السانح"، أما إذا طار من جهة اليسار تشاءم به ورجع عما عزم عليه، ويسمى الطائر هنا "البارح."» (الدينوري، 1418ق، ج2: 499) وأيضاً مصطلح أصحاب الميمنة يستعمل في القرآن الكريم لأهل الجنة والصالحين ويعتقد بعض اللغويين منها: الجوهري والراغب حول هذا المصطلح بأنه بمعنى الجانب الأيمن. (راغب الاصفهاني، 1412ق، ج1: 385 ؛ قريشي، 1371ش: 332) وفي هذه الأمثلة، المصطلح له نفس الدلالة الإيجابية لأنه يستحضر مفهوم الصدق. الشر والقبيح، يسار يدلّ الاتجاه الأيسر على عكس المفاهيم التي تظهر بواسطة الاتجاه الأيمن. بعبارة أخرى كما يصور مفهوم الخير والحسن بالاتجاه الأيمن فتوجيه الأيسر أيضًا يدلّ على المفاهيم السلبية كالشر والقبح وهذا يمكن رؤيته في الأمثلة التالية .
بناءً على ما قيل، يمكننا أن نقول: إن الدلالات والمفاهيم المنبثقة من الاتجاهات المكانية لـ "اليمين" و"اليسار" تنتج بناءً على الأساس الثقافي العالمي. «لأن المفاهيم التي تظهر من هذين الاتجاهين، سواء في مجال الأيديولوجيات الثقافية للغة اليومية أو في مجال اللغة السياسية (التي رأيناها في الأمثلة المأخوذة من الأديبين) لها تطبيق وتعبير واضح في جميع اللغات وينشأ من أساس فكري ثقافي عالمي.» (صالح، 2018م: 2-8) القوة الأقوى، يمين والقوة الأضعف، يسار من خلال الدراسات التي تم إجراؤها، شاهدنا أمثلة تُظهر أن الاتجاهين الأيمن والأيسر لهما معنى مختلف عن الأمثلة المذكورة أعلاه:
في هذه الأمثلة، يمثل "اليمين" و"اليسار" مفهوم القوة. المثال الذي يختص بالنثر العربي هو مستخرج من رواية "البيضاء" توجد في هذه الرواية بعض الشخصيات منها: شيخ عبده وهو عميد الجماعة، شيخ محمد الذي كان صديقه لسنوات عديدة والشخصية الثالثة هي الراوي. واستناداً إلى موقعهم بالضبط في الجمعية التي تم تشكيلها، يمكن القول: إن الشيخ محمد كان اليد اليمنى للشيخ عبده في المصطلح والأدب السياسي وراوي القصة هو اليد اليسرى ؛ لأن رتبته أدنى من شيخ محمد. في اللغة اليومية وكذلك في مجال الأدب السياسي، يُسمع أن أحد الأشخاص يطلق عليه اصطلاح اليد اليمنى وللأخر اليد اليسرى. «في مجلس الأمراء، وفي عام 1789م في فرنسا جلس "العوام" على الجانب الأيسر من الملك لأن "الأرستقراطية" أو (الأعيان) كانت في "المركز الفخري" وفي الجانب الأيمن ومن ثَمَّ فإن الصدى النفسي والتأثير الكلامي والمعجمي لمفهوم اليسار يعود إلى هذا الشعور الأساسي الذي تشير كلمة "يسار" إلى "اليد التي عادة ما تكون أضعف من اليد الأخرى- اليمنى"، وتؤدي مواجهة "أرستقراطية" التي توضع في الجانب اليمين مع "عامة" التي توضع في الجانب اليسار إلى تكثيف هذا الشعور.» (ميشيل، 1376ش: 12) في الأمثلة المذكورة أيضاً، تصور التوجيهات اليمنى واليسرى اتكاءً على الأساس الثقافي العالمي نفسه الذي يصور مفهوم القوة والقدرة للمخاطب بالطبع، وهذه التوجيهات في هذا المجال لها أيضًا بعض من التفاصيل وهذا يعني كما قيل، تصور القوة المتفوقة بالاتجاه الأيمن وقوة أقل من الأخرى بالاتجاه الأيسر. اتجاه المركز والهامش التوجيه الآخر الذي يتضمن في اللغة اليومية والمجالات الأخرى مفاهيم وموضوعات محددة بين الثقافات المختلفة هو اتجاه المركز والحاشية. في هذا الصدد، إذ تهدف هذه الدراسة إلى فحص بعض الأمثلة التي تحتوي على هذين الاتجاهين ومن خلال هذه الأمثلة بيّنا كيفية تصوُّر المفاهيم التي تنعكس من هذين الاتجاهين. الأصل والأساس هو المركز والفرع هو الحاشية
