تعداد نشریات | 418 |
تعداد شمارهها | 10,003 |
تعداد مقالات | 83,616 |
تعداد مشاهده مقاله | 78,235,333 |
تعداد دریافت فایل اصل مقاله | 55,278,134 |
الفصول والغایات، الرموز والدلالات | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
إضاءات نقدیة فی الأدبین العربی و الفارسی | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مقاله 5، دوره 3، شماره 10، آذر 1434، صفحه 132-113 اصل مقاله (1.61 M) | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
نوع مقاله: علمی پژوهشی | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
نویسندگان | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
علی گنجیان خناری1؛ زهره قربانی2 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
1أستاذ مشارک بجامعة العلامة الطباطبائی، طهران، إیران. | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
2طالبة الدکتوراه بجامعة العلامة الطباطبائی، طهران، إیران. | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
چکیده | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
"الفصول والغایات فی تمجید الله والمواعظ" من أهم آثار أبی العلاء النثریة والأدبیة الذی لم یصل إلینا منه إلا القلیل. یدرس هذا المقال الأرجاع والغایات والتفاسیر الواردة فی هذا الکتاب من ناحیة الشکل مبیّنا المعنی المراد من هذه العناوین بإیراد بعض المضامین وتحلیلها وبیان معیار أبی العلاء فی التفاسیر والغایات غیر المعنونة بالرجع. إن الأرجاع والغایات والتفاسیر الموجودة فی الکتاب تبلغ حجما کبیرا غیر أن کل رجع تضمن موضوعا جدیدا مما یدلّ علی سعة أفکار المعری وعمقها ثم إن المشابهة الشکلیة بین هذا الکتاب والقرآن علی زعم البعض جعلت الحسّاد یوغّرون الصدور ضده فطعنوا فی کتابه بمعارضة القرآن. وعلی الرغم من أنّ المعرّی بذکائه وعرفانه بعلوم العرب وأدبه من الطبیعی أن یخلق أثرا بهذه المیزة إلا أن کیفیة تحلیل المضامین والاستفادة من شتی العلوم من الصرف والنحو والعروض والفقه و... لبیان تلک المضامین أسلوب لم یسبقه إلیه أحد. وکأنّ هذا الکتاب شاهد لما قاله المعری فی بیته المعروف: وإنّی وإن کنت الأخیرَ زمانُه / لآتٍ بما لم تستطعه الأوائلُ | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
کلیدواژهها | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
الفصول والغایات؛ التعریف؛ الرموز؛ المضامین | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
اصل مقاله | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
أبوالعلاء المعرّی هو نابغة الأدب العربی الذی طالع الآداب العربیة. فبنظرته النافذة وتفکره العمیق ترک عددا کبیرا من الآثار الشعریة والنثریة منها "الفصول والغایات" هوکتاب أدبی من أهم کتب المعری النثریة. والذی قد التزم فیه أبوالعلاء ما لا یلزم. فتألیف الکتاب علی حروف المعجم من غیر ضرورة شیء فرضه علی نفسه. یزخر الکتاب بشتی العلوم التی قدعرفها المعرّی فوصفها أبلغ توصیف. والذی لا ریب فیه أنّه ترک بصمات واضحة علی کثیر من الکتّاب العرب إن لم نقل علی جمیع الکتّاب العرب. وعلیه المعوّل وإلیه میل جماعة النقّاد والباحثین. وتکفی هذه الأهمیة لنا أن ندرسه حتی نصل إلی بعض ما قصده المعرّی. وذلک یرجع إلی أنّ نصّ المعری لاسیّما فی کتابه هذا، بحاجة إلی تکرار القراءات. وتظهر أهمیة هذا المقال من أنّه جدید وماتطرقت إلیه المقالات والکتب التی عالجت المعرّی وآثاره. فدرسته المقالات لکنّه یفتقر إلی دراسة إحصائیة فی الشکل والمضمون. أمّا الأسئلة التی دفعتنا أن ندرس هذا الموضوع فهی کالتالی: - کیف یشرح المعرّی المفردات وما هو معیاره؟ - ما هی المضامین الواردة فی "الفصول والغایات"؟ - کیف یحلّل المعرّی المضامین التی أوردها فی کلّ رجع؟ - کیف هو کتاب "الفصول والغایات" شکلا؟ والفرضیات هی: - یبدو أنّه یقوم بترجمة المفردات التی یصعب فهما علی طلّابه مستعینا بالأمثال الشعریة والقرآنیة. - یتّضح من عنوان الکتاب أنّه عبارات توحی بتسبیح الله وتمجیده. - یستعین بجمیع العلوم والأمثال البسیطة فی إیراد کل موضوع. - تملا الکتابَ الأرجاع وفی نهایة کلّ رجع غایة ثمّ یلیها التفاسیر.
