تعداد نشریات | 418 |
تعداد شمارهها | 10,005 |
تعداد مقالات | 83,619 |
تعداد مشاهده مقاله | 78,315,844 |
تعداد دریافت فایل اصل مقاله | 55,367,375 |
الأسلوب والأسلوبیة وعناصر الأسلوب الأدبی من منظور القرآن الکریم | ||
إضاءات نقدیة فی الأدبین العربی و الفارسی | ||
مقاله 4، دوره 2، شماره 8، خرداد 1434، صفحه 99-77 اصل مقاله (188.7 K) | ||
نوع مقاله: علمی پژوهشی | ||
نویسنده | ||
علی حاجی خانی | ||
جامعة تربیت مدرس، طهران، إیران. (أستاذ مساعد) | ||
چکیده | ||
یشمل الأسلوب فی نظر القدماء والمعاصرین الناحیتین المعنویة واللفظیة، کما أن هناک أنواعا مختلفة من الأسلوب عالجها القدماء والمحدثون سواء فی ذلک الغربیون والمسلمون. بالإضافة إلی ذلک فإن مفاهیم الأسلوب ومعانیه مختلفة فی المنظور الغربی والإسلامی. فهناک العدید من التعاریف قدورد فی الکتب المرتبطة بالموضوع، ولا یخفى أن للإسلوب عناصر مختلفة من منظور المدارس الغربیة ومن المنظور الإسلامی.ولکن العناصر الإسلامیة للإسلوب لم یتم التعریف بها من قبل بشکل واضح منهجی من خلال الآیات القرآنیة المبارکة. یتناول هذا المقال الأسلوب الأدبی وعناصره وآراء القدماء فی ذلک بالإضافة إلی الأسلوب ومعانیه من منظور المدارس الغربیة المعاصرة وذکر الفوارق الرئیسة بین المواقف العلمانیة والإسلامیة فیما یتعلق بعناصر الأسلوب الأدبی، ومن جملتها الفطرة والنیة والإیمان والتوحید والعقل والعاطفة والشعور والموهبة والمیول والرغبات وکذلک دور المسؤولیة فی هذا الأدب مستعینا بالمنهجین التوصیفی والتحلیلی مع الاستشهاد بالآیات القرآنیة کما تطلب الأمر ذلک. | ||
کلیدواژهها | ||
الأسلوب الأدبی؛ الأسلوبیة؛ العناصر؛ الإسلامی؛ القرآن الکریم | ||
اصل مقاله | ||
استخدمت کلمة الأسلوب فی الآداب العربیة القدیمة للدلالة علی تناسق الشکل الأدبی، واتّساقه، فی کلام البلاغیین حول إعجاز القرآن الکریم، وأقدم من استخدم هذه اللفظة کان الباقلانی فی کتابه المسمى بإعجاز القرآن. فقد أوضح أنّ لکل شاعر أوکاتب طریقة یعرف بهاوتنسب إلیه. ومثلما یتعرّف المرء علی خط صاحبه إذا وضع بین خطوط عدة، فإن القارئ البصیر بالشعر أو النثر یتعرّف علی أسلوب صاحبه. (خلیل، ١٩٩٧م: ٢٦) وقد کثرت آراء القدماء من العلماء المسلمین حول الأسلوب من عبدالقاهر الجرجانی وابن خلدون وغیرهما من العلماء، کما أن هناک آراء متعددة حول الأسلوب عند العلماء الغربیین القدامی خاصة عند أرسطو، کما کثرت الآراء عند المعاصرین فی موضوع الأسلوب. وقد تنوعت الأسالیب، وذکرها الأدباء من جملتها الأسلوب البسیط والمعتدل والجزل، کما أن هناک الأسلوب العام والأسلوب الفنی وغیرها من الأسالیب التی تناولتها الکتب المتعلقة بالأسلوب. ولایخفی أنّ هناک علاقة بین الأسلوب والأسلوبیة إذ یری البعض أن الأسلوبیة هی علم الأسلوب، وهی دراسة النص ووصف طریقة الصیاغة والتعبیر وهی بذلک أحدث ما تمخضت عنه علوم اللغة فی العصر الحدیث. (أحمد سلیمان، 1991م: 9) إن للأسلوب عناصر متعددة تختلف باختلاف رؤی الباحثین. فهی لیست واحدة عند العلمانیین والمسلمین. یهدف هذا البحث إلی إظهار عناصر الأسلوب الأدبی الإسلامی من خلال الآیات القرآنیة الکریمة التی تمیّز الأسلوب الإسلامی عن غیره وهی کثیرة. حاول الباحث تسلیط الضوء علی أهمها بذکرها وتدعیم الفکرة بالآیات التی یفهم منها هذا الأمر. وقد سبق هذا البحث بعض الدراسات والبحوث التی تناولت جوانب من هذا الموضوع ومن جملتها کتاب "علم الأسلوب، مبادئه وإجراءاته" لصلاح فضل، وکتاب "الأدب الإسلامی، إنسانیته وعالمیته" لعدنان النحوی، وکتاب "الأسلوبیة ونظریة النص" لإبراهیم خلیل، ثم کتاب "الأسلوب، دراسة بلاغیة لأصول الأسالیب الأدبیة" لأحمد الشائب، وأخیرا مقالة تحت عنوان "الأسلوبیة العربیة والبلاغة العربیة" لبندر مبارک السنانی. غیر أن الباحث علی الرغم من استفادته من هذه الدراسات فأنه حاول الربط بین الموضوع والقرآن الکریم من خلال الاستشهاد بآیات وجدها مناسبة للفکرة التی أراد إثباتها کعنصر من عناصر الأسلوب الأدبی والمجال هذا مجال خصب یتطلب الکثیر من البحوث والدراسات لإکمال المسیرة ووضع القواعد الثابتة للموضوع.
الأسلوب لغة الأسلوب فی اللغة «الطریق ویقال سلکتُ أسلوب فلان فی کذا: طریقتَهُ ومذهبه، والأسلوب طریقة الکاتب فی کتابته، والأسلوب الفنُّ. یقال: أخذنا فی أسالیب من القول: فنونٍ متنوعةٍ.» (إبراهیم، عبدالحلیم، عطیة، خلف الله، ١٤٠٨ق: ١٤٤) یقول ابن منظور فی لسان العرب: «یقال للسطر من النخیل أسلوب، وکل طریق ممتد فهوأسلوب، قال: والأسلوب هو الطریق والوجه والمذهب. یُقال: أنتم فی أسلوب سوءٍ ویجمع الأسالیب. والأسلوب الطریق نأخذ فیه والأسلوب بالضّم الفن. یقال أخذ فلان فی أسالیب من القول أی أفانین منه، ویقال: إنّ أنْفَه لَفی أسلوب إذا کان متکبرا.» (ابن منظور، ج٦، ١٩٨٨م: مادة سلب) یقول صاحب القاموس المحیط: «الأسلوب: الطریق وعنق الأسد والشموخ فی الأنف.» (الفیروزآبادی، ١٤١٩ق: مادة سلب) وقد جاء فی تاج العروس: «الأسلوب بالضّم: الفن یقال: أخذ فلان فی أسالیب من القول، أی أفانین منه. الأسلوب عُنُق الأسد، لأنّها لاتُثنى. ومن المجاز: الأسلوب الشموخ فی الأنف، وأنّ أنفه لفی أسلوب إذا کان متکبرا لایلتفت یمنة ولایسرة.» (الزبیدی، الحسینی، الغرباوی، ج٣: ١967ق: مادة سلب)
الأسلوب اصطلاحا قد جعل عبد القاهر الجرجانی من کلام الباقلانی السابق عن الطریقة والأسلوب کلاما على النظم الذی هو أشمل وأعم دلالة من الأسلوب. ولکنه استعمل کلمة الأسلوب فی غیرموضع، ویعرّفه بقوله: «الأسلوب : الضرب من النظم والطریقة فیه.» (الجرجانی، ١٩٨١م: ٣٦١) والجرجانی فی هذا التعریف لایبتعد عن مفهومه للنظم، بل إنّه یطابق بینهما بوصفهما ممثلین لإمکانیة خلق التنوعات اللغویة القائمة علی الاختیار الواعی، من حیث إمکانیة هذه التنوعات فی أن تصنع نسقا وترتیبا من خلال الاحتمالات النحویة القائمة فی بنیة الجملة، لأنّ توالی الألفاظ فى النطق لایصنع نسقا أبدا وإنما یصنعه قصد المبدع إلى التألیفات بأسلوبها الذی یمیزها، والذی یربط غالبا بالغرض العام من الکلام، فالأسلوب یقترن بالطریقة التی تألّف علیها الکلام. وفی الحقیقة تکلم عبد القاهرعن شیء آخر هو "النسق" و"الصّورة"، وتحدّث بالتفصیل عن المجاز والاستعارة وتمثیل الحسِّیات، وأسلوب التقدیم والتأخیر، ومباحث الفصل والوصل، وتأثیرکلّ من هذه الأسالیب فی الدلالة والمعنى.(خلیل، ٢٠٠٢م: ١٣٨) أمّا إبن خلدون فیقول إن «الأسلوب هو عبارة عن المنوال الذی تنسج فیه التراکیب أو القالب الذی تفرغ فیه، وهو یرجع إلى الصورة التی ینتزعها الذهن من أعیان التراکیب وأشخاصها وهى الصورة الصحیحة باعتبار ملکة اللسان العربیّ.» ثم یقول: «إنَّ هذا المنوال أو القالب، بعد أن ینتزع صورته الصحیحة نحوا وإعرابا وبیانا، هو یتسّع بالحصول الوافی بمقصود الکلام و... .فإنّ لکل فن من الکلام أسالیب تختص به وتوجد فیه على أنحاء مختلفة.» (ابن خلدون، 1327ق: 666) یشیر الزرقانی فی کتابه "مناهل العرفان" إلى مفهوم الأسلوب فی اصطلاح البلاغیین قائلاً: «هو طریقة اختیار الألفاظ وتألیفها للتعبیر بها عن المعانی قصد الإیضاح والتأثیر، أو هو العبارات اللفظیة المنسقة لأداء المعانی، فأسلوب القرآن هو طریقته التی انفرد بها فی تألیف کلامه واختیار ألفاظه.» (الزرقانی، ج٢: 1408ق: ١٩٩) یقول أحمد حسن الزیات «إنّ الأسلوب هو طریقة خلق الفکرة... وإبرازها فی الصورة اللفظیة المناسبة.» (الزیات، لاتا: ٦٢) لکن أحمد الشایب فیحدّدهُ بأنّه «طریقة التفکیر والتصویر والتعبیر.» (الشایب، ١٩٤٥م: ٤٦) وهکذا نرى أنّ الأسلوب فی نظر القدماء والمعاصرین یشمل الناحیتین المعنویة واللفظیة جمیعا.
أنواع الأسالیب هناک أنواع مختلفة من الأسالیب یعالجها القدماء والمحدثین. أمّا الغربیون منذ الیونان إلى الیوم فیمیزون بین ثلاثة أنواع من الأسالیب وهى: ١. الأسلوب البسیط أو السهل. ٢. الأسلوب المعتدل أو الوسیط. ٣. الأسلوب الجزل أو السامى. وهو التقسیم الذی یربط هذه الأسالیب بالموضوعات التی یعالجها الخطاب اللغوی وخاصة الخطاب الأدبی. ولذلک هم یقولون فی الأسلوب الأول البسیط أو السهل، إنّه یصلح للرسائل والحوار، وفی الثانی المعتدل أو الوسیط، إنّه یصلح للتاریخ والملهاة، فی حین أن الأسلوب الثالث، الجزل أو السامی یصلُح للمأساة إلا أنّ هذا الرأى خلافی، بدلیل أن الأنواع الأدبیة الحدیثة کالروایة والمسرحیة الإجتماعیة تستهلک عدة أسالیب تظل فیها ناجحة. (السنان، 2009م: WWW.merbad.net/vb/showthread.php) وهناک تقسیم آخر خاص، بالنظر إلى الظواهر الأسلوبیة والتحلیل الدقیق لجزئیات العمل الأدبی واکتشاف العلاقات بین هذه الجزئیات، ویمکن على ضوء ذلک تقسیم الأسلوب إلى ثلاثة أنواع: ١. الأسلوب العام. ٢. أسلوب العناصر الفنیة. ٣. أسلوب النثر والشعر. أمّا الأسلوب العام، فهو الذی یجمع بین العوامل والعناصر الفنیة لیجری بینها التفاعل. وأسلوب العناصر الفنیة، هو الأسلوب الخاص ببناء کل عنصر وتحدید دوره. وأسلوب النثر والشعر، یمیّز بین أسالیب النثر وأسالیب الشعر وأسالیب سائر الأجناس الأدبیة، ذلک لأن للشعر أسالیب خاصة متمیزة من أسالیب النثر. وأسالیب الشعر یفرض تمیّزها الوزن والقافیة. فالوزن والقافیة یتطلبان أسلوبا خاصا، فتنساق الألفاظ لتأخذ مکانها العادل فی التعبیر الفنی، ولتساهم فی إقامة الوزن الشعری وبناء القافیة، وحرکة الألفاظ هذه فی رعایة الموهبة والعقیدة، تبنی تعبیرها الفنّی المتمیّز، وتتفاعل مع الموضوع وسائر العناصر لتبنی الأسلوب الشعری أو النثری. (النحوی، 1999م: ٢٨٦-٢٨٧)
الأسلوب ومعانیه من منظور المدارس الغربیة المعاصرة یشیر الدکتور صلاح فضل إلى الجذور اللغویة لکلمة "أسلوب" فی اللغات الأروبیة قائلا: «لقد اشتقت کلمة "أسلوب" فی اللغات الأروبیة المعروفة من الأصل اللاتینی "stilus" وهو یعنی "ریشة" ثم انتقل عن طریق المجاز إلى مفاهیم تتعلق کلها بطریقة الکتابة؛ فارتبط أولا بطریقة الکتابةالیدویة، دالا على المخطوطات، ثم أخذ یُطلق على التعبیرات اللغویة الأدبیة؛ فاستُخدم فی العصر الرومانی –فی أیام خطیبهم الشهیر "شیشیرون"-کاستعارة تشیر إلى صفات اللغة المستعملة؛ لامن قِبَل الشعراء، بل من قبل الخطباء والبلغاء، وقد ظلت قذه الطبیعة عالقة إلى حدما بکلمة "style" حتى الآن فی هذه اللغات إذ تنصرف أولا إلى الخواص البلاغیة المتعلقة بالکلام المنطوق. ولما کانت الأعمال الأدبیة تختلف أساسا عن الخطابة واللغة المنطوقة، فإن تعلق مفهوم الأسلوب بها یشیر إلى بعض الخواص الکلامیة فیها.ویرى بعض الباحثین أن اشتقاق الکلمة من أصل لاتینی –لا إغریقی– کما هى الحال فی معظم المصطلحات البلاغیة الأخرى له أهمیة خاصة، فأرسطومثلاً یستخدم «lexis» أی لغة أوکلمة مقابل "Taxis" أى "نظام" التی تترجم عادة بقول أو أسلوب، لکن کلمة "Stylos" تعنی فی اللغة الإغریقیة "عمودا"، ومن هنا جاءت تسمیة زاهد متصوف مثل "سیمیون" "الأستیلیتا" إذ کان یعیش على عمود قدیم تقشفا وزهدا.أمّا شکل کلمة "style" فی اللغة الإنجلیزیة، بدلا مما کان ینبغی أن تُکتَب به "stil" فمبنی على أساس توهم الأصل الإغریقی، لامطابقة الأصل اللاتینی الحقیقی کما یقول قاموس "أوکسفورد". (فضل، ١٩٩٨م: ٩٣) وهناک تعاریف مختلفة للأسلوب عند أصحاب المدارس المختلفة الغربیة المعاصرة التی تدرس الأسلوب والأسلوبیة معاً،حسب تصوراتها واعتقاداتها، وفیما یلی بعض هذه التعاریف: یقول "شوبنهاور": «الأسلوب هو مظهر الفکر.» (عیاشی، لاتا: ٣٤) یقول"فلوبیر": «الأسلوب وحده طریقة مطلقة لرؤیة الأشیاء ویُتصوّر الأسلوب بالأثر الذی یترکه.» (المصدر نفسه: 35) یقول "ستاروبنسکی": «الأسلوب إعتدال وتوازن بین ذاتیة التجربة ومقتضیات التواصل، أو تجربة الاعتدال بین الأنا والجماعة، فیکون حلا وسطا بین الحدث الفردی والشعور الجماعی.» (المصدر نفسه: 147) یقول "ریفاتیر": «الأسلوب هو فُرادة النصّ.» (المصدر نفسه: 153) ویقول "بییرجیرو": «إنّ کلمة أسلوب إذا رُدّت إلى تعریفها الأصلی، فانّها طریقة للتعبیر عن الفکر.» (المصدر نفسه: 37) ویقول "بوفون": «الأسلوب هو الرجل.» (المصدر نفسه: 34) وأمّا الدکتور منذر عیاشی مضافا إلى هذه التعاریف للأسلوب، فیشیر إلى تعاریف أخرى مطروحة من أصحاب هذه المدارس منها: «الأسلوب حدث لغوی من غیر اتفاق.» (المصدر نفسه: 122) «الأسلوب نظام لنصّ مخصوص لایُقبل القیاس علیه.» (المصدر نفسه: 104) «الأسلوب جزء من القراءة.» (المصدر نفسه: 201) «الأسلوب جزء من المکتوب.» (المصدر نفسه: 37) «الأسلوب خطاب لایعترف بنظامه الخاص.» (المصدر نفسه: 116) «الأسلوب لغة تخلق نظامها بعد أن لم یکن وتتحلّى به.» (المصدر نفسه: 104) «الأسلوب نظام غیر معیاری یؤسس اللغة على خلاف القاعدة ولایعطی للنسق الذی یستخدمه ثَباتا قاعدیّا ولاقوة معیاریة.» (المصدر نفسه: 98) یشیر الدکتور فتح الله أحمد سلیمان إلى تعریف آخر للأسلوب، لایخرج عن التصورات التی عُرِضت قبله وهو: «الأسلوب یعبّر تعبیرا کاملا عن شخصیة صاحبه بل ویعکس أفکاره ویظهر صفاته الإنسانیة، وهذا التعریف من زاویة ما یسمیه المنشىء.» (أحمدسلیمان، 1991م: ٩) ثمّ یقدم تعریفا آخر من زاویة النص الذی یعتمد علی ثنائیة اللغة، الثنائیة التی تقسم اللغة إلى مستویین، مستوى اللغة وبُنیتها الأساسیة، ومستوى الکلام. والمستوى الثانی -مستوى الکلام- ینقسم إلى قسمین آخرین: الاستخدام العادی للغة والاستخدام الأدبی.» (المصدر نفسه: 10) کما مرّ فی التعاریف السابقة فالأسلوب هو النظام، خطاب الرجل والشکل واللغة والتعبیر عن شخصیة صاحبه وجزء من القراءة أو لیس جزءا من القراءة، بل من الکتابة وفرادة النص واختیار وحدث لغویّ وحدث فکری ومن الطبیعی أن تتولّد من کل تعریف اتجاهات مختلفة. العلاقة بین الأسلوب والأسلوبیة ممّا لاشک فیه أنّ الأسلوب وما یعادل هذه الکلمة فی اللغات الأخرى موغلة فی القدم فی مفهوم الإنسان ولغته ونشاطه فی مختلف میادین الحیاة، فهنالک "أسلوب" لکل نشاط، فمثلا أسلوب فی الکتابة والخطابة والقراءة وأسلوب فی التفکیر وأسلوب فی الإدارة والسیاسة ونحوها. أمّا "الأسلوبیة" فهی مصطلح حدیث یَدرس "الأسلوب" فی اللغة حین یُمارسه الإنسان کلاما ینطق به أو یکتبه، فإذن تمتدّ الأسلوبیة امتداد اللغة والأسلوب. یقول الدکتور منذر عیاشی: «... ومادامت اللغة لیست حکرا على میدان إیصالی دون میدان، فإن موضوع الأسلوبیة لیس حکرا –هو أیضا- على میدان تعبیری دون آخر.» (عیاشی، لاتا: ٢٩) ویقول الدکتور عدنان علی رضا النحوی : «والأسلوبیة هى "علم" کما یراها بعض الدارسین الغربیین، أو هى "نقد" أو "فلسفة" أو "نهج"، کما یراها آخرون تقترن دائما بالأسلوب. فحیثما وجد أحدهما وُجد الآخر، فإذن "الأسلوب والأسلوبیة" (style and stylistic) متلازمان.» (النحوی، 1999م: ١٥٤) یبدو مما سبق أنّ "الأسلوب" مفردة مستعملة فی میادین مختلفة عند القدماء ومنها الأدب، أما "الأسلوبیة" فمصطلح حدیث یدرس الأسلوب فی اللغة حین یمارسه الإنسان کلاما ینطق به أو یکتبه، فإذن تمتد الأسلوبیة امتداد اللغة والأسلوب کما أشیر. ویبدو أنها ولو لم تکن مستعملة عند القدماء، ولکن کلّ کاتب أو شاعر أو خطیب قدیم یعرف بأسلوبه الخاص فی نثره أو شعره أو خطابته، وإذن لیس مفهوم الأسلوبیة إلا العلم بالأسلوب بغضّ النظر عن العوامل التی طرحت فیها فی اتجاهاتها الیوم. أمّا الدکتورأحمد سلیمان فیعتبر الأسلوبیة أحد مجالات نقد الأدب قائلا: «الأسلوبیة علم الأسلوب وهی دراسة النص ووصف طریقة الصیاغة والتعبیر وهى أحد مجالات نقد الأدب اعتمادا على بنیته اللغویة دون ماعداها من مؤثرات اجتماعیة، أو سیاسیة، أو فکریة، أو غیر ذلک. والأسلوبیة هى أحدث ما تمخضت عنه علوم اللغة فی العصر الحدیث.» (أحمد سلیمان، 1991م: ٩) ویری الدکتور صبری مسلم: «إذا قلنا علم الأسلوب، فإنّنا نقترب من الأسلوبیة حد الترادف، لأن الأسلوبیة فی بعض وجوهها متأثرة بالمنطق العلمی والنسق المنهجی، وهما من معطیات هذا العصر الذی یهیمن فیه العلم على کل شىء، ومن ذلک إنه یخضع الأسلوب للرؤیة النهجیة.» (صبری، 2009م: www.26sep.net) کما یتضح من القولین السابقین فإن الآراء حول تقدیم تعریف عن الأسلوبیة وعلاقتها بالأسلوب قدتتفاوت بین الأدباء غیر أنّ هناک أشیاء تجمع بین هذه الآراء کما هو واضح فی الرأیین السابقین.
الافتراق الرئیسی بین المواقف العلمانیة والإسلامیة فی المیدان الأدبی ومن المواضیع الهامة التی تستحق الدراسة، تفکیک المواقف الغربیة العلمانیة والإسلامیة بالنسبة للأسلوب والأسلوبیة. ومما لاشک فیه أن هنالک منهجین مختلفین کلّ الاختلاف من حیث النظر والتصوّر للکون والحیاة والإنسان وکذلک للغة ودورها، ومن ثمّ للأدب ومهمته ودوره، وأن کل تصوّر من هذین التصورین یقود إلى تصور خاص به بالأسلوب والأسلوبیة. وأهمیة هذا الموضوع فی واقع المسلمین الیوم تبرز حین تسلّل الفکر العلمانیّ إلى العالم الإسلامی بکل أوجه نشاطه السیاسیّ والاقتصادی والاجتماعی، وکذلک الأدبی بمیادینه المختلفة وکذلک دور اللغة ومنزلتها. بتصفح صفحات التاریخ، یظهر جلیا أن هذه الفکرة ظهرت بعد الثورة الصناعیة والتطور العلمی ظهورا فی مسمَّیین اثنین "العلمانیة" بفتح العین مردافها "secularism" أی عزل الدین عن الحیاة فی جمیع میادینها، والنظر إلى الحیاة نظرة مادیة کاملة وهى مأخوذة من کلمة "العَلْم" بمعنى العالَم وما حواه بطن الفلک و"العِلمانیة" بکسرالعین مردافها "scientism" من کلمة "العِلم" بمعناه البشری وإخضاع کل شىء لعلم الإنسان وتجاربه، وکلاهما یدعو إلى عزل الدین عن میادین الحیاة، وعزل تصوّر الدار الآخرة والإیمان والتوحید. (النحوی، 1999م: ١0) ولقد طرحت "العَلمانیة" أو "العِلمانیة" تصورات مادیة مختلفة فى الفلسفة والفکر والأدب والنقد ومختلف میادین الحیاة. لقدکان من أبرز معالم هذه الاتجاهات أنّها اتجاهات مادیة، تعزل الموضوع عن کل ما لایرتبط به ارتباطا مادیا، وتعزل الموضوعات کلَّها عن "الغیب" وعن الدار الآخرة وعن الإیمان والتوحید، وأخذت تعتبر العقل البشرى مصدر کلّ فکر، والعلمَ الذی تبلغه هو الأساس الذی تقوم علیه الحیاة، وکلّما بلغ الإنسان نجاحا جدیدا فی علم جدید، کان یغمره الفرح بعلمه هذا، وینسیه ضرورة التأمل الأوسع فی الکون. وهذه الأوصاف تذکّرنا بالآیة الشریفة التالیة: Cفلمّا جاءَتهُم رُسُلُهم بالبَیّنات فرِحوا بما عندَهُم مِن العِلم وحاقَ بهم ما کانوا به یستهزؤونَB (غافر: 83) وعندما عزلت العلمانیة "الغیب" عن الحیاة الدنیا وعن جمیع میادینها وجدت نفسها أَمام تنافضات کثیرة تبدولها، ووجد العلمانیون أنّهم کلّما نجحوا فی حل مشکلة واحدة ظهرت أمامهم مشاکل جدیدة، لم تکن ظاهرة ولم تکن تخطر ببالهم. وکلّما سار الإنسان فی هذا الکون مسافة امتدت أمامه آفاق أبعد وأوسع، وکأنّما لم یَسِرْ إلا خطوات قلیلة فی مسافات لامتناهیة. ومن المعالم البارزة الأخرى لهذه الاتجاهات المتأثرة بالعلمانیة، هى الرغبة فی إخضاع کل شیء للعلم، أو لما یسمونه "علما" وکان من بین ذلک الأدب، ومایتصل به. یرى الدکتور عدنان النحوی کل مذهب من هذه المذاهب ردّ فعل للمذهب السابق، إذ یقول: «وحین نطالع هذه المذاهب، نجد أن هنالک خصائص واقعیة تساعد على فهم المذاهب والأحداث. فمن أهم هذه الخصائص أن کلّ مذهب کان یأتی ردّ فعل للمذهب السابق، ویمهّد فى الوقت نفسه لظهور مذهب جدید کردّ فعلٍ له. وسبب ذلک هو أن معظم الفلاسفة ورجال الفکر والأدب نفضوا أیدیهم من "الغیب" والدار الآخرة، وحقائق الإیمان والتوحید. واعتمدوا التصورات البشریة التی لاتستطیع إلا أن تأخذ بجزء من الحیاة.» (المصدر نفسه: ٢٠) أهمّ العناصر المتعلقة بالأسلوب الأدبی من القرآن الکریم مما لاشک فیه، أن لکلّ أدب عناصره التی تبنیه وتبنی جماله ونهجه. فما هو الأسلوب الأدبی من منظور القرآن الکریم؟ ولکی ندرس هذه العناصر فی الأسلوب الأدبی من منطلق القرآن الکریم لابد من وقفة مع الأدیب المنتج الذی یبدع هذا الأدب فهو الرکن الأساسی فی هذه العملیة. إذن یمکن أن نقسم هذه العوامل فی مجموعات منها العناصر المتعلقة بالأدیب المنتج وفطرته وذاته وآثارها الظاهرة فیه من إیمان وتوحید، ونیّة وفکر وعاطفة، وموهبة وغیر ذلک، والتفاعل الذی یتمّ بینها فی فطرة الأدیب والعناصر الخارجة عن الأدیب والمؤثرة فیه کالبیئة والنشأة وتاریخها، والواقع الذی تولّد فیه الموضوع والنص من مکان وزمان وأحداث وما یترک ذلک من آثار فی النفس والفطرة. أما الدکتور النحوی فلا یکتفی بإعطاء الدور الأساسی للأدیب فحسب، بل یولی اهتماما کبیرا بالنص الأدبی کجزء آخر من عملیة الإبداع حیث یقسم العناصر المتعلقة بالنص إلی الصیاغة الفنیة، الموضوع الفنّی والفکرة الموحیة، والجنس والشکل الأدبی والأسلوب. (م.ن: ٢٥٧) فیما یلی یُدرس دور کل واحد من هذه العناصر ومدى تأثیرها فی الأدیب مستندا إلى الآیات القرآنیة.
1. الفطرة سواء أکان الأسلوب مرتبطا بالأدیب المنتج أم بالنصّ الفنی أم بالمتلقّی فإنّه فی جمیع الحالات مرتبط بالموضوع الذی یطرقه الأدیب ویحمله النصّ، والموضوع فی الحقیقة یخرجُ من الإنسان، من طاقته ووسعه ومن تفاعله مع الحیاة. إنّه یخرج من إیمانه وعلمه وتجاربه ومن زاده الذی تحمله فطرته مع ما تحمل الفطرة من قوى أخرى وطاقات ومیول ورغبات أودعها الله فی کیان الإنسان وخلقه وما نعرفه بالفطرة. ماهى هذه الفطرة؟ إنها الفطرة التی فطر الله الناس علیها کما یقول الله عزّوجل فی کتابه الکریم: ﴿فأقِم وَجهَکَ لِلدّینِ حَنیفاً فِطرَتَ اللهِ التی فَطَرَ النّاسَ عَلَیها لا تبدیلَ لِخَلقِ الله ذلِکَ الدّینُ القیّمُ ولکنَّ أَکثرَ النّاس لایعلَمونَ﴾(الروم: ٣٠) ویمکن أن نعتبر الفطرة المستودَع الذی یضم مختلف القوى والقدرات التی أودعها الله فیها. أو أن نشبهها بالبستان الذی یضم الغراس المختلفة والنبع الذی یروی هذه الغراس. وقد أکّد رسول الله (ص) فی حدیثه الشریف وجودالفطرة فی کل مولود إذ یقول: «کلُّ مولودٍ یولَدُ على الفطرة فأبواه یهوّدانه أو ینصّرانه أو یمجّسانه.»(الکلینی، 1365ش: أصول کافی) وللفطرة بصورة عامة حالتان: فطرة سلیمة سویة کما فطرها الله تبارک وتعالى، وفطرة شُوِّهت بالآثام والمعاصی، وانحراف الأبوین أو تقصیرهما، وبتأثیر مختلف قوی البیئة والمجتمع، فیما سمّیت بالفطرة الخاملة. ویبیّن لنا القرآن الکریم هاتین الحالتین فی آیاته المتعددة نشیر منها إلى سورة الشمس حین یقول: ﴿َونَفس وما سَوّاها فَأَلهَمَها فُجورَها وتقواها قد أفلَحَ مَن زکّاها وقَد خابَ مَن دسّاها﴾(الشمس: 10-7) فإذن أن الفطرة هى أساس التصور للإیمان والتوحید، وأساس المنهج الإیمانی للتفکیر، وأساس التربیة والبناء فی الإسلام. ومن الفطرة ومن تفاعل القوى العاملة والمستودعة فیها ینطلق عطاء الإنسان، و یظهر من هذا العطاء الموضوع والنصّ الأدبی والأسلوب والأسلوبیة. ومن هنا کانت حمایة الفطرة أوّلَ حق للإنسان. إنها الحق الأول الأساسی الذی أغفَلته الحضارة العَلمانیة، کما أشیر ولم تلتفت بإغفاله بل أوجدت جمیع العوامل التی تُدمّر الفطرة أو تشوّهها. 2. الإیمان والتوحید إن أول طاقة أودعها الله فطرة الإنسان هی الإیمان والتوحید. والآیة الکریمة تشیر إلى أن الفطرة هى الدین: ﴿فأقِم وَجهَکَ لِلدّینِ حَنیفاً فِطرَتَ اللهِ الّتی فَطَرَ النّاسَ عَلَیها﴾(الروم: 30) وطبعا أساس هذا الدین هو الإیمان بالله والتوحید. ویؤکد القرآن الکریم بأن الإیمان بالله ومعرفته وتوحیده أمر فطرى فی الإنسان کما یقول: ﴿فإذا رَکِبوا فی الفُلکِ دَعَوُا الله مُخلِصینَ لَهُ الدّینَ فَلَمّا نَجّاهُم إلى البَرِّ إذا هُم یُشرکون﴾ (العنکبوت: ٦٥) الإیمان والتوحید هما الینبوعان الغنیان الصافیان اللذان یرویان جمیع القوى والمیول فی الإنسان ریّا عادلا متوازنا علی أساس سنن الله. حتّى تؤدی کلّ طاقة دورها الحقیقی الذی خُلقت له. وفی هذه الحالة تکون الفطرة سلیمة والنفس سویة، ویصل الإنسان إلى الإفلاح کما قال الله تبارک وتعالى: ﴿قد أفلحَ مَن زَکّاها﴾ (الشمس: ٩) فیصبح عمل هذه الطاقات "تقوی" أما إذا تعطل هذا النبع أو سُدّ أو استبدل به غیره فإن الریّ ینقطع أو یفسد أو یضطرب ولا تروى المیول والقوى ریّا متوازنا وعندئذ یکون انحراف الإنسان وخیبته کما قال الله عزّ وجلّ: ﴿وقَد خابَ مَن دَسّاها﴾ (الشمس: ١٠) ویصبح عمل هذه الطاقات المنحرف فجوراً.فإذن منَّ الله على عباده جمیعاً أن جعل الإیمان والتوحید فی فطرة کلّ إنسان، وجعله عهدا وشهادة وموثقا کما قال الإمام علی (ع): «فبعث فیهم رُسُلَهُ وواتَرَ إلیهم أنبیاءهُ لِیستأدُوهم میثاق فطرتِهِ.»(نهج البلاغة: الخطبةالأولی) 3. النیّة النیّة فی الإسلام رکن فی الشعائر. وهى قصد التوجه القلبی إلى الله سبحانه وتعالى مع توافر العزم والتصمیم ومع توافر الرؤیة الواضحة للدرب والهدف، والوسیلة والأسلوب. فإذن منطلقها القلب المرتبط بالفطرة، فهى توفّر تهیئة للنفوس بذلک قبل مباشرة العمل وتثبیتاً للصلة الخالصة مع الله. وهى فی الحقیقة تهب النفس الطمأنیتة والأمن. النیة قضیة یتفرد بها الإسلام. وهى الأساس الذی یجب أن یقوم علیه العمل حتى یُقبَل عند الله، على أن یکون العمل خاضعا لله. فعن رسول الله صلى الله علیه وآله وسلّم قال: «إنما الأعمال بالنیات والخواتیم.» (عابدینی مطلق، 1387م: ١٢٦) وهى وعی وإدراک للعمل الذی یُقبِل علیه المؤمن مهما کان العمل، کلمة تقال أو أدبا یخطّه، أو فعلا یقوم به إنها تطرد الغفلة والارتجال، وتقوّی العزیمة وصدق التوکل. «النیة توفّر الحوافز الإیمانیة إلى المبادرة الذاتیة، وتدفع المؤمن إلى أن یلتزم حدود الله، فلها دور عظیم فی الأدب ودور قوی فی الأسلوب... إنها القوة الدافعة للجمال الفنی، وهى التی تهب الموهبة طاقة الحرکة والعمل، فتُولد الخفقة فی الجمال والدفقة فی العطاء. إن النیة هى مفتاح یَنبوع الإیمان والتوحید لیروی النبع عندما تفتحه النیة جمیع القوى العاملة فی الفطرة ریّا متوازنا. (النحوی، 1993م: 237) والنقطة الأولى اللائقة بالذکر هى أنّ النیة طاقة فی کلّ انسان إمّا مؤمنا متقیا صالحا وإمّا فاسدا کافرا فاجرا. فالمؤمن الصادق تتجه نیته إلى الله سبحانه وتعالى على وعی وعزیمة وتصمیم. أمّا الکافر فتتجّه نیته إلى الدنیا وشهواتها على حذرٍ وفتنةٍ یُزیّن له الشیطان بها عمله حتى یحسبه وعیا، ثمّ تنکشف له الحقیقة ویُذهَب عنه الحذر وتُرفَع عن عینیه الغشاوة إن عاد واهتدى، أو یوم القیامة: ﴿لَقَد کُنتَ فی غَفلةٍ مِن هَذا فَکَشَفنَا عَنکَ غِطَاءَکَ فبَصَرُکَ الیَومَ حَدیدٌ﴾ (ق: ٢٢) والنقطة الثانیة اللائقة بالذکر هى أن من الممکن أحیانا رؤیة بعض مظاهر الخیر فی عمل رجل فاسد أو فاجر أو کافر. فلا یکون ذلک إلا من أثر البقیّة الباقیة من الفطرة المشوّهة، فیکون العمل غیر مرتبط بالنیة الصادقة لله، فلا یُقبَل عند الله کما یقول القرآن الکریم: ﴿وقَدِمنا إلى ما عَمِلوا من عَمَلٍ فجَعَلناه هَباءً منثوراً﴾(الفرقان: ٢٣) 4. العقل والتفکیر إنّ العقل طاقة فی کیان الإنسان، والقرآن الکریم یعبّر فی کثیر من آیاته عن هذه الطاقة بالقلب أو اللب والذی نفهمه من ذلک أن القلب هو الذی یسیطر أو یغذّی سائر الأجزاء. کقوله سبحانه وتعالى: ﴿أفَلَم یَسیرُوا فِى الأَرضِ فَتَکونَ لَهُم قُلوبٌ یَعقِلوُن بِها أَو آذانٌ یَسمَعُون بِها فإنّها لا تَعمى الأبصارُ ولکِن تَعمَی القُلوبُ الَّتی فِی الصُّدُور﴾(الحج: ٤٦) والعقل حین یعمل یُطلِق التفکیر. والعقل والتفکیر یمثلان قدرة الإنسان على التأمل والتدبّر، والدراسة والبحث، وجمع المعلومات وترکیبها وتحلیلها، والنظر والاستکشاف، والفهم والاستیعاب، والتنسیق، واتخاذ القرار والموقف. 5. العاطفة والشعور العاطفة هی طاقة أخرى فی الإنسان، إنها القوة التی تهیِّىء العین فتدمع، وتدفع القلب فیخفق، إنها تطلق الحنان أو القوة، والرحمة أو الغلظة واللطف أو الخشونة. (النحوی، 1999م: 224) إنها طاقة فی الإنسان لاتعمل وحدها، ولکنها تعمل مع سائر القوى فی کیان الإنسان، وهی من أهم القوى التی تعمل معها طاقة العقل والتفکیر. فحینا تغلب طاقةُ التفکیر، وحینا تغلب العاطفة، وحینا آخر تتوازنان. 6. الموهبة هى طاقة خاصة متمیزة یهبها الله لمن یشاء من عباده. والمواهب متعددة ومنها الموهبة الفنیة الأدبیة. وهذه الطاقة یختلف مستواها أیضا من رجل إلى رجلٍ، ولکنها فی جمیع الحالات ترعى وتنمّی بعض الطاقات فی فطرة الإنسان. ویرعاها کذلک الإیمان والتوحید ومن خلال هذه الرعایة التی تتم فی ذات الإنسان وفطرته. (النحوی، 1999م: ٢٥٣) فی الحقیقة تطلق الموهبة التفاعل بین قوّتی الفکر والعاطفة، لینطلق النصّ الأدبی الفنّی الملتزم بالإسلام. 7. المیول والرغبات «لقد غرس الله فی فطرة الإنسان میولا ورغبات، منها المیل إلى الجمال والمیل إلى الکشف عن الحقیقة، والرغبة إلى الإحسان والمیل إلى الکمال.» (جمعی از نویسندگان، 1367ش: ٦٩) فالإنسان علی أساس میله إلى الجمال یمیّز الجمیل من غیره ویرجّحه، ویمیل إلیه سواءٌ أکان صورةً، أو فعلا، أو نصّاً أدبیّاً، أو خلقا طیبا، وإنه علی أساس فطرته یمیل إلى أن یکشف عن الحقائق ویصل إلیها ویعترف بها فی أی مجال کانت، وهکذا أنه یرغب أن یُحسِن إلى الآخرین قولا وفعلا، ویمیل إلى الکمال ویبحث عنه ولأجل هذا لایتوقف طول حیاته عن کسب العلم والأدب والمعرفة. ویری علی أساس فطرته التوقف والسکون سدّا ورادعا للوصول إلى الکمال0 فإذن إنه یمیل إلى عبادة الله ومعرفته لأن الله تبارک وتعالى هو الکمال المطلق إلا أنّ الإنسان المسلم یرى عبادة الله فرضا على نفسه. إن هذه المیول والرغبات ترتوی من نبع الإیمان والتوحید حتّى تؤدی المهمة التی خُلِقَت له. ولو لم یرتو بالإیمان والتوحید والنیة الخالصة فعندئذٍ تصاب الفطرة بالخمول. وعندما تصبح الفطرة خاملة فلایمیّز صاحبها الجمیل من الکریه، ولایکشف عن الحقیقة ولایعترف بها، ولایرغب إلى الإحسان، ولافرق لدیه عندئذ بین الإحسان والإساءة، ولایبحث عن الکمال ویتوقف فی طریقه إلیه، وفی النهایة یفقد الطریق الصواب الذی کان یبحث عنه قبل خمول فطرته. دور "المسؤولیة" فی الأدیب المنتج من رؤیة قرآنیة إنّ الأدیب المنتج حسب الرؤیة القرآنیة نقصد به هنا الأدیب الملتزم بالإسلام الذی یضع تعالیمه نصب عینه فی کل إبداع أدبی. ومما ذکر یتبین أن الفطرة والعوامل المدروسة فیها، لیست هی کل الطاقات والقوى التی وضعها الله فی الإنسان الأدیب، ولکن على أساس الاعتقادات بالإسلام وأحکامه وأصوله، لاشک أنّ هذه العناصر أهمّ ماتُعرف فی الإسلام، ولاشک أن هناک عناصر أخرى خفیّة نجهلها فیعطی الله الأدیب المؤمن الملتزم بل یُلهمه خلال خلقه للنصّ الأدبی. (النحوی، 1999م: 249) وهناک عنصر آخر یلیق بالذکر والدراسة تُسمّی "بالمسؤولیة". وهى التی تجد دورها بعد منح العناصر والطاقات الأخرى للأدیب، ولاسیما بعد عنصرین مهمین وهما "العقل والتفکیر" و"الشعور والعاطفة" إن الإنسان لایُترک بعد أن أعطاه الله هذه العناصر والطاقات، بل جعل الله له مسؤولیة محدّدة فی الحیاة والمجتمع، حتى یُحاسب علیها یوم القیامة، وکان من أهمها مسؤولیة الأدیب عن کلمته وتعبیره. کما یقول الله تبارک وتعالى: ﴿إنَّ السَّمعَ وَالبَصَرَ والفُؤادَ کُلُّ أولئِکَ کانَ عَنهُ مَسؤُولاً﴾(الإسراء: ٣٦) وعلی هذا الأساس لایُتوقع من الأعمى أن یرى، ولایُتوقع من المجنون أن یعقل ویفکّر کعاقل سلیم، لماذا؟ لأن فاقد الشیء لم یکن معطیاً له ولایُسأل عمّا لیس له من القوة والطاقة. فعلی العکس یتوقع من البصیر أن یری والعقیل أن یفتکر، وهذا هو مسؤولیتُه بسبب الشىء الذی أعطاه الله إیّاه. فإذن، المسؤولیة قضیة رئیسة فی الإسلام، وفی الأدب الملتزم بالإسلام، وحسب الرؤیة القرآنیة وهذه من أهم نواحی الاختلاف بین النظرة الدینیة والعَلمانیة فی مختلف میادین الحیاة بعامة، وفی میدان الأدب والأسلوب والأسلوبیة بخاصة. الأدب الملتزم بالإسلام فی الحقیقة نابع من الإنسان المؤمن، مرتبط به ملاصق له. فهو مسؤول عن کلمته ومحاسَب علیها. أمّا النقطة اللائقة بالذکر، فهی أنّ مستوى المسؤولیات تختلف فی کل إنسان، فتؤثر فیها العوامل المختلفة منها الظروف والبیئة ونحوهما، فمثلا مسؤولیة الإمام تختلف عن مسؤولیة المأموم فی المجتمع، کما أنّ مسؤولیة المعلّم تختلف عن مسؤولیة التلمیذ فی الصف. فإذن، لکل أدیب مؤمن مسؤولیاته الخاصة التی تقتضیها القوى والطاقات التی وهبها الله له. ولادة الموضوع الأدبی وموضع الأسلوب فیه من وجهة نظر قرآنیة فی دراسة الاتجاهات الغربیة والعلمانیة للأسلوبیة یبدو أن بعضهم یرى أن الموضوع الأدبی هو ثمرة تجربة شعوریة فحسب، فیرکّزون ترکیزا شدیدا على الناحیة الشعوریة حتى کأنها هى العنصر الوحید المولّد للأدب وموضوعاته. ویرى آخرون أن العقل والفکر والحکمة مصدر الأدب وموضوعاته، ویُغفلون الشعور والعاطفة إغفالا کبیرا. ویرى آخرون أن الواقع وحده مصدر الأدب وموضوعاته. (النحوی، 1994م: 248) وبالرجوع إلى الفکر والفلسفة والأدب منذ الیونان حتى العصر الحاضر، یُثبت أن مسیرة ذلک کلّه کانت تعتمد جزئیة تحسبها هى الحق الشامل، أو تجعلها الحق الشامل. والجزئیة نفسها من تصور بشری مجزوء لایعتمد على التصور الشامل. یری الدکتور النحوی أنّ الموضوع هو القضیة التی یعرضها النصّ الأدبی من خلال الصیاغة الفنیة وسائر العناصرا لفنیة الأخرى واصفا له فی الأدب الملتزم فی الإسلام وصفا جامعا إذ یقول: «الموضوع فی الأدب الملتزم بالإسلام ممتد امتداد الحیاة والکون، ویتجاوز الحیاة الدنیا إلى الآخرة، إنه یدخل أغوار النفس البشریة، وآفاق الکون ومیادین الحیاة، ویبحث ویتأمل ویتدبّر، یصف ویروی ویعظ، ینصح ویوجّه، یقوّی ویدعم الحق ویجاهد ضد الباطل، لیرى فی کل میادینه آیات الله البینات... إنه تفاعل المؤمن مع الحیاة والواقع من خلال إیمانه ورسالته. وکان من رحمة الله أن جعل للمؤمنین النموذج الأعلى، النموذج المعجز المتمثل فی الوحی المتنَزل من عند الله علی محمد(ص)، قرآنا عربیّا غیر ذی عوج، معجزا لایستطیع أحد من الإنس والجنّ أن یأتی بمثله، میسّرا للذکر حتى یسهّل على کل إنسان آمَن واهتدى وعرف العربیة أن یتلو کتاب الله ویتدبّره لیمارسه فی الحیاة الدنیا، حتى کانت ممارسة منهاج الله فی الواقع البشری هى محور الأمانة التی یحملها الإنسان، وأساس الخلافة فی الأرض، وجوهر العبادة فی الحیاة الدنیا، ومعنى عمارة الأرض بحضارة الإیمان وساحة الابتلاء والتمحیص الذی کتب الله على بنی آدم. فمنهاج الله ودراسته وتدبره یفتح للانسان آفاق الکون ومیادین الحیاة لیتولد الموضوع الأدبی فی فطرة المؤمن، فی قلبه وعقله وأعصابه وکیانه کله لیخرج الموضوع الصادق من أعماق أعماق نفسه.» (المصدر نفسه: 249) فإذن الموضوع الأدبی فی الإسلام هو ثمرة الإنسان المؤمن مع الحیاة من خلال إیمانه ورسالته التی یحملها فی الحیاة الدنیا، وإن هذا التفاعل بین الإنسان والحیاة یستغرق فطرة الإنسان والقوى والطاقات العاملة فیها.فإذا تکوّن الموضوع فی نفس الإنسان على أساس هذا التفاعل،فإن القوى تعمل لتطلقه نصّا مستکملا عناصره وخصائصه، مستفیدا من کل العوامل المؤثرة فی حیاة الإنسان، سواء أکانت ذاتیة داخلیة، أو کانت خارجیة مکتسبة. من بین القوی والطاقات التی ذُکرت سابقا فإنّ عوامل مثل "العقل والتفکیر" و"العاطفة والشعور" تتمیز بأهمّیة خاصة فی بناء النصّ الأدبی. ولإیضاح دور هاتین الطاقتین فی بناء النصّ الأدبی یمکن تشبیههما بالقطبین، وتشبیه الأحداث والتجارب التی یمرّ بها الإنسان بالشحنات الکهربائیة التی تستقرّ على هذا القطب أو ذاک، مع مسیرة الحیاة تزداد التجارب، فتزداد الشحنات علی القطبین. ثُمّ تظل شحنات الزاد من العلم واللغة والتجارب والأحداث تتجمّع على قطبی الفکر والعاطفة، حتى تأتی اللحظة المناسبة بقدر من الله سبحانه وتعالى، فیصبح معها طاقتا الفکر والعاطفة، وماتحملان من شحنات مستعدّتین للتفاعل بینهما، فتتحرک الموهبة فی تلک اللحظة، وتُحرّک التفاعل، وتُطلق من التفاعل الومضة والشعلة نصّا أدبیا مستکملا خصائصه الفنیة والإیمانیة. (المصدر نفسه: ٢٥٢) إذن فإن الإنتاج الأدبی والنص الفنی، بکامل خصائصه الإیمانیة والفنیة، هو نتاج هذا التفاعل فی ذات الإنسان، وفی فطرته، بین طاقتین رئیستین هما الفکر والعاطفة، أو العقل والتفکیر والشعور والإحساس وکما ورد آنفا یساهم فی هذا التفاعل القوى والطاقات والمیول التی أودعها الله فی فطرة الإنسان. هناک سؤال آخر وهو مَبدَئیة بناء الأسلوب فی الإنتاج الأدبی والنصّ الفنی. یری الدکتور النحوی أن الأسلوب یبتدىء مع أول خطوة یخطوها الأدیب فی الصیاغة الفنیة قائلا فی وصفها: «فالصیاغة الفنیة هى اختیار اللفظة، وربط اللفظة باللفظة، والتعبیر بالتعبیر، ثم الفقرة بالفقرة، أو بیت الشعر ببیت الشعر، أو الصورة بالصورة، والحرکة بالحرکة، والنغمة بالنغمة، حتى یتکامل النصّ الفنّی، ویتکامل المشهد بجمیع ألوانه وصورته وجرسه، وتبتدىء الصیاغة الفنیة بالکلمة، وللکلمة أربع خصائص توفّر لها القدرة علی الدخول فی الصیاغة الفنیة. هذه الخصائص الأربع هی: - المعنى المعجمی. - الظلال المکتسبة من تاریخ استعمالها وتاریخ اللغة. - قوة الارتباط من لفظة سابقة ولفظة لاحقة. - ثم الجرس والنغمة. لتکون اللفظة بذلک لبنة إلى لبنة لیقوم النصّ الفنی بتکامله، فالکلمة بخصائصها الأربع المتماسکة تساهم فی الصیاغة الفنیة ونجاح الأدیب یبرز فی اختیار الکلمة التی تجمع هذه الخصائص الأربع لکلمةأخرى حتى تتکامل الصیاغة. من هنا یبدأ بناء الأسلوب، ویبدأ الأسلوب عمله. إنه یبتدىء باختیار الکلمة بخصائصها الأربع. إذن فإنّ الأسلوب یبتدىء فی نفس اللحظة التی یبتدىء فیها بناء النصّ الأدبی ویمضی معه، ویتکامل الأسلوب حین یتکامل النص الأدبی.» (النحوی، 1994م: 103) وهنا علی أساس ما ذُکر من العناصر المتعلقة فی ذات الأدیب وفطرته، إن هذا التفاعل والبناء یتمّ فی داخل الإنسان، فی ذاته من خلال شبکة ممتدة فی کیانه کلّه، لتکوّن هذه فطرته التی فطره الله علیها والقوى العامل فیها. إذن فإنه عمل واع لایمکن أن یکون بطریقة لاشعوریة، إنه عمل واع لأن النیة عامل من عوامل بنائه، ولأن الفکر والشعور عاملان رئیسیان، تستقر علیهما شحنات الواقع والنشأة والأحداث والتجارب. إنّه عمل واعٍ لأن الأدیب مسؤول ومحاسَب على کلمته. فلا یکون فی اللاواقع ولا فی الغیبوبة والسکر والخَدَر، والشهوة المجنونة والهوى الغالب. إنه عمل الإیمان والتوحید الذی یجعل کلَّ کلمة عبادة، وکل عبادة خشوعا، وکلَّ خشوع حافزا لانطلاقة وعمل، وسعی وبذل، وکل ذلک خاضع للمسؤولیة والحساب. وعلى هذا الأساس یکون لکل قوة عاملة فی هذه الشبکة الممتدة فی کیان الإنسان وفطرته دور فی بناء "الأسلوب" فی النصّ الأدبی.
النتیجة ١. الموضوع الأدبی فی الإسلام هو ثمرة الإنسان المؤمن مع الحیاة من خلال إیمانه ورسالته التی یحملها فی الحیاة الدنیا، وإن هذا التفاعل بین الإنسان والحیاة یختص فطرة الإنسان والقوى والطاقات العاملة فیها. إذن فإنّ الإنتاج الأدبی والنصّ الفنی، بکامل خصائصه الإیمانیة والفنیة، هو نتاج هذا التفاعل. ٢. مع ولادة الموضوع والنصّ یُولَد "الأسلوب" فیکون الأسلوب جزءا من النصّ الأدبی الفنی، داخلا فی نسیجه وبنائه، لاینفصل عنه. وهو عنصر أساسی من العناصر الستة المتشابکة التی تبنی الأدب من المنظور القرآنی والأحادیث الشریفة، وهی الإنسان والعقیدة والموضوع الأدبی والصیاغة الفنیة والجنس الأدبی والأسلوب. 3. هناک ارتباط وثیق بین الأسلوب والأسلوبیة. فهما متلازمان عادة غیر أنّ هناک فوارق بینهما تتجلی فی کون الأخیرة علما، ولیس ذلک ینطبق علی الأسلوب. کما أنّ هناک فوارق أخری وردت الإشارة إلیها فی ثنایا البحث. 4. إن أهم عنصر من عناصر الأسلوب الأدبی من منظور القرآن الکریم هو الفطرة والإیمان والتوحید ویمکن اعتبار الفطرة المستودع الذی یضم مختلف القوی والقدرات التی أودعها الله منها کما أن الإیمان بالله والتوحید هو الطاقة الأساسیة التی وضعها الله فی فطرة الإنسان. 5. إن لنیة الإنسان الدور الأکبر فی أسلوبه الأدبی. فالنیة فی الإسلام هی رکن فی شعائر وهی بهدف التوجه القلبی إلی الله سبحانه مع توافر العزم والرؤیة الواضحة للهدف. 6. العقل هو عنصر آخر من عناصر الأسلوب من منطلق القرآن الکریم وثمرته التفکیر والتأمل والتدبر. 7. إن ما ذکر من عناصر الأسلوب إذا ائتلف مع عاطفة الأنسان وشعوره وعملت مع سائر القوی فی کیان الأنسان یحدث التوازن فی الأسلوب الأدبی خاصة عندما تجتمع العاطفة مع العقل. 8. تتمیز الموهبة بکونها غیر مکتسبة فهی هبة من الله لمن یشاء من عباده وهی متعددة ومن أهمها الموهبة الفنیة الأدبیة وهی التی تمیز الأسلوب من إنسان إلی آخر. 9. إن سیطرة الإنسان علی میوله ورغباته وتسخیرها فی سبیل الهدف الإلهی الذی یسعی إلیه الإنسان المؤمن تنعکس بشکل مباشر علی أسلوب الأدیب. 10. إن دور المسؤولیة أهم من بقیة العناصر المذکورة. فإن الأدیب المنتج حسب الرؤیة القرآنیة یقصد به الأدیب الملتزم بالإسلام الذی یری نفسه مسؤولاً أمام کل ما ینتجه ویبدعه، وبذلک نری أهمیة هذا العنصر فی الأسلوب الأدبی عند کل أدیب ملتزم بالإسلام. | ||
مراجع | ||
القرآن الکریم. ابن خلدون. (١٣٢٧ق). مقدمة ابن خلدون. لامک: طبعة مصر. ابن منظور. (١٩٨٨م). لسان العرب. بیروت: دار إحیاء التراث العربی. أحمدسلیمان، فتح الله. (١٩٩١م). الأسلوبیة مدخل نظری ودراسة تطبیقیة. لامک: الدارالفنیة للنشر والتوزیع. أنیس، إبراهیم؛ منتصر، عبدالحلیم؛ الصوالحی، عطیة؛ أحمد، محمدخلف الله. (١٣٦٧ش). المعجم الوسیط. الطبعة الثالثة. لامک: مکتب نشر الثقافة الإسلامیة. الجرجانی، عبد القاهر. (١٩٨١م). دلائل الإعجاز. بیروت: دار المعرفة. جمعی از نویسندگان. (1367ش). معارف اسلامی (١).چاپ پنجم. طهران: سازمان (سمت). خلیل، إبراهیم. (١٩٩٧م). الأسلوبیة ونظریة النص. بیروت: مؤسسة العربیة للدراسات والنشر. خلیل، إبراهیم. (٢٠٠٢م). فی النقد والنقد الألسنی. عمان: عاصمة للثقافة العربیة. الزبیدی، محمد مرتضى الحسینی. (١٩٦٧م). تاج العروس من جواهر القاموس. تحقیق عبد الکریم الغرباوی. بیروت: دار الهدیة للطباعة والنشر والتوزیع. الزرقانی، محمد عبد العظیم. (1408ق). مناهل العرفان. بیروت: دار الفکر. الزیات، أحمدحسن. لاتا، دفاع عن البلاغة. الشایب،أحمد. (١٩٤٥م). الأسلوب دراسة بلاغیة تحلیلیة لأصول الأسالیب العربیة. مصر: مکتبة النهضة المصریة. الطوسی، أبو جعفر محمد ابن الحسن. التبیان فی تفسیرالقرآن. بیروت: دار إحیاء التراث العربی. عابدینی مطلق، کاظم. (1387ش)، مجموعه ی کبیر، نهج الفصاحة، نشر فراگفت، چاپ پنجم. عیاشی منذر، لاتا. مقالات فی الأسلوبیة. سوریة: منشورات اتحاد الکتاب العرب. فضل صلاح، (١٩٩٨م). علم الأسلوب، مبادئة وإجراءاته. ط1. القاهرة: دارالشروق. الفیروزآبادی، مجد الدین محمدبن یعقوب. (١٤١٩ق). القاموس المحیط، بیروت، مؤسسة الرسالة، ط6. الکلینی، محمد بن یعقوب.(1365ش). أصول الکافی. تهران: دار الکتب الإسلامیة. الموسوی،أبوالحسن محمد بن الحسین،(1387ق) المعروف بالشریف الرضی. نهج البلاغة،ضبط نصّه وابتکر فهارسه العلمیة الدکتور صبحی الصالح. ط1. بیروت: دار الکتاب اللبنانی. النحوی، عدنان علی رضا. (1999م). الأسلوب والأسلوبیة بین العلمانیة والأدب الملتزم بالإسلام. ط1. لامک: دار النحوی للنشر والتوزیع. النحوی، عدنان علی رضا. (1994م). الأدب الإسلامی إنسانیته وعالمیته. ط1. دار النحوی للنشر والتوزیع. النحوی، عدنان علی رضا. (1993م). النیة فی الإسلام وبعدها الإسلامی. ط3. لامک: دار النحوی للنشر والتوزیع.
المواقع الإلکترونیة السنانی، بندر مبارک. مقال تحت عنوان «الأسلوبیة العربیة والبلاغة العربیة». الموقع WWW.merbad.net/vb/showthread.php صبری، مسلم. مقال تحت عنوان «هل الأسلوبیة مدرسة أو منهج نقدی». الموقع(www.26sep.net) | ||
آمار تعداد مشاهده مقاله: 2,404 تعداد دریافت فایل اصل مقاله: 25,496 |