تعداد نشریات | 418 |
تعداد شمارهها | 9,997 |
تعداد مقالات | 83,560 |
تعداد مشاهده مقاله | 77,801,288 |
تعداد دریافت فایل اصل مقاله | 54,843,919 |
دراسة استعارة المکان في روایتي أنا أطفئ المصابیح لـزویا بیرزاد وعمارة یعقوبیان لـعلاء الأسواني | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
إضاءات نقدیة فی الأدبین العربی و الفارسی | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مقاله 2، دوره 13، شماره 50، شهریور 2023، صفحه 37-58 اصل مقاله (633.49 K) | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
نوع مقاله: علمی پژوهشی | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
نویسندگان | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
اعظم بی باک1؛ عطاءالله کوپال* 2؛ زرینتاج پرهیزکار3 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
1ﻣﺮﺷﺤﺔ ﻟﻠﺪﮐﺘﻮﺭﺍﻩ ﻓﯽ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮبیة ﻭﺁﺩﺍبها، ﻓﺮﻉ ﮐﺮﺝ، ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺁﺯﺍد ﺍﻹﺳﻼمیة، ﮐﺮﺝ، ﺇﻳﺮﺍﻥ | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
2ﺃﺳﺘﺎذ ﻣﺸﺎﺭک ﻓﯽ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻔﺎﺭسیة ﻭﺁﺩﺍبها، ﻓﺮﻉ ﮐﺮﺝ، ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺁﺯﺍد ﺍﻹﺳﻼمیة، ﮐﺮﺝ، ﺇﻳﺮﺍﻥ | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
3أستاذة مساعدة في اللغة ﺍﻟﻔﺎﺭسیة ﻭﺁﺩﺍبها، ﻓﺮﻉ ﮐﺮﺝ، ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺁﺯﺍد ﺍﻹﺳﻼمیة، ﮐﺮﺝ، ﺇﻳﺮﺍﻥ | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
چکیده | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
الاستعارة هي سمة لغوية لا تقتصر على جماليات اللغة بل اتسعت اليوم في جمیع مجالات الأفكار بل الحياة بأسرها، ويمكن لها أن تخلق مفاهيم مجردة من المصادر الموضوعية وتجسدها. المكان في القصة هو منصة تشكيل الأحداث وبسبب علاقته الوثيقة مع شخصيات الروائية، فمن الممكن تحليل الروایة عبر تحليل المکان. تطرّق هذا البحث إلی دراسة استعارة المکان في روایتي أنا أطفئ المصابیح و عمارة یعقوبیان علی المنهج الوصفي-التحلیلي وأهم ما توصّل إلیه هو: في رواية أنا أطفئ المصابیح إنّ البیت وأجزاءه المختلفة هو استعارة لحالات الشخصية الرئيسية في القصة وتعبّر عن وحدتها واحتياجاتها العاطفية وانفجاراتها الروحیة وأحاسیسها المكبوتة. وفي رواية عمارة يعقوبيان، يعتبر المبنى وسكانه استعارة للمجتمع المصري وشرائحه المختلفة التي تواجه العديد من المشاكل کالفقر واستغلال السلطة لرجال الحکومة و الإهانة للمرأة والارتشاء والمثلية الجنسية. ويصور الکاتب أماكن مختلفة في تشكيل شخصيات القصة وتطورها. | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
کلیدواژهها | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
الاستعارة؛ المکان؛ أنا أطفئ المصابیح؛ عمارة یعقوبیان | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
اصل مقاله | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
المكان في الروایة يشبه الوعاء، وما فیه هو العناصر القصصیة أخرى، وفي غياب الوعاء/المكان لا يمكن وضع شيء آخر. وتجد الأحداث والشخصيات معنى في سياق المكان، وأحيانًا إضافة إلى معناه الأصلي یأخذ المكان معنى رمزيًا وهو الاستعارة لأنها صورة رئیسیة ومهمة للمجاز دائماً وتتجاوز اللغة القياسية. تتكون الاستعارة من كلمة لها عدة معانٍ والمكان في القصة إذا أريد به معنی آخر فهو مکان استعاري وإن کان خياليًا أو حقیقیا کما نری في روايتي أنا أطفئ المصابیح وعمارة يعقوبيان، لأنه ليس هو نفس المكان الحقيقي وتم خلقه بالمفردات والکلمات علی ید المؤلف. ويبدأ المؤلف القصة بأسماء الأماكن الحقيقية، ولكنه يستحدث بخياله ما يريد إضافته إلى الواقع. المكان حقيقة تتجاوز في الراوية أداء وظيفة تحديد مكان وقوع الأحداث للتعبير أحيانا عن الحالات الذهنية للشخصيات وتطورها بشكل مجازي، ولهذا يصبح المكان عنصرًا وجوديًا في العمل الروائي ويؤثر على شخصياتها. 2-1. أهمیة البحث نظراً إلی أهمية المكان في تكوين القصص القصيرة والروایات، فمن الضروري دراسة معناه الحقیقي أو الإستعاري بشأن أبطال الروایة لتبیین غرض المؤلف من اختيار الأماكن بشكل أفضل. 3-1. خلفیة البحث فيما يتعلق بالروايتين المعنيتين، فقد تم إجراء العديد من الأبحاث في الجوانب المختلفة، منها: 1-بررسی تطبیقی چراغها را من خاموش میکنم و علفها آواز میخوانند. (دراسة مقارنة بین أنا أطفئ المصابیح و الأعشاب تغنّي) سمیه رجبی وآخرون. کتاب ماه، 1392ه ش، العدد 187. تم مناقشة المحتوى وطريقة السرد للروايتين والسیمیائیة فیها. 2-چه کسی چراغها را خاموش میکند؟ تحلیل رمان "چراغها را من خاموش میکنم" بر اساس نظریه گروه خاموش. (من یطفئ المصابیح؟ دراسة روایة أنا أطفئ المصابیح حسب نظریة مجموعة صامتة). علیرضا دهقان نیری وآخرون. جامعهشناسی هنر وادبیات، 1397ه ش، العدد 1. العزلة هي الإستراتيجية الأكثر استخداما في العلاقة بين الرجال والنساء في القصة وإضافة إلى الجنس، فإن الطبقة والعرق ومكان الحياة هي أساس تكوين مجموعات صامتة ومهمشة. 