تعداد نشریات | 418 |
تعداد شمارهها | 10,005 |
تعداد مقالات | 83,622 |
تعداد مشاهده مقاله | 78,365,414 |
تعداد دریافت فایل اصل مقاله | 55,402,472 |
دراسة زمن السرد في رواية "فرانكشتاين في بغداد" وفقاً لنظرية جيرار جينيت | ||
إضاءات نقدیة فی الأدبین العربی و الفارسی | ||
مقاله 3، دوره 13، شماره 49، خرداد 2023، صفحه 61-77 اصل مقاله (211.23 K) | ||
نوع مقاله: علمی پژوهشی | ||
نویسندگان | ||
فواد عبدالله زاده* 1؛ عیسی زارع درنیانی2؛ عبدالباسط عرب یوسف آبادی1؛ محمد یعقوبی3 | ||
1أستاذ مساعد، قسم اللغة العربية وآدابها، جامعة زابل، زابل، إیران | ||
2أستاذ مساعد، قسم اللغة العربية وآدابها، جامعة بیام نور | ||
3أستاذ مساعد، قسم اللغة العربية وآدابها، جامعة فرهنجیان، أرومیه، إیران | ||
چکیده | ||
یعتبر الزمن من بين العناصر المكونة للروایة مابعدالحداثیة عنصراً أكثر أهمیة في الحكي وتحسين بنية السرد. قدم جيرار جينيت، أحد المنظرين المشهورین في هذا المجال، إطارًا نظريًا واضحًا لتحليل عنصر الزمن في الرواية، حيث يعتقد أنه عند تحليل زمن السرد ومقارنته بالزمن التقويمي، يجب علينا تحليل ثلاثة مقولات مهمة وهي: الترتيب والمدة والتواتر، من أجل رصد وتقييم أهم تقنيات الوقت المستخدمة في الروایات المعاصرة. رواية "فرانكشتاين في بغداد" لأحمد سعداوي هي رواية مناسبة للتحليل على أساس نموذج جينيت وفحص تجلیات عنصر الزمن بسبب تركيزها الكبير على المفارقات الزمنیة. لذلك، تحاول هذه الدراسة وبالاعتماد على المنهج الوصفي التحليلي أن تتطرق إلی عنصر الزمن واكتشاف الجوانب البارزة للمفارقات الزمنية في رواية "فرانكشتاين في بغداد" بوصفها إحدی أبرز الروایات مابعد الحداثیة. أظهرت النتائج أن السارد لم یتابع الزمن الترتیبي المنطقي واستخدم مختلف أسالیب كسر الزمن كالاسترجاع والاستباق، والتسريع السلبي، والتسريع الإيجابي، وهذه المفارقات الزمنیة منحت الراوي إمكانیات تناسب اختیاراته الفنیة وغایاته الجمالیة. | ||
کلیدواژهها | ||
الزمن السردي؛ جيرار جينيت؛ تشظي الزمن؛ أحمد سعداوي؛ فرانكشتاين في بغداد | ||
اصل مقاله | ||
السرد هو أساس الفكر وهو الفن الذي ينظم جميع مستويات المعرفة البشرية. السرديات تطلق على الدراسة النظرية للسرد. يعتقد بعض النقاد أن السرد يمثل الوظيفة الرئيسية للعقل البشري. فإن السرد هو عملية يحققها الراوي من خلال نقل نص القصة للجمهور. يتم تجسيد هذا النوع من الخطاب من خلال الأحداث ذات الصلة التي يتم سردها وتشرح العلاقات بين البنیات والعناصر المختلفة للقصة. الروایة دخلت الساحة الأدبية المعاصرة على أساس الظروف التاريخية والاجتماعية التي عاشتها المجتمعات المعاصرة. في الروایة المعاصرة لميعد عنصر الزمن يعتبر سلسلة من اللحظات المتتالية التي من المفترض أن يقدمها الروائي بالترتيب من وقت لآخر اعتمادا على زمن مضی، بل أصبحت الأحداث الماضية تتدفق باستمرار إلى الحاضر ويتداخل استعراض الماضي بتنبؤ المستقبل ومن جانب آخر أدی ظهور المناهج والنظريات المختلفة للسرد بتقنياته وأنماطه المختلفة إلی تحسينات وتغيرات كبيرة في سرد القصص وأحدثت تغييرات أساسية في أسلوب ومحتوى سرد القصة. إشكالية البحث اعتبر السرد من أهم مجالات النظرية الأدبية الحديثة، ويحتل مكانة خاصة في النقد الأدبي. خضع التسلسل الزمني للسرد الحديث لتغييرات ملموسة، على سبيل المثال، ينحرف الزمن، وهو أحد العناصر الأساسية للسرد في الروايات الحديثة، عن مساره المتسلسل بطرق مختلفة، وبإيقاعاته وتغيراته في إيقاع السرد، فإنه يؤدي إلی إنشاء علاقة قوية مع الجمهور، ويلبي اهتمامات الإنسان"مابعد التاريخ" المعاصر من أجل فهم "الحياة كلها"، وعلى حد تعبير فورستر، فإن الأدب الذي طالما أولى اهتمامًا مفرطًا بتصویرالحياة القائمة على القيم، فقد صور الحياة هذه المرة بالرواية على أساس الزمن وأداء وظيفة جديدة. (لاج وآخرون، 2019م: 31) یعتبر الفرنسي جيرار جينيت أحد أكثر المنظرين شهرة في مجال زمن السرد. تنتمي نظرية جينيت حول زمن السرد إلى مجال النقد البنيوي. سابقاً، سعى البنيويون مثل فلاديمير بروب ورولان بارت إلى تقديم نموذج للأشكال الروائیة التي يمكن أن تظهر السمات الرئيسية للسرد. (نفس المصدر: 32) اقترح جينيت النظرية الأكثر شمولاً للزمن وتناقضات زمن القصة وزمن السرد. تحتوي نظريته على نمط من النظام مقابل التشظي، والمدة مقابل الانقطاع، وترددات الخطاب أو التواترات التعبيرية التي يمكن استخدامها لفحص الزمن السردي للقصة. يعتقد جينيت أن روابط الزمن بين القصة والسرد منفصلة عن بعضها في حركة القصة من الزمن التقويمي إلى الزمن السردي، ويشير إلى المبادئ الثلاثة التي تضم النظام والمدة والتواتر، على النحو التالي: أ) الترتيب: ترتيب السرد الذي يهتم بالتسلسل الزمني للأحداث. ب) المدة: طول مدة السرد، والتي قد لا تتطابق زمن القصة. ج) التواتر: بيان الأحداث المتكررة أو البيان المتكرر للأحداث بطريقة يمكن من خلالها تكرار حدث واحد عدة مرات في السرد أو الإشارة إلى حدث وقع مرارًا وتكرارًا مرة واحدة فقط. (بهراميان وآخرون، 2017م: 3) خضعت الرواية العربية لتغييرات كبيرة في أعقاب التحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الدول العربية وتأثرت بالرواية الغربية، ومن الأمثلة الواضحة لهذه التطورات هو استخدام تقنيات كسر الزمن وألعاب الزمن. (وادي، 1996م: 78-79) أحمد سعداوي (1973م) شاعر وروائي عراقي معاصر ومن أشهر أعماله في الساحة الأدبیة لاحة عن بعضها.من السردي للقصة.اصیلرواية "فرانكشتاين في بغداد" الحائزة على جائزة بوكر 2014م لللغة العربية. تحظى هذه الرواية بأهمية كبيرة بسبب الجوانب المختلفة للسرد التي استخدمها سعداوي في التعامل معها، فضلاً عن مكانتها في مجال روايات مابعد الحداثة وأسلوبها. یبدو أن الكاتب العراقي تأثر برواية "فرانكشتاين" للروائية الإنجليزية "ماري "Mary Shelly في تصویر الوضع العراقي ولکنه اعتمد تحویرات فنیة لتطويع النموذج الأجنبي لخدمة نصه فنيا. القصة يرويها بائع متجول يدعى هادي، يعيش في منطقة مزدحمة ويصنع رجلاً جديدًا اسمه فرانكشتاين من خلال جمع وخياطة أجزاء من جثث ضحايا تفجير بغداد الانتحاري. يسعى فرانكشتاين للانتقام من أولئك الذين قتلوه. تتناول القصة خوف الأهالي ورعبهم اليومي من الحياة في المدينة والمنطقة التي تشهد الموت والدمار كل يوم. الأشخاص الذين لم يعد لديهم أي قاسم مشترك هم غرباء ومعاناة الآخرين لا معنى لها بالنسبة لهم. على الرغم من أن هذه القصة ليست حقيقية، إلا أنها قابلة للتصديق للغاية ومكتوبة بذكاء. تتكون رواية "فرانكشتاين في بغداد" من تسعة عشر فصلاً وفي كل فصل تتحدث عن أحداث القصة وشخصیاتها. الأهداف ومنهج البحث یرمي هذا البحث إلی قراءة عنصر الزمان علی ضوء المظهرین الأساسین للزمن داخل الروایة وهما زمن السرد وزمن القصة وفقا علی نظریة جیرار جینینت، فیدرس العلاقة بین هذین الزمنین والتي تتجلی في ثلاثة محاور أصلیة و هي التواتر والترتیب الزمني والمدة ویشیر إلی التقنیات الزمنیة السردیة ووظائفها في النص المعالج. أسئلة البحث ستحاول هذه الدراسة الإجابة عن السؤالین التاليین قدر المستطاع: - كيف یتعامل الراوي مع الزمن السردي في رواية "فرانكشتاين في بغداد"؟ - إلی أي مدی استغل المؤلف مؤشرات اختزال وإبطاء سرعة السرد في الرواية؟ فرضيات البحث - هناك حجم كبير من الاسترجاعات والاستباقات المختلفة التي أدت إلی الكثير من حالات كسر الزمن والتشظيات الزمنية في السرد. - يؤدي استخدام التسريع الإيجابي وعرض المشاهد وحوار الشخصيات والحذف والتلخيص إلى تقلیص زمن السرد. خلفية البحث تم إجراء الكثير من الأبحاث حول رواية فرانكشتاين في بغداد، يرتبط بعضها بالدراسة الحالية: في أطروحة "التناص في رواية فرانكشتاين في بغداد لأحمد سعداوي" درس بوداري وآخرون (2018م) التناص في الرواية قيد المناقشة وتشير نتائج البحث إلى لجوء المؤلف إلی التناص الديني والأساطير الوطنية والعالمية ضمن القصة. كما تطرق ياسين ونصيف (2018م) في مقالة «تجليات أدب الرعب في رواية فرانكشتاين في بغداد لأحمد سعداوي» لدراسة فانتازيا الرعب في الرواية المذكورة وخلصا إلى أن فانتازيا الرعب تتماشى مع هدف المؤلف في تحسين الوضع الاجتماعي، كما كان اختيار الاسم الأمريكي "فرانكشتاين" مؤثرًا جدًا في المبالغة في ذلك. تطرق ونوغي وآخرون (2017م) في أطروحة «البعد العجائبي في رواية فرانكشتاين في بغداد لأحمد سعداوي» إلى أنواع الفانتازيا وملامحها في الرواية وتوصلوا إلى استنتاج مفاده أن الفانتازيا