تعداد نشریات | 418 |
تعداد شمارهها | 9,997 |
تعداد مقالات | 83,560 |
تعداد مشاهده مقاله | 77,800,526 |
تعداد دریافت فایل اصل مقاله | 54,843,331 |
النموذج الأولي للكائنات الشيطانية في ديوان إقبال اللاهوري الفارسي (تحليل أسطوری بناءً على نظرية يونغ) | |||||||||||||||||||||||||||
إضاءات نقدیة فی الأدبین العربی و الفارسی | |||||||||||||||||||||||||||
مقاله 4، دوره 12، شماره 46، شهریور 2022، صفحه 77-103 اصل مقاله (298.72 K) | |||||||||||||||||||||||||||
نوع مقاله: علمی پژوهشی | |||||||||||||||||||||||||||
نویسندگان | |||||||||||||||||||||||||||
جواد خلج* 1؛ نسترن صفاری2 | |||||||||||||||||||||||||||
1طالب دكتوراه في اللغة الفارسية وآدابها، فرع كرج، جامعة آزاد الإسلامية، كرج، إيران | |||||||||||||||||||||||||||
2أستاذة مساعدة في اللغة الفارسية وآدابها، فرع كرج، جامعة آزاد الإسلامية، كرج، إيران | |||||||||||||||||||||||||||
چکیده | |||||||||||||||||||||||||||
العلامة إقبال اللاهوري مفكّر وفيلسوف معاصر. يمثل الجزء الرئيس من ديوانه الفارسي أفكاره وآراءه ولقد انعكست أفكاره في ديوانه بشكل جلي، وبما أن هذه القصائد كتبت في الغالب من وجهة نظر فلسفية وصوفية وتركزت على رؤيته للإنسان المثالي أو الكامل، لذلك لم يتم دراسة هذه القصائد من زاوية المنهج الأسطوري الأصلي أو توظيف النماذج الأولية من قبل الباحثين. يسعى هذا البحث، باستخدام أسلوب النقد والتحليل النصي، إلى التحليل الوظيفي في خلق المعاني والدلالات للكائنات الشيطانية في هذه القصائد بناءً على نظرية يونغ. النقطة المشتركة بين وجهة نظر يونغ النفسية ونظرة إقبال اللاهوري الفلسفية الصوفية، هي العلاقة بين نمطي "الذات" و"الظل" في ضمير اللاوعي الجماعي مع العقل الواعي من خلال عملية التفرد والذاتية. في هذا البحث يتم دراسة العلاقة بين النماذج الأصلية بعملية التفرد من خلال تحليل جذور هذه النماذج البدائية في العقل اللاواعي الفردي والعقل اللاواعي الجماعي وفي البنية النفسية للإنسان، وتقدم أمثلة عديدة عليها. توصل هذا البحث إلى العلاقة المهمة بين النموذج الأصلي للظل أو النصف المظلم والسمات البغيضة لشخصيتنا مع الكائنات الشيطانية وإبليس والتنانين والعفاريت وكل ما هو مشمئز لنا. | |||||||||||||||||||||||||||
کلیدواژهها | |||||||||||||||||||||||||||
إقبال اللاهوري؛ نظرية يونغ؛ الأسطورة؛ الظل؛ الشيطان؛ التنين؛ العفريت | |||||||||||||||||||||||||||
اصل مقاله | |||||||||||||||||||||||||||
العلامة محمد إقبال اللاهوري فيلسوف وعالم معاصر استخدم لغة الشعر الغامضة لنقل مفاهيم صوفية وفلسفية عظيمة ومن خلال تقوية الحركة العقلانية للعالم الإسلامي، مهّد الطريق للحوار والتفاعل بين الأمم. هذا المفكر العظيم، بإتقانه الذي لا يوصف للأساطير الهندية والإيرانية إلى جانب التوظيف الدلالي، يؤسس علاقة وثيقة بين الإنسان والعالم بداخله وخارجه من أجل أن يوصله إلى الوحدة والفردية من خلال توحيد ودمج العقل الواعي بالعقل اللاواعي الفردي. يقدم هذا الشاعر الشهير الإنسان في أشعاره على أنه حفنة من الغبار يسجد أمامه الملاك، ويطلب من هذا المخلوق الثمين أن يكشف السر الخافي في الوجود الذي يمثل الغرض من خلق الإنسان. يصوّر بشكل جميل وبكلمات غامضة أسطورة الخلق في الحوار بين الماء والأرض ويذكره بهدف خلق الإنسان ومكانته في الكون، وينقل رغبات واهتمامات الإنسان المعاصر من العقل الباطن للفرد للعقل الواعي. ويمهد الطريق للعودة والبعث. صورة المسألة من خلال دراسة قصائد إقبال واستخدامه للأساطير والنماذج الإيرانية القديمة، من أجل تلطيف الموضوعات الفلسفية والصوفية، ومن ناحية أخرى، تركيزه على معرفة الذات وشرح الإنسان المثالي، تم إنشاء هذه العقلية لدى الباحثين أنه يمكن من خلال تحليل قصائد إقبال، ربط الدلالات بين مفهوم الظل في نظرية يونغ من جهة والكائنات الشيطانية في الأساطير من جهة أخرى، ومن وجهة النظر هذه، تمت دراسة ديوان العلامة إقبال اللاهوري. أسئلة البحث نعتزم من خلال هذا البحث الإجابة على الأسئلة التالية: 1- ما هي الشخصيات السلبية المشتركة والمنسجمة في النص بين الأساطير والنماذج البدائية أو الأصلية في ديوان إقبال اللاهوري؟ 2- هل من الممكن إيجاد علاقة هادفة بين النموذج الأصلي لـ "الظل" في نظرية يونغ والكائنات الشيطانية في الأساطير التي استخدمها العلامة إقبال اللاهوري؟ 3- بما أن الأساطير لها بنية مشابهة للعقل البشري (نظرية ليفي شتراوس)، في أي جزء من بنية العقل البشري يمكن وضع الكائنات الشيطانية؟ 4- وفقاً لنظرية يونغ، هل يمكن أن تمثل الشخصيات الشيطانية جزءاً من محتويات العقل اللاواعي الجماعي لجميع البشر؟
فرضيات البحث 1- اختار العلامة إقبال اللاهوري شخصيات سلبية مثل الشيطان وإبليس والتنين والعفريت من الأساطير والنماذج البدائية في قصائده حتى تكون مألوفة ومعروفة للبشرية. 2- النموذج الأصلي للظل هو السمات البغيضة التي نتجنبها ولا نريد مواجهتها، ومن وجهة النظر هذه، لها علاقة هادفة وبنّاءة مع الكائنات السيئة والقبيحة والحقيرة، وعادة ما تكون الظلال في النص الكلاسيكي هي الشيطان أو إبليس وفي الأفلام تظهر كشخصيات سلبية مثل الساحرات أو البطل الضد. 3- وفقاً لنظرية ليفي شتراوس، تمتلك الأساطير بنية مشابهة للعقل البشري. إذا اتخذنا بنية العقل وفقاً لـ "النموذج الطبوغرافي للعقل" على ثلاثة أجزاء من الوعي، ما قبل الوعي واللاوعي، ستكون الكائنات الشيطانية جزءاً من العقل الباطن أو اللاوعي ويمكننا إعادتها إلى منطقة الظلام في أذهاننا. 4- وفقاً لنظرية يونغ فإن لبنية النفس البشرية الضمير الواعي، واللاوعي الفردي واللاوعي الجمعي حيث يكون النموذج الأصلي لـ "الظل" والنموذج الأصلي "للذات" والنموذج الأصلي لـ "الأنيما والأنيموس" في اللاوعي الجمعي. والشخصيات الشريرة جزء من النموذج الأصلي لـ"الظل".
