تعداد نشریات | 418 |
تعداد شمارهها | 10,002 |
تعداد مقالات | 83,589 |
تعداد مشاهده مقاله | 78,176,688 |
تعداد دریافت فایل اصل مقاله | 55,202,759 |
الواقعیة اللوكاشیة في أشعار هارون هاشم رشید | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
إضاءات نقدیة فی الأدبین العربی و الفارسی | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مقاله 4، دوره 13، شماره 50، شهریور 2023، صفحه 79-108 اصل مقاله (663.28 K) | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
نوع مقاله: علمی پژوهشی | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
نویسندگان | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
سکینه حسینی* 1؛ مجتبی عمرانی پور2؛ فیصل سیاحی3 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
1دکتوراه في اللغة العربیة وآدابها، جامعة طهران، بردیس فارابي، قم، إیران | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
2أستاذ مساعد في قسم اللغة العربیة وآدابها بجامعة طهران، بردیس فارابي، قم، إیران | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
3طالب دکتوراه في اللغة العربیة وآدابها بجامعة طهران، بردیس فارابي، قم، إیران | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
چکیده | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
یدرس علم اجتماع الأدب العلاقات الثنائیة بین المجتمع والعمل الأدبي كوثیقة اجتماعیة ترسم الوقائع التي تجرف المجتمع، وبما أن الواقعیة تمتاز كمذهب أشد التصاقا بالطبیعة وحیاة الإنسان والمجتمع، وأكثر اهتماما بحیثیات الواقع الاجتماعي وتفاعلاته وتطوراته كما تهتم بتصویر العلاقات الاجتماعیة تصویرا دقیقا، لذلك لفت هذا العلم انتباه جورج لوكاش، حیث نقده الأدبي كان مؤثرا بوضع أسس علم اجتماع الأدبي، ففي خضم نظريته النقدية ثلاث سمات: الواقعیة الحقیقیة، والنقدیة والشعبیة، لهذا تعالج هذه الدراسة أشعار هارون هاشم وفقاً للواقعیة اللوكاشیة متخذة نظریته الواقعیة المتجذرة عن الجدلیة الماركسیة مطیة ومنهجا لدراستها. ولأن شعره یمثّل نمطا من المعیش في المجتمع العربي لا یمكنه إلا أن یكون جزءاً منه، فهو سعی إلی ربط معاناته بواقع المعیش یؤثّر ویتأثر فیه وبه، تشیر نتائج البحث إلی أنّ الشاعر یقدّم رؤیته من خلال الواقع، ناقلا الحقائق التي لمسها عن كثب بمصداقیة تامة وصورة صادقة ومنتقدا التناقضات والتحديات الاجتماعية لبلاده بمنطق ووعي تام وفي أجزاء من قصائده یفضح سياسات الحكومات الاستعمارية وأنصارها وحكام العرب مشیرا إلی تدخّلاتهم في شؤون شعبه ودعمهم لإسرائیل، ویراهم السبب الأساسي في معاناة مجتمعه، وعلی بنیة السمة الشعبیة، صوّر مشاكل ومعاناة أبناء جلدته. كما یمكن القول إنّه لم یقف مكتوف الأیدي أمام أنین مأساة مجتمعه بل أنذر ونادی وبشّر ثمّ رسم طریق النضال كما ركز علی القضایا والأحداث التي ترتبط بالعامة وتجسّد تأثیر هذه القضایا علی معیشة شعبه، فالمتابع لقصائده یری أنّه یكون ملتزماً بقضایا تخدم شعبه. | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
کلیدواژهها | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
علم الاجتماع؛ الواقعیة؛ جورج لوكاش؛ هارون هاشم رشید؛ الشعر الفلسطیني | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
اصل مقاله | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
یُعدّ "كارل ماركس (Karl Marx)" من روّاد علم الاجتماع حدد موضوع هذا العلم «بدراسة المجتمع الإنساني، ككل تاریخي متغیّر، من خلال دراسة القوانین الاجتماعیة لتطور التكوینات الاجتماعیة الاقتصادیة.» (المعطي، 1981م: 69) لذلك نجد العلوم الاجتماعیة تهتم بدراسة نشاط الأفراد بوصفهم أعضاء في جماعة وجمیعها تشترك في هذا التعریف ولكنّها تختلف في زاویة اهتمامها، ووجهة نظر الباحث في كل منهما. والنصوص الأدبیة كمرآة للحیاة فهي كسائر الفنون تكون دالا غیر مباشر لمدلول یمشي علی مساحات المجتمع فهي تحمل بجوفها آثار المجتمع والجماعة ویؤكد هذا، الثوري والمفكر الروسي، المؤسس الحركة الديمقراطية الاجتماعية في روسيا "جورجي بليخانوف (Georgy Plekhanov)" (1856 - 1918م) «أنّ أول ما ینبغي للناقد أن یبحث عنه في العمل الأدبي هو المدلول الاجتماعي، ویری أنّ الأدب غنيّ بالمضمون الاجتماعي الذي یمكن الباحث من تحدید ما نسمیه "المعادل السوسیولوجي للظاهرة الأدبیة" فما یهم الناقد "بلیخانوف" في العملیة النقدیة هو المعادل السوسیولوجي الذي یفسّر ارتباط الأدب بالقضایا الاجتماعیة".» (الموسی، لاتا: 46-47) والواقعیة تمتاز كمذهب أدبي بأنها أشد التصاقا بالطبیعة وحیاة الإنسان، وأكثر اهتماما بحیثیات الواقع الاجتماعي وتفاعلاته وتطوراته وتهتم بتصویر العلاقات الاجتماعیة تصویرا دقیقا، لذلك «تطرح سوسیولوجیا الأدب علی بساط البحث عن العلاقات التي تقیمها الحیاة الأدبیة مع الحیاة الاجتماعیة.» (آرون وآخرون، 2013م: 9) فسوسیولوجیا الأدب تدرس الأشكال والوقائع الأدبیة والفنیة والجمالیة في ضوء المقاربة الاجتماعیة، فهي تركز علی مختلف اعلاقات التي تجمع بین الأدب والمجتمع ویعني هذا أنّ بیئة المبدع هي التي تحمل بالأدب وتولده «فالأدب مرآة تعكس أوضاع الكاتب السیاسیة والاجتماعیة وهذا الانعكاس قد یكون مباشراً أو یكون غیر مباشر.» (جمیل، 2019م: 74) وانطلاقا من الإیمان بالاتصال الوثیق بین السوسیولوجیا والأدب، یمكن القول: «إنّ الأدب مؤسسة اجتماعیة أداته اللغة، وما الأدیب إلا عضو في المجتمع، ومنغمس في وضع اجتماعي معین، فإنّ كثیراً من المسائل التي تطرحها الدراسة الأدبیة هي مسائل اجتماعیة بشكل كلّي أو ضمني.» (أبوشقراء، 2005م: 48) عرفت السوسیولوجیا (Sociology) علی أنّها مفهوم یرتبط بالدرسات الأدبیة شعرا كان أو نثراً، ویعالج واقعیة المجتمع والقضایا الاجتماعیة. لذا في الأدب نبحث عن العلاقات الاجتماعیة وأنماطها التي طرأت علی العمل الأدبي، فغرضها بناء العلاقة بین الأدب والمجتمع في صورة أفضل والقراءة السوسیولوجیة قراءة تربط مضامین الأدب بالمجتمع، في ترابطاته وعلاقاته المباشرة وغیر المباشرة والناقد المجري "جورج لوكاش (George Lucas)" في أعماله لم یقتصر على دراسة البعد الجدلي في النظرية الماركسية بل ساهم عبر كتابه «نظرية الرواية» في وضع أسس علم اجتماع الأدب الجدلي، كما أنه يعتبر أحد واضعي حجر الزاوية في علم الجمال الماركسي حیث كان یقول «إنّ الأدیب وهو یعكس الوضع الاجتماعي یقدّم لنا موقفه الفكري من هذا الوضع فهو ناقل وناقد ولیس ناقلا حرفیا فحسب، ولیس كما تعكس المرآة الأشیاء.» (ولید، 2009م: 38) فهو ینظر إلی الأدب علی أنّه ظاهرة تاریخیة اجتماعیة، لها جذورها الضاربة في أعماق كفاح الطبقات، ویحتم علی الناقد الأدبي أن «یفسّر حتمیة العلاقة بین المجتمع والفن، إنّه میز بین الواقع الحقیقي كما هو والواقع كما قد یكون مجسداً في الأدب والشكل الصحیح عندئذ كما یراه "لوكاش" هو الشكل الذي یعكس الواقع بأكثر الطرق موضوعیة.» (المصدر نفسه: 49-50) جلّ شعراء العرب كانوا یهتمون بالقضایا الاجتماعیة وما تعایشهم من صراعات اجتماعیة وسیاسیة ... إلخ فهم یلتزمون بهذه القضایا، كما سار علی هذا النهج الشاعر الفلسطیني هارون هاشم رشید[1] باعتباره شاعر عاش في بطن مجتمع یهدف إلی التطور نحو الأفضل فشارك مجتمعه في الأحداث والتطلعات التي جرت ونوی نحوها. فاستمد من بیئته المضامین التي تعكس الواقع، فشعره یخدم غایة اجتماعیة حتی صار صوتا له دوي تجلی في رسم الظلم السیاسي والاجتماعي الذي یعاني منه أبناء جلدته. صور شعوره في شعره الحالات الاجتماعیة لللاجئین وتشریدهم في مخیمات الذل والشقاء، ویری بأنّ هذه المأساة جرح للمجد العربي الذي لا یقبل الذل، كذلك أشار إلی مؤامرات الدول الاستعماریة والقوی الغربیة التي احتلت موطنه، فرسم جراح مجتمعه علی جدران الورق، وجسد الحیاة الاجتماعیة في نصّه وعكس سمات المجتمع الذي یعیش في كنفه معبرا عن قیم إنسانیة مثل العدالة والحریة ومحاربة الظلم، فالمجتمع الذي ینتمي إلیه هاشم دفعه لخلق ما نجده في شعره، لذلك ولأهمیة العناصر الاجتماعیة في الأدب تهدف هذه الورقة بدراسة الواقعیة في أشعار هارون هاشم رشید علی ضوء نظریة "جورج لوكاش" في علم الاجتماع كما ظهرت عیناتها في صورة اللاجئین والاستعمار والمناضلة الفلسطینیة ومكافحة الظلم وفقدان الحریة والعدالة الاجتماعیة ...وإلخ في شعره، وعناصر رسمت صورة عن المجتمع الذي فقد فیه الفرد حریّته وأمنه مع آماله وأمنیاته.
