تعداد نشریات | 418 |
تعداد شمارهها | 10,003 |
تعداد مقالات | 83,617 |
تعداد مشاهده مقاله | 78,281,548 |
تعداد دریافت فایل اصل مقاله | 55,335,043 |
دراسة الزمن الروائی فی روایة "حبّی الأوّل" لسحر خلیفة اعتماداً علی نظریة جیرار جنیت البنیویة | ||
إضاءات نقدیة فی الأدبین العربی و الفارسی | ||
مقاله 6، دوره 11، شماره 41، تیر 2021، صفحه 137-157 اصل مقاله (250.6 K) | ||
نوع مقاله: علمی پژوهشی | ||
نویسندگان | ||
حمیدة سوری مصطفی1؛ بابک فرزانه* 2؛ لیلا قاسمی حاجی آبادی3 | ||
1طالبة دکتوراة فی اللغة العربیة و آدابها، فرع علوم و تحقیقات، جامعة آزاد الاسلامیة، طهران، ایران | ||
2استاذ فی قسم اللغة العربیة و آدابها، فرع علوم و تحقیقات، جامعة آزاد الاسلامیة، طهران، ایران | ||
3استاذة فی قسم اللغة العربیة و آدابها، فرع گرمسار، جامعة آزاد الاسلامیة، گرمسار، ایران | ||
چکیده | ||
یُعتبَر الزمن من العناصر البنیویة التی تحدث الروایة أساساً علیها. وکان الزمن یتشکل على علاقة منطقیة سببیة فی الروایات الکلاسیکیة، ولطالما استفاد الکتّاب منه لتحقیق أغراضهم فی الکتابة، لکنّه ومن خلال الحرکة والتغییر على أرض الواقع، جعلهم یسعون وراء أشکال زمنیة أخرى تفیدهم فی تبیین الخیال والرؤى. وهذا ما یسبب الحرف عن المسیر المتتابع للزمان فی الروایات المعاصرة، نتیجةً للمفارقة بین زمن السرد وزمن حدوث القصة وباستخدام تقنیة التسلسل الزمنی وإیقاعه. وسحر خلیفة، الروائیة التی تشکل القضیة الفلسطینیة محوراً مرکزیاً فی روایاتها تعید قراءة التاریخ الفلسطینی وأحداثه، لعرضه على الجیل الجدید من مواطنیها عبر قصة حب فی روایتها "حبّی الأوّل". وقد تناولت هذه الدراسة الزمن فی الروایة المذکورة معتمدة آراء "جیرار جنیت" حول الزمن الروائی، التی عرضها فی کتابه "خطاب الحکایة" من خلال تبیین المفارقات بین زمن القصة وزمن الحکایة، وعلى منهج وصفی تحلیلی. وقد استثنت الدراسة التواتر، فوصلت إلى أنّ المفارقات الزمنیة تسود على الروایة بسبب التداخل بین الحاضر والماضی فی نظام تشظظی للبنیة الزمنیة فیرى القارئ نفسه فی تردد بین هذین البعدین من الزمن. وقد أسست خلیفة لهذه البنیة الزمنیة باستخدامها تقنیات متنوعة لتسریع السرد أو إبطائه والحرکة المستمرة بین الحاضر والماضی دعماً للأغراض السردیة. ومن هذه التقنیات؛ تیار الوعی والحوارات الداخلیة والاسترجاعات والاستباقات والخلاصة والحذف، مما یجعل الزمن الروائی یطول فی بعض المشاهد ویقصر فی أخرى. | ||
کلیدواژهها | ||
البنیة الزمنیة؛ الإیقاع الزمنی؛ المفارقات الزمنیة؛ تیار الوعی؛ جیرار جنیت؛ سحر خلیفة؛ "حبّی الأوّل" | ||
اصل مقاله | ||
يرتبط الكثير من الفنون بالزمن وإذا كان الأدب يُعتبر فناً زمنياً -إذا صنفنا الفنون إلى زمنية ومكانية- فإنّ «القصص هو أكثر الأنواع الأدبية التصاقاً بالزمن.» (قاسم، 2004م: 37) ويتغير عنصر الزمن من رواية إلى أخرى بتغيير نوعية الطريقة التي يتبعها الكاتب. فالرواية التقليدية التي تعتمد على الحبكة السببية يكون الزمن فيها متسلسلاً...أما الرواية الحديثة، الحاضر التخيلي هو الأكثر حضوراً وتجلياً فيها... فتُخلط صيغ الأفعال أو تُجعل متداخلة بحيث لايشعر القارئ بالماضي مستقلاً عن الحاضر، بل متداخلاً فيه ومتخللاً له. (القصراوي، 2004م: 35-44) وهذا ما تسببه المفارقة بين زمن الرواية وزمن الخطاب في بنية الزمن الروائي. وقد بحث جيرار جنيت في العلاقة التي تربط زمن القصة بزمن الخطاب معتمداً على الترتيب الزمني والإيقاع والتكرار. وكثيراً ما نرى الحضور البارز لعنصر الزمن في الروايات الفلسطينية لأنه يحظى بعلاقة وطيدة مع حياة الإنسان الفلسطيني وبكل أبعادها وجوانبها. فيأخذ بأيدي القارئ إلى ماض جميل يسبق النكبة ويذكّره بماض أليم مرير في زمن النكبة. كتبت سحر خليفة رواية "حبّي الأوّل" في 390 صفحة استمراراً لرواية "أصل وفصل". فهي تسرد الرواية أساساً على واقع تاريخي. فتروي أحداث عام 1939م حتى عام 1948م وقد تشير إلى أحداث عام 1967م، والانتفاضتين الأولى والثانية والأوضاع التي عاشها الشعب الفلسطيني في قصة حب. فهي تتناول قطعة من تاريخ الشعب الفلسطيني ومعاناته وتبرز فيها دور الإنسان الفلسطيني في النضال والصمود، رجلاً كان أو إمرأة وتعيد التاريخ وأحداثه في تلك الفترة في بنية زمنية تحتضن الماضي في الحاضر لتعيد قراءته من جديد. فتوجد تقنيات زمنية من خلال التلاعب بالزمن وأبعاده الثلاثة مما يسترعي الدقة والإمعان. أسئلة البحث يمكن الرد على هذين السؤالين في نهاية هذا المقال: 1-كيف هي البنية الزمنية لرواية "حبّي الأوّل"؟ 2-كيف تتجلى تقنيات الترتيب والإيقاع الزمنيين في البنية الزمنية للرواية حسب رأي جيرار جنيت؟
الفرضيات
خلفية البحث إنّ البحوث التي تناولت الزمن في رواية "حبّي الأوّل" يمكن أن نذكر: -مقالة «سحر خليفة في حبّها الأوّل وغصّة الواقع الأليم» لنبيه القاسم: (لاتا). فقد قام الكاتب بدراسة إجمالية لعناصر القصة في الرواية ومنها عنصر الزمن فقد ذكر استخدام الكاتبة لتيار الوعي في استرجاعاتها. -مقالة «حبّي الأوّل: الواقعی والمتخيل في الزمن الروائی» لرزان محمد إبراهيم: (لاتا). المطبوعة بمجلة اللغة العربية وآدابها لجامعة البترا الأردنية وقد درست الكاتبة الرواية في خمسة محاور وهي كما يلي: 1. هاجس الزمن 2. السرد المهجن؛ ما بين الذاتي والتخيلي 3. صورة المرأة 4. الرموز والإيحاءات 5. بين الوقائع والرغبات. وفي مجال الزمن ذهبت كاتبة المقالة إلى أنّ الرواية تخلق الإحساس بالمادة الزمنية فلها تأثيرها المتفاوت على الشخصيات وتنحاز الرواية إلى الزمن القديم أي زمن الثوار إحياء للتاريخ الفلسطيني. لكنها لم تغفل عن الزمن الحاضر وصورته المشوهة. ولم تتطرق كاتبة المقالة إلى تيار الوعي الذي استخدمته سحر خليفة. -ومقالة «تيار الوعي وتداخل الأزمنة والرؤی والأصوات في الرواية الفلسطينية المعاصرة منذ عام 2000حتى عام2010» لسلمان صالح سلمان أبومعلا: (2016م). المطبوعة في مجلة البحث العلمي للآداب العدد السابع عشر. فقد بحث عدداً من الروايات منها رواية "حبّي الأوّل" بشكل إجمالي وذهب إلى أنّ الراوية استخدمت تقنيتي التداعي الحرّ والحوار الداخلي، من تقنيات تيار الوعي في الرواية المذكورة. فيرى أنّ استخدام تقنيات تيار الوعي له صلة بالأوضاع غير المستقرة في حياة الإنسان الفلسطيني لعل تداعي الماضي في الزمن الحاضر يخفف من واقعه وآلامه المريرة. وتتبع الكاتبة أسلوب التوزيع ما بين ثلاثة أزمنة: الماضي المسحوب من الذاكرة البعيدة، الماضي المسجل على الأوراق والحاضر المخفف من عبء الماضي فتتجلى قدرة سحر خليفة الفنية على الاستبطان وصهر الماضي والحاضر في بناء درامي مركب. وقد استفاد الكاتب من مقالة نبيه القاسم تحت عنوان «سحر خليفة في حبّها الأوّل وغصّة الواقع الأليم» دون الإسناد إليها. وفيما يتعلق بعنصر الزمن في الرواية، فلم تدرس البنية الزمنية والمفارقات بين زمن القصة وزمن الخطاب في الرواية واستخدام مختلف التقنيات الزمنية التي تؤدي إلى هذه المفارقات قبل البحث الحاضر بين يدي القارئ.
منهج البحث يعتمد هذا البحث نظرية جيرار جنيت في دراسة الزمن في رواية "حبّي الأوّل"، عن طريق دراسة العلاقة بين زمن القصة وزمن الخطاب اعتماداً على الفواصل الزمنية وتقنية الإيقاع. كما يؤخذ استخدام الكاتبة لأسلوب تيار الوعي بعين الاعتبار ضمن دراسة الزمن لكي يتم الحصول على معرفة تامة على البنية الزمنية للرواية.
سحر خليفه و خلاصة الرواية سحر عدنان خليفة كاتبة فلسطينية، ولدت عام 1941م في مدينة نابلس. تتسم روايات سحر خليفة «بمضامينها الوطنية والأمل والإهتمام بالثقافة المحلية والدعوة إلى الوعي وأهم من كل ذلك الدفاع عن حقوق المرأة. فيمكن القول بأنّها ومن خلال رواياتها الاثنتي عشرة المتمحورة حول القضية الفلسطينية حصلت على مكانتها الأدبية لتنتمي إلى جيل مهتم بالقضية من أمثال غسان كنفاني ويحيى يخلف ورشاد أبوشاور الذين اتبعوا الأسلوب الواقعي فجعلوا قضية فلسطين المرتكز الأساس لأعمالهم ليبرزوها في إبداعاتهم كما عملوا على إظهار دور الثورة الفلسطينية في تغير الواقع الفاسد الذي حاول الاحتلال تكريسه في فلسطين.» (أبوبشير، 2007م: 269) وملخص الرواية هو أنّ نضال حفيدة آل قحطان ترجع إلى الديار في السبعين من عمرها وبعد أن تركتها قبل ستين عاماً. فتأتي إلى بيت العائلة وتقرر إعادة بنائه، لتستقر فيه وتعيش الهدوء والسكينة. فعند دخولها إلى البيت تستحضر ذكرياتها من الماضي، فتروي عن جدتها وأمها وخاليها، وحيد وأمين، وحبّها الأوّل ربيع، والأيام التي أمضوها في البيت وفي القرية. قرية من القرى التي كانت تشهد نضال أهاليها ضد الاحتلال ومقاومته لأجل الحفاظ على أراضيهم. وتلتقي نضال بربيع أمام البيت وهو رجل كبر في السن، فيستعيد حب الصبا حياته في قلبها من جديد. كما تعثر نضال على كتابات لأمين تطّلع من خلالها على ماضٍ لم تعرف عنه شيئاً. فقد روى أمين فيها عن أيام كان يسعى الصهاينة إلى احتلال القدس وتنفيذ مشروعهم المشؤوم وكان القائد المناضل عبدالقادر الحسيني يريد إحباط خطتهم لكن خذلان الزعماء العرب للفلسطينيين في إرسال العُدّة والأسلحة، أدى إلى استشهاده، فتقدّم الصهاينة واحتلوا مساحة كبيرة من الأراضي الفلسطينية.
المباني النظرية في البحث الزمن والبنية الزمنية الزمان كما جاء في كتب اللغة هو «اسم لقليل الوقت وكثيره.» (ابنمنظور، 2010م: 13/99) وهو العنصر الفاعل المكمل للعناصر الأخرى في القصة. تتقدم الرواية في سرد الأحداث مع تقدم الزمان فتُعرض مراحل الرواية المتعددة على القارئ واحدة تلو الأخرى في أرضية من الزمان لتنتهي في نهاية جزء منه. (رسولنژاد و آخرون، 1396ش: 2) وتحظى كل رواية ببنيتها الزمنية الخاصة بها، تستمد هذه البنية قوتها من أسلوب الكاتب وتعبيره عن أحداث القصة. ويتجلى هذا العنصر القصصي في الرواية في نوعين: الزمن الطبيعي؛ وهو الزمن الذي يسير في حركة متقدمة دون العودة إلى الوراء... وهو يستمد مقاييسه من الزمن الطبيعي الخارج من الرواية كساعات والأيام والفصول و... . (رشاد الشامي، 1998م: 264) والزمن النفسي؛ يلتصق بحالات الشخصيات النفسية ويتغير مع تغيرها... . (حمدي، 2011م: 12) ويجري الزمان في حركته المستمرة في ثلاثة أبعاد؛ الماضي والحاضر والمستقبل. وتتجسد البنية الروائية أساساً على هذه الأبعاد والبنية الزمنية للنص، التي يمكن تحديد أنساقها كالتالي: «النسق الزمني الصاعد والمتقطع والنسق الزمني الهابط.» (عزام، 2005م: 108)
المفارقة بين زمن القصة وزمن الخطاب هناك تمايز بين زمن القصة وزمن الخطاب فزمن القصة متعدد الأبعاد بينما زمن الخطاب خطي، ففي زمن القصة تحدث الأحداث بشكل منطقي ويمكن أن تحدث في زمن واحد لكن يلزم الخطاب أن يرتبها ترتيباً متتالياً فيرويها واحدة تلوى الأخرى، فيضطر السارد إلى التلاعب بالزمن وإيقاف التتالي للأحداث... . (أحمد، 2005م: 235)
نظرية جيرار جنيت لقد استقصى جنيت في دراسة الأدب البنيانية مقارنة بالبنيانيين من قبله فتناول الحكاية والعلاقات المعقدة بين عناصرها. وكان يرى أنّ الزمن عنصر بنيوي تتشكل الحكاية عليه. فقد درس الصلة بين زمن القصة وزمن الخطاب (زمن الرواية) وذهب إلى أن هناك زمنين لكل رواية؛ زمن الشيء المروي وزمن الحكاية ضمن دراسته لخطاب الحكاية،(جنيت، 1997م: 46) ويرى أنّه من الممكن اتصالهما بعلاقات عديدة، فيمكن تصنيف هذه الصلات حسب الترتيب والسرعة أو المدة والتواتر. (القصراوي، 2004م: 51) فيبين هذه الصلات في تطبيقاته في خطاب الحكاية؛ الصلات بين الترتيب الزمني للتتابع الأحداث في القصة والترتيب الزمني الكاذب لتنظيمها...والصلات بين المدة المتغيرة لهذه الأحداث أو المقاطع القصصية والمدة الكاذبة ( في الواقع طول النص) لروايتها في الحكاية وأعني صلات السرعة وأخيراً صلات التواتر. أي بعبارة تقريبية فقط العلاقات بين قدرات تكرار القصة وقدرات تكرار الحكاية. (جنيت، 1997م: 46) فقد نرى إن جينت درس المفارقات الزمنية المتمثلة في الاسترجاع والاستباق وعلاقة المدة وحالاتها في تسريع السرد وإبطائه من خلال الوقفات الوصفية والحذف والقفز الزمني وصلة التواتر المتمثلة في عملية التكرار فيمكن أن يتكرر حدثاً ما لعدة مرات لكنه قد وقع مرة واحدة.
الترتيب الزمني والمدة الزمنية يتم في دراسة الترتيب الزمني لحكاية ما، مقارنة ترتيب الأحداث أو المقاطع الزمنية في الخطاب السردي بنظام تتابع الأحداث أو المقاطع الزمنية نفسها في القصة. (جنيت، 1997م: 47) وهو يقصد ترتيب الأحداث وتواليها على خط واحد في القصة، وهو النمط المتبع في كتابة الروايات الكلاسية. وتختلف الروايات الحديثة عنها بما يتم فيها من تلاعب بالنظام الزمني من خلال تغيير ترتيب الأحداث، فقد يحدث فيها مفارقات بين زمن القصة وزمن الخطاب أو الرواية. وتظهر هذه المفارقات في الرواية خلال نوعين من النسقين: الأول هو الاستذكاري: أو الاسترجاعي وهو العودة إلى الوراء. (عزام، 2005م: 109) فقد يفتح السارد المجال لحكاية أخرى إذ يشكل كل استرجاع بالقياس إلى الحكاية التي ينضاف إليها حكاية ثانية زمنياً، تابعة للأولى. (جنيت، 1997م: 60) والثاني هو الاستباقي: أو الاستشرافي ويتم فيه استباق زمني، مفارقة زمنية تحرك السرد إلى الأمام. فيسرد الراوي أحداثاً أولية تمهد لما يحدث لاحقاً وتساعد القارئ صراحة في التنبوء والاستشراف لما يحدث أو يومئ إليه بما يمكن أن يحدث في المستقبل السردي. (بحراوي، 2009م: 132-137) وفي ما يخص نقل الحوادث فالحكاية بضمير المتكلم أحسن ملائمة من أي حكاية أخرى. (جنيت، 1997م: 76) فيتمكن الكاتب وبمساعدة هذه الصيغة أن يصنع مفارقات مميزة في البنية الزمنية للرواية. وتحدد سرعة الحكاية بالعلاقة بين مدة (هي مدة القصة مقيسة بالثواني والدقائق والساعات والأيام والشهور والسنين) وطول (هو طول النص، المقيس بالسطور والصفحات). (م.ن: 102) ومما لاشك فيه أنّ تقديم فترة زمنية قصيرة في عدد كبير من الصفحات يؤدي إلى إيقاع مختلف كل الاختلاف عن معالجة فترة زمنية طويلة ممتدة في بضعة أسطر. (قاسم، 2004م: 77) فمن أجل تبيين المدة الزمنية لابدّ من دراسة مختلف التقنيات المستخدمة لتسريع حركة النص وإبطائه: الف) تسريع السرد: يضطر الراوي أحياناً إلى إيجاز سرد بعض الأحداث التي استغرقت وقتاً طويلاً، فيركز على الحدث الأساس ويغض الطرف عن الأحداث الفرعية. وهذا ما يفعله الكاتب باستخدام تقنيتين هما: الخلاصة؛ فيقصر زمن الخطاب مقارنة بزمن الأحداث والوقائع. (جنيت، 1997م: 109) والحذف؛ هنا بمعنى الحذف الحصري أو الزمني. وفيه يجتاز الراوي بعض الأحداث ولايدخل التفاصيل. وتتمثل هذه التقنية بنوعين: الحذف الصريح والحذف الضمني. (م.ن: 117-119) فيقتصر الكاتب بهذه التقنيات المدة الزمنية في الرواية. ب) تبطئة السرد: يسرد الراوي الأحداث التي تستغرق مدة قصيرة في مكان واسع من النص عن طريق المشهد أو الوصف. يقصد بالمشهد؛ المقطع الحواري الذي يمثل اللحظة التي يكاد يتطابق فيها زمن السرد بزمن القصة من حيث مدة الاستغراق، وإن كان الناقد البنيوي جيرارجنيت ينبه إلي أنه ينبغي دائماً أن لانغفل أن الحوار الواقعي الذي يمكن أن يدور بين أشخاص معينين قد يكون بطيئاً أو سريعاً، حسب طبيعة الظروف المحيطة، كما أنه ينبغي مراعاة لحظات الصمت أو التكرار مما يجعل الاحتفاظ بالفرق بين زمن حوار السرد، و زمن حوار القصة قائماً علي الدوام. (لحمداني، 191م: 78) والوصف؛ تبطئ حركة الخطاب بسبب الوقفات التي يسببها الوصف من أجل إتاحة الزمن للسرد وامتداده. (جنيت، 1997م: 112)
التطبيق على رواية "حبّي الأوّل" الزمن في الرواية يرتبط الزمن في رواية "حبّي الأوّل" بصلة وثيقة مع التاريخ؛ لأنّها كتبت أساساً على المستندات التاريخية؛ فأرادت أن تقول «أنظروا كيف يُعيد التاريخُ نفسُه، ونُعيدُ نحن الأخطاءَ نفسَها... .» (القاسم، 2011م: 5) الزمن الطبيعي للقصة يسير خلال 1939م حتى عام 1948م أي الحقبة التي كانت فلسطين تشهد النزاع بين العرب واليهود على ملكية أراضيها، فقد مدّت الراوية زمن الأحداث إلى أوائل القرن العشرين بصهر الماضي والحال ومزجهما من خلال استدعاء شخصيات من تلك السنين. وتختلف الأزمنة النفسية أو الداخلية لدى هذه الشخصيات رغم تساوي الزمن الطبيعي لديهم. فتمرّ الأزمنة النفسية لشخصيات القصة ببطء، بسبب عرض صور عن أحاسيسهم وعواطفهم والاستدعاء والحوار الداخلي للشخصيتين الرئيسيتين؛ نضال وربيع. ويتيح الزمن النفسى للشخصيات في الكثير من المشاهد، القدرة على التفكير حسبما تشاء في تيار سار للوعي، باجتياز حدود الأزمنة الخارجية. فتوظيف سحر خليفة أسلوب تيار الوعي للتعبير عن أفكار شخصية الرواية وما يدور في خلدها، يوفقها في تصوير عجز الشخصية وفشلها على لسان الرؤى واسترجاع الزمن الضائع من خلال استدعاء الماضي. فنضال تستدعي الماضي من خلال آثارها الفنية، منها لوحة جبال عيبال وحرشها التي رسمتها في ذاك الماضي: «وَضَعْتُ الْلَوحَةَ فَوقَ صَناديقَ الأَوراقِ وَالصُّوَرِ وَالتَّذْكاراتِ وَجَلَسْتُ علي السَّريرِ ثُمَّ تَمَدّدتُ وَسَرَحْتُ بِنَظري في اللَوحَةِ، لَوحَةِ عَيبالِ وَحَرْشِ الصِّنوبَرِ في القِمَّةِ فَوقَ الْمَحاجِرِ وَشيخِ الْعِمادِ... تلك الْلَوحةُ، كانَتْ مَرسومَةً بِأَلوانِ الْماءِ، كانَتْ أَلْوانُها قَدْ بَدَأَتْ تَخْبو وَتُغَيِّم، وَكأنَّ الزَّمَنَ فَعَلَ بِاللَّوحَةِ ما فَعَلَ بِنا، بَدَأْنا نَخْبو وَنُغَيِّم.» (خليفه، 2010م: 30) ويترك الزمن أثره في الألوان فيبهتها ويزيل نضارتها كما يفعل في الإنسان ويضعفه ويهرمه. وبالنهاية يمكن القول أنَّ الزمن الحقيقي هو الزمن النفسي الذي لايقاس بالساعة وتتأثر أحاسيس شخصيات الرواية به. (إبراهيم، لاتا: 7) يتزامن زمن الرواية والسنة التي تعود فيه البطلة إلى نابلس حيث دار العائلة، بعد ستين عاماً من الاغتراب، فتبدأ بترميمه لتستقر فيه بعد أن أنهكها التنقل بين مطارات عمان وبيروت والقاهرة ولندن وباريس وواشنطن ونيويورك. هناك الكثير في الرواية مما يدل على هذا الزمن كهذه الفقرة: «وَ إِذا كنْتُ أَرْغَبُ، سَتَحْكي لي عَمَّا كان يَدورُ في هذه الدّارِ أَثْناءَ غِيابي، مُنْذُ الْاِنْتِفاضَةِ الْأُولي ثُمَّ الثَّانِيَةِ وَحَتَّي الْآنَ.» (خليفة، 2010م: 63) حدث الكثير من الأحداث في بيت العائلة طيلة غياب نضال، فتطلب من الجارة ياسمين سرد ما حدث من وقائع في البيت والحارة والمدينة في فترة غيابها من بداية الانتفاضة الأولى وحتى نهاية الانتفاضة الثانية التي انتهت عام 2005م. ويُقصد بالزمان الحاضر ما بعد الانتفاضة الثانية أي عام 2007م و2008م وهما الزمن الذي تُسرد فيه الرواية.
البنية الزمنية في الرواية يلاحظ القارئ البنية التتابعية في الصفحات الأولى من الرواية لكنها تتضاءل فتتغير مع التقدم في القراءة بسبب ترديد البطلة المتكرر بين الحاضر والماضي في بداية كل فصل من فصول الرواية. فتتغير البنية إلى البنية المتشظظة وتتجلى في المفارقات الزمنية وتعاقد الأزمنة والدور البارز للرؤى والأحاسيس الداخلية. ويضفي الزمن الماضي بظلاله على الزمن الحاضر في استدعاءات الراوية له، للصلة الوثيقة بينهما، ما يتم خلال تصوير خيانة الزعماء العرب في قضية احتلال بلدها والمعاناة التي يعيشها أبناء فلسطين وقادتهم في النضال ومقاومة الاحتلال حتى تتمكن من إبرازهم إلى القارئ. وفي الفصل الأول تبدأ الساردة قصتها بعودتها إلى دار عائلتها في نابلس، وباستخدامها ضمير المتكلم وحده، يسهل عليها قطع امتداد الزمن الحاضر الصاعد باسترجاعات زمنية. فتذهب بها خواطرها إلى زمن بعيد في صغرها مع جدتها وذهابها إلى معاقل المجاهدين ولقائها بحبّها الأوّل. تعيش البطلة في زمن الحكاية، في الزمن الحاضر ويطّلع القارئ على الزمن الماضي وأحداثه من خلال ذاكرتها والمذكرات التي كتبها خالها أمين. وتتشكل شخصيات الرواية وأحداثها وصورها لتنمو وتكتمل في حركة مستمرة بين الحاضر والماضي في فصولها الستين. تعرض سحر خليفة الزمن الحاضر متجذراً في الماضي وليس جزيرة موحشة تعوم في وسط بحر موّاج، فهو يسير مع سير التاريخ إلى الغد، في رؤيتها. وإنّ المفارقات والفواصل الزمنية تشهد أنَّ الكاتبة ترى الماضي في الحاضر وممزوجاً به. ففي كل لحظة يرى القارئ الكثير من الأحداث معروضة أمامه معقودة بالزمن الحاضر. فلايرجع الماضي مستقلاً تماماً بل إنَّه يشكل جزء من الحاضر المتقدم. (إبراهيم، لاتا: 10)
الاسترجاع في الرواية تكسر سحر خليفة الزمن الطبيعي للرواية من أجل تميّز روايتها وخلق عالم روائي وبث الإثارة والجاذبية وتعقيد القصة وخلق الشكوك في القارئ وحثه على متابعة القصة، فتعود إلى الماضي و«يأخذها تاريخ الوطن الفلسطيني الجريح لتستقرئه من جديد وتعيد صياغتَه الحقيقيّة ليعرف كلّ فلسطيني أين كانت جذور المأساة ومُسبّبات النكبة وتَشريد الشعب وضَياع الوطن.» (القاسم، 2011م: 2) فهي ترى وبكل وضوح أنَّ أي طريقة تُسلك دون التمسك بالقيم الفلسطينية والتشبث بالنضال المقاوم ستودي بتكرار الأحداث، ليعيد التاريخ نفسه فهي تلزم نفسها بإعادة هذا التاريخ ليعتبر منه أبناء الشعب الفلسطيني. وتشكل الأجزاء التي يحدث استدعاء الماضي فيها، أكثر من نصف الرواية فتستدعي ذاكرة نضال خواطرها من ماضيها البعيد عند عودتها إلى دار العائلة، الذاكرة التي يصفها جبرا إبراهيم جبرا بأنَّها «قوة سيالة دينامية مرنة جداً تفعل في نفس الإنسان بحيث كلما وجد الإنسان نفسه تحت هيمنتها وجدت نفسك مثاراً... هذا النوع من الذاكرة هو النوع المحيي والمهم في الخلق الروائي.» (جنداري، 2013م: 128) فتيار الوعي يظهر في أغلب مشاهد الرواية عن طريق تقنية الاستدعاء. فنضال تسترجع شريط حياتها في عملية استدعاء سنوات يستمر الشباب المناضلون فيها مقاومة الاحتلال والإنكليز والاستيطان والمستوطنين. فهي تتذكر زيارات جدتها للقرى التي كانت تحتضن معاقل الثوريين كخالها ووحيد وربيع، والمشابكات التي كانت تدور بين الثوريين والجنود الإنكليز وسيطرة اليهود على الأراضي وعجز أصحابها من المواجهة واكتفائهم بالتذمر كما تتذكر لقاءاتها الأخيرة بربيع والحزن المسيطر عليه بسبب الأوضاع غير المستقرة وتهافت الثورات، ومقابلة المستوطنين اليهود المدعومين من قبل الإنكليز والاشتباكات معهم، فهذه الأحداث كلها تتذكرها في مشاهد تُعرض بمساعدة تقنية الاستدعاء لأجل تحقيق أغراض الكاتبة. إنَّ الأحداث المستدعاة من الماضي تجعل القارئ يسير في طريق الحاضر والماضي ذهاباً وأياباً، لكنّها الرواية في حكايتها تتبع نظاماً زمنياً تتابعياً، بمعنى أنَّ الأحداث تُروى حسب قدمها وتأخرها، فلايتحير القارئ عند قراءتها. تستدعي نضال ذكرياتها من ستين عاماً خلت عند وصولها إلى بيتها، أي حين كانت في الحادية عشرة من عمرها، فتدخل هذه الذكريات في دائرة الاستدعاء الخارجية. فيتوقف استدعاء نضال الأحداث التي شهدتها إلى حين رجوعها إلى البيت الواقع في الأراضي المحتلة من قبل الصهاينة وهي في السبعين من عمرها، البيت الذي تنوي ترميمه. ولا حلم لها لتحققه ولا أحد من عائلتها ولامن أصدقائها وأقربائها حتى تبدأ حياة جديدة، فكل ما كانت تعرفه وعاشت معه كان من الماضي وقد انتهى. تستخدم سحر خليفة تيار الوعي جيداً لتبيين أفكار شخصيات الرواية، فهي تصور الهزائم والانتكاسات بلسان الرؤى. وتبتني عملية الاستدعاء في الرواية على التشابه والجوار بين المفاهيم فتستدعى الأحداث بشكل منطقي، ويقف القارئ عليها مما يتضح له علائق نضال وهواجسها ومصادر استرجاعاتها.
الاستباق في الرواية إنَّ الأوضاع الفلسطينية بتناقضاتها وتغيراتها ومستجداتها غير المتوقعة، تجعل عملية الاستباق غير مطمئنة للروائي. فلا تحتل هذه التقنية مساحة تُذكر في الروايات الفلسطينية، وبإمكان القارئ أن يشعر بميول الروائيين الفلسطينيين إلى تقنية الاستدعاء في رواياتهم أكثر من سائر التقنيات بسبب التاريخ الفلسطيني المرير. ولا تستثنى رواية "حبّي الأوّل" من هذا الأمر. والجزء الذي يمكن ذكره في هذا الخصوص يتعلق بحكاية نضال عن حوار دار بين وحيد وأمين حول أسباب فشل أنشطة وحيد الثورية وتأثره بامرأة تدعى حسنا، فالكاتبة علاوة على تمهيدها لإدخال شخصية جديدة إلى الرواية، تمهد لعقد مصير الشخصيتين وحيد وحسنا: «لِماذا وَصَلْتَ إِلي هذا؟ قُل لي لِماذا؟ لِماذا صِرْتَ بِهذا الضَّعْفِ؟ يا أَخي إنْ كانَتْ حسنا هي المشكلةَ، إذهبْ تَزوَّجْها وَخَلِّصْنا. ...تُريدُ مِنِّي أَنْ أَذْهَبَ إِلي زُعَماءِ الْقُدْسِ وَأَقولُ لَهُم أَعْطونا اَلمْالَ وَالسِّلاحَ لِأَنَّ أَخي العاشِقَ يُريدُ أَنْ يُقاتِلَ حَتَّي يُرضي إِمْرَأَةً فَتَرضي عَنه وتَرْضي بِه؟ وَ... .» (خليفة، 2010م: 114) قصد وحيد أخاه أمين لطلب المساعدة والتوسط لجلب دعم الزعماء العرب مالاً وسلاحاً، لكنه واجهه معبّراً عن رأيه حول محبوبته حسنا. ويطّلع القارئ على تأثر وحيد بحسنا من فحوى كلام أمين. فيستبق زواج وحيد من حسنا ويتوقعه. فتمهد الراوية لتحقيق زواجهما مرات أخرى: «حُسنا، بِحُكمِ إِقامَتِها في الْمَزْرَعَةِ... تُراقِبُ الْفَلَّاحين وَتُحاسِبُهُم وَهي مَنْ تُحاسِبُ الْمَجْلِسَ الْقَرَوِيَّ وَتَعْقِدُ الصَّفَقاتِ. باتَتْ زَوْجَةً مِن غَيْرِ زِواجٍ.» (م.ن: 171-172) «بَعْدَ شَهْرَين أَوْ ثَلاثَةٍ زُرْنا صانورَ فَوَجَدْنا حُسنا قَدِ اخْتَلَفَتْ. خَلَعتِ الْأَسْوَدَ، وَلَبِسَتْ ثَوباً أَبيضَ مُطرَّزَ الصَّدرِ... .» (م.ن: 174-175) تعرض الفقرات المذكورة شخصية حسنا كامرأة ذات مقدرة قوية ومطلعة على أمور البيت وخارجه إضافة إلى التمهيد لزواجها من وحيد. وأعطت سحر خليفة الرواية أكثر إثارة فجعلت القارئ واعياً بمشوار الرواية متابعاً قراءتها، باستخدامها هذه التقنية. فهي عمدت إلى توريط القارئ وإرغامه على التفاعل في تشكيل النص الروائي وإبعاده من القراءة الكلاسية، ولايتحقق هذا إلّا باستخدام التقنيات الحديثة.
الامتداد الزمني في الرواية تروي الكاتبة أحداث الفترة فيما بين (1939-1948م) والانتفاضتين الأولى والثانية حتى الزمن الحاضر في 391 صفحة. تستفيد الكاتبة بشكل ملفت من التقنيات الزمنية في هذه المساحة الكبيرة، فلاتنحسر على نقل الأحداث وتعريف الشخصيات فحسب بل هناك الكثير من المشاهد الوصفية مما تؤدي إلى تبطئة زمنية، والتي لا يمكن غض النظر عنها في دراسة المدة الزمنية في الرواية. فتشكل تقنيات التلخيص والحذف والحوار والوصف، معايير الإيقاع الزمني في الرواية ولابد من دراستها.
الخلاصة في الرواية من التقنيات التي تستخدم لتسريع السرد هي الخلاصة. يلخص الكاتب الأحداث التي لايرى في تفاصيلها من جدوى فلايذكرها لإيجاز القصة. «تعتمد الخلاصة في الحكي علی سرد أحداث ووقائع يفترض أنَّها جرت في سنوات أو أشهر أو ساعات، واختزالها في صفحات أو أسطر أو كلمات قليلة دون التعرض للتفاصيل.» (لحمداني، 1991م: 76) تُستخدم هذه التقنية في رواية "حبّي الأوّل" في الاسترجاعات، ولاترى سحر خليفة مانعاً لخلاصة الاسترجاعات في أي مكان من روايتها، فهي تريد رفع متطلبات الرواية. ومن أهم الفقرات التي استخدمت فيها الخلاصة هي حياة نضال الخفية عن القارئ التي ترويها نضال عند لقائها بربيع في بيت العائلة بعد مضي ستين عاماً: «سِتّي ماتَتْ وَأُمِّي اِخْتَفَتْ فَأَلْحَقَني خالي بِمَدْرِسَةِ الرَّاهِباتِ. اَلرَّاهِباتُ اِكتَشَفْنَ مُوهِبَتي فَدَبَّرْنَ لي بَعْثَةٍ فَنِّيَّةٍ إِلي روما. تَزَوَّجْتُ وَطَلَّقْتُ ثُمَّ تَزَوَّجْتُ ثُمَّ تَمَرَّدْتُ ثُمَّ أَحْبَبْتُ ثانيَ مَرَّةٍ وَثالثَ مَرَّةٍ وَعاشِرَ مَرَّةٍ... .» (خليفة، 2010م: 216) وثم أخذت نضال تتحدث عن وفاة جدتها واختفاء أمها وذهابها هي إلى الدير وكل الأحداث التي تلته بعد ذلك. يُوَظف التلخيصُ إلى جانب وظيفته التقليدية من أجل دور جديد وهو الإبلاغ السريع للأخبار، بمعنى أنه يخبر القارئ عن مدة مديدة من حياة البطلة نضال على وجه السرعة. والجزء الآخر الذي تلخصه الراوية هو اشتباك أهل قرية صانور بالصهاينة، فتجتاز المعركة التي طالت يوماً أو نصف يوم بتقنية الخلاصة في ثلاثة أسطر. وتقول: «بَدَأَ الْهُجومُ. اَلزَّيْبَقُ وَرِجالُه تَسَلَّلوا إِلي الْمُسْتَعْمَرَةِ وَأَشْعَلُوا النَّارَ في مَخازِنِ الْحُبوبِ وإسْطَبْلِ الدَوابِّ، وَالْفَلّاحون قَتَلوا الحُرّاسَ. سَمِعْنا الْأَخْبارَ عَبْرَ الرادِيو وَحديثِ النَّاسِ. قالوا صانورَ قُصِفَتْ مِنَ الْأَرْضِ وَقُصِفَتْ مِنَ السَّماءِ ... وَعَرَفْنا أَنَّ الزَّيْبَقَ وَرِجالَه اِنْسَلّوا وَعادوا لِمَوقِعِهم فَوقَ الْجِبالِ وَهَجَروا صانورَ.» (م.ن: 208) لعل ذكر الساردة المواجهة بإيجاز وفي جملات أفعالها ماضية متتابعة لسببين هما؛ جهل نضال بالتفاصيل لعدم حضورها في المواجهة وعدم رضاها لقرار زيبق في حثّ الناس على المواجهة وتلبيتهم لدعوته، فقد تمكنت من تبيين فشل مثل هذه القرارات غير المدروسة التي يتخذها القادة الفلسطينيون من أمثال زيبق. يختلف توظيف الخلاصة وبنيتها فيما بين الخلاصة التي توجز مدة ستين سنة وخلاصة مدة أقل، كعشر سنوات أو يوم واحد، فكلما طالت المدة الموجزة، تزداد سرعة السرد وهذا أمر طبيعي، فخلاصة سرد أحداث ستين سنة تزيد سرعة السرد أكثر بكثير من سرعة السرد ليوم واحد. لكن هناك أمر يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار وهو أن يمكن أن تكون أحداث يوم ما أكبر بكثير من أحداث ستين سنة وأهم منها. وبما أن لايمكن الاعتماد على الاحتمالات فيجب النظر في العلاقة بين المدة الموجزة وسرعة السرد.
الحذف في الرواية وهو أحد أساليب الإسراع في السرد ويرى جنيت أنَّه من وجهة النظر الزمنية يرتد تحليل الحذوف إلى تفحص زمن القصة المحذوف، وأول مسألة هنا هي معرفة تلك المدة المشار إليها (حذف محدد) أم غير مشار إليها (حذف غير محدد).(جنيت، 1997م: 117) وفي "حبّي الأوّل" تغض الكاتبة الطرف عن فترات زمنية في القصة فتزيد من سرعة سردها. فيقتصر زمن السرد إثر الحذف أكثر من اقتصاره إثر الخلاصة. يستقر وحيد في مزرعة في القرية عقب تشتت قواته، وكانت حسنا تسكن في المزرعة مع خالتها ومازالت ترتدي الأسود لموت زوجها وخالها، رغم مضي مدة طويلة على ذلك، وكانت تعمل مع وحيد في تلك المزرعة. وبعد شهور من لقاء نضال والجدة بوحيد ترجعان إلى صانور برفقة وداد: «بَعدَ شَهرين أَوْ ثَلاثَةٍ زُرْنا صانُورَ فَوَجَدْنا حُسنا قَدِ اخْتَلَفَتْ. خَلَعَتِ الْأَسْوَدَ، وَلَبِسَتْ ثَوباً أَبْيَضَ مُطَرَّزَ الصَّدْرِ وَالذَّيلِ بِالْفَلّاحي، وَلَفَّتْ رَأْسَها بِشاشٍ أبيضَ وَضعتْ فَوقَهُ قُبَّعَةٍ واسِعَةٍ مِنَ الْقِشِّ... .» (خليفه 2010م: 174) وهكذا تجتاز الساردة أحداث المزرعة وأنشطة وحيد وحسنا فيها خلال شهرين أو ثلاثة أشهر، فتحذف ما حدث في هذه المدة ولايرى القارئ نفسه بحاجة إلى معرفة التفاصيل، فتوحي التغييرات الطارئة على مظهر حسنا وملابسها بما قد حدث. ولايذكر إلّا المدة الزمنية. فسبق وأن ذكرت الساردة في الفصل السابق انصراف وحيد عن النضال والثورة وانشغاله بالأعمال الزراعية إلى جانب حسنا. فلايشعر القارئ وبعد مضي شهرين أو ثلاثة، بالفاصل الزمني في النص والابتعاد عن وحيد وحسنا وما يفعلان في المزرعة في الفصل التالي، فلا حاجة له بتفاصيل أحداثه. وقد استخدمت الكاتبة تقنية الحذف المعلن في الرواية بنوعيه المحدد وغير المحدد. تنقطع أخبار ربيع عن نضال بعد النقاش الذي دار بينهما حول أهمية الحب مقارنة بالثورة: «غابَ عَنّا عِدَّةَ أَسابيعَ حَتَّي أَقْنَعْتُ سِتّي وَأُمِّي بِزيارةِ خالي في صانورَ.» (م.ن: 98) فيغيب ربيع عن نضال لعدة أسابيع ولا تذكر الكاتبة الأحداث خلال مدة غيابه، وتكتفي بذكر المدة غير المحددة من القصة. كما تستخدم سحر خليفة تقنية الحذف الضمني لتسريع السرد في حالات قليلة. عندما كانت نضال وربيع تناقش مختلف المواضيع كالاستيراد المتزايد للبضائع، فينقطع السرد بهذه الجملة: «ومن هو معنا؟ قولي يا ست، من هو معنا؟» (م.ن: 242) ودون فواصل نصية تقول نضال: «في الْيَومِ التَّالي، أَعادَ عَليَّ قِصَّةً ما حَدَثَ يَومَ جُرْحِ الْقائِدِ في مَعْرِكةِ بَني نُعَيمِ.» (م.ن: 242) فتتدخل الساردة في السرد وتطوي مدة زمنية غير محددة غير آبهة بها لتنتقل إلى فترة زمنية أخرى. فسرد التفاصيل في فواصل نصية قصيرة لايخدم الرواية فتضطر الكاتبة إلى اجتيازها للابتعاد عن تفكك الرواية وضعفها. فتُوجه الساردة، بقفزة سريعة، ذهن القارئ إلى قصة القائد وجرحه المسترجعة، بحيث لن يشعر القارئ بالحذف لو لم يدقق في النص؛ فلاتوجد قرينة او إشارة تدلّ على ذلك.
الحوار في الرواية وهو من التقنيات المبطئة لحركة الزمن في الرواية وبشكل أدق زمن الخطاب، ويرى جنيت أنه يمكن التؤكد من نقل كل ما قيل في مشهد الحوار، واقعياً كان أم خيالياً دون أن يضاف إليه شيئاً لكنه لا يعيد السرعة التي قيلت بها تلك الأقوال ولا الأوقات الميتة في الحديث. ومن ثم لايوجد في المشهد الحواري إلا نوع من التساوي العرفي بين زمن الحكاية وزمن القصة. (جنيت، 1997م: 101-102) وهناك الكثير من الأحداث تُسرد على القارئ بإيقاع متتال وأهمها هو الحوار الذي يدور بين عبد القادر والزعماء العرب، وقد ذكرته الكاتبة استناداً على مكتوبات يدوية لقاسم الريماوي، فلم تذكر خارج إطار القصة مستقلة عن النص الروائي، ولم تتدخل الكاتبة بأي شكل في الحوار فتبقى محايدة ولم تنحاز إلى طرف واحد دون الآخر، فيمكن للقارئ أن يحكم عليها دون التأثر برأي الكاتبة: «قال القائِدُ: هذه فلسطينُ الْعَرَبِيَّةُ بَينَ أَيديكم، وَالشَّعْبُ الْعَرَبيُ يُناديكم لِاَنَّكم الزُّعَماءُ وَالْقادَةُ...قال القائِدُ العامِّ بِفراغِ صبرٍ: أَنا يا عَبْدُالقادرِ قُلتُ لَك إِنِّي غَيرُ مُتَحَمِّسٍ لِحِصارِ الْمُسْتَعْمَراتِ وَأُفَضِّلُ حِصارَ تِلَّ أَبيبِ حَتَّي نقضي علي رَأْسِ الْأَفْعي وَنُحَقِّقُ نَصْراً تاريخِيّاً وَنَمْحَقَهُم... .» (خليفه، 2010م: 300) يدور الحوار بين عبد القادر والقادة العرب من أجل الحصول على الأسلحة وفي ثماني صفحات من الرواية فيشكل أطول مشهد فيها. ويتعرف القارئ على آراء القادة العرب إزاء قضية احتلال الأراضي الفلسطينية. فتستخدم الكاتبة تقنية العرض المباشر لسرد الحوار، فتُبين من خلاله زيف إدعاءات الزعماء العرب لتحرير الأراضي الفلسطينية، وتكثر خليفة من مثل هذه المشاهد في رواياتها التي تدل على شجاعتها الأدبية. وقد استخدمت خليفة الحوار في 39 فصلاً من فصول الرواية الستين، الأمر الذي يدلّ على براعتها في توظيف الدراما لتصوير الأحاسيس في مشاهد الحوار بدلاً من سردها. فتحافظ على البعد الدرامي والتوظيف البنيوي في هذه المشاهد، فتبعد عنها سيول الألفاظ والانتفاخ النصي، فهي مشاهد تلعب دوراً مصيرياً في تبيين الشخصيات وموصفاتها الفردية والاجتماعية وحركة القصة وتعزيز تأثير الواقع على أحداثها.
الحوار الداخلي في الرواية إنَّه أسلوب يستخدمه الكاتب لنقل أحاسيس السارد وأفكاره ويعتقد جنيت أنَّ السارد لا يكتفي فيه بنقل الأقوال إلى جمل صغرى تابعة بل يكثفها ويدمجها في خطابه الخاص. (جنيت، 1997م: 186) وهو الحوار الذي يدور بين الشخصية وذاتها مايسمى بالمونولوج الداخلي، مما يؤدي إلى إيقاف زمن السرد كي يفسح في زمن الخطاب. فتعد هذه التقنية كتقنية التداعي من تقنيات تيار الوعي. (ميرصادقي، 1377ش: 67) وقد استخدمت خليفة تقنية تيار الوعي في الرواية لعرض مكنونات نضال الذهنية من خلال حوارها الداخلي "المونولوج" لتبيين أحاسيسها وهواجسها. وهذه العبارات نموذج من هذا النوع من الحوار: «لَمْ يَحْضُرِ الْعُمَّالُ صَباحَ السَّبْتِ كعادَتِهِمْ، فَبَدَأْتُ أَقْلَقُ وَأَتَكهَّنُ وَيَنْخَرُنِي الشَّك. هل يكون واحِدٌ مِنْهُمْ جاسوساً؟ واحِدٌ مِنْهم بَلَّغَ عَنِّي وَسَيَأتي الْجُنُودُ لِنَسفَ الدّارَ وَاِعْتِقالي، كما حَدَثَ وَيَحْدُثُ في كلِّ قَرْيَةٍ وَمَدينَةٍ. اَلْإِنْكليزُ اِخْتَرَعوها وَجاءَ الْيَهودُ وَوَرَثوها وَأَبْدَعوا فيها أَساليبَ النَّسفِ وَالتَّعْذيبِ لِإِفْراغِ الْبَلَدِ وَتَوطينِ البِيضِ مِن اوروبا وَضَحايا الْغَرْبِ وَالنَّازِيَّةِ! مَنْ ضَحَّي بِهم؟ مَنْ أَحْرَقَهم؟ مَنْ عَذَّبَهم؟... .» (خليفة،2010م:74) وسبب هذا الحوار هو تأخير العمال في المجيء لترميم البيت، بعد أن تحدثت نضال عن البيت وكونه في السابق مقراً للثوار وأنَّهم كانوا يحاكمون الأشخاص في قبوه ويعذبونهم. فيعتريها الخوف وتبدأ بالحوار مع نفسها، وتطرح أسئلة دون تلقيها جواباً. وقد أتى الحوار ردّاً على أحداث الماضي المستدعاة إلى الحاضر. والأسئلة التي تطرحها نضال في حواراتها الداخلية حول الدور البريطاني في الأراضي الفلسطينية والهولوكاست وأكاذيب الصهاينة والتضحية بالشعب الفلسطيني لحرب دارت في أوروبا، تُعرّف القارئ على مخاوف نضال وتحثه على البحث في أسباب هجرة اليهود إلى فلسطين. تشكل الحوارات الصريحة المباشرة للساردة المتكلمة وحدها، أغلب الحوارت الداخلية في الرواية، وقليلاً ما يراه القارئ أن تفعله نضال في الماضي، بل أتت به الكاتبة في الزمن الحاضر وبعد مرور عقود عند عودة نضال إلى بيت العائلة. ورغم قلّة هذه الحورات لكنّها تعطل زمن الرواية مما يحدث إبطاءً في السّرد.
الوقفة الوصفية في الرواية يرى جيرار جنيت أنَّ الوقفات الوصفية التي يسهب فيها الكاتب بسخاء تعتبر من سلبيات الرواية، فيجب أن لا تكون المقاطع الوصفية كثيرة جداً ولا طويلة جداً بالقياس إلى حجم العمل الأدبي. والأوصاف التي لاترتبط بلحظة خاصة في القصة، لايمكن أن تساهم في تبطئة الحكاية. (جنيت، 1997م: 112) فيمكن غض النظر عن الأوصاف التي تخص اللحظات المتماثلة والنظر في الأوصاف التي تعنى بلحظات متباينة أو مواقف مختلفة. يُعتمد نوعان أساسيان من الوقفة الوصفية في دراسة استخدام الكاتبة لتقنية الوصف في الرواية: 1.الوقفة الوصفية المستقلة: يقوم السارد بوصف لاتربطه علاقة جدلية متفاعلة بسائر عناصر السرد (القصراوي، 2004م: 247) كوصف الساردة لبيت صديقتها: «عَزَمَتْني زَميلَةٌ، في القاهِرَةِ، علي فِنجانِ شاي في مَنْزِلِها. رَأَيْتُ الْكتُبَ وَرُفوفَ الْكتُبِ وَأُصُصَ الْمِدادَةِ وَالْخَنْشارِ في رُكنٍ عَتيقٍ مِنْ مَنْزِلِها، وَحَديقَةٍ صَغيرَةٍ خَلفَ الدَّارِ فيها شَجَرَةٌ عُمْرُها مِليونٍ، تَحتَها قِطَّةٌ تَنامُ بِهُدوءٍ وَسَكينَةٍ.» (خليفة، 2010م: 9) تتذكر نضال، حين عودتها إلى بيت العائلة، بيت صديقتها في القاهرة فتصفه في استدعاء وصفي تزئيني من خلال نظرة تأملية إليه وترتيب أثاثه والهدوء السائد عليه رغم قدمه، فهي تشكو من عدم استقرارها في مكان ما بحثاً عن الهدوء، فسببت في عطلة في الزمن الروائي. 2.الوصف المتداخل: فيرتبط الوصف بحركة الشخصية والحدث، فتعد هذه الوقفة جزءً أساسياً من السرد. (القصراوي، 2004م: 247) فيحدث تداخل بين القصة والوصف؛ كوصف نضال لوجه ربيع في لقائهما الأول فالصورة التي تعرضها تجعل القارئ يتخيله في ذهنه: «رأيتُ عَينَيه مِثْلَ قَمَرين أَخْضَرَين في وَجْهٍ شَبيهٍ بِوجوهِ الْبَناتِ... وَشَعْرُه قَريبٌ مِنَ الْأَشْقَرِ... .» (خليفة، 2010م: 35) ويمكن اعتبار وصف شخصية ربيع الظاهرية وصفاً تعريفياً يتوقعه القارئ من الساردة لتخيل شخصيته. وتصف نضال بعد ذلك شعورها الداخلي عند رؤيتها إياه حيث يتداخل الوصف والسرد: «فَبَدَأْتُ أُحِسُّ بِشَيءٍ يَطْفَحُ داخِلَ صَدري كفَوّارِ ماءٍ، ماءٍ ساخِنٍ، دَفّاقٍ، يُرْسِلُ مَوجاتٌ تِلْوَ مَوجاتٍ تَرْتَفِعُ وَتَصِلُ حتَّي رَأْسي، وَوَجهي يَصيرُ كرغيفِ خُبْزٍ خَرَجَ مِنَ النَّارِ.» (م.ن: 35) تعطل هذه الأجزاء الوصفية حركة السرد، لكنّها تؤدي مهمة تزئين القصة وتشجيع القارئ على الاستمرار في القراءة. إنَّ للوقفات الوصفية هذه حضوراً بارزاً في البنية الروائية فبتعريفها عن عناصر القصة وإيقافها الزمن الروائي تعطي السرد مساحة أوسع وتساعده في التقدم نحو الأمام. وتساعد القارئ في التأمل والتعمق في الموقف وتخيله والإدراك الصحيح لشعور السارد.
النتائج والنتائج التي وصل إليه البحث بعد دراسة البنية الزمنية في رواية "حبّي الأوّل" للكاتبة سحر خليفة هي كالتالي:
| ||
مراجع | ||
إبراهيم، رزان محمود. (لاتا). «حبّي الأوّل: الواقعي والمتخيل في الزمن الروائي». جامعة البترا. قسم اللغة العربية.
ابنمنظور، محمدبنمكرم. (2010م). لسانالعرب. مجلد13. بيروت: دارصادر.
أبوبشير، بسام علي. (2007م). «جماليات المكان في رواية باب الساحة لسحر خليفة». مجلة الجامعة الإسلامية. جامعة الأقصي -غزه- فلسطين. المجلد 15. العدد 2. صص 267-285
أحمد، مرشد. (2005م). البنية والدلاله في روايات إبراهيم نصر الله. ط1. بيروت: المؤسسة العربية للدراسات والنشر.
بحراوي، حسن. (2009م). بنية الشكل الروائي. ط2 . بيروت: المركز الثقافي العربي.
جنداري، إبراهيم. (2013م). الفضاء الروائي في أدب جبرا إبراهيم جبرا. ط1. دمشق: تموز طباعة.
جنيت، جيرار. (1997م). خطاب الحكاية. ترجمة: محمد معتصم و عبدالجليل الأزدي وعمر حلي. ط1 . القاهرة: المجلس الأعلي للثقافة.
حمدي، صلاحالدين محمد. (2011م). «الفضاء في روايات عبدالله عيسي السلامة». أبحاث كلية التربية الاساسية. المجلد 11. العدد1. صص 197-216
خليفة، سحر. (2010م). حبّيالأوّل. ط1 . بيروت: دارالآداب.
رشاد الشامي، حسن. (1998م). المرأة في الرواية الفلسطينية (1965-1985م). بيروت: المؤسسه العربية للدراسات والنشر.
رسولنژاد، عبدالله و حسن سرباز و سودابه خسروی زاده. (1396ش). «بررسی سرعت روايت در رمان المصابيح الزرق حنا مينه». فصلية نقد ادب معاصر عربي. جامعة يزد. السنة 7. العدد 15. صص 1-25
عزام، محمد. (2005م). شعرية الخطاب الروائي. دمشق: اتحاد كتاب العرب.
قاسم، سيزا. (2004م). بناء الرواية (دراسة مقارنة في ثلاثية نجيب محفوظ). القاهرة: مكتبة الأسرة.
القاسم، نبيه. (2011م). هذه هي سحر خليفة وهذه صرختها العالية. لامك: دارالهدي.
القصراوي، مها حسن. (2004م). الزمن في الرواية العربية. ط1. بيروت: المؤسسة العربية للدراسات والنشر.
لحمدانی، حميد. (1991م). بنية النص السردي. ط1. بيروت: المركز الثقافي العربي للطباعة والنشر والتوزيع.
ميرصادقي، جمال و ميمنت ميرصادقي. (1377ش). واژه نامه هنر داستانويسي. تهران: مهناز.
| ||
آمار تعداد مشاهده مقاله: 1,385 تعداد دریافت فایل اصل مقاله: 482 |