تعداد نشریات | 418 |
تعداد شمارهها | 10,005 |
تعداد مقالات | 83,621 |
تعداد مشاهده مقاله | 78,331,345 |
تعداد دریافت فایل اصل مقاله | 55,377,657 |
التکرار فی الشعر الفلسطینی الحدیث؛ مجموعة العصف المأکول الشعریة نموذجًا | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
إضاءات نقدیة فی الأدبین العربی و الفارسی | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مقاله 3، دوره 7، شماره 26، مهر 2017، صفحه 84-61 اصل مقاله (230.42 K) | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
نوع مقاله: علمی پژوهشی | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
نویسندگان | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
عباس یداللهی فارسانی* 1؛ محمود شکیب انصاری2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
1أستاذ مساعد فی قسم اللغة العربیة وآدابها بجامعة الشهید چمران أهواز، إیران | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
2أستاذ فی قسم اللغة العربیة وآدابها بجامعة الشهید چمران أهواز، إیران | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
چکیده | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
یستهدف البحث دراسة ظاهرة التکرار بأنماطه المختلفة فی المجموعة الشعریة المعنونة "العصف المأکول". اتخذ الشاعر الفلسطینی الحدیث هذه التقنیة للتعبیر عما ألمّ بالشعب من مصیبات وویلات إثر الاحتلال الصهیونی من جانب، وإضفاء نمط من أنماط الموسیقی والإیقاع علی شعره من جانب آخر. کما یحاول البحث التعرف علی محاور التکرار وصوره المختلفة التی تمثّلت فی الصوت والکلمة و الفعل و الضمیر و الرموز والعبارة ودور هذه المحاور فی بناء الجملة وقدرتها علی تکوین السیاقات الشعریة الجدیدة معتمدا علی المنهج الأسلوبی. یتبین للقارئ عبر إمعان النظر فی هذه المجموعة الشعریة أنّ التکرار أقام صلات وطیدة بین الشاعر وما أصاب مسقط رأسه من ویلات ونکبات اعتصرت نفسه و من هنا خلق هذا الأسلوب البیانی نمطاً من الأجواء النفسیة داخل النسیج الشعری حیث جعلته یعبّر عنا ألمّ به من آلام نفسیة ومکنونات داخلیة بغیة تثبیت المقصود فی نفسیة المتلقّی. وأخیرًا خلص البحث إلی أنّ الشاعر الفلسطینی اتخذ التکرار أداة ناجعة للکشف عن هواجسه ومشاعره الدفینة، التأثیر فی المتلقّی، ورسم کل ما اقترف الکیان الصهیونی من الممارسات الإجرامیة. | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
کلیدواژهها | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
العصف المأکول؛ التکرار؛ الکیان الصهیونی؛ الموسیقی؛ الشعر الفلسطینی | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
اصل مقاله | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
یعتبر التکرار من أسالیب التعبیر التی استخدمها الکتاب والشعراء لفهم النصوص الأدبیة وقد عالجها القدامی والبلاغیون العرب منذ أقدم العصور وکان له حضور نشیط وفعّال عندهم. إذا دققنا النظر فی التراث العربی القدیم نجد أنّ الجاحظ کان أول من تطرق إلی دراسة التکرار وتحدث عنه وکشف عن أهمیته ومکانته فی الأدب وبیّن محاسنه ومساوئه حیث یقول: «لیس التکرار عیًا، مادام لحکمة کتقریر المعنی،أو خطاب الغبی أو الساهی، کما أنّ ترداد الألفاظ لیس بعیّ ما لم یتجاوز مقدار الحاجة ویخرج إلی العبث.» (الجاحظ: 1998م، ج1: 79) یتبین من خلال إمعان النظر فی ظاهرة التکرار فی النصوص الأدبیة أنّ هذه الظاهرة لا تقوم علی مجرد التکرار داخل النسیج الشعری فقط، بل تحتوی علی انفعالات نفسیة وروحیة مما تجعل الشاعر یعبّر عن همومه ومشاعره الدفینة أثناء إنشاد المقطوعات الشعریة بغیة التأثیر فی المتلقی وهذا مما لا یدرک إلا من خلال دراسة هذه الظاهرة فی السیاق الشعری. مما لا ریب فیه أنّ تقنیة التکرار من أهمّ الوسائل والأدوات التعبیریة التی تجعل الشاعر ینمّ عن تشکیل مواقفه الفکریة ورؤاه الأدبیة وتصویرها تجاه ما أحاط به من الظروف والواقع الملمّ، فالتکرار من الأنماط التعبیریة التی تساعد علی تجدید العلاقات الفکریة داخل الإطار الأدبی وإثراء الدلالات وتنمیتها ضمن النسیج الشعری. أخذت ظاهرة التکرار فی الأدب العربی الحدیث بصورة عامة وفی الشعر الفلسطینی بصورة خاصة منهجا جدیدا حیث استخدمها الشعراء للتعبیر عن الواقع المحیط بهم بغیة تصویر ما ألمّ بالبلدان الإسلامیة خاصة فلسطین من نکبات وویلات تثیر الهموم والأشجان لدی کل من یشعر بالمسئولیة والإنسانیة تجاه المجتمع الإسلامی. مما لا ریب فیه أنّ هؤلاء الشعراء استخدموا تقنیة التکرار من أجل الإبانةعن جرائم الکیان الصهیونی ضد الفلسطینیین من الأطفال والنساء وما حلّ بهم من قتل وتشرید وإراقة دماء الأبریاء رغم الصمت المخزی من قبل الأوساط الدولیة ومعظم البلدان الإسلامیة. من هنا یتمیّز التکرار بکونه یستهدف اکتشاف المشاعر والأحاسیس الدفینة والکشف عن دلالات داخلیة فیما تشبه البثّ الإیحائی، فینزع التکرار إلی إبراز إیقاع درامی. (عید، 1999م: 60)
أسئلة البحث یحاول البحث تسلیط الأضواء علی هذه الأسئلة المطروحة: 1- ماذا أراد الشاعر الفلسطینی الحدیث من خلال توظیف تقنیة التکرار ضمن خارطة النص الشعری؟ 2- کیف أثّرت الظروف المختلفة فی استخدام التکرار لدی الشاعر الفلسطینی؟ 3- هل استطاعت تقنیة التکرار التعبیر بصورة واضحة عن مواقف الشاعر الشعریة والشعوریة؟
خلفیة البحث لم یتناول الباحثون تقنیة التکرار فی المجموعة الشعریة المسماة ڊ"العصف المأکول"، ولم تجر دراسة مستقلة قائمة بذاتها حتی الآن فی هذا الدیوان. یعتبر التکرار من أهمّ المرتکزات الفکریة والموسیقیة فی الشعر الفلسطینی الحدیث وقام عدد غیر قلیل من الکتاب والباحثین بتحلیل هذه الظاهرة وذکر محاورها ضمن النصوص الشعریة وعالجوها، إلاّ أنهم لم یتناولوا الموضوع بعینه ضمن دیوان العصف المأکول، فهذه الدراسة هی أول دراسة تجری فی هذا المجال. من أهمّ الدراسات التی تمّ نشرها حول هذه المجموعة الشعریة ما تلی: 1- ألفاظ النصر فی دیوان العصف المأکول دراسة لغویة. جهاد یوسف إبراهیم العرجاء و عباس یداللهی فارسانی. مجلة دراسات الأدب المعاصر. جامعة جیرفت. العدد السادس والعشرون. السنة السابعة. 1394ش. صص 32-9. 2- التناص القرآنی فی دیوان العصف المأکول. محمد مصطفی کلاب. مجلة الجامعة الإسلامیة. عزة .فلسطین. مج 24. العدد 2. 2016م. صص41-23.