أسئلة البحث - كیف عكس هارون هاشم حقائق مجتمعه بناء علی سمة انتصار الواقعیة؟ - كيف استطاع الشاعر إبراز السمة الشعبية من خلال دواله؟
فرضیات البحث -يرسم الشاعر حقائق مجتمعه مثل حالة اللاجئين، والاستعمار والمناضلة الفلسطینیة وظلم العدو الصهیوني وفقدان الحریة بصدق وإخلاص فهو لا يتصرف حسب إرادته بل يترك مواقفه وأغراضه جانباً، ويصف الحقائق التي لمسها عن كثب. - إنّ الشاعر من خلال تأثّره بالبيئة الاجتماعية استطاع الوصول إلى عمق آلام الشعب، ودائما تحدّث عن أكبر المشاكل التي واجهها الشعب، ورغم كل الضغوطات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية استطاع إيقاظ الشعب بأغانيه الشعبية.
الخلفیة من الدراسات التي أنجزت حول الواقعیة وعلم الاجتماع وهارون هاشم رشید نشیر بتلخیص إلی: - "منهج الواقعیة في الإبداع الأدبي"، كتاب لصلاح فضل نشر عام 1980م، بدار المعارف، قدم فیه عرضا وافيا لمفهوم الواقعية ونشأتها حيث يعرض للمراحل الأولى والمبادئ النظرية التي اعتمدت عليها. فضلا عن مراحلها المختلفة، كما يتابع تاريخ الواقعية خارج فرنسا فيميز بين موقفين مختلفين في البواعث والنتائج، فسلط الضوء على الظروف والمناخات التي تزدهر فيها عادة بذور الواقعية مما يساعد بشكل فعال في آية محاولات جادة لاكتشاف أبعادها في المجتمعات الأخرى خاصة في العالم العربي الذي تم التلقيح الواقعي فيه بعد قرابة قرن كامل من نشأة المذهب في أوربا وإن كان بحثه عام وشمل قاطبة الأقطار العربیة ومیزنا بحثنا عنه بالتركیز علی شاعر واحد وبلد واحد مع مقتطفات ضمن شعره. -كتاب "دراسات في الواقعیة"، لجورج لوكاتش طبع عام 1985م، ترحمة نایف بلّوز، نوه المفكر الماركسي لوكاتش في هذا الأثر إلی دراسات وأبحاث عن الفلسفة الواقعیة، كما نجد نقده مؤثراً في مدرسة الواقعیة الأدبیة، منذ عصر النهضة ومرورا بفنكلمان (Winckelmann) حتى هيغل (Hegel)، كما نصت فصوله علی دراسات حول المثل الأعلی للإنسان المنسجم في علم الجمال البرجوازي والسیماء الفكریة للشخصیات الفنیة والصراع بین اللیبرالیة والدیمقرایية وفي الفصل الرابع عنونه بالمسألة تدور حول الواقعیة ودرس فیها الواقعیة ومبینا أسسها ومؤكدا علی أن التطور والمثل الأعلی الإغریقیة كانت تعود إلی واقع حقیقي أنجبها، وتطور بلاد الیونان في عصرها الذهبي یعود لأسباب وبنا اجتماعیة –سیاسیة،كما حثنا هذا المصدر في رصد الأحداث وتطور المدلول عند هارون في مجتمعه العربي. -كتاب "علم الاجتماع الأدبي"، لأنور عبدالحمید الموسی، نشر عام 2011م، وتطرق الكتاب إلى التعريف بعلم الإجتماع الأدبي وأثره في الأدب، بوصفه "ثمرة" تدخل علم الاجتماع بالأدب، ذات منهج سوسيولوجي في القراءة فضلاً عن التعرف إلى تاريخ هذا العلم وتطوره، وصولاً إلى الأزمنة الحديثة، مع أنه قسم الكتاب علی سبعة فصول مع دراسة أشهر الاتجاهات في الدراسات السوسيو-أدبية، ومتفرعات علم الاجتماع الأدبي؛ كعلم اجتماع الإبداع الأدبي، وعلم اجتماع اللسانيات وعلم اجتماع النشر الأدبي مما یختلف مع عملنا علی التركیز علی قضایا عامة وعملنا علی شخص خاص. -كتاب "اتجاهات نظریة في علم الاجتماع"، لـعبدالباسط عبدالمعطي، طبع عام 1981م، درس الكاتب في ستة فصول نظریة علم الاجتماع موضوعها ووظائفها والاتجاهات النظریة المعاصرة وكذلك أهم روّاد علم الاجتماع مع الاتجاهات المحافظة في علم الاجتماع المعاصر وملامح علم الاجتماع في الوطن العربي استطلاع انطباعي مما یعد هذا الكتاب مكملا للنظریة اللوكاشیة وفاتحا بعض الأفق نحو دراسات علم الاجتماع لكن ورقتنا أخذت تیار منه ومشت في إطاره عند شعر هارون. الدراسات التي عالجت شعر هارون هاشم رشید هي: -مقال "دراسة أسلوبیة في قصیدة وردة علی جبین القدس للشاعر الفلسطیني هارون هاشم رشید"، لـفائزة پسندي والآخرین، مجلة اللغة العربیة وآدابها، 1437ق. استهدف هذا البحث دراسه الظواهر الاسلوبیه البارزه فی القصیدة للوصول إلی تجلیه القصیده بكل دلالاتها وجمالیاتها وصورها واسالیبها الفنیه والتقنیه والبنائیه وأیضا دراسة الجوانب اللغویة والجمالیات الأدبیة بكل دلالاتها وصورها وأسالیبها الفنیة والتقنیة لإظهار الفكرة أو جمالیة التعبیر الكامنة. وأیدت هذا القول النتائج الدالة علی المستوی الدلالي والبلاغي والصوتي والتركیبي وإلخ، ومایمیزها عن عملنا هي دراسة ذات طابع غالب شكلي كي تلج في المضمون وورقتنا ذات طابع مشموني سوسیولوجي. - مقال "مثیرات التكرار الترنمي في شعر هارون هاشم رشید، دیوان وردة علی جبین القدس أنموذجا"، لـرسول بلاوي، فصلیة لسان مبین، 1396ش. التكرار الترنمي في هذا الدیوان یعكس لواعج الشاعر وهمومه الصادقة تجاه الشعب الفلسطیني، كما له مثیرات تتعاضد مع الدلالات التي یرید الشاعر التعبیر عنها. مما رست بعض النتائج علی أن أن التكرار فی هذا دیوان مغیراً للاتتباه وداعیاً للإهتمام وقد حقق تفاعلاً عاطفیاً وشعوریاً وإیقاعیاً مع المتلقی. كما لواعج الشاعر وهمومه الصادقة تجاه الشعب الفلسطینی المضطهد كما له مغیرات ترنمیة تتعاضد مع الدلالات التی یرید الشاعر التعبیر عنها. -ومقال "صورة اللاجئ الفلسطیني في شعر هارون هاشم رشید، دیوان مع الغرباء"، لنجیة فایز الحمود، مجلة جامعة القدس المفتوحة للأبحاث والدراسات، 2013م. تصوّر هذه الدراسة معاناة الاجئین وعذابهم النفسي ومأساتهم في المخیمات والكهوف ثم تحدثت عن الحالة الاجتماعیة للاجئین في شعره وعن إصراره علی العودة والمقاومة وكذالك بیّنت حنین الشاعر إلی وطنه. فهذه الدراسة لمحت لصور شتی دون التركیز علی إحداهما من المعانات واللأجئ الفسطیني فهي رسمت الملامح بصورة خاطفة مما أكد عملنا علیها من منظور علم الاجتماع وأثره علی الشاعر. - رسالة ماجستیر "الأبعاد الموضوعیة والفنیة في شعر هارون هاشم رشید" لـنساء بیاري، جامعة بیرزیت، 2006م. تشیر الدراسة إلی الأبعاد الموضوعیة لشعره منها: البعد الذاتي، والبعد الوطني، والبعد القومي، والبعد الإنساني والأبعاد الفنیة منها بناء القصیدة، ودراسة اللغة والصورة الشعریة والموسیقی الشعریة وهذه الدراسة تعد مسیرة متناسقة في بعض الجوانب في إشاراتها العامة لشعر هارون مع أن العمل المذي قمنا به مركزا بصورة خاصة علی الأبعاد السوسیولوجیة المؤثرة في الانتاج الأدبي لهارون. فبعد التصفح في الدراسات والمكتبات لم نجد ورقة تدرس الواقعیة في أشعار هارون هاشم رشید علی ضوء نظریة جورج لوكاش لأجل هذا تعد هذه الدراسة جدیدة.
الإطار النظري للبحث سیطر جورج لوكاش علی مجمل سوسیولوجیا الأدب في القرن العشرین لأنه ربط «عظمة الأدب بأداء مهمة تجاه المجتمع؛ حیث یؤكد أنّ الأدب العظیم بحق یكشف للإنسان عن الإمكانیات الكامنة في أعماقه والتي یمكنها أن تتحول من خلال أفعاله إلی واقع، كما یشیر إلی أهمیة احتفاظ الأدب بطابعه الجمالي.» (حسانین، 2019م: 103) فالأدب في أجناسه المتوعة یشكل إنتاجا رمزیا له معان فمن الضروري «الاستفادة من إمكانیات العلوم الاجتماعیة ومعطیاتها، لدراسة نصوصه وآثاره وتحلیلها ومعرفة جوانب مهمة في حیاة المجتمع الإنساني، ویتجلّی ذلك في اهتمامات لوكاش في بعض كتبه.» (الموسی، لاتا: 259) لأجل هذا يعد لوكاش من أبرز الواقعيين الذين يولون أهمية كبيرة للبحث عن العلاقات بين الأعمال الأدبية والقضايا الاجتماعية في العصور المختلفة. واقعیته تشتمل علی ثلاث خصائص بارزة هي: الواقعیة الحقیقیة أو انتصار الواقعیة والواقعیة النقدیة والشعبیة. الواقعیة الحقیقیة أو انتصار الواقعیة يرى لوكاش بأن مفهوم الواقعية هو عبارة عن حجم دائري ذات ثلاثة الأبعاد على نحو تام، ويتمتع بخصائص الحياة المستقلة والعلاقات الإنسانية فهذا النمط من الواقعية الذي يُعرف بالـــ"الواقعية الحقيقية"، فهو عبارة عن «واقعية تتمثل وظيفتها الرئيسة في الكشف الصريح عن كمال شخصية الإنسان. إنّ الواقعية الحقيقية والعظيمة، تُصوّر لنا الإنسان والمجتمع ككائن موحّد؛ ولا يختصر الأمر في ذلك على بيان بعض الخصائص المشتركة.» (گئورگ، 1373ش: 8-9) انتصار الواقعية هي إحدی السمات الّتي تفرّدت بها الواقعية عند لوكاش، فهي «بحدّ ذاتها قضية تتجذّر إلى خلق الفنّ الواقعي. إنّ هذا الموضوع، يَمسّ جوهر الواقعية الحقيقية: تعطّش المؤلّف العظيم إلى استيعاب الحقيقة وحرصه على فهم الواقع، أو كما يقول علماء الأخلاق: صدق المؤلّف وإخلاصه.» (المصدر نفسه: 13) وبما أن انتصار الواقعیة یمس جذور الإبداع الواقعي وهذا المفهوم یوضح معنی الواقعیة الحقیقیة إذا كان التطور الفني عند كتّاب واقعیین بمستوی نبوغ بلزاك (Balzac) یدخل في تناقض مع أحكامهم المسبقة العزیزة علیهم، أو حتی مع قناعاتهم المقدسة، فهم لن یترددوا لحظة في أبعاد الأحكام المسبقة والقناعات ووصف ما یرونه فعلاً، وهذه الصرامة بخصوص تصورهم الشخصي المباشر والذاتي للعالم هي أعمق الأخلاق الأدبیة لدی الواقعیین الكبار، والمناقضة جذریاً لهؤلاء الكتّاب الصغار الذین عملیاً ینجحون دوماً في وضع تصورهم للعالم في تصالح مع الواقع، أي في فرضه علی صورة الواقع المشوهة والمزیفة. وهذان القطبان في أخلاقیة الكاتب هما في علاقة وثیقة مع الثنائیة القائمة بین الإبداع الحقیقي والإبداع المزیف. (جورج، 1985م: 19) وبالتالي لا نكاد نجد كاتباً واقعياً يعمل على تحديد تكامل بطله كما يشاء، أي يتنحّى عن تصورّه الشخصي ومواقفه وأغراضه، ولا يعمل سوى إلى تصوير الواقع في إنتاجه الأدبي ويصف ما يراه حقّاً. الواقعیة النقدیة لوكاش هو أحد أبرز المنتقدين في مجال النقد الاجتماعي عبر التأريخ، أمّا أهميته فتكمن بشكل خاص في دراسته للعلاقات بين الأعمال الأدبية والقضايا الاجتماعية في ذلك الوقت وتعدّ الواقعية النقدية هي إحدی الخصائص التّي تتمتّع بها الواقعية عند جورج لوكاش لأنّه يرى بأنّ «العمل الواقعي يجب أن يُزيل الستار عن المفارقات والتناقضات الاجتماعية. ویكشف عن خبایا الأزمات والمشاكل الكبری التي تعصف بالمجتمع.» (شمیسا، 1385ش: 290-291) وواحدة من میزات الأدب النقدي أن یعبّر عن القضایا والأحداث علی مستوی أعلی ویدخل في عمق جذور الآلام وتصرفات الناس. الشعبیة "الشعبية"؛ هي السمة الأخرى للواقعية عند "لوكاش" وبناء على ذلك، یجب أن یكون الأدب یتداوله عامة الناس حتی یكون أدبا حقیقیا فلهذا یجب أن یكون في الأدب عینات تدفع الناس أن تتداوله ویشد علی ساعد الشاعر والمسرحي ألماني برتولت بريشت (Bertolt Brecht)، (1898 –1956م)، في مهمة التحفیز لدی الأدب «وبفضل مثل هذه المهمة، يجب أن يكون في الأدب ما يدفع الشعب إليه، لكن معنى أن يكون أثرك شعبياً يجذب النّاس، لا يعني مناقشة القضايا المختلفة بصورة غير مصقولة وبعيدة عن التنقيح والتأمّل الأدبي. شعبية الأدب الواقعي والعظيم؛ يجب أن يعتمد على التعبير عن القضايا الحقيقية على أعلى مستوى ممكن ويصل إلى أعمق جذور الألم والمشاعر والأفكار والأفعال لدى الإنسان.» (گئورگ، 1373ش: 263) فإضافة علی ذلك إنّه یحمل كبار الواقعیین مهمة الحدیث عن الشعب و قضایاه عن أكبر المشاكل المعاصرة حیاته حتی تكون «مغالاتهم وتفخیماتهم الأدبیة فهي دائماً متسمة بهموم الشعب وآلامه، ویحسون بعمق الآلام اللاحقة بكل طبقات الشعب، وهذه تحدّد موضوع ووجهة حبّهم وكراهیتهم، وعبر هذه المشاعر یتحدّد ما یدركونه في رؤیاهم الشعریة.» (جورج، 1985م: 21-22)