فهذا المقال یقوم أوّلا بتعریف بالکتاب ثمّ یوضّح العناوین التی وردت فیه ویبیّن معاییر أبی العلاء فی الغایات غیر المعنونة بالرجع والتفاسیر وفی الأخیر یأتی بنماذج من المضامین الواردة فی الکتاب مبیّنا کیفیة معالجتها. نبذة من کلام القدماء قبل الدخول فی صلب البحث نأتی بنبذة من کلام المتقدمین عن "الفصول والغایات". ینقسم المحققون والعلماء الذین تعرّفوا علی الکتاب، إلی ثلاثة أقسام: منهم قد قاموا بتوصیف الکتاب من غیر أن یحکمواعلیه. نحو یاقوت الحمویالذی یقول: «المراد بـ"الغایات" القوافی، لأن القافیة غایة البیت، أی منتهاه، وهو کتاب موضوع على حروف المعجم، ما خلا الألف، لأن فواصله مبنیة على أن یکون ما قبل الحرف المعتمد فیها ألفاً، ومن المحال أن یجمع بین ألفین، ولکن تجئ الهمزة وقبلها ألف، مثل العطاء والکساء، وکذلک الشراب والسراب فی الباء، ثم على هذا الترتیب، ولم یعتمد فیه أن تکون الحروف التی یبنى علیها مستویة الإعراب، بل تجئ مختلفة وفی الکتاب قواف تجئ على نسق واحد، ولیست المطلقة بالغایات، ومجیئها على حرف واحد، مثل أن یقال: عمامها، وغلامها، وغمامها، وأمرا، وتمرا، وما أشبه، وفیه فنون کثیرة من هذا النوع. وقیل إنه بدأ بهذا الکتاب قبل رحلته إلى بغداد، وأتمه بعد عوده إلى معرة النعمان، وهو سبعة أجزاء، وفی نسخة، مقداره مائة کراسة.» (یاقوت الحموی، 1993م: 156) فهو یصف الکتاب من غیر تعلیق علیه برأیه. ومنهم أدلوا بآرائهم عن الکتاب وأساؤوا الظنّ بالمعرّی وطعنوا کتابه بالمعارضة للقرآن. نحو الذهبی، حاجی خلیفة وابن الجوزی. ونکتفی بکلام ابن الجوزی القائل: «وقد رأیت لأبی العلاء المعرّی کتابا سمّاه "الفصول والغایات" فی معارضة السور والأیات، علی حروف المعجم فی آخر کلماته وهو فی غایة الرکاکة والبرودة، فسبحان من أعمی بصره وبصیرته.» (الکیالی، 1945م: 14) والقسم الأخیر منهم من یذودون عن المعرّی ودافعوا عنه. فمن هؤلاء ابن العدیم قائلا: «وهو الکتاب الذی افتری علیه بسببه وقیل إنّه عارض به السور والآیات تعدّیا علیه وظلما، وإفکا به أقدموا علیه وإثما. فإنّ الکتاب لیس من باب المعارضة فی شیء. ومقداره مائة کراسة.» (مصدرنفسه: 99) وطه حسین الذی یقول: «کان أبوالعلاء أذکی قلبا وأرجح عقلا وأنفذ بصیرة وأشدّ تواضعا وأحسن علما بطاقته من أن یحاول هذه المعارضة أویقصد إلیها. ولکنّه کان کغیره من أدباء المسلمین معجبا بالقرآن مکبرا له مقدرا لروعته الفنیة فلیس من شکّ فی أنّه کان یتمثل أو یستحضر بعض أسالیب القرآن حین کان یفکّر فی کثیر من "الفصول والغایات".» (طه حسین، 1994م: 24) فهما لا یترکان الفرصة دون أن یبرّآنه ممّا اتّهم به.
تعریف بالکتاب یبتدئ کتاب "الفصول والغایات" الذی سقطت بدایاته فی النسخة الموجودة حالیا بعبارة «سبیل السفر، و الهاجمة علی نقیع الجفر.» (المعری، 1938م: 11) وقد نصب الشارح کلمة الهاجمة و لا یُدرَی السبب فی ذلک. وقد یکون مردّ ذلک أنّه قدّر فعلا علی سبیل المثال "خذ". لا یُعلَم ما سقط من هذا الکتاب فی بدایته غیر أنّ القارئ یستطیع أن یدرک ما سقط من نهایاته إذ إنّ الکتاب مقسّم علی فصول تتضمّن غایات وأرجاعا. یتخلّلها عنوان "تفسیر"حیث یقوم المعرّی بشرح الکلمات الصعبة علی القارئ. والفصول هذه موزعة علی حروف المعجم یتضمن الکتاب سبعة منها من "الألف إلی الخاء" أمّا بقیة الأحرف فقد سقطت من الکتاب وبذلک یستطیع القارئ أن یتخیّل حجم الکتاب فی صورته الأصلیة و النسخة التی تمّ اعتمادها هی من الخزانة التیموریة وقام بتحقیقها محمود حسن الزناتی ونشرت عام 1938م. وهی لم تزل النسخة التی یعتمدها الباحثون حیث لم یکتب حتّی الآن شرح علی الکتاب. و قد ورد فی نهایة الطبعة هذه «تم الجزء الأول من الفصول والغایات فی تمجید الله والمواعظ بصنعة أبی العلاء أحمد بن عبدالله بن سلیمان التنوخی وإملائه و الحمد لله رب العالمین وصلواته علی سیدنا محمد النبی و علی آله الطاهرین.» (المصدر نفسه: 564) ممّا یعنی أنّ الحروف السبعة کانت تشکّل الجزء الأول من الکتاب فلابد أن تکون هناک أجزاء لا تقلّ عن ثلاثة وقد لعبت أیدی الدهر بها وضاعت ضمن ما ضاع من آثار هذا الأدیب الکبیر. یبدأ الفصل الأول کما ذُکرآنفا بهذه العبارة «سبیل السفر و الهاجمة علی نقیع الجفر...» وتأتی فی نهایة الفقرة المکوّنة من ثلاثة أسطر کلمة "غایة" وهذا ما یذکره المعرّی بعد ذلک فی نهایة کلّ رجع و کلمة الرجع هذه دلالة علی العودة إلی ما بدأ به المعرّی الفصلَ. والرجوع من موضوع إلی موضوع آخر. وبین کلّ رجع ورجع آخر تأتی کلمة "تفسیر" ثمّ یورد المعرّی الکلمات الصعبة التی تکثرأوتقلّ حسب الحاجة. یتضمن الفصل الأول الذی تنتهی غایاته بحرف "ألف" ثلاثین رجعا وأربعا وأربعین غایة وثلاثین تفسیرا. عسی أن یتمکّن الباحثون من استخراج بعض الدقائق من خلالها حیث إنّنا نعتقد جازمین بأنّ المعری کان من الذکاء والدقة بحیث إنّه ضمّن هذه العبارات مفاهیم یمکن ربطها بعضها ببعض. أمّا الفصل الثانی فهو معنون فی الکتاب: بعنوان "فصل غایاته باء" یتضمن هذا الفصل سبعا وسبعین رجعا ومائة وسبعا وثلاثین غایة وثمانیة وسبعین تفسیرا. والفصل الثالث وهو تحت عنوان "فصل غایاته تاء" الذی ما وضعه المعرّی بل من عند الشارح یتضمن مائة وثلاثة أرجاع ومائة وخمسا وثلاثین غایة ومائة تفسیر وتفسیرین. کما أنّ الفصل الرابع المعنون ب"فصل غایاته ثاء" یتضمن واحدا وخمسین رجعا وخمسا وخمسین غایة وخمسین تفسیرا وتفسیرین. والفصل الخامس وهو تحت عنوان "فصل غایاته جیم" یتضمن واحدا وسبعین رجعا وواحدة وسبعین غایة وسبعین تفسیرا وتفسیرین. أما الفصل السادس فهو تحت عنوان "فصل غایاته حاء" یتضمن واحدا وأربعین رجعا وأربعین غایة وغایتین وأربعین تفسیرا وتفسیرین. کما أن الفصل السابع وهو الأخیر المعنون بـ"فصل غایاته خاء" یتضمن سبعة وعشرین رجعا وثمانی وعشرین غایة وثمانیة وعشرین تفسیرا. جدول بعدد الغایات والأرجاع و التفاسیر و... .
وممّا سبق یتضح للباحث أنّ المعرّی کان صاحب ذهن وقّاد عماده النظام والدقة حیث إنّه کان یرتب ما یقوله ضمن مجموعات وهذه المجموعات هی عادة لدی المعرّی مؤسسة علی أساس حروف المعجم کما فعل ذلک فی دیوانه "لزوم ما لا یلزم" فإنّه بالإضافة إلی اعتماده صنعة "لزوم ما لا یلزم" فی أحد عشر ألف بیت أدرج الأبیات کلّها ضمن مجموعات تنظمهاالحروف. وفی کتاب "الفصول والغایات" نلاحظ اتباع هذا الأسلوب لدی المعرّی الذی ینمّ کما سبق ذکره عن اهتمامه بالنظام الذی ینتظم أثره. الغایات غیر المعنونة بالأرجاع من تصفح کتاب "الفصول و الغایات" وجد أنّ بعض الغایات غیرمعنون بعنوان "الرجع" ویبدو أنّ مرد ذلک إلی: 1- أنّ الغایة الثانیة قد تکون نتیجة الغایة الأولی. علی سبیل المثال: «رجع: العمل وإن قلّ یستکثر إذا اتصل ودام لو نطقت کلّ یوم لفظة سوء لاسودّت صحیفتک فی رأس العام...غایة.» (المصدر نفسه: 16) ویلیها «کم حی بلغ الدرک وحد ربّه أو أشرک...غایة» غیر معنونة بالرجع وهذا أنّ هذا الرجع کما تقدم یشیر إلی استکثار أعمال الإنسان باتصالها. ثم فی الغایة الثانیة أشیر إلی أن غایة کل إنسان هو الموت کأنه یرید أن یقول إنّ کل إنسان بعمله السیئ أو الحسن یبلغ الملحد آخر المنزل. 2- قد تواصل الغایة الثانیة ما وصل إلیه أبوالعلاء فی الغایة السابقة. نحو: «رجع:..حتی إذا الأیام تصرمت وحقب مدته تجرّمت وجاء الوقت وقع من أهله المقت؛ فحذار إذا نازعت صاحبک من الإرباء غایة.» (المصدر نفسه: 17) وتأتی بعدها «الموت أعظم الحدث والجدث لا یأنس بالجدث...غایة» (المصدر نفسه: 17) وهی غیر معنونة بالرجع. فبیت القصید فی خاتمة هذا الرجع هو الموت ثم الغایة الثانیة هی التی تدیم البحث وتبدأ بالحدیث عن الموت والتعریف به. 3- قد تشرح الغایة الثانیة ما ترکه المعری فی الغایة الأولی علی سبیل المثال: «رجع: وإنّی عن الورد لغنیّ...وللخیل الیعضید والسعدان للإبل و الحُلّب لذوات النزیب غایة» (المصدر نفسه: 28) ویلیها «الحمد لله الذی جعلنی أرد بغیر ترویع وأطعم إذا شئت من المریع وربّ مطرود جُلّئ فی البارد قدما وهمّ أن یدنی إلیه فما راعته الروائع فصرفه عن سوید...غایة» ففی الغایة الأولی یقول المعرّی إنه فی الغناء عن الورد. ثم یشیر إلی احتیاج الإبل والخیل والظلیم إلی النبات ویختم هذه الغایة دون أیّ شرح عن الجملة الافتتاحیة فالغایة الثانیة هی التی تأتی وتساعد المخاطب وترفعه عن الشک والإبهام وتقوم بالشرح. 4- قد یکون بین الغایتین ارتباط تسلسلی. «رجع: الجسد بعد فراق الله کما قصّ من یدک وقصّر من فودک... و لیت أنفاسی أعطین تمثلا فتمثّل کلّ نفس رجلا قائما یدعو الله تبتلا..غایة» وبعدها «استغفر من لا یعزب علیه الغفران لو کانت الذنوب سودا صارت بشرتی کحلک الغراب...غایة» (المصدر نفسه: 33) ففی الغایة الأولی یتکلم عن الموت و فراق الروح من الجسد وفی الأخیر یتمنّی أن تتمثل أنفاسه إنسانا یدعو الله. ثم فی الغایة الثانیة یعتبر الموت و یستغفر الله لذنوبه الکثیرة لسوادها. 5- قد تکون الغایتان الأولی والثانیة تمهیداً ومقدمة لما یرید فی الغایة الثالثة. نحو: «رجع: أسننت وکأنّی مقتبل، أبهج و أتربل کأننی لا أحتبل...غدت المنیة بنبل کالوبل وسهام ألطف من الأوهام تخفی المسألة عمّن استتر أشد الإخفاء غایة» ویلیها «شهد بک البرق والرعد والنبات الثعد والثری الجعد وجری... وجری بقدرتک النحس والسعد...غایة.» وبعدهما تأتی «أستغفرک إلی أن یصحّ أنّ العود أروی بلغامه الذود واستعینک...غایة» (المصدر نفسه: 47) فقد یصف نفسه فی الغایة الأولی فیقول انه کبرولم یظهر منه أثرکبر وفرح ولم یقع فی صید امرأة و... وفی الأخیر یشیر بأن الموت بسهامه یحیطه. وفی الثانیة یصف الله ویخاطبه قاتلاً إنّ کل الشیء من البرق والرعد والتراب والنبات بیدک وبقدرتک یجری نجما السعد والنحس وفی الثالثة یستغفر ویستعین بالله. فوصف النفس ووصف الله مقدمتان للغرض الأصلی وهو الاستعانة بالله والاستغفار. والمعرّی یتمسک بهذا الأسلوب - الغایات الأولی کمقدمة لما یریده فی الغایات الآتیة- فی أکثر المواضع. 6- قد تکون الغایتان فی خدمة معنی واحد. نحو: «رجع: إنّ ناقة و جملا غبرا فی الزمن هملا... فنحرا بعلم الله والقدر صیّر لحومهما تقدر وصنع من جلودهما خفّان مسح علیهما للصلاة...غایة» و«لطف منشئ العقول إنّ نسرا..کان یسیح فی الجو الفسیح و قد کظّه جوع و منع منه الهجوع وانکفت وما التف إلی رذیّ ملقی بین نهر ونقی فحال الإنسان بین النسر وبین أمله وکسا ریشه سهاما لخلیق إذا رمی بتلک الأسهم فی سبیل الجبّآر أن یحشر فی طیر یصدن..غایة» (المصدر نفسه: 56) فی الغایة الأولی أشیر إلی استفادة الإنسان من جمیع أجزاء الحیوانات منها الجمل والناقة. وفی الثانیة یتکلم عن مساعدة الله نسراً وقع أمام الإنسان. فکلتا الغایتان یقصدان شیئاً واحداً وهو لطف الله مرةً بالنسبة إلی الإنسان ومرة إلی الحیوان. 7- قد تکون الغایات غیر المعنونة بالرجع طلبات وإخبارات مختلفة. مثل: «رجع: أمطر مولای رزقک علی وقد فعلت....غایة» و«یسّر عبدک لما تحب...غایة» و«ألطف بک منشئ المعصرات خالق ماش...غایة» و«ائذن فی التوبة لعبدک المسئ...غایة» و«لله العلم المحیط نجع التأنیب فی المنیب..غایة» و«غفران إلهنا مأمول...فانظری هل لک من متاب.غایة» و«ما أوهب ربنا لجزیل...غایة» (المصدر نفسه: 68-67) فیطلب الرزق، والیسر، واللطف، واستئذان الله ثمّ یدخل فی الإخبارعن إحاطة علم الله وغفرانه وموهبتة فکأنّ هذه الإخبارات أجوبة للطلبات السابقة واطمئنان قلب المخاطب. فبالإخبارعن موهبة الله وغفرانه وعلمه یطمئن المخاطب بأنّ الله یجیب طلباته السابقة. 8- قد تأتی الغایات حتی تخدم السجع. وهذه مثل: «رجع: علم ربّنا ماعلم أنی ألّفت الکلم آمل رضاه المسلّم....غایة» و«ما تصنع أیها الإنسان بالسنان إنّک لمغترّ بالغرار... لیستیقظ جفنک فی تقوی الله..غایة» و«ما لک عن الصلاة وانیا قم أن کنت ممانیا...غایة» وهنا فی الغایة الأولی یعترف أبوالعلاء بعلم الله ویطلب منه أن یهب له ما یساعده إلی رضاه. وفی الثانیة یخاطب الإنسان قائلاً إیاه إنّک تغتر بالرمح و.... وفی الثالثة یخاطبه ثانیة من عدم قیامه بالصلاة و.... کما نشاهد بإمکان المعری أن یأتی الغایة الثالثة ضمن الثانیة لکنّه انفصل بینهما وهکذا یظن لمجرد السجع فقط. 9- قد یکون بین الغایتین ارتباط الجزء والکل. نحو: «رجع: أنتسب فأجد أقرب آبائی کأدم وأقرب أمّهاتی کحوّاء وکلّ العظة فی انتساب. غایة» و«موت کمد خیر من سؤال مجمد...ورعی الرخال أکرم من الحاجة إلی عمّ أو خال. والیرمعة أقلّ أذیة من الإمعّة.م.غایة» فالمعری فی الغایة الأولی یتکلم عن الوعظ لکن لا یذکره هنا وفی الغایة الثانیة یقوم بإیراد تلک المواعظ منها "موت حزین أفضل من سؤال البخیل" و"رعی النجعة أکرم من الحاجة إلی عم أو خال"، و"الحجر یؤذی قلیلاً من إنسان دون فکر یقول لکل أحد أنا معک." فکل هذه تندرج ضمن العظة التی قالها فی الغایة الأولی. والغایة الأولی ککلّ یتضمن هذه النصائح المذکورة فی الغایة الثانیة. 10- قد تکون الغایة الثانیة تعریضا بما جاء فی الغایة الأولی. نحو: «رجع: لا أحمد نساء عصین الأزواج وقعدن علی ظهور الرکائب حواجّ البیت ومعتمرات.غایة» ویلیها «العوان لا تعلّم الخمرة فاتقین الله فی نفوسکنّ وإذا غدوتن للحاجة فغیر عطرات.غایة» (المصدر نفسه: 156) فالمثل هذا "العوان لا تعلم الخمرة" یعرض النساء العاصیات اللاتی غیر عارفات بأعمالهن ومحتاجات إلی من یعلّمهن أسلوب الحیاة. ألّا یعصین الأزواج بل یتقین الله و ألّا یخرجن عطرات. 11- قد تکون الغایة الثانیة حکماً مرتبطا بما جاء فی الغایة الأولی. «رجع: سمعت داعی الله أذن ما یثقلها النطف وسبق إلی الله بأقدام لا تأنس بالخدام وبهش إلی الرحمة بأید غیر متسوّرات.غایة» و«الفضة تفضّ خاتم الدیانة والدرّ یدرّ المعصیة..غایة» و«اقبلی النصیحة ودعی القبیل و الفطسة وعلیک بالهیمنة فی ذکر الله.غایة» (المصدر نفسه: 157) فیخبر المخاطب بأن أذناً غیر مزیّنة بالقرط وأقداما لا تعرف الخدمة وأیدیا غیرمزینات بالسوار تخدم الله ثم فی الغایة الثانیة یأتی بالحکم منها أنّ الدر والفضة یدخلان الإنسان فی المعصیة ویبعدانه عن الدیانة. فکأنّه یرید أن یخبر المخاطب بأنّ القرط والسوار وما إلی ذلک من المجوهرات تدفعه إلی سبیل المادیات وتبعده عن طاعی الله. ثم فی الثالثة یدعوه أن یقبل النصیحة ویترک الأشیاء المزخرفة فیشتغل بذکرالله. 12- قد تکون الغایة الثانیة نقیضا لما جاء فی الغایة الأولی. نحو: «رجع: لیت شعری و الله علیم هل صبغ برده بمداد فخلص فی حداد کالراهب فی السواد أم سلم نقیّ الأبراد...والله کاشف الأزمات.غایة» ویلیها «کان کمثل فی مشربة أذن لمطربة فذکر حبائب غیر مقتربة....والله باعث النقمات.غایة» (المصدر نفسه: 166) فی الغایة الأولی أشیر إلی أن الله هو الذی یرفع المشاکل. لکن فی الثانیة یأتی بما یقابل هذا المعنی وهو أن الله هو مسبب النقمات. 13- قد تکون الغایة الثانیة داعیة المخاطب إلی ما عُرّف فی الغایة الأولی. مثل: «رجع: أیّها الدنیا البالیة ما أحسن ما حلتک الحالیة أین أممک الخالیة.. والنفس عنک غیر سالیة...