3-نقد رمان عمارت یعقوبیان بر اساس رئالیسم در نظریه جامعه شناسی "جورج لوکاچ". (ﻧﻘﺪ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﻋﻤﺎﺭﺓ ﻳﻌﻘﻮﺑﻴﺎﻥ ﺍﺳﺘﻨﺎًﺩﺍ ﺇﻟﯽ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﻴﺔ ﻓﯽ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﻋﻠﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﳉﻮﺭﺝ ﻟــﻮﻛﺎﺱ). زهرا افضلی وآخرون. نقد ادبی معاصر، 1395ه ش، العدد 12. ﻳﻌﻜﺲ ﺍﻟﺮﻭﺍﺋــﯽ الحقائق بدون إسقاط ﺃﻓﻜﺎﺭﻩ عليها احيانا ﻭﲜﺮﺃﺓ ﻛﺎﻣﻠﺔ، ﻭﻗﺪ أظهر عبر ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺍﻟﺘﻨﺎﻗﻀﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﺴــﺎﺩ ﺍﻷﺧﻼﻗﯽ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﯽ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﯼ (ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﻴﺔ ﺍﻟﻨﻘﺪﻳﺔ) ﻭﺑﺴﺒﺐ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻪ بشعبه، ﻓﻘﺪ ﻋّﱪ ﻋﻦ المشاكل الموجودة ﻓﯽ المجتمع (ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺷــﻌﺒﻴﺔ). 4-نقد جامعه شناختی رمان عمارت یعقوبیان. (النقد السوسیولوجي لروایة عمارة یعقوبیان). علی خناری گنجیان وآخرون. نقد ادب عربی، 1392ه.ش، العدد 7: ﻳﻘﺪﻡ ﺍﻷﺳــﻮﺍﻧﯽ ﻓﯽ ﺭﻭﺍﻳﺘﻪ ﺻﻮﺭﺓ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻭﺑﺎﺛﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ المصري ﻭﻛﻞ ﺷﺨﺼﻴﺎﺕ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳــﺔ ﺗﻌﺎﻧﯽ ﻣﻦ ﻋــﺪﻡ ﺍﻟﻜﻔﺎﺀﺓ ﻭﺍﻹﺣﺒﺎﻁ. في الأبحاث التي أجريت علی هاتین الروایتین، لم يتم إيلاء اهتمام خاص بعنصر المکان وتأثيره على تحول الشخصيات، فلهذا البحث حداثة في هذا المجال. 4-1. أسئلة البحث 1- کیف تبیّنت الشخصیة الرئیسیة للقارئ في روایة أنا أطفئ المصابیح عبر الأماکن الموجودة فیها؟ 2- ما مدى نجاح روایة عمارة یعقوبیان لتبین معاناة المجتمع المصري عبر الأماکن الموجودة ودورها في تحول أبطال الروایة؟ 5-1. فرضیات البحث 1- في هذه الرواية، إنّ المكان الرئيسي للأحداث هو البیت وأجزاؤه والتي تشمل الغرف والمطبخ والساحة المحيطة به وكل جزء من المنزل يشير إلى شخصية البطلة وحالاتها الروحیة ومشاعرها وهو أمر مهم للغاية في تطورها ويتعرف القارئ علی توقدها الروحي وانفعالاتها من خلال تعرفه علی أماکن الروایة وما فیها. وبمعنی آخر إن حقيقة الأماكن هي نفس الروح السلبية والمقموعة للشخصية الأولى في الروایة. 2- اختيار اسم المکان الحقيقي للرواية يوضح ديناميات القصة، کما لو کانت القصة قصة حقیقیة ومؤلمة للمجتمع المصري فیستعین المؤلف بالأمکنة التي يتحرك فیها أبطال الروایة وأثرها علی تطورهم كاستعارة عن الظروف التي تفرضها الحكومة على الناس.
«كلمة استعارة metaphor مشتقة من الكلمة اليونانية metaphora وهي مشتقة من meta التي تعني الأکثر و pherein التي تعني الأخذ. ومعنى هذه الكلمة هو مجموعة خاصة من العمليات اللغوية التي يتم فيها نقل وجه من وجوه المعنی أو أکثر منها بمعنی جدید حیث یتم توصیفه کأنه نفس المعنی الأول. واعتبرت الاستعارة هي الشكل الرئيسي للمجاز دائما و تحتل لغة المجاز نظام استخدام اللغة عامداً وهدفها هو الوصول إلی معان أوسع و جدیدة.» (هاوکس، 1377ش: 11-12) ما تقوله لغة المجاز ليس بالمعنى الحقیقي کهذه الجملة: بكت سحابة الربيع. وتوجد الاستعارة دائمًا بين الظواهر التي لها بینهما تشابه ظاهري وعلاقة فكرية كما ورد في المثال المذکورة فتتشابه قطرات المطر في مظهرها مع قطرات الدموع. لذلك فإن الاستعارة تتكون من عملية نقل وإدراك مفاهيمي من خلال التشابه، وتستخدم الكلمات بمعنى جديد ومكانها هو المجال العقلي والفکري. ولا يعتبر ليكاف الاستعارة مجرد مسألة لغوية، بل يعتبرها ذات علاقة بالفكر والحكمة. علی سبیل المثال فی جملة: (وصلت علاقتنا إلى طريق مسدود)، يتم «استعارة الحب علی شكل الرحلة ومع هذا التلميح الضمني إلى أن العلاقة قد توقفت عن الحركة ولا يمكن للعشاق مواصلة المسار الذي بدؤوه، ففي الحقيقة، یتم تصویر الحبّ في رحلة.» (مدرسی، 1395: 26) في المثال المذکور، لم يأتِ أي كلمة تشير إلى أن بداية هذه القضية ونهايتها هي الحب، بل یُدرک حسب الفكر والرأي، إنّ ضرورة الحياة الاجتماعية تخلق الاستعارة. ويتكلم المتحدث بشكل يخلق معنی خاصا في أذهان الجماهير. وللتعرف علی معنی الاستعارة بشكل أفضل، من الضروري الانتقال إلى عالم الكلمات الداخلي، لأن المتکلّم عندما لا يرغب في التعبير عن شيء بشكل مباشر، فإنه يتّجه إلى الاستعارة. «فللاستعارة قوة وأثر لاتوجد في غیرها من أدوات الاتصال اللفظي والمرئي. ومن المحتمل أن ترتبط هذه القوة والتأثير بمزج المعالجة المرئية مع المعالجة اللفظية. کما أن التنوع الموجود في الاستعارة يسهل دخولها إلى مجالات مختلفة من الحياة العملية والفكرية بسلاسة.» (قاسم زاده، 1392ش: 173) وحسب نظرية الاستعارة، إضافة الى اللغة التي تستند إلی الاستعارة فالطريقة التي نفهم بها المواضیع المجردة للعالم مستندة إلیها أيضًا. و«الاستعارة هي عملية عقلية ومعرفية، وتصبح هذه العملية أكثر فهما إذا تجسّدت في مكان ما.» (سجودی، 1391ش: 137) وبناءً على هذا «تخرج الاستعارة من المحسنات اللفظیة وتجسّد المفاهيم العقلية البشرية. والتجسید هو ظهور المفاهيم الذهنية والتجريدية التي لها علاقة بعلم النفس والأدب. وبالطبع، الصور لا تقتصر على ما یُری ، بل تشمل الغيب أیضا، كمثال هذه الجملة: الصحاري التي لا نهاية لها من الأبدية، تتسع أمامنا.» (ولک، 1382ش: 208 و210) حاوية التجسيد هي المكان الذي يمثل منصة للأحداث ومساحة لتکوین الشخصيات في الرواية. ويصف المؤلف الأماكن بطريقة يمكن تخيلها للجمهور بسهولة ورؤية أنفسهم هناك. «المكان الاستعاري أكثر من مجرد مكان تحدث فيه الأحداث ، فهو يشير إلى الحالة العقلية لشخصياته.» (ناظمیان وآخرون، 1397ش: 287) لم يكن هناک اهتمام خاص بالمکان في القصص القديمة، وبدأت بالكلمات: كان أو مكان...