منهج البحث اعتمد الباحث فی إعداد هذا البحث علی المصادر الأدبیة التی تمتّ بصلة إلی الشعر الفلسطینی الحدیث خاصة دیوان العصف المأکول معتمدا علی المنهج الوصفی- التحلیلی لفهم تقنیة التکرار وأسالیبها المختلفة فی المجموعة الشعریة وذکر نماذجها.
1- التکرار من منظور اللغة والمصطلح یعتبر التکرار إحدی الطاقات التعبیریة الفعّالة فی بنیة النص الشعری الذی یقوم بدور عملیة استحضار المعنی. فالتکرار مصدر الفعل کرّ بمعنی إعادة الشیء مرة بعد أخری ویقال کرّرت علیه الحدیث إذا ردّدته علیه والکرّ الرجوع علی الشیء ومنه التکرار. (ابن منظور، ج5، 1997م: مادة کرّ) کما ذهب الجرجانی إلی أنّ التکرار «عبارة عن الإثبات بشیء مرة بعد أخری.» (الجرجانی، 2007م: 113) یتحدد مفهوم التکرار فی أبسط مستوی من مستویاته بأن یأتی المتکلم «بلفظ ثم یعیده بعینه، سواء أ کان اللفظ متفق المعنی أو مختلفًا، أو یأتی بمعنی ثمّ یعیده، فالفائدة فی إثباته تأکید ذلک الأمر وتقریره فی النفس، وکذلک إذا کان المعنی متحدًا وإن کان اللفظان متفقین والمعنی مختلفًا فالفائدة بالإتیان به للدلالة علی المعنیین المختلفین.» (عبید، 2001م: 15) یعبّر التکرار فی طیاته عن تلک الدلالات الفنیة والنفسیة التی تخامر الشاعر أو المتکلم مما تساعده علی إثراء التجربة الشعریة والتعبیر عن معطیاته الفکریة والأدبیة ضمن الکلام وتخلق أجواء منسجمة ولوحات متماسکة بین المتکلم والمتلقی من أجل تنسیق الدلالة وتطویر المعنی وإخصاب شعریة النصّ بحیث یعمل التکرار فی خلق نمط من أنماط التضامن والتلاؤم بین المتکلم والمتلقی لیرافقه فی کل یأتی من مواقف ووجهات النظر.
2- مکانة التکرار فی الشعر العربی الحدیث یعدّ التکرار سمة بارزة فی الشعر العربی الحدیث وظاهرة تجدر بالعنایة والاهتمام لما له من دور هامّ فی بناء القصیدة العربیة الحدیثة، «فقد جاءت علی أبناء هذا القرن فترةٌ من الزمن عدّوا خلالها التکرار لونًا من ألوان التجدید فی الشعر.» (الملائکة، 1967م: 230) ویشتمل علی إمکانیات تعبیریة وجمالیة وإیقاعیة تجعل الشاعر أو المتکلم یرتفع بالنص الشعری إلی مرتبة الأصالة والوجود بالنسبة إلی مکانته فی النقد الأدبی القدیم الذی «ظلّ فی إطار محدود سواء فی أنماط بنائه أو فی دلالاته.» (السید، 2006م: 142) لیس التکرار فی النقد الأدبی الحدیث مجرد نقل الألفاظ والعبارات داخل النص، بل یعدّ ضربًا من ضروب العلاقة بین مفاهیم التکرار لغویًا - ووظائفها داخل النص – نصیًا (عبدالمطلب، 1988م: 109)، فمن ثمّ یعتبر التکرار «تکنیکًا فنیًا من تکنیکات القصیدة الحدیثة علی أیدی شعراء التفعیلة الذین استعملوه علی نطاق واسع وبأشکال متنوعة ودلالات عمیقة.» ( المصدر نفسه) 3- دیوان العصف المأکول فی سطور لایزال الشعر منذ أقدم العصور ذلک الینبوع الثرّ للشعراء والمتکلمین الذی ساعدهم علی تعبیر أحسن وأدقّ عمّا یجری حولهم من أحداث ووقائع بغیة تحریض المتلقی وتشویقه وإیقاد الحماسة فی الصدور. عمل الشعراء الفلسطینیون فی عصرنا الراهن فی مجال التوعیة والتبصیر ضدّ ما قام به الکیان الصهیونی فی العالم والمنطقة من جرائم الحرب والمؤامرات والدسائس ضد الشعوب المسلمة خاصة الشعب الفلسطینی المضطهد، فمن ثمّ استخدموا فکرة المقاومة لصدّ هذه الهجمات العنیفة فی العالم الإسلامی وکان لغة الشعر من أهم الوسائل والأدوات الطیعة فی هذا المجال. ومن هنا قامت رابطة الکتاب والأدباء الفلسطینیین فی غزة بتجمیع القصائد التی قیلت فی معرکة العصف المأکول (2014م) وأصدرتها فی دیوان یحمل اسم المعرکة (دیوان العصف المأکول). 4- أنماط التکرار فی دیوان العصف المأکول یتبین لنا من خلال تدقیق النظر فی دیوان العصف المأکول أنّ شعراء المقاومة استخدموا هذه التقنیة للإلحاح علی المواقف الواردة ضمن النسیج الشعری وتحدیدها وإضفاء بعد من الأبعاد الغنائیة علی بنیة الشعر، فصار التکرار ضمن النسیج الشعری لدیهم بمثابة القافیة للشعر کما استطاع الشعراء من خلال ذلک تصویر ما ألمّ بمسقط رأسهم وما عانی المجتمع الإسلامی من ویلات وثورات وتطورات. ومن ثمّ صار التکرار سمة من السمات اللازمة فی هذه المجموعة الشعریة بحیث لایستقیم الشعر إلا به ولا تتحقق تلک الطاقات الشعریة الکامنة من دونه.استخدم هؤلاء الشعراء هذه الظاهرة لتکسبوا الشعر نفحة روحیة ونفسیة ترفع من قیمة المقطوعات الشعریة والنماذج الأدبیة، وللتعبیر عن وظیفة الإشعار والتوعیة والنهوض بالشعر والتأثیر، فإنّهم کانوا علی ثقة بأنّ الشعر «یتوجه إلی قلب القاریء ولا یتوجه إلی عقله ولذلک فمن ممیزات النص الشعری التکرار، فالتکرار منکر فی النثر بینما هو القاعدة فی الکتابة الشعریة.» (لوتمان، 1995م: 135) 4-1- تکرار الصوت یعتبر الصوت إحدی اللبنات الهامة لهیکلیة الکلمة ولا یتکوّن الکلام من دونه، وهو الذی یحمل فی طیاته الأنعام الرائعة أو المؤذیة التی تصور موقفًا ما أو حادثة ما. فالصوت أصغر وحدة لغویة غیر قابلة للتحلیل، أی أنّ الصوت هو اللبنة التی تشکل اللغة أو المادة الخام التی تبنی منها الکلمات أو العبارات. (عمر، 1997م: 401) عرّف ابن جنّی ظاهرة الصوت حیث یقول: «اعلم أنّ الصوت عارض یخرج مع النفس، مستطیلًا متصلًا حتی یعرض له فی الحلق والفم والشفتین ومقاطع تثنیه عن امتداده، واستطالته، فیسمّی المقطع أینما عرض له حرفًا.» (ابن جنّی، 1954م، ج4: 6) مما لا ریب فیه أنّ الأصوات هی التی تشکل اللغة وتساعد المتکلم علی التعبیر عن کل ما یجیش فی صدره ویخامر کیانه، فکل اللغة قبل أی دراسة یجب دراسة أصواتها ووحداتها اللغویة وتجمعاتها الصوتیة، کما أنّ دراسة الدلالات تمتّ بصلة وثیقة إلی دراسة التبادلات الصوتیة. فیحتاج اللغوی إلی علم الأصوات دائمًا مهما کان منهجه - سواء أ کان وصفیًا أو تاریخیًا أو معیارًیا أو مقارنًا- . (عمر، السابق: 402) یعتبر تکرار الحروف أو الأصوات فی اللغة العربیة من الظواهر القدیمة التی یعرفها الإنسان من قدیم الزمان مما یخلق تأثیرًا هامًّا فی التعبیر عن الهموم النفسیة والدخائل الفکریة والتجربة الشعریة وسعة المعلومات لدی کل شاعر أو إنسان طیلة القرون والعصور. یلعب التحلیل الصوتی دورًا بارزًا ورئیسیًا فی الکشف عن فاعلیته وتأثیره فی نفسیة المتلقی. من نماذجه ما ورد فی المدوّنة حیث یقول الشاعر: فهل فی غزّة العید فهذا العطر للعید وهذی کسوة العید نجهزها لسهرة لیلة العید لئلا یغضب العید (دیوان العصف المأکول، 2014م: 22-21) یتبین لنا من خلال هذه المقطوعة الشعریة أنّ الشاعر عمد إلی تکرار کم هائل من الأصوات التی هی تلائم وتنسجم مع تلک التجربة الشعریة والمرارة التی ذاقها فی البلد المحتلّ، فنراه یلتفت إلی ظاهرة التکرار «من خلال إعادة وحدات صوتیة معینة تجعل النص الشعری یحفل بالإیقاعات المتنوعة التی تغنی الجانب الإیحائی والتعبیری فیه.» (أمانی، 2002م: 75) نجد من خلال هذه المقطوعة کثافة صوتیة لافتة للنظر الذی ینجم عن تکرار الصوت "العین" مقرونة "بالیاء" فی اللفظة (العید) التی جاءت خمس مرّات لتقوم بدور کبیر فی الخطاب الشعری، ومن الواضح أنّ الإکثار من الحروف الحلقیة کالعین یناسب جوّ القدرة والحرب والاصطدام والصخب. (المطلّبی، 1984م: 130) تنبع الأهمیة الموسیقیة لحرف (الیاء) من کونها من الحروف التی «تفسح المجال لتنوع النغمة الموسیقیة للکلمة الواحدة أو الجملة الواحدة لسعة إمکاناتها الصوتیة ومرونتها.» (المصدر نفسه: 140)، ولعلّ ما یؤدّی إلی زیادة قدرة هذا الصوت عند السماع والانتظام الموسیقی أنّه من الأصوات المجهورة بأسرها. کما یدلّ الانتقال من الأصوات التی توحی بالشدة إلی الأصوات الخافتة التی تمثل اللیونة خلق ضرب من الحرکة الداخلیة التی تنجم عن الإحساس بالتجربة الملیئة بالتوتر والانفعال الذی یرتبط ارتباطًا شدیدًا بنفسیة الشاعر. یضفی هذا التکرار علی المقطع الشعری نغمة موسیقیة اتسمت بالجهر والانفتاح الصوتی، مع أنّ هذین الحرفین من الحروف التی تتّسم بالوضوح السمعی وهذا التوظیف یدلّ علی مقدرة الشاعر وافتنانه فی استثمار العلاقات الصوتیة والدلالیة بین هذین الحرفین لیکسب المقطوعة إیقاعًا یتمتع بنغمة موسیقیة هادئة متداخلة، فضلًا عما أفادته عملیة التکرار من إیقاع موسیقی ضمن المقطوعة وأسهم أعظم إسهام فی التعبیر عن الفکرة الرامیة إلیها وتعزیز موسیقیة الأبیات وزیادة تماسکها. من المعلوم خلال المقطوعة أنّ الشاعر استطاع عبر عملیة التکرار التعبیر عن همومه النفسیة والهواجس المکنونة التی اعتصرت نفسه إثر قضیة الاحتلال وما یعقبها من قتل وتشرید واعتداء علی الحقوق وإراقة الدماء. فالعید فی هذه المقطوعة یعبر فی طیاته عن النصر القادم والموعود الذی سینجی الفلسطینیین من براثن الإرهاب والتدمیر، وهو رمز الانتصار والفوز ویحتوی علی الفرح والسرور السرمدی الذی من شأنه تفجیر الثورة فی کیان الإنسان.
4-2- تکرار الکلمة لکل کلمة داخل النسیج الشعری وظیفة دلالیة محددة، فإذا تکررت تسترعی الانتباه وتلفت الأنظار لما لها من شدّ الانتباه داخل النص. فی الواقع تشکل الکلمة «المصدر الأول من مصادر الشعراء والتی تتشکل من صوت معزول أو من جملة من الأصوات المرکبة الموزّعة داخل السطر الشعری أو القصیدة بشکل أفقی أو رأسی، وهذه الأصوات تتوحد فی بنائها وتأثیرها، سواء أ کانت حرفًا أم کلمة ذات صفات ثابتة کالأسماء، أو ذات طبیعةمتغیرة تفرضها طبیعة السیاق کالفعل.» (شرتح، 2010م: 493) من نماذج تکرار الکلمة ما جاء: صباح الدّم یا غزّة صباح الصّبر صباح النّصر صباح الضّیف والشهداء والأشلاء صباح الشیخ صباح الرعد یوقظنا صباح البحر صباح السیف والمنجل صباح الحرب یا وطنی، صباح العار یا عربُ صباح النصر من دمنا (الدیوان، السابق: 13) عمد الشاعر خلال هذا السطر الشعری إلی توظیف التکرار فی رسم الصورة الحقیقیة والمعاناة النفسیة التی عاشتها غزّة برمزیتها للشعب الفلسطینی المضطهد الذی یعانی مرارة المحتلین وتنکر العرب الذین خذلوا هذا الشعب وحیدًا فی ساحة المقاومة والصمود. وفق الشاعر فی توظیف تقنیة التکرار للفظة "صباح" أحد عشر مرة مع ذلک الخیال الوارد فی النص والموسیقی الناتجة عن حسن التوظیف والدلالة الصوتیة والموسیقی الخارجیة من تلک اللفظة المستخدمة داخل النسیج من أجل التعبیر عن عمق المعاناة التی یعیشها الشعب الفلسطینی.لا یزال الشعر یؤکد علی المقاومة والصمود بغیة قدوم بزوغ الفجر والانتصار من وسط هذا الظلام الدامس، فهذا التکرار أفاد التوکید علی النصر وتحقیق الآمال والتفاؤل.بذلکتکسب همومه وآلامه حضورًا وتأثیرًا فی نفسیة المخاطب. کشف الشاعر من خلال توظیف التکرار عن ألم المصیبات والنکبات التی انتابت غزة وأهلها، وخذلان العالم المتستر بثوب الإنسانیة المزیّفة، الذی یذبّ عن الأعداء ویساعدهم بالمال والأسلحة الفتّاکة. نلاحظ من خلال النص أنّ اللفظ (الصباح) یسبغ علی النص انسجاما وتلاحما یبعث بصمات تثیر اهتمام المتلقّی بعد أن یفرغ شحناته النفسیة برمّتها. ومن ثمّ یسهم فی إبراز الفکرة المرکزیة للقصیدة التی تتمحور حول النجاح والخلاص والسرور، کما یحیل علی المغزی الذی تستّر خلف الکلمة المفتاح.
4-3- تکرار الفعل تبنی القصیدة علی حرکة الفعل، فالجملة تبتدئ به أو تتکون منه. هذا النمط من التکرار أعنی تکرار الفعل یتضمن ثلاث أزمنة: الماضی، المضارع والأمر.وبذلک جعل من هذه الصور الثلاثة بؤرة مرکزیة لمبدأ الانعتاق والانفلات والرفض لهذا الواقع المؤلم الذی یسعی للخلاص منه.کما حاول من تکرار الفعل نقل القارئ إلی جوّ النص وإلی الفضاء الذی یعیشه الشاعر، ومن هنا حاول الشاعرتجسید تجربته الانفعالیة وموقفه الشعری. من نماذج هذا التکرار ما ورد: تموت الطفولة یا غزّتی یموت الفراش.یموت الکبار. یموت الصغار.یموت الکنار وحتّی الحساسین أیضا تموت وحتی المحاریب أیضا تموت یموت الهواء، یموت السلام، تموت البذور التی أشرقت وقلبک یعرف غدر القبیلة ویعرف کیف یضیء السَّنا ویعرف کیف یعیش المنی ویعرف عینًا همت فی خشوع ویعرف أین تسیل الدُّموع (المصدر نفسه: 13) لاحظنا من خلال خارطة النص أنّ الشاعر عمد إلی تکرار الفعلین المضارعین "یموت" (عشر مرّات) و"یعرف" (خمس مرّات) لتمثیل کثرة لحظة الحضور وتعود أهمیة هذا الجانب الزمنی إلی أنّه یعلن کل ما یعانیه الشاعر وبذلک یفیض الوجدان المشترک فی بنیة النص. وبذلک یشعر المخاطب بتکریر دلالات الاستمرار والدوام وهذا هو مقاساة الشاعر الروحیة التی صارت جزءًا من أفکاره ورؤاه. تدلّ هذه الصیغ الفعلیة علی الحرکة والنموّ والانطلاق والتوثب بحیث تشکّل بناء درامیًّا ساهم فی التعبیر عن الحالة النفسیة التی یعیشها الشاعر. فالقصیدة بشکل عامّ تکشف عن خیبة الشاعر وآلامه الموزعة بین حالتی السخط والضیاع ویجسّد علی نحو بارع الشعور بالانکسار المنطوی علی الأمل. یعبر توظیف الفعل المضارع داخل السطر الشعری عن حدوث الوقائع واستمراریتها فی الزمن الراهن وموقفه منها، أو سیحدث (الفعل المضارع) الآن، ویتأرجح بین الحال والمستقبل. تبلور استخدام الفعل المضارع فی الحوار المباشر وغیر المباشر الذی حاول الشاعر عبره تأسیس علاقة التوحّد بین شعوره وشعور المخاطب ووسیلته الفاعلة ههنا هو التکرار. من ثمّ یعطی فضاء النص الشعری نمطًا من الثبات فی الزمن، لأنّ هذا الفعل یدلّ فی طیاته علی الحقیقة الثابتة التی تجری داخل النسیج وهی التی رمی إلیها الشاعر مستهدفًا إبراز تأثر الزمن الراهن والمستقبل من تلک الهزیمة التی أصابت الکیان الصهیونی فی الحرب 2014م، وأنّ تلک الخسائر الفادحة للعدوّ ترکت آثارًا باقیة ستکون ماثلة للعیان.یمثّل التکرار هنا غرضًا هامًّا ینمّ عن معنی مرتبط بالمعنی العام للقصیدة التی ورد فیها، فضلًا عن دوره فی تنظیم الإیقاع وإکمال الوزن. إذا أجلنا النظر فی هذه المدونة الشعریة نجد أنّ توظیف الأفعال یتکوّن حسب النسبة المئویة التی تلی:
یتبین لنا من خلال قراءة هذا الجدول أنّ الفعل المضارع فی المدونة أکثر استخدامًا حیث حاز الرتبة الأولی ویکشف عما یحمله الفعل المتکرر من وقع انفعالی علی المخاطب ومدی انفعال الشاعر الذی أخذ ینمو ویتسع مع نموّ التکرار الذی تمکّن من نقل الحالة الخاصّة إلی المتلقّی لیثیر إحساسًا فی وجدانه.
4-4- تکرار البدایة المراد بتکرار البدایة، تکرار اسم أو فعل أو حرف من حروف المعانی فی بدایة المقطع الشعری أو الأسطر الشعریة ویمکن تکرارها بشکل متتابع أو غیر متتابع حیث ترمز ضمن النسیج الشعری إلی دلالات محددة. یدل هذا النمط من التکرار علی اهتمام الشاعر وعنایته بالموضوع والفکرة التی یرمی إلیها، فمن ثمّ ذهب بعض النقاد إلی أنّ هذا الضرب من التکرار «یوحّد القصیدة فی اتجاه یقصده الشاعر وإلاّ کان زیادة لا غرض له.» (الملائکة، 1967م: 236) الذی یستهدفه هذا الضرب من التکرار «الضغط علی حالة لغویة واحدة وتوکیدها عدّة مرّات بصیغ متشابهة ومختلفة من أجل الوصول إلی وضع شعری معین قائم علی مستویین رئیسیین: إیقاعی ودلالی.» (عبید، 2001م: 18) مما لا ریب فیه أنّ هذا الضرب من التکرار یلعب دورًا هامًا فی توجیه الدلالة وتماسک مقاطع النص ویمثّل اضطراب نفسیات الشعراء المتوترة ویعبّر بصورة واضحة عن تکثّف القوی للتحرر والانطلاق. التفت القدامی إلی ظاهرة التکرار فی بدایة النص الشعری وجعلوه مختلفًا بما یقرره، ومنهم من علّل ذلک بأنّه «لما کانت الحاجة إلی تکرارها والضرورة إلیها داعیة لعظم الخطب وشدة موقع الفجیعة، مما یدلل علی أنّ الإطناب عندهم مستحب کما أنّ الإیجاز فی مکانه مستحب.» (أنیس، 1978م: 165) من نماذجه ما یقول: قولی لغزّة لملمی أشلاءنا واصنعی منها القذائف قولی لغزّة لملمی أشلاءنا واصنعی منها اللفائف قولی لغزّة جمعی أشلاءنا وانسجی منها اللواء قولی لغزّة جمعی أشلاءنا وشکلی منها الورود قولی لغزّة جمعی دماءنا (الدیوان، السابق: 29)
إنّ المتأمل فی القصیدة یجد أنّ الشاعر عمد إلی تکرار البدایة "قولی لغزّة" أربع مرّات و"یا حرب سنُجریها" ثلاث مرّات.الذی یظهر لنا من خلال الأسطر الشعریة هو أنّ الشاعر یصرخ بقوة وبکل کیانه تجاه ما حلّ بغزّة من قتل وحرب واعتداء وطغیان ویصوّر تلک المجازر التی اقترفها الکیان الصهیونی وحلفاؤه فی غزّة علی مرأی العالم وهذا الأمر مما یعمق آلامه وصرخاته التی یرددها لیسمع الناس فی أنحاء العالم عبر إیقاعات موسیقیة متوالیة، وبناءات لغویة تتراوح بین الکلمة والعبارة مما جعلته یلجأ إلی أنماط أسلوبیة ولغویة متنوعة تؤدّی إلی تجسید آلامه وأحزانه وکل ما یدور فی کیانه من حیرة واضطراب وهموم نفسیة. جاء هذا التکرار حاملًا فی تضاعیفه أبعادًا إیحائیة وإنسانیة تتلاحم مع الموقف الذی یعیشه الشاعر وهو الشعور بالانتصار وقهر الأعداء. فالموقف الثوری والشعور بالانتصار والمثابرة هما اللذان فرضا علی الشاعر الاتکاء علی تکرار البدایة.حقق تکرار البدایة تردیدًا موسیقیا یتعاضد مع الثورة التی تهیج فی نفسیة الشاعر وذلک الصمود والکدّ الذی یطمح إلی تحقیقه. یتبین لنا أثناء المقطوعة أنّ الشاعر خلق من التکرار جملة مرکزیة تصوّر آلامه وأشجانه لینمّ من جانب عن صورة العالم المنطوی علی النفس والنائم علی النکبات والضحایا، ومن جانب آخر یمثّل تلک الدماء المسفوکة من غیر ذنب ویحرّض الشعب دومًا علی الصمود والمقاومة. وقد آن الأوان لانطلاق العالم من سباته العمیق. ألحّ الشاعر علی هذا النمط الأسلوبی حیث خلق منه وسیلة للفخر بالوطن المحتلّ والذی کان یومًا مصدر الفخر والعزّة والمجد والازدهار. وأما الیوم فقد وقع فی براثن الاحتلال حیث مزّقه العدو الغاشم والشرس. نجد الشاعر یرکز علی فعل الأمر لیدل علی أنّ البطش والظلم سُنّة ثابتة من قبل الجبابرة والظَلَمَة، ومع ذلک فالمقاومة والصمود نهضة دینیة لا تتوقف وتستمر دائمًا. لعل توکیده علی فعل الأمر وأسلوب النداء مما یدلّ علی الجهاد والمثابرة. فجاء التکرار عاملًا هامًا فی تجسید ما تستّر فی خبیئة الشاعر المحزون ضمن خارطة النص، ومن ثمّ یقوم هذا التکرار بدوره فی الکشف عن هذه الأفکار والأسرار الکامنة وصار أداة فعّالة وطیعة فی إیحاء نسق علائقی وبؤرة دلالیة خصبة تنطلق من بنیة النص وتمتدّ لتشمل معظمه.
4-5-تکرار الضمائر تنوّع توظیف الضمیر حسب الفکرة والغرض الذی رمی إلیه الشاعر داخل خارطة النص من المتکلم (بنوعیه) والمخاطب والغائب.شکّل هذا الضرب من التکرار إیقاعًا موسیقیًا متناسقًاخلال انفعال الشاعر مع الضمائر حیث أدّی استخدام الضمائر إلی تکوین الشخصیات الجدیدة التی حلّ الشاعر فیها محلّها، لأنّ الشاعر یتکلم بصوت الجماعة ویتحدث علی لسان الشعب جاعلًا منهم شخصًا واحدًا (الشعب الفلسطینی) لاشتراکه فی المأساة ذاتها. هنا تکمن الوظیفة الأسلوبیة والدلالیة للضمیر الذی لم یرد منعزلًا مع الجماعة، وإنما هو متوحد معها ویقاسمها آلامها وأحزانها وآمالها. (عبدالمطلب، 1988م: 154) ومن ثمّ أسهم التکرار فی التعبیر عن الجانب الإبقاعی فی النص وعلاقة النغمة بالفطرة والواقع. من نماذجه ما ورد:
بلوناهم...عرفناهم... عرفنا فیهم الذلّة تمسکنهم لهم علة شرابهم کما صنعوا بأیدیهم یعود إلیهم الکأس سیشهد أنّهم رحلوا (الدیوان، السابق: 26) یلتفت انتباه المتلقی ما فی هذه الأسطر الشعریة من تکرار الضمیر (هم) تسع مرات، فضلًا عما یحمله التکرار من وقع انفعالی علی نفسیة المتلقی، فإنّه یکشف عن مستوی انفعال الشاعر الذی یتسع وینمو مع نموّ التکرار الذی استطاع الشاعر أن ینقل حالة الشعور بالکراهیة والاشمئزاز والنفور إلی المتلقّی ویثیر أحساسًا فعّالًا فی وجدانه بغیة تحریک المشاعر ضدّ الصور المرسومة.تبین من خلال هذا النص أنّ الشاعر أراد من تکرار هذا الضمیر (هم) لیدلّ علی أنّ الأعداء (الکیان الصهیونی) لا یتعلقون بالمجتمع الفلسطینی وهم أجانب وغرباء استوطنوا فلسطین باستخدام القوة والجبروت والبطش. جذب هذا التکرار انتباه المتلقی إلی بؤرة اهتمام الشاعر والفکرة المسیطرة علیه أثناء القصیدة.فجاء التکرار لیمارس تعمیق دلالة الصورة الشعریة ومنح طاقات إیحائیة ومعنویة والتعبیر عن أهمیتها فی النسیج اللغوی للقصیدة، ویؤدی إلی تحقیق التماسک الإیقاعی والمعنوی الذی یزید من شدّة إحساس المخاطب بمأساة الشاعر. من النماذج الأخری فی تکرار الضمیر المخاطب والمتکلم ما ورد:
رسم لنا الشاعر من خلال تکرار الضمیر المخاطب والمتکلم (ثمانی عشرة مرّة) مشاهد الألم والمعاناة النفسیة والجسدیة التی تحمّلها الشعب الفلسطینی من خلال الممارسات الإجرامیة البشعة والجرائم المشینة للعدو المفترس.جاء التکرار بارزًا وفعالًا لاستیعاب ما فی وجوده من قدرات فکریة وتصویر حالات الشعب النفسیة.ومن هنا تبلورت قیمة التکرار فی «قدرته علی عکس التجربة الانفعالیة عند الشاعر، وتجسید معاناته والکشف عن جوانب خفیة فی النص الشعری من خلال الوقوف عند الألفاظ والمعانی المکررة التی أسهمت فی تشکیل الجوّ العامّ للنص.» (کنوان، 2002م: 122) حاول الشاعر من خلال توظیف الضمیر المخاطب أن یقرب التعبیر من النطق ویرمز إلی مباشرته ونراه یکثر من توظیف الضمیر لإثبات التضامن والالتحام مع الجماعة وهذا هو الذی یؤدی إلی الصمود والبقاء، وصار هذا الضمیر هو الشاعر نفسه.جعل نفسه فی بؤرة العنایة بالمتلقیکأنّه یشعر و یحسّ کل ما یعانیه المتلقی.وتکوّنا ککیان واحد. یدلّ هذا الضرب من التکرار علی دلالات شعوریة عبرت عن حالات الشاعر الفکریة والانفعالیة تجاه الشعب والمستوطنین العزّل.نجد الشاعر من خلال هذا التکرار یتغنّی بأمجاد الوطن ویبثّ فی نفسیة المتلقّی نفحات الاعتزاز به لیکون بمثابة ذلک الجسر الوطید الذی یعبر عنه للوصول إلی المستقبل المشرق والمضیء، فمن ثمّ خرج الضمیر المتکلم (أنا) من معناه الأصلی لیعمّ معنی ثانویًا أعمّ وأشمل من ذات الشاعر لیشمل کل فلسطینی أینما کان، والمعنی الجدید هو التعظیم والتفخیم وأدّی التکرار إلی تعمیق المعنی وتکثیف الدلالة. لاحظنا عبر المقطوعة أنّ هذا الضمیر یلعب دورًا هامًا فی بنیة النص حیث یبرز الوظیفة الصوتیة والأسلوبیة معًا، وساهم فی إضفاء قیمة اتصالیة علی بنیة الشعر ویشاطر المخاطب ویُشرکه فی عواطفه وأحاسیسه المکبوتة استمالة لقلبه وتأثیرًا فیه. الضمیر (أنا) فی هذا المقطوعة یعکس امتدادًا لأنا الشاعر ویمثل التحام الذات المبدعة بالذات الإنسانیة وتفاعلها مع الأحداث الراهنة والمؤلمة. وهذا الأمر هو الذی یخلع عن "الأنا الشاعر" صفة المحدودیة ویکسبه اللامحدودیة والانطلاق فی الآفاق والأجواء المتسعة والرحبة.
4-6- تکرار الرموز اتسعت أبواب الرمز لدی الشاعر الفلسطینی علی مصراعیها لیقتطف منها مادته الرمزیة التی تتلائم مع حالته الانفعالیة للتعبیر عن رؤاه الفکریة والثقافیة والدینیة وحنکته العمیقة بکل ما جری فی المجتمع من الأحداث والوقائع المریرة. عمد الشاعر الفلسطینی المهموم إلی تکرار الرموز بکافة مستویاتها من دینیة، أسطوریة، تاریخیة، شعبیة للتعبیر عن آلامه وأحزانه واندفاعاته النفسیة التی انتابت کیانه. من نماذج هذا التکرار ما ورد: فاللیل طویل ممتد المترفون المنفقون علی اللیالی السانحات علی اللیالی الضائعات علی اللیالی الحارقات لما یجیء من اللیالی الشائخات هل فی صکوکهم الکریمة منزع نحو اللیالی الکالحات إنّ اللیالی تستحیل إلی التبدل والتلون من لیالی الغانیات إلی اللیالی النائحات من لیالی فی کؤوس الخمر (الدیوان، السابق: 31) استثمر الشاعر خلال الأسطر الشعریة تکرار اللیالی (عشر مرّات) وهی رمز للکیان الصهیونی الغاشم لیعلن من خلاله تلک الثورة والنقمة علیه لیثیر الأمل والحیاة فی وجدان الجماهیر وبذلک حقق هذا التکرار تردیدًا موسیقیًا یتلاحم مع الثورة التی تهیج فی نفسیة الشاعر ضد هذا النظام المزیّف والتغییر الذی یطمح إلی تحقیقه من خلال التکرار. إنّ هذا النمط من التکرار له حضور فعال ولافت النظر فی المجموعة الشعریة وهو ناتج عن صمیم تجربة الشاعر واحترافیته علی اختیار الألفاظ وصیاغته حیث یخدم الإیقاع ضمن بنیة النص وتحدید سلوکیات النص الفنیة. أقام الشاعر من خلال هذا التکرار صلات وطیدة وقویة بین القصیدة وخلجاناته وآلامه المکنونة وأحزانه الموجعة ونجده خلال خارطة النص یعمد إلی تکرار (اللیالی) التی اتخذها دلیلًا علی عمق حزنه وجرحه، فبین اللیالی والألم یتکوّن نسیج النص تجسیدًا لکل ما یعانیه الشاعر المتألم حیث یشکّلان إیقاعات موسیقیة شتّی تجعل المتلقّی یعیش الحدث الشعری المکرّر وتسوقه نحو أجواء الشاعر النفسیة. إذ یضیف أسلوب التکرار إلی الشعر صبغة من المشاعر الخاصة، فالتکرار کلوحة فنّیة اتخذها الشاعر أداة ناجعة للتخفیف من حدّة الصراع الذی یعیشه.حصل فی التکرار تلک الغایة والطموح المنشود وثار علی الجبروت والبطش والفساد.حاول الشاعر من خلال هذه العملیة الأسلوبیة خلق واقع سیاسی جدید. نجد عبر الأسطر الشعریة أنّ التکرار فی معظم الأحیان یتفق مع طبیعة الشاعر النفسیة، لأنّه اتخذه وسیلة للإلحاح والإعادة والتأکید علی کل ما فی ذهنه من تغییر وإصلاح. تکمن بؤرة الحزن والقلق فی لفظة "اللیل" التی اتخذها الشاعر أداة فعالة فی تنظیم التناغم الناتج عنها بین دفقات الألم والتوتر وبین مستویات اللغة علی مستوی الترکیب والصوت والدلالة، إذ نری أنّها ساعدته علی تشکیل موقفه وتصویره، فضلًا عمّا یخلق من طاقات إبداعیة.
4-7- تکرار العبارة یمیل الشاعر خلال هذا النمط إلی تکرار عبارة معینة مستقلة داخل خارطة النص، فتضفی علی بنیة الشعر صبغة إیحائیة لتستوعب ذلکالاندفاق الشعوری.تتجاوز وظیفة التکرار حدود الأخبار المجردة، وإنما تشتمل دلالة التوکید وتقویة شعور السارد والمسرود له بأهمیة المکرَّر وإیحاء الدلالة بالإضافة إلی إسهامه فی کثافة الموسیقی وما تضفیه علی الصورة من معان. (الخولی، 1993م: 90) تجلی التکرار فی هذه المجموعة الشعریة بصور شتّی، فمنها ما ظهر متتابعًا، فالشاعر یعمد إلی التکرار فی بدایة کل المقطع من مقاطع القصیدة أو فی نهایتها، أو فی بدایة القصیدة ونهایتها وتارة فی بدایة ونهایة کل مقطع شعری. من نماذجه ما یقول:
لاحظنا من خلال هذه المقطوعة أنّ الشاعر عمد إلی تکرار العبارة (هذی فوارسنا) خمس مرات التی أکسبت النص کثافة إیقاعیة وبذلک أسهمت فی إثراء النص بطاقات إیقاعیة وأضفت علیه صبغة الطراوة والجمال إلی جانب تلک الدلالة التعبیریة القویة فی النصّ «فتصبح القصیدة صورة موسیقیة تتلاقی فیها الأنغام وتغترف محدثة نوعًا من الإیقاع الذی یترک فی نفس المتلقی أثره.» (یاکبسون، 1988م: 123) عمد الشاعر فی النص إلی توظیف اسم الإشارة للقریب وهو (هذی) للدلالة علی أنّ الثوار والمناضلین یوجدون فی کل منطقة ونقطة وهم علی أتمّ الاستعداد لعلمیة الاستشهاد والذبّ عن الوطن والهویة القومیة والدینیة، فضلًا عن ذلک استخدم اللفظة (فوارسنا) معرّفة للدلالة علی أنّ هؤلاء المجاهدین والمضحّین بالنفس یتعلقون بالشعب الفلسطینی المقاوم ولا ینتمونإلی الجنسیات أو الأمم الأخری.جاء التکرار کبؤرة أساسیة للتعبیر عن تجارب الشاعر الشعریة والنفسیة والانفعالات الباطنیة وشدّ انتباه المتلقی وخلق موازنة موسیقیة تشارک فی تصعید النغم مع الدلالة کما أنّ هذا الإیقاع ینسجم مع المعنی المباشر الذی أراده الشاعر خلال النص وهذا الأمر یؤثّر فی إثراء المادة الصوتیة الإیقاعیة والدلالیة التی تنمّ عن النمو اللغوی النفسی، حسن الذوق،رهافة الحسّ، ودوافعه النفسیة لانتقاء الألفاظ. یتبین للممعن فی البنیة الشعریة أنّ هذا التکرار لم یکن اعتباطیًا بل تلقائیًا، وإنما هو تکرار منظم یدلّ علی انتظام الفکرة والفکرة الأساسیة الدخلیة للنص والمسیطرة علیها بکوامنها النفسیة ویظهر ذلک من خلال استخدام الألفاظ والتراکیب الدالّة علی معنی البطولة والشجاعة والمثابرة. وهذا مما یلعب دورًا محوریًا وبارزًا فی اللغة النفسیة والتعبیر عن الهواجس والمکنونات التی خامرته.
4-8- تکرار المقطع تقوم هذه المدونة علی تکرار عدة مقاطع شعریة تخللت المقطوعات، فالشعراء لم یلتزموا بتکرار مقطع معین فی بنیة القصائد. یتجلی لنا من خلال إمعان النظر فی هذه المجموعة أنّ تکرار المقطع ورد فی ثنایا القصائد لغایة فنیة ونفسیة عالجها الشاعر داخل النسیج الشعری وکانت قضیة الاحتلال ترأسها.فیعکس هذا اللون من التکرار تلک الأهمیة التی یولیها الشاعر لمضمون تلک القصائد باعتبارها تمهیدًا لفهم المحور الرئیسی والعام الذی یتطلبه المتلقی، فضلًا عما یحققه هذا التکرار من توازن هندسی وعاطفی بین الکلام ومضمونه الوارد فی النص. من نماذجه ما یقول: ظنّ أن الحرب یومًا قد تؤجل إنّ هذا الیوم عید رغم الموت وبأنّ طائرةً سترحل إنّ هذا الیوم عید رغم الموت وبأنّه قد یسرق اللحظاتِ کی یلهو لأنّ الیوم عید رغم الموت أخفاه فی قارورة الأحزان کی یلهو لأنّ الیوم عید رغم الموت حین ظننت أنّ هذا الیوم عید رغم الموت باب الفضاء الآن أوسع یا صغیری إنّ هذا الیوم عید رغم الموت باب السماء الآن أشرع یا صغیری إنّ هذا الیوم عید رغم الموت (الدیوان، السابق، 44-43) تبین لنا من خلال خارطة النص أنّ الشاعر عمد إلی تکرار المقطع (إنّ هذا الیوم عیدرغم الموت) ستّ مرّات لیدلّ علی أنّه یضیف إلی إیقاع القصیدة ضربًا من التناغم والانسجام ضمن تلک التدفقات الشعریة وهذا الأمر ینمّ عن براعة الشاعر وافتنانه الفائق علی انتقاء المقطع الشعری الذی یؤثّر من الناحیة الدلالیة. وهذا مما یکسب المعنی کثافة وبنیة القصیدة تماسکًا وتلاحمًا شدیدًا. من خلال هذا المقطع تأتی خاتمة القصیدة لتبدأ من جدید کحالة راهنة مفتوحة علی الزمن القادم ... المستقبل دون أن تنتهی حکایة الشعب الفلسطینی فی التطور اللاحق لأشکال النضال والتضحیات والتی کشف عنها الشاعر المناضل بما یمتلک من تجلیات مدهشة وقدرات فنیة متمیزة. (أبو الأصبع، 1999م: 178) لاحظنا من خلال هذه المقطوعة أنّ الشاعر استخدم تقنیة التکرار المقطعی للتعبیر عن تفائله رغم ما لاحق الشعب الفلسطینی من قصف وتدمیر وتشریدوهذا التکرار مما یلعب دورًا دلالیًا مهمًا فی التعبیر عن الهواجس النفسیة. من هنا استمدت القصیدة جمالیتها وتمثّل وحدات القصیدة نموذجًا رائعًا من البناء التکراری کتقنیة نفسیة تشتمل علی أبعاد دلالیة الوجدان للتعبیر عن الفکرة المسیطرة علی الأسطر الشعریة.
4-9- التکرار الاشتقاقی یعتمد هذا النمط من التکرار علی جذر ما تکرر من الألفاظ ویتبلور لنا داخل النسیج کمّ من الألفاظ ذات جذر لغوی واحد. مما لا ریب فیه أنّ لهذا اللون من التکرار قدرة فائقة أکثر علی لفت انتباه المتلقی کما یلعب دورا محوریا فی ترکیز الدلالة لدی المخاطب، فمن ثمّ یعتبر التکرار الاشتقاقی من «الآلیات التوازنیة التی حظت باهتمام کبیر فی الشعر العربی القدیم.» (العمری، 2001م: 205) من نماذج هذا التکرار ما یقول:
فی موطنی حتی سریر الشعر أتعبنی وإذا تعبت خسرت عمری کله ( المصدر نفسه: 115) ... إن غنّی لها ولدی، وحین یموت یضحک جاری لا وقت عندی للغناء، فروعتی انکسرت ( المصدر نفسه: 164) نحن العطاشی جفّت الأفراح فی أحلاقنا من یُورد السُّقیا بعین البئر کی یسقی لنا؟ ( المصدر نفسه: 192) نلاحظ من خلال المقطوعة أنّ الشاعر عمد إلی التکرار الاشتقاقی بین الألفاظ الواردة فی النص (صمّ وصمم- ممات و موت- أتعب وتعب- غنّی وغناء- السُّقیا ویسقی) بغیة تعمیق المفردات وتنمیة التفاعل بینه وبین المخاطب داخل السیاق، فضلًا عن العلاقة والترابط الوطیدة التی نجدها بین الکلمات ذات الجذور الواحدة.هذا الأمر مما یثیر اهتمام المتلقی ویدعوه لإمعان النظر فی بنیة النص وما تشتمل فی طیاتها علی معان وأفکار. وجد الشاعر المحزون فی التکرار سلوته وراحته النفسیة حیث اتخذ هذا الأسلوب قالبًا أفرغ فیه همومه وهواجسه ومشاعره المکنونة. نلاحظ فی هذا کلّه سیطرة الحالة النفسیة وتبلور الحقائق المؤلمة والمحیطة به علی التشکیل اللغوی لتحقیق الإیقاع الذی یتضافر مع الترکیب فی تمثیل المعنی وبناء الجوّ الشعوری بشکل عامّ وتوفیر تلک الأجواء الموسیقیة التی تناسب الأجواء العاطفیة والوجدانیة ضمن بنیة النص. تبلور لنا ضمن النص أنّ الشاعر استمدّ فی البیت الأول القرآن الکریمکینبوع ثرّ لروافده الفکریة بغیة إثراء إبداعه الفنی وإضفاء الرونق والجمال علیه وبثّ تجاربه الفنیة، فالقرآن الکریم العروة الوثقی والحبل المتین الذی یقیم صلات متبادلة وثیقة تربط الأدب الحدیث بالشعر العربیّ والتراث القدیم.
النتیجة حصل البحث علی هذه النتائج کما تبلورت: 1- یعتبر التکرار من أهمّ الأسالیب التعبیریة فی الأدب منذ غابر الأزمان إلی یومنا هذا، ویعدّ من أنجع الوسائل فی توضیح المعنی وترسیخه فی الذهن وتوصیله إلی المخاطب. 2- تبلور التکرار بأنماطه المختلفة فی هذه المجموعة الشعریة، فالشاعر لم یقتصر علی الجانب الإیقاعی البحت، بل تجاوزه إلی الجانب الدلالی بکل ما یمثّله النص، لذلک تنوّع وتشعّب مظاهره داخل النسیج الشعری. 3- تبین من خلال هذه المجموعة أنّ الشعراء اتخذوا التکرار بأنماطه المختلفة للتعبیر عن همومهم النفسیة والخلجانات الروحیة وتصویر الواقع المؤلم للشعب الفلسطینی المضطهد وتمثیل الممارسات الإجرامیةوالجرائم البشعة والمشینة التی اقترفها الکیان الصهیونی ضدّ الشعب، فضلًا عما یحققه التکرار من أهداف لغویة وإیقاعیة.فمن ثمّ صار أداة ناجعة للتخفیف من الحدّة والصراع الذی یعیشه الشاعر المهموم أو حدّة الإرهاصات التی یواجهها فی الحیاة. 4- لاحظنا خلال البحث أنّ الشاعر اتخذ من التکرار مرتکزًا أساسیًا بنی علیه القصیدة، فهی تشتمل علی أنماط التکرار المختلفة للتوکید علی حالة شعریة محددة حاول الشاعر من خلالها إیضاح فکرة ورؤیة خاصة خامرته.انتشر التکرار بشکل أفقی وعمودی داخل النسیج الشعری، لأنّ الشاعر اتخذ هذه التقنیة أداة جمالیة تساعده علی زیادة الفاعلیة والتأثیر فی المتلقّی. فمن ثمّ لعب دورًا بارزًا فی رفع القیم الجمالیة علی مستوی المفردات والموسیقی والإبداع. 5- تبین لنا من خلال البحث أنّ التکرار أقام علاقات وطیدة ومحکمة بین الشاعر وخطابه من جانب، وبین الظروف السیاسیة والاجتماعیة والشعور النفسانی من جانب آخر، فحاول من خلال التکرار امتلاک الواقع وتعدیل السلوک والتأثیر فی المخاطب عبر الخطاب الفعّال والناجع ووسائل الإقناع المؤثرة فی المتلقّی. 6- رمی الشاعر من خلال توظیف التکرار إلی التأثیر الروحی والنفسی والخلقی فی المخاطب وکان علی ثقة بأنّ التکرار یُنجز خطابه الشعری، کما کان علی ثقة ووعی بسلطة النص وقدرته علی الفعل حیث یساعده علی تحقیق کل ما تصبو إلیه النفس من التأثیر فی المتلقی والمقاصد والغایات المتعددة الأخری التی رسمتها بنیة التکرار. | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مراجع | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
ابن منظور، جمال الدین محمد. (1997م). لسان العرب. ج5. ط1. بیروت: دار صادر. ابن جنّی، أبوالفتح عثمان. (1954م). سرّ صناعة الإعراب. تحقیق مصطفی السقا وآخرون. ط1. مصر: مطبعة مصطفی الحلبی وأولاده. أبوالأصبع، صالح. (1999م). الحرکة الشعریة فی فلسطین المحتلة منذ عام 1948م حتی 1975م دراسة نقدیة. ط1. بیروت: المؤسسة العربیة للدراسات والنشر والتوزیع. أمانی، سلیمان داوود. (2002م). الأسلوبیة. ط1. الأردن: مطبعة المجدلاوی. أنیس، إبراهیم. (1978م). موسیقی الشعر. ط5. القاهرة: مکتبة الأنجلو المصریة. الجاحظ. (1998م). البیان والتبیین. تحقیق عبدالسلام هارون. ج1. بیروت: دار الکتب العلمیة. الجرجانی، علی بن محمد. (2007م). التعریفات. ط1. تحقیق نصیر الدین تونسی. القاهرة: شرکة القدس للتصویر. الخولی، إبراهیم. (1993م). التکرار بلاغة. القاهرة: الشرکة العربیة للطباعة والنشر. دیوان العصف المأکول. (2014م). غزّة: رابطة الکتّاب والأدباء الفلسطینیین. شرتح، عصام. (2010م). جمالیة التکرار فی الشعر السوری. ط1. دمشق: دار رند للطباعة والنشر والتوزیع. العمری، محمد. (2001م). الموازنات الصوتیة. ط1. المغرب: الدار البیضاء. عید، رجاء. (1999م). لغة الشعر (قراءة فی الشعر العربی الحدیث). الإسکندریة: منشأة المعارف. عبید، محمد صابر. (2001م). القصیدة العربیة بین البنیة الدلالیة والبنیة الإیقاعیة. دمشق: اتحاد الکتاب العرب. عبدالمطلب، محمد. (1988م). بناء الأسلوب فی شعر الحداثة. الإسکندریة: الهیئة المصریة العامة. کنوان، عبدالکریم. (2002م). من جمالیات إیقاع الشعر العربی. ط1. الرباط: منشورات دار أبی رقراق. المطلّبی، غالب فاضل. (1984م). فی الأصوات اللغویة دراسة فی أصوات المدّ العربیة. بغداد: وزارة الثقافة والإعلام. الملائکة، نازک. (1967م). قضایا الشعر المعاصر. ط3. مصر: مکتبة النهضة. عمر، أحمد مختار. (1997م). دراسة الصوت اللغوی. ط2. القاهرة: عالم الکتب. السید، شفیع. (2006م). النظم وبناء الأسلوب فی البلاغة العربیة. ط1. القاهرة: دار غریب. یاکبسون، رومان. (1988م). قضایا الشعریة. ترجمة محمد الولی ومبارک حنوز. ط1. المغرب: دار توبقال للنشر. لوتمان، یوری. (1995م). بنیة القصیدة. ترجمة محمد فتوح. بیروت: دار المعارف. | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
آمار تعداد مشاهده مقاله: 517 تعداد دریافت فایل اصل مقاله: 276 |