بناءً على الأساس التجريبي والثقافي تشير توجيهات المركز والحاشية (الهامش) في الأمثلة المذكورة حسب السياق وموقع عناصر الكلام إلى المعنى الرئيسي والثانوي لشخص أو موضوع ما. وفي الأمثلة الفارسية تشير عبارات مثل: (بركنار ماندن) إلى التهميش وهذا الاتجاه يصور لنا الموقف الفرعي للشخص وفي المقابل تشير عبارة: (خود را ميان دست وپا انداختن) إلى اتجاه المركز والموقف الرئيسي للشخص. في الأمثلة المتعلقة بالنثر العربي، فإن كلمة (محور) في المثال الثالث تعني أصل وأساس المناقشة وبعبارة أخرى تدلّ على موضوع هام وأساسي للنقاش بين الجانبين ويشير المثال الرابع إلى بداية قضية الحب بين الراوي وشخصية تدعى سانتي وكلمة (هوامش) تعني بداية هذه العلاقة عندما كانت هاتان الشخصيتان في بداية تعارف بعضهما مع البعض ولم يصبح الحبُّ حاضرًا بينهما بقوّة. لذا فإن كلمة (هوامش) تدلّ على بدائية الموضوع. الاتجاه البعید والقریب الاتجاهان (البعيد) و (القريب) هما اتجاهان شائعان في اللغة الیومیة لتصور بعض المفاهيم المجردة بين الناس. في هذه الدراسة حصلنا على أمثلة تشير إلى تصور بعض المفاهيم المجردة بناءً على هذين الاتجاهين المكانيين. الإبهام، البعید
من خلال دراستنا رواية "كليدر"، وجدنا مثالًا، یدل فیه الاتجاه (البعيد) وفقًا لسياق الجملة، علی مفهوم (الابهام والغموض). في هذا المثال، تشير كلمة (البعيد) إلى مفهوم الإبهام والغموض الذي ينشعب من سلوك أحد الشخصيات في الرواية المسمى "مارال". فيمكننا أن نقول: إن التوجيه (البعید) والمفهوم الذي ینشعب منه هو متجذر في البنية التجريبية للإنسان؛ البنیة التي يعدّها لایکوف إحدی الأسس المؤثرة في المفاهيم ويسمیها الأساس التجريبي فهو يعتقد بأن «النظام المضموني الذي يشكل أساس اللغة يحتوي على آلاف الاستعارات المضمونية. والاستعارات هي علاقات بين المجالات المضمونية وهذا النظام المجازي يُفهم فعليًا في نظام الفكر الذي يتم الحصول عليه من خلال التجربة وهذه التجربة تكتسب من البيئة أو الفضاء الذي يعيش الإنسان فيه.» (Lakoff & J.2003: 4) عندما يكون الشخص بعيدًا عن شيء ما فليس هذا الشیء واضحًا له ويشك في أبعاده وخصائصه ویبدو مغموضاً ومبهماً فعلی هذا الأساس التجریبي یتصور مفهوم الإبهام والغموض له في الاتجاه البعید. العلاقة والتضامن، قریب
التوجیه الآخر الذي استعمله الكاتبان هو التوجیه (القريب)، والذي يوضح في كلا المثالين مفهوم العلاقة والقرابة من حیث العواطف النفسیة ویتشکل هذا التوجیه أیضاً من منظار الأساس التجریبي. عندما یحدث القهر والکدورة بين الناس في حياتهم اليومية، فإنهم يبتعدون بعضهم عن البعض ويحاولون الحفاظ على هذه المسافة حتى في ترددهم اليومي ولکن عندما تحدث بینهم علاقة جيدة أو تتحول هذه الکدورة إلى السلام فيتقرب بعضهم البعض وأیضاً تنتهي هذه المسافة الفیزیائیة عندهم.