، في قدیم الزمان کان...، کان ملک ظالم و... ولكن منذ تشكيل الرواية، إنّ الاهتمام بعنصر المکان أصبح ذا أهمية خاصة. «يعتبر الفضاء السردي حسب وظیفته عنصراً للتحکم و للرمز ولذلك فالمكان ليس عنصرًا إضافيًا في السرد، بل يتخذ أشكالًا ومعانيًا عديدة ويصبح أحيانًا هدف السرد. وتحليل الفضاء السردي يتيح لنا أن نفهم تمامًا المعنی العام للعمل وفي الحقیقة یمکننا أن نصف مستقبل الشخصیة الروائیة عبر وصف المکان وهناك علاقة وثيقة بين الشخصية والمكان.» (بحراوی، 1990: 30و33) 1-2. ملخص روایة أنا أطفئ المصابیح كتبت زويا بيرزاد هذه الرواية عام 1380ه ش، فهي قصة عائلة أرمنية مكونة من خمسة أفراد: آرتوش وكلاريس (زوج وزوجة) وأولادهما: أرمين وهو مراهق، وبنتان توأمان (أرمين وأرسين)، يسكنون في دار حکومیة تابعة لشركة النفط في آبادان. كلاريس –بطلة الروایة- زوجة متفانية وأم حنون، تهتم دائمًا بالشؤون المنزلية وتعتني بزوجها وأطفالها وغيرهم، بما في ذلك والدتها وأختها وأصدقاؤها ومعارفها وتنسى نفسها وتكبت رغباتها ورغم خدماتها لهم، يتجاهلونها ولا تحظى باهتمام من أهم شخص في حياتها وهو زوجها أرتوش. حتى تحدث حوادث جدیدة وغریبة بوصول جيرانها الجدد وهي عائلة مكونة من ثلاثة أفراد: الجدة إلميرا سيمونيان وابنها إميل سيمونيان وحفيدتها إميلي سیمونیان. ويهتم إميل سيمونيان بأفكار کلاریس وسلوكها وكل ما يتعلق بها ويعجب بها. فتشعر كلاريس أن إميل مهتم بها، ولكنها عندما يهاجم الجراد المدینة، تدرك خطأها وتحاول إلقاء نظرة جديدة على الحياة. 1-1-2. دراسة المکان في روایة أنا أطفئ المصابیح الشخصية الرئيسية في هذه الرواية هي ربة منزل أرمنية اسمها كلاريس، التي تحدث معظم الأحداث المتعلقة بها في منزلها ولذلك، يعد المنزل أهم مكان في الروایة. ثمّ ومن أجل تقديم أوصاف أكثر اكتمالا لشخصية القصة، تم تقسيم المنزل إلى أجزاء أصغر. وفي الواقع، استخدم المؤلف تعبيرًا مجازيًا بدلاً من الوصف المباشر والأماکن هي: المنزل وأجزاؤه، وهي: المطبخ والأریکة المریحة الجلدیة الخضراء وفناء البیت وما فیه من الضفادع وشجرة التنوب والمساحات الخارجیة من البیت کالکنیسة وقاعة الاجتماع وهجوم الجراد على المدینة وعلى منزلها. وکل واحد منها یعبّر عن جانب من جوانب شخصية البطلة. البیت: الحكاية تحكي في احد المنازل الحکومیة التابعة لشركة نفط آبادان. ورغم أن المكان حقیقي، إلا أن الروایة مستمدة من خيال المؤلف والامتزاج بين الحقيقة والخيال له أثر مهم لقبول القصة من وجهة نظرالقارئ. ويمثل المكان في السرد عنصرًا له وظيفة نفسية. «المنزل هو مكان يعيش فيه الإنسان لفترة طويلة ويشعر بالتعلّق فيه وإثر ذلک تظهر تجربة نفسانیة إلی حدّ أنه قد يتجاهل نفسه.» (کاظمزاده وآخرون، 1398ش: 107) المنزل كله من وجود كلاريس، وكلاريس ملخصة في المنزل، وإذا لم يتم الاعتناء بالمنزل دائماً، فمن المحتمل أن يتضرر جراء العواصف. فكلاريس التي تعوّدت دعم الآخرین وهي لم تلفت انتباههم خلال هذه السنوات، فحان الوقت لتظهر آثار الانهيار عليها، کأنها بانتظار عاصفة! «جاء صوت فرملة حافلة المدرسة، ثم صوت البوابة المعدنية للفناء وصوت الركض على العشب ... لم أكن بحاجة إلى النظر إلى الساعة على حائط المطبخ، لقد كانت 4:15 مساء.» (پیرزاد، 1380ش: 9) «کانت متعبة من الرتابة في حياتها. وكل يوم تعمل نفس الأعمال المتكررة دون امتنان وشكر من حولها. "صوت الحافلة ... في انتظار سمع صوت الركض، أمسكت بمئزرتي.» (نفسه: 138) إنّ الاهتمام بشؤون الأسرة والأطفال دون اتباع نهج جديد یشیر إلى رتابة حياة كلاريس. كان لديها روتين مزعج. وأصبح المنزل مكانًا لتعذيبها. إنها تعاني من حقيقة مّرة وهي أن لا أحد يفهمها وأنه كان عليها أن تتجاهل نفسها باستمرار، كأنها كان محكومًا عليها بالقيام بالأعمال التي كلفها بها الآخرون دون أن تلعب دوراً في اتخاذ القرار. «كنت غاضبة ... أجبرتني نينا على إقامة حفلة بالقوة ... لماذا لم يفكر أحد بي؟ لماذا لم يسألني أحد ماذا تريدین؟ ... أريد أن أبقى وحدي لبضع ساعات اليوم .. أريد أن أتحدث إلى شخص ما، عن الأشياء التي أحبها.» (نفسه: 177) لکل شخص مکان خاص یشعر به الهدوء و الأمن، وممکن أن یکون بیته کله أو جزءا منه وإن کان صغیرا! فکانت لامرأة قصتنا مساحة صغیرة جداً علی قیاس أریکة تلجأ إلیها لترتاح أو لتفکر في نفسها. «جلست على الأريكة الجلدية الخضراء. واستمعت لبضع لحظات إلى الصوت الرتيب للمبردة. ثم أخرجت كتابًا من الرف المجاور للنافذة الذي أرسله لي صاحب محل لبيع الكتب من طهران.» (نفسه: 23) ويبدو أنها تقدر أن تعیش لنفسها في هذا المكان فقط وإن کان لبضعة لحظات. «لما کنت وحیدة...