القسم التحلیلي الواقعیة الحقیقیة أو انتصار الواقعیة إنّ "هارون رشيد" هو الشاعر الّذي دفعته الظروف الاجتماعية في عصره إلى المشاركة الكبيرة في الأحداث الّتي مرّ بها شعبه ذلك الحين وهذا ما أشار إلیه لوكاش «يتبيّن لنا مدى واقعية الأديب بالنسبة إلى آراءه من خلال مستوى تطرّقه إلى الحياة الاجتماعية ومشاركته في النضالات القائمة في البيئة الاجتماعية، أو أنّ الأديب يعيش بين النّاس ويُناضل، أم يكتفي بالنظر مراقباً من بعيد؟.» (گئورگ، 1373ش: 14) إنّه ظلّ يعبّر وبصدق عن قضايا مجتمعه والأحداث المريرة الّتي كان يشهدها عن كثب؛ لأنّه عانى كثيراً من هذه المآسي والحوادث الأليمة الّتي لحقت ببلاده. الحالة الاجتماعیة لللاجئین إنّ قضیة اللاجئین في المنفی من أهم القضایا التي تطرق إلیها الشاعر، فقد رسم العذابات الحقیقیة والآلام والمأساة التي یعیشها اللاجئون: «یمرّ العام إثر العام/ فلا أملٌ ولا بشری/ ولا نجوی ولا سلوی/ سوی الآلام والشجن/ سوی الأحزان والمحن/ سوی صوت من الأقدار/ یهتف دائماً وطني.» (رشید، 1981م: 24) ینوه الشاعر علی أن اغتراب ونأي اللاجئين عن الوطن قد طال هذا البعد؛ فإنّ السنوات تمضي، الواحدة تلو الأخرى، لكن لم يتغيّر شيء، فإنّهم يُعانون من الآلام والشدائد. ولا شيء آخر سوى بعض الصرخات التي تُنادي بالوطن. فهذه الحالة لن یعبر عنها شاعرا إلا كان ملتزما بوطنه وأهله ولأن النظرة الاجتماعیة المتدفقة بین شرایین الأبیات تحیلنا نحو المنظار الاجتماعي مفسرة الواقعیة التي ترسم مشاهد اجتماعیة لحالات وسیكولوجیة الشخص الفلسطیني حینما یكون بعیدا عن منبت الزیتون وفي هذا الإطار نجد دبدبة الحنین والعاطفة التي تأخذ مشربها من الشارع الفلسطیني ویجسد ویلات وصرخات أطفال وطنه ویدمجها بصوت الوطن لأن الحالة الاجتماعیة التي كان یعیشها اللآجئ الفلطسطني كارثیة ومأساویة وانعكس صداها في صوت أشعار هارون. فإضافة على ما أصاب الشاعر من همّ التشرّد والنزوح، یجسّد تأثیر القضایا الاقتصادیة علی معیشة اللاجئین ویصوّر ظروفهم المأساوية في المجتمع ويقول: إنّ اللاجئ مثله مثل الطائر بجناج مكسور، لا يزال يبحث عن موطنه ويأمل كلّ الأمل كي يأخذ لقمة عيشه من أيادي المحسنين؛ ذلك النازح المشرّد الّذي تعرّض لضغط جرّاء الفقر والجوع والعجز:
صورة مأساة اللاجئین في المخیّمات احتلت حیّزاً كبیراً لدی شعراء بیت المقدس «وقد لانكون مبالغین إذا قلنا أنّ الأدب الفلسطیني كلّه برز كجزء من أدب اللجوء ولیس العكس، اتّضح ذلك في معظم المواضیع المطروقة من أدیب في الشتات، أو أغنیة خرجت من مخیّم أو مدینة في فلسطین، فكلّها تدور حول محور واحد، وهو البقاء وحلم البقاء في فلسطین، وبمعنی آخر الصمود والعودة.» (الحمود، 2013م: 40) إنّ هاشم رشید شاعر عاش معاناة اللاجئین وصوّر لحظاتهم في نصوصه الشعریة. مستغربا لفرحة في خیمة مظلمة، وقد خذله الاحتلال لكي یعیش بائسا، بقصیدة ذات مضمون اجتماعي حیث نجد صورة اللاجئین المأساویة تمثّل نموذجاً عالیا في طیاتها:
فهذه الصورة النابعة بأسلوب الاستفهام والبراءة ترسم آهات وزفیر مواطن أرغم علی الخروج من بیته ووطنه ودون شك شاعر كهاشم لاتفوته هذه الفرصة حتی یلتقطها لأنها تكررت عدة مرات في حیاته فهي صورة نابعة من لاشعوره ولاشعور كل فلسطیني مشرد وهذا ما أمر لا مناص منه المخیمات. یقدّم الشاعر قصیدة "أعید الفطر"، لأخوته اللاجئین الذین یطالعون العید بحسرة ولوعة ویرثي لحال هؤلاء الذین أجبروا علی ترك وطنهم. إنّ العیش في خیمة لا تمنع الحرّ والبرد یشیر إلی معاناة جسدیة یلاقیها اللاجئ وقد ذاق مرارة العیش في غربته لكنّه صامت یصبر علی هذه الآلام. إنّ الشاعر مغرق في قمة الحزن عندما یری ترحیل أهله عن أراضیهم ومسكنهم في الخیام السوداء التي تعبق بذلة والهوان. فلا الفقر والسقم والخیمة السوداء كظلمة القبر یمكن أن تنال من عزیمتهم. فالشاعر بموضعه هذا یلتزم بقضایا وطنه وما یعایشه من صراع اجتماعي لذلك نری شعوره وألمه المأساوي تجاه الفلسطینیین اللاجئین. ففي قصیدة "غرباء" تتجسّد مأساة اللاجئین (الغرباء):
حزن وحرمان اللآجيء من الوطن والحیاة الكریمة وحبّهم إلی أرضهم التي أصبحت مصدر الحلم بالعودة. في هذه القصيدة يكرّر الشاعر كلمة غرباء 24 مرة، فقد كرّر في بدایة كل بیت لفظة "غرباء" للدلالة علی فقدان الحریة والتشرّد بلا مأوی ولا وطن والمرارة التي یعانیها اللاجئ الفلسطیني بعیدا عن أرضه، فیأتي استخدام الشاعر لكلمة "غرباء" بطریقة تعمّق إحساسهم الحزین بالغربة الداخلیة وغربة الروح وغربة الرحیل عن الدیار وعدم القدرة علی الانسجام مع معطیات الواقع الحالي، فالنزوح عن الوطن تجربة تحمل في طیّاتها مرارة الفراق ولهفة المشتاق. فها هو اللاجئ الفلسطیني الذي یتحدث عن حیاة التشرد رافضا الوضع الذي أجبر علیه، فظاهرة التكرار في بدایة النص الشعري یعمّق آلام الغرباء وصرخاتهم التي یرددونها لیسمع الناس في أنحاء العالم عبر إیقاعات متوالیة. ما نجده في صرخته بدال "غرباء" یحیلینا إلی أن هذا الشاعر كم عان لفقدان وطنه وكم سمع هذا الصوت من قبل أبناء جلدته لأن الفرد الفسطیني یولد غریبا ویموت غریبا كما تؤید هذه الحالة الحالات المذكورة في الإعلان وسجلات كثیر من الشخوص فهذه الهمسهات والویلات أخذت مجراها في قصائد هارون دالة علی مشارمة الشاعر في حزن وغربة اللآجئین وبیان رسالة الشاعر في رسم ملاح صورة أهله الاجتماعیة.
الاستعمار یبدو أنّ المشكلة الكبری التي تواجه مجتمع الشاعر هي الاستعمار الذي دلّ علیه ببعض بنات شفاه لأن «یتناول كل كاتب واقعي حلاً للمشكلة الأساسیة بطریقة مختلفة، حسب عصره وشخصیته الفنیّة ولكن ثمة بینهم نقطة مشتركة: التجذّر في مشاكل عصرهم الكبری والتصویر القاسي لجوهر الواقع الحقیقي الذي یرونه في عصرهم.» (جورج، 1985م: 23) وهذه الصورة السیئة التي رسمها المتسعمِر في ذاكرة المستعمَر تجلت في طیات أوراق الكتاب ومنتوجات الشعراء فبرز المستعمر «في الشعر بوصفه مخرّباً لكلّ القیم الأصیلة في حیاة الناس، فقد سعی نحو هدم البناء الاجتماعي، ممثّلاً في ظلم الناس، وهدم البیوت وإلقاء الرعب في قلوب الناس عن طریق تهجیرهم. وكذلك برزت صورة المستعمر جلاداً وحارساً ووحشا. لأنّه عمد إلی أبشع الأسالیب من قتل وتعذیب وسجن ونفي وغیرها من الأعمال المشینة.» (الهواري، 2014م: 149-150) لقد انعكس هذا كلّه في شعر هارون هاشم رشید واستمرّ القتال بین الشعب الفلسطیني، إنّه یذكر في قصیدة "القصة" ما شاهده هو وأسرته من تدمیر وتخریب، فرغم مرور عشرین عاماً علی تلك الأحداث والمصائب المؤلمة إلّا أنّه یشعر وكأنّها حدثت بالأمس القریب:
یروي الشاعر قصّة أُمه التي ماتت شهیدة بید المستعمر البریطاني ویصف ملامحها وصفاً حزیناً مؤلماً، لأنّ ضابط الاستعمار سأل عن أبیه الذي حطّم المستعمر الجبار وهدم الغاصبین فترد الأم أنّه لا علم لها، فأمر الضابط بإطلاق النار ومشی من فوق أمه أمام طفل بائس فقیر. فالشاعر یشیر إلی الجریمة الإنسانیة التي ارتكبتها جنود الاستعمار الإنجلیزي بحق أسرته رغم وجود الفقر والآلام والرعب الذي كانت تعیش فیه أسرته، إنّ أُمه قد ناضلت نضالاً مریراً لمقاومة أخطار الاستعمار، وصمودها دلیل واضح علی رفض ممارسات الاستعمار الظالمة وشدة تعلّقها ببلادها، فهنا یتحدّث الشاعر صادقاً عن بطل زعزع قِلاع الاستعمار وهزّ أركانه. وفي منظار آخر لهذه المقطوعة نفكك شفرات النص وتنقلنا الأحداث إلی أن هذه الأم ما هي إلی موطنه بیت المقدس والأطفال كلهم أبناء فلسطین والقراءة للنص تحیلنا مرة أخری إلی اشمئزار هارون من المحتل خاصة البریطاني فناضل أهله علی أرض الواقع بأروحهم وفلذات قلبهم وناضل هارون بكلماته وبنات شفاهه علی القرطاس فهذا التناسق هو نوع من شد الید علی صوت الأنا. عندما وجه آرثر جيمس بلفور (1848- 1930م)، بتاريخ 2 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1917م، رسالته إلی اللورد ليونيل دي روتشيلد أحد أبرز أوجه المجتمع اليهودي البريطاني، وذلك لنقلها إلى الاتحاد الصهيوني لبريطانيا العُظمى وإيرلندا. نُشر نص الوعد (أو الإعلان) في الصحافة في 9 نوفمبر/تشرين الثانيّ عام 1917. إنّ إعلان وعد بالفور كان خطوة لتشجیع العنف الاستعماري ضد الشعب الفلسطیني، كانت بریطانیا قد منحت الصهیونیة حق إنشاء وطن قومي للیهود في فلسطین التي كانت منطقة عثمانية ذات أقليّة يهوديّة (حوالي 3-5%) من إجماليّ السكان. «یتآمرون علی فلسطین/ یتآمرون یساومون/ والخوف في انجلترا/ فمضوا یحیكون الدسائس/ في معاهدة لئیمة /لفنائنا ولقتلنا/ بالفور یا بلفور/ كل العرب لن ینسوا أساك/ یا بئس ما ألقی لسانك/ بئس ما خطت یداك.» (رشید، 1981م: 299-300) كان لهذا الوعد آثار طويلة الأمد كثيرة، فقد زاد هذا الوعد من الدعم الشعبيّ للصهيونيّة في أوساط المجتمعات اليهوديّة في أنحاء العالم، وقاد إلى قيام فلسطين الانتدابية، وهو المصطلح الذي يشير حالياً إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية. ونتيجة لذلك، فقد تسبَّب هذا الوعد بقيام الصراع العربي الإسرائيلي، الذي يُشار إليه غالباً بأكثر صراعات العالم تعقيداً. ولا يزال الجدال فيما يخصّ الوعد قائماً في كثير من النواحي، مهما یكن فهذا الوعد قد طمست هویة الإنسان العربي، ولم یترك له مجال سوی التشرد وأبدع هاشم حینما هجي آرثر بلفور دالا علی واقعیة الشاعر المستمدة من بطن المجتمع وألمه الذي یعیش معه. فالشاعر ابن البیئة وما یراه یرسمه بكلماته لأنه یحفز عاطفته ویهز وجدانه وإضافة إلی هذا نجد الاستعمار له أیادي كثیرة في مستعمراته وفلسطین هارون لن تستثنی من هذه الحالة فمن منظار علم النفس وعلم الاجتماع لن یتخلی شخص سالم عن وطنه أو لاتأثر بسایكولوجیته الأحداث في بلاده وكیف یكون إذا كان البلد فلسطین والشاعر هارون.
النضال الفلسطیني البطولة تستلهم من النضال وهي ذات أبعاد شتی تتجلی في تمییز البطل علی ساحة المجتمع والشاعر بصفته یخلق بطله إما بخیاله وإما یأخذه من المجتمع الذي یعیش فیه لأنهم «یستوحون قیم المجتمع ومثله العلیا وهم یحاولون تقریب صورته من صورة الإنسان النموذج التي تعدّ المثل الأعلی في ذلك المجتمع.» (الرقب، 1984م: 94) إنّ المرأة في شعر الشاعر تصویر لبطولات المناضلات وكذلك تصویر لجماعة المجاهدین الذین سعوا إلی كفاح الأعداء ووقفوا في وجههم، فالشاعر في قصیدة "یا أنت یا سمر" یخاطب سمر العلمي، لبنانية الفلسطينية التي تخرجت بدرجة البكالوريوس في الهندسة الكيميائية من جامعة كوليدج لندن وماجستير من إمبريال كوليدج بقیت خلف قضبان السجون البريطانية بعد حكم عليهم بالسجن لمدة عشرين عاما، بتهمة المساعدة في تفجير السفارة الإسرائيلية في لندن عام 1994م، وهي التهمة التي فشل الإدعاء العام في إثباتها، كما حرم المتهمين من حقهما الشرعي للدفاع عن أنفسهما، بالإضافة إلی رفض الاستئناف الذي تقدما به، فیدعوها بالصبر ومواجهة الصعاب بكل طاقة ویمجّد صمودها ومقاومتها الأبي أمام البطش: «فأنتِ في صُمودكِ الأبي،/ عبرة العبرْ/ وأنتِ والأسرةُ في عیوننا/ وفي قلوبنا، مدی العمرْ/.فالانتفاضةُ التي من أجلها/ آثرتِ موقفَ الصُّمودِ والخطرْ/ تبقی أعز ما أبدعَ شعبُنا/ تجمّلي بالصبر، كم شعبكِ/ في عذابه صبرْ/ ماذا أقولُ یا سمرْ!!/ قصّر الكلامُ واعتذرْ.» (رشید، 1998م: 77-79) تملك السجینة لهذه المرحلة القاسیة من معنویات تستضيء بها طریقها ومستقبلها، وهي روح الصمود والنضال لأنّها تتحسّس في هدیها أهدافها وآمالها. إنّ أسماء مناضلات مثل "سمر" رمز للنساء الفلسطینیات یصبرن من أجل تحریر الأرض، فالشاعر یتغنّی بصمودها لأنّها استطاعت أن تقف في وجه الأعداء علی الرغم من المعاناة التي واجهتها في السجن، وهذه في فلسطین لن تعد ظاهرة جدیدة لأن التاریخ الفسطیني مليء من هذه الماجدات التي ناضلن العدو وساعدن الأنا وأن حتی یومنا هذا لن تتحرر فلسطین من الاحتلال لکن الذاکرة العالمیة والتاریخیة لن تنساها وأثر هذا نجده تجلی في أشعار هارون. إنّ مشاكل المرأة الفلسطینیة ومآسیها صورة واقعیة تلمسها العواطف والأفكار، وحبّ الأرض صورة ترسم ملامح جدیدة للبطولة والتضحیة. في هذه الأبيات، يشير الشاعر إلى النساء اللواتي كن دائما داعمات لأزواجهن في ساحة المعركة. النساء اللواتي حملن عبء تضحيات الجهاد، إضافة لدورها الداعم للرجال، تفتخر دائمًا باستشهادهم في طريق كرامة الوطن. وتقول لأطفالهنّ إنّ والدك ضحى بنفسه من أجل الوطن الذي سعى الذئاب الشّرد إلى تدميره. وتقول إنّ الاستشهاد هو الهدف الأسمى لمحبي الوطن، لذا افتخر بأب سیخلد إلى الأبد:
تبقی المرأة الفلسطینیة محور الصورة لما لها من دور وفاعلیة علی طریق النضال ومواجهة الأعداء إلی جانب زوجها. وصورة الشهید یمثّل قمة العطاء والفداء والبطولة في مجتمع الشاعر، فهو یفنی لكي یصون حیاة المجتمع من الفناء. والمرأة تعود إلی معنی الفناء والعطاء في سبیل إشراقة العیش وبزوغ فجر منیر. ونجد بأنّها برزت أفكارها واهتمامها بقضایا مجتمعها حثاً وتفاعلاً والاضطلاع بدورها الرسالي في المیدان الاجتماعي، فهي تغوص في صمیم أحداث وطنها وتكون صادقة مع ولدها كل الصدق في التعبیر عن آلام المجتمع دون أن یدفعها أحد إلی كذلك. وتؤمن بالمستقبل كل الإیمان وواثقة بأنّ شهادته تعني الخلود والخلاص، شعره في مجموعته ینبع من معطیات الحیاة الیومیة ومن الواقع المعاش، حیث نراه یقول إنّ ابنة الشهید ذات یوم وقفت أمامي تبثّ أحزانها:
نری في هذه القصیدة أحزان ابنة شهید فقدت أباها، وهي تعبّر عن الواقع الذي تعیش فیه وكذلك نری التزامها بأرضها وحرصها علیها وحنینها إلیها. إنّ تحمل فقدان الأب وكذلك تحمل أحزان كثیرة من جانبها، ممّا یوصلنا إلی حبّها الشدید تجاه وطنها. فرغم السیئات التي لحقت بها في الحیاة الاجتماعیة إلا أنّها تعتزّ بأب فدی نفسه من أجل وطنه المسلوب وكیف لا یصور هذه الصورة شاعرا اجتماعیا واقعیا كهاشم. ففي النضال الفسطیني یمکن أن نقول أن الشاعر لا إرادیا أن شاء أو أبی تأثر من الحالة ویمکن القول أن الحالة هي التي کتب النص وتنویها لما أشار إلیه لوکاتش أن النص یولد من خضام المجتمع وأن الینی التحتیة هي التي تتنج.
مكافحة الظلم یصوّر الشاعر في قصیدة "رسالة الشهید" هموم شعبه تصویراً صادقاً، معبّراً عن هذه المشاكل بأفكار واقعیة، ففي هذه القصیدة یشیر إلی قسم من العذاب الذي واجهه شعبه، السلاسل والسیوط شعار العدو الصهیوني الذي أجبرهم علی ترك وطنهم، فیشیر إلی جرائمهم وتصرفاتهم:
واجه الفلسطینیون في مدینة غزة كما في القطاع كلّه مشاكل عدیدة والمقاومة الفلسطینیة في غزة أعلنت منذ أیام وقوفها أمام الأعداء. نجد الشاعر یکرر دال "عشرون" عدة مرات مما یأخذنا إلی سویدات قلبه ونجد الآهات والحزن والکمد ینتشر في التکرار وبعد ها یوضح لنا صورة الجلاد فهو یرسم لنا رحلاته التي بسسب ظلم الکیان الصهیوني علی أجنحة الکلمات والحالة الاجتماعیة البائسة التي عاشها الشاعر وأبناء جلدته توضح من خلال الدوال وهي "أظهر من الشمس"، کما یری بأنّ المقاومة ستحافظ علی قوّتها في مواجهة أي عدوان وبما أنّ هذه المدینة خلعت الطغاة من الوطن، ولم تهدأ ولم تعتمد علی أي ظالم، إنّ الشاعر یستحضر التاریخ في شعره حین انتصرت مدینته علی الظالمین، فماضي هذه المدینة یكشف عن هذه التجارب، المدینة التي طردت جیوش الصلیبیین وغلبتهم وتخلّصت من هذا الجیش العظیم الصاخب، فیقول الشاعر في قصیدة "عودة الغائب":
یوظّف شخصیّة تاریخیة كــ "هولاكو" تصویراً لشدة ظلم واستبداد الأعداء وعذابهم، لأن هذه الشخصیة في الشعر العربي قناع التوحّش والدمار یستدعیها الشاعر من طیّات التاریخ لیرسم شدة الظلم والرعب والوحشة، فهذه المدینة من الماضي إلى الحاضر وقفت في مواجهة الظالمین وأظهرت لهم غضبها وسخطها، فیرفع الشاعر صوته في وجه الغزاة ویعتبر محاربة الظلم شعاره الدائم لأن واقع الحال ینتشر في أنحاء القصیدة ویرمز لشدة المأساة لأن تصویر الواقع إحدی طرق النضال.
الحریة الحرية تشمل التخلّص من العبودية سواءً للذات أم الجماعة ولكل منظر رأي فیها ولوكاش «یری الواقعییون أنّ الطریق الملموس المؤدي إلی حل مشكلة الأدیب لا یمكن ایجاده إلا بمحبة الشعب وبكراهیة أعدائه وبنشر الحقیقة وفي نفس الوقت بالإیمان الراسخ في تقدّم وانتصار الأمة علی الأعداء.»(جورج، 1985م: 24). يصوّر مدى إيمانه العميق بالنسبة إلى مستقبل أرضه، مُشيراً إلى القهر ...
وإن سیطر ظلال العذاب والاحتلال وقهره علی شعره وابتعد الناس عن طموحاتهم لكن نجد عنده الإیمان بالمستقبل ونری رغبته في الثورة من أجل الحریة والوطن العزیز، یعدّ "الفجر" هنا علامة رمزیة للحریة والانتصار في المستقبل القریب. فهو یناشد نزار قباني حینما عبر علی أن القضیة الفلسطینیة وحریة بیا المقدس في قصیدة "أرید بندقیة" تعبر من فوهة بندقیة لأن الکیان الصهیوني الغاشم والمحتل لایرید بدائل وطرق سلام أخری لتسویة القضیة فهو یرید محو الآخر وسیطرة الأنا من خلال الدبابات والقوات العسکریة المدعومة من قبل بعض الجهات المعنیة، وفي الأبیات التالية يعتبر الشاعر "الانتفاضة" إحدى طرق تحرير أرضه ویساهم في تأیید حركة تحریریة لاستعادة أرضه الطیبة ونشر أنوار الصباح:
یدعو مواطنیه إلی العمل من أجل إعادة فلسطین العربیّة وأمانیها ویقول من دافع عن وطنه ینصره الله تعالی، لیست هذه الأبیات الشعریّة هي وحدها التي تزخر بالأمل ویظهر فیها التفاؤل، بل نری في الكثیر من أشعاره التفاؤل الذي یبعث في نفوس الشعب روح الكفاح والانتفاضة للدفاع عن فلسطین الجریحة التي احتملت من معاناة ما لم تحتملها من قبل أمة فیحثّ المناضلین علی الاستمرار في طریق الانتفاضة من أجل تحریر الأرض.
الواقعیة النقدیة يعكس الشاعر مشاكل وأزمات أرضه، ويقوم بمهمته من خلال انتقاد الظروف غير المواتية لأرضه، فینتقد في هذا القسم سياسات الدول الاستعمارية وحكام العرب، مصرحا بانعدام العدالة الاجتماعية.
نقد سياسات الدول الاستعمارية وداعميها یخاطب في قصیدة "رسالة مفتوحة" القاضي البریطاني "باتریك جارلاند" الذي أصدر حكمه علی "سمر العلمی" و"جواد البطمة" بالسجن عشرین عاماً، فیروي فیها مآسي الاستعمار وما فعله بحق شعبه: «یا سیدي..،/ ...إنّ في بریطانیا،/ لها الجلالهْ..!/ وهي التي، قد أصدرتْ،/ أحكامهَا،/ وأملتْ الرسالهْ أسأل:/ في أي شرائع الدنیا،/ یُسلبُ وطنٌ بأسره/ ...في أي شرع،/ یأكل الأغرابُ زادَهم، وخیرهمْ،/ وهم یجوعون، ویمرضون؟/...ماذا جَنی جوادُ؟/ ومالذي جَنَتْ سَمَر؟ً!/ عشرون عاماً، /كیف..؟؟/ من أینَ انتزعتَ الحُكمَ؟.» (المصدر نفسه: 81-83) إنّ الشاعر ینتقد جنود الاستعمار لأنهم لم یكتفوا بهدم خیرات وتطلعات هذا الشعب بل تركوا لهم المرض والجوع وسلبوا وطن الفلسطینیین بأسره، حیث شرّدوا الآلاف من أبناء هذا الشعب في كل مكان، بعدما طردوهم من بیوتهم، وغلبوا علی أموالهم وسلبوا خیرات الشعب بالظلم، هذه الأعمال هي التي مارسها الاستعمار البریطاني تجاه الفلسطینیین وقد تأثّرت في وجدان الشعب تأثیراً كبیرا وأصبحت جزءاً من عذاب مقیم وحیاة مأساویة یعیشها الشعب الفلسطیني. إنّ هذه الأسئلة التي یطرحها الشاعر تدلّ علی صحة مواقفه وافكاره حول أعدائه خاصة الاستعمار البریطاني فهذه الأبیات تبرز أهم مظاهر الالتزام الاجتماعي حیث یبیّن لنا هاشم رشید أنّ أبناء شعبه هم یجوعون ویمرضون وهم في السجون لعدّة سنوات، فیرفع صوته من أجل النداء علی الحرمان والظلم الذي یعیش فیه مواطنوه لأنه من الذین ذاقوا مرارة هذه النكبة، وشاهد تشرید وتقتیل أبناء فلسطین المنكوبة فیروي حكایة الأیتام وحكایة الذین ثكلتهم هذه النكبة مخاطبا المستعمر: «وأنتمو، أمامنا، وخلفنا،/ وفوقنا، تُحاصروننا بالموت والخطر/...یا سیدي القاضي هل سألوا ماذا تُری قد فعلتْ/ بنا بریطانیا. والانتدابْ/ فدَمَّروا حیاتَنا، وعَمَّمُوا الخرابْ/ أیها السیدُ/ أما شعرتَ لحظة/ بعقدة الذَنب؟/ أما تذكرت للحظةٍ/ حكایةً للثّاكلاتِ والأیتامْ؟/ أما رأیتَ طفلةً، كما الصبیّة/ التي حاكمتَ، لا دارٌ، ولا أهلٌ/ ولاهویّةٌ، ولا أحلام؟.» (المصدر نفسه: 84-85) یحاول هاشم أن یثبت هویة أبناء شعبه ویؤكد وجودهم تحت غبار هذه النكبة، إنّه لا یغمض عینیه علی قسوة الاستعمار بل یتوجّع لهذه الكارثة وینسج شعره من أحزان الجائعین والیتامی وصرخات الثكالی فهو التزم بقضیة وطنه بشعره الذي یشیر إلی معاناة الفلسطینیین الذین شردوا من بیوتهم، كما یشیر إلی عذابهم والدمار الذي عاشوه مع ألم منزف. رغما من علی المشاكل التي لقیها الشعب جرّاء أطماع الاستعمار إلّا أنّ الشاعر حاول أن یقف أمام هذه المصائب وینقدها بنفسیّة أقوی، رافضاً جرائم الاستعمار الذي سلب ونهب أرضه، فجاءت لغته الشعریّة في هذه الأبیات رافضة للتخاذل والواقع المریر فاضافة لذلك، التیتم قضیّة إنسانیة اجتماعیة وهي أكثر معاناة یعیشها الأطفال، فهو مثیر للرأفة، فالشعور الإنساني والاجتماعي یجبره أن یکون داله عالمیا، فتكرار "نا" في (أمامنا، خلفنا، فوقنا، تحاصروننا، حیاتنا) یرید أن یوجه رسالة إنسانیة عامة علی أنّ هذه المشاكل والمأساة للشعب الفلسطیني كلّه. لأنّ هذا الشعب قد ذاق من جرّاء مؤتمرات الإنجلیز العذابات التي لا تعد ولا تحصی في قصیدة "حیفا" یصرخ هاشم:
هذا الشعور المتأرجح في ضمیر الشاعر علی ما أصاب بیت المقدس من جرائم واحتلال غاشم یولد «عند الشعب ردة فعل طبیعیة للوقوف في وجه المستعمر، شعور النخوة والشهامة، والعزة للدفاع عن الوطن واسترداده ولا غرابة أن یتفاعل الشعراء مع هذین الشعورین فیصوّروا الحزن والألم والحقد، فتقطر الأشعار شجناً ولوعة.» (الحمود، 2013م: 34) یری هاشم بأنّ الإنجلیز من أصحاب الخدعة ویقول لولا خداعه ما عاث الأعداء في بلادنا، لقد منحنا الغرب المصیبة والدمار بخطواته، إنّ الغرب مستعمر فاسد له مرتزقة في كل مكان، وهذا الموقف یحیلنا لما ذكره حافظ إبراهیم مخاطبا سعد زغلول وعندما نجی من محاولة اغتیال فاشلة مستعمرة.
فالشاعر يعتبر الغرب شريكاً في المؤامرة الاستعمارية للصهاينة ويعتبر أنّ الإنجلیز، السبب الرئيسي لمأساة فلسطين ومتاعبها كما كانت نفس الخطة مطروحة عند أبناء النیل، فأسلوب شرط "لولا خداع الإنجلیز..." تعبیر عن مدی ظلم ومؤامرة ارتكب الإنجلیز بحق الشعب الفلسطیني، هكذا یظهر الشاعر نظرته النقدیة تجاه تصرّفات الدول الاستعماریة وأنصارهم وما فعلوا بحق الشعب الفلسطیني المناضل.
حكام وقادة العرب كانت الدول العربية بعض الأحیان متماشية مع سياسات الدول المستعمرة الغربية بالنسبة إلى قضية "فلسطين"؛ فكان لهذه الدول، دور كبير في ضیاع هذه الأرض والمشاكل الّتي تُعاني منها أرض فلسطين؛ رغم أنهم تظاهروا بعضهم بدعم الشعب الفلسطيني فرشید هاشم يُبدي صرخته في مواجهة حكام العرب وقاداتها ويعبر عن غضبه وكراهيته؛ مظهرا أنّ نزاعهم ودعمهم ليس من أجل تحرير فلسطين من أيدي العدو، بل بسبب مصالحهم فینتقد الحكام:«أ لأجلنا تقاتلون؟/ لأجلنا هذا النزاع؟/ أ لأجلنا هذا التسابق/ في التسلح والصراع/ أ لأجلنا دوی النداء؟/ یدعو لأنقاذ الضحایا/ اللاجئین من الضیاع/ أ لأجلنا تنهال دولاراتكم؟/ دون انقطاع/ كیما یصفّی أمرنا/ ویقال قد فُضّ النزاع.» (رشید، 1981م: 339) هناك تناقض في سلوك هؤلاء الحكام، رغم أنهم يتظاهرون بإنقاذ الضحايا واللاجئين من الدمار، لكنهم في الداخل يسعون إلى تسليح أنفسهم وتأمين مصالحهم، فمن ناحية قادة العرب قلقون بالنسبة إلى الأمن في بلادهم، ومن ناحية أخرى، إنّ سلوكهم وسياساتهم الحيادية تُعرّض أمن الأراضي الفلسطينية للخطر؛ وبالتالي يُمكن أن يكون هذا التناقض علامة على زيّف إدّعاءاتهم، في أبسط مقاربة، إنّها حقيقة لا يُمكن إنكارها في مجتمع الشاعر فمن هذا المنطلق، هذا السلوك والتفاعل لن يثمر أي فائدة سوى الرئاء والتظاهر؛ لذا يُشير هاشم إلى هذه المفارقة القائمة بين سلوكهم وآرائهم وينتقدهم نقداً لاذعا، ویوجه رسالته التي تنص عن ما یجول في خاطره والمجتمع الذي عایشه وتعایش معه وعاش في بطنه أرغمه أن یرسل رسالته إلی رأس هرم القدرة ویتقبل ما یصیبه لأن حاله أصبح کحال غریق "والغریق یتشبث بکل حشیش". كما في قصیدة "الجثمان الحائر" یصوّر الشاعر موقفه الإنساني والسیاسي عندما یقول لماذا بعض الحكام والأنظمة العربیة تمنع وصول جثمان الشهداء إلی الأوطان، فكیف لحاكم عربي أن یمنع جثة شهید من أن تدفن في أرض عربیة للتخلّص من بلاد الغربة کما حدث مع جثمان الشهيد، يقول الشاعر: «یا عبدالمحسن جُثمانك/ في أبواب الدول العربیة/. هذا الجثمان الطاهر طوّاف في أبواب الدول العربیة/ حائر من یفتحُ قبراً/ للعائد/ من أقصی الدنیا/ للفارس/ عبدالمحسنِ من یمنحُ هذا الثائر/ شبرا من یمنحه قبراً من یمنحه الأمرا من بالعائد أحری/ من یا أمتنا الكبری؟!.» (رشید، 1998م: 23-25) على الرغم من أنّ هذا النوع من السلوك تجاه الفلسطينيين مخالف للقانون والقيم، إلا أنه أمر وقع لدى المنظمات العربية وحكامها واضعا الشاعر علامة استفهام كبیرة في ذهن المتلقي قائلا كیف یستطیع حاكم أن ینكر وطنیّة هذا الثائر المناضل، وهو ینتمي إلی أرض جاهد واستشهد في سبیلها وفي سبیل تحریرها فهو یرفض سیاساتهم وتصرّفاتهم الظالمة تجاه الشعب الفلسطیني وينتقد الحكام الذين تجاهلوا دور الأمة الفلسطينية، ويوماً بعد يوم يقتربون من عدو هؤلاء الناس فتكون تیجانهم بلا روؤس كما وقع حالیا.
العدالة الاجتماعیة شخصیة البطل عادة ممزوجة بعبق العدل والانصاف كي یترنم بها الناس في سمرهم ویكتبونها عنوالا علی قائمة أعمالهم «وهذه الفضیلة من القیم التي جاء بها الإسلام وحثّ علیها. كذلك فإنّ المتتبع للتاریخ الإسلامي، لابدّ أن یلحظ أنّ شخصیّة القائد في المجتمع الإسلامي، لم تنسلخ یوماً عن شخصیة الإنسان العادل.» (الرقب، 1984م: 105) فهارون هاشم یری مجتمعه ملأ ظلماً وجوراً فیهتف بتشییع جثمان العدالة الاجتماعیة ومحزونا متألما سائلا جنود الاحتلال سبب حرمان شعبه من العدالة الاجتماعية، بلغة قاسية ناقدة حاقدة: هل من العدل أن نحني رؤوسنا أمام الغاصبین ونقصّر عن مواقفنا؟ هل من العدل أن يموت أطفالنا من الجوع؟ والظلام يحيط بنا؟
المحتلّ الصهیوني یتعرض للشعب الفلسطیني بشتی حالات التمییز، اجتماعیاً وسیاسیاً و...إلخ فالشاعر واع بهذه الجرائم، فاستطاع ببنات شفاه نقد هذه المظالم تجاه أمته. المتحسس بالحریّة في شعر هاشم رشید «یجده ركز في تعبیره وألفاظه علی الحریة بكلّ أبعادها، والحریة التي كانت تهمّ هاشم رشید هي حریة الكلمة، وحریة الحیاة علی أرض الأجداد المسلوبة، وحریّة أن یكون إنساناً كما یرید هو لا كما یریده الآخرون.» (بیاري، 2006م: 101) تبرز في قصیدة "عیني علی السُجناء" صورة الإنسان السجین فرغم النیران والقید والذل وفقدان السلام والعدل، بقي یأمل بالصباح الحر وبالفجر المنیر فتكون صرخة التفاؤل الثوري أقوی من النیران والقیود والاختناق وعتمة السجن:
من أسس العدالة الاجتماعية الحرية الشاملة التي حرم منها الشاعر مع شعبه لكن عدوه یفسرها علی أساس العدل، فإنّ هذا دال " هو ردّ فعل حاسم لقضية السجن ولسبب الظلم في المجتمع الفلسطيني. إنّ (السجن، القید، الذل، المخنوقة، النار، النیر) قسم من المأساة والحاضر المؤلم الذي یعیش فیه أبناء شعبه، نجد جلّ مطالع قصائد الشاعر تمتاز بالمعاناة التي یعیشونها من سجن و... إلخ، أمّا في نهایتها یختمها الشاعر بالأمل والحیاة ویرفض أن یكون الیأس والقنوط عنواناً له وكأنه راوي رومانسي یتطلع للصبح القریب. فهذا القنوط في البدایة والأمل في النهایة دالا علی أن الحق شاهرا وظاهرا وأن تأخر لکنه منتسرا في النهایة، لکن الحالة الاجتماعیة الحالیة هي حالة قنوط ویأس وفقدان أي قیم یدعي بها الإنسان الحاضر والمتحضر في المجامع الأنسانیة أو الغربیة وفي النهایة هي التي طغت علی أشعار هاشم وعبرت عن فقدان حالة اجتماعیة للمواطن الفلسطیني.
الشعبیة نظرة خاطفة تكفي لكل كیس في قصائد هاشم رشید، لا تدع له أي مجال للشك علی أنه شاعر ذات اهتمامات اجتماعية عميقة، وشاعر ينبض قلبه للناس فشعره مرآة تعكس صورة المجتمع بكل أبعادها الاجتماعیة والثقافیة والسیاسیة لأن الجبهة الشعبیة تعني «الكفاح في سبیل الشعبیة الحقیقیة والترابط المتعدد الجوانب مع كل حیاة الشعب، تعني ایجاد توجیهات وشعارات تحرك المیول التقدمیة في حیاة الشعب. إنّ الصلة الحیة بحیاة الشعب والتطور اللاحق التقدمي لتجارب الحیاة الخاصة هذان هما بذات الرسالة الاجتماعیة الكبری للأدب.» (جورج، 1985م: 156-157) عاش الشاعر في مجتمع لابسته ظروف سیاسیة استعماریة ووقف ینشد عن هذه الظروف، فكان أدبه في خدمة الشعب والإنسانیة ویتحدّث عن آلآم الحرمان ویدعو إلی الإصلاح الاجتماعي فهو دائما یقف ضد الاحتلال والحرب والاستعمار واحتقار المرأة والطغاة المستبدین حتی أصبح الشاعر مسؤولاً عن طرح قضایا شعبه مع المساهمة في حلّها وفي تغییر الواقع نحو الأفضل، فيصل هارون إلى أعمق جذور آلام الشعب، ويتحدّث عن أكبر مشاكلهم عاكسا القضايا الأصلية للمجتمع رغم كل الضغوطات السياسية استطاع إيقاظ الشعب بأغانيه الشعبية حول الفوضى الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي لعبت بمعراج النبي والقبلة الأولی. من أهم عناصر الشعر الشعبي الاهتمام بالقضايا السياسية والانتقاد من وجود الأجانب، لأنّ قرار المحتلين يؤثر في حياة الشعب، وهنا هاشم رشيد وهو يؤكد على مفهوم الاحتلال يرسم الحرية المسلوبة لشعبه، إنّه یشیر إلی حیاة الشعب قبل الاحتلال وبعده: «كنّا في العالَمِ/ طُلقاءَ/ كنّا أحیاءَ/ كنّا نأكلُ/ ونشربُ/ نرتادُ/ أي مكانٍ/.والیوم هنا/ نتقلّبُ/ في الأصفادِ/ لا بابَ/ یفتحُ/ في أوجهنا/ لا أسعادَ.»(رشید، 1981م: 530). فمن هذا المفهوم یظهر كیف الشاعر یهتم بشعبه ویشاركه بكل شئ. ویتطرق من خلال هذه الأبیات إلی زمان کان المواطن العربي الفلسطیني یتنعم بالحریة والمکانة الإنسانیة التي فقدها حالیا فهو یرسم صورتین ماضیة وحالیة تعبر القدیمة علی حال أفضل وتحسب ضمن النوستولوجیا التي یتمناها الشخص والحاضرة صورة سلبیة دامغة أي أمل یتