تعداد نشریات | 418 |
تعداد شمارهها | 9,997 |
تعداد مقالات | 83,560 |
تعداد مشاهده مقاله | 77,801,199 |
تعداد دریافت فایل اصل مقاله | 54,843,857 |
دراسة مناهج توظیف الأساطير في شعر فوزية أبي خالد | ||
إضاءات نقدیة فی الأدبین العربی و الفارسی | ||
مقاله 5، دوره 13، شماره 49، خرداد 2023، صفحه 107-132 اصل مقاله (333.87 K) | ||
نوع مقاله: علمی پژوهشی | ||
نویسندگان | ||
مسلم خزلی* 1؛ مینا پیرزادنیا2 | ||
1دکتوراه في اللغة العربية وآدابها، جامعة إیلام، إیلام، إیران | ||
2أستاذة مساعدة في اللغة العربية وآدابها، جامعة إیلام، إیلام، إیران | ||
چکیده | ||
تعتبر الأساطير الذاكرة التاريخية للبشرية، والتي تحتوي على العديد من المكونات الثقافية والاجتماعية والأيديولوجية لمختلف الدول. وبما أن الأساطير ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالأدب، فهي أداة مناسبة لدی الشاعر يعطي باستخدامها لوناً رمزياً على قصيدته ونقل موضوعه إلى الجمهور بلغة مخفية وأدبية. فوزية أبوخالد من الشعراء المبتكرين في الأدب العربي، ولديها، بسبب دراساتها المكثفة في المصادر غير العربية، الكثير من المعلومات عن تاريخ وثقافة البلدان الأسطورية الأخرى، وبمهارتها وإبداعها تستخدم جميع الأنواع من الأساطير لخلق أسلوب أدبي متميز وجديد في شعرها. تحاول هذه الدراسة استقصاء أساليب استحضار الأساطير في شعر أبي خالد بالاعتماد على المنهج الوصفي التحليلي، وبتقديم معلومات إحصائية تبين مدى استخدام الأساطير في شعر هذه الشاعرة. بناءً على ما توصل إليه البحث، استخدمت أبوخالد ثلاثة طرق من أجل توظیف الأساطیر في شعرها: تكرار السرد، وتغيير السرد، وإعادة تکوین الأسطورة، ومن خلال الجمع بين التقليد والحداثة، فقد خطت خطوة کبیرة نحو التحديث وإبداع لغتها الشعرية المميزة وبهذا الأسلوب تعبر عن أفكارها حول قضايا العالم العربي ومكانة المرأة ومفاهيم مثل الحب والوطنية والحرية. | ||
کلیدواژهها | ||
الأسطورة؛ توظیف الأساطير؛ الأدب العربي؛ الشعر العربي المعاصر؛ فوزية أبوخالد | ||
اصل مقاله | ||
المقدمة من سمات الشعر المعاصر الجمع بين التقليد والحداثة، وتعتبر الأساطير من أبرز مكونات التقليد. ابتكر شعراء الحداثة المعاصرون لغة شعرية جديدة ومميزة من خلال استدعاء الشخصيات القديمة والأساطير من مختلف الثقافات. ترتبط الأسطورة ارتباطًا وثيقًا لا ينفصم بالأدب وكانت مصدر إلهام شعري للعديد من الشعراء. «ترتبط الأسطورة ارتباطًا وثيقًا بمجال الأدب والسرد ورواية القصص لأنها قصة وحدث.» (کهنموییپور، 1383ش: 186) علم الأساطير والأدب مجالان مترابطان، ويعتبر الشعر أفضل نوع من الأدب للاستخدام الفني للأساطير. بعد المراحل الأولى من الحداثة، أدرك الشاعر العربي المعاصر ضرورة التراث القديم وتحول إلى استحضار الأساطير في شعره لخلق أعمال أدبية مميزة. «يعود استخدام الأسطورة في الشعر العربي المعاصر إلى بداية القرن العشرين. ذكر جبران خليل جبران أسطورة أدونيس وعشتار في كتاب "دمعة وابتسامة"، ونسيب عريضة في قصيدة "نار إرم" من أسطورة "إرم ذات العماد"، وذكر العقاد وأبو شادي الأساطير في قصائدهم.» (حرب، 1999م: 23) بالطبع، كان هؤلاء الشعراء راضين في الغالب عن مجرد ذكر أسماء هذه الأساطير ولم يحاولوا تكييف معنى هذه الأساطير مع موضوعاتهم الشعرية. تحولت الأجيال القادمة من الشعراء العرب الحداثيين، من خلال دراسة أعمال الغرب والثقافات الأخرى والتعرف على تدفق الحداثة وما بعد الحداثة، إلى أسلوب جديد في استخدام الأساطير. «إن جيل الشعراء المعروفين باسم تموزيین، ومنهم أدونيس، وجبرا، والسياب، والخال، مالوا إلى استدعاء الأساطير في شعرهم بنهج مختلف عن الجيل السابق، لكنه مع ذلك كان يوسف الخال أول شاعر استخدم الأسطورة في الشعر بالمعنى الدقيق للكلمة وبطرق مختلفة جعلها الموضوع الرئيسي لشعره.» (جدة، 1980م: 231) لذلك، فإن استخدام الأسطورة في الشعر العربي المعاصر قد مر بمراحل مختلفة. «فوزية أبوخالد من أشهر شعراء الأدب العربي، وهي جزء من الجيل الثاني لشعراء السعودية الحداثيين، وأقبلت منذ بداية نشاطها الأدبي إلى الشعر الأبيض وقصائد النثر. دخلت فوزية أبوخالد في تيار الحداثة في الشعر بإصدار أول كتاب لها في الشعر عام 1973م وهي في الثامنة عشرة.» (مجلي، 2005م: 19) أبوخالد شاعرة لديها معرفة عامة عالية و«عاشت ودرست في أمريكا لفترة. درست في الجامعة الأمريكية في بيروت وحصلت على الدكتوراه في مجال دراسات المرأة والخطاب السياسي من جامعة سالفورد لمانشستر.» (سیفی و الآخرون، 1395ش: 8) نظرًا لوجهة نظرها العالمية حول قضية المرأة، فقد درست أعمال الثقافات واللغات الأخرى، ومن خلال هذه الدراسات، أولت اهتمامًا خاصًا للتاريخ القديم للأمم الأخرى وأساطيرها. نتيجة لذلك، وإدراكًا لضرورة استخدام التراث الأدبي والتاريخي القديم في عملية تحديث الشعر، فقد ألقت نظرة خاصة على الأساطير العربية القديمة والثقافات الأخرى في شعرها. یعتبر توظیف الأساطير من السمات البارزة في الشعر الحديث، كما يستخدم الشعراء العرب طرقًا مختلفة للتعبير عن الأساطير وفقًا للعالم المعاصر وخلق أسلوبهم الخاص في التعبير من خلال استدعاء الشخصيات الأسطورية. فوزية أبوخالد شاعرة مبتکرة تستخدم في قصائدها أساطير الشعوب والثقافات المختلفة وبعبقريتها الشعرية، تحمل معنى جديدًا لهذه الأساطير وتخلق لغة شعرية مميزة. هي إحدى الشخصيات الأدبية البارزة في العالم العربي، والتي جعلتها وجهات نظرها الجريئة حول المرأة وحريتها في دائرة الضوء. حداثته واهتمامه بتاريخ وثقافة ومعتقدات البلدان الأخرى يضع شعره ضمن الأدب العالمي ودراسة أشعارها تساعد على فهم الثقافة والعادات العربية والإسلامية، وكذلك التاريخ القديم للبلدان الأخرى وأساطيرها، وتقدم النموذج الأنثوي المسلم الناجح والمستيقظ والمجتهد للعالم. أهداف البحث تحاول الدراسة الحالية البحث في انعكاس جميع أنواع الأساطير في شعر أبي خالد و استعراض مناهج استخدام الأساطير في شعرها و دراسة أغراضها من استخدام هذه الأساطير وبفضل عبقريته الشعرية، یحمل معنى جديدًا لهذه الأساطير ويخلق لغة شعرية مميزة. أسئلة البحث يحاول هذا البحث أن يجیب عن هذه الأسئلة إجابة مناسبة:
فرضیات البحث
خلفية البحث تم إجراء العديد من الأبحاث حول الأسطورة، ولم يتم ذكر الأبحاث سوى تلك التي تتعلق بموضوع هذه المقالة. مقالة: «أساليب استدعاء الشخصيات التراثية والتعبير عن دلالاتها في شعر أمل دنقل» (1391ش)، يبحث نجفي ايوكي في أساليب توظیف الأساطیر في شعر أمل دنقل وينتقد استخدام جميع أنواع الأساطير في شعر هذا الشاعر. مقالة: «أسطورة زرقاء اليمامة في شعر عزالدين المناصرة وأمل دنقل (مقارنة بين إبداع شاعرين في خلق المضامین في شعر المقاومة)» (1391ش) قام همتي وزملاؤه بالتحقيق في انعكاس أسطورة زرقاء اليمامة في شعر هذين الشاعرين ومدى ابتكاراتهما في استخدام هذه الأساطير في مضامینها للمقاومة. مقالة: «مفهوم أسطورة سيزيف في الشعر العراقي والإيراني المعاصر - دراسة قصيدة "رسالة القبر" لبدر شاكر السياب وقصيدة "نقش" لمهدي أخوان الثالث» (2013م) يتناول زمردي في هذا البحث الدراسة المقارنة لأسطورة سيزيف في شعر هذين الشاعرين وینقد الإبداع والتجديد الذي استخدمه هذان الشاعران في إعادة تکوین هذه الأسطورة. مقالة: «جوهر الأسطورة الإيرانية لشهرزاد في مسرحية شهرزاد لتوفيق الحكيم» (1392ش) یستكشف نوين وميرزائي الجذور الإيرانية للطابع الأسطوري لشهرزاد في هذه المسرحية ويظهران إبداع الحكيم في الاستنساخ من هذه الأسطورة. مقالة: «إعادة تکوین أسطورة جلجامش في شعر عبد الوهاب البياتي» (1396ش) نجفي ايوكي وحاجي قرباني یدرسان انعكاس أسطورة جلجامش في شعر هذا الشاعر ويعبر عن التغييرات التي أحدثها هذا الشاعر في رواية أسطورة جلجامش في شعره. مقالة: «طائر الموت والانبعاث في شعر نيما والسياب؛ دراسة مقارنة حول قصيدتي ققنوس، والقصيدة والعنقاء» (1396ش) استنادًا إلى أطر الأدب المقارن، يصور بشيري انعكاس أسطورة فينيكس وعنقاء في شعر هذين الشاعرين ويظهر أوجه التشابه والاختلاف بين هذه الأساطير. مقالة: «دراسة مناهج توظیف الأساطير في قصائد حسين منزوي الغنائية، بالاعتماد على الفكر الرومانسي» (1397ش) یقدم بيروز وكجوري طرقًا مختلفة لتوظیف الأساطير ویدرسان انعكاس هذه الأساليب في شعر منزوي. تم إجراء القليل من الأبحاث حول شعر فوزية أبي خالد وما ظل شعر هذه الشاعرة الشهيرة غير معروف. ومن بين هذه الأبحاث: 1- رسالة ماجستير بعنوان «دراسة مقارنة لأفكار فوزية أبي خالد وفروغ فرخزاد من الرومانسية الفردية إلى الرومانسية الاجتماعية» (1397ش) یقارن آقازاده قیهباشی بناءً على إطار الأدب المقارن، بين مكونات الرومانسية الفردية والاجتماعية في شعر هاتین الشاعرتین ویفحص أطوارهما الشعرية المختلفة. 2- مقالة: «صورة المرأة من رؤية فوزية أبي خالد، شاعرة عربية معاصرة» (1395ش)، سیفی وجعفرینجادی ينتقدان المقاربة النسوية لأبي خالد في شعرها ويظهران مدى اهتمامها بالمرأة والقضايا المتعلقة بها. الفارق الأساسي بين هذا البحث والأبحاث الأخرى هو أن المقالات السابقة إما بحثت في الأسطورة في شعر شعراء عرب أو إيرانيين آخرين أو أنها ذكرت موضوعات أخرى مثل المرأة والرومانسية في شعر أبي خالد، وهذه المقالة هي أول بحث مستقل قد عرض على وجه التحديد طرق توظیف الأساطیر في شعر أبي خالد. منهجیة البحث تم إجراء هذا البحث بطريقة وصفية وتحليلية ورکز فیه على مصادر المكتبة. أولاً، من خلال توفير بيانات إحصائية دقيقة، شرح وبین تواتر استدعاء أنواع الأساطير في قصائد أبي خالد، وبعد ذلك، من خلال ذكر الأنموذج الشعري، تم بحث واستعراض جميع أنواع طرق توظیف الأساطیر في قصائد أبي خالد. الأسطورة وطرق استخدامها في الشعر تأرجح مفهوم الأسطورة على مر التاريخ وتم تقديم العديد من التعريفات لها. «الأسطورة ليست نوعًا من القصص الخيالية، ولكنها حقيقة حية وحاضرة، على الرغم من أنها تنتمي إلى أقدم العصور، إلا أنها لا تزال تؤثر على عالم الأقدار البشرية.» (استروس، 1377ش: 9) بالإضافة إلى القيمة التاريخية، تعتبر الأساطير أيضًا ذات قيمة ثقافية «وتمثّل الأسطورةُ في حد ذاتِها رصيداً معرفياً، وإن يكُن غير منطقيفي الآن نفسه، لكن الفرد يمكن أن يستعيده. وتكمن قيمة الأسطورة الرئيسة بوصفها رصيداً معرفياً ثقافياً معقّداً.» (زکی، 1975م: 237) بشكل عام ، تعتبر الأساطير صورة شاملة لحياة الإنسان «إن الأسطورة هي حكاية مقدسة ذات مضمون عميق يشف عن معاني ذات صلة بالكون والوجود وحياة الإنسان.» (السواح، 2001م: 14) الأساطير حقيقية وعلی مر الزمن، ظهرت الخرافات حولهم ووضعتهم في حالة بين الواقع والخيال. «الأسطورة تروي تاريخاً مقدساً، تروي حدثاً جری في الزمن البدئي، الزمن الخيالي، هو زمن البدايات.» (إلیاد، 1991م: 10) كما أن للأساطير انعكاس واسع في الشعر، ويستخدمها الشاعر في شكل رموز ورموز، والشاعر يحمل معاني جديدة لهذه الأساطير حسب الظروف السياسية والاجتماعية والثقافية. «نظرة الشاعر في مجتمعاتنا مضطرة أن تضع في حسابها كثيراً من المستجدات كروح العصر وظهور مخترعات حضارية ونشوء علاقات جديدة بين الطبقات الاجتماعية وتغير في الاتجاه السياسي العام، وقيام أنظمة وسقوط أنظمة…أشياء وأشياء تجبر الشاعر على استخدام الأسطورة الأولية استخداماً جديداً، كالمفاهيم والقيم الأخلاقية والطموحات الفكرية.» (عبود، 1999م: 152) تعطي الأسطورة لونًا رمزيًا للقصيدة وتحمل معنى جديدًا لعبارات القصيدة، ومن خلالها ينقل الشاعر رؤيته للعالم إلى القارئ بطريقة مختلفة. «وتكمن خلف اللغة الشعرية، حتّى لو كان الشعر تعبيراً حاراً عن تجربة ذاتية في صورة غنائية، طبقةٌ من الإشارات والرموز الأسطورية، ويترسب قدر من لغة الإنسان الأولى، بكلّ ما فيها من تجسيد للأهواء والمشاعر، ومن بثّ الحياة في الأشياء، ومن إحساس بوحدة الكون والإنسان وحدةً تجعله جزءًا من الكيان الحي الخالد.» (داود، د.ت: 215) لذا فالأساطير لها وظيفة فنية في الشعر ، والشاعر يعبر عن هدفه الشعري بطريقة رمزية بمساعدتها. «أدت أنواع الأساطير إلى إنشاء جميع أنواع الرموز في الأدب، والآن يُنظر إلى الأسطورة على أنها أعلى مستوى من الشفرات القادرة على حمل ونقل عبء ثقيل من المفاهيم.» (رجایی، 1381ش: 44) أي أن الأساطير تتضمن العديد من المفاهيم داخل نفسها ، والشاعر يعبر عن هذه المفاهيم العريضة بطريقة موجزة ومختصرة بمساعدتهم. «يمثّل توظيف الرمز الأسطوري في الشعر النّاضج محاولةً مقصودةً من الشاعر للارتفاع بالقصيدة من تشخُّصها الذّاتي إلى إنسانيتها الأشمل والأعم ...فالأسطورةُ توحد الجزئي والكلّي، ويندمج في كينونتها الذّاتي بالموضوعي، وتتعدى الوعي المفرد لتلتصق بالوعي الجمعي.» (عید، 2003م: 298) لذا، تلعب الأساطير دور نموذج جماعي يصور تكوين بعض المشاعر الإنسانية عبر التاريخ ، وبمساعدتها يعبر الشاعر عن التطورات السياسية والاجتماعية والتاريخية في لغة الشعر. تعتبر الأسطورة من أهم أدوات الشاعر المعاصر في ابتكار المضامین الشعرية الجديدة وأسلوب التعبير المميز وهي تستخدم بطرق مختلفة في الشعر. هنا یشار إلی ثلاثة أنواع کثیرة الاستخدام من طرق توظیف الأساطیر، أي تكرار السرد، وتغيير السرد، وإعادة تکوین السرد. «في نهج تكرار السرد، تدخل الأساطير الأدب دون أي تغيير في الأوقات المختلفة. الرواية المباشرة للروايات الأسطورية في الشعر هي أبسط أنواع المقاربة الأسطورية وأكثرها سطحية.» (حسنلی، 1383ش: 356) يشير الشاعر في هذه الطريقة إلى جوهر قصة هذه الأسطورة ولا يحدث أي تغيير فيها. «في طريقة تغيير السرد، يقوم الشاعر بإجراء تغييرات في جوهر السرد بقدرته على الخيال والإبداع. يعد تغيير السرد الأسطوري إحدى حيل الشعراء للابتكار وجعل الجمهور يفكر. يستخدم هذا التغيير أحيانًا عن عمد في العمل الأدبي، بمعنى أن الشاعر إما يغير الأساطير عن طريق الجمع بين أساطير الشعوب المختلفة، أو يغير جزءًا من القصة وفقًا لفكره وهدفه.» (امامی، 1385ش: 199؛ پیروز و کجوری، 1397ش: 135) في الطريقة الثالثة، بالإضافة إلى تغيير رواية الأسطورة، «يضع الشاعر خصائص للأسطورة مختلفة تمامًا ومتناقضة مع العقلية التي لدى عامة الناس حول هذه الأساطير في أذهانهم. يمكن للأساطير، بقدراتها الشعرية والرمزية والقابلة للتفسير، أن تتحول وتضطلع بدور جديد في أي عصر ووفقًا لظروف اجتماعية محددة وحدود فكرية وجغرافية مختلفة بين مختلف الناس.» (پور نامداریان، 1381: ش282؛ سرکاراتی، 1388ش: 213) يؤكد هذا النهج علی قبول الأدوار للأسطورة في أزمنة مختلفة وأن الشاعر يُظهر إبداعه للجميع ويقدم جانبًا جديدًا ومختلفًا من الأسطورة بناءً على نظرته للعالم ومتطلبات عصره. استعراض طرق توظیف الأساطیر في شعر فوزية أبي خالد اهتمت أبوخالد كثيرًا بالتراث، وانعكست أساطير مختلفة من بلاد ولغات مختلفة في شعرها. يمكن تقسيم الأساطير المستخدمة في شعر أبي خالد إلى أربع فئات رئيسية. 1- الأساطير غير الدينية والقديمة المتعلقة بثقافة الأمم الأخرى، مثل سيزيف، وعنقاء، وشهرزاد، وزرقاء اليمامة، وجلجامش، والمجدلية، ونفرتيتي، وإيزيس، وزليخة، وعشتار، وجندرك. 2- الأساطير الدينية مثل آدم وحواء والنبي نوح ومريم (س) والنبي عيسى وبلقيس والنبي سليمان والإمام الحسن والإمام الحسين. 3- الأساطير الأدبية: يشمل هذا النوع من الأساطير في الغالب الشخصيات النسائية التاريخية التي هي إما جزء من شعراء مشهورين أو عشاق مشهورين للأدب العربي الكلاسيكي. ومن هذه الأساطير: خنساء، سعاد، ليلي، لباني، عبلة، بثينة، خولة، فاطمة. 4- الأساطير العربية قبل الإسلام وما بعد الإسلامية الأقل تواترًا. من إجمالي عشرة كتب شعرية و 422 قصيدة، تم استخدام 55 أسطورة. تتعلق 12 أنموذج بالأساطير غير العربية التي تشمل الثقافة القديمة وحضارة إيران واليونان ومصر وسومر وآشور. تضم 18 شخصية دينية و 17 أسطورة أدبية. 8 أنموذج لها علاقة بالخرافات العربية بعد الإسلام وقبله. توزع إحصائيات انعكاس هذه الأساطير حسب كتب الشعر العشرة على النحو التالي: الكتاب الأول 3، الثاني 20، الثالث 7، الرابع 0، الخامس 4، السادس 1، السابع 4، الثامن 4، التاسع 2، العاشر 8. تظهر هذه الإحصائية أن أباخالد استخدمت الأساطير في معظم دفاتره الشعرية، ولكن في دفاتره الشعرية الثلاثة الأولى، والتي تتعلق بشبابها، وتشمل في الغالب مواضيع مثل النسوية وحرية المرأة، والوضع الاجتماعي والسياسي في العالم العربي.كان لديها رغبة أكبر في الأساطير. من ناحية أخرى، فإن التنوع الثقافي للأساطير في شعر أبي خالد يظهر دراساته المكثفة حول الثقافات الأخرى، مما يساعده على رفع راية الحداثة والحرية ليس فقط في الأدب العربي، ولكن في الأدب العالمي أيضًا. الاستراتيجيات الثلاث التي تناقش في هذا البحث هي تكرار السرد وتغيير السرد وإعادة تكوين الأسطورة. تكرار السرد أحيانًا يكتفي الشاعر بالسرد الرئيسي للأساطیر فقط أو ذكر اسم الأسطورة في نص القصيدة ولا يغير وظيفتها أو سببها. هو يستخدم هذه الأساطير بإبداعه الشعري حسب موضوع قصيدته. في هذا النوع من توظیف الأساطیر، لا یبیّن الشاعر اسم الأسطورة فحسب، بل يشير أيضًا إلى أصل الأسطورة بمساعدة التشبيه والاستعارة والکنایة. كما أنه يكرر أحيانًا جوهر السرد بطريقة ضمنية وکنائية. وقد استخدمت أبوخالد هذا الأسلوب في استخدام الأساطير في شعرها. لديها علاقات وصداقات عديدة مع الفنانين والكتاب الناطقين بالعربية. إن منيرة موصلي رسامة سعودية ذات أسلوب ممیز، تكتب أبوخالد قصيدة عن جمال أعمالها الفنية، وتصف لوحة لها بكلمات شعرية، تصوّر فيها فضاء و مشهداً بين الخيال والواقع، وتصوّر فراشة تتحول إلى عنقاء تذهب بعيداً. تشير أبوخالد إلى السمة الأسطورية للعنقاء وعدم القدرة على الوصول بها ومتکئاً علی قوة الخيال في التشبيه، اعتبرت الفراشة عنقاء بعيد المنال: «غَمَسَت الفَراشَةُ الّتي انهَزَمَت / جَنَاحاً فِي الحِبرِ وَجَناحاً فِي الحَرِيقِ / وَشَکَّلَت عَنقاءً تَبتَعِدُ.» (ابوخالد، 2014م: 209) تشير الشاعرة فقط إلى الماهیة الرئيسية لعنقاء وموتها وولادتها وخفائها. وبمبالغة في كلامها، تعتقد أن الفراشة هي عنقاء وتجسّد في المهارة الفنية لهذه الرسامة وتؤسس صلة بين عالم النص وعوالم ما وراء النص وتعيد قراءة قصة عنقاء في سياق شعري جديد. على الرغم من التجديد في موضوع القصيدة، إلا أن أباخالد لا تغير جوهر السرد. من االمصادر الثقافیة الأخرى أخذت منها أبوخالد أساطيرها هي الحضارة القديمة بين النهرين، والتي تضم الحضارات السومرية والآشورية والبابلية وغيرها. «جلجامش من أساطير الثقافة السومرية التي رواها البابليون.» (مؤذنی ويعقوبي، 1382ش: 70) يمكن العثور على آثارها في الأعمال التاريخية للحضارات الأخرى. انعكست هذه الأسطورة على نطاق واسع في الشعر العربي المعاصر. «إنّ جلجامش ملحمة الحياة والموت وهي من أولى الأفكار الفلسفية عن الموت، والتي يتم التعبير عنها بأسلوب ملحمي وتعبر عن بحث رائع لنیل الحياة الأبدية والعظمة.» (شمیسا، 1389ش: 101) تقدم أبوخالد في بعض قصائدها صورة للامرأة العربية المعاصرة التي وصلت إلى مستوى من الوعي وتسعى إلى تحقيق حقوقها ومثلها، امرأة تقرأ من أجل معرفة الحقيقة ومكانة نفسها الرفيعة أهم الکتب من ألف ليلة وليلة إلى بوشکين وكافكا: «قَرَأت کُتُباً لا تُحصی / وَأيقَنَت الحَقَّ / قَرَأت ألفَ لَيلَةٍ وَلَيلَةٍ / . قَرَأت بُوشکِينَ وَکَافکا/ قَطَعَت اليَقِينَ بِالشَّکِ / وَصَلَت الشَکَّ بِاليَقِينِ / قَرَأت نَشِيدَ الإنشادِ مَلحَمَةَ جِلجَامِشَ وَالسِيَّرَ الشَّعبِيَّةَ» (ابوخالد، 2014م: 224) تستخدم الشاعرة أسطورة جلجامش لإظهار مدى دراسات المرأة والجهود المبذولة لتحقيق مكانتها الحقيقية عبر التاريخ. هي تشير دون تغيير جوهر السرد، إلى كتاب ملحمة جلجامش، الذي يصور أسلوب حياته المحفوف بالمخاطر وجهوده للوصول إلى الحقيقة والخلود. هدف الشاعر من استدعاء هذه الأسطورة القديمة هو تعزيز الوعي والثقة بالنفس والإدراک والمعرفة لدى المرأة العربية التي يتم تجاهلها في المجتمع. ظهرت الأساطير الدينية كثيرًا في قصائد أبي خالد. سليمان النبي هو من الشخصيات الدينية التي ظهرت في الشعر العربي المعاصر. إنه أحد الأنبياء السماويين، ولكن تم بناء العديد من الأساطير حول حياته، وجذور العديد من هذه الأساطير هي مصادر يهودية. خاتم سليمان (ع) هو رمز للقوة الخارقة وهو قد فعل أشياء غير عادية مع هذا الخاتم. تستفيد أبوخالد من هذه الأسطورة في شعرها، وتجلب هذه الأسطورة وقصة القوة السحرية لخاتمه في قصيدتها دون تغيير السرد. هي تصف سربًا من الطيور ينثر الرمال الذهبية في الهواء، وانعكاس الضوء من الرمال يجعل المرء يعتقد أن خاتم النبي سليمان على إصبعهم: «الحَصَی يَمُسّهُ سِحرُ / شَمسِ العَصَارِي / فَيَلمَعُ / فِي أصَابِعِهِم الصَغِيرَةِ / کَأنَهُم يَمتَلِکونَ خَاتَمَ سُلَيمانَ / وَهُم يَرمونَ الحِجارَةَ فِي الهَواءِ / وَيَلتَقِطونَها / بِمَناقِيرِهِم» (المصدر نفسه: 378) تشير الشاعرة فقط إلى تكرار أسطورة سليمان (ع) وقوتها السحرية وتدعي بمساعدة التشبيه وجود تشابه بين صورة الرمال الذهبية الملقاة في الهواء والجوهرة اللامعة لخاتم النبي سليمان، ومن خلال الجمع بين موضوع جديد وقصة تاريخية، تخلق لغة شعرية جديدة ومميزة. تدخل الشاعرة من خلال ذكر قصة سليمان (ع)، شخصية أخرى في فضاء قصيدتها وتعطي طابعًا متعدد الألحان لنصها وتزيل معناها من الحالة السطحية. أحيانًا لا تكفي أبوخالد بذكر أسطورة، فإنه یبتکر عبارات شعرية جديدة ومميزة ذات لون عتیق من خلال الإشارة إلى أسلوب حياته أو خصائصه الأخلاقية والجسدية. في هذه الأبيات، تكرر الشاعرة فقط السرد الرئيسي لهذه الأساطير في قصيدتها ولا تتدخل فيها. في الأبیات التالية، تذكر قصة غياب عنقاء وابتعادها عن الأنظار، ودموع الخنساء الكثيرة (حدادًا على إخوتها الذين قُتلوا في الحرب) وبياض عيون يمامة الزرقاء (التي تشير إلى القوة المذهلة لـعينيها) أيضًا: «أشتاقُ إلی صَوتِ سُعاد / إلی شِعرِ سُعاد / أشتاقُ إليها / تَتَحَدَی اللّحدَ / عَودَةَ عَاداتِ الوَأدِ / غِيَابَ العَنقاءِ / دُمُوعَ الخَنسَاءِ / ابيِضَاضَ عُيُونِ الزَرقاءِ» (المصدر نفسه: 518) تستخدم أبوخالد هذه الأساطير لخدمة نظرتها النقدية للمجتمع الذي يکره عن المرأة وتصف المرأة العربية المعاصرة بأنها كائن متمرد لا يريد أن يضطهده المجتمع الأبوي التقليدي. هي تشبّه المرأة العربية المحبة للحرية بعنقاء تعيد بناء نفسها وتجد حياة جديدة وتسعى للنمو والتقدم.كما أنها تنسب خاصية الانفعال والشعور القوي للمرأة العربية الجديدة من خلال استحضار قصة الخنساء وبکائها الطويل، وتظهر أنها على الرغم من تمردها وعصیانها، إلا أنها تتمتع بعاطفة المرأة. تريد الشاعرة بالإشارة إلى حدة بصر زرقاء اليمامة ورؤيتها القوية، أن تعتبر المرأة العربية اليقظة والواعية مثل هذه الأسطورة القديمة، التي هي رمز للذكاء والبصيرة. غرض الشاعرة في طرح هذه الأساطير هو رفع كرامة ومكانة المرأة في المجتمع العربي التقليدي، ومن خلال استعراض السمات غير العادية لهذه الأساطير التي تشترك في سمة واحدة وهي أنوثتها، فإنها تعطي للقارئ رسالة مفادها أن المرأة ليست كائنة ضعيفة ولديها القدرة على التقدم وتحقيق العظمة. تستخدم أبوخالد أسطورة حواء في موضوع نسوي وباستخدام التشبيه وتكرار رواية حواء وآدم، فإنها تخلق توازيًا بين تمردها ضد القوانين القمعية للمجتمع الأبوي وخروج آدم وحواء من الجنة بسبب ارتكابها الخطيئة. تعتقد أنها من أجل إثبات وجودها، يجب أن ترتكب جريمة وخطيئة، كما أثبتت حواء نفسها بأكل تفاحة وابتعدت عن کونها طفیلية علی وجود آدم: «عَلَی هَيئَةِ هِلالٍ رَهِيفٍ / فِي سَلامٍ مَعَ نَفسِهِ / کُنتُ سَأکونُ لَولا هذا النَّصلُ / الّذي أصَابَنِي فِي مَقتَلٍ / وَأخرَجَنِي مِن سَکِينَتِي مِثلَمَا خَرَجَ آدمُ وَحَواءُ مَنَ الجَنّةِ / وَصَارَ عَلَيّ / ارتِکابُ الجَرائِرِ / وَالبُطُولاتِ / لِأجِدَ مَعنیً لِوُجُودِي» (المصدر نفسه: 429) تقارن الشاعرة نفسها بحواء وتبرز شجاعتها وتمردها بهذه المقارنة. تؤكد أنها من أجل تحقيق الحرية بوجهة نظر وجودية، يجب على الإنسان تحمل المصاعب وترك إطاره المحدد مسبقًا، ولهذا التمرد ثمن باهظ وتنسب إليه العديد من الاتهامات. تشير الشاعرة فقط إلى رواية القصة الرئیسیة لآدم وحواء ولا تقوم بأي