خلفية البحث هناك دراسات وأبحاث عديدة أنجزت حول ديوان العلامة إقبال اللاهوري، منها مقالة عنوانها «بررسی اساطیر خدایان در شعر علامه اقبال» (دراسة أساطير الآلهة في قصائد إقبال) (شهبازي، 1395ش)، مقال «اقبال لاهوری و شیطان» (إقبال اللاهوري والشيطان) (مقيسة: 1395ش) و«تقابل های معنایی در اشعار اقبال لاهوری» (التناقضات الدلالية في قصائد إقبال) (فاضلي، 1392ش) أطروحة عنوانها «عناصر اساطیری و حماسی در شعر شاعران برجسته مشروطه» (العناصر الأسطورية والملحمية في شعر شعراء الدستورية البارزين) (عباس زاده، 1389ش) وأطروحة ماجستير لكاتب المقال «اسطوره و عناصر کهن در اشعار علامه اقبال لاهوری» (الأساطير والعناصر القديمة في قصائد العلامة إقبال اللاهوري) (خلج، 1397ش وأيضاً «بررسی شخصیت های اساطیری، تاریخی و دینی در دیوان اقبال لاهوری» (دراسة الشخصيات الأسطورية والتاريخية والدينية في ديوان إقبال اللاهوري) (عيسى زادگان، 1399ش) وهذه الأطروحة ليست سوى إعادة سرد لشخصيات أسطورية وتاريخية ودينية. وبالتالي لم يتم إجراء تحليل أسطوري للنموذج الأصلي يركز على نظرية يونغ، وفي هذا الصدد، تعتبر هذه المقالة عملاً جديداً من نوعه. الغرض من هذه الدراسة هو الكشف عن نقاط مشتركة بين رؤية إقبال اللاهوري لشخصية الإنسان ومعتقداته الأسطورية مع يونغ ونظرياته النفسية التي تستكشف العقل البشري.
محمد إقبال اللاهوري[1] مولانا إقبال، هو عبقري في الثقافة واللغة والأدب الفارسي، وهو شخصية ذات أبعاد مختلفة، كل منها بمفردها يمكن أن تكون مصدر شهرة من الشخصيات التاريخية. يمكن اعتبار إقبال ذا 12 شخصية مستقلة، أي فيلسوف وشاعر ومصلح ومعلّم وعالم اجتماع، مؤسس وطني مستقل، فقيه، عالم في العلوم القرآنية، عالم في الشؤون الإيرانية، لغوي، مؤرخ وعالم إسلامي. (بقائي، 1385ش: 11) تركز الفكرة الكاملة لفلسفة إقبال الإنسانية على "الذات" وفي "اسرار خودي" (أسرار الذات) للمثنوي، يسرد مسار التطور والتنامي للإنسان. كتب "أسرار ورموز" و "زبور عجم" و "رسالة المشرق" و"جاويدنامه" و "پس چه باید کرد ای قوم مشرق" (ماذا يجب فعله يا أهل المشرق) و "المسافر" و "هدايا من حجاز" كلها في كتاب عنوانه "مجموعة الأشعار الفارسية للعلامة إقبال اللاهوري". وقد اعتمد هذا البحث في استناده للأبيات على هذا الكتاب.
نظرية يونغ كارل غوستار يونغ[2]، طبيب نفسي ومحلل نفساني سويسري عمل مع أستاذه فرويد لمدة سبع سنوات. «القاسم المشترك بين يونغ وأستاذه فرويد، هو الإيمان بوجود العقل اللاواعي وتأثيره المحدد على السلوك الفردي. وأما الاختلاف الرئيس بين وجهات نظر "يونغ" و"فرويد" فهو أن فرويد يعتقد أن العقل اللاواعي لكل شخص هو مختص لذلك الشخص فحسب، ويختلف عن العقل اللاواعي للآخرين. ولكن يونغ توصل بدوره من خلال دراسة المصادر الثقافية أن بعض جوانب هذا العقل اللاواعي مشتركة بين جميع البشر. اعتبر فرويد أن النفس لديها هذه الطبقات الثلاث،"العقل اللاواعي، "ضمير ما قبل الوعي" و"العقل اللاواعي". يعتقد يونغ أيضا أن هناك ثلاث نفسية للبشر. وبحذفه لـ"ضمير ما قبل الوعي"، كان يؤمن بمكوِّن آخر يسمى "الضمير اللاواعي الجماعي" في بنية العقل البشري.» (پاینده، 1399ش: 310) تم تخزين الذكريات القديمة والعرقية للبشرية ونقلها في العقل اللاواعي الجماعي عبر أجيال عديدة من البشر البدائيين إلى البشر المعاصرين وتظهر في شكل الأساطير والنماذج البدائية والطقوس الجماعية للبشر. وكمثال، يمكننا أن نذكر أسطورة الخلق، وأسطورة نهاية العالم، ونموذج الظل الأصلي.
الظل «يشكل "الظل" الجزء الخفي من شخصية الإنسان والذي يعتبر في سيكولوجية يونغ اللاوعي العرقي أو الجماعي، وهو في الأساس الجزء الداخلي والمخفي ونصف المظلم من الشخصية وهو غير متوافق مع العقل الواعي. يقول يونغ: الظل مخفي ومكبوت بسبب أنه أعمق جزء في الشخصية وأكثره ذنباً، وتصل جذوره حتى إلى عالم حياة أسلافنا من الحيوانات، وبالتالي فهو يشمل جميع جوانب اللاوعي التاريخي. الظل هو مصدر كل الذنوب والمعاصي والجزء المسؤول عن الخطيئات والذنوب. اللاوعي الإنساني هو ظله، والجزء المظلم من اللاوعي والجزء العميق وطبقته الكريهة التي نريد سحقها وتشويهها ...... في أدبنا الصوفي، يشار إليه على أنه شيطان النفس» (شميسا، 1383ش: 71-73)، بمعنى آخر، وفقاً لـ رأي يونغ «الظل هو كل الأشياء التي نخجل منها. كل الأشياء التي لا نريد أن نعرفها عن أنفسنا. لذلك، كلما كان المجتمع الذي نعيش فيه أكثر تعصباً وتقييداً، كلما اتسع ظلنا على أثره.» (فرودهام، 1346ش: 93)
الأسطورة «الأسطورة فعل مشتق من الكلمة اليونانية هيستوريا[3] والتي تعني "البحث والمعرفة والقصة". للتعبير عن مفهوم الأسطورة في اللغات الأروبية، يتم استخدام بقايا الكلمة اليونانية ميتوث[4] وباللغة الإنجليزية ميث[5]، والتي تعني "الوصف والأخبار والقصة"... يجب اعتبار الأسطورة قصة أو تدوين أحداث (ما وراء العالم المادي) التي يكون أصلها غير معروف عادة وهو وصف لعمل أو معتقد أو مؤسسة أو ظاهرة طبيعية في شكل الماورائي، على الأقل جزء منها مأخوذ من التقاليد و ترتبط بالروايات والطقوس والمعتقدات الدينية ارتباطاً وثيقاً، ففي الأسطورة تُروى الأحداث المتعلقة بالعصور الأولى.» (آموزگار، 1397ش: 3-4) وفقاً لتعريف الأسطورة، كان يونغ يعتقد أن الأحلام والقيم والمخاوف والمثل العليا لكل شعب وأمة تروى من خلال أساطيرها. الأسطورة هي التعبير العلني عن أعمق التجارب النفسية للإنسان. (پاینده، 1399ش: 314)