أحببت أن أجلس براحة بال علی الأریکة المظللة، وأريح رأسي على ظهرها وأدخن سيجارة وأفكر...» (نفس المصدر: 64) بیت الأب: بيت الأب هو مكان نمو الإنسان وتطوره وهو أیضا ملجأ له عندما یکبر. «عادة ما يكون بيت الطفولة مكان سلام وخيال وعندما نبتعد عنه، نعود إليه دائمًا في أفكارنا وخیالنا وفي معظم الأوقات، لا نجد ذلك الشعور بالدعم الذي كنا نتلقاه منه في مظاهر الحياة المادية الأخری.» (باشلار، 1984م: 9) إذا لم يتمكن رجل أو امرأة من العثور على ما یريده في الحياة الزوجیة، فإنه یجده في الذكريات السعيدة لمنزل والده، أي إن التركيز في الذكريات ينصب على الجزء المهمل في الحياة. ومشكلة كلاريس في حياتها هي أنها لا يفهمها من حولها وخاصة زوجها. «كنت أفكر في أشياء لم يكن لدي فرصة تذكرها، مثل منزلنا في طهران، الذي كان به فناء صغير ... كنت أفكر في والدي الذي يعود إلى البیت لتناول الغداء عند الظهر ... كان يأكله بشهية وهو یستمع إلی كلام أمي ...» (پیرزاد، 1380ش: 65) كما أنّ أثمار شجرة التنوب للفناء تعطیها شعورًا جيدًا بوجودها مع والدها. «اهتزت أغصان شجرة النبق وسقطت بعض أثمارها الناضجة على الأرض ... فكرت ... ليتني أزرع شتلتها فوق مضجع أبي ...» (نفس المصدر: 35) رؤية بعض الصور أو شم بعض الأشياء تحيي الذكريات فينا، مثل فاكهة تلک الشجرة التي تحيي ذكريات الأب ببال كلاريس. «تعيدنا بعض المشاهد إلى الماضي ... المنازل التي فقدناها ... كم كان جميلا أن نعیش الآن فيها. ومن خلال الأنس والمحبة يجد المنزل هويته وكأنّه مادة سائلة قد جمعت ذكرياتنا ونحن نذوب في هذا السائل.» (باشلار، 1984: 74-75) فكانت ذكرى والدها والشعور بالأمان الذي یقدّمه لها بمثابة راحة من وحدتها. «عندما كنت أشعر بالسوء ... أو بالفرح ... تذكرت والدي ... لا أعرف لماذا أتذكر والدي من رائحة صابون فينوليا» (پیرزاد، 1380ش: 167 و101) في الواقع، لم تحدث الذكريات البشرية مع مرور الزمن فقط، بل إنها تابعة تماما على المكان، وعندما تتبادر الذاكرة إلى الذهن، يتم تصویر مكانها بجميع مكوناتها، ويمثل ردّة فعل الإنسان تجاه تلك الذاكرة. المطبخ: لكل ربة بيت، المطبخ هو الجزء المهم من البیت الذي يعكس أهميتها في حياته وبالطبع إنه مکان يجتمع فيه أفراد الأسرة وتفاعلهم الذي يمكن أن يقوي العلاقات بينهم أو يحبط روحیة كل منهم خاصة الأم. ترتب كلاريس مطبخها بعناية خاصة وتحاول دائمًا أن یکون كل شيء جاهزا في الوقت المحدد ويبدو أنيقًا للغاية، وتعتبره واجبها الى درجة أنها تتجاهل نفسها. «عند وضع الأطباق علی الطاولة کنت أنسی نفسي دائما.» (نفسه: 209) وهذا جعل الآخرين يتجاهلونها لأن الإنسان يُحترم بقدر ما يحترم نفسه. كانت كل جهود كلاريس جذب آراء الآخرين وعدم وجود أي مشكلة في مقر قيادتها، الأمر الذي تعمله مرارا وإن کان مزعجًا. «كانت الفتاة تنظر بعناية إلى المطبخ وبعد مغادرتها، كان بال كلاريس مشغولًا بالتساؤل عما إذا كان مطبخها فوضويًا؟ وما الذي كانت تنظر إليه؟ لكن مطبخها كان نظيفًا ومرتبًا. .. مطبخك ليس وسخاً أبدًا.» (نفسه: 10) فالمؤلفة استعانت من المواقف المختلفة للمطبخ لوصف شخصیة کلاریس المهملة بشکل غیر مباشر. على سبيل المثال، في المناقشات المستمرة بين والدتها وأختها، تتسامح دائمًا وتبقى صامتةً أو توافق. «تشاجرت مع أليس ... لا أعرف... تغیّر لون وجهي... تركت والدتي وأليس وحدهما في المطبخ وذهبت إلى الفناء ... تذكرت كلمات والدي: لا تتجادلي مع أحد .. ودائما قولي: إنك على حق ...» (نفسه: 34-35) من ناحية أخرى، كانت كلاريس تتوق إلى الاهتمام وبحاجة إلى من يفهمها ویجري الحوار معها. وامتلأ هذا المكان الفارغ عن غير قصد بحضور جارها الجديد إميل سيمونيان لأنه یهتمّ بها ویستمع لكلامها بحماس وکان لدیهما هوایات مشترکة. «... بعد أن دخل إمیل المطبخ قال: یا له من مطبخ جمیل ... یا له من ذوق جمیل...» (نفسه: 101) وفي جزء آخر من القصة، عندما كانت عائلة سيمونيان ضيوفًا في منزل كلاريس، جاء إمیل للمساعدة في المطبخ وتحدثّا مع بعض عمّا کان جدیراً لهما «قمنا معًا بقلي البطاطس وصنعنا السلطة ... تحدث عن الطعام الهندي ... عن التوابل المختلفة وخصائص كل منها ... تحدثنا عن المؤلفين المفضلين لدينا وعن الكتب التي قرأناها.» (نفسه: 111) الکنیسة: من قدیم الزمان، كانت الأماكن الدينية مكانًا للتعافي الروحي للإنسان وعندما یشعر بالحزن أو الکآبة یلجأ إلیها. في روایتنا هذه، إنّ کلاریس إضافة إلى مشکلة عدم اهتمام أفراد الأسرة تجاهها، تجد رسالة من ابنها أرمين موجهة إلى فتاة الجيران وكتب فيها: الموت لكل الآباء والأمهات، وخاصةً ذکر نقدا لاذعا لأمه. غمر الحزن وجودها فتلجأ إلى الكنيسة. «دخلت الكنيسة ... وجلست على المقعد ... لا أعرف كم مدة حدقت في صورة المسيح الصغیر بين ذراعي والدته ... کانت لوحات المسيح كطفولة ابني أرمن .. أغمضت عينيّ وصليت .. وبعد ذلك عدت إلى البيت .. كان دفئ الجو لطيفًا.» (نفسه: 220) فالأمکنة الدینية عموما تحسّن روحیة الإنسان لأنّ لها علاقة بالطبیعة البشریة، کبطلة قصتنا التي تشعر بالتحسن بعد الدعاء، وأصبحت المدينة التي تكرهها جذابة لها: «فكرت في نفسي: كم أحب هذه المدينة الدافئة والهادئة.» (نفسه: 222) مساحات خارج البیت: في وصف أي مكان، يتم استخدام الحواس المهمة مثل حاسة السمع أو حاسة الشم. وعندما يتم وصف هذه الحواس