في مختلف أشكالها الدينية والأسطورية تتداخل مع الفانتازيا العلمية، وقد تمت المبالغة في معالجة الوضع الاجتماعي في بغداد. كما تطرق أفضلي وگندمي (2016م) في مقال بعنوان "قراءة مقارنة لمكونات ما بعد الحداثة في روايتي "پستی (الوضاعة)" و"فرانكشتاين في بغداد"، إلى مكونات ما بعد الحداثة، بما في ذلك؛ التناص، الإزاحة، الأسلوب متعدد الأصوات، القفزات الزمنية في سرد أحداث روايتي محمد رضا كاتب وأحمد سعدواي. وهناك بحوث أجريت وفقا لنظرية جيرار جينيت؛ من أهمها: مقال بعنوان "دراسة المكونات الزمنية الثلاثة: الترتيب والمدة والتواتر في رواية ذاكرة الجسد لأحلام مستغانمي بناءً على نظرية جيرار جينيت في نظرية الزمن السردي" للباحث علي أصغر حبيبي (2014م). تطرق الباحث إلى دراسة المكونات النظرية لجيرار جينيت في الرواية و توصل إلى أن أحلام أولت اهتمامًا كبيرًا للسرد الاسترجاعي والاستباقي وأن التأخيرات الوصفية والأفعال الإنشائية والالتزام الاجتماعي للمؤلفة قد أدت إلى إبطاء سرعة السرد. عالج سليمي وخسروي (2015م) في دراسة بعنوان "دراسة العناصر المكونة لقصة "عيناك قدري" لغادة السمان استناداً إلى نظرية جيرار جينيت في الخطاب السردي" لسليمي وخسروي (2015م) وخلصا إلى أن استخدام مكونات الخطاب السردي لجينيت حقق نوعا من التزامن بين القصة والفعل السردي. كما خلص روشنفكر وآذرنيا (2017م) في مقال بعنوان «الزمن الروائي في رواية رماد الشرق لواسيني الأعرج» إلى حدوث مفارقات زمنية في الرواية، لاسيما وأن أسلوب الاسترجاع يكاد يكون ظاهرة سائدة في الرواية وغالبًا ما يحدث فيها. وكما يتضح من الدراسات السابقة المذكورة أعلاه، لم يقم أي بحث حتى الآن بتحليل مكونات زمن السرد للرواية المعنية، ولا سيما على أساس نظرية جيرار جينيت، فنظرا لخلو المجال من الدراسة المتخصصة وخصوبة الموضوع توجهت هذه الرواية إلی دراسة أبعاد الزمن السردي علی أساس نظرية جينيت.
منهجيّة البحث والإطار النظري يميز جينيت بين زمن النص والزمن السردي، ويقدم في النطاق القصصي من الزمن التقويمي إلى الزمن السردي للنص، ثلاث مقولات رئيسية للخطاب السردي: الترتيب والمدة والتواتر. إنه يعتبر هذه الأزمنة السردية الثلاثة موجودة جنبًا إلى جنب مع المستويات الثلاثة للسرد والأفعال وردود الأفعال في الفضاء السردي وأنها تقوم بالتأثير على بعضها البعض في تقديم فضاء سردي. وهو يعتقد أن ترتيب الزمن السردي للنص ينتظم في قلب القصة مقارنة بترتيب الأحداث أو الأجزاء الزمنية. (Genett، 1980م: 35) الترتيب بات واضحا اليوم أن للزمن أهمية في الحكي، حيث يعمق الاحساس بالحدث و الشخصيات لدی القراء. (بوعزة، 2010م: 87) الزمن السردي هو مسار الأحداث التي تحدث في أوقات مختلفة من القصة. تحدث العديد من الأحداث في القصة في وقت واحد؛ و أحيانًا لا یروي السارد الأحداث خاضعا للترتیب الطبیعي المنطقي، بل يقدم ویؤخر المرویات هادفا إلی تحقیق غایاته الجمالیة. (تودوروف، 1992م: 55) ينقسم الترتيب في السرد إلى نوعين: الترتيب المنتظم والترتيب غير المنتظم. الترتيب المنتظم يشير السرد الزمني المنتظم لعمل روائي إلى مسار الفكر المنتظم للمؤلف. في هذه المقولة، يجب أن تكون القصة وسرد أحداث النص موجودة ضمن مسار أو زمن طبيعي، مثل عقارب الساعة والتقويم اللذين يخضعان لترتيب زمني منتظم. يمكن ملاحظة الترتيب المنتظم بوضوح في الفصول 14 و 15 و 16 و 17 و 19 من رواية فرانكشتاين في بغداد. بحيث يشعر القارئ بغموض أقل في هذه الفصول من القصة وتقع الأحداث بشكل متوال وتكون مرتبطة ببعضها البعض. في الفصل 18، يميل المؤلف إلى سرد القصة بلغته الخاصة كأحد الشخصيات في القصة، ويصبح زمن السرد غيرمنتظم، بحيث يشرح الأحداث والوقائع والشخصيات من منظور مختلف. في الفصل 18 يشير المؤلف أو الراوي إلى تعرفه إلى المراسل؛ يتحدث محمود سعداوي عن القصة من وجهة نظره في الفصل 18. خلال لقاءاته العديدة مع سعداوي في المقهى، يتعرف إليه، وفي لقائه الأخير، يجده قلقاً وبحاجة إلى المال، فيشتري جهاز تسجيل المراسل بثمن ما. جهاز تسجيل صوت تم فيه تسجيل جميع أحداث القصة بشكل سري ويتدخل المؤلف بالصدفة في أحداث القصة مما يؤدي إلى أن ينظر المؤلف إلى الأحداث نظرة مختلفة ويشكل مفارقة زمنیة في المسار السردي للقصة.
الترتيب غيرالمنتظم عندما نلاحظ الاسترجاعات والاستباقات الزمنیة في السرد فتكون الروایة ذات ترتيب غير منتظم. تقدم بعض الأعمال الروائیة الأرضیة للتشظي الزمني من خلال التحرك ذهابًا وإيابًا كثيرًا في زمن السرد ومن خلال تغيير الأحداث، الأمر الذي يبدو أحيانًا غامضاً للقارئ. أن سعداوي یراعي الترتيب في زمن الرواية، لكن یلاحظ القاريء قفزات زمنیة إلى الماضي مرة وإلى المستقبل مرة أخری. تسبب هذه التغيرات فوضى في مسار السرد وتؤدي إلی تشظیات زمنیة. سنذكر فيما يلي المفارقات الزمنیة في شكل الاسترجاع والاستباق في رواية "فرانكشتاين في بغداد". «تحدث الشِسمه عن ليلة مواجهته للشحاذين السكاري وانه حاول جاهداً أن يتحاشاهم ولكنهم كانوا عدوانيين.» (سعداوي، 2013م: 144) «ولم يعرف هادي أن هذا الضابط بالتحديد هو من حاول الشِسمه ازهاق روحه في ليلة المطاردة الرهيبة تلك.» (سعداوي، 2013م: 215) «كان حانقاً بسبب المعلومة المتعلقة بتفجير البتاويين الكبير.» (سعداوي، 2013م: 315) «شعر هادي العتاك بالإستياء والإحباط حين علم من الرجل العجوز عبدالودود الآمرلي بأنه باع بيته بآثاث. وأنه سيسافر إلی موسكو في غضون أسبوعين ليتزوج من صديقته التي تعرَف عليها قبل عقود طويلة أثناء دراسته للكيمياء في روسيا.» (سعداوي، 2013م: 118) «تلك التي تتهمه بعلاقة دائمة مع فيرونيكا الأرمنية التي تواظب علي تنظيف الفندق كل اسبوع. و هناك من يقول أن ولدها المراهق أندور الذي يرافقها هو ابنه في الحقيقة.» (سعداوي، 2013م: 118) «أو يكون هادي نفسه، كما يخمّن العميد سرور، مثل كلارك كينت في سوبرمان، هو صورة التخفي التي يعيش تحتها المجرم الرهيب والخطير.» (سعداوي، 2013م: 210) «أرجو أن لا تصدق كلام الساحر... إنه يتحدث عن نفسه... هو المجرم. لقد قتل شخصاً ما قبل عشر سنواتت ورمي زوجته وأمه وقتل طفلاً رضيعاً. إنه مجرم وإياك أن تصدق كلامه.» (سعداوي، 2013م: 172) الاسترجاع بعض الاسترجاعات داخلي والبعض الآخر خارجي. في الاسترجاع، يتم إعادة سرد الحدث أو الشخصية من رواية سابقة، وإذا كان متسقًا مع محتوى ونص السرد، فإنه يُسمى داخليًا وإلا فإنه يسمى خارجيًا. الأمثلة 1، 2، 3 هي بمثابة استرجاعات داخلية؛ لأن شخصية الشيء وقصة مقتل المتسولين الأربعة وشخصيات المثال 2 والحادثة المروعة للمطاردة وانفجار البتاويين هي الشخصيات والأحداث التي خلقت الإطار السردى وقام الراوي بالعودة إليها. تنتمي الأمثلة من 4 إلى 7 إلى المقولة الخارجية؛ لأن شخصيات عبد الودود أمرلي وخطيبته الروسية، أندرو الابن المراهق لفيرونيكا وكلارك كينت في فيلم سوبرمان ليست شخصيات في القصة وكانت شخصيات في الماضي يتعامل معها الراوي الآن. كما أن الأحداث المذكورة في هذه الأمثلة هي من بين الأحداث الخارجية للقصة المعنية وهي متناقضة مع محتوى القصة. في تصنيف آخر، ينقسم الاسترجاع بأثر استرجاعي إلى نوعين: رئيسي وفرعي. إذا كانت هذه الشخصيات والأحداث المسرودة مرتبطة بخط السرد وموضوع القصة، فهي رئيسية وبخلاف ذلك فهي فرعیة، وهي نوعاً ما من معلومات الراوي أو الكاتب حول التاريخ الذي يرويه. في الأمثلة 1 و2 و3، يسرد الراوي الأحداث المتعلقة بمحتوى القصة التي شكلت موضوعات القصة والراوي على علم بها من داخل روايته وهي تنتمي إلى الفئة الرئيسية. بينما في أمثلة أخرى، يمكننا ملاحظة دور مكون الاسترجاع؛ لأن الراوي، وفقًا لمعلوماته الفرعية، يسرد أحداثاً تتناقض من حيث المحتوى مع القصة. على سبيل المثال، كلارك كينت في فيلم سوبرمان، والذي تم ابتكاره قبل سنوات من إبداع القصة الحالية، استخدم من قبل الراوي بناءً على معلوماته الشخصية. في المثال 7، يشير الراوي، وهو الشخصية الداخلية للقصة أو فرانكشتاين، إلى الأحداث الفرعية التي حدثت في الماضي بواسطة الساحر وتتعارض مع محتوى القصة. الاستباق المفارقة الزمنیة الاستباقية هو نوع من القفز إلى الأمام و یعتبر استشرافا للمستقبل. حیث السارد يتطرق إلی ذكر حادثة تحدث في المستقبل. تسبب المفارقة الزمنیة الاسترجاعية غموضا أقل مقارنة بالاستباقية، لأن القارئ قد قرأ الحادثة أو و تفاصیل الشخصیة مرة في الماضي وهو على دراية بها، ولكن في الاستباق، لم يحدث الحادث أو لم یتم رسم الشخصية بعد، وهذل یجعل الأمر غامضا للقارئ ويسبب أيضًا تأخيرًا طفيفًا في سرعة السرد. فيما يلي بعض المفارقات الزمنیة الاستباقية في رواية "فرانكشتاين في بغداد": «سيصنع بداية جديدة لنفسه. يصبر حتی تشفي جروحه بشكل تام ويتوجه بعدها الي حمام الصابونجي في الشيخ عمر. يصلب نفسه مثل تمثال تحت بخار المياه الساخنة لثلاث ساعات ثم يحلق شعر رأسه ووجهه ويشتري ملابس جديدة وأنيقة، حذاءً ونعلا جلديا جديدا، ويترك هذه الخرابة اليهودية المنحوسة ويستأجر غرفة كبيرة جيدة التهوية في موتيل فرج الدلال الجديد، ثم يفكر باستئجار محل لبيع وشراء الواد المستعملة أو تصليحها، فهو بارع في هذا العمل. يجد زوجة مناسبة تقبل به، ويجعل شرب الخمر مناسبة اسبوعية. سيفعل كل هذه الأشياء ويصر علی فعلها.» (السعداوی، 2013م: 231-232) لقد حظيت المفارقات الزمنیة الاستباقية باهتمام أقل من قبل سعداوي مما حظيت به المفارقات الزمنیة الاسترجاعية. في المثال أعلاه، يتحدث الراوي عن أحداث لم تحدث بعد وقد تحدث في المستقبل. ومن ثم، فإنه يروي تلك الأحداث ويبطئ وقت السرد. فإن المفارقة الزمنیة الاستباقية تنقسم أيضًا إلى خارجية وداخلية أو ثانوية ورئيسية. تعتبر الأحداث والشخصيات اللاحقة التي يتم سردها، إذا كانت مرتبطة بمحتوى القصة، سردًا داخليًا ورئيسياً، وإلا فهي سرد خارجي. وبناءً على ذلك، فإن هادي هو أحد الشخصيات الرئيسية في القصة ويقع في فئة المقولة الداخلية وستكون الأحداث المستبقة من بين الأحداث الداخلية للقصة. المدة تشمل المدة العلاقة بين زمن الخطاب وزمن السرد وتلعب دور سرعة السرد. فهي «سرعة القص بین مدة الوقائع وطول النص القائم علی مستوی القول، فقد یقص الراوي في مائتي صفحة ما جری في سنة أو شهر أو یوم وقد یقول بضع كلمات في عدة سنوات.» (عزام، 2003: 300) قام جينيت بتقييم نسبة زمن النص وحجم النص بأنواع مختلفة من المدة وفسرها على أنها إيقاع وتسريع، وحددها بثلاث فئات: التسريع الثابت، والتسريع الإيجابي والتسريع السلبي، ولكل من هذه المكونات الثلاثة وظائفها الخاصة، ومن بينها يمكننا ذكر الحذف وعرض المشهد والتوقف الوصفي والاختزال وتمدد زمن السرد. (تولان، 2004م: 61) التسريع الثابت يتزامن أحيانًا طول زمن السرد مع زمن الحدث في مسار ثابت ومحدد؛ وبهذه الطريقة يتحدث الكاتب أو الراوي عن أحداث ووقائع القصة بطريقة محددة ومنسجمة مع مسار السرد، وهذا النوع من السرد يسمى تجانس الزمن. يمكن رؤية هذا النوع من السرد في القصة المعنية في أجزاء كثيرة من الرواية، وعلى سبيل المثال، يمكن ذكر المثال التالي «كان صاحياً ينظر إلی رقعة السماء الزرقاء في الأعلی ويری الطيور والعصافير تخطف بسرعة ويسمع أصواتاً ضعيفة لراديو وثرثرات ومنبهات سيارت. يغلق عينيه قليلاً ثم يفتحهما فيلمح شبح طائرة هليكوبتر أميركية تمر بصوت مرعد صاخب، ويرغب بالنهوض ولا يری في نفسه القوة لذلك. كان يشعر بأن رأسه غدا من رصاص ثقيل، حتی إنه لم يلتفت ولم يحرك رقبة يميناً أو شمالاً. ظل خامداً ينصب للصخب الضعيف المتنامي مع تقدم ساعات الصباح، حتی فز كل عرق في بدنه حين سمع صوت ضربة عنيفة استشعر ارتجاجها في الأرض. كان انفجاراً لسيارة مفخخة في حي الصدرية الذي يبعد عن البتاويين عدة كيلومترات داخل قلب العاصمة القديم.» (سعداوي، 2013م: 238)كما يتضح من المثال أعلاه، يتزامن مسار زمن السرد مع الأحداث التي وقعت في نفس الزمن مع تقديم سرد لأحداث معينة. التسريع الإيجابي يكون زمن السرد أحيانًا أقصر من الزمن الحقيقي، ويتم تقديمه عن طريق الحذف في القصة. في علم المعاني، يعد الحذف أحد الأدوات الرئيسة في التعبير والغرض الأدبي لأنه أسلوب تمكن المؤلف من التخلص من ذکر بعض الأحداث التافهة أو المتكررة. وعليه، إذا كان الراوي أو المؤلف يشير إلى حركة في وقت معين في القصة دون أن يروي التفاصيل؛ يخضع الزمن السردي لاختزال زمن السرد أو تسريع إيجابي. (جينيت، 1997م: 141) عندما یقوم السارد بالحذف، قد يواجه القارئ نوعاً من الغموض لأنه لا يعرف ما حدث خلال هذه الفترة المحذوفة. على سبيل المثال، يمكن ذكر الأمثلة التالية: «ويتعارك مع أي شخص يفتح أمامه سيرة ناهم عبدكي و ما جری له. انزوی فترة ثم عاد بعدها إلی صورته السابقة.» (سعداوي، 2013م: 32) «ولكنه أعاد المسجلة بعد عشرة أيام. انفق محمود ساعات طويلة في الإستماع فقط، واعادة الاستماع.» (سعداوي، 2013م: 151) «كان يشعر بالوحدةلم يتحدث منذ أسابيع مع أي أحد.» (سعداوي، 2013م: 233) كما رأينا في الأمثلة أعلاه؛ يعمل التسريع الإيجابي على تسريع زمن سرد القصة، ويتم تعريف الحذف أحيانًا على أنه تلخيص لزمن السرد.في جزء آخر من الرواية، يتم استخدام تقنية الحذف على النحو التالي: «ظل دائم الإرتحال والتخفي ويقيم في الأماكن متفرقة.» (سعداوي، 2013م: 234) «بعدها بيومين دخل عليه عامل الخدمة العجوز أبو جوني وألقی عليه خبراً مثل قنبلة.» (سعداوي، 2013م: 267) في هذين المثالين، تم استخدام التلخيص والحذف. وبهذه الطريقة، يكون المؤلف قد حذف جزءًا من زمن السرد ولم يحاول ذكر الروايات غير الضرورية بتخطي زمن السرد. يتناول المثال الأول طول الفترة الزمنية التي فر فيها فرانكشتاين أو الشيء وأقام في أماكن مختلفة ؛ بينما لم يذكر مدة عمليات الهروب والإقامة هذه، ولم يذكر أي شيء عنها في أي جزء آخر من القصة. في المثال الثاني أيضًا، حذف المؤلف يومين من زمن السرد وتجنب ذكر الأحداث التي وقعت في هذين اليومين. في جزء آخر وفي الفصل الثالث عشر من قصة أسر دانيال واختفائه؛ يتحدث ابن إيليشوا العجوز وفي أجزاء كثيرة من الرواية تجنب المؤلف ذكر فترة سنوات اختفاء دانيال واعتبرها غير ضرورية. ومع ذلك، في الفصول الأولى من القصة، وخاصة في الفصل السادس عشر، يشير إلى سنوات أسر دانيال، والتي كانت حوالي عشرين عامًا، ويستخدم الحذف الصريح: «ولم تعترف مع ذلك بموته رغم مضي السنين./ حتی أن أحد أخوة نينوس نفسه عاد من أسر طويل في إيران والصدمة التي ظل يتحدث عنها الكثيرون في وقتها.» (سعداوي، 2013م: 72-73) لا يقتصر هذا النوع من تقلیص السرد على حذف جزء من الحدث؛ بل يتضمن مشاهد روائية خلال القصة وحوار شخصيات القصة مع بعضها البعض ويرى جيرار جينيت: «عرض المشهد هو أسلوب حوار في القصة يجعل وقت القصة متساوياً مع وقت السرد.» (جينيت، 1997م: 80) يقلل عرض المشهد بطريقة ما من حضور الراوي ويعزز زمن سرد القصة بشكل أسرع ويتجلى من خلال التعبير عن المشاهد والحوار بين شخصيات القصة. على سبيل المثال، يمكن الإشارة إلى الحالة التالية: «تكرر الأمر أيضاً أمام الجارات العجائز في باحة بيت أُمسليم، وهن يكسرن الجوز بالمطرقة ويأكلن لبّه مع الشاي الساخن. حزنت النساء العجائز لأول وهلة، فإيليشوا المجنونة والمسكينة صاحبة الفوطة الحمراء الغريبة فقدت عقلها نهائياً. ولكن في ساعة متأخرة من الليل شاهد البعض خروج شاب تجلله العتمة من باب العجوز أيليشوا. حين ذاع الخبر كمن بعض الشباب في ركن الزقاق علّ هذا الزائر الغريب يخرج في الليالي الأخری لكنه لم يظهر.» (سعداوي، 2013م: 103)
التسريع السلبي أحيانًا يكون زمن السرد أطول من زمن الوقائع، وهو ما يسمى تمدد زمن السرد. وبهذه الطريقة، لا يعود زمن القصة ديناميكيًا ويفسح المجال للوصف وذكر تأملات الراوي ومواصفاته وتعلیقاته، وما إلى ذلك. يقع هذا الزمن الممتد بين جزأين سرديين من القصة، وهما الحاضر الفكري للمؤلف وتأملاته أو ما یسمی استطراداته. (مارتن، 2004م: 91) على سبيل المثال، يمكن الإشارة إلى الشواهد التالية في هذا الخصوص: «كانت صورته كشرير غير مبالٍ تسعده، بسببها ردة فعل معينة في وجوه من يستمعون إليه.» (سعداوي، 2013م: 29) «ناهم ذو رأس صغير و أذنين، مع فروة رأس كثيفة وسرحة ولكنها مثل الأسلاك الخشنة، وحاجبين كثيفين شبه متصلين.» (سعداوي، 2013م: 30) ورغم حرارة الجو ألا انه أغلق الباب الزجاجي تماماً و كأنه يريد طرد صورة محل الدلالية و دفعها الي مسافة أبعد من ناظريه، أثناء جلوسه علي كرسيه وراء ميز الاستعلامات.» (سعداوي، 2013م: 222-223) «ما الذي سيحصل لو أن أحد العاملين سمع شتائمها للسعيدي؟» (سعداوي، 2013م: 273) «تسوط العجوز القدر و تردد مع نفسها: نعمةٌ و سلامٌ من الله أبينا والرب يسوع المسيح الذي أحبنا قبل آن نحبه.» (سعداوي، 2013م: 71) «سأقتص، بعون الله والسماء من كل المجرمين.» (سعداوي، 2013: 157).«وتبادرت إلی ذهن محمود سريعا صورة العتاك وهو يبيع جهاز التسجيل في سوق الهرج بالباب الشرقي.» (سعداوي، 2013م: 146-147) في الأمثلة السابقة فقد نلاحظ لجوء السارد إلی الوصف والخواطر والتأملات وذكر المحادثات، مما يعمل علی إبطاء وقت السرد على نطاق أوسع، وأحيانًا يؤدي هذا التمدد إلى بطء في طول زمن الرواية. يعتقد جينيت أن الوصف جزء لا يتجزأ من السرد وله حضور أكبر في القصة، وخاصة القصص الأدبية ؛ لأنه يمكن الوصف بدون السرد، بينما لا يمكن السرد بدون وصف. (جينيت، 1997م: 76) استخدم سعداوي في هذه الرواية مصدرين للتبئیر؛ التبئیر بواسطة الراوي العلیم والراوي المتكافيء المعرفة مع الشخصیة. في النوع الأول، يكون دور المؤلف راويًا في المركز فيجعل الزمن السردي متمدداً بتوجیه مسار الشخصیات و تقدیم التفاصیل والأوصاف. بينما في التبئیر الثاني؛ یؤدي المشهد وحوار الشخصیات إلى تسريع زمن سرد القصة تقلیص الزمن الفني. أحيانًا ما يكون التسريع السلبي مصحوبًا بتفكير الشخصيات في القصة؛ حيث يتم التعامل مع الأفكار والتخمينات في ذهن شخصية أو أكثر من شخصيات القصة، وهو الفكر الشخصي الوحيد الذي لن يكون له تأثير على الفعل القصصي ويتسبب في بطء وقت السرد. (جاهد ورضائي، 2011م: 39) ومن ثم، فإن المثال الخامس هو روایة الرواي العلیم وفي نفس الوقت السرد الداخلي معا أو سرد الشخصيات. حیث یستعیض عن الراوي العلیم بحديث إيليشوا العجوز واتخذ نوعًا من تمدد زمن السرد. لكن في الأمثلة الأخرى، يكون دور الراوي العلیم فقط هو المهم ويكون زمن السرد متمدداً مع رواياته و ممارسة سلطته غیر المحدودة. في المثال السادس، يتحدث المؤلف عن المستقبل الذي لم يحدث بعد، والاستباق هو جزء من التسريع السلبي الذي يأخذ زمن السرد بعيدًا عن زمن السرد الحالي ويؤدي إلى تمدد وقت السرد. وتجدر الإشارة أيضًا إلى أن التسريع السلبي هو الأكثر استخدامًا من قبل المؤلف. في المثال السابع أيضًا، يتحدث الراوي عن احتمالات المستقبل في ذهن محمود السوداوي رغم أنه لم یحدث بعد على أرض الواقع. التواتر يشير مصطلح "التواتر" إلى تكرار زمن السرد، «و یتحدد التواتر بالنظر في العلاقة بین ما یتكرر حدوثه أو وقوعه، من أحداث وأفعال علی مستوی الوقائع من جهة وعلی مستوی القول من جهة.» (العید، 1999م: 129) ويتضمن عدة حالات: التواتر المفرد، التواتر المتساو، التواتر المكرر. التواتر المفرد وهو النوع الأكثر استخدامًا للتكرار الزمني لدى المؤلف. ومن هذا المنطلق، في الأمثلة التالية: «قطع أوردة الرسغين في ذراعي المؤمن كي يموت ببطء ويدخل في الغيبوبة بسبب النزيف قبل أن تفيض روحه.» (سعداوي، 2013م: 236) «بعدها تمت محاصرة المكان من قبل قوة أميركية مدرعة تساندها قوة قتالية صغيرة من المجندين العراقيين. استطاع الفرار منهم بصعوبة. دخلوا الي مقر الثكنة التي صنعها اتباع المجانين الثلاثة، ووجدوا متعلقات كثيرة ترتبط به. لكنهم لم يقبضوا عليه.» (سعداوي، 2013م: 234) يبدو الأمر كما لو أن الحادثة وقعت مرة واحدة فقط ونقلها الراوي للقارئ مرة واحدةكما يتضح من الأمثلة السابقة، فقد تحدث الراوي عن حدثين وقعا مرة واحدة فقط وتم الحديث عنهما مرة واحدة، ولم يتم ذكر هذه الأحداث في أي جزء آخر من الرواية. التواتر المتساوي هذا يعني أن الأحداث تحدث عدة مرات ويتم سردها عدة مرات. يمكن توضيح هذا النوع من التواتر في القصة من خلال المثال التالي: «أيقظه الإنفجار الذي حدث في السابعة والنصف في الساحة الطيران. وصل إلی ساحة الطيران و شاهد الأثار المتبقية من الإنفجار. واجه صعوبة في الوصول الي جرحی الحادث حصل صباح اليوم في ساحة الطيران.» (سعداوي، 2013م: 49-56) وقع الانفجار عدة مرات في ساحات ومناطق مختلفة ببغداد، وقد ورد هذا الحادث المتكرر عدة مرات خلال الرواية. التواتر المكرر يشير هذا النوع من التواتر أيضًا إلى سردحدث في عدة مرات مع أنه وقع مرة واحدة، على سبيل المثال، يمكن الإشارة إلى ما يلي: «فجر اليوم الذي غادرت فيه زينة غرفة محمود السوادي في فندق دلشاد.» (سعداوي، 2013م: 279) في نهاية الفصل الخامس عشر نقلت هذه الحادثة (انفصال زينت ومحمود السوادي في الفندق...) وسيتم نقلها مرة أخرى في بداية الفصل السادس عشر وأجزاء أخرى من هذا الفصل.
النتيجة على الرغم من أن أحمد سعداوي ركز في رواية فرانكنشتاين في بغداد على النظم و ترتیب الزمن السردي، إلا أن المفارقات الزمنیة ملحوظة في روايته. ومن ثم، یلاحظ القاريء حجما كبيرا من الاسترجاعات و الاستباقات المختلفة التي أدت إلی الكثير من حالات كسر الزمن و التشظیات الزمنیة في السرد. لوحظ انقطاع زمن السرد خاصة في ارتباط بعض فصول الرواية وتركيبها مع بعضها البعض وتركيب بعض أجزاء كل فصل مع أجزائها الأخری. أن المؤلف قد استخدم الكثير من التسريع الثابت في هذه الرواية لإبطاء وقت روايته بشکل عام؛ لكنه بالغ في استغلال مختلف التسريعات السلبية مثل: وصف حالات الوجوه وعرض المشاهد وطرح الأسئلة وذکر الاحتمالات والآراء الشخصية وما إلى ذلك بشكل كبير، مما أدى إلى تمدد الزمن السردي. من ناحية أخرى، أدى استخدام التسريع الإيجابي مع مكونات عرض المشاهد وحوار الشخصيات والحذف والتلخيص إلى اختزال زمن السرد. الاستخدام المفرط للاسترجاع، والتسريع السلبي والتسريع الإيجابي، تسبب في عدم انتظام في زمن السرد وتوقفه، مما یدخل القارئ في متاهات ودهالیز النص الداخلیة و قد ینتج حالة من الغموض و التعب في فهم مسار الأحداث لدی القاريء. ومن جهة أخرى، فقد استخدم المؤلف مؤشرات تواتر السرد بذكر الأحداث مرارًا وتكرارًا، وكان لهذا أيضًا تأثير في تمدد زمن السرد وإطالة مدته. ویمكن القول إن زمن السرد قدأتاح للسعداوي إمكانیات متعددة في ترتیب الأحداث ترتیبا زمنیا یلائم مع اختیارته الفنیة غایاته الجمالیة.
| ||
مراجع | ||
أ. العربية بوعزة، محمد. (2010م). تحليل النص السردي: تقنيات ومفاهيم. ط1. دمشق: الدار العربية للعلوم. تودوروف، تزفطان. (1992م). مقولات السرد الأدبي. ترجمة: حسين سحبان وفؤاد صفا. ط1. المغرب: اتحاد كتاب المغرب. جينيت، جيرار. (1997م). خطاب الحكاية: بحث في المنهج. ترجمة: محمد معتصم وآخرون. ط2. القاهرة: المجلس الأعلی للثقافة. سعداوي، أحمد. (2013م). فرانكشتاين في بغداد. ط1. بيروت: الجمل. عزام، محمد. (2003م). تحلیل الخطاب الروائي. ط2. دمشق: اتحاد الكتاب العرب. العید، یمنی. (1999م). تقنیات السرد الروائي في ضوء المنهج البنیوي. ط1. بیروت: دار الفارابي. وادي، طه. (1996م). الرواية السياسية. ط1. القاهرة: دار النشر للجامعات المصرية. ب. الفارسية بهراميان، زهرا؛ علويمقدم، مهیار. (1396ش). «كاربرد روايتشناسي نظریه زمان در روايت ژرار ژنت در رمان جاي خالي سلوچ». انجمن علمی نقد ادبی ایران: روايتشناسي. دوره 1. شماره 2. صص 25-1 تولان، مايكل جي. (1383ش). درآمدي نقادانه- زبانشناختي بر روايت. مترجم: ابوالفضل حري. چ1. تهران: بنياد سينمايي فارابي. جاهد، عباس ؛رضایی، لیلا. (1390ش). «بررسی تداوم زمان روایت در حكایتهای فرعی كلیله دمنه». دانشگاه شیراز: بوستان ادب. دوره3. شماره 3. صص48-27 لاج، دیوید وآخرون. (2019م). نظریههای رمان از رئالیسم تا پسامدرنیسم. ترجمة: پاینده، حسین. تهران: انتشارات نیلوفر. مارتين، والاس. (1383ش). نظريههای روايت. ترجمه: محمد شهبا. چ1. تهران: هرمس. Genette, Gerard .(1980). Narrative Discourse. An Essay in Method. trans. Jane E. Lewin, Cornell University Press, Ithaca New York. | ||
آمار تعداد مشاهده مقاله: 1,927 تعداد دریافت فایل اصل مقاله: 235 |