غایة» و«بتّ حبلک من حبال الظلمة وانفض بتّک من غبار ذیل الفاجرة وتب إلی ربّک من الفاحشة...غایة» (المصدر نفسه: 196)وهنا فی الغایة الأولی یتکلم عن الدنیا ومصائبها ثم فی الثانیة یطلب من المخاطب أن یعوذ بالله من الفاحشة وهی الدنیا ویتوب إلیه. والخلاصة أن السبب فی الغایات غیر المعنونة بالرجع یرجع إلی ارتباطها المنطقی فعدم الإتیان بالتفسیر بعد کل غایة غیر معنونة بالرجع یشهد بأن هذه الغایات تندرج ضمن ذلک الرجع وبینهما ربط و لیست مستقلة. وجدیر بالذکر أنّ هذه الغایات قد جاءت فی فصول الف، باء، تاء، ثاء ولم ترد فی بقیة الفصول. معیار المعری فی التفسیر کما تقدم فإن المعری جعل بین الأرجاع عنوان التفسیر وأورد فیه ما یصعب علی القارئ فهمه وعنوان التفسیر أمر لابدّ من الوقوف علیه ولماذا لم یختر عناوین "الشرح" أو "التوضیح" أو أیّ کلمة أخری کأنّه قد اختار الکلمة متعمدا کی یکون کتابه هذا یشبه القرآن شکلا. أما المعیار الذی اعتمده فی شرح المفردات: 1- فقد یستشهد بالأبیات الشعریة لبعض المفردات بعد ترجمتها. علی سبیل المثال فی ترجمة جحل فی هذا الرجع: «........ علی سقاء جحل، فقیل سید رجل،......» (المصدر نفسه: 71) یقول فی التفسیر: «الجحل: الضخم، یقال سقاء جحل وزقّ جحل. وربما حرکت الحاء، قال الشاعر: ومقیر جحل جررت لفتیة بعد الهدولة قوائم أربع» (المصدر نفسه: 71) 2- قد یأتی بالأمثال ضمن ترجمة المفردات منها فی هذا الرجع: «.....وأقدم علی الأسد ذی البشام.....» (المصدر نفسه: 70) فجاء فی التفسیر: «ویقولون فی المثل: یفرق منصوت الغراب و یقدم علی الأسد المبشم.» (المصدر نفسه: 70) وقد یأتی بأصل المثل عند التفسیر: مثل: «......فاسمح بالمهد، لسعید ولسعد،.......» (المصدر نفسه: 39) فجاء فی التفسیر «لسعید وسعد: مثل یضرب یراد به کل الناس و أصل ذلک فیما ذکر المفضل الضبی: أنّ ضبة بن أدّ کان له ولدان یقال لأحدهما سعد و للآخر سعید فسافرا فرجع سعد و لم یرجع سعید فکان ضبة إذا رأی سوادا مقبلا قال: أسعد أم سعید...» (المصدر نفسه: 40) وقد یتطرق إلی معانی الأمثال. مثل: «... عقل فتوقل، و قلّ فاستقلّ و ربک رازق المقلین...» (المصدر نفسه: 253) وأشار فی التفسیر «قلّ فاستقلّ: یحتمل معنیین: أحدهما وهو الأجود أنّ ما خفّ وزنه ارتفع فی الهواء وهذا مثل للرجل الساقط ینال حظا فی الدنیا ورفعة. والمعنی الآخر أن یکون...» (المصدر نفسه: 255) 3- قد یشیر إلی الکلام المأثور. علی سبیل المثال فی هذا الرجع: «.....نحن من الزمن فی خبار، کم فی نفسک من اعتبار....» (المصدر نفسه: 12) عند تفسیر خبار یقول: «ومن کلامهم القدیم: من سلک الخبار، لم یأمن العثار.» (المصدر نفسه: 12) 4- قد یبین مفردة الکلمات مثل: «هل مازن وهوازن القبیلتان فی ملک الله........» (المصدر نفسه: 16) والهوازن: طیر، واحدها هوزن. 5- قد یشیر إلی بعض التفاصیل: هذا نحو: «أنت أیها إلانسان أغر من الظبی المقمر.» والتفسیر: «أغر من الظبی المقمر مثل ویقال: إن الظبی یصاد فی اللیلة المقمرة.» (المصدر نفسه: 19) فأشار إلی صید الظبی فی اللیلة المقمرة. ومثل هذا الرجع: «.... إذا عار فکانما یقول: جل من لوشاء جعلنی أقصر ظمأ من الأعفاء.» (المصدر نفسه: 27) عند التفسیر: «عار: صاح والمصدر العرار وهو صوت الذکر خاصة وصوت الأنثی دمار.» (المصدر نفسه: 27) ومثل: «.....و ما بالأمل ظبظاب.» (المصدر نفسه: 102) عند التفسیر: «ظبظاب: کلمة لاتستعمل إلا فی النفی یقال: ما به ظبظاب: ای ما به داء و عن ابن الأعرابی أن الظبظاب: بثر بیض تخرج فی وجوه الأحداث.» (المصدر نفسه: 103) 6- قد یأتی بجمع المفردات: مثل: «إذا أذن ربنا اخضر الدرین، و تبجست بالماء إلارین...» (المصدر نفسه: 33) فی التفسیر «الإرین: جمع إرة وهی النار بعینها ویقال للموضع الذی تکون فیه النار: إرة وجمعها علی وجهین: إن شئت أن تجعله مثل الزیدین بواو فی الرفع ویاء فی النصب والخفض وإن شئت أن تجعله نونه مثل نون مسکین فتجری علیها الإعراب.» (المصدر نفسه: 35) 7- قد یأتی بکلام الأصمعی وغیره عند شرح المفردات مثل: «..... ویکثر عندهم الوشق من متون الأخدریات.....» (المصدر نفسه: 22) عند التفسیر «الأخدریات: منسوبات إلی أحذر وهو فیما حکی عن الأصمعی: حمار أهلی توحش فضرب فی حمیر الوحش.» (المصدر نفسه: 23) ومثل: «.... حمل فی ثمنها ندهة من المال،...» ففسر الندهة: الکثرة من المال، ذکر ذلک یعقوب فی الألفاظ وذکر فی إصلاح المنطق أن الندهة: العشرون من الإبل، والمائة والمائتان من الغنم، والألفان من الصامت. (المصدر نفسه: 76) 8- قد یبین المعنی الرئیسی للمفردات والمعنی المراد به فی الرجع. نحو: «.....و الرجاء من سواک مبنذّ و العمر ماضٍ أحذّ،.....» (المصدر نفسه: 35) فی التفسیر: «الأحذّ: السریع هاهنا، ویقال للحمار إذا کان قصیر الذنب: أحذ وللقطاة حذاء.» (المصدر نفسه: 37) 9- قد یتطرق إلی المعانی المختلفة للمفردات مثل: «.....ودفر الشاب لیس بمقصر عن طلاب الغانیة والمعصر....» (المصدر نفسه: 36) عند التفسیر: «الدفر هاهنا: الدفع، یکون أیضا فی معنی النتن.» (المصدر نفسه: 37) 10- قد یشیر إلی المباحث الصرفیة فی التفسیر نحو: «.... نزلت رحمة من الرقیع،....» (المصدر نفسه: 46) بین فی التفسیر: «الرقیع: السماء و یقال لکل سقف رقیع و لذلک جاء الحدیث بالتذکیر لقوله علیه السلام: من فوق سبعة أرقعة ولو کان مؤنثا لوجب أن یکون من فوق سبع أرقع لأن فعیلاٌ إذا کان للمونث جمع علی أفعل.» (المصدر نفسه: 45) 11- قد یشیر إلی مرجع الضمائر نحو: «...هن دروء مجد مشروع، مسی میر الروع،...» (المصدر نفسه: 173) عند التفسیر: «مسی: استلّ وفی مسییعود علی المجد المشروع.» (المصدر نفسه: 174) 12- و قد یأتی بأحادیث المتقدمین مثل: «... وأنا خدن العجزات، ولیس الحازر من الحزرات.» (المصدر نفسه: 158) فیقول فی التفسیر: «الحزرات: دفضل المال واحدتها حزرة وبذلک سمی الرجل وفی حدیث عمر: إیاکم وحزرات أنفس الناس.» (المصدر نفسه: 158) ومثل: «لیس الأرج کالصمر و لا الآمر مثل المؤتمر.....» (المصدر نفسه: 410) وجاء فی التفسیر «والصمر: الذی فیه صمر وهی رائحة کریهة وفی حدیث علی علیه السلام أنّه لمّا بلغه قدوم جعفر بن أبی طالب رضی الله عنه من الحبشة وجّه إلیه رسولا ودفع إلیه دهنا وأمره أن یدفعه إلی أسماء ابنة عمیس وکانت امرأة جعفر وقال: تدهن به بنی أخی من صمر البحر یعنی کراهیة رائحته والقمر الذی یحار فی الثلج أو فی القمر فلا یهتدی.» (المصدر نفسه: 411) 13- قد یبین مواضع استعمال الکلام مثل: «..... قد یحرم طاعته الملک تضب لثتة علی الحُوّ اللعسوینالها حرشة الضباب.» (المصدر نفسه: 75) فأشار فی التفسیر: «تضب لثتة: أی تسیل و هذا الکلام یقال عند الحرص.» (المصدر نفسه: 66) 14- قد یستشهد بالآیات القرآنیة نحو: «سبّحتک فی أمر یقع و إمر یتوقع....» (المصدر نفسه: 292) ففسّر: «الإمر من قوله تعالی "لقد جئت شیئاً إمرا" أی عجبا.» (المصدر نفسه: 293) 15- قد یشیر إلی اشتقاق المفردات مثل: «.... والمنعة ترکب عنقا مذللا.....» (المصدر نفسه: 468) فیقول فی التفسیر: «واشتقاق المنعة من قوله: فی عنقة منع أی اطمئنان.» (المصدر نفسه: 470) 16- قد یأتی بالأقوال المختلفة لمعنی المفردات نحو: «.... والعوّاء ضروة تتبع فرقاً مهملاً و....» (المصدر نفسه: 468) قد بیّن فی التفسیر: «والعواء من الکواکب تمد وتقصرو القصد أکثر وقال قوم من أصحاب الأنواء: العواء کلاب تتبع الأسد وقال غیرهم: العواء دبره.» (المصدر نفسه: 471) مضامین "الفصول والغایات" لو تصفّحنا الکتاب لرأینا أنّه یزخر بشتی المضامین وکلّها یخدم تسبیح الله وتمجیده وترک الدنیا وادّخار المحاسن التی تساعدالإنسان بعد الموت. وهذه نماذج من أبرز المضامین مع أمثلة: 1- عدم دفع الموت برفضه: «أین ولد یعرب ونزار، ما بقی لهم من إصار، لا وخالق النّار ما یردّ الموت بالإباء.» (المصدر نفسه: 12) 2- الدعوة إلی إصلاح القلب بالأذکار: «أصلح قلبک بالأذکار، صلاح النخلة بالإبار.» (المصدر نفسه: 11) 3- شهادة غیر العاقل علی وجود الله: «سرب الموماة والإجل وید الماشیة والرجل وسوار الکاعب والحجل یشهدن بإله...» (المصدر نفسه: 12) 4- یقع کلّ إنسان فی فخّ الموت إمّا موحّدا وإمّا مشرکا: «کم حیّ بلغ الدرک، وحّد ربّه أو أشرک وجمع لنفسه ما أترک.» (المصدر نفسه: 17) 5- الإشارة إلی أنّ الله أقرب إلی الإنسان من القرباء: «فاستنصرت به فنصرک وهو أحفی بک من القرباء.» (المصدر نفسه: 17) 6- الله هو الذی یحیی ویمیت: «طال الأمد فلم یعلم القیل، درس خبر الناسک والمریب وربّنا المحیی والممیت.» (المصدر نفسه: 20) 7- الحامی هو الله: «..ولست برشید، إنّ غیر حبل الله جذیذ، ما لک سواه من ظهیر.» (المصدر نفسه: 20) 8- الله هو العاصم عند الاحتضار: «وهو العصمة إذا بلغ النسیس..» (المصدر نفسه: 20) 9- الدعوة إلی عدم الیأس والقنوط: «لا تقنطنّ أیّها الإنسان...» (المصدر نفسه: 26) 10- الأمر بامتهان النفس لله: «فاترک للخالق هواک، وامتهن نفسک له امتهان العسفاء.» (المصدر نفسه: 31) 11- الإخبار بکمال الله ونقص الجمیع: «الله الکامل والنقص لجمیعنا شامل..» (المصدر نفسه: 58) 12- الإخبار بوخامة مرتع الظلم وسوء خاتمته: «یا بغاة الآثام، وولاة أمور الأنام، مرتع الجور وخیم وغبّه لیس بحمید...» (المصدر نفسه: 59) 13- الإخبار بأنّ التواضع أحسن ثوب یلبسه الإنسان: «التواضع أحسن رداء، والکبر ذریة المقت...» (المصدر نفسه: 60) 14- بیان عجزه عن تعبیر صفات الله: «لا أعلم کیف أعبّر عن صفات الله وکلام الناس عادة واصطلاح..» (المصدر نفسه: 60) 15- یشیر إلی تسبیح العود لله: «أتدری مایقول المزهر أیّها الطرب الجذلان. إنّیسبّح الله...» (المصدر نفسه: 120) 16- الدعوة إلی إجابة السائل ونسیان الحقود أمام العدوّ: «انظر بین یدیک، واجعل الشرّ تحت قدمیک، وإذا دعا السائل فقل لبّیک، وإذا ألجأ عدوّک الدهرُ إلیک، فانس حقودک الغبرات.» (المصدر نفسه: 135) 17- کثرة نعم الله وعدم إحصائها: «نعم الله کثیرة العدد لا یحصیها العباد، تجدّد کنبات الأرض وقطر السماء...» (المصدر نفسه: 220) 18- تزول الدنیا کزوال الفئ: «الدنیا زائلة زوال الظلال...» (المصدر نفسه: 227) فهذه مقتطفات من المضامین التی وردت فی الکتاب. جدیر بالذکر أنّ المعرّی فی أکثر الأرجاع یدرس مضمونا جدیدا غیرما عالجه سابقا وإن تکررت المضامین وهی قلیلة فیختلف تحلیله وأسلوبه. من تلک المضامین: شهادة غیر العاقل لله وتسبیحه، وبید الله کلّ شئ، والإخبار بوحدانیّته وإحاطة الموت کلّ إنسان. کیفیة معالجة أبی العلاء للمضامین لأبی العلاء أسلوب جدید ما سبقه أحد فی معالجة المضامین وهذه بعض النماذج: 1- الإتیان بالأمثلة البسیطة نحو: «العمل وإن قلّ یستکثر إذا إتصل ودام... إنّ الیوم ائتلف من الساع والشهر اجتمع من الأیام والسنة من الشهور والعمر یستکمل بالسنین. الرجل مع الرجل عصبة والشعرة مه الشعرة ذؤابة...» (المصدر نفسه: 16) فأبوالعلاء فی هذا الرجع یشیر إلی أعمال الإنسان وهی بدوامها تزداد وتکمل ولبیانه یستعین بالجمل هذه ویقول کما أن الیوم یتشکل من الساعة أی من جمع کل الساعات یولد الیوم وجمیع الأیام یشکلّ شهراً وکل رجل مع رجل جماعة و... فتکمل صحیفة کلّ إنسان من أعماله فی کلّ الساعات والأیام والشهور و... 2- قد یأتی بالحکم ومن کلّ منها یستنتج صفة من صفات الله. علی سبیل المثال فی هذا الرجع «موت کمد خیر من سؤال مجمد والله أکرم الأکرمین وحجر أبان أمنع لک من حجرة الجبان والله العزیز.» یستعین بالحکمة هذه "موت الحزین أفضل من سؤال البخیل" ومنها یصل إلی أن الله هو أکرم و أفضل من کل أحدٍ. ومن حکمة "حمایة الجبل أعزّ وأفضل لک من حمایة الجبان" یشیر إلی عزة الله. 3- قد یستعین بالتشبیه. نحو «لم أر کالدنیا عجوزا قد اشتهر خبرها بقتل الأزواج وهی علی ما اشتهر کثیرة الخطّاب.» (المصدر نفسه: 102) فهنا یتکلم عن الدنیا التی من توالی الأیام علیها صارت کعجوز مشهورة بقتل الأزواج ومع هذا یخطبها الناس مدی الأیّام فبهذا التشبیه یبین أن الدنیا تجذبنا ثم تفنینا وتبیدنا بزخرفاتها. 4- قد یستعین بالقیاس. نحو: «فی الحقّ من الذهب ثلاث خلال: حسنه، وثقله، وبقاؤه علی الأبد بغیر تغییر؛ إلّا أنّ الذهب کثیر الراغب والحقّ قلیل الراغبین.» (المصدر نفسه: 106) فهنا یقوم بالمقایسة بین الله و الذهب ویذکر المشابهات بینهما من الحسن والثقل والبقاء طول الدهر دون تغییروتحول. لکن الناس یرغبون کثیراً فی الذهب ویرغبون قلیلاً فی الحق. 5- قد یتمسک بأسماء الملوک والقبائل. «سل کندة عن آکل المرار وفزارة عن آل بدر واستخبر فی حمیر عن ذی نواسوقل یا دارم أین زرارة ویا حنظلة ما فعل آل شهاب.» (المصدر نفسه: 107) فهنا بذکر أسماء یرید من المخاطب أن یسألها ماذا جری علیها بقدرتها وشهرتها. 6- قد یستفید من مصطلحات العلوم منها النحو والعروض. علی سبیل المثال: «کذبت النحاة أنّها تعلم لم رُفع الفاعل ونصب المفعول إنّما القوم مرجّمون والعلم لعالم الغیوب خالق الأدب والأدّاب.» (المصدر نفسه: 108) فیخبر بأن النحاة قد کذبوا فی سبب رفع الفاعل والمفعول وادّعوا أنهم عارفون به. بل العلم عند الله عالم الغیب. ونحو: «هل تشعر الألف ولتشعرنّ إن شاء الله أنّها تمجّد الله منوسطة ومنتهی ورویّا لیس بمجری ووصلا لا تحرّک أبدا...» (المصدر نفسه: 123) فالروی والمجری والوصل من مصطلحات علم العروض. 7- قد یستفید من أسماء الجبال والمدن. نحو: «لطفک منقّل الأجساد إنی بالشام لمقیم ولعلّ صروف الأیام تنزل بی الغور والحجاز وفی القدرة أن یصبح ثهلان فی الوادی الحرام وینتقل ثبیر إلی حیرة النعمان ولعلّی أدفن بشاشة أو بإراب.» (المصدر نفسه: 115) 8- قد یلجأ ابوالعلاء إلی الشرح لبیان بعض المضامین. علی سبیل المثال: «لطفک منقّل الأجساد؛ إنی بالشام لمقیم ولعلّ صروف الأیام تنزل بی الغور والحجاز وفی القدرة أن یصبح ثهلان فی الوادی الحرام وینتقل ثبیر إلی حیرة النعمان ولعلّی أدفن بشاشة أو بإراب.» (الصفحة نفسها) حینما یقول فی بدایة الرجع "لطفک منقل الأجساد" قد لایفهم ما المقصود فسمن بیان حاله یتضح للمخاطب ماذا یعنی بالجملة الافتتاحیة. 9- قد یستعین بالسؤال و الجواب. علی سبیل المثال فی هذا الرجع: «أتدری ما یقول المزهر أیّها الطرب الجذلان. إنّه یسبّح الله.» (المصدر نفسه: 120) فیسأل الطرب أیدری ما یقوله العود؟ فیجیب نفسه أنه یسبح الله. 10- قد یبالغ فی التفاصیل نحو: «هل تشعر الألف ولتشعرنّ إن شاء الله أنّها تمجّد الله منوسطة ومنتهی ورویّا لیس بمجری ووصلا لا تحرّک أبدا وخروجا بعد الهاء وردفا وتأسیسا فی البناء ومنقلبة عن الواو والیاء وزائدة للمعنی ولغیر المعنی وتأسف أنّها لا تستأنف فتقدّس بجمیع الحرکات.» فی هذا الرجع قصده أن الألف وإن هی ذات عیب ولایبتدأ بها ولا یمکن أن تکون حرف الروی فهی من أی نوع کانت تسبح الله و تمجده. لکنه یدخل فی التفاصیل و یذکر أنواع الألف إما فی الصرف و إما فی العروض. 11- قد یتمسک بالتحقیر. مثل: «أتسمع ولا تسمع الظلیم أصمّ فکیف نُعت بالسمعمع أهزی به وله بالذکری نبرات.» (المصدر نفسه: 135) فهنا یخاطب القارئ قائلاً إیاه أیسمع صوت الله ولا یطیعه ولکی ینبهه ویرشده إلی الصراط المستقیم یستعین بالنعامة علی سبیل التحقیر ویقول إنّها لا تسمع لکنها تستفید من شمها وترفع صوتها بالذکر. 12- یستعین بأسئلة من علم الصرف ویبین ما یرید. نحو: «لا یسخط علیک الله والملکان، إذا لم تدر لم ضُمّت تاء المتکلم وفُتحت تاء الخطاب.» (المصدر نفسه: 101) المضمون المراد فی هذا الرجع هو أنّ ما علینا أمام الله هو أداء المعنویّات فعدم العرفان بالمادیّات منها ضمة تاء المتکلّم وفتحة تاء الخطاب لا نُسأَل به ولا یعذّبنا به. ممّا سبق من إحصائیة الشکل وإیراد بعض المضامین وتحلیلها یتّضح لنا أنّ هذا الأثر هو جهد أدبی یحافظ علی منابع اللغة العربیة و شتی العلوم من العروض والنحو والصرف والحدیث والفقه و... وأنّ أسلوبه الجدید أثر علی أکثر الأثار فی عصره إن لم نقل علی الأدب العربی کله من ناحیة وقد جعله یوهم بمعارضة القرآن من ناحیة أخری. النتیجة النتائج التی توصّل إلیها هذا المقال وهو یبحث عن الرموز والدلالات فی "الفصول والغایات" هی: - هذا الکتاب کموسوعة یحافظ علی تاریخ العرب وأدبه وعلومه من الصرف والنحو والعروض. - المشابهة الشکلیة بین هذا الکتاب والقرآن علی زعم البعض جعلت الحسّاد یوغّرون الصدور ضدّه فطعنوا فی کتابه بمعارضة القرآن. - لا نبالغ أن نقول إنّ کلّ رجع تضمّن مضمونا جدیدا. - أهم سبب دفع المعرّی إلی ألّا یعنون بعض الغایات عنوان الرجع هو أنّ تلک الغایات یربط بعضها ببعض. وکلّها یندرج ضمن ذلک الرجع. - الحجم الکبیر من الأرجاع والغایات والتفاسیر فی هذا الکتاب یدلّ علی سعة أفکار المعرّی وعمقها. - إنّ المحور الأساس لجمیع المضامین الواردة فی هذا الکتاب هو تسبیح العاقل وغیر العاقل لله عزّ وجلّ. - من یتصفّح "الفصول والغایات" یری أنّه یزخر بالغایات غیر المعنونة بالرجع. | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مراجع | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
ابن خلکان، أبوالعباس. (1968م). وفیات الأعیان وأنباء الزمان. محقّق: إحسان عباس. بیروت: دارالثقافة. جمع من المؤلفین. (1965م). تعریف القدماء بأبی العلاء. القاهرة: الدار القومیة. کحالة، عمررضا. (دون تاریخ). معجم المؤلفین. ج1. بیروت: دار إحیاء التراث العربی. الکیالی، سامی. (1945م). أبوالعلاء المعرّی، دفاع المؤرخ ابن العدیم عنه. مصر: دارسعد. گنجیان خناری، غیبی وفرشید فرجزاده. (1390ش). «نظریة تحلیلیة فی الفصول والغایات لأبی العلاء المعرّی». مجلة دراسات فی اللغة العربیة وآدابها. العدد 8. صص 146-119. المجمع العلمی العربی بدمشق. (1994م). المهرجان الألفی لأبی العلاء المعرّی. الفصول والغایات. طه حسین. بیروت: دارصادر. المعرّی، أبوالعلاء. (1938م). الفصول والغایات فی تمجید الله والمواعظ. تحقیق: محمود حسن زناتی. القاهرة: الهیئة المصریة العامة للکتاب. یاقوت الحموی، شهاب الدین. (1993م). إرشاد الأریب إلی معرفة الأدیب(معجم الأدباء). تحقیق: إحسان عباس. ج3. ط1. بیروت: دار الغرب الإسلامی. | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
آمار تعداد مشاهده مقاله: 2,093 تعداد دریافت فایل اصل مقاله: 590 |