تعداد نشریات | 418 |
تعداد شمارهها | 10,005 |
تعداد مقالات | 83,622 |
تعداد مشاهده مقاله | 78,340,495 |
تعداد دریافت فایل اصل مقاله | 55,383,870 |
التماسک السببی فی النص الروائی العربی المعاصر؛ قصة قاع المدینة لیوسف إدریس نموذجا | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
إضاءات نقدیة فی الأدبین العربی و الفارسی | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مقاله 6، دوره 10، شماره 37، تیر 2020، صفحه 131-160 اصل مقاله (266.17 K) | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
نوع مقاله: علمی پژوهشی | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
نویسندگان | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
اسماء امرائی1؛ علیرضا نظری* 2 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
1طالبة مرحلة الماجستیر فی اللغة العربیة وآدابها بجامعة الإمام الخمینی الدولیة، قزوین، إیران | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
2أستاذ مساعد فی اللغة العربیة وآدابها بجامعة الإمام الخمینی الدولیة، قزوین، إیران | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
چکیده | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
التماسک أو الربط المعنوی مصطلح یرتبط بلسانیات النص عامة والنصوصیة خاصة. إن دوبوغراند ودریسلر عند تعریفهما لأدوات النصیة أو خصائص تجعل مجموعة من الجملات کنص مقبول، یشیران إلى سبعة عوامل منها الاتساق والتماسک کعاملین أساسیین للنصیة أو النصوصیة. یتشکل التماسک فی مستوى المعنى أی البنیة التحتیة للنص على أساس عناصر مختلفة یمکن أن نعتبر السببیة أهم هذه العناصر. إن السببیة یشکل سلسلة من الترابط الشدید بین وحدات النص الصغیرة لإیجاد البنى المعنویة فی مستوى أعلى وتختلف أهمیتها ونسبة ورودها من نص إلى آخر. المقال هذا یبحث عن هذه الأدوات المهمة للتماسک فی قصة معاصرة على المنهج الوصفی ـ التحلیلی باستخدام أسلوب إحصائی ویتناول نسبة ورود السببیة وکیفیة ظهورها فی نص سردی معاصر؛ ونتائج التحلیل تشیر إلى أن السببیة تقل نسبتها وأهمیتها فی الأجزاء الوصفیة للقصة ولکنها تکثر نسبة ورودها فی أجزاء القصة ذات أحداث وتزداد أهمیتها فی مستویات التحلیل المختلفة. | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
کلیدواژهها | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
التماسک؛ السببیة؛ یوسف إدریس؛ قاع المدینة؛ الانسجام | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
اصل مقاله | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
إن الروایة والقصة بغضّ النظر عن میزاتهما الفنیة، تعتبران نصا والنص من منظور لسانیات النص لایستغنی عن التماسک (الانسجام المعنوی) للحصول على النصوصیة وهی کل ما یستلزم لمجموعة من الجملات لإتصافها بالنصیة؛ أما النصوص السردیة فهی من أنواع النصوص التی یلعب التماسک الدلالی (السببیة) فیها دورا فعالا وبارزا حیث یمکن مقارنة التماسک السببی بالحبکة فی النص السردی. إذن المشکلة المطروحة هی أن الکاتب والروائی کیف وباستخدام أی العناصر التماسکیة یُدخل التماسک على عمله. إنّ ما یهمنا هنا هوالتماسک السببی فی المستویات الدلالیة الصغرى والکبرى فی أی نص روائی ولذلک یهدف البحث إلى تحلیل العامل السببی فی إحدى قصص یوسف إدریس من مجموعة (قاع المدینة) وبتحویل البیانات الکیفیة إلى بیانات کمیة ثم شرح توظیف العامل السببی فی هذا النص السردی؛ الکتاب عُنون باسم القصة نفسها بسبب حجمها وأهمیتها وهی قصة "قاع المدینة" تشتمل ثمانیة أجزاء فی سبعین صفحه مع أسلوب بسیط وباللغة العربیة الفصحى، یستخدم الکاتب فیه وجهة نظر الراوی العالم بکل شیء وهی قصة فی أسلوب واقعی قام أدریس فیها بتوصیف بعض المشاکل العامة فی المجتمع المصری آنذاک. إن المهم فی اختیار هذه القصة هو الهیکلیة والبنیة المتناسبة لها للتحلیل التماسکی بما فیه من اللغة الواقعیة البسیطة غیرمعقدة وبما فیه من الأجزاء المرقّمة الثمانیة تشیر إلى فکرة الوحدة العضویة فی العمل الأدبی لدى الکاتب لأن هذه المیزة تبدوأکثر ملاءمة للتحلیل التماسکی. لا یقتصر البحث فی تحلیل بحت بل سیأتی مع إحصائیات للمزید من الإیضاح. إذن نقوم بالمنهج الوصفی التحلیلی بمناقشة الموضوع مع تحلیل النص وفقا لما جاء عن التماسک لإجابة عن أسئلة البحث وبما أن البحث یعتمد على نموذج نظری فنقوم بدایة الأمر بإیتاء المفاهیم النظریة حول الانسجام والتماسک ثم نتطرق إلى تطبیقها على القصة وأهمیة تبیین هذه المواضیع النظریة تأتی من منظورین: أولا أن کل عمل نقدی یحتاج إلى الاتفاق بین الباحث والمخاطب المتخصص وغیر المتخصص فی المفاهیم الأساسیة وثانیا أن هذه المفاهیم کلها أوبعضها یتمّ توظیفها فی قسم التطبیق ولذلک یستلزم شرحها وفهمها عند القراء. نرجوأن یکون هذا البحث بدایة الأمر للبحوث النصیة المعتمدة على التماسک وإن قام الکثیرون بالبحوث حول الانسجام ولکن التماسک (الانسجام المعنوی) لم یعتن به فی الأوساط العلمیة العربیة على حى الاتساق. أسئلة البحث السؤال الرئیسی عندنا ما هو مدى نسبة ورود العامل السببی وکیفیة توظیفه فی هذه القصة کنص سردی؟ فرضیات البحث إن السببیة تقل نسبتها وأهمیتها فی الأجزاء الوصفیة للقصة ولکنها تکثر نسبة ورودها فی أجزاء القصة ذات أحداث وتزداد أهمیتها فی مستویات التحلیل المختلفة. خلفیة البحث إن البحث والدراسة حول التماسک الدلالی (coherence) فی اللغة العربیة قد حظی أقل الاهتمام بالنسبة للاتساق خاصة فی نصوص أدبیة وغیر أدبیة. ومن أهم البحوث التی یمکن الإشارة إلیها أطروحتان لکل من عزة شبل محمد فی تطبیق علم اللغة النص علی المقامات اللزومیة للسرقسطی وزوجها حسام أحمد فرج فی التطبیق علم اللغة النصی على الرسائل الأندلسیة حیث قام الباحثان بتقدیم نظری لعلم اللغة النصی ثم قاما بتطبیق جمیع عوامل النصوصیة السبعة منها التماسک، على المقامات والرسائل. وفی إیران اختصت آثار الباحثین أغلبیتها إلى الاتساق حیث قد حظی باهتمام کبیر من قبل الباحثین فی الأدب الفارسی والأدب العربی حیث نرى بحوثا وأطروحات متعددة قائمة على النظریة الاتساقیة یمکن الإشارة إلى بعضها على سبیل المثال: فی بحث تحت عنوان «ضرورت شناخت وکاربرد انسجام و پیوستگی در ترجمه انگلیسی قرآن» قام الباحث جلالی (1388) إلى تطبیق الاتساق فی الترجمة القرآنیة. ومن تطبیقها على القرآن الکریم أیضا نجد أطروحة آذرنجاد «مطالعه مفهوم انسجام واژگانی در قرآن کریم» حیث قامت الباحثة إلى دراسة الاتساق فی القرآن وقام نظری (1389) فی أطروحته الدکتوراه بدراسة جمیع عوامل الاتساق فی 30خطبة من نهج البلاغة؛ أما فی الأدب الفارسی أیضا فنشاهد بحوثا متعددة منها «بررسی انسجام متنی مقالات شمس تبریزی» من کاتبه مدرسی (1391) بدراسة أنواع الاتساق الثلاثة فی رسالات شمس التبریزی. قد ازدادت الدراسات والبحوث فی الآونة الأخیرة حول هذا المنهج أوالنموذج التحلیلی للنصوص وکلها تکون من منظور الاتساق ولا التماسک وأرجوأن یکون هذا البحث مدخلا على البحوث التماسکیة التی تبدو هی أهم بالنسبة للنصوص من الاتساق.
الإطار النظری للبحث لسانیات النص إن موضوع التماسک هو النص ولکن قد طرحت رؤى ووجهات نظر مختلفة فی تعریف النص وکیفیة إنتاجه وعناصر النصیة. فی النصف الثانی من القرن العشرین کانت البنیویة هی الاتجاه المسیطر على علم اللغة والبنیویون کانوا ینظرون إلى اللغة کأداة التفکیر وکجزء من علم النفس ولایهتمّون إلّا بالجملة کوحدة لغویة جدیرة بالتحلیل اللغوی ولکن فی الاتجاه الجدید الذی ظهر فی تلک الفترة أکد لغویون آخرون على بُعد اللغة التواصلی وعدّوا اللغة جزءاً من علم الاجتماع. هذا الاتجاه الجدید الذی سمّی بالاتجاه الوظیفی قد اعتنى بالنص أکثر من الجملة وجعل النص هوالوحدة اللغویة الجدیرة بالتحلیل. ونرى بعد النصف الثانی من الستینیات المناهج النصیة الکثیرة التی کوّنت فیما بعد فرعا جدیدا فی اللسانیات عُرف بـ(علم لغة النص أولسانیات النص). إن لسانیات النص فرع جدید فی اللسانیات یقوم بدراسة مجموعة قواعد لغویة تتجاوز حدود الجملة وبتعبیر آخر إنّ الوحدات اللغویة فی لسانیات النص لاتوصف فی مستوى الکلمات أو الجملة بل یتم تحلیلها فی مستوى النص کلّه. (البرزی، 1386: 13) یشیر هارتمن وغریغوری بأنّ لسانیات النص هی من فروع تحلیل الخطاب ومن وجهة نظرهما تحلیل الخطاب هوفرع من اللسانیات یقوم بدراسة اللغة على مستوی الجملة وما بین الجمل. (آقاگلزاده، 1385: 102) وملخص القول أنّ لسانیات النص تبحث عن إجابات للتساولات التالیة: ما هو النص؟ کیف یتم إنتاجه؟ ما هو النظام الداخلی للنص؟ وکیف یمکن فهمه وتفسیره؟ النصوصیة النصوصیة أو النصیة هی کل المعاییر والمیزات التی یتصف بها کلام ملفوظ أومکتوب لکی یسمى نصا وبعبارة أخرى «کل المیزات التی یجعل الکلام نصا هی النصوصیة» (البرزی، 1386: 151) فی عام 1981 حاول الکاتبان دیبوغراند ودریسلر[1] فی کتابهما «مدخل إلى علم لغة النص» (انظر: ابوغزاله وحمد: 1999، 11 و12) تبیین هذه المیزات للنصوصیة والتی اتبعهما کثیر من علماء النص وهی: 1ـ الاتساق، الربط اللفظی (Cohesion) 2ـ التماسک، الانسجام (coherence) 3ـ القصدیة (Intentionality) 4ـ المقبولیة Acceptability)) 5ـ الاعلامیه Informatively)) 6ـ الموقفیه (situationally) 7ـ التناص (Intertextuality) بالنظر إلى المیزات المذکورة أعلاه نؤکد على رأی دوبوغراند ودریسلر فی أنهما لایرکزان على النص فقط بل یُدخلان فی تعریف النص، جمیع الجوانب التوظیفیة والبراغماتیة والسیاقیة وإن یفقد النص أحدى هذه المیزات ینقص من نصوصیته ولذلک کل هذه المیزات ضروریة لکل ما یسمى نصا. وفقًا لاتجاه دوبوغراند ودریسلر وعلماء النص الآخرین إن المیزة الأولى والثانیة (الاتساق والتماسک) هما تختصان للنص نفسه والمیزات المتبقیة تتعلق بمستخدمی النص أی المرسلین والمتلقین. اما علاقة الاتساق والتماسک علاقة متشابکة أحیانا تؤدی إلى خطأ الفهم عند بعض الباحثین نشرحه فی القسم التالی. التماسک (الربط المعنوی) العلاقة بین الاتساق والتماسک لیست علاقة المساواة لأن العلاقات اللفظیة بین عناصر النص فی المستوى الظاهری هی تعنی الاتساق ولایعنی هذا بمعنى التماسک. فی النصوص، یتم تحقق التماسک عندما تترابط الجمل معًا ثم فی الفقرات وعندما یتم ترتیب فقرات النص بترتیب منطقی. لذا فإن الاتساق هو میزة لظاهرة النص ولکن التماسک هو السمة التی یتلقاها القارئ فی بنیة النص المعنویة مما یعنی أن التواصل الدلالی یصبح أمرا تلقائیًا من خلال المعرفة المشترکة القائمة على الصلات المعنویة بین أجزاء النص. إذن التماسک تلک العلاقات الدلالیة التحتیة التی تسمح للنص بأن یفهم ویستخدم وهذه العلاقات الدلالیة من القوة بحیث تعطی للنص مظهره ووحدته.. والتماسک أو الحبک بالمفهوم السیکولوجی مجموعة من العلاقات المفهومیة یستخدمها القرآء والکتاب فی تعاملهم مع النص وهذا ما یعطی بعدا براجماتیا واضحا للحبک (التماسک)... وهو جزء أساسی کذلک عند تشکیل الکاتب للنص فهو ینطلق عند تشکیل النص من موضوع أساسی یتم توسعته بطرق شتى اعتمادا على المقصد والحالة (انظر: فرج، 2007: 127و 128) بمعنى آخر لا یکون النص متماسکا بدرجة لازمة الا أن یکون بین الجملات المشکلة له ترابط دلالی وعلى سبیل المثال یطرح الجملة السابقة مشکلة والجملة التالیة یذکر أسباب تلک المشکلة أوشروطها أو بیانا مضافا علیها وربما یذکر مثالا أونموذجا أو یشیر إلى ما یخالف تلک المشکلة ویتناقض معها. وبهذه العلاقات «یمکن للقارئ أن یتحرک بسهولة من جملة إلى أخرى ویقرأ النص کوحدة واحدة ولیس مجموعة من الجمل المنفصلة فالتماسک هو الکیفیة التی تمکن القارئ من إدراک تدفق المعنى الناتج عن تنظیم النص» (عزه محمد، 2007: 184) إذا لم یکن بین الجمل مثل هذه العلاقات التی ذکرت، فهی تشبه الهذیان. عناصر التماسک نرى مثل ما یکون فی الاتساق؛ أن تصنیف أنواع التماسک یختلف من کاتب إلى کاتب أخر ولکل لغوی النص، آراؤه وتصنیفه حول التماسک. تستند عزة محمد فی الربط بین قضایا النص إلى ما قال جون رینکیما[2] ولذلک تشیر إلى نوعین من العلاقات بین الجمل هما علاقة الإضافة (Additive relatoin) وعلاقة السببیة (causal relation) وحین تقدم جین فانستوک[3] (1983) تصنیفا آخر للعلاقات الدلالیة یقوم على التمیز بین علاقات الاتصال وعلاقات الانفصال بین الجمل ثم یشرح کل أنواع الاتصال والانفصال (محمد، 2007: 188-189) والباحثة لیندة قیّاس تأتی بتصنیف آخر مبتنیة وجهة نظر مأخوذ وتقسّم العلاقات الدلالیة إلى العلاقات والموضوع والتغریض (انظر: قیاس: 2009: 139-154) لکن رغم هذا الاختلاف نرى العلاقة السبیة رکنا من أرکان التماسک فی کل التصانیف؛ ویذکر الباحثون لهذا النوع أنماطا متعددة لا تخلو من التشابه ولذلک نذکر أنواع العلاقات حسب ما ذکرت الباحثة عزة محمد بأن العلاقات الدلالیة بین الجمل إما: 1ـ علاقة الإضافة: تعبر عنها أدوات العطف مثال الواو(عاطف إضافی)؛ لکن (عاطف مقابل)؛ أو(عاطف فصل) وما یعادل هذه الکلمات 2ـ علاقة السببیة: ترتبط بالتبعیة (Subordination) وتشمل سبعة أنماط هی: 1ـ السبب: (cause) ویکون خارج مجال الاختیار (الإرادة): مثل: جون لم یات إلى المدرسة إنه کان مریضا 2ـ المبرر (التفسیر) (reson) ویشیر إلى جانب الاختیار (الإرادة) مثل: جون لم یأت معنا هو یکره الحفلات 3ـ الوسیلة: (mean) وهو استخدام مقصود لتحقیق السبب مثل هل تمانع فتح الباب؟ هذا هوالمفتاح 4ـ التتابع (consequence) وهو نوع من التبعیة مثل: جون مریض هو لن یذهب إلى المدرسة 5ـ الغرض (purpose) وهو تتابع اختیاری مثل: التعلیمات یجب أن تکون بحروف کبیرة بهذه الطریقة نأمل فی تجنب الصعوبات أثناء قراءتها 6ـ الشرط (condition) وهو سبب ضروری أو ممکن لتتابع ممکن مثل: یمکنک الحصول على وظیفة هذا الصیف، ولکن أولا یجب أن تجتاز الامتحان 7ـ المسلمة (concession) وهی سبب أو مبرر لأی تتابع متوقع أن یحدث مثل: جون کان غنیا إلى أن أعطى کل شیء للجمعیات الخیریة (انظر: عزة محمد، 2007: 188) مستویات التحلیل الثلاثة لدراسة التماسک، یمکن تقسیم النص إلی ثلاثة مستویات؛ المستوى الجملی (أو مستوى القضایا) نسمیه البنیة الصغرى والمستوى المتوسط أم مستوى الفقرات وما بین الفقرات نسمیه البنیة شبهة الکبرى وفی النهایة البنیة الکلیة أو البنیة الکبرى. أخذنا هذه التسمیات من فندایک أحد المنظرین الکبار فی لسانیات النص. (انظر: فرج، 2007: 151ـ 152) وبناءً علیه، یعتقد فندایک أن التماسک المحلی (الجزئی) بین الجمل یقوم على العلاقات الإحالیة بین "حقائق عالم ممکن" وأنا استخدمتُ فکرة "العالم الممکن" المعروفة قبل ذلک فی السیمیائیة الشکلانیة والفلسفیة. بعبارة أخرى أنّ بیانین متتالیین (P1 و P2) مترابطان إذا کانا ینطویان على حقیقتین F1 وF2 ؛ وF1 وF2 هما حقیقتان یترابط أو یتماسک بعضهما البعض بعلاقات مثل العلیة والسببیة (وندایک: 1382، 154) البنیة الصغرى هو مستوى الجمل التی تعمل کالقضایا باعتبارها اللبنات الأولیة لبنیة النص الکلی ومثل لبنات المبانی تحتاج إلى ما یربطها بعضها ببعض. وفی المستوى المتوسط تشکل مجموعة جمل أوقضایا مرتبطة، بنیة متوسطة أو ما نسمیه شبهة الکبرى. إن کل هذه المجموعات المتعددة التی نجدها داخل البنیة الکبرى وتختلف عددها من نص إلى نص آخر، یمکن أن ننظر إلیها کنص صغیر أو شبه نص. هذا المستوى من النص یعادل التسلسل أو السکانس فی الدرام. عدد الجمل ونوع الأحداث تتخلف فی کل من هذه أشباه النصوص. من الطبیعی أن تکون هناک علاقات بین هذا المستوى من النص أیضًا حتى یستمر التماسک فی مسار خطی إلى نهایة النص. ومن أهم هذه العلاقات هی السببیة التی تشمل کل العلاقات الشرطیة والتبعیة والنتیجة والخ. أما المستوى الأخیر فهو مستوى البنیة الکبرى وهی بنیة متشکلة من البنیات التحتیة من الصغری والمتوسطة ویمکننا فی هذا المستوى ملاحظة الکلیة المتوقعة لکل نص مترابط ومتماسک. إذن یمکن فی التحلیل التماسکی للنص تجزئته المزدوجة حسب المستویین التالیین: 1ـ تجزئة النص إلى البنى شبهة الکبرى مثل الأجزاء أوالفقرات 2ـ تجزئة البنى شبهة الکبرى إلى القضایا (الجمل والبنود) یعرض المخطط التالی تقسیم النص إلى هذه المستویات وفقا لما جاء مسبقا:
رسم رقم 1 (مستویات النص) وکما أشرنا سابقا أن المخطط التفصیلی الفوق هو رسم یشبه مقاربة لسانیة لفندایک کواحد من أبرز المنظرین اللغویین لتحلیل النص والخطاب. قصة (قاع المدینة) قاع المدینة هی أطول قصة من مجموعة قصص لیوسف إدریس عنونه بنفس القصة وهی تبلغ حوالی سبعین صفحة من الکتاب، تبدأ القصة عندما یکشف الأستاذ عبدلله القاضی أثناء العمل فی المحکمة أن ساعته الیدویة مفقودة وهی ساعة قدیمة ولیست باهظة الثمن. یقطع القاضی عمله بالفور ویعود إلى المنزل بسرعة وبعد بحث کثیر فی المنزل، یتذکر الرجل بالفور خادمة سابقة له اسمها شهرة. یواصل الراوی القصة بتوصیف الأستاذ عبدالله بأنه رجل یبلغ من العمر اثنین وثلاثین عاما وله تسلیة خاصة وعجیبة حیث تقع فی غرام وصلات ودیة مع عدید من الفتیات من أجل التعرف على أخلاقیات النساء ولکن شهرة تختلف عن بقیة النساء تماما لأنه یشعر بالراحة معها ولایضطر بالمجاملة عنها. فی البدایة تبدی شهرة نفسها امرأة شریفة عفیفة وهذا یجعلها أکثر جاذبیة ولکنها تصبح نهایة الأمر شیئا تافها غیرمبال بالنسبة للإستاذ حیث یشعر الرجل أقصی حد من الإنتصار والهیمنة علیها. وفی هذا الحد من التعامل یطلب الأستاذ من "فرغلی" خادمه أن یحلّ خادمة أخری محل شهرة فی حین أن شهرة عرفت مکانتها عند الرجل وسرقت ساعته الیدویة بدل إهماله فی دفع الأجرة ثم غابت عن النظر... وفی الجزء الأخیر من القصة یبدأ الإستاذ عبدالله القاضی بالبحث عن منزل شهرة ویجدها فی منطقة فقیرة وسیئة السمعة من مناطق القاهرة (أی قاع المدینة) ویأخذ ساعته.
التماسک السببی فی "قاع المدینة" وبالنظر إلى أهم العوامل الدلالیة وهو العامل السببی نقوم بتحلیل المستویات الثلاثة کل على حده: مستوى البنیة الصغرى تحلیل نسبة الورود للتماسک السببی البنى الصغرى هی أدنى مستوى النص نعالجها من حیث وجود التماسک السببی. لذلک قمنا بإحصاء جمیع العلاقات السبیة الصریحة والضمنیة فی کل من ثمانیة أجزاء للقصة. هذه العلاقات إما تکون صریحة وهی علاقات تصرح فیها بأداة من أدوات السببیة الملفوظة کما نراه فی الاتساق وإما غیرمصرحة فی اللفظ ویفهم وجودها القارئ من سیاق النص الداخلی. إذن بالإضافة إلى نسبة ورود الأدوات السببیة التی تشیر مباشرة إلى وجود الترابط السببی بین الجمل نقوم بإحصاء العلاقات فیما بین القضایا من حیث التعلیل والسبب وإن لمیستخدم الکاتب أداة السبب حرفیًا لکن القارئ باستخدام المعرفة الدلالیة بین القضایا یتبناها ویفهمها. أما نتائج الإحصاء الذی قمنا به على کل العلاقات السببیة فی القصة ولایمکن إدخال جمیعها فی سطور المقال لضیق المقام، فتشیر إلى أن أعلى نسبة ورود السببیة تتعلق بالجزء الأول (91) والذی یوضح لنا محاولة الکاتب لتعزیز تماسک النص واتساقه من خلال السببیة لیساعد القارئ على فهم القصة حق الفهم من بدایتها. وفی هذه الجزء بالتحدید یتمسک الکاتب إلى العدید من التنوعات البیانیة لإبراز الأحداث المترابطة ولذلک یستخدم أدوات علائقیة لإثبات الصلة بین الأفعال وردود الأفعال ولکن هذا لایعنی خلو هذا الجزء من السببیة الضمنیة ولذلک نرى (18) ترابطا ضمنیا بین قضایا هذا الجزء مما یظهر إرادة الکاتب لأن یبحث القارئ بعض الأحیان عن کشف العلاقات وراء النص مما یجعل القارئ أکثر فعالیة ودقة. أما نسبات الورود التالیة نراه حسب الأرقام التالیة: الجزء الثالث 51/ الجزء الثانی 48/ الرابع: 13/ وأقل النسب فی الأجزاء 5 و7 و8 بالنسبة 13/8/4 على التوالی وأما العلة على هذه القلة للتماسک السببی اختصاص معظم هذه الأجزاء، للوقفة الوصفیة (Pause Descriptive) للأماکن والمناظر الطبیعیة والتی یکثر من شأن العلاقة الإضافیة على حساب العلاقة السببیة. السببیة الصریحة والضمنیة إحدى النقاط الهامة فی دراسة عوامل تماسک النص هی ما إذا کان الترابط السببی ظاهرا فی الظاهر بأدوات ملفوظة أو خالیا من هذه الأدوات وبعبارة أخری أن کل نص قبلکل شیء، هو مجموعة من العلاقات الدلالیة اللازمة للکلیة وهذه العلاقات تظهر غالبا على سطح النص بعناصر لغویة مثل (فـ/ لذلک / إذن/ بناء على هذا / نتیجة عنه و...) وفی بعض الأحیان یخلوعن هذه الأدوات حیث یتحمل القارئ فهم العلاقات الدلالیة السببیة بمشارکته فی فهم النص والکفائة اللغویة عنده. نقدم هنا مثالا بسیطا لتوضیح الأمر؛ نأخذ فی الاعتبار هذه القضیة: لمیحضر الأستاذ الیوم فی الجامعة عطل الصف من الطبیعی أن الأستاذ هو القائم بأمور الصف وهو الذی تقوم المحاضرة بحضوره ولکن هذا الترابط بین الجملة الأولى (دور الأستاذ وتأثیر حضوره فی إقامة المحاضرة) والجملة الثانیة الناتجة عن الأولى (عطلة الصف) لمیظهر أبدا لابعبارات ولابأداة من أدوات السببیة لأن القائل یتوقع أن المتلقی لدیه الکثیر من القواسم المشترکة معه فی فهم السیاق اللغوی وسیاق الموقف والمعرفة یساعدها على فهم وکشف هذا الترابط أی علاقة وتأثیر عدم حضور الإستاذ على عطلة الصف. إذن یمکن أن یدور بخلد القارئ مثل هذا الأداة لم یحضر الأستاذ الیوم فی الجامعة (وبالتالی) عطل الصف وعبارات کمثل (وبالتالی) هی إظهار لغوی للعلاقة السببیة بین الجملتین یختار الکاتب والمتکلم أن یستخدمها أویترک استخدامها وفقا لمستوى المعرفی لدى متلقیه. بعبارة بسیطة أن القضیتین متشابهتان فی الدلالة السببیة ولکن على القارئ أن یفهمها فی الأول. فیما یلی بعض الأمثلة للنوعین من التماسک السببی الصریحة والضمنیة (المصاحبة أوغیر المصاحبة بأدوات السببیة) من قصة قاعالمدینة: الصریحة نشیر هنا إلى نموذج من الترابط بین عناصر النص بناء على التماسک السببی مع وجود أدوات السببیة والدراسة تثبت کثرة التماسک السببی الصریح بالنسبة للضمنی حیث یمکن تحلیلها من منظور إرادة الکاتب تقریب المضامین الدلالیة للقراء حیث نرى القصة ملیئة بالجمل التی تکون علة للجملة أوالجملات السابقة مع وجود بعض الأدوات التی تبین هذا التعلیل بوضوح؛ نحوالأمثلة التالیة: قضیة1) یکاد من المستحیل ان یفقد الانسان ساعة یده. فــــهو اذ خلعها لابد أن یضعها فی مکان یثق فیه. هذا الکلام ما یرویه راوی عن ما یدور بخلد القاضی وهویعتبر هنا أن فقدان الساعة أمر مستحیل له وذلک حقیقة مؤکدة لأنه عندما یخرجها یضعها فی مکان آمن وربما یکون المؤلف (الراوی) قد قصد استهداف المتلقی لیفهمه أن فقدان الساعة لیس أمرا عادیا لأن کل البشر یضعون الأشیاء الثمینة فی أماکن آمنة وفی غیر متناول أیدی الآخرین وکأن هذا الأمر قانون بین البشر وخاصة عند رجل من رجال القانون أی القاضی عبدالله وذکرُ الفاء بین الجملین یعنی التعلیل والعلة مهمة بالنسبة للقضاة لإصدار الحکم والراوی یواصل التعلیل على لسان القاضی وهویستبعد فکرة السرقة بهذا التعلیل: قضیة 2) اذا ارتداها ولها جلدة أو استیک یطبق على معصمه ولا یسطیع أمهر نشّال أن یفکه ومرة أخری یستخدم الکاتب للقضایا المطروحة المرتبطة هنا من التعلیل بـ(لهذا): قضیة 3) لهذا فأغرب ما قد یحدث للإانسان أن یقلب یده لیعرف الوقت فلا یجد ساعته فی مکان الذی تعود أن یجدها فیه إن أداة الربط السببی (لهذا) جاءت للترابط بین الجملة التالیة والتی تعتبر نتیجة الجملات السابقة وهکذا تترابط الجمل السابقة بالتالیة نرى مخططا یشیر إلى هذا الترابط بین الجملات:
رسم رقم 2 (نموذج من الترابط الصریح) فکما نرى فی المخطط أعلاه أن القضیة الرابعة هی النتیجة الأخیرة عن القضایا السابقة ولذلک استخدمت أداة "فاء" النتیجة. الضمنیة: وهنا نأتی بالترابط بین قضایا التی لاتوجد بینها أدوات السببیة حیث یترک الراوی فهم هذه العلاقات السببیة على عاتق القارئ حسب السیاقات المختلفة اللغویة والمعرفیة السابقة؛ نشیر بعضا منها: 1ـ کان النصر حلوا یغری بتکراره. النصر هوالتوفق الذی یشعره الإنسان وبناء على نفسیات البشر والمعرفة العامة أنه حلو لجمیع البشر بغض النظر عن مصداقیته وتعاریفه المختلفة. حلوة النصر تسوق الإنسان لإعادة النصر وتکراره وهذا ما یشعره الجمیع فی نفسانیاته ولذلک أن الجملة الأولى مسببة للجملة الأولى: حلوة النصر تکرار النصر وهذه السببیة المفهومة تفقد أداة تبینها للجمیع ولکن القارئ یدرک ذلک من خلال القراءة والمعرفة المشترکة حیث یملأ هذه الفجوة من تلقاء نفسه ویعید تشکیلة القضیة على النحو التالی: کان النصر حلواً (لذلک) یغری بتکراره. 2ـ فی أول الشهر نفذ الفکرة وانقص جنیها واحمر وجه شهرة إن القاضی غیر سلوکه مع شهرة بعد الشعور بالانتصار والهیمنة ولذلک یبدأ بإیذائها بتغییر سلوکه حتی ینقص من راتبها الشهری جنیها واحدا وهذا السلوک المهین والمزعج کان له أثر عمیق على المرأة بحیث یحمرّ وجهها غضبا، إن هذا الترابط العلی ما لانراه بالأداة الملفوظة بل یفهمه القارئ بتوصیل المعنى بین الجملة الأخیرة والجملات السابقة. لأن العلاقة بین الجملة الأولى والثانیة هی عللقة من نوع الإضافة تشیر إلیها الواو ولکن الواوبین الثانیة والثالثة لیس بمعنی الإضافة لأن الصلة لاتستقیم بالإضافة فحسب ویحتاج هذا الترابط إلى علاقة من نوع السببیة توضح سبب احمرار وجه شهرة والجملات السابقة وبناء على ما قلنا ربما یخطر ببال القارئ أدوات سببیة لملئ هذه الفجوة مثل: لهذا/ بهذا العمل/ لذلک و... : فی أول الشهر نفذ الفکرة وانقص جنیها و (لهذا) احمرّ وجه شهرة. مستوى البنیة المتوسطة: إن تماسک البنیة الصغرى یترتب على الترابط بین أجزاء النص الصغری وهی الجملات ولکن فی مستوى شبه الکبرى نترک الترابط الجزئی بین الجمل بل نستخرج منها القضایا المحوریة فی مسار القصة. بعبارة أخرى أن هذا المستوى هو مستوى القضایا الرئیسة فی تشکیلة الأجزاء الثمانیة للقصة تشکل معا حبکة السرد. کل قضیة هی ملخص مأخوذ من مجموعة من الجملات أو الفقرات یومئ بحدث مؤثر على مسار القصة. لذلک نترک فی هذا المستوى کل العناصر الهامشیة والوصفیة والإضافیة ونرکز على الوقائع المحوریة فی تسلسل القصة ونعید بناء کل جزء من أجزاء القصة على هذه المحاور مترکزا على العلاقات السببیة ولاغیرها لأن المسار السردی یبنی على هذا الترابط العلى والمنطقی بین الوقائع. ولکن السؤال الذی یرح هوما هی شروط هذا الترابط والتعالق بین الوقائع؟ یشیر محمد خطابی استندا على منهج فندایک ورأیه حیث یری «أن أحد شروط تعالق الوقائع هوعلاقة السبب والنتیجة محددا السبب على الشکل التالی (یسبب (A) الحدث (B) إذا کان (A) شرطا کافیا لظهور (B) ) فکلما کان السابق شرطا کافیا للناتج کانت الوقائع متعالقة؛ مثل ذلک (جون أعزب فهوإذن غیر متزوج) ولکن علاقة الشرط والنتیجة التی تمیز الترابط غیرواردة دائما» (خطابی، 2000م، 6: 33) وهذا ما أشرنا إلیه فی مستوى البنیة الصغرى ضمن توضیح التماسک الصریح والضمنی حیث یفهم القارئ بالمعرفیة السیاقیة. على أیة حال وبناء على ترابط أوتعالق الوقائع نرمز کل واحد من طرفی الترابط العلی فی هذا المستوى بحروف (A) و(B). وکما اتضح من الکلام السابق أن کل قضیة من القضایا المحوریة یتشکل هنا من طرفین أو بیانین والعلاقة بینهما علاقة السببیة أو الشرطیة أو التعقیبیة أو التبعیة والخ. جدیر بالذکر أن کل جزء من أجزاء القصة هویتم دراسته هنا کنص مستقل عن کل القصة ویتم إحصاء الترابط السببی بین القضایا المحوریة فیه کما کان فی المستوى السابق ثم نقوم بتحلیلها. ولکن بما أن حجم البحوث العلمیة لایسمح بذکر جمیع هذه الجداول المحتویة على القضایا الرئیسة لکل أجزاء القصة، نأتی بالجدول المتعلقة بالجزء الأول من القصة نموذجا ولا حصرا:
جدول رقم 1 (علاقات سببیة محوریة فی الجزء 1) قد تم إحصاء هذه العلاقات السببیة فی کل أجزاء القصة، نأتی بنسبة ورود التماسک السببی فی کل الأجزاء حسب الجدول التالی:
جدول رقم 2 (نسبة ورود السببیة فی الأجزاء) هذه القضایا یمکن تصنیفه من جهة أخرى وهی نوع القضیة حسب العامل السببی الداخلی أو الخارجی حیث أن السبب والمسبب کلاهما یمکن أن یکون أمرا داخلیا أو خارجیا؛ الداخلی هو ما یحدث داخل الشخص وینشأ عن ذاته ونفسانیاته مثل الحسد والارتباک والفرحة وأما الخارجی فهوکل ما یحدث خارج ذات الإنسان ووجوده وبعبارة أخرى الداخلی هو ما یحدث فی العالم الداخلی للشخص والخارجی هو ما یحدث فی العالم الخارج عن الشخص (الداخلی ذاتی والخارجی موضوعی). وفقا على هذا وبما أن السببیة لها طرفان، قسمنا الترابط السببی فی قضایا القصة إلى أربعة أنواع من الترابط مع نموذج من الجزء الأول: 1ـ (خارجی - داخلی) : حضور جعفری فی البیت تضایق القاضی من حضوره 2ـ (داخلی - خارجی) : تذکر کارثة خطف فتاة قبل سنین قرار بعدم الاقتراب من أی امرأة 3ـ (داخلی - خارجی) : الخوف والیأس البحث الجدید والجادّ 4ـ (خارجی- خارجی): البحث عن الساعة فی الغرف.. . أخذ الراحة وخلع الملابس الرسمیة وفی القصة کلها تشیر الإحصاءات إلى النتائج التالیة:
جدول رقم 3 (نسبة ورود القضایا الداخلیة والخارجیة) کما یوضح الجدول، ینتمی أعلى النسبة إلى العامل خارجیـداخلی (بنسبة ورود 25 ومئویة 35.71) مما یشیر إلى أن معظم العلاقات السببیة کانت من نوع تأثیر الأحداث الخارجیة على نفس الشخصیات وقراره أو حالاته الداخلیة وهذا یتناسب سیاق الروایة ودأب البطل والبطل المضاد (القاضی وشهرة) ویشیر إلى غلبة التأثریة على الشخصیات وسلطة الأحداث علیهم. البنیة الکبرى البنیة الکبرى هی أعلى مستوی للنص ویتم دراسة النص بأکمله کوحدة منسجمة ومترابطة الأجزاء وبناء على هذا نقوم باستخدام الشکل التالی لتوضیح الترابط بین الأجزاء الثمانیة للقصة والتی تم تمثیلها بأرقام من واحد إلى ثمانیة على أشکال الأسهم:
رسم رقم 3 (البنیة الکبرى) یبدو فی الشکل تصمیم علاقة الأجزاء للقصة على أساس التماسک السببی حیث جاء الجزاءان الأول والثانی على التو إلى حسب حبکة القصة (Plot) والعلاقات السببیة. شدة العلاقة بین التماسک والحبکة تظهر لنا عندما نفهم أن بعض المخصصین فی لسانیات النص منهم حسام أحمد فرج استخدم مصطلح (الحبک) معادلا لـ(coherence) وکما نرى أن بین الحبک والحبکة علاقة وثیقة فی اللفظ والمعنى لأن (Plot) أو الحبکة هی موجز أو تخلیص للوقائع التی تحدث للشخصیات وبعبارة أخرى أن الحبکة هی سلسلة من الوقائع المترابطة التی یختارها الکاتب (السارد) لتوجیه القارئ إثی مقصده من فهم النص. (یونسی، 1341: 31) ولکن من الجزء الثالث نری وقفة وصفیة (Pause Descriptive) فی الأجزاء التالیة ویستغرق قسما کبیرا من القصة ولذلک نری أن الأحداث تنکمش بشدة وتقلّ فی الأجزاء 3-4-5- وبعض من 6 ومسار السرد هنا مسار دائری کما یشاهد فی الشکل. مما یؤدی إلى أن حجما کبیرا من القصة (3،4،5 و6 جزئیًا) یختص بموضوع الوصف والتذکر ولم یتحرک الأحداث الرئیسة إلى الأمام فی هذه الأجزاء من القصة وهذا یعنی أن الترابط الزمنی بین أجزاء القصة معطل ومعظم التماسک الدلالی یأخذ بعدًا إضافیًا ثم بعد هذا التأنی والتوقف الدائری تدخل القصة فی المسار الزمنی الأصلی بدون الوقفة الوصفیة وتواصل حرکتها نحوحل العقدة. فیما یلی وصف کل جزء برقمه:
جدول رقم 4 (السببیة فی البنیة الکبرى) وإن اخذنا بعین الإعتبار معنی الحبکة بأنها «سلسلة من الوقائع المرتبطة علّیا وسببیا» (پراین، 1366: 26) فنقوم بدراسة القصة بالترکیز على التماسک السببی أو العلّی ونلاحظ أن الجزء الأول یحتوی على السبب الذی یؤدی إلى الجزء الثانی أی فقدان الساعة وتضایق القاضی من فقدها یؤدی الحلقة التالیة وهی الجزء الثانی کما نری أن الأحداث فی الجزء الثانی هی ناتجة عن انزعاج القاضی لفقدان الساعة حیث یکون السبب فی قیام القاضی بالتشاور مع صدیق مقرب منه (شرف) وضمن هذا التشاور یشک القاضی فی شهرة، وهذا یقود القصة إلى اتجاه آخر ویخص حجما کبیرا من القصة إلى الماضی بأسلوب (الفلاش بک) ویذکر ما جرى بینه وبین شهرة لتوجیه المتلقین لمتابعة القصة إذن یمکن القول إن الجزء الثالث هونتیجة الجزء الثانی والتشاور مع شرف وفی الجزء الثالث یروی الراوی أن شهرة تدخل فی علاقة قسریة حیث تُجبر على الصمت مما یؤدی إلى شعور القاضی بالنصر والهیمنة وفی المقابل شعور بالیأس والخسران عند شهرة یجرها إلى تغییر سلوکها وملابسها فی الجزء الرابع وکل هذا یتسبب فی قرار القاضی لاستبعاد شهرة واخراجها فی الجزء الخامس. فی الجزء السادس یتأکد القاضی أن شهرة هی سارقة الساعة بسبب تقلیل الشهریة ویقوم بالبحث عن منزلها والذهاب إلیها مما یوفر للراوی وصف العدید من المناظر والشوارع والسیارات فی القاهرة والنتیجة هی عودة الساعة فی الجزء السابع وبسببه عودة الاستقرار إلى القاضی فی الجزء الأخیر. تجدر الإشارة هنا إلى أن التحلیل هذا هوعلى أساس التماسک بین الأجزاء النص وعناصرها داخلیة والتحلیل الرمزی لشهرة والقاضی والساعة هو أمر یتطلب بحثا مستقلا ومجالا آخرا.
النتائج ـ على الرغم من تعدد عوامل التماسک والترابط الدلالی فإن تواجد العوامل السببیة فی النص السردی یتمتع بأهمیة بالغة لأن الخاصیة السردیة لهذه النصوص التی تستند إلى تصرفات وردود الفعل من الشخصیات واقعیة أو خیالیة یستلزم ترابطا وتماسکا سببیا یجعلها مقبولا عند المتلقین. ـ لایتمتع الأجزاء المختلفة من القصة (قاع المدینة) بالعامل السببی على حد سواء لأن بین وجود أو غیاب الأحداث فی الأجزاء المختلفة من القصة ارتباطًا وثیقًا بوجود أو عدم وجود العوامل السببیة وعلى سبیل المثال أن فی الأجزاء الوصفیة للقصة کـ3و4و5 نرى نسبة ورود عالیة للتماسک الإضافی وفی الأجزاء 1و2 یشیر الإحصاءات کثرة نسبة ورود التماسک السببی بسبب کثرة الأفعال وردود الأفعال. ـ العلاقات السببیة بین قضایا القصة (قاع المدینة) تومی بشکل واضح إلى الحبکة وهی عنصر هام فی السردیة والذی لا تکون فیه القصة مجرد سلسلة من الأحداث بالعلاقات السببیة بل هی سلسلة متصلة من الأحداث متشابکة ومتماسکة بشکل وثیق. ـ قصة قاع مدینة لیوسف إدریس تتمتع نسبیا بخصائص النص السردی بدرجة یظهر تواجد السببیة فی کل جزء حسب إلزامات السردیة حیث أشرنا إلی کل منها فی المستویات الثلاثة من التحلیل. [1] ـ هما روبرت دیبوغراند و ولفغانغ دریسلر، کاتبان بارزان من المنظرین فی اختصاص لسانیات النص وکتابهما المشترک مدخل إلی علم لغة النص (1981م) قد حظی بقبول عام عند المتخصصین فی لسانیات النص خاصة المعاییر التی طرحاها للنصوصیة. [2] ـ هو Jan Renkema، و صاحب کتاب Discururse studies [3] ـ Jeane Fahnestock وله کتاب فی علاقة علم الدلالة و التماسک المعجمی معنون بـ «Semantic and lexical coherence » | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مراجع | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
إدریس، یوسف. (لاتا). قاع المدینة. القاهرة: مکتبة مصر. آذر نژاد، شکوه. ( 1385ش). «مطالعه مفهوم انسجام واژگانی در قرآن کریم». رسالة ماجستیر: جامعة بیام نور. آقاگلزاده، فردوس. (1385ش) تحلیل گفتمان انتقادی. تهران: شرکت انتشارات علمی وفرهنگی. اکرمی، أیوب. (1389ش). «بررسی رویکردهای انسجام مضمونی آیات وسوره های قرآن». مشکوه. عدد 107. صص 28-4. البرزی، پرویز. (1386ش). مبانی زبانشناسی متن. تهران: موسسه انتشارات امیر کبیر. پراین، لارنس. (1366ش). تأملی دیگردر باب داستان. ترجمه: محسن سلیمانی. تهران: انتشارات حوزه هنری سازمان تبلیغات اسلامی. جلالى، جلال الدین. (1389ش). ضرورت شناخت وکاربرد انسجام وپیوستگی در ترجمه انگلیسی قرآن کریم. اصفهان: مؤسسه أم الکتاب. خطابی، محمد. (2006). لسانیات النص. دار البیضاء: المرکز الثقافی العربی. فرج ، حسام أحمد. (2007). نظریة علم النص. القاهرة: مکتبة الآداب. الفقی، صبحی ابراهیم. (2000). علم لغةالنصی، بین النظریه والتطبیق. القاهرة: دار قباء للطباعة والنشر والتوزیع. قیّاس، لیندة. (2009). لسانیات النص النظریة والتطبیق. القاهره: مکتبة الآداب. لطفی پور ساعدی، کاظم. (1371ش). درآمدی براصول وروش ترجمه. تهران: مرکز نشر دانشگاهی. محمد، عزة شبل. (2007). علم لغه النص. القاهره: مکتبة الآداب. وندایک، تئون ای. (1382ش). مطالعاتی در تحلیل گفتمان (از دستور متن تا گفتمانکاوی انتقادی). ترجمه: گروه مترجمان، تهران: مرکز مطالعات وتحقیقات رسانهها. یونسی، ابراهیم. (1341ش). هنر داستان نویسی. تهران: انتشارات امیر کبیر.
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
آمار تعداد مشاهده مقاله: 285 تعداد دریافت فایل اصل مقاله: 156 |