بطريقة لطيفة، فإنها تعبر عن المعنويات الجيدة للشخصية، وعندما تكون غير سارة، فإنها تنقل شعورًا سيئًا. فخلال القصة، تشتكي كلاريس من مكان حياتها، وکأنّ كل شيء قبيحٌ وسيئءٌ بالنسبة لها. «ذهبت غضبی حتى وصلت الى منتصف الساحة ... تشمّ رائحة الطثرة من النهر ... كان ورائي صف من الأشجار بلا ثمر وبلا فائدة ... الغثيان المستمر من جميع الروائح ... رائحة غاز مصفی النفط، ورائحة الحمأة، ورائحة الروبیان المملح الممزوجة بعطور السوق الكويتي ... تجعلني أشعر بالتقیء كل مرة.» (نفسه: 178) أو يستخدم كلمة شبكة العنكبوت لوصف الفروع الجافة للبلاب، الذي ينعكس في ذهن الإنسان بشكل سلبي دائما: «كانت الأغصان الجافة من اللبلاب عالقة في جدار المنزل مثل شبكات العنكبوت» (نفسه: 114) على جانبي المسار الأخضر للفناء، كانت هناك ضفادع وکیفیة وصفها عن لسان كلاريس تعکس حالتها الروحیة. فعندما کانت مكتئبة وغاضبة ممن حولها کان نقیق الضفادع مزعجا. «وخلال الطريق، کنت أخطو خطوات حازمة وأدوس على الأرض لتحذير الضفادع الغبية من القفز أمامي وعدم إرعابي» (نفسه: 113) ولكن عندما أعطاها إميل سيمونيان كتابًا وكتب جملة لطيفة لها في الصفحة الأولى، لم يعد صوت الضفادع مزعجا. «کُتب أعلى الصفحة الأولى من الكتاب: لكلاريس التي يمكنني الاستماع إلى كلماتها أیاما متوالیة ... أغلقت الكتاب ... وفتحته مرة أخرى وقرأت الجملة ... كأنّ الضفادع تدردش مع بعضها أیضا ...» (نفسه: 168) المدینة: تعد المدينة هي المكان الرئيسي لحياة الناس ويتم وصف كل مدينة تبعا لمشاعرهم تجاهها ويمكن أن تكون المدينة مرآة تعكس الحالات المعنوية لسكانها. فتعتبر كلاريس مدينة آبادان عقبة أمام تحقيق الحياة المرغوبة وبالطبع تستحق اللوم على أزمتها الروحیة. «فکّرت في نفسي أن حیاتي صارت حربا مستمرة منذ مجيئي إلى آبادان ... أنواع الزواحف والحشرات التي كنت أكرهها منذ طفولتي ... الجو الساخن والرطب ... لماذا أتيت إلى هذه المدينة؟ ... لماذا لم أبق في طهران؟ ... تذكرت منزلنا في طهران ... لم أر الثلج منذ سنوات عديدة ... لماذا أتيت هنا على الإطلاق؟» (نفسه: 178) أصبحت آبادان رمزا لأحلامها التي لم تتحقق. ولكن عندما یقرّر زوجها الاهتمام بها وبحياتها، یتغير تعريفها لمدینة آبادان. «ذهبت إلى الفناء وجلست على الأرجوحة ... وكانت هناك رياح لطيفة ... کم کنت أحب هذه المدینة ... جلست سبع أو ثماني فراشات جميلة على شجيرة الورد ... فنظرت إلى السماء ... وكانت زرقاء، بدون ذرة سحاب واحدة ...» (نفسه: 293) فيتم وصف المدينة حسب هويتها وتطور شخصيتها. مزهریة زهور البازلاء: من مظاهر الجمال في الطبیعة هي الزهرة التي تحتاج إلى الرعایة و المحافظة علیها بدقة. في قصتنا هذه، مزهریة البازلاء الموجودة بجوار نافذة المطبخ هي استعارة لروح كلاريس اللطيفة ، والانتباه إلی الوردة بمعنی الانتباه إلیها. وعلى عكس زوجها أرتوش، فجارهما الجديد إميل سيمونيان أبدی اهتماماً خاصًا بزهرة البازلاء منذ لحظة دخوله الى منزلها. «يبدو أن أزهار البازلاء قد ضعفت ... لقد طلبتُ التربة والأسمدة من المحل ... وسأغيّر تربتها أيضًا ... نظر إلى البازلاء مرة أخرى وقال: أنا أفهم لماذا يحب الجميع التحدث معک ... لأنّ التحدث معك سهل، کأنّ الإنسان یعرفک منذ سنوات...» (نفسه: 102-103) في الحقیقة إنّ کلاریس لا تحظى بهذا الاهتمام من زوجها فتعرب عن احتجاجها بشكل غير مباشر عبر لغة زهرة البازلاء. «لدينا منزل وفیه مطبخ. ولهذا المطبخ نافذة ووضعنا عليها إناء للزهورمنذ سنوات وأنا أزرع البازلاء فيه مرة واحدة في السنة وأغیّر تربته مرتين في السنة.» (نفسه: 147-148) وکلّما تشعر كلاريس بالقلق، فتكسر المزهریة. «هبّ ریح وسقطت مزهریة البازلاء علی الفناء وانکسرت ... فجأة أخذني الحزن» (نفسه: 231) وعندما یريد زوجها الاعتذار والتعويض عن الماضي، فيأخذ مزهریتي البازلاء، بمعنی أنه أخذ ینتبه إلی کلاریس. «... كنت بخير ولا أشعر بالنوم ... ربما کان سببه مجيء أرتوش بالبیت أمس، لأنه عاد إلى المنزل أبكر من المعتاد ومعه مزهریتین من البازلاء الوردية والبيضاء، نظرت إلیهما متعجبة لبضع لحظات، ثم تقدمت إلیه وعندما عانقني أخذت أبکي» (نفسه: 270) فزهور البازلاء الجديدة تشیر إلی إلى فصل جديد في حیاتهما الزوجیة مع ازدياد عنایة زوجها بها. هجوم الجراد على المدينة والمنزل: خلال القصة، تعاني كلاريس من التوتر والقلق، ويصور المؤلف قمة تلک الحالات الروحیة المزعجة بمهارة خاصة، مع هجوم الجراد الشدید على المدينة وما يسبب الرعب والخطر. ويحدث هذا الحدث الرهيب في نفس الوقت الذي دخل إميل سيمونيان فيه إلى منزل كلاريس. كانت تظن أنه مهتم بها وهذا جعلها قلقة، ولكنها تنهار بعد ان تدرک أنّ إمیل سیمونان یهتمّ بأخری إسمها فيوليت. ويتزامن انهيار مخيلتها مع انهيار وسقوط الجراد الصاخب من السماء. قاعة الاجتماعات: هنا تمكنت كلاريس من العثور على دورها الاجتماعي الخاص وإعلان استعدادها للمشاركة في الأنشطة الاجتماعية والخروج ممّا کانت فیه وأدركت أنها يجب أن تری حقاً لنفسها في الحیاة حتى تتمكن من الحفاظ على عائلتها بروح قوية و تخلق جوا هادئا في البیت. «في قاعة الاجتماعات ... سألتُ السيدة نوراللهي کیف يمكنني مساعدة جمعيتهم ... فنظرت إلي وابتسمت وقالت: بأمور عدیدة .. سنتحدث مع بعض يوم الجمعة.» (نفسه: 280) الأماكن التي كان لها تأثير على تطوّر شخصية كلاريس وكانت استعارة لجوانب شخصيتها المختلفة، هي:
تم تصوير كوابيس كلاريس ومخاوفها في مواجهة أسرتها والآخرین بمساعدة عنصر المکان. الكابوس الذي بدأ عندما غادرت طهران وأتت إلى آبادان. كان منزل كلاريس الوجودي بحاجة إلى الترميم وكان مفتاحه بيد زوجها أرتوش. وعندما غيّر أرتوش أسلوب حیاته تجاه کلاریس وأخذ یهتم بها، أصبحت كل الأشياء القبيحة جميلة بالنسبة لها. "کانت زقزقة العصافير قادمة من الفناء ... قلت بصوت عالٍ تجاه العصافیر: «استيقظت أکثر تأخراً عنك اليوم ... تذكرت أن أرتوش قال لي عندما كان يغادر البیت: نامي، فالأولاد ليس لديهم مدرسة... ذهبت إلى الفناء،... كانت رياح لطيفة قادمة ... وجلست سبع أو ثماني فراشات جميلة على شجيرة الورد ... كانت السماء زرقاء بدون أي سحابة.» (نفسه: 270 و 293) 2-2. ملخص روایة عمارة یعقوبیان كتب الكاتب المصري المعاصر علاء الأسواني رواية عمارة يعقوبيان عام 2002م، على أساس اسم عمارة يعقوبيان بشارع طلعت حرب بالقاهرة. وتتكون الرواية من أربعة قصص متوازية ومركزها عمارة يعقوبيان. زكي الدسوقي من عائلة الباشوات المصرية الثرية وأدى انقلاب عسکري في مصر إلى مصادرة معظم ممتلكات والده فتغيرت حياته إثر ذلک. طه الشاذلي هو ابن بوّاب عمارة يعقوبيان. إنه شاب مؤمن ومخلص ومهذب ومجتهد في دراسته. إنه يساعد والده في تنظيف المبنى وغایة آماله هو الالتحاق بكلية الضباط ولكنه لاینجح بسبب طبقته الاجتماعية ویرفض. وبسبب غضبه من هذه المواجهة، ينجذب إلى الجماعات الإسلامية المتطرفة وأخيراً یُقتل في صراع مع الشرطة. حاتم راشد، صحفي ومتعلم في فرنسا ويتحدث الفرنسية بطلاقة وله شخصيتان مختلفتان: الشخصية الرسمية ذات الوجه المتميز والمتعلم في مكتب الصحيفة والشخصیة الواقعیة خارج مکتب الصحیفة هي شخصیة مثلیة ويُقتل أخيرًا على يد عشیقه بمنزله. الحاج عزام على ما يبدو شخص متدين ویعمل الخیرات، ولكنه في الحقیقة يفسد الموظفين في المناصب الحكومية ويسيء استغلال ثروته بدفع الرشاوى لهم. بثینة، فتاة تخضع لظروف المجتمع غير الأخلاقية بعد بذل جهودها العديدة والفاشلة لتعيش حياة صحيحة. 1-2-2. دراسة عمارة یعقوبیان عمارة يعقوبيان هو اسم مبنى حقيقي في شارع طلعت حرب في القاهرة ويعتبر عمارة يعقوبيان عملاً فنياً ومعماريًا في الثلاثينيات من القرن الماضي، ويمكن القول إن عنصر المکان في هذه الرواية عنصر واضح ومهم. «المكان الذي له هوية تاريخية هو شاهد على الأحداث المهمة طول الزمان وتحافظ جدران المبنى على حكايات ساكنيه حتى يسحبها القلم الإبداعي لكاتب جريء من طبقات جدران العمارة.» (الحفناوي، 2021: 337) يمكن تقسيم العمارة إلى قسمين: الشقق والسطح. كان لسکان السطح عالم آخر بالنسبة لمن یعیش داخل الشقق. فسطح العمارة له قصة خاصة. في البداية، تم بناء غرف معدنية صغیرة لتخزين مستلزمات الوحدات وكذلك لتربية الكلاب الكبيرة والبرية. ثمّ تم استخدامه أيضًا لتربية الدجاج والديوك. وبعد انقلاب 1952م، أصبح مكانًا للفقراء أو المزارعين الذين جاءوا للعمل إلی المدينة. اختيار اسم "عمارة يعقوبيان" للرواية هو اختيار ذكي من جانب المؤلف، لأن هذه العمارة، كشاهد موجود، يمكن أن تروي بشكل غير مباشر أحداث زمانها. في هذه الرواية، إنّ ترکیز القصة علی المبنی السکني، أو بالأحرى علی مكان العیش،الذي يستخدم لوصف المجتمع والسلوكيات المختلفة لمن یعیش فیه. ورغم أن هذا المكان هو نفس المكان الحقيقي من حيث الاسم، إلا أنه يختلف عنه في عالم السرد ويتبع أهداف المؤلف ويعبر عن مشاكل بلده مصر عبر مبنى وسكانه. «مكان السرد يخدم القصة بمعنى أن شيئًا قد حدث أو سيحدث هناك، ووصف المكان في الواقع هو وصف الشخصيات.» (بحراوی، 190: 29-30) والآن نناقش استعارة المکان علی الشخصيتين من الرواية: 1-1-2-2. طه الشاذلي: إنّه في الرواية ممثل للشريحة الضعيفة والدنیئة من المجتمع. الشاب الذي يؤمن بالمبادئ الدینیة والمعتقدات الإسلامية رغم الفقر والإذلال المستمرين في المجتمع ويأمل بمستقبل أفضل حتی يبني حياته. الآمال التي بقلوب الشباب المتفائلین ولکن یهدّمها السياسيون الأغبیاء. توصف شخصية طه الشاذلي في خمسة مواضع: المنزل هو مكان لإظهار شخصيته الحقيقية رغم سلوك السكان غیر اللائق بشأنه؛ كلية الضباط هي استعارة للسلطة الحاكمة في مصر، والتي تتجاهل الانتباه إلى الشباب المتحمس والفقير وهذه بداية انهيار أحلام طه ومستقبله؛ والمسجد كغيره من الأماکن العبادیة مكان للتنقية الروحية والتقرب إلی الله، ولكن بسبب سوء معاملة الانتهازيين، فقد تحول إلى مکان لتربیة المتطرفين الإسلامیین. وهذا هو المكان الثاني الذي يغير شخصية طه؛ السجن وهو المركز الثالث الذي يهدّم شخصية طه بسبب سوء معاملة موظفیه وإهانتهم واذلالهم للشباب. ویحوّله إلی إنسان غاضب وحاقد؛ والشارع هو المکان الأخیر الذي یتحوّل إلی مكان ظهورغضبه وانتقامه وموته: البیت: يقع مكان سكن طه، على سطح عمارة يعقوبيان. وکان يرافق والده منذ طفولیته في أمور العمارة وتنظيفها. ورغم المصاعب الموجودة في حياته، إلا أنه لا يزال شابًا أمينًا تقيًا ومؤمنا. «... و فوق السطح ... کان ابنه طه، أدّی صلاة الفجر ورکعتي السنة ثم جلس علی السریر ویقرأ الدعاء...اللهم إنّي أسألک خیر هذا الیوم...» (الأسواني، 2002: 26) ومع الأسف أصبحت العمارة مكانًا لإذلال شخصيته وقمعها لأنهم یحسدون حصوله علی مجموع أکبر من أولاد الکثیرین في العمارة في امتحانات الثانویة العامة. «فکان واحدا منهم ... یضیف ساخرا أنّ ابن البوّاب سیلتحق بکلّیة الشرطة قریبا ... إنّ مناصب الشرطة والقضاء والمناصب الحساسة عموما ینبغي أن تقتصر علی أولاد الناس.» (نفس المصدر: 29) ولكنه كان يدرس خلال هذه السنوات وهو یأمل تحقيق حياة أفضل ومستقبل جید. فكان يخطط لمستقبله من خلال دخوله كلية الضباط، ليصنع حياة جيدة لنفسه ووالده. کلیة الشرطة: إن کلیة الضباط قد أثرّت على شخصية طه مرّتين؛ المرحلة الأولى هي قبل دخوله وإجراء المقابلة فیری الكلية بمجدها وقوتها. «... انتبه من تفکیره عندما توقف التاکسي أمام مبنی کلیة الشرطة الذي بدأ له في تلک اللحظة مهیبا وتاریخیا، کأنّه قلعة القدر جیث یتحدد مصیره.» (نفسه: 36) والمرحلة الثانية عند المقابلة فتعرّض طه للإذلال بسبب عمل والده وانهارت كل آماله وأحلامه التي كان يمتلكها من طفولته الى شبابه «أنا زعلان علی تعبي ... لو کانوا من الأول اشترطوا مهنة معینة للأب کنت عرفت...کانوا قالوا ممنوع أولاد البوّابین ... طه لم ینم وظل ساهرا واستعاد مئة مرة وجه اللواء رئیس اللجنة یسأله بإهانة: والدک حارس عقار؟ ... قم من أمامي یابن البواب...» (نفسه: 84 و86) المسجد: يذهب طه إلى كلية الحقوق للدراسة بعد أن أصيب بخيبة أمل في دخول کلیة الشرطة. فإنه محبط ومكتئب لأنه لا یری مستقبلا لنفسه. عند الظهر يدخل المسجد للصلاة والشيخ الشاكر يتحدث ضد الحكومة. وطه الذي کان غاضبا من ضباط الکلیة، ينجذب إلى كلماته. «... إن الجهاد فریضة إسلامیة ... والشریعة الإسلامیة معطلة في بلادنا المنکوبة ... إن مهمة الشباب الإسلامي الیوم أن یستعید مفهوم الجهاد...» (نفسه: 134و135) فرسخ كلام الشيخ على قلب طه شیئا فشیئا لأنه كان غاضبا من الظلم الذي لحق به. وفي الواقع وجد طه شخصيته المفقودة مع شيخ الشاکر، وبالتالي انجذب إلى أيديولوجيته المتطرفة. السجن: بعد أن شارك طه في مسيرة احتجاجية ضد الحكومة، تعتقله قوات الأمن ویتعرض للتعذيب والاعتداء الجنسي في السجن. هذا هو المكان الذي تتغير فيه شخصية طه الهادئة والمنطقية وتشتعل بداخله نار من الغضب لا يمكن إخمادها إلا بالانتقام من ذلك الضابط. «لقد أضلّوني یا مولانا ... تعرضت إلی أشیاء لم أکن أتصوّر أنّ مسلما یفعلها أبدا ... سأعرفهم و أنتقم منهم واحدا واحدا...» (نفسه: 236 و237) الشارع: لم يعد الشارع لطه وأصدقائه المقاتلين مجرد شارع، بل أصبح محكمة ومكان تنفيذ حكم جلادیها. حان الوقت الآن للتدقيق وصار طه منفّذ الحكم في محكمة بمساحة الشارع الذي يعيش فيه الضباط. «...کان هو ... هو الذي أشرف علی تعذیبه ... نفس الصوت الأجش ... فقد انطلقت فجأة زخات متتابعة من البنادق الآلیة أصابت کلها جسد الضابط ... فأخذ الرجلان یطلقان النار في اتجاه طه ... فأحسّ براحة عجیبة...» (نفسه: 343-344) الموجز من الأماکن ومعناها الاستعاري بشأن طه الشاذلی :
كان لكل مكان من الأماكن المذكورة تأثيرات مختلفة على شخصية طه، ولو كان لكل منها وظيفة مناسبة لكان مصير طه مختلفًا. 2-1-2-2. حاتم رشید: شخصية حاتم رشید متميزة ومتعلمة وناجحة. ولكن للمنزل وللسکن دورا هاما لتکوین هذه الشخصية. وفي الواقع، يتم تدمير روحه في منزل والده وتبدأ مثليته الجنسية. الأمر الذي قاد الى إذلاله مرات عديدة، وأخيراً تمّ قتله علی ید عشیقه بشقّته. المکان الثاني هو مكتب الصحيفة الذي يمنحه شخصية مختلفة. فهو مدير يجيد الفرنسية، محترف وناجح. وأما الشارع فهو المکان الثالث والمهم بالنسبة إلى حاتم، لأن معنی الشارع أكثر من مجرد مكان يمر به. وعندما كان یمشي فيه، كان یبحث عن عشاق ذكور لمصيره المهين: البیت: يمكن القول إن مفهوم البيت عند حاتم كان مختلفًا عن غيره ويتضمن القسمین: القسم الأول هو بیت الأب، حيث قضى طفولته ومراهقته وبسبب جدول والديه المزدحم، فإنه يقضي معظم وقته مع الخدم ووجعله یقترب من خادم اسمه إدريس، الأمر الذي تسبب له بكارثة وجعل طريق حياته خارجًا عن مساره الطبيعي. «کان حاتم حینئذ في التاسعة من عمره ... وطلب منه إدریس یوماً أن یخلع ثیابه ... وامتدت علاقة حاتم بإدریس سنوات...» (نفسه: 107) وأثرت هذه الحادثة على حياة حاتم إلى الأبد. والقسم الثاني هو بعد لقاء شاب اسمه عبده، الذي أعاد له ذكريات إدريس وكأنه كان يبحث عنه طوال حياته. وبعد أحداث، تركه عبده وقُتل ذات ليلة على يد عشیق في شقّته. مكتب الصحيفة: مكتب الصحيفة هو مكان لإظهار الصورة الإيجابية والاجتماعية لحاتم رشید. «الأستاذ حاتم رشید صحفي معروف ورئیس تحریر جریدة لوکیر ... هو ارستقراطي عریق ...» (نفسه: 54) ورغم أنّ زملاءه عالمون بميوله الجنسية المثلية، إلا لم يتمكنوا من ذكر هذه المسألة مباشرة. «إنه جاد وصارم ... ربما أکثر مما یجب، وهو یقضي معهم أکثر ساعات الیوم فلا تبدر منه أي حرکة أو لفتة تتم عن میوله ...» (نفسه: 251) کأنّ مکتب عمله استطاع أن یلبسه بطريقة إيجابية وفريدة تماما. الشارع: كان الشارع ساحة صيد لحاتم ليطارد العشاق الذكور لنفسه ويمرح معهم. و«شاهد جنديًا شابًا اسمه عبده في الشارع، فاقترب منه وابتدأ الحوار: "یا عبده! تعال معي اللیلة والصبح نتفاهم...» (نفسه: 57) وهکذا دخل الجندي الفقیر عالَم حاتم رشید المثلي.
الموجز مما ذکر هو:
إن التأمل في الأمکنة التي کان فیها حاتم رشید طوال حیاته يمکن من الوصول إلی السبب الرئیسي للذنب الذي یرتکبه. «فإذا نتأمّل في مكان السرد، فیتمثل البعد الحقيقي للنص. والتفاعل بين الأماكن والشخصيات في السرد ثابت ومستمر كما هو الحال في الحياة.» (خلیل، 2010: 131) في رواية عمارة يعقوبيان، المعنی الحقیقي للقصة هو استعارة عن العلاقات المختلفة بین شرائح المجتمع المصري مع بعضهم البعض أي كيف تُنتهك الإنسانیة وتُغير الأحداث المتسلسلة مستقبل البشر. على سبيل المثال، إذا لم ترفض كلية الشرطة طه، بسبب الفقر، فسيتم الآن إضافته إلى الأشخاص الذين يدعمون الوطن بکل وجودهم، أو تكمن جذور المثلية الجنسية لدى حاتم في إهمال والديه الامر الذي جعله يتحمل هذا العار مدى الحياة. ویمکن وصول إلی هذه النتائج بفضل مکان الروایة وإن کان بنفس الاسم الحقیقي «ولكنه مكان تحدث فيه أهداف ومتطلبات المؤلف الخيالية. ويمكن القول إن المكان الفني قبل أن یکون ذات علاقة بالواقعیة فإنه بعید عنه والعامل الوحيد المتصل به هو قوة الخيال.» (اصغری، 1388ش: 30) تعكس استعارة المكان الخلافات الاجتماعية والنفسية والأيديولوجية بين الشخصيات الروائية، بالإضافة إلى أنه يمكن أن يعبر عن رؤية الشخصيات وموقفها تجاه العالم. «للمكان قيمة تتجلى من خلال اكتشاف أبعاده الجمالية والدلالية والأيديولوجية الثلاثة.» (الطعان، 1995: 66)
المكان عنصر بنيوي وأساسي في الروایة، وله أهمیة خاصة في مجری الأحداث والشخصیات. ولا يمكن تشكيل القصة حتى يتبین مكان السرد، سواء كان هذا المكان حقيقيًا أم افتراضيًا. قبل ظهور الرواية المعاصرة، لم يكن المكان مهمًا جدًا وكانت القصص تبدأ هکذا: کان یا مکان في قدیم الزمان .. أو کان شخصا في الماضي...، ولكن الآن بدونه، لا يوجد سرد. يری بعض المؤلفين أهمية خاصة للمكان ويقدمونه كشخصية مهمة في القصة ومن خلاله یدخلون شخصيات القصة ويصفون مخاوف وكوابيس الشخصيات بالأماكن الموجودة في السرد. فإن المكان في هذه الروايات هو استعارة لمفهوم غير مرئي، ويدركه القارئ من خلال المواقف المرئیة التي يقدمها المؤلف. 1- في رواية أنا أطفئ المفاتیح، ترکز القصة علی بيت من البيوت الحکومیة التابعة لشركة نفط آبادان وهو موجود في الواقع، رغم أن بدایة القصة مأخوذة من الواقع ، فإن وجهتها هي خيال المؤلفة. بيت الأب هو مكان نمو الإنسان وتطوره وهو أیضا ملجأ له عندما یکبر وهنا دلالة علی الأحاسیس المفقودة لبطلة الروایة في حیاتها الزوجیة وتبحث عنها بذکریاتها الحلوة في ذلک البیت. 2- لکل شخص مساحة خاصة یشعر بها بالهدوء والأمن، ویطلبها لوحده، کبیرة کانت أو صغیرة. فکانت لمرأة هذه الروایة أریکة تجلس علیها وتشعر براحة وتفکر في نفسها. وهذه الأریکة تلعب دور منطقة آمنة لها. 3- مزهریة زهور البازلاء استعارة عن روح کلاریس اللطیفة والاهتمام بالمزهریة أو عدم الاهتمام بها بمعنی الاهتمام أو عدم الاهتمام بکلاریس. کما هجوم الجراد علی المدینة و سقوطها علی الأرض استعارة عن انهيار وهم الحب الزائف وقاعة الاجتماعات استعارة عن تواجد هویة اجتماعیة لکلاریس. 4-إن اتجاه الإنسان بشأن المدینة التي یعیش فیها أو الحیوانات والحشرات الموجودة فیها، له علاقة مباشرة بروحه. فعندما كانت كلاريس غير سعيدة وغاضبة من حياتها وتجاهلها من حولها، كانت مدینة آبادان وجو الفناء وصوت الضفادع کلها مؤلمة، ولكنها بعد استعادة العلاقة العاطفية مع زوجها، أصبح نعیب الضفادع محادثة ودية! وظهر هذا التعییر في وصفها لمدینة آبادان أيضا. فالکاتبة تستعین من المساحات المرئیة لوصف أمور غیر مرئیة کالحبّ والمحبة والغضب والملل والتعب والتجاهل. 5- مركزية السرد في عمارة يعقوبيان هي بناء تاريخي وسط القاهرة، والذي یروي أحداث زمانه مثل كتاب التاريخ. وهذه العمارة وطبقاتها وسكانها هي تمثيل للمجتمع المصري وشرائحه الاجتماعية. ورغم أن هذا المبنى يشير إلى المكان الحقيقي، إلا أن معناه الحقیقي هو القضايا النفسية للأشخاص الموجودين فيه، وليس المكان نفسه فقط. وتعتبر عمارة یعقوبیان عنصرًا مهمًا لتبیین موضوع القصة. والروایة تحكي عن المشاكل الموجودة في المجتمع المصري مثل: الفقر، والكذب، والرشاء، والمثلية الجنسية، واستغلال السلطات الحكومية لمناصبهم و... وللأماكن المذکورة في القصة أثر خاص على عملية تكوين شخصيات السرد وتطورها. 6- البیت، بالنسبة لطه الشاذلي، هو مكان لتربيته الدينية والأخلاقية ومساحة لتحمل المصاعب لتحقيق أحلامه، ولكنه بالنسبة إلى حاتم رشید، يصبح مكانًا لتدمير روحه وشخصيته، ویخلق له مصیرا مظلما يقود في النهاية إلى قتله في منزله. 7- كلية الشرطة والسجن كمركزين حكوميين استعارة للحكومة المصرية التي تدمر حياة الشباب ومستقبلهم في البلاد بعدم كفاءتها وسلوكها الخاطئ. 8- المسجد من الأماكن المهمة في تکوین شخصية الشباب الدینیة في اتجاه تقدم البلاد، ولکنه بسبب السياسات الخاطئة لجهات خاصة، يصبح مكاناً لتحول الشباب لمتطرفین. وعلی أساس ما مرّ بنا من ذکر استعارة المکان، فيُعتبر مكان العیش هو المكان الرئيسي في کلتي الروایتین ویتم استخدام الأماكن الأخرى لوصف الأبعاد المختلفة لشخصيات السرد.
| |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مراجع | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
الأسوانی، علاء. (2005). عمارة یعقوبیان. القاهرة: مکتبة مدبولی. باشلار، غاستون. (1984). جمالیات المکان. ترجمه هلسا غالب. بیروت: المؤسسة الجامعة للدراسات والنشر. بحراوی، حسن. (1990). بنیة الشکل الروائی. بیروت: المرکز الثقافی العربی. پیرزاد، زویا. (1381ش). چراغها را من خاموش میکنم. تهران: نشر مرکز. خلیل، ابراهیم. (2010). بنیة النص الروائی. الجزائر: الدار العربیة للعلوم ناشرون. الطعان، صبحي. (1995). عالم عبد الرحمن منيف الروائي. عمان: دار كنعان للنشر. قاسمزاده، حبیبالله. (1392ش). استعاره وشناخت. تهران: انتشارات کتاب ارجمند. مدرسی، فاطمه. (1395ش). فرهنگ توصیفی نقد و نظریههای ادبی. تهران: پژوهشگاه علوم انسانی ومطالعات فرهنگی. ولک، رنه. (1382ش). نظریه ادبیات. مترجمان موحد ضیاء مهاجر پرویز. تهران: نشر تهران. هاوکس، ترنس. (1377ش). استعاره. ترجمه فرزانه طاهری. تهران: نشر مرکز. المقالات العلمیة اصغری، جواد. (1388ش). «بررسی زیبایی شناختی عنصر مکان در داستان». نشریه دانشکده ادبیات وعلوم انسانی شهید باهنر کرمان. العدد 26. صص 46-29 الحفناوي، أماني حافظ. (2021م). «هویة المکان في عمارة یعقوبیان لعلاء الأسواني». المجلة. العدد 29. صص 370-331 سجودی، فرزان؛ قنبری، زهرا. (1391ش). «بررسی معنا شناختی استعاره زمان در داستانهای کودک به زبان فارسی». فصلنامه علمی پژوهشی نقد ادبی. العدد 19. صص 156-135 کاظمزاده، نسرین وهمکاران. (1398ش). «واکاوی حس تعلق مکانی در رمان (من منتظرت هستم)». سناء ابوشرار. نشریه نقد ادب معاصر عربی. العدد 16. صص 119-97 ناظمیان، رضا ورمضانی، ربابه. (1397ش). «پیرنگ استعاری در داستان کوتاه زیر سایبان». پژوهشنامه نقد ادب عربی. العدد 16. صص 298-272
| |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
آمار تعداد مشاهده مقاله: 244 تعداد دریافت فایل اصل مقاله: 90 |