البحث والدراسة وفقاً لوجهة نظر يونغ، من أجل تشكيل عملية التفرد، يجب على الشخص أن يسيطر على عقله اللاواعي كالعقل الواعي تماماً، و تكون عناصر شخصية الفرد متكاملة. في الواقع، يتحد العقل الواعي والمدرك للعالم المحيط مع العقل اللاواعي المنبوذ إلى الوراء. «إذا أردنا تفسير الرسالة التي تعرض لنا رمزاً من اللاوعي، فإن المعرفة التاريخية للرمزية الدينية، وكذلك معرفة الفلسفة والتعبير عن الأسطورة، أمور ضرورية. في عملية الفردانية أو التفرد، تتمثل الرموز المهمة الرئيسة في إظهار مكاشفة الإنسان ومشاهدته لعلاقته بالعالم والإله.» (مورينو، 1397ش: 41) إن طريقة الوصول إلى نظرة يونغ هذه في فكر الشاعر هي في معرفة "الذات" ولهذا يصور العالم بصورة جميلة من خلال نظرة الإنسان. ويذكر المكانة النبيلة للإنسان بأنه أشرف المخلوقات والعالم بدونه لا معنى له وغير مكتمل، فهو يسعى في ديوانه إلى إقامة العلاقة بين الإنسان والكون والإله من خلال تذكر المشاهدة، وهو ما يتوافق تماماً مع وجهات نظر "يونغ" و"مورينو"[6]: این جهان چیست؟ صنمخانهی پندار من است جلوه ی او گروی دیدهی بیدار من است همه آفاق که گیرم به نگاهی او را حلقهای هست که از گردش پرگار من است هستی و نیستی از دیدن و نادیدن من چه زمان و چه مکان، شوخی افکار من است از فسون کاری دل، سیر و سکون، غیب و حضور این که غماز و گشایندهی اسرار من است آن جهانی که در او کاشته را میدروند نور و نارش همه از سبحه و زنار من است ساز تقدیرم و صد نغمهی پنهان دارم هر کجا زخمهی اندیشه رسد تار من است ای من از فیض تو پاینده نشان تو کجاست این دو گیتی اثر ماست جهان تو کجاست (إقبال، 1390ش: 197) - ما هذا العالم سوى معبد أصنام تصورها مخيلتي ولا يتحقق تجليه إلا في نظرتي الواعية. - كل الآفاق التي أنظر إليها هي عبارة عن دائرة يرسمها فرجاري. - إن الوجود وعدم الوجود من رؤيتي أو عدم رؤيتي، بغض النظر عن الزمان أو المكان، هو عبارة عن مزحة تنتجها أفكاري. - من حيلة القلب السير والسلوك والسكون، والغيب والحضور وهو كاشف أسراري وفاضح أمري. - في ذلك العالم الذي يحصدون فيه ما زرعوه، إنما نوره وناره من مسبحتي وزناري. - أنا مَن مصيره بيدي ولديّ مئات الأسرار كالأنغام مستورة وأي مضراب فكرة هي من وتري. - أين أنت يا من أنا من وجوده دائم، هذان العالمان من آثارنا فأين عالمك أنت؟ في المقطع الأول، استخدم الشاعر الإضافة التشبيهية "صنمخانه پندار" (معبد المخيلة) وكلمة "پندار" بمعنى الخيال ترتبط عادةً باللاوعي، وفي المقطع الثاني من نفس البيت التي استخدمها بتعبير "النظرة الواعية" فهي مرتبطة بالعقل الواعي. في المقطع الثاني، يستحضر مفهوم أن العالم الكبير يدور حول نقطة الفرجار الذي يمثل عالم وجودي الصغير، وبعبارة أخرى، أنا الإنسان، أمثل المحور الوجودي للخلق. وفي الأبيات التالية، يظهر أيضاً الغيب والحضور، وهو رمز العقل الواعي واللاواعي، ويعتبرهما مظهرين من مظاهر القلب الساحر الذي يسطر على كل شيء بما في ذلك الغيب والحضور. تشير المئات من الأنغام المخفية إلى الطبقات المخفية للاوعي االفردي، والتي أينما تغلغلَ الفكر حتى في أكثر الطبقات الخفية في شخصيتي، فأنا المدرِكُ ما زلت حاضراً، وكتعبير عن سيطرة "الذات"، فإنه يتحدث عن اللاوعي الفردي. من وجهة نظر إقبال وسهروردي، حقق البشر من بين الكائنات الحية أعلى مستوى من الفردية (معرفة الذات) وهو أكثر معرفة بحقيقة نفسه بالنسبة لجميع المخلوقات الأخرى، وهذا يرجع إلى معرفة ذاته وعلمه بذاته وجوهره. (بقایی، 1385ش: 92-93) في جاويدنامة، يذكر إقبال في أبيات أن معرفة الإنسان لنفسه، وهي معرفة الذات، هي مقدمة لمعرفة الخالق، وهو ما يتوافق مع عملية التفرد عند يونغ، والنتيجة هي تحقيق الوحدة: شاهد اول، شعور خویشتن خویشتن را دیدن به نور خویشتن شاهد ثانی، شعور دیگری خویشتن را دیدن به نور دیگری شاهد ثالث، شعور ذات حق خویشتن را دیدن به نور ذات حق (إقبال، 1390ش: 352) - الشاهد الأول هو الوعي بالذات، رؤية الذات في نور الذات. - الشاهد الثاني هو وعي آخر يرى نفسه في نور الآخرين. - الشاهد الثالث هو الوعي بذات الحق (جوهر الحقيقية) ورؤية ذات المرء بنور ذات الحق. لا يمكن السير والسلوك في العالم الداخلي من تلقاء نفسه، ويتطلب ذلك الحضور. الخطوة الأولى في معرفة الذات هي أن تكون في حضور الشيخ العارف أو المرشد (النموذج الأصلي للشيخ العارف) في الواقع، «التفرد هو سلوك خطير، وهذه الخطورة تأتي من قوة النموذج الأولي، خاصة عندما يفترض أن يتم استيعابه في الوعي. عندما نتعامل مع اللاوعي، يجب أن نأخذ بشدة جانب الحيطة والحذر، لأن الوعي مثل حقل خصب معرّض للفيضان الهائج يسبّبه سد مكسور، وإذا كان الوعي ضعيفاً، فإن اللاوعي يبتلع الأنا (الذات)[7] وينتج عنه تورم مرضي. وهو أمر خطير جداً ...يقول يونغ إن هذا هو السبب في أن ساحر القبلية كان دائماً كاهناً، لأنه ليس منقذ الروح فحسب، بل منقذ الجسد أيضاً، والأديان هي في الواقع أنظمة لعلاج الأمراض العقلية.» (مورينو،1397ش: 37-38) يجب على الشخص الذي يخاطبه الشاعر أن يتعرف على نماذج الظل والأنيما والأنيموس بداخله بتوجيه من ذلك المرشد من أجل تحقيق المعرفة المنشودة عن ذاته. ومن أجل أن يسير في هذا الطريق، أصغى إقبال إلى كلمات وإرشادات الشيخ العارف (المرشد) ومريده محمد الرومي، وقد استكشف الظلال في داخله وتعرف عليها واحداً تلو الآخر بل وتجاوزها. الإنسان المعاصر أيضاً، لا يمكن السلوك في هذا الطريق دون دعم من الشيخ العارف، يقول الشاعر حافظ الشيرازي: قطع این مرحله بی همرهی خضر مکن ظلماتست بترس از خطر گمراهی (حافظ، 1395ش: 489) - لا تسلك هذا الطريق وحيداً دون مرافقة الخضر (المرشد)، فهناك ظلمات وعليك أن تخاف من خطر الضلال. في جاويدنامه، وصل إقبال برفقة المرشد البلخي، إلى كوكب الزهرة حيث تجمع الآلهة القديمة، وفي الواقع، الآلهة القديمة هي نفس الأصنام التي كسرها النبي إبراهيم (عليه السلام)، وفي نقد يونغ النموذجي، هذه الأصنام هي نفس الشخصيات المظلمة والشريرة في النفس والتی تفصل الناس عن النور وتأسرهم عند الطاغوت (الشيطان) وتعرّضهم للفساد والدمار. يشير إقبال إلى سحر الغرب والأصنام المعاصرة بإحضاره رمز "زمن بدون خليل" و "يعيش المستشرق" على لسان الصنم بعل: رومی از احوال جان من خبیر گفت: میخواهی دگر عالم بگیر عشقِ شاطر ما به دستش مهرهایم پیش بنگر در سواد زهرهایم... با نگاه پرده سوز و پرده در از درون میغ و ماغ او گذر اندرو بینی خدایان کهن میشناسم من همه را تن به تن بعل و مردوخ و یعوق و نسر و