تغييرات في القصة الأصلية، ولكن من خلال الجمع بين التراث والحداثة، تصنع مزيجًا جديدًا وبمساعدة هذه الأسطورة، تنشئ رابطًا بين الماضي والحاضر، وتذکر استمرارية بعض الظواهر والقضايا علی مدی الزمن. لا يذكر أبو خالد أحيانًا اسم الشخصية الأسطورية، لكنه يكرر ضمنيًا جزءًا من السرد الرئيسي لهذه الأسطورة. عاصفة نوح هي إحدى القصص التي استخدمتها أبوخالد للتعبير بشكل أفضل عن موضوعها الشعري، وفي إشارة إلى حالة الفوضى في البلدان العربية، فهي تعتقد أن هذا الشغب والحزن لا يزالان مع العرب منذ زمن عاصفة نوح: «يُولَدُ العَرَبِيُّ مَفطوراً عَلی الکَبَدِ / ضَجّت بِصَدرِي / قَوارِيرُ المَوجِ مِن عَهدِ الطُوفانِ» (المصدر نفسه: 182) تستغل الشاعرة هذه الأسطورة لخدمة أفكارها القومية والملتزمة وتنتقد اضطهاد الاستکبار العالمي ودور الدول المهيمنة في انقسام العالم العربي وسوء أحوال الدول العربية. ما حدث تغيير في رواية هذه الأسطورة والشاعرة بالإشارة إلى قصة النبي نوح (ع) تذكر الخلفية التاريخية لمواجهة الظالم والمظلوم وتصف وتشرح مقولة سياسية في شكل حدث تاريخي وديني وتعبر عن حساسيتها وتحیزها تجاه قضايا العالم العاعربي، بمساعدة التشبيه والتلميح واستخدام لغة أدبية. تعتبر أسطورة آدم وحواء من أشهر القصص الدينية التي رويت في مختلف الروایات. وفقًا لبعض المصادر، لم يكن لحواء وجود مستقل في بداية الخلق وكانت على شكل ضلع داخل صدر آدم، ثم جعلها الله لاحقًا إنسانًا. من وجهة نظر المفكّرات النسويات وأبي خالد، هذا التفكير خرافة وطريقة یهمش الرجال به النساء. لا تظهر أبوخالد اسم الشخصية الرئيسية لهذه الأسطورة، یعني حواء، لكنها تشير ضمنيًا إلى جوهر السرد حول خلق حواء على شكل ضلع في صدر آدم. هدفها من تكرار سرد هذه الأسطورة هو الانتقاد من الأفكار المعادية للمرأة: «امرأةٌ قالوا لَها / أنتِ مِن ضِلعٍ أعوَجَ / فَتَعّرَفَت فِي سِيَاجِ البِلَادِ / عَلَی عَظَمَةِ حَوضِها » (المصدر نفسه: 112) تتذكر الشاعرة قصة حياة حواء، وتعتبر أن القهر والظلم ضد المرأة قضیة قديمة جدًا استمرت عبر التاريخ، لكنها تعتقد أن المرأة العربية المعاصرة، بمعرفة حقوقها، ستحاول دحر هذه النظرة السلبية. يؤدي استدعاء أسطورة لحواء إلى أن تدخل قصة أخرى بشخصياتها الخاصة في شعر أبي خالد، وأنها ترتبط بشكل هادف من حيث المضمون مع موضوع شعر أبي خالد. فإن هذه القضیة بالإضافة إلى تعزيز البعد القديم للکلام، توسع القدرة الدلالية لكلمات وعبارات شعر أبي خالد، وهي تعبر عن مفهومها النقدي بلغة مجازية وبمساعدة هذه الأسطورة. تغيير السرد في هذه المقاربة، تقوم الشاعرة بإجراء تغييرات في سرد الأسطورة بطرق مختلفة ويظهر للقارئ شكلاً جديدًا لمفهوم الأسطورة. تعمل أبو خالد بإبداع في استخدام هذه الأساطير وتنشیء معنى جديدًا لها. هي تغير رواية هذه الأساطير بأربع طرق: تغيير في الوظيفة، وتغيير في السبب، وتغيير في السرد بناءً على الإطار الذهني وتشويش وتکسیر الزمن. تجلب أبوخالد أحيانًا بعض سمات الأساطير أو القصص المتعلقة بها في قصيدتها، لكنها تُجري تغييرات في وظيفة سرد هذه الأساطير. تغيير في الوظيفة عنقاء هي واحدة من أكثر الأساطير شيوعًا في الشعر العربي المعاصر، والتي تشبه إلى حد بعيد اسطورة "سیمرغ" في الثقافة الإيرانية وأسطورة "ققنوس" في الثقافة اليونانية. «العنقاء طائر خُرافي، وهو يرمز إلى الانبعاث من جديد. وتقول الأسطورةُ: إن هذا الطّائر ينبعثُ بعد احتراقِه مثله في ذلك مثل طائر الفينيق.» (خلیل، 1995م: 121). «في الثقافة الإسلامية، أحيانًا يُطلق اسم عنقاء علی «سیمرغ» (یاحقی، 1375ش: 267) ومع ذلك، يعتقد الكثير أن «عنقاء هي واحدة من الطيور الأسطورية للشعب العربي.» (ثروتیان، 1352ش: 204) على الرغم من تشابه عنقاء مع سیمرغ و ققنوس، إلا أنها أسطورة مرتبطة بالثقافة العربية. تعتقد مجموعة أن «عنقاء هي طائرة أسطورية ذات صلة بثقافة مصر القديمة، وقد تم تكوين العديد من الأساطير حول موتها وولادتها؛ بما في ذلك أنها تعود إلى مصر مرة كل خمسمائة عام وتبني عشها وتموت، ثم تخرج عنقاء جديدة من جسدها، أو تحرق نفسها وتخرج عنقاء جديدة من رمادها.» (حلبی، 2004م: 64-65) يمكن اعتبار عنقاء رمزا للبعث والحیاة الجدیدة. تشتكي أبوخالد في تعبیر رومانسي من بعد ومسافة الصديق، وهو انفصال مؤكد ولا أمل في الارتباط بعد ذلك. ومع ذلك، الشاعرة تنتظر إلى ما لا نهاية لزیارة محبوبها، ويبقى عليها باستمرار اللباس الأسود الذي ترتديه إثر فشلها في الحب. وكأنه عنقاء تعود للحياة بعد الموت، فإن هذا السواد لا يختفي ويعيد نفسه من جديد. تستفيد أبوخالد أسطورة عنقاء ومصيرها المذهل، من أجل التعبير عن حزنها بشكل أفضل، ولكن في سرد هذه الأسطورة، تخلق تغييرات تناسب مشاعرها وتصور استمرار اكتئابها باستخدام کیفیة الحياة والموت للعنقاء: «وَعَدتَنِي بِأن تأتِي وَما أتَيتَ /.. صَارَ ثَوبِي الأسوَدُ نِهَايَةَ عَنقاءٍ وَلَم تَأتِ» (ابوخالد، 2014م: 75) هذا التغيير هو تغيير في وظيفة سرد هذه الأسطورة، وتصنع الشاعرة مفهومًا جديدًا لهذه الأسطورة من خلال استدعاء أسطورة عنقاء القديمة في الوقت الحاضر وتضعها في خدمة انشاء مفهوم أدبي للحب وتكشف مشاعرها الداخلية بلغة غير مباشرة وأدبية، فيقرأ القارئ شعرها باهتمام وانتباه أكبر، ويدرك جماله البلاغي. تصف أبوخالد في قصائدها شجاعة الثوار العرب الذين قاموا ضد الاستبداد الداخلي والاستکبار الأجنبي. بهية، فتاة مصرية شابة، هي واحدة من هؤلاء النساء اللواتي اغتیلت في الانتخابات المصرية. تشير أبوخالد إلى الجيل الثوري المحب للحرية من الفتيات، ولهذه تستخدم أساطير المرأة المصرية القديمة وهن نساء مثل زليخة ونفرتيتي وإيزيس اشتهرن بجمالهن و جاذبي اتهن بطريقة ما. لم تذكر أبوخالد أسماء هذه الأساطير في قصيدتها فقط لإظهار مدى معلوماتها التاريخية، ولكن باستخدام الفعل السلبي «لَیست» تريد أن تقدم الجيل الجديد من النساء المصريات إلى العالم، اللواتي يقاتلن بغض النظر عن جمالهن وجاذبيتهن، ویحاولن الدفاع عن حقوقهن ولا یُحصرن قيمتهن ومكانتهن وأنوثتهن في إطار جمالهن وحنانهن. استخدمت أبوخالد من أجل تصوير طهارة وشجاعة بهية ومعاصريها، إحدى الأساطير الدينية، مريم المجدلية، وهي رمز للتحول الروحي، وبإضافة فعل المضارع «تعود» تقارن بين مريم المجدلية وبهية، کأنهما شخص واحد: «لِبَهِيَة شِفاهٍ تُغرِي / وَلَکِنّ قُبلَتَها مُرَّةٌ / هذِي المَرأةُ تَعُودُ اللَيلَةَ إلی صَدرِك / تَعُودُ مَجدَلِيَّة / لَيسَت نِفرتِيتِي / لَيسَت امرَأةَ العَزِيزِ / لَيسَت إيزِيسَ» (المصدر نفسه: 144) لذلك، من خلال الإشارة إلى االمیزات الأخلاقية الرئيسية لهذه الأساطير، أولاً، تنفي الشاعرة وترفض هذا التفكير االمغرض والمادي والحسي عن المرأة وقيمتها الوجودية، وثانيًا، تعتبر المرأة العربية الحديثة واعية جسورة وحرة. انتشلت نفسها من أن تكون طفيليًة لوجود الرجل وقد وصلت إلى الاستقلال. التغيير في سرد هذه الأساطير هو التغيير في وظيفة السرد، وتظهر الشاعرة تجديد بعض المفاهيم مثل المقاومة والشجاعة والصحوة للمرأة العربية عبر التاريخ من خلال ربط الحاضر بالماضي. تغيير في السرد بناءً على إطار تفكير الشاعر سيزيف من أشهر الأساطير اليونانية القديمة، والتي انعكست على نطاق واسع في الأدب العالمي والأدب العربي المعاصر. «هو كواحد من مجرمین العالم الساقط، بسبب عدم احترام إله الآلهات «زيوس» وکشف سره، حكم عليه بعقوبة حمل صخرة من حفرة عميقة في عالم الموتى إلى قمة الجبل. کان سيزيف یضع هذا الحجر على كتفه ویتحرك صعودًا على أمل وضعه على قمة الجبل، ولكن دائمًا في اللحظة الأخيرة كان هذا الحجر يتدحرج إلى أسفل وكان عليه أن يواصل هذا العمل حتى النهاية، لكن هذا لم يحدث أبدًا. هذه الأسطورة هي رمز لعجز الإنسان ضد إرادة حاكمه.» (کندی، 1385ش: 273؛ زمردی، 2013م: 267) أبوخالد هي واحدة من رواد حركة تحرير المرأة في المملكة العربية السعودية، والتي تدافع بشجاعة عن حقوق المرأة في الأجواء الذكورية والكارهة للمرأة في المملكة العربية السعودية. متأثراً لرؤیتها العالمية للمرأة، هي تشعر بالحزن الشديد بسبب سوء حالة المرأة وعدم المساواة بين الرجل والمرأة. تأخذ الشاعرة لتصوير حزنها بشكل أفضل، المساعدة من شخصية سيزيف القديمة، والتي تعد رمزًا للقمع. تقوم الشاعرة بإجراء تغييرات في سرد هذه الأسطورة وتدخل نفسها في نطاق هذه الأسطورة. إنها تشبه أسطورة سيزيف، وتعتبر العملية المتكررة لمحاولة تحرير المرأة مماثلة لجهد سيزيف المتكرر والعقيم في رفع الحجر عن الجبل، لأن هناك عوائق كثيرة في طريقها. توضح الشاعرة أن أسطورة سيزيف لا تتعلق فقط بالعصور القديمة، بل تظهر في الشخصيات الحديثة أيضًا: «کَانَت خَاصِرَتِي خَارِطَةً لِوَجعِ العَالَمِ / کَانَت خَاصِرَتِي تَضمُرُ وَتَضمُرُ حَتی تَصِيرَ سِيزِيفَ / فِي سَفحِ القِمَة» (ابوخالد، 2014م: 69) تعتبر الشاعرة نفسها متعادلة ومتوازنة لهذه الأسطورة وتخصص لها معنى جديدًا وفقًا لنوع تفكيرها ومشاعرها الأنثوية وتحدث تحولًا في سرد هذه الأسطورة. إنّ الشاعرة بمساعدة هذه الأسطورة وسماته الأخلاقية والشخصية الواضحة، تسلط الضوء على منهجها الملتزم تجاه المرأة العربية وباعتبار نفسها سيزيف، توجه رسالة لخصومها بأنها رغم الصعوبات والمضايقات، تواصل طريقها وتدافع عن حقوق المرأة. إن الجمع بين تاريخ هذه الأسطورة القديمة مع هذا الموضوع الاجتماعي المعاصر ينشیء مفردات جديدة ويستكشف القارئ قلب التاريخ البشري القديم للحظة ويعثر علی العلاقة الدلالية بينهما ويستخلص استنتاجات من شعر أبي خالد بمزيد من التأمل وااللذة ویدرک الأغراض الثانویة لأبیاتها. تستخدم أبوخالد في بعض قصائدها مقاربة تاريخية وتصف بعض المواضيع السياسية المتعلقة بحرية المرأة في المجتمع العربي بمساعدة الأساطير العربية والمصرية. هي تصف في قصيدة «نشيد بينات المكلا ...» جيلاً من النساء الشجاعات الساعيات إلى الحرية اللواتي یفقدن أرواحهن للدفاع عن حقوقهن، وبهية، فتاة مصرية شابة، واحدة منهن. في هذه القصيدة، تتعمق أبوخالد في تاريخ مصر القديم وتذكر قصة الهجوم الوحشي لشعب «الهكسوس». بالطبع، شعب الهكسوس هو استعارة للاستکبار العالمي المعاصر واستعارة لدول مستعمرة مثل مصر. تساعد أبوخالد من أسطورة «زرقة الیمامة» في انشاء فضاء شعري مناسب وربطه بالقضايا السياسية ومكانة المرأة في العالم العربي وخاصة في المملكة العربية السعودية. زرقاء هي شخصية شبه أسطورية وخرافية مرتبطة بأرض اليمامة القديمة في شبه الجزيرة العربية، وفقًا للتقاليد الأسطورية، كان بصرها قويًا جدًا؛ بهذه الطريقة رأت كل شيء من مسافة بعيدة جدًا. «يضرب بها المثل في حدة بصرها فيقولون «أبصر من زرقاء اليمامة» یا «أبصر من الزرقاء.» (میدانی، لاتا: ج1/ 158) ولا تقتصر الشاعرة على ذكر اسم هذه الأسطورة إلا بشكل سطحي، بل إنها تحولها إلى شخصية وكأنها تعيش في العصر الحالي، والفتيات الشابة مثل بهية هن أحفادها اللواتي يدرسن المقاومة بشجاعة. تقوم أبو خالد بتکسیر الزمن وباستخدام أفعال المضارع «تَفِزُّ» و «تَنفُخُ» لزرقاء الیمامة، تتخيلها كشخصية مرتبطة بهذا العصر وتقدم للقارئ صورة جديدة عنها تتناسب مع أفكارها وظروف العالم المعاصر. يبدو الأمر كما لو أن هذه الشخصية يعاد تشكيلها وفي العالم المعاصر تأخذ معنى جديدًا وتصبح رمزًا لمقاومة واستقلال المرأة السعودية: «حَکَمَ عَليها حُلَفَاءُ الهَکسُوسِ / بِالسُّخرَةِ حَتَی المَوتِ / لِإعَادَةِ تَرمِيمِ وَجهِ فِرعَونَ / وَلِإعَادَةِ صِيَاغَةِ شِکلِ الهَرَم / وَلِأِنّها لَن تَکُونَ أوّلَ امرَأةٍ / وَلَن تَکُونَ آخَرَ امرَأةٍ / تَقِفُ لِلظُلمِ بِالمِرصَادِ / تَفُزُّ زَرقاءُ اليَمَامَةِ / مِن مَوتِها مَفزُوعَةً / تَنفُخُ فِي الرَّمَادِ / تَصرُخُ فِي صَانِعِي النُکتَةِ وَفِي بَاعَةِ الصَحَافَةِ» (ابوخالد، 2014م: 141) من خلال استحضار هذه الشخصية الأسطورية في العصر الحالي، تغير أبوخالد سرد هذه الأسطورة وفقًا لإطارها الفكري وتعطيها معنى جديدًا وتضفي عليها شخصية متمردة تنهض للدفاع عن النساء الشجاعات والأحفاد مثل بهية المصرية، وهذا في الوقت نفسه، فإن زرقاء الیمامة أكثر شهرة في ذهن الجمهور بسبب قوة بصرها. ارتباک الزمن شهرزاد من الأساطير الإيرانية التي لها صدی واسع في الشعر العربي المعاصر، وقد ذكرتها أبوخالد ثلاث مرات في قصائدها. «ويكتشف الملك الساساني شهريار ووزيره خيانة زوجتيهما ويقتلانهما، وللانتقام يتزوج الملك عذراء كل ليلة ويقتلها في الصباح حتى يحين دور ابنة الوزير شهرزاد. هي فتاة صغيرة تحكي قصة كل ليلة لتنقذ حياتها من الملك، وتنقذ حياتها حتى ليلة الألف، وفي القصة الأخيرة يقع الملك في حب شهرزاد ويتزوجها، وهكذا تتكون حكايات ألف ليلة وليلة. في «ألف ليلة وليلة»، شخصية شهرزاد هي فضولیة وطالبة المعرفة.» (الف ليلة وليلة، لاتا: 7-14؛ ستاری، 1368ش: 388) تتحدث أبوخالد مع حبيبها بموضوع رومانسي، وتعتبر قلبها مليئًا بالكلمات كإناء نبيذ مليء بالكلمات الرومانسية التي لم تخبرها بحبيبها. الشاعرة تستخدم قصة شهرزاد للمبالغة في صمتها وكلماتها غير المنطوقة. تقوم الشاعرة بإجراء تغييرات في سرد هذه الأسطورة ومع ارتباك الزمن، تعتبر نفسها معاصرًا لشهرزاد وتصف صمتها بأنها قديمة جدًا وطويلة الأمد. تدخل الشاعرة نفسها مجال سرد هذه الأسطورة وتستخدمها للتعبير عن مشاعرها بشكل أجود: أ«ُکَلِمُکَ وَيَتَدَخّلُ إصبَعِي / وَتَتَدَخّلُ عَينَايَ... / تَتَحَوَلُ جَوَارِحِي إلی جِرارِ ثُمَالَةٍ / لَم تَتَکَلَم مُنذُ صَمَتَت شَهرزَادُ» (ابوخالد، 2014م: 118) تنظر أبوخالد إلى أسطورة شهرزاد من زاوية مختلفة وتصف مفهوم الحب والهوس بأجمل طريقة وتقدم للقارئ صورة جديدة ومختلفة عن التصور العام لهذه الأسطورة. أهم ما تميز شهرزاد في أذهان الناس هي روايتها للقصص وبلاغتها، لكن الشاعرة منحتها صفة الصمت التي تتعارض إلى حد ما مع الطابع التاريخي والأسطوري لشهرزاد. من أجل خلق التنوع في أسلوب حديثها وتجنب من العبارات المتكررة والابتكار والتحول في لغتها الشعرية، تدعي أبوخالد التشابه بينها وبين هذه الأسطورة وتبرز مشاعرها الرومانسية وحزنها وصمتها وتتعمد تأخير فهم معنى عباراتها. تغيير سبب السرد كما أن للأساطير والشخصيات الدينية وظيفة أدبية في قصائد أبي خالد، وهي تحمل معاني جديدة لهذه الأساطير بإبداعها وتنتج موضوعها الشعري الجديد وفقًا لظروف العصر الراهن. توجد قصة آدم وحواء في جميع الثقافات الدينية وهي رمز لعصيان الإنسان وسقوطه الأخلاقي، مما جعله يحرم من نعمات الجنة ويهبط إلى العالم المادي، ولكن بسبب جهل بعض الجماعات والأقوام، تم بناء العديد من الخرافات حول هذه الأسطورة. في الروايات المختلفة التي قُدمت عن قصة آدم وحواء، اعتبر الكثيرون أن حواء هي سبب ضلال آدم ومصدر الفتنة والخطيئة، وقد طبقوها على المرأة بشكل عام. من خلال إدانة هذا النوع من التفكير، تنتقد أبوخالد الأفكار السامة لبعض الجماعات الدينية عن المرأة، وتشير إلى قصة حواء وهي تأكل تفاحة، فتعتبرها خرافة تحاول جماعة من المتطرفین للتقليل من كرامة المرأة وهم یعتبرونها مصدر الخطيئة ومستحقاً للعقاب وحتى الموت. في إشارة إلى نضوج الفتاة الجنسي، ترى أبوخالد أنها أمر طبيعي ومعمول، وتعتقد أن الرغبة الجنسية للفتاة لا تنبع من إغراءات الشيطان، وربطها بقصة أكل حواء لتفاحة هو خرافة وعذر متاح إلى الرجال وأخذوه واضطهدوا به النساء عبر التاريخ: «فِي الحَادِيَةِ عَشرَةَ / وَلا زالَت البِنتُ طِفلَةً تَحلِمُ / بِالحَلوی / وَالعِيدِيَةِ وَالمَرَاجِحِ / «حَبَّةُ الشَّيطانِ» تَفَتّحَت / فَصَاروا يَرجُمونَها بِمَرجَعِيّةِ / خُرَافَةِ عَلاقَةِ حَوَّاءَ بِالتُفاحَةِ / تَحتَمِي مِنَ الحِجارَةِ بِالجُدرانِ / وَلا تَدرِي / مَا الّذي استَشاطَ سُخطَهُم» (المصدر نفسه: 467) تستخدم أبوخالد أسطورة حواء لانتقاد التفكير المناهض للنسوية السائد في المجتمع العربي، وخاصة في المملكة العربية السعودية. من خلال إنكار قضیة أن حواء كانت سبب ضلال آدم والبشرية بأكل تفاحة، فإنها ترفض السرد الرئیسي لهذه الأسطورة وتعتبر سبب رغبة الإنسان في الخطيئة فطريًا، وبالتالي من خلال تغيير سبب خطأ الإنسان، تقدم نسخة جديدة من سرد أسطورة حواء. بمساعدة هذه الأسطورة، تعبر الشاعرة عن مفهومها النقدي بلغة مجازية استعاریة، لأنها تعيش في بيئة أبوية وذکوریة تمامًا وهناك إمكانية لعقوبتها، ومن ناحية أخرى، من خلال التعبير غير المباشر عن أفكارها، تهرب من أسلوب التعبير في الشعر القديم وتستخدم لغة کنائیة ومختفة للتعبير عن رسالتها في نص قصيدتها حتى يتمكن الجمهور من فهم معنى قصيدتها بمزيد من الجهد. إعادة تکوین الأسطورة في هذا النوع من توظیف الأساطیر، يذكر الشاعر أسماء الأساطير في قصيدتها، ولكن وفقًا للظروف والمتطلبات، يقدم سردًا جديدًا لها يختلف عن السرد الأصلي، وأن الشخصية الأسطورية تغیر وأحيانًا تخسر ميزتها الشهيرة وتحصل على ميزات جديدة. عنقاء، التي يتم تقديمها على أنها طائرة أسطورية وخرافیة، تأخذ معنى جديدًا في شعر أبي خالد والذي نادرًا ما نراه في قصائد الشعراء الآخرين. كانت الأساطير والخرافات هي الحقائق التي، على مدی التاريخ، مع أوراق الشجر الممنوحة لها، ابتعدت عن شكلها الحقيقي ووضعت في حالة بين الخيال والواقع. ليست أسطورة عنقاء مستثناة من وجهة النظر هذه، بالتأكيد كان هناك مثل هذا الطائر، لكن الناس في ذلك الوقت قدموا قصصًا مذهلة ولا تصدق عن هذا الطائر بسبب المعتقدات والخرافات في ثقافتهم. تنتقد أبوخالد وضع المرأة العاملة في المجتمع السعودي في سياق اجتماعي وتتحدث عن آلامها ومعاناتها، وأن جهودها كإمرأة محبة للحرية للدفاع عن حقوقها ضد الحكومة الأبوية وثقافتها لا طائل من ورائها وكأنها تعیش في عالم غير واقعي وتقاتل منافساً وهميًا. فإنها تأخذ المساعدة من أسطورة عنقاء لوصف هذا اليأس والحزن وعدم جدوى جهودها لتحرير المرأة، لكنها تقدم صورة جديدة لهذه الأسطورة وتعتبرها خيالية تمامًا وغير حقيقية، كما لو لم يكن لها هناك وجود خارجي في هذا العالم: «أنتِ الهَواجِسُ وَالنَّبُؤةُ وَتَحَقُقُها / فَکَيفَ نَترُکُکِ وَحدَکِ فِي العَمَلِ / نَنصَرِفُ إلی عِنَاقِ الطَواِطِمِ / وَاعتناقِ الأوهامِ / وَنَأتِي حَياری کُلّ مَسَاءٍ / بِأنَنا لا نُحَارِبُ سِویَ عَنقاءٍ» (ابوخالد، 2014م: 118) تجد هذه الأسطورة صورة وطبيعة جديدة في شعر أبي خالد وتخدم الغرض الاجتماعي والنقدي للشاعر، وقد تعود أبوخالد صياغة هذه الأسطورة وفقًا للوضع الاجتماعي لبلدها، وتبتکر مفهومًا جديدًا يتماشى مع المستوى والأسلوب الفکري لجمهور العصر الحاضر. بهذه الصورة المختلفة لعنقاء، تسلط الضوء على مدى الثقافة التقليدية والأبوية وتصور أسلوب حياة مليئًا بالقيود والضيق والضغط الذي تتحمله المرأة السعودية ولا يحق لها الاختيار. القضايا السياسية وأوضاع العالم العربي وتأثير وهيمنة الاستعمار عليه والحروب الأهلية للدول العربية من بين الموضوعات التي ينعكس عليها شعره وهذا دليل على توجهه المتعصب تجاه العرق العربي. وتشير إلى حالة الفوضى التي يعيشها العراق وتصف القتل والنهب وعدوان الأجانب في هذا البلد العربي، ولكن لتصوير هذه الفوضى بشكل أفضل تستعين بإحدى الأساطير القديمة، التي ترتبط إلى حد ما بالثقافة والتاريخ القديم للعراق. شهرزاد وحكايات ألف ليلة وليلة تحظى بشعبية كبيرة بين العراقيين، وفي السرد الرئيسي لهذه الأسطورة، تحمي شهرزاد نفسها من غضب واستياء الملك بالحكمة والذكاء وبالسرد الحلو والساحر لقصص ألف ليلة وليلة وتبهر وتجذب نهاية القصص الملك وبهذه الطريقة تصبح رمزاً يبذل الكثير من الجهد والمثابرة مدى الحياة وتعتبر رمزاً للخلود. تعيد أبوخالد خلق أسطورة المقاومة هذه وفقًا للظروف السياسية والاجتماعية للعهد الراهن في العراق، وترى فيها شخصًا عاجزًا لا حول له ولا قوة يقتل على يد أعداء قساة القلب مثل الجيش النازي الذي لا يرحم، و لن تبقى علامة من مهابتها وقوتها عند الملک: « عُدوانٌ يَستَجمَعُ عَافِيَتَهُ مِن مُخازِي التاريخِ / يَمنَعُ التِجوالَ / يُهدِي الأطفالَ مَوتاً رَؤؤماً فِي عِيدِ الأم / يَسعَی لِتَصفِيَةِ أُنشُودَةِ المَطَرِ رَمياً بِالرِصَاصِ / يَتَلَذَّذُ بِقَتلِ شَهرزادَ فِي غُرَفِ الغازِ» (المصدر نفسه: 595) تخلق الشاعرة مفهومًا جديدًا لهذه الأسطورة بإبداعها ووفقًا للأجواء السياسية الفوضوية في العراق، وتعتبر مصير شهرزاد مثل الفتيات اللواتي قتلهن الملك قبلها. من خلال القيام بذلك، توضح أن الأساطير عبر التاريخ، وفقًا للظروف السياسية والاجتماعية والأيديولوجية والجغرافية لثقافة أو بلد ما، يمكن أن تجد ماهیة جديدة وأن تأخذ على العديد من الأدوار. في هذه القصيدة، شهرزاد هي استعارة لمعاناة شعب وأمة العراق الذي يتعرض للتعذيب في براثن العدو دون أي مساعد و وتأتي عليه مصائب جمة ومتعاقبة. النتیجة من خلال دراسة قصائد أبو خالد، تم الحصول على النتائج التالية:
| ||
مراجع | ||
استروس، لوی. (1377م). جهان اسطورهشناسی. ترجمه: جلال ستاری. چ1. تهران: مرکز. امامی، نصرالله (1385م)، مبانی و روشهای نقد ادبی. چ3. تهران: جامی. ابوخالد، فوزية (2014م)، الأعمال الشعرية، الطبعة الأولی. بيروت: المؤسسة العربية للدراسات والنشر. ألف ليلة وليلة (لاتا). راجعه سعيد جودة السحار. القاهرة: مکتبة مصر. إلیاد، میرسا. (1991م). مظاهر الأسطورة. ترجمة نهاد خیاطة. دمشق: دار کنعان للدراسات والنشر. پیروز، غلامرضا و هدی کجوری. (1397ش). «بررسی رویکردهای اسطورهپردازی در غزلیات حسین منزوی با تکیه بر اندیشه رمانتیک». پژوهشنامه مکتبهای ادبی. سال 2. شماره 3. صص 130-158.-پورنامداریان، تقی. (1381ش). سفر در مه. تهران: نگاه. ثروتیان، بهروز (1352ش). فرهنگ اصطلاحات و تعریفات نفایس الفنون. تبریز: مؤسسة تاریخ و فرهنگ ایران. جیدة، عبدالحمید. (1980م). الإتجاهات الجدیدة فی الشعر العربی المعاصر. ط1. بیروت: مؤسسة نوفل. حرب، طلال. (1999م). معجم أعلام الأساطير والخرافات فی المعتقدات القديمـة. بيـروت: دار الکتـب العلمية. حسنلی، کاووس. (1383ش).گونههای نوآوری در شعر معاصر ایران. چ1. تهران: ثالث. داود، أنس. (دون التاریخ). الأسطورة في الشعر العربي الحديث. مصر: مكتبة عين شمس. رجايی، نجمه. (1381ش). اسطورههای رهايی. مشهد: دانشگاه فردوسی مشهد. زكي، أحمد كمال. (1975م). الأساطير، دراسة حضارية مقارنة. القاهرة: مكتبة الشباب. زمردی، حمیرا. (2013م). «مفهوم أسطورة سيزيف في الشعر المعاصر العراقي والإيراني - دراسة لقصيدة "رسالة من مقبرة" بدر شاكر السياب وشعر "کتیبه" مهدي اخوان ثالث». مجلة آداب ذي قار. العدد 10. صص 267-275. ستاری، جلال. (1384ش). هزار و یک شب و افسانه شهرزاد (کوششی برای دریافت یک قصه از لحاظ روانشناسی). چ1. تهران: بامداد. سرکاراتی، بهمن. (1378ش). سایههای شکار شده. چ1. تهران: قطره. السواح، فراس. (2001م). الأسطورة والمعنى، دراسات في الميثولوجيا والديانات الشرقية. ط2. دمشق: دار علاء الدين للنشر والتوزيع والترجمة. سیفی، محسن و صدیقه جعفری نژاد. (1395ش). «سیمای زن از دیدگاه فوزیه ابو خالد شاعر معاصر عربی». فصلنامه زن و فرهنگ، سال 7. شماره 28. صص 21-8 شمیسا، سیروس. (1389ش). انواع ادبی. چ4. تهران: میترا. عبود، حنا. (1999م). النظرية الأدبية والنقد الأسطوري. لامک: من منشورات اتحاد الكتاب العرب. عيد، رجاء. (2003م). لغة الشعر، قراءة في الشعر العربي المعاصر. الإسكندرية: منشأة المعارف. کندی، مایک دیکسون. (1385ش). دانشنامه اساطیر یونان و روم. ترجمه رقیه بهزادی. تهران: طهوری. کهنمویی پور، ژاله. (1383ش). اسطوره در عصر نو، اسطوره و ادبیات (مجموعه مقالات). تهران: سمت. مجلي، عبدالناصر. (2005م). انطلوجيا الأدب السعودي الجديد: معطى حداثي عالي الصوت في فضاء منسي: (شعر، قصة، رواية، شهادات، حوارات). بیروت: المؤسسة العربية للدراسات والنشر. مؤذنی، علی محمد ویعقوب پارسی. (1382ش). «حماسه گيلگمش و روايتهاي مختلف». نشریه دانشکده ادبیات وعلوم انسانی. دانشگاه تهران. دوره 53. شماره 167-166. صص 186-169 المیدانی، محمد بن أحمد بن إبراهيم. (لاتا). مجمع الأمثال. تعليق نعيم زرزور. لامک: دار الكتب العلمية. یاحقی، محمد جعفر. (1375ش). فرهنگ اساطیر و اشارات داستانی در ادبیات فارسی. چ2. تهران: سروش.
| ||
آمار تعداد مشاهده مقاله: 569 تعداد دریافت فایل اصل مقاله: 151 |