تعداد نشریات | 418 |
تعداد شمارهها | 9,987 |
تعداد مقالات | 83,495 |
تعداد مشاهده مقاله | 76,810,001 |
تعداد دریافت فایل اصل مقاله | 53,906,616 |
دراسة الاستعارة المفهومية ومخططات الصورة في مجموعة "تأبّط منفی" الشعرية (وفقا لآراء لاکوف وجونسون) | ||||||||||
إضاءات نقدیة فی الأدبین العربی و الفارسی | ||||||||||
دوره 10، شماره 40، فروردین 2021، صفحه 77-98 اصل مقاله (253.64 K) | ||||||||||
نوع مقاله: علمی پژوهشی | ||||||||||
نویسندگان | ||||||||||
اسماعیل نادری* 1؛ بی بی راحیل سن سبلی2؛ محمد مهدی روشن چسلی1؛ ابراهیم نامداری3 | ||||||||||
1أستاذ مساعد في فرع اللغة العربیة وآدابها بجامعة بیام نور | ||||||||||
2مدرسة بجامعة المصطفی العالمیة | ||||||||||
3أستاذ مشارک في فرع اللغة العربیة وآدابها بجامعة بیام نور | ||||||||||
چکیده | ||||||||||
تعتبر الاستعارة من القضايا الرئيسية في اللغويات المعرفیة؛ حیث تحتوي الاستعارة المعرفية على العديد من الحقول المفهومية التی تتشکل من حقل المبدأ (الأمر المحسوس) وحقل المقصد (الأمر الانتزاعی) والتخطیط (مطابقة خصائص الحقلین المعرفیین التی تتقارب فی شکل الاستعارة) وتتضمن مجموعة متنوعة من مخططات الصورة التی هي نتيجة قدرة الإدراک من خلال التجسد ويمکّن تصنيف الظواهر العقلية بناءً على التجارب اليومية. للاستعارة المعرفیة أنواع ألا وهي: الحجم والحرکة والقوة. کتب هذا البحث في إطار نظرية الاستعارة المعرفية للاکوف وجونسون ویهدف إلی دراسة الاستعارات المعرفية والحقول المبدئیة ومخططات الصورة في المجموعة الشعریة: "تأبّط منفی" لعدنان الصائغ، الشاعر العراقي المعاصر معتمدا على المنهج الوصفي- التحليلی. تشير نتائج البحث إلى أنّ الحقول المبدئیة هي الإنسان، والشیء، والحيوان، والنبات، والطعام، والبناء. فینقسم حقل الانسان إلى قسمين: الشؤون الملموسة والمجردة والقاسم المشترک بينهما هو التعبير عن إيدئولوجية الشاعر ومشاعره؛ أما فی حقل الشیء فهناک مفاهيم لها خصائص الأشياء في حين أنّها مفاهيم عقلية وجاء الطائر في حقل الحیوان أکثر استعمالا. استخدم الصائغ حقل النبات واستعار النباتات للتعبیر عن المفاهیم الانتزاعیة. ترتبط الأذواق مُرةً کانت أو حلوة بالمفاهیم المجردة ویحصل هذا التخطیط "الأمور المجردة هی الطعام". تم استخدام المخطط الحجمی على نطاق واسع والشؤون الانتزاعیة قد أصبحت ذات الأبعاد المکانية. مخطط الحرکة "الحياة هی السفر" هي أکثر أنواع مخطط الحرکة. هذا المخطط یعبر عن ديناميکية الصورة وفاعلیة الشاعر. مخطط القوة ینقسم إلی قسمین: مواجهة الشاعر بالحاجز ومقاومة الشاعر أمام الحاجز. فالشاعر على الرغم من وجود الحواجز يعبر عن واجبه في الکشف عن الحقيقة باستخدام قلمه. | ||||||||||
کلیدواژهها | ||||||||||
عدنان الصائغ؛ الاستعارة المفهومية؛ الحقول المبدئية؛ مخططات الصورة | ||||||||||
اصل مقاله | ||||||||||
للاستعارة تعاریف وأدوار مختلفة طیلة الزمن من الماضي حتی الآن. يسمى الموقف الأول للاستعارة بالموقف الکلاسيکي. «في نظريات اللغة الکلاسيکية، الاستعارة هي موضوع لغوي وليست مسألة تتعلق بالفکر بل من المفترض أن التعبير المجازي وعالم اللغة اليومية فارغ من الاستعارة وتستعمل الاستعارة آليات خارج نطاق اللغة اليومية.» (لیکاف،1390ش: 136) والموقف الثاني يعود إلى قرني الثامن عشر والتاسع عشر وهو ما يسمى بالموقف الرومانسي. في هذا النهج، لم تکن الاستعارة محدودة على اللغة الأدبية بل کانت ضرورية للغة والفکر، للتعبير عن العالم الخارجي. في الموقف الرومانسي، کانت الاستعارة شاهدة على دور الخيال في وضع المفاهيم والاستدلال. نتيجة لذلک، لم يکن هناک تمييز بين اللغة التلقائية واللغة الأدبية. (صفوی، 1392ش: 368 و369) لقد تحدّی لاکوف وجونسون المظهر الکلاسيکي للمجاز من خلال کتابهما "الاستعارات التي نعيش بها" وأشار الباحثان إلی أن نظامنا المفاهیمی لیس شیئا ندرکه عادة. مما یعنی أننا نفکر ونتصرف بشکل لا شعوریّ وفقا لخطوط معینة فی العدید من الأمور الیومیة الصغیرة. لهذا قد زعما أنّهما اکتشفا علی أساس الأدلة اللغویة إلی حدّ کبیر، أن الجزء الأکبر من نظامنا المفاهیمی الیومی له طبیعة مجازیة والفکرة المجازیة الرئیسیة واسعة الانتشار فی أیّ أمکنة والتی تستخدم فی الحیاة بوعی وبلا وعی. (هاشمی، 1389ش: 123 و 124) حسبما رأی لاکوف و جانسون فإنّ هناک اختلافات مهمة بین الاستعارة المفاهیمیة والاستعارة التقلیدیة وهی: أنّ الاستعارة المفاهیمیة مرتبطة بالفکر بینما من وجهة نظر أصحاب الاستعارات التقلیدیة فإنّها مسألة وأداة لغويتين. یری أصحاب الاستعارة التقلیدیة، أنّ الاستعارة هی عبارة عن کلمة أو عبارة، أما حسب النظریة المعاصرة فإن الاستعارة هی تکیف فردی مع المفهوم الریاضی وهی مجموعة من التطابقات الفردیة لمفهوم منتظم. اعتقد أصحاب النظریة التقلیدیة، أنّ الاستعارة وسیلة للصناعة الأدبیة التی تستخدم لتزیین الکلام أما من وجهة نظر النظریة المعاصرة فإنّها علامة موضوعیة من أجل المفاهیم العقلیة البشریة. (لیکاف وجانسون، 1980م: 153) کتبت هذه الدراسة في إطار نظرية الاستعارة المعرفية للاکوف وجونسون وتعتزم دراسة مبادئ هذه النظرية فی أشعار عدنان الصائغ، الشاعر العراقی المعاصر، مستندة لمجموعة "تأبّط منفی" الشعریة (2001) من دیوانه المسمّی "الأعمال الشعریّة لعدنان الصائغ". تمّ اختیار هذه المجموعة لأنّ المنفی وحب الوطن والشؤون السیاسیة، والحریّة و... من مواضیع هذه المجموعة والصائغ استخدم الاستعارات المفاهیمیة فی الحقول المفهومية المتنوعة ومخططات الصورة المختلفة للتعبیر عن هذه الشؤون. أصبح الشاعر من خلال اللغة الشعرية وباستخدام الاستعارة المفهومیة قادرا على التعبير عن أفکاره ومعتقداته ومعاناة العراق والشعراء الآخرین للبلاد. عدنان الصائغ، شاعر واقعي والاستعارة جزء لا يتجزأ من خطابه الأدبي وخاصة شعره. إنّ الشاعر بالإضافة إلى استخدام الاستعارة کعامل للتجميل الأدبي، يضفي عليها مسؤولية ووظيفة أخرى خلال التعبير عن أفکاره وإيديولوجيته ومشاعره والأمور العقلية والتجريدية. سواء کانت هذه الإیدئولوجیة نضالیة أو تعبیرا عن رؤیته للوطنية والحریة والتطلع والنظرة النقدية لشؤون المجتمع والعالم. أسئلة البحث
فرضیات البحث1. استخدم الصائغ مخططات الحجم والحرکة والقوة في أشعاره ويبدو أن مخطط الحکم هو أکثر شيوعا بين المخططات الأخرى.2. تشير مخططات الصور إلى قوة التوضيح ونضج روح الشاعر مما يؤدي إلى الکشف عن الحقيقة والتعبير عن ايدئولوجيته النضالية.3. تشتمل الحقول المبدئية للاستعارات المفهومية في أشعار الصائغ على الإنسان والحيوان والنبات والشيء والغذاء واستخدم الشاعر حقل الإنسان کثيرا بالنسبة إلى الحقول المبدئية الأخرى.غرض البحثیهدف البحث الحالي دراسة المعنى الدلالي للاستعارة في المجموعة الشعریة: "تأبّط منفی" لعدنان الصائغ، على أساس نظرية الاستعارة المعرفية للاکوف وجونسون. في البداية نشیر إلى تعريف بسيط للاستعارة المفهومية والحقول المبدئیة والتخطیط ومخطط الصورة وأنواعه، ثم نتطابق مع أمثلة من أشعار الشاعر. خلفیة البحثهناک دراسات عديدة حول عدنان الصائغ في إيران کمقالات منها: «تجلیات الغربة وظواهرها فی أشعار عدنان صائغ دیوان "تأبّط منفی" و"تکوینات" نموذجاً» (1394ش)، «جمالیات الأسالیب البصریة فی شعر عدنان صائغ» (1394ش)، «بررسی فرآیند نوستالژی در شعر عدنان صائغ، مطالعه موردی دیوان مرایا لشعرها الطویل و سماء فی خوذة» (1395ش) کتبها علي خيزري، رسول بلاوي وآمنة آبگون. وهناک مقال آخر بعنوان «قضایا العراق السیاسیة فی مرآة شعر عدنان صائغ» (1391ش) لراحلة محمودی وسید محمد رضا ابن الرسول. وأمّا فى الأدب العربي بشکل عام فيمکن الإشارة إلی الدراسات التالية: «استعاره مفهومی وطرحوارههای تصویری در اشعار ابن خفاجه» (1394ش): اختر ذوالفقاری ونسرین عباسی؛ «استعاره شناختی وچگونگی نمود آن در قصیده علی بساط الریح اثر فوزی معلوف» (1395ش): حسن گودرزی وفاطمه خرمیان؛ «تحلیل مفهومی استعارههای نهج البلاغه» (1391ش)، مهتاب نورمحمدی وآخرون. إلا أن هذه الدراسات التی کتبت حول هذا الشاعر، لم تدرس أشعار الصائغ من حیث الدلالات المعرفية، فقمنا بدراسة أشعاره المختارة دراسة مستقلة لسدّ هذا الفراغ. طريقة البحثیعتمد هذا البحث على المنهج الوصفي- التحليلي ویستند إلى الدلالات المعرفية. فيکشف في الخطوة الأولى مفاهيم الاستعارة المفهومية والمخطط وأنواعه ومجالاته المفهومية في الاستعارة، ثم يدرس مخططات القوة والحجم والحرکة في أشعار هذا الشاعر. الإطار النظري للبحثالاستعارة المفهوميةتدعي النظرية المعاصرة للاستعارة التي تشرح الاستعارة في إطار علم الدلالة المعرفية، أن اللغة وطريقة فهمها هي من فئات العالم المجردة وتقوم على أساس الاستعارة وهی أساس العملية العقلية والمعرفية. (گلفام وممسنی، 1387ش: 99) الاستعارة المفهومية وهی فهم المسائل المجردة علی أساس الشؤون الموضوعية تتم تشکیلها لثلاثة هياکل: حقل المبدأ[1]، حقل المقصد[2] والتخطیط[3]. «الغرض من التخطیط هو تکييف خصائص المجالين المعرفيين اللذين يقترب بعضهما إلی البعض في شکل الاستعارة. إحدی المفاهيم تنتمي إلى عالم المبدأ أو المصدر وهو في الغالب مفهوم موضوعي وملموس (مستعارمنه أو مشبهبه) والفکرة الأخرى لها المفاهيم المجردة والموضوعية (مستعارله أو مشبه) (على الأقل فيما يتعلق بحقل المبدأ) والذي يسمى عالم المقصد أو الهدف» (راسخ مهند، 1389ش: 50 و93)، فعلى سبيل المثال، تسمى الاستعارة من بناء مفهوم الحب في شکل السفر «الحب هو السفر.» (لیکاف، 1390ش، 204- 205) لذلک في الاستعارة المفهومیّة، یفهم الحقل المفهومي في سياق حقل مفهومي آخر. بمعنى أنه يتم فهم حقل الهدف مع سياق المبدأ وبعبارة أخرى، في الاستعارة المفهومیة، يتم استخدام بعض عناصر حقل المبدأ لفهم حقل المقصد. (هوشنگی، پرگو، 1388ش : 10 و11) تعتبر حقول مثل جسم الإنسان والحيوانات والنباتات وعامةً الأشياء المادية عادةً حقولاً للمبدأ وحقول مثل العواطف والأخلاق والأفکار والعلاقات الإنسانية والوقت و... وغالبًا ما يتم اختيارها کحقول المقصد. يستند أساس الاستعارة المعرفیة على العلاقات المفهومية بين حقلی المبدأ والمقصد وعمل الکلمات والعبارات هو تشجیع عقولنا على إقامة علاقة نقلت خلالها الموضوعات والخصائص والعلاقات بين الحقلين. (الهاشمی، 1389ش: 126؛ کوچش، 1393ش: 37) مخطط الصورة [4]إحدی البنى المفهومية في اللغويات المعرفية مخطط الصورة الذي يشکّل حقل المبدأ في الاستعارة المفهومية. تعتبر مخططات الصور إحدی العوامل التي تلعب دوراً هاماً في خلق الاستعارات المفهومية. یری جونسون أنّ مخططات الصور، تشکّل المستوى الأساسي لبناء الاستعارة المعرفية ويسمح لنا بربط تجاربنا البدنية بالمجالات المعرفية الأکثر تعقيدًا مثل اللغة. (صفوی، 1392ش: 373) بما أنّ «مخطط الصورة ينبع من فهمنا المادي والموضوعي. يمکننا استخدام هذه المخططات الموضوعية للحديث عن المجالات المجردة.» (راسخ مهند، 1389ش: 59) قسّم علماء العلوم المعرفية أقساما مختلفة من مخططات الصور وأهمها: الف)مخطط الحجم[5] (الظرف)وفقا لما رأی جونسون ولاکوف، إنّ التجربة التي يتمتع بها البشر من وجوده المادي علی أساس احتلال جزء من الفضاء، تسمح له بفهم المفهوم التجريدي للحجم. لذا، يمکن للإنسان أن يفکر في نفسه کمظروف لظرف السرير والغرفة والبیت والأماکن ذات الحجم التی يمکن اعتبارها ظرفاً وتمديد هذه التجربة الجسدية إلى المفاهيم الأخرى لم یکن لها حجمٌ جوهريٌ أو مفهوميٌ. وبالتالي یخلق مخططات مجردة من الأحجام الفیزیائیة في أذهانه. (محمدی، 1391ش: 141) تتضمن الأمثلة التالية هذا المخطط: «لقد فکّرت فی هذا الموضوع»، «سحبت نفسي من هذا الفخ». (صفوی، 1392ش: 374 و375) ب)مخطط الحرکة[6]وفقا لما یری جونسون، إن البشر، خلال حرکته وحرکة الأجسام المتحرکة الأخرى، يخلق فضاء للظواهر المختلفة التی یمکن التحرک فيها. بهذه الطريقة، نرى تعبيرات کأنها مسار للحرکة (المصدر نفسه: 374). الانتقال من مکان إلى آخر يتطلب مسارًا. نظرًا لأن المتکلم یمکن أن يکون في البداية أو النهاية أو في المسار أو يتخيل شيئًا آخر في إحدى هذه النقاط، ينقسم المخطط إلى ثلاث مجموعات: مخطط المبدأ ومخطط المسار ومخطط المقصد. في مخطط الصورة تتمييز نقطة البداية ونقاط المنتصف ونقطة النهاية على التوالي. (محرابی کالی، 1393ش: 122) على سبيل المثال: «هناک طريق طويل للدفاع عن أطروحة الدکتوراه. لشراء هذا البيت وقعت فی العثرة.» (صفوی، 1392ش: 376) ج)مخطط القوة[7]مخطط القوة، مخطط تجريبي للقاءات الفیزیائیة بين الشخص والحاجز الذي واجهه. (المصدر نفسه: 376) يأتي مفهوم مخطط القوة من التجربة الإنسانية، بناءً على هذه التجربة، نحن نواجه قوات تمنعنا من الحرکة الی الأمام. هذا المخطط بشکل أکبر ینظم الناحية المجردة للأسباب والعلل، على سبيل المثال: «إن حزن فقدان أمه جعله معزولا»، السبب هو الحزن وهو مجال مجرد یبنی بشکل استعاریّ من خلال مخطط القوّة. (روشن واردبیلی، 1392ش: 151) أو الأمثلة التالية: «علی أی سوء حظّ نجحت فی الامتحان. على أي حال، عليک أن تمضی من هذه المشکلة.» (صفوی، 1392ش: 378)
توظیف الاستعارة المفهومیة فی مجموعة "تأبّط منفی"الف)مجالات المبدأ المفهومیةقد عبّر عدنان الصائغ بمساعدة الاستعارة والحقول المبدئیة الملموسة، عن المفاهيم المجردة والمفهومیّة. الحقول المبدئیة هي الإنسان، والشیء، والحیوان، والنبات، والطعم والغذاء والبناء. 1-الإنسانفي هذا النوع من الاستعارات، تظهر الاستعارة کالتشخيص ظهورا واسعا. فالاستعارات المفهومية تعبر عن التشخيص کأصل الخصائص البشرية. رأی لاکوف وجونسون أنّ الاستعارة المفهومیة في دائرة الإنسان من أوضح الاستعارات، لأن حقل المقصد قد تغير من عدم الوجود إلى الوجود والآن يتم تلقّيه من خلال وظائف تجاربنا المادية. (پورابراهیم، 1388ش: 72) حقل الإنسان من الحقول المبدئیة الأکثر شيوعًا في أشعار الصائغ. يمکننا أن نقسّم حقل الإنسان في شعر الصائغ إلى قسمين: الشؤون الملموسة والشؤون المجردة. يشير تواتر تطبيق کل منهما إلى أنّ الأمور الملموسة التي تعبِر عنها بحقل الإنسان، أکثر استعمالا من المسائل المجردة. الأشياء التي تعتبر کالإنسان هي أشياء ملموسة مثل الوردة، والسهم، والغبار، والمطر، والحقول، والقلب، والشمع، والسماء، والفرات و... وأشياء مجردة مثل الروح، والظلّ، والأحلام، وکلمة لیت، والأغنیات، والأخطاء، والزمن و... وفی الأمور المحسوسة، القلب هو الأکثر تواترا. الأشیاء المحسوسة هي الإنسان ليس جميع الحقول المبدئیة في استعارات عدنان الصائغ مفاهيم مجردة، استخدم الشاعر في مخططاته "الطبيعة هی الإنسان" فالعناصر الطبيعیة هي من الشؤون الملموسة. *لا تقطف الوردة/ انظر/ کی هی مزهوة بحیاتها القصیرة. (الصائغ، 2004: 66) *بإبرته المائیة/ یخیط المطر/ قمیص الحقول. (المصدر نفسه: 69) *الجزر/ عثرات البحر/ راکضا باتجاه الشواطیء. (المصدر نفسه: 67) في الاستعارات المفهومية المذکورة، الإنسان هو مستعارله وعناصر الطبيعة هی مستعارمنه، بما في ذلک: الحقول والمطر والبحر والوردة. الشاعر یتذکر أنه لاينبغي قطع الوردة لأنها فخورة بحياتها القصيرة. ولذلک فإن أفعالا مثل: الفخر وارتداء الملابس والخياطة والرکض تنسب على عناصر الطبیعة، الشؤون التی تختص بالإنسان. في هذه المخططات، هذه العناصر الطبيعية تتوافق مع الإنسان والإنسان هو أصل هذا التخطیط. الشؤون التی وجدت وجها إنسانیا هی أکثر ارتباطا بتجربة الشاعر بما في ذلک الکتابة والشعر والظروف السياسية للمجتمع العراقي. القاسم المشترک بين هذه المفاهيم هو التعبير عن إيدئولوجية الشاعر ومشاعره. الصائغ یتصور الفم کإنسان قادر على الکلام واعتاد أن يقول لا للظلم وهو مليء بالتراب. (المصدر نفسه: 27. والسهم کإنسان يفکر حین یُرمی وليس من الواضح أنه يفکر في مطاردته (تحقيق الحرية) أو تحرير نفسه من القوس؟ هذه الأبیات تعبیر عن تأکيد الشاعر على الحرية ونتائجها. (المصدر نفسه: 32) المفاهيم المجردة هي الإنسان *ما أجحدُ قلبَ التاریخ/ أ کلّ هذا العمر الجمیل الذی سفحتُه علی أوراقه المصفرة/ وسوف لایذکرنی بسطر واحد. (المصدر نفسه: 23) هذه العبارات مأخوذة من لسان معلم التاريخ الذي جلس غبار التاريخ علی نظارته، لکن التاريخ لا یقدّر بجهوده، لأن التاريخ لم يسجّل اسمه في سطر واحد. *النهارات التی ترحل/ هل تلتفت/ لترانا ماذا نفعل/ فی غیابها. (المصدر نفسه: 28) *واعجب کیف مرّت السنوات/ وأنا مشدود بخیوط الکلمات إلی ورقة. (المصدر نفسه: 98) في هذه الاستعارات یتحرک الوقت في الواقع و هی استعارة شائعة تستخدم کثيرًا، مثل: الفرص تمرّ مرّ السحاب. في هذه الاستعارات المفهومية، الوقت کالإنسان، قادر على الحرکة والديناميکية فيمرّ وهو عبر الأفعال (ترحل، مرّت) والمراقب الذی هو الشاعر فی حالة ثابتة. الشاعر یتعجّب من مرور الزمان حینما اشتدّ بخیوط الکلمات إلی الورقة فالشاعر بمرور الأیام یدیم کتابة الشعر. في هذه الأمثلة ندرک الوقت بشکل استعاریّ ومن خلال حرکته یجد معنى محسوسا. الانطباق المفهومی بین حقول المبدء والمقصد:
2-الشیءيأتي هذا الحقل في المرتبة الثانية بعد الإنسان. فیها مفاهيم مثل: نفس الإنسان، والحیاة، والعراق، والأحلام، والحریّة، والعمر، والأفکار و... التی توافق بالمادّة. لها خصائص الأشياء ومثل الأشياء، يمکن رؤيتها، وإخفاؤها، وجمعها، واشتراؤها، و... في حين أن هذه الأشياء هي مفاهيم عقلية. قرینة الاستعارات هي نفس الأفعال؛ يعني انتساب الفعل لشيء لیس له، تظهر أيضًا الاستعارة "المفاهيم هی الأجسام" في قصائد الصائغ. نشیر فیما یلي إلی أمثلة في هذا الحقل: التأوه والأحلام والوطن هو الشیء لنحمل قبورَنا وأطفالنا/ لنحمل تأوهاتنا وأحلامنا ونمضی/ قبل أن یسرقوها/ ویبیعوها لنا فی الوطن: حقولا من لافتات/ وفی المنافی: وطنا بالتقسیط. (الصائغ، 2004: 94) یرحل الشاعر إلی المنفی فیحزم حقائبه ویحمل مع قصائده، التأوّهات وأحلامه کی لا تُسرق فی المنفی. فی هذه الاستعارات المفاهیمیة، الشؤون الانتزاعیة مثل التأوّهات والأحلام تصبح کأشیاء ملموسة. حمل التأوّهات یحکی عن آلام الشاعر وحمل الاحلام تعبیر عن رجائه. ثمّ یقول یبیع الوطن بالتقسیط فی المنفی! فتتشکل الاستعارة «الوطن هو الشیء.» وهذه القطعة وهذه الاستعارة تدل على عدمیة الوطن والضيق الناجم عن ذلک للشاعر. العمر هو الشیء *یا مدینة/ تنسین عمری الذی سرقت نصفه الحرب/ ما هکذا، یا مدینة تنسین أحزاننا. (المصدر نفسه: 16) الحياة هی الشیء. الحياة کسلعة ثمينة أو شیء دمّرتها وسرقتها الحرب. بينما يتابع الشاعر حياته بين الأطلال والقنابل أو ينص على أن أمه یغزل العمر مع غرزة طويلة من التنهدات کما يجمع الشاعر حياته کقصائده. في اللغة العربیة عبارات مشابهة مثل هذه الاستعارة، فيمکن القول إن معظم هذه الاستعارات لديها دعم ثقافي وتجريبي في اللغة العربية اليومية. الحریّة هی الشیء *أعطونی شیئا من الحریّة/ لأغص أصابعی فیها/ وألمسها کطفل جائع. (المصدر نفسه: 101) يرى الشاعر الحرية کشيء (الماء والطعام) يمکن أن يضع إصبعه عليه أو کطفل جائع یأکلها ویلعقها بالجشع. مع هذه الاستعارة يعتبر الشاعر الحرية کالماء والطعام کإحدی احتياجاته الأساسية. نفس شاعر هو الشیء *یملؤونني سطورا/ ویبوّبوننی فصولا/ ثم یفهرسونی/ ویطبعونی کاملا/ ویوزعوننی علی المکتبات (المصدر نفسه: 10) يعرف الشاعر نفسه ووجوده ککتاب يملؤه أعداءه، ويبوّبونه ويصورونه وينشروه ويوزعونه في المکتبات. يتحدث الشاعر باعتبار نفسه کالشیء عن إملاء الفکر وغياب حرية التعبير في العراق؛ کلمات مثل: سطورا، وفصولا، ویفهرسونی، ویطبعونی، ویوزعوننی یحکی أنّ الشاعر يرى نفسه ورقة أو کتابا. هذه الکلمات هي المرکز الاستعاری لهذا النوع من الاستعارة. فالتأوه والأحلام والوطن والعمر والحریّة ونفس الشاعر و... هي المفاهيم المجردة، لکنها مجسدة في أشعار الصائغ وتصبح کالأشیاء.
3-الحیوان«یعتبر حقل الحيوان، الحقل المبدأ الشائع جدًا؛ الانسان على وجه الخصوص غالبا ما يفهم من حيث خصائص الحيوان المفترضة. لهذا السبب نستخدم الحيوانات والذئاب والکلاب والثعالب والجراء والأبقار والثعابين إلخ.» (کوچش، 1393ش: 37) «التخطیط "الإنسان هو الحيوان"، مما يسمح لنا بفهم الخصائص البشرية من حيث السلوک الحيواني.» (خوزهروئیز، 1390ش: 187) الحیوانات التی استخدمها الصائغ فی الاستعارة المفهومیة تشتمل علی: الکلب البولیسی، والطیور، والأسماک، والحیوان الوحشیّ، والکبش و ... ما هو السبب لاختيار هذه الحيوانات؟ هو في الغالب يرجع إلى تجربیة هذه الاستعارات فی حیاتنا الیومیّة. ویستعیر الشاعر من الفئران والکلب البولیسی والحیوان الوحشیّ للشؤون السلبیة مثل الکآبة، سارقی الوطن والأحزان وبینما یرید أن یشیر إلی الشؤون الإیجابیة مثل الحریّة، الشاعر وأسراب العائدین من المفنی یستخدم حیوانات مثل الطائر والعصفور، أو حینما یرید أن یشیر إلی مقاومة الشاعر یستخدم النسر کالنموذج التالی: *صافنا أمام رحیلک/ کنسر یخفق فی مواجهة العاصفة/ بینما ریشه یتناثر فی السهول (الصائغ، 2004م: 46) إن الحبيب أو الشاعر أمام رحلة الحبیبة أو انفصالها مثل النسر الذي يطیر ضد العاصفة وينتشر ريشها في السهول. النسر الذی هو عنيد ویتعارک مع العاصفة. *وأنا أحدّق/ عبر نافذة المنفی/ الی وطنی/ کعصفور یرمی نظرته الشریدة/ الی الربیع/ من وراء قضبان قفصه (المصدر نفسه: 73) یعیش الشاعر فی المنفی ومن هناک يتطلع الی الوطن والعراق فعيناه الناظرة کعینی عصفور يضع نظرته المراوغة إلی الربيع. بهذه الصور الاستعاریّة نستنتج نفسیّة الشاعر. فنشاهد وندرک أحاسیس الشاعر أمام المحبوب وأمام الوطن. فهو أمام رحلة المحبوبة کالنسر الذی یقاوم العاصفة لکنّ فی المنفی کعصفور صغیر وضعیف. العصفور الذی فی القفص لکنّ النسر حرّ ویطیر بحریّة فی السماء. *الجوع یمدّ مخالبه فی بطنی/ فألتهم أوراقی/ وأمشی/ واضعا یدی علی بطنی/ خشیة أن یسمع أحد طحین الکلمات. (المصدر نفسه: 41) في هذه الأجزاء، الجوع هو الحيوان المفترس الذي له المخالب. المفهوم التجريدي للجوع هو کالحيوان الوحشیّ. في هذه الاستعارة والتخطیط، باستخدام کلمات "یمدّ" و"مخالب" و"بطن" يتمکن المرء أن يکشف شدة جوع الشاعر وعجزه، یضع الشاعر، بعد هجوم الجوع عليه يديه على بطنه حتى لايُسمع صوت کلماته؛ الکلمات المکسورة!!!! فهکذا يجد الجوع خاصية الحيوان. 4-النبات«ينمو الناس النباتات لعدة أسباب، مثل الأکل والتنزّه وصنع الأشياء وما شابه ذلک. وبالتالي، عندما نستخدم مفهوم النبات بشکل استعاریّ، الأجزاء المختلفة من النبات مألوفة لدينا. لأنه في عملية الزراعة نعرف مراحل نموها.» (کوچش،1393ش: 37) فی بعض الأحیان یستخدم الشاعر النبات بشکل مباشر مثل نبات الصبیّر فیستعیره لأمر انتزاعی مثل النسیان الذی ینبت علی شواهد قبور الذین ماتوا او استشهدوا. لأنّ الناس ینسونهم فی زحمة المدینة. فتظهر استعارة «النسیان هو نبات»، ربّما یشیر اختیار نبات الصبیّر بأنّ قبورهم أصبحت مهجورة لأن هذا النبات ینمو فی الصحاری. هولاء الذین/ تساقطوا أکداسا/ أمام دبابات الحرس/. هولاء الذین نما علی شواهد قبورهم صبیّر النسیان. (الصائغ، 2004م: 19) أحیانا یشیر الشاعر إلی الصفة التی تختص النباتات مثل صفة الذابلة. تذبل الدموع لدی الصائغ: * هالته کثرة الشکاوی التی ضجر الملائکة من ایصالها/ والدموع التی لا تصل صندوق بریده إلّا ذابلة أو متسخةً . (المصدر نفسه: 80) 5-الطعم والغذاءالأمور المجردة في أشعار الصائغ تتذوّق وهکذا تدخل في عالم الإحساس فاستخدم الصائغ هذا الحقل لبیان مفاهیم کالأخبار، الأنوثة، التاریخ، الوطن، المنافی و... ترتبط الأذواق مُرةً کانت أو حلوة بالمفاهیم المجردة وغير الملموسة ویحصل هذا التخطیط "الأمور المجردة هی الطعام". جدیر بالذکر أنّه یستخدم الذوق الحلو حینما یشیر إلی أنوثة المحبوبة فالأذواق مرّةٌ کالتالی: *وداعا لنافذة فی بلاد الخراب/ وداعا لتنور أمی/ وداعا/ نغادره الوطنَ المرّ/ لکن إلی أین/ کلّ المنافی أمرّ (المصدر نفسه: 88) *أین وطنک؟/ إبتلعته المجنزرات. (المصدر نفسه: 97) الوطن هو الغذاء أي المادّة؛ الوطن (العراق) بسبب الحوادث والأحداث المحزنة التي تحدث بالمعنى الاستعاری، هو مثل الطعام والغذاء المرير الذی يترکه الشاعر رغم أنه يعلم أن المنفى أکثر مرارة من الوطن، یختار المنفی. فی قطعة أخری یقول الشاعر بأنّه شاعر جوّاب، فیشبع نفسه بالضجر والوشل. فهو باستخدام هذه الاستعارة یشیر إلی حالته النفسیة وشدّة الجوع. فتصبح الاستعارة أداة للتعبیر عن عدمیّة الوطن والواقعیّة الفردیّة والاجتماعیّة. *مَن یغطینی من البَرَد واللهاث ولسعات العیون/ وحیداً، أبتلعُ الضجر والوشل من الکؤوس المنسیّة علی الطاولات. (المصدر نفسه: 101)
6-البناءيبني الإنسان الملاجئ والمنازل وورش العمل والمستودعات. الهیاکل والمکونات المستخدمة في بناء منزل هي الحقول المبدئیة الاستعاریة الشائعة. (کوچش، 1393هـ.ش: 37) استخدم الصائغ هذا الحقل استخداما قلیلا: *أقول لقلبی إلی أین؟ هم خربوا وطنی وتباکوا علی المفارز عند الحدود البعیدة (الصائغ، 2004م: 86) في الأبیات المذکورة، الوطن هو المبنى والخراب من خصائصه ونواجه مع الاستعارة المفهومية: "الوطن هو البناء". نری فی مجموعة "تأبّط منفی"، الوطن کالبناء الذی دمّر وأصبح خرباناً. الشاعر یستخدم ضمیر "هم" الغائب ولا یشیر إلی المدمّرین بوضوح؛ الذین یبکون حالیا فی الحدودة البعیدة لعملهم. إضافة علی صورة "القلب هو الإنسان"، یستخدم الشاعر البناء کحقل المصدر والوطن حقل المقصد والعلاقة بینهما هی فعل "خربوا".
ب)مخطط الصورة1-مخطط الحجم[8]استناداً إلى المخطط الحجمي، إنّ التجربة التی امتلکها البشر من وجوده المادي کجزء من الاحتلال الفضائي، أمکنته فهم المفهوم التجريدي للحجم. والبشر یصبح مظروفا للأوعية والأمکنة ذات الحجم ويمتد هذه التجربة الجسدية إلى المفاهيم الأخرى لا یقبل الحجم جوهريًا أو مفهوميًا. ويخلق المخططات التجريدية للأحجام المادية في ذهنه. (محمدی، 1391ش: 141) یوجد هذا النوع من الاستعارة بوفرة في شعر الصائغ. باستخدام هذه الاستعارة، أصبحت المفاهيم المجردة مثل عصر الطغیان، والقصیدة، وکلمة "لیت"، والوحدة، والقلب، والأحلام و... ذات البعد المکانیّ؛ الأشياء الواردة في هذه الظروف المجردة هي الأشياء المجردة في الغالب. جميع المفاهيم التی تقع الظروف مستمدة من البيئة وحياة الصائغ. المفاهيم الأخری مثل المحسوسات أو الأشياء المجردة، داخل أو خارج هذه الظروف وهکذا الظروف الافتراضية تصبح ذات الحدود. کلمة لیت هی الظرف *لم یفتح نافذة فی بیت/ أو یزرع ورداً فی راحة لیت/ مرّ بهذی الدنیا ظلاً/ لا تعرفه حیّاً أو میتْ (الصائغ، 2004م: 53) الصائغ یستخدم الحقول المتنوعة فی الأبیات المذکورة. کلمة لیت، تصبح کإنسان له راحة وثمّ یصبح راحة لیت حجما لزرع الورد. فنری المخطط الحجمی. هذا الإنسان نفس الشاعر والورد هو حلمه. القلب هو الظرف نری العديد من الظواهر النفسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية وکذلک الظواهر البيولوجية والکيميائية ظروفا. کلمة "الظرف"، التي یستخدم في العديد من الظواهر الفيزيائية والکيميائية والنفسية والاجتماعية تنشأ من الظرف، نحن أنفسنا ظرف کذلک: لدينا المستوى، لدينا الداخل والخارج ولدينا عوالم يحتوي على المساحة والحاوية. (قاسمزاده، 1379ش: 109) تلعب الأعضاء البشرية دوراً رئيسياً في ظهور معنى الظرف. القلب هو واحد من أکثر الأجزاء من الجسم، وهو ظرف لمشاعر مثل الحب والحزن أو الزهور والثلوج والورق والحياة. *إلی جواریر قلبی/ لینتزعوا أوراقی/ و . حیاتی/ ثمّ یرحلون بهدوء (الصائغ، 2004م: 11) المظروف: الحياة واوراق الشاعر. حتى يصل عملاء الحکومة الدکتاتورية إلى قلب الشاعر، بالإضافة إلى الورق الذي يحتوي على قصائده، يفرزون حياته أيضًا. وهذا يدل على شدة الخانقات والصعوبات التي يواجهها الشاعر في العراق حتى تخترق العملاء في قلب الشاعر. وهذا یحکی أنّ شعره يأتي من قلبه وله حياة سلمية. *یسقط الثلج/ علی قلبی/ فی شوارع رأس السنة/ وأنا وحدی/ محاط بکلّ الذین غابوا (المصدر نفسه: 73) شاعر مع الشعور بالوحدة في وقت رأس السنة الجديدة يصور هذا الشعور. لهذا کأنّ قلبه ظرف ومکان يجلس فيه الثلج والشتاء. يشبه برودة احساسه بنزول الثلوج على قلبه. القصائد هی الظرف لا أعرف متی سأسقط علی رصیف قصائدی مکوّما بطلقة/ أو مثقوبا من الجوع/ أو بطعنة صدیق (المصدر نفسه: 105) فی هذه الأبیات استخدمت کلمة الرصیف للقصائد فالقصیدة مکان یستطیع الشاعر أن یعبّر عن آرائه الاجتماعیّة والسیاسیة و... بالحرّیة لکن هذا المکان یصبح مکانا حقیقّیا حتی یمکن أن تطلق طلقة فیها الی الشاعر فیسقط علی الرصیف. یعبر الشاعر عن کلمات ذات الحجم والفضاء في حین لیست لها فعليًا هذا الحجم، کلمات مثل الخيانة والقصیدة واللسان والدم والرأس ... بعبارة أخرى کل هذه الکلمات هي حقل المقصد والظرف هو حقل المبدأ، وفي معظم هذه الأبيات والاستعارات يتجلى الشاعر/ الإنسان کالظرف.
2-مخطط الحرکة[9]الحیاة هی السفر يصبح المفهوم المجرد للحياة موضوعیا ومحسوسا مع مفهوم السفر ويؤسس استعارة بين الحياة والسفر. تعد استعارة الحرکة "الحياة هی الرحلة" واحدة من أکثر التعابير الاستعاریة شيوعًا في اللغة الإنجليزية وهناک أيضا فی قصائد الصائغ. يجادل تيلر قائلاً: «إن السفر والعناصر المکونة له (الأصل والطريق والمقصد مع وجود المسارات والعوائق الممکنة على طول الطريق) تشکّل خريطة الطريق في الاذهان ومعرفة الإنسان.» (تیلر، 1390ش: 320) تطرق لاکوف وتيرنر لاستعارة "الحياة هی السفر" ویعدّان مجموعة من التوافقات بين هذين المجالين: الشخص الذي يعيش هو المسافر، أهدافه هي الهدف، طرق تحقيق الأهداف هی الطريق، صعوبات الحياة هی العقبات في السفر، المستشارون هم المرشدون، الموارد المادية والمواهب هی الزاد والمؤونة. (المصدر نفسه: 3 و 4) الصائغ من جیل الثمانینات فی العراق الذی عاش مرارة أقسى التجارب الإنسانية منها کثرة السفر والمنفی. تشاهد استعارة "الحياة هی السفر" فی الأبیات التالیة، حقل المبدأ يعني السفر یوافق حقل المقصد، أي الحياة؛ هذه الاستعارة کثیرة فی أشعار الصائغ بسبب کثرة الهجرة والرحلات المتعاقبة للشاعر من العراق إلى الدول الأوروبية. *أقلعتُ فی أول قطار الی المنفی/ وأنا أفکر بالعودة/ وتهرأت العجلات/ وأنا ومازلت مسافرا فی الریح/ أتطایر بحنینی فی قارات العالم/ مثل أوراق الرسائل الممزقة. (الصائغ، 2004م: 103) یشیر الشاعر فی أبیات کثيرة إلی السفر وحسه الدائم بالنفي والحنين إلی الحياة في العراق. سافر الشاعر لفقدان حرية التعبير والخوف من النظام الاستبدادي في العراق والتهديد بالقتل. دلالة المنفى والسفر إلی أنحاء هذا العالم بواسطة الریح هو ليس تجوال السائح بالرغبة، بل هو جزء من إضطرار المنفييّن عن أوطانهم. *من رصیف الی آخر/ أمشی/ قاطعا حیاتی/ سیرا علی الأحلام (المصدر نفسه: 58) فی الأبیات المذکورة الشاعر یوافق بالمسافر، الوطن هو المبدأ والمنفی هدف الحرکة والشاعر ینظر الی المبدأ ویتفکر فی الوطن والاحلام هی أداة رحلة الشاعر. هذه الابیات ومخطط الحرکة یعبر عن ديناميکية الصورة وفاعلیة الشاعر فحینما یرحل مع الريح، فتتحرک تحرّکا صاعداً. هناک علاقة بين المفاهيم الإيجابية والتصاعدية وبين الصعود فیعبر الشاعر عن مکانته الرفيعة بالسير بين الرياح ورکوب الأحلام.
3-مخطط الطاقة[10]واجه الشاعر مشاکل وعقبات مما منعت حرکته ونشاطه کالعقبات السياسية. ينقسم هذا المخطط في أشعار الصائغ إلى الحواجز والمقاومة أمامها: الحاجز: هذا المخطط یرتبط بقوّة الشخص وطاقته فی العبور عن الطریق المسدود وینقسم إلی قسمین رئیسیین. فی النوع الأول یوجد حواجز فی طریق الحرکة فیمنع الشخص عن الحرکة. (صفوی1392ش: 376) نری هذا النوع فی الأبیات التالیة: *کیف لی/ أن أتخلص من مخاوفی/ ربّاه/ وعیونی مسمرة إلی بساطیل الشرطة/ لا إلی السماء/ وأنا فی سریر النوم/ خشیة أن یوقظنی مخبر فی الأحلام (الصائغ، 2004م: 100) بساطیل الشرطة هی الحاجز، فعیون الشاعر تصبح مسمّرة إلیها لا إلی السماء، إن عدم حرية التعبير والخوف المستمرّ والحرّاس وقوات الأمن هي من العقبات التي يواجهها الشاعر أمامه، هذه الحواجز وثيقة الصلة بالشاعر کما في عالم الخيال، الحراس الذین فی داخل الکتب يتبعون کلماته ويوقظه حارس من أحلامه الجمیلة. *أین حریتک/ أنّی لا استطیع النطق بها من کثرة الارتجاف/ خطواتی قصیرة/ من طول ما تعثرت بین السطور بأسلاک الرقیب (المصدر نفسه: 98) الشیء المطلوب هو الحریّة لکنّ الشاعر فی طریق الوصول إلیها یواجه الحواجز، حتی لا یستطیع أن یتکلّم حولها فیخطو وراءها بهدوء وبخطوات قصیرة وفی طریق الحریّة یکتب وینشد لکنّ فی سطور أشعاره توجد أسلاک الرقیب. *فی وطنی یجمعنی الخوف ویقسمنی/ رجلا یکتب/ والآخر- خلف ستائر نافذتی-/ یرقبنی (المصدر نفسه: 12) الشاعر بعد أن جعل الوطن ظرفا له، باستخدام عملَی الجمع والانقسام يعتقد أنه في وطنه من خلال الخوف يجتمع فيه شخصان ثم ينقسمان. الرجل الذي يکتب والرجل الذي يراقبه خلف نافذته أیّ هو يهتم بنفسه. الشاعر أثناء کتابته يحيط دائمًا بخوفه الدائم ويهتم دائمًا بحياته. فالخوف هنا هو الحالة التی تشکل عائقا أمام کتابة الشاعر بحيث يمکن رسمها: "الخوف هو الحاجز". إن إيدئولوجية الشاعر في هذه الأبيات تدل على قاعدة الخوف والهروب والموت. المقاومة ورفض الحاجز: النوع الثانی من مخطط القوة أنّه یوجد حاجز فی طریق الحرکة لکنّ یستطیع الشخص أن ینقضه ویزیله فیواصل إلی حرکته أو یدور حول ذلک الحاجز أو یختار طریقا آخرا للحرکة. (صفوی، 1392ش: 377) لا یشیر الشاعر بأنّ هذه الحواجز تزول ام تبقی، لکنّ بهذه الاستعارات المعرفیة نفهم فهماً غیرمباشر إزالة تلک الحواجز بواسطة الکتابة والأمل والشجاعة واطلاق الصوت والتجول. *لا اعرف ایّ اظافر نتنة ستمتد الی جیوبی/ وتسلبنی قصائدی/ فی وضح النهار/ لاأعرف فی أیّ منعطف جمله أو وردة/ سیسدد أحدهم طعنته المرتبکة العمیقة/ الی ظهری/ من اجل قصیدة کتبتها ذات یوم/ اشتمّ فیها الطغاة والطراطیر/ ومع ذلک اواصل طوافی وقهقهاتی وشتائمی (المصدر نفسه: 106) الشاعر یختار الکتابة وإنشاد الشعر کوسیلة للنضال والمکافحة فیذمّ ویشتم الظالمین وسارقی الوطن والبلد فی أشعاره وآثاره ویقول رغم الحواجز والموانع سیواصل تجوّله الحر وقهقهاته وشتائمه والنضال السياسي وانتقاد النظام الحاکم واستمرار نظم الشعر في الدفاع عن الناس وکشف الحقيقة يعبر عن أنه لا یقبل الاستسلام والظلم.
النتيجةتبدو أنّ الحقول المبدئیة الأکثر استخداما في الاستعارات المعرفیة فی أشعار الصائغ هی: الإنسان والحیوان والنبات والشیء والطعام والغذاء والبناء؛ أما إحصائيًا، فاستخدم الصائغ حقل الإنسان استخدما کثیرا. ینقسم حقل الإنسان إلى قسمين: الشؤون الملموسة والشؤون المجردة ويتم التعبير عن الأمور الملموسة أکثر من الأمور المجردة والقاسم المشترک بين هذه المفاهيم، التعبير عن إيدئولوجية الشاعر ومشاعره. فی حقل الشیء نجد مفاهيم مثل: نفس الإنسان، والحیاة، والعراق، والأحلام، والحریّة، والعمر، والأفکار و... التی توافق بالمادّة. لها خصائص الأشياء فيمکن رؤيتها، وإخفاؤها، وجمعها، واشتراؤها، و... في حين أن هذه الأشياء هي مفاهيم عقلية. النقطة المشترکة بين کل هذه الاستعارات هي رؤیة الشاعر للوطنية والحریة والتطلع والنظرة النقدية لشؤون المجتمع والعالم. استعار الصائغ فی حقل الحیوان، الفئران والکلب البولیسی والحیوان الوحشیّ للشؤون السلبیة مثل الکآبة، سارقی الوطن والأحزان بینما یرید أن یشیر إلی الشؤون الإیجابیة مثل الحریّة، الشاعر وأسراب العائدین من المنفی یستخدم حیوانات مثل الطائر والعصفور. تم استخدام المخطط الحجمی على نطاق واسع وبعض المفردات والمفاهيم مثل الرأس، عصر الطغیان، القصیدة، کلمة "لیت"، الوحدة، القلب، الأحلام وما إلى ذلک قد أصبحت ذات الأبعاد والحجم، وفي الواقع الأبعاد المکانية. مخطط الحرکة "الحياة هی السفر" هي أکثر أنواع مخطط الحرکة. یشیر الشاعر فی أبیات کثيرة إلی السفر وحسه الدائم بالنفي والحنين إلی الحياة في العراق. سافر الشاعر لفقدان حرية التعبير والخوف من النظام الاستبدادي في العراق والتهديد بالقتل. هذا المخطط یعبر عن ديناميکية الصورة وفاعلیة الشاعر فحینما یرحل مع الريح، فتتحرک تحرّکا صاعداً. هناک علاقة بين المفاهيم الإيجابية والتصاعدية وبين الصعود فیعبّر الشاعر عن مکانته الرفيعة بالسير بين الرياح ورکوب الأحلام. ینقسم مخطط القوة فی أشعار الصائغ إلی قسمین: مواجهة الشعر بالحاجز والثانی مقاومة االشعر أمام الحاجز. ففقدان حرية التعبير، مرافقة الخوف الأبدي بالشاعر والحرّاس وقوى الأمن من العقبات التي يواجهها الشاعر. لکن الشاعر على الرغم من وجود الحواجز يعبر عن واجبه في الکشف عن الحقيقة باستخدام قلمه وهکذا تمکن الشاعر من التعبير عن إيدئولوجيته النضالية. | ||||||||||
مراجع | ||||||||||
پورابراهیم، شیرین. (1388ش). «بررسی زبانشناختی استعاره در قرآن: رویکرد نظریه معاصر استعاره (چارچوب شناختی)». رساله دکتری در دانشگاه تربیت مدرس. رشته زبانشناسی همگانی. طهران: جامعة تربيت مدرس. تیلر، جان رابرت. (1390ش). بسط مقوله مجاز و استعاره. مترجم: مریم صابریپور نوری فام. «مجموعه مقالات استعاره مبنای تفکر و ابزار زیباییآفرینی». گروه مترجمان، به کوشش فرهاد ساسانی (صص35-67). طهران: سوره مهر. خوزه روئیز ماندوزا ایبانز، فرانسیسکو. (1390ش). نقش نگاشتها و قلمروها در درک استعاره. در: استعاره و مجاز با رویکردی شناختی. ترجمه فرزان سجودی. طهران: نقش جهان. راسخ مهند، محمد. (1389ش). درآمدی بر زبانشناسی شناختی، نظریهها و مفاهیم، طهران: سمت. روشن، بلقیس و لیلا اردبیلی. (1392ش). مقدمهای بر معناشناسی شناختی. طهران: علم الصائغ، عدنان. (2004م). الأعمال الشعریة. الطبعة الأولی. بیروت: الموسسة العربیة للدراسات والنشر. صفوی، کوروش. (1392ش). درآمدی بر معنیشناسی. چاپ پنجم. طهران: پژوهشکده فرهنگ و هنر اسلامی. قاسم زاده، حبیبالله (1379). استعاره و شناخت. طهران: فرهنگان کوچش، زلتن. (1393ش). مقدمه ای کاربردی بر استعاره. مترجم: شیرین پورابراهیم. طهران: سمت. گلفام، ارسلان و شیرین ممسنی. (1387ش). «بررسی راهبردهای شناختی استعاره و کنایه تصوری در اصطلاحات اعضای بدن». پازند. شماره 12. صص 109-93 لیکاف، جورج. (1390ش). نظریه معاصر استعاره. ترجمه: فرزان سجودی. در استعاره، مبنای تفکر و ابزار زیباییآفرینی، گروه مترجمان به کوشش فرهاد ساسانی، ط 2، طهران: سوره مهر. محرابی کالی، منیره. (1393ش). بررسی و مقایسه طرحوارههای تصویریی غزلیات سعدی و حافظ، پایان نامهی دکتری در رشته زبان و ادبیات فارسی. مازندران: جامعة مازندران. محمدی آسیابادی، علی. صادقی، اسماعیل. طاهری، معصومه. (1391ش). طرحواره حجمی و کاربرد آن در بیان تجارب عرفانی. پژوهشهای ادب عرفانی(گوهر گویا)، سال ششم، شماره20، پیاپی 22، صص 162-141 هاشمی، زهره. (1389ش). «نظریه استعاره مفهومی از دیدگاه لیکاف و جانسون»، ادب پژوهی. شماره 12. صص 140-119 هوشنگی، حسین و محمود سیفی پرگو. (1388ش). «استعارههای مفهومی در قرآن از منظر زبانشناسی شناختی». پژوهشنامه علوم و معارف قرآن کریم. سال اول. شماره سوم. صص 34-9
Lakoff, G. & M. Johnson. (1999) Metaphors We Live By. Chicago University.
| ||||||||||
آمار تعداد مشاهده مقاله: 1,222 تعداد دریافت فایل اصل مقاله: 892 |