النتيجة كما تمكنّا من تلخيص وتحليل 125 جملة من الاستعارات المضمونية الاتجاهية في إطار 23 رسماَ (الربط/العلاقة) المستخرجة علی أساس توجیهات (الفوق والتحت، الیمین والیسار، الأمام والخلف، المرکز والهامش، البعید والقریب) من الأعمال المذكورة لمحمود دولت آبادي ويوسف ادريس، إلى أن أوجه التشابه بين الاستعارات المضمونية القائمة على فهم الإنسان لقضية "الاتجاه" بين اللغتين أكثر بكثير من أوجه الافتراق. إذ إن التشابهات تدل علی القرابة الثقافیة والفکریة في اللغتین حول تصور المفاهیم المجردة ومن ناحية أخرى تشير الاختلافات إلى میزات ثقافیة خاصة في کل من اللغتین الفارسیة والعربیة وتأثيرها على بناء الاستعارات المضمونية الاتجاهية وإنّ الاختلافات توجد في کیفیة البیان والتعابیر المستخدمة لدی الأدیبین ؛ ونوع تعبير التصورات في النثر الفارسي أكثر تنوعًا منه في النثر العربي وأیضاً نشاهد الصور الکثیرة في النثر الفارسي مقارنة مع النثر العربي. إذ تشير الأمثلة الموجودة في آثار الأديبين الى أنّ الجهة الفضائية فوق-تحت تعتمد في معظم الأحيان على الأساس الفيزيائي(الجسدي) وهذا يدلّ على توظيف لغة الجسد في هذين التوجيهين أكثر من سائر الجهات والجهات الأخرى تستند على الأساس الفيزيائي وأيضاً الثقافي والتجريبي المتأثر بالبيئة إلى حد ما، وهذا يدلّ على تداخل وتضامن المبادي معاً. والجدير بالذكر أنّ الأساس الفيزيائي أو الجسدي يستخدم أكثر من سائر الأسس والمباني في تصوّر المفاهيم المختلفة القائمة على التوجيهات الفضائية لدی الأدیبین. إن تشكيل المفاهيم القائمة على المبادئ المكونة للاستعارات الاتجاهية لكلا الكاتبين تتفق تمامًا مع سياق الكلام. وفي الواقع إن سياق الكلام هو الذي يبين بأن المفهوم المنتج من الاتجاهات البصرية أو الفضائية قد بُني على أيّ أساس من الأسس المكونة للاستعارات الاتجاهية. وفي بعض من الأمثلة المبادئ الفيزيائية أو الجسدية وفي بعض آخر المبادئ الثقافية أو التجريبية المتأثرة بالبيئة هي التي تسبب هذه المفاهيم. تُظهر هذه الحالة أيضًا تداخل وتضامن هذه المبادئ في بناء كل من التصورات بناءً على اتجاهات بصرية. توضح الأمثلة المحصلة من روايات الأديبين أنه في الاستعارات الاتجاهية، لا يدلّ اتجاه الفوق دائمًا على معنى إيجابي وقَيِّم، واتجاه التحت على معنى سلبي وعديم القيمة ولكنه يعتمد على السياق وموقع الكلام وعناصره. إنّ التوجيهات اليمنى واليسرى فضلاً عن دلالتهما على مفهوم الخير والشرّ اتكاءً على الأساس الثقافي العالمي، أيضاً يصوران مفهوم القوة وقدرة المخاطب لدى الأديبين فيمكننا أن نقول: إن لکل استعارة فضائیة نسقیة داخلیة ولیست مجموعة من الحالات الصدفویة. إذ يشير توجيه المركز إلى المعنى الرئيسي، والهامش إلى المعنى الثانوي لشخص أو موضوع ما، وذلك حسب السياق وموقع عناصر الكلام وبناءً على الأسس التجريبية والثقافية. نظرًا لأن أحد المبادئ المؤثرة في الاستعارات الاتجاهية هو الأساس الثقافي، فمن خلال دراستنا وجدنا اختلافات تشير إلى خطابات ثقافية محددة تتعلق بكل من الثقافتين الإيرانية والعربية. تنشأ هذه الاختلافات من المفردات والتراكيب المستعملة في التعبيرات المتعلقة باللغتين ونوع التعبير لكل من الأديبين. على سبيل المثال وفقًا للأمثلة المتحصلة من اللغتين الفارسية والعربية، إذ نرى في الأمثلة الفارسية عبارات مثل: (فراز ونشيب، پستي وبلندي، پيچ وخم) التي تدل على مفهوم الصعوبة والراحة فنرى في هذه العبارات نوع من التصوير لكننا لا نرى مثل هذا في الأمثلة العربية بل نرى بعض المفردات التي تدل على ذلك المفهوم في المعنى. نرى لمفهوم عدم الانتباه في كلتا اللغتين توجيه (الخلف) لكن في اللغة الفارسية فضلاً عن اتجاه (الخلف)، فإن اتجاه (الأسفل) يدل على هذا المفهوم بناءً على هذا، يمكننا القول: إن هذه الحالات تشير إلى التفاصيل وتنوع التصور للمفاهيم المجردة في اللغة الفارسية مقارنة باللغة العربية.
[1]. Cognitive linguistics [2]. Wallace [3]. Charles Fillmore [4]. George Lakoff [5]. Ronald Langacker [6]. conceptual metaphor [7]. Mark Johnson [8]. Metaphors we live by [9]. Mapping [10]. Target domain [11]. Source domain [12]. ontological metaphor [13]. structural metaphor [14]. orientational metaphor
[15]. body language | |||||||||||||||||||||||||||
مراجع | |||||||||||||||||||||||||||
المصادر الفارسیة
ابن الرسول، محمدرضا. كاظمي نجفآبادي، سميه. (1391ش). «تعليل در معاني حروف جر عربي و حروف اضافه فارسي». مجلة فنون ادبي. رقم 1. صص47-27
افراشي، آزيتاز. (1397ش). استعاره و شناخت. تهران: پژوهشگاه علوم انساني و مطالعات فرهنگي.
پهلواننژاد، محمدرضا. (1386ش). «ارتباطات غير كلامي و نشانهشناسي حركات بدني». زبان و زبان شناسي. الرقم الثالث. رقم 6. صص14-33
دولت آبادي، محمود. (1374ش). كليدر. ط: 11. تهران: فرهنگ معاصر.
جهانگيري، نادر. (1378ش). زبان؛ بازتاب زمان. فرهنگ و انديشه. طهران: آگه.
سوسور، فردينان دو. (1389ش). دوره زبانشناسي عمومي. ترجمة: كوروش صفوي. تهران: مطبعة هرمس.
شركت مقدم. صدیقه. (1388ش). «تطبیق مکتبهای ادبیات. فصلنامه مطالعات ادبیات تطبیقی». سال سوم. شماره 12. صص71-51
صفوي، كوروش. (1383ش). درآمدي بر معناشناسي. تهران: سوره مهر.
قريشي، سيد علي اكبر. (1371ش). قاموس قرآن. تهران: دارالكتب الإسلامية.
كامبوزيا. عالية. حاجيان، خديجة. (1389ش). «استعارههاي جهتي قرآن با رويكرد شناختي». مجلة: نقد ادبي. سنة: 3. رقم: 9. صص 139-115
كوچش، زولتان. (1396ش). استعارهها از كجا ميآيند. ترجمة: جهانشاه ميرزابيگي. تهران: آگاه.
گلفام، ارسلان. يوسفي راد، فاطمه. (1381ش). «زبانشناسي شناختي واستعاره». تازههاي علوم شناختي. سنة4. رقم 3. صص11-24
ليکاف، جورج. جانسون، ماركز. (1397ش). استعارههايي كه با آنها زندگي ميكنيم. ترجمة هاجر آقا ابراهيمي. تهران: نشر علم
لیکاف، جورج. (1396ش). قلمرو تازۀ علوم شناختي. ترجمه: جهانشاه ميرزابيگي. چاپ دوم. تهران: آگاه.
ميشيل، لووي. (1376ش). درباره تغيير جهان (مقالاتي درباره فلسفه سياسي). ترجمة: حسن مرتضوي. تهران: روشنگران.
المصادر العربية
ابن منظور. (1434ق). لسان العرب. القاهرة: دار إحياء الكتب العربية.
ابن هشام، عبدالله. (1424ق). مغني اللبيب عن كتب الأعاريب. القاهرة: مطبعة المدني.
إدريس، يوسف. (1987م). البيضاء. بيروت: دارالشروق.
__________. (لاتا). الحرام. بيروت: دارالعلم.
__________. (2004م). العسكري الأسود. بيروت: دار الشروق.
__________. (2000م). العيب. بيروت: دارالشروق.
__________. (1987م). الأعمال الكاملة (الروايات). القاهرة: دار الشروق.
الجوهري، أبونصر إسماعيل بن حماد. (1407ق). الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية. محقق: عطار. أحمد عبدالغفور. بيروت: دار العلم للملايين.
الدينوري، ابن قتيبه. (۱۴۱۸ق). عيون الأخبار. بيروت: دار الكتب العلمية.
راغب الاصفهاني، حسين بن محمد. (1412ق). المفردات في غريب القرآن. بيروت: دار العلم.
صالح، أحمد عباس. (2018م). اليمين واليسار في الإسلام. الطبعة الثالثة. بيروت: المؤسسة العربية للدراسات والنشر.
المصادر الإنجلیزیة
Abercrombie, D. (1989). "Paralanguage". British Journal of Disorders of communication. 39.
Kövecses, Zoltan. (2010). Metaphor. New York: Oxford University Press.
Lakoff, George. Mark Johnson. (2003) Metaphors we live by. 2 ed. University of Chicago Press.
| |||||||||||||||||||||||||||
آمار تعداد مشاهده مقاله: 950 تعداد دریافت فایل اصل مقاله: 254 |