فسر رم خن و لات و منات و عسر و غسر بر قیام خویش میآرد دلیل از مزاج "این زمان بی خلیل"... آدم این نیلی تتق را بر درید آن سوی گردون خدایی را ندید... زنده باد "افرنگی مشرق شناس" آنکه ما را از لحد بیرون کشید... اهرمن را زنده کرد افسون غرب روز یزدان زرد رو از بیم شب (إقبال، 1390ش: 385-387) - قال الرومي وهو يعلم بحالي: هل تريد أن تأخذ عالما آخر. - نحن جوهرة في يد الحب الذكي، تطلع إلى معرفتنا بسواد الزهرة. - بنظرة ثاقبة تجاوز الطريق من بين سحابه وغيومه. - ترى في وجوده، الآلهة القديمة، وأعرفهم جميعاً واحداً تلو الآخر. - وهي بعل ومردوخ ويعوق ونسر وفسر، رم خن ولات ومنات وعسر وغسر... - ويأتي بحجة لقيامه من ظروف "زمن بلا خليل"... - وقد خرق آدم السماء الزرقاء ولم ير الجانب الآخر من السماء الإلهي.. - عاش "المستشرق" الذي أخرجنا من اللحد ... - إن سحر الغرب ومكره أحيا الشيطان، ويوم الإله شاحب اللون من فزع الليل. في الواقع، «يمثل الظل في الأحلام شخصاً متدنياً وبسيطًا للغاية، شخصاً بصفات غير مرغوب فيها أو شخصاً غیر محبوب.» (فرودهام، ١٣٤٦ش: ٩٣) وقد صوّر إقبال هذا المخلوق غير المحبوب في قصائده بتعابير وكلمات تحدّث فيها عن مخلوقات شريرة وخبيثة مثل الشيطان والعفریت، إلخ. وفقاً لمعتقدات الفرس، فإن أهورا مزدا هو إله صالح في الأفستا، وفي مقابله، الحكمة الخبيثة أو أهریمن. هذه الكلمة، جاء بالفارسية كأصل الشر والقبح، بأسماء مختلفة: الأهريمن، أهرمن، هرمن، آهرمن، أهرن، آهرامن وهريمه والخ. (ياحقی، 1398ش: 175-176) خلال دراستنا لديوان العلامة إقبال اللاهوري، لاحظنا أن المخلوقات الشريرة التي هي رمز للعقل اللاواعي والنصف المظلم من عقل الإنسان، تتفق مع الألقاب الأسطورية وقد استخدام إقبال الأهريمن (الشيطان) وإبليس وما إلى ذلك كثيراً.
الأهريمن (مظهر الشر والفساد) الأهريمن في الفارسية الوسطى هو ahrēman وفي "الأفستا" هوaᶇra.mainyu . تعني الأهريمن الروح المقاتلة والعدو. وهو رئيس الديوان وكبيرها وأكبر عدو لأورمزد. في الأفستا المتأخرة هو "ديوان الشيطان" ... عالمه مظلم، وهو خالق كل ما هو عدو لخلق هورمزد. يخلق الضحاك وينقل المرض للناس. الجهل والضرر والاضطراب هي من خصائص الأهريمن (الشيطان). ويخلق الأهريمن الموت، وبدلاً من الصحة، يخلق المرض، وبدلاً من الجمال، يخلق القبح. كل أمراض الناس سببها الشيطان. (قلي زاده، 1392ش: 105) لأنه يأتي من معنى الأهريمن (الحكمة الخبيثة)، فهو تجسيد لجميع الصفات السيئة وكل اعوجاج ونقص. وهذا المخلوق الخبيث هو نقيض الحكمة الصالحة أو المقدسة. الآن، في ظل تحليل قصائد إقبال ونقدها، يجب اتباع الخصائص المذكورة بدقة. حيث تحدّث هذا المفكّر المقتدر عن طبيعة الشيطان وإغوائه في عدة أبيات، بل وصوّر المحادثة بين الشيطان وزردشت على لسان الشيطان: از تو مخلوقات من نالان چو نی از تو ما را فروردین مانند دی در جهان خوار و زبونم کردهای نقش خود رنگین زخونم کردهای... تکیه بر میثاق یزدان ابلهی ست بر مرادش راه رفتن گمرهی است زهرها در باده گلفام اوست اره و کرم و صلیب انعام اوست جز دعاها نوح تدبیری نداشت حرف آن بیچاره تاثیری نداشت... تا نبوت از ولایت کمتر است عشق را پیغمبری دردسر است (إقبال، 1390ش: 366 ) - بسببك مخلوقاتي متذمّرة وشاكية كالناي، وبسببك تساوت الأيام عندنا في الشتاء (دي) والربيع (فروردين). - لقد أهنتموني وأذلتموني في العالم ولوّنتم دوركم من دمي... - الثقة بعهد الإله أمر سخيف وغباء والسير في خطى مراده تضليل وافتراء. - السموم في خمره الملوّن، ومكافئته هو المنشار والدودة والصليب. - لم يكن لنوح حيلة غير الدعاء، ولم يكن لكلمات الرجل المسكين أي تأثير ... - ما دامت النبوة أقل مقاماً من الولاية فالمحبة ستسبّب المتاعب لكل نبي لا محالة. وفقاً للأبيات السابقة، يبدأ الشيطان الحديث مع زردشت ويختبره من أجل ثنيه عن هداية البشر نحو أهورا مزدا (الإله)، وإطاعتهم له، بحيث يقلّل من أهمية قصص الأنبياء ويجعلها في مستوى المناشير والديدان والصليب: وهذا يدل على نوع من الحرب النفسية والصراع بين الخير والشر. في الواقع إن الشك والترديد والتناقض هي من تكتيكات الشيطان. ورد في کتاب فنديدا - أقدم كتاب قانون إيراني - عن سبب تدمير أرض نيساية (جزء من أرض البارثيين): « نشر الشيطان القاتل فيها (تلك الأرض) وباء الشك والترديد.» (نوري، 1398ش: 28) التناقضات المزدوجة والتضاد لها حضور قوي في القصيدة والأسطورة وستساعد بشكل كبير في فهم القارئ للمحتوى. في الأبيات السابقة، نواجه أيضاً مفاهيم ثانوية مثل إغواء الشيطان وعجزه أمام الخير والحقيقة والمحبة والنبوة والعودة إلى الفطرة. ومن ناحية أخرى، فإن التناقض بين زردشت والشيطان، هو نفس التناقض بين الخير والشر والتناقض بين التقوى والإغواء، وهو ما يعبّر عنه بكلمات متضادة (فروردين ودي)، أي بقاء واستمرارية حقيقة الموت وحقارة الباطل والخ. (خلج، 1397ش: 87) وفقاً لنظرية يونغ والمعنى الثانوي للأبيات، يمكن رؤية الشيطان وإغوائه في "الظل" وباطن الإنسان، مما يقوده إلى الباطل والابتعاد عن طريق الهداية، كما أن الشيطان رمز للظلام والجهل والعقل اللاواعي، وعلى العكس من أهورامزدا، فهو النور والإدراك والعقل الواعي. في كل لحظة، يؤثر الشيطان في شخصية وسلوك الإنسان من خلال ظله الداخلي. ويلي هذا الحوار، حوارٌ آخر يجريه هذه المرة إقبال على لسان زردشت مع الشيطان، ويصور الدور الواضح غير الملوّن للإنسان ويرى أن ذلك إنما يتحقق بتدمير الشيطان وإبادته ويرى طريقة إنقاذ البشر وخلاصه إنما يتحقق بمحاربة الظلمات: نور دریای است و ظلمت ساحلش هم چو من سیلی نزاد اندر دلش... نقش بی رنگی که او را کس ندید جز به خون اهرمن نتوان کشید خویشتن را وانمودن زندگی است ضرب خود را آزمودن زندگی است (اقبال، 1390ش: 366) - نور البحر وظلام الشاطئ، مثلي أنا لا يمكن صفعه في قلبه. - لا يمكن رسم الصورة الواضحة غير الملوّنة إلا بهدر دم الشيطان. - تظاهر بنفسك حتى تعيش واختبار النفس بالضرر هو سنة الحياة.
إبليس لفظة إبليس مقتبسة من الكلمة اليونانية ديابولوس[8]. لكن مؤلفي المعاجم العربية أخذوها من أصل "الأباليس" التي تعني اليأس. (ياحقي، 1398ش: 77) فقد أشير في أساطير ومعتقدات إيران القديمة، إلى خلق إبليس والمخلوقات الشيطانية بشكل عام، والمخلوقات الشيطانية هي«خلق شيطاني، مخلوقة من جسم يشبه الوزغ، رمادي رديء، لا يحبّها الإله وهي منفورة (أورمزد) وتزعج راحة الخلق ولديها دين سحري.» (بهار، 1391ش: 164) والمقصود من الدين السحري في الجملة الأخيرة هو عمل السحر وتقاليده. إقبال أيضا له قصيدة في "جاويدنامه" بعنوان"نمودار شدن خواجه اهل فراق ابلیس" (ظهور إبليس صاحب الفراق) يصف فيها جسد إبليس القاتم واللئيم: ناگهان دیدم جهان تاریک شد از مکان تا لامکان تاریک شد اندر آن شب شعلهای آمد پدید از درونش پیر مردی برجهید یک قبای سرمهای اندر برش غرق اندر دود پیچان پیکرش (إقبال، 1390ش: 408) - فجأة رأيت أن العالم أصبح مظلماً من كل مكان إلى لا مكان. - في تلك الليلة ظهر قبس من النار ملتهب وخرج منها رجل عجوز. - كان يرتدي رداءاً أزرقَ داكناً يغرق في دخان جسده الملتوي. جاء إبليس في القرآن الكريم، بمدلولاات متعددة كـالمستكبر والرجيم والمنبوذ والملعون (البقرة: 30-34، العمران: 36، الأعراف: 12-15، الحجر: 17، 34، إلخ.). استخدم الشاعر في كتاب "رسالة المشرق" أسلوب السرد المتمثل في توسيع المحتوى بأسلوب الحوار وقد أجرى حواراً بين الشيطان والإله: "نفي الإبلیس" نوری نادان نیم، سجده به آدم برم او به نهاد است خاک، من به نژاد آذرم میتپد از سوز من، خون رگ کائنات من به دوُ صَرصَرم، من به غو تندرم... پیکره انجم زتو، گردش انجم ز من جان به جهان اندرم، زندگی مضمرم تو به بدن جان دهی، شور به جان من دهم تو به سکون رهزنی، من به تپش رهبرم من ز تنک مایگان، گدیه نکردم سجود قاهر بی دوزخم، داور بی محشرم آدم خاکی نهاد، دون نظر و کم سواد زاد در آغوش تو، پیر شود در برم (المصدر نفسه: 290) - أنا لست بنور جاهل، كي أسجد لآدم إنه ينتمي إلى التراب، وأنا أنتمي إلى النار. - ينبض من قلبي دم الكون، أنا بالنسبة إليه إعصار، وصوتي كالرعد ... - أنت خالق هيكل النجوم وأنا محركها، حياتي في العالم خافية غير مرئية. - أنت تنفخ الروح في الجسد، وأنا أمنحه الإحساس، منك السكون ومني الخفقان. - أنا لست بائساً عائلاً حتى أسجد، فأنا قاهر بلا جحيم وقاض بلاحدود. - مخلوق ترابي دونيّ غير متعلم، ولد بين ذراعيك، وسيشيخ بين ذراعي. في الأبيات السابقة، بالإضافة إلى صناعة التلميح والإشارة إلى القصص القرآنية، يجلب إقبال تناقضات مزدوجة (تراب/ نار، الجسم/ الروح، السكون/ الخفقان، آدم من طين/ إبليس من النار) وأيضاً نظرية الدلالة الضمنية (لإنشاء مفهوم ثانوي)، يحاول الكشف عن شخصية إبليس. في هذه الأبيات، يستخدم إبليس كلمة "تنک مایگان" (البائس الفقير) مقابل قهره والأمر بالسجود لآدم يعتبره نوعاً من التسوّل. هذا المحتوى يمكن النظر إليه أيضاً من وجهة نظر "تلاقي الأضداد". في الأبيات المتعلقة بأسطورة الخلق ووجود الشر والقوى الشيطانية، يحاول إقبال زيادة القوة الروحية للإنسان باستخدام "تلاقي الأضداد" أو "ولادة جديدة". وبمساعدة هذا التناقض المزدوج بين العالم المادي والعالم العلوي، يروي جهود الشيطان الذي يظهر في شكل الناصح الحكيم، في إغواء الإنسان للإشارة إلى ضعف الإنسان وخلقه من نطفة لا قيمة لها. عزز روح التبعية الذاتية في قلب الإنسان، وبإغوائه إلى الخلود ورؤية أرض جديدة، تسبب في هبوط الإنسان. كما أن استخدام إقبال للمنظور العاطفي وتحفيز الحماسة والحميّة للإنسان المعاصر مهمّ أيضاً ذلك لأنه من أجل خلق اتحاد بين العقل الواعي والعقل الباطن (اللاواعي) وتنفيذ عملية التفرد، هناك عاملان مهمان للغاية، الأول هو الاهتمام بالجانب الأخلاقي والثاني هو الاهتمام بالعواطف البشرية. ويحاول الشاعر التغلب على الظل بداخله من خلال خلق وحدة أسطورية بين العقل اللاواعي للإنسان وأساطير الخلق، وأيضاً من خلال حميّة الإنسان في مواجهة إهانة الشيطان له. إغواء آدم کوثر و تسنیم بُرد، از تو نشاط عمل گیر ز مینای تاک، بادهی آیینه فام ... خیز که بنمایت، مملکت تازهای چشم جهان بین گشا، بهر تماشا خرام قطره بی مایهای، گوهر تابنده شو از سر گردون بیفت، گیر به دریا مقام (إقبال، 1390ش: 291) - إن التمسك بالوعود السماویة (الکوثر والتسنیم) يسلب الفرصة لتجربة مواهب هذا العالم، لذا فهو يدعو الإنسان للاستفادة من العوامل المحظورة في الحياة (خذ المدامة الصافية كالمرآة من كرم السماء). - قم وشاهد مملكة جديدة تفتح أعين العالم لأي متفرج فخور. - أنت قطرة لا قيمة لها، عندما تهبط من السماء سيرتقي مقامك كالبحر. جاء في النصوص الزرادشتية، أن للإنسان، مثل عالم الخلق، ولادة مزدوجة، شكلية وروحية، وكل شيء موجود في العالم له جانبان، سماوی ودنيوي. نقرأ في "بُندهش": «قد احتفظ بخلق النعيم والجنة باعتباره عالماً علوياً وأنشأ الخلق المادي (أيضاً أولاً) باسم العالم العلوي ثم قام بإنشائه مادياً.». (بهار، 1397ش: 97) أيضا، في "الأفستا" نقرأ في جزء "ويسپرد": «أبشركم للثناء، لـشريف وسيد سماوي وشريف مادي وعالمي، بشرى سارة لخيرة الحيوانات المائية، وخيرة الحيوانات في القبو، و خيرة الطيور وجميع النفوس السامية الطاهرة منها..» (رضي، 1396ش: 304) وهذه العودة إلى أصل الفطرة (الحالة الروحانية) أو الولادة الجديدة تؤدي إلى تعزيز "الذات" أو العقل الواعي وتجعلها تهيمن على العقل اللاواعي أو الشخصية الداخلية لأن «الاتحاد مع الزمن الأزلي يمنح الشخص قوة روحانية هدفها ولادة رمزية جديدة.» (إليادة، 1388ش: 82) ) في هذه الأبيات، يشير المعنى الثانوي لـ"قطرة لا قيمة لها" إلى خلق الإنسان من حيوان منوي لا قيمة له، الذي يمتلك القدرة على أن يصبح جوهرة لامعة وإنساناً مثالياً في حضور الباري تعالى. بنهج إيجابي للمفاهيم الثابتة والأبدية أي خلق الحالة الروحانية أو الفطرة، يلفت العلامة إقبال انتباه الإنسان المعاصر واهتمامه إلى قضية الخلق الهامّة، وبكشف العدو اللدود للإنسان، فإنه يجعل الإنسان يدرك رغباته الداخلية والحسية. بمساعدة هذه الرموز وتركيبها وإعادة تصويرها، يرسم الطريق إلى الفردية. كتب قصائد مثل "بگو ابلیس را" (أخبر إبليس). (إقبال، 1390ش: 535) و"ابليس خاكي و ابليس غاري" (إبليس ترابي وإبليس كهفي). (المصدر نفسه: 536) وهي قصائد تذكّر القارئ بقصة الخلق الأسطورية. النقطة الجديرة بالملاحظة هي أن كلمتَي إبليس والشيطان لهما شخصيات منفصلة في معظم الحالات. إقبال بمعرفته للفلسفة، يعرف جيداً أنه من منظور الفلسفة، فإن شيطان النصوص الفارسية القديمة يختلف عن شيطان الفترة الإسلامية، بل شيطان النصوص القديمة، هو توأم أهورا مزدا، ولكن الشيطان في القرآن والنصوص الإسلامية، فهو من مخلوقات الله وخلقه. «يمثّل إبليس إقبال أحياناً الغربيين وغطرستهم على الشرقيين، وأحياناً يكون تجسيداً للمسلمين العاصين والغافلين الذين يتفاخرون بعرقهم وقوميتهم أكثر من أي شيء آخر.» (مشهور، 1390ش: 144) يعتبر إقبال الغرب كرمز لأعمى القلب والبصيرة وعبد الشيطان ويعدّه أحد جنود الشيطان. فرنگی را دلی زیر نگین نیست متاع او همه ملک است و دین نیست خداوندی که در طوف حریمش صد ابلیس است و یک روح الامین نیست (إقبال، 1390ش: 542) - الإفرنجي ليس جوهرة في القلب، كل ممتلكاته ملكية وليست دينية. - رب يطوفه مئة إبليس وليس في طوافه روح الأمين. يستخدم الشاعر الشيطان بكثرة في ديوانه. الشیطان في النصوص القديمة، يعدّ الشيطان رمزاً للشر وله العديد من الحلفاء والقوى التي يمثلها إبليس على الأرض. والشيطان أو الشياطين هم مخلوقات تحت قيادة إبليس، هدفهم تدمير جميع مخلوقات أهورا مزدا. «أسطورة الشيطان مرتبطة بأسطورة التنين والثعبان والغول ورمزية للمزلاج والحجر الصحي ... الشيطان هو رمز كل قوى الوعي المزعجة والمظلمة والمضعفة لقوة الإدراك؛ الشيطان هو التورّط في الغموض وعدم اليقين.» (شوالیه، 1385ش: 121-123) من وجهة نظر علم النفس، يمكن أن يكون الشيطان رمزاً للظلام والاضطراب في العالم المظلم داخل الإنسان بحيث إن «السواد والظلام هما رمزان للأسرار والمجهول والموت واللاوعي والنسيان والسقوط.» على وجه التحديد يرتبط المبدأ الأنثوي، أي الأنيما واللاوعي بالظلام بسبب الغموض والمجهول، وفي المقابل يرتبط مبدأ المذكر -واعي الذات- بالنور.» (شمیسا، 1383ش: 78) ينتبه الشاعر في ديوانه إلى أن دخول الأفكار الشريرة وعدم سيطرة الإنسان على نفسه، يجره أحياناً إلى متاهات تؤدي به إلى الزوال والهلاك فتنهض في وجوده كل الرغبات الرخيصة والمنحطة فيكون مستعداً لتحقيقها بأي ثمن. عمليا،ً ينتصر "ظله" على وجوده بالكامل ولا يترك مكاناً لوجود النور والحقيقة في قلبه وروحه، وفي هذه الحالة يصبح الإنسان نفسه شيطاناً أرضياً وفي نفس الوقت حقيراً، الظل في قصائد إقبال هو سلبي تماماً وليس له وظيفة إيجابية. يعتبر إقبال أن "النموذج الأصلي للظل" يكمن في العالم المادي للغرب وفي العالم الداخلي للإنسان يتمثل في اتباع الأفكار الغربية وتقليدها. إنه يعتقد أن السبيل إلى الخلاص من الشيطان وإبليس، هو اتباع عقل يطيع قلب الإنسان الصافي وطبيعته. عقل اندر حکم دل یزدانی است چون ز دل آزاد شد شیطانی است (إقبال، 1390ش: 468) - العقل عندما يكون تحت سيطرة القلب، يكون روحانياً وإذا ترك القلب، أصبح شريراً. «غالباً ما يتطلب الوقوف في وجه مطالب العقل اللاواعي الكثير من الوقت والصبر والقوة الأخلاقية، وهنا نرى مدى التطور البشري الذي يمثّل قضية اخلاقية ... يقول يونغ إن المجال الحيوي للدين يعتمد على المجال الحيوي لرموزها. عندما نرى كيف تفقد الصين (ومن ثم الهند) ثقافتها القديمة تحت التأثير القوي للعقلانية المادية، أخشى أن يعاني الغرب المسيحي أيضاً من نفس المرض، وهذا لأن الناس فقدوا اللغة الرمزية للغة الماضي، فهم لا يفهمون ولا يعرفون أين وكيف يطبقونه. ويدخل الله قلب الإنسان من خلال الرموز. (مورينو، 1397ش: ۴۲) تجدر الإشارة إلى أن سر النجاح في العزلة الذي يتحدّث عنه إقبال ليس العقلانية المادية أو العقلانية الاقتصادية (القدرة على التخطيط للحياة) ، ولكن معنى عقلانية القيامة (القدرة على التخطيط للحياة الآخرة). من خلال التفكير في الجمل أعلاه وتركيز يونغ على الاهتمام بنسيان الرموز بين المجتمعات المسيحية، ندرك مدى اهتمام إقبال بهذا المرض الشامل المهم. يصبح هذا المفكّر العظيم، في ظل التعاليم الدينية وآيات القرآن الكريم، مرشداً للإنسان اليائس المعاصر، تماماً مثل مرشده (الرومي). بعد الشيطان، جاءت كلمة "الثعبان" على نطاق واسع في ديوان إقبال. التنين التنين لغة «ثعبان كبير، أفعى ضخمة ذات فم مفتوح واسع والعرب يسمونه الثعبان .. حيوان أسطوري على شكل سحلية ضخمة ذات ريشتين، تبصق ناراٌ من فمها وتختبئ وتحرس الكنوز تحت الأرض» (دهخدا، 1328ش: 200-201) في الأساطير الإيرانية التي كتبت بناءً على نصوص الفترة البهلوية، تم تقديم التنين باعتباره مخلوقاً أسطورياً شريراً أنشأه الأهريمن إلى جانب الثعابين والعقارب والسحالي والسلاحف والضفادع، وهو من جملة الحيوانات اللاذعة والسامة. (قلي زاده، 1392ش: 73) يعتبر إقبال أن الإنسان الذي يعبد الشيطان ولا يبالي بهدف الخلق، وهو مطيع للشيطان، سيكون مثل تنين يسعى وراء الشر والسوء. آبروی زندگی در باخته چون خران با کاه و جو در ساخته... شوره بوم از نیش کژدم خار خار مور او اژدر گز و عقرب شکار صرصر او آتش دوزخ نژاد زورق ابلیس را باد مراد (إقبال، 1390ش: 254) - فقدت سمعة الحياة، مثل الحظيرة مبنية بالقش والشعير ... - جلد البومة تحولت إلى أشواك شائكة من لدغة العقرب ونمله كالثعبان يلدغ وكالعقرب يصيد. - عاصفته من نار جهنم والريح بحاجة لزورق إبليس. يتميز الظل بـ "ما لا يريد الشخص معرفته عن نفسه، مثل الخصائص الشخصية المنحطة أو الميول الأخرى غير المرغوب فيها. يظهر الظل في الأحلام، كرمز مثل الثعبان الأسود. (مورينو، 1397ش: ۴۴-۴۵) استخدم إقبال كلمة التنين والثعبان في دور الظل أكثر من عشر مرات. يعتبر الإنسان الشرير أسوأ من التنين لأنه باتباع نصفه المظلم الجاهل يطيع الشهوات النفسانية والأفكار المنبوذة، فيقتصر نطاق رغباته كالماشية، على الحاجات الأساسية من الطعام والشراب والنوم. «في عملية التفرد، يتمتع كل من الواعي واللاواعي بحقوق متساوية.» (مورینو، 1397ش: 98) يتحدث إقبال أيضاً عن تعارضات مزدوجة بنفس الطريقة ويعتبر عملياً أن العقل الواعي واللاواعي متساويان، وبهذا النهج، يبذل جهداً جديرا بالثناء نحو الوحدة ويشير إلى مدى خطورة توسع العقل اللاواعي. والمخلوق الشيطاني الآخر في شعر إقبال هو العفريت.
العفريت «يسمّى العفريت في الأفستا دَئِو[9] والهندي القديم يسمى ديوا[10] (اللغة الفارسية الوسطى ديو[11])، والتي تعني الإله ... ولكن بعد ظهور زردشت وتقديم أهورا مزدا، أصبحت تسمّى الآلهة القديمة (ديوان) المضللين والشياطين ... تعتبر الديوان في الأفستا الآلهة الزائفة أو مجموعة من الشياطين أو الناس المشركين والمفسدين.» (ياحقي، 1394ش: 371) «أفظع "ديوان" (العفاريت) هي الشياطين التي تتعلق بالموت وهي: استويداد، ويزريش، واي باد، نسوش، والفصل الثاني عشر من بندهش وهي مخصصة للعفاريت ... إنها تسبب الألم والشيخوخة والمعاناة والمرض، وكثير منها جاثية في الأبدان ... وصوت بعض الحيوانات، وخاصة الحيوانات الروحانية مثل الديوك والكلاب والخيول، تتسبب في هروب الشياطين والسحرة والجنيات، حتى صوت حوافر الخيول تجعلها تهرب.» (قلي زاده، 1392ش: 27 ) العلامة إقبال اللاهوري في كتابه "رموز بيخودي" (رموز الفناء) يتحدث عن وجود الشياطين والجنيات في الفكر البشري ويعتقد أن الإنسان أسير الشكوك والأوهام وهو أسير لشيطان أفكاره وبمساعدة النبي والإله بإمكانه أن يحرر نفسه من براثن هذه المخلوقات الشريرة .. وهذا هو تصورنا للطابع السلبي للداخل أو الأنا، الذي يوضع في النموذج الأصلي للظل. منزل دیو و پری اندیشهاش از گمان خود رمیدن پیشهاش (إقبال، 1390ش: 142)
الشياطين لونها أسود ومظهرها مرعب ومخيف وتظهر كأنها حيوانات ضارة مثل القرود والدببة والذئاب والحيوانات الأخرى، ومن خصائصها المهمة العمل بالمقلوب. (صفاری، 1396ش: 83) ) الشاعر يُدين الرفقة مع العفاريت ويحذر الناس منها. بزم با دیواست آدم را وبال رزم با دیو است آدم را مجال (المصدر نفسه: 419 )
«يعتبر إرنست كاسيرير أن الإنسان مخلوق رمزي"ويتحدث يونج عن" قوة تصوير النفس البشرية". الرمزية متأصلة في جميع الشعوب وجميع الثقافات ... كما أن اللاوعي يظهر دائماً في شكل رموز، وبما أن الفردية هي نظام حياة غير عقلانية يتم التعبير عنها من خلال رموز معينة، فإن معرفة هذه الرموز أمر ضروري لا محالة؛ ذلك لأن بمساعدتها، يتحقق الانسجام والوحدة بين محتويات العقل الواعي ومحتويات العقل اللاواعي. (مورينو، 1397ش: 39-40)، يستخدم إقبال أيضاً الرموز الأسطورية في تقديم أفكاره ويخلق اندماجاً ووحدة أسطورية للإنسان المعاصر. هذه الرموز الأسطورية تظهر أحياناً بشكل حيوانات برية وأحياناً كائنات شيطانية، مثل عفريت النوم و الكسل، عفريت الأكاذيب، وعفريت السحر، وما إلى ذلك التي يتحدّث عنها إقبال.
عفريت النوم والكسل تم العثور على هذا العفريت في الأفستا vaesta b وفي الفارسية الوسطىsp b وهذا يعني النوم والكسل والحلم ... وبوشاسب هو "عفريت النوم والكسل" (صفاري، 1396ش: 203-204) بحسب ديوان إقبال، في معظم الحالات، "عفريت النوم الأنثى" تحتفظ بصورتها الشيطانية وراء السحر والكسل ووضع الروح والطبيعة النقية في نوم الغفلة وبهذه الطريقة تخلق المشاكل في طريق التنامي البشري ولا تزال على شكل أسطورة: چون به دریای او فرو رفتم کشتی عقل گشت طوفانی خواب بر من دمید افسونی چشم بستم ز باقی و فانی (إقبال، 1390ش: 334) - عندما غرقت في بحره، أصيبت سفينة العقل بالعاصفة. - عصف بي النوم، وأغمضت عينيّ من كل شيء باقياً كان أم فانياً.
عفريت الكذب يسخدم لفظ "دروغ" بمعنى الكذب في الأفستا durogh (دروغ)، وبالفارسية القديمة، durogh (دروغ)، وفي الفارسية الزردشتية الوسطى، dro(درو) بمعنى الكذب. أصل هذه الكلمة "دروج" أو "دروج" يعني الباطل والخداع. إنه أحد أعظم العفاريت الذي يأسر الإنسان في قبضته بسبب الغضب. وقد وصف الكذب في الأفستا، على أنه أسوأ سمة للإنسان. (صفاری٬ 1396ش: 213-214) في عدة حالات، تحدّث إقبال اللاهوري باختصار عن الكذب ككيان زائف وشرير، وقد وظّف أصل الكراهية والخداع والكذب في معنى الخوف واليأس والجنون، مما يجعل الشخص غير قادر على العيش: لابه و مکاری و کین و دروغ این همه از خوف میگیرد فروغ (إقبال، 1390: 147)
عفريت السحر تظهر هذه الكلمة في الأفستا باسم ta - y ، في الهندية القديمة tu- y (خيال وسحر)، وفي الفارسية الوسطى d g ، وفي اللغة الفارسية الحديثة باسم جادو بمعنى السحر. الأفستا هو السحر بنفس المعنى كما هو عليه اليوم وقد تم إدانته بشدة واعتبر على أنه خطيئة كبيرة. وجاء في الشاهنامه، إن السحر ليس فقط من عمل الشيطان والعفاريت، ولكن قد يلجأ البشر أيضاً إلى هذا العمل البغيض لتحقيق أهدافه. في عدة أبيات، ذكر العلامة إقبال السحر والشعوذة وأدواتهما، واعتبر أن العلم والمعرفة دون نور الهداية الإلهية فهو سحر: این تماشاخانه، سحر سامری است علم بی روح القدس افسونگری است (المصدر نفسه، 346)
يسمي إقبال الشاعر الذي لا يتكلم عن الحق بالساحر الذي يسحر الناس بكلمات جميلة. ای بسا شاعر که از سحر هنر رهزن قلب است و ابلیس نظر (المصدر نفسه، 363) -كم من شاعر خطف قلوباً سحرها بفن سحره و ونظرته الشيطانية . إذا لم توظف الإبداعات الفنة للإنسان في طريق تعاليه وتفوقه ولم يتم استخدامها للسيطرة على الشخصية الداخلية والعقل الباطن، فستكون هذه الفنون والمواهب خطيرة جداً، وفي هذه الحالة يصبح الشخص مستعبداً للفن ومستعبدً لظله. «الشخص الذي أصبح عبداً لظله يقف في نوره المظلم و في أي لحظة يسقط في فخ نفسه.» (مورينو، 1397ش: 46) في الواقع، يمكن للشاعر أن يتصرف كسيف ذي حدين، إذا حقق الفردية يمكنه أن يجلب السعادة لنفسه ولأمته، وإذا لم ينجح في معرفة نفسه وعقله الباطن وشخصيته المظلمة، سيدمّر نفسه ومجتمعه. ز افسون تو دریا شعله زار است هوا آتش گذار و زهردار است (المصدر نفسه، 295) - بسحرك، البحر مليء باللهيب، والهواء سام ومشتعل. استخدم العلامة إقبال اللاهوري كلمة السحر 9 مرات ومرادفاتها، "افسون" 34 مرة ، و"فسون" 26 مرة ، و"افسونگر" بمعنى الساحر 3 مرات، و"جادو" (السحر) 6 مرات، و"الطّلَسم" 36 مرة و"دستان"، وهي مرادفة للسحر أيضاً، مرة واحدة. تظهر هذه الرموز المتكررة اهتمام الشاعر بالقوى الشيطانية والشر. تا عصای لا اله الا الله داری به دست هر طلسم خوف را خواهی شکست (المصدر نفسه: 112) - طالما أن لديك طاقة لا إله إلا الله، فسوف تكسر طلّسم الخوف مع كل تعويذة. إن "القلب" هو مكان التجلي الإلهي، وإذا سكن الشيطان في "القلب"، يصبح الإنسان أسيراً للشيطان، ويقترح إقبال طريقة كسر هذا الطلّسم بذكر "لا إله إلا الله". إن حضور القلب هذا، يقوي القوة الروحية والعقل الواعي. إنه يجعل الإنسان يتغلب على المخاوف والأفكار السلبية. كما أن الاعتراف بالذنب والأسرار الخفية، هو سبيل آخر لمعرفة الذات، وبمساعدته ينقل الإنسان السر أو السلوك غير الصحيح من العقل اللاواعي إلى العقل الواعي وينمّي نفسه، فالأديان والمعتقدات القديمة، باعتبارها مظهراً من مظاهر اللاوعي واللاوعي الجماعي، حررت الإنسان من شر ظله المكبوت وساعدته في "معركة الخلاص" كي يتغلّب على ذلك الشرّ.
النتيجة ترتبط قصائد وأعمال العلامة إقبال اللاهوري ارتباطًا وثيقاً بالقضايا الهامّة للروح البشرية بسبب بصيرته الفكرية والفلسفية وتمسكّه بالمدرسة الإسلامية. ومن هذا المنطلق، فإنّ لها نقاطًا مهمّة ومشتركة مع نظرية يونغ النفسية. يعتقد كلاهما أن طريقة التغلّب على الأنا والظل والشخصية السلبية بالداخل، هي معرفة الذات من خلال الوصول إلى الفردية وبتذكر النماذج البدائية الأسطورية، فإنهما يرشدان الإنسان إلى بداية الوجود وأصله وهما يحييان الولادة الجديدة داخل الإنسان. وفقاً للموضوعات التي تمت مناقشتها، نجد أن العلاقة بين الأسطورة والنموذج الأصلي أو البدائي واللاوعي الجماعي، هي علاقة مستمرة وهي كلها ذكريات أجدادنا التي ورثناها عبر أجيال عديدة وهي مستودع لكل المخاوف والرغبات التي نحن غير مدركين لها وفي وقت الحاجة تسبب ردود فعل متساوية ومتشابهة في المجتمعات المختلفة. إن الشاعر إقبال من خلال لعب دور المرشد الحكيم وباستخدام الرموز الشيطانية بذكاء، مثل الشيطان و إبليس، والعفريت وما إلى ذلك، بالإضافة إلى تذكيره لأسطورة الخلق، يكشف بأفضل طريقة ممكنة الظلام والمكان غير المألوف لعقل الإنسان وشخصيته السلبية الداخلية (الظل) ويجعله متفرّداً. نظراً لأن هذه المخلوقات الشريرة هي جزء من أساطير الأمم المختلفة، ونظراً لشموليتها واتساعها، فإن لها نفس الوظيفة بين جميع الأمم والمجتمعات، وبالنظر إلى طبيعة العقل اللاواعي الجماعي، يمكن الاستنتاج أن موقع هذه الرموز والنماذج البدائية متساوية في طبيعة كل البشر.
[1]. ( محمد اقبال لاهوری 1333-1311/ mohammad ،( Iqbal [2]. Carl Gustav Jung [3]. historyia [4]. Mytose [5]. Myth [6]. Moreno, Antonio [7]. Ego [8]. Diabolos [9]. daeva [10]. dev [11]. v d | |||||||||||||||||||||||||||
مراجع | |||||||||||||||||||||||||||
| |||||||||||||||||||||||||||
آمار تعداد مشاهده مقاله: 696 تعداد دریافت فایل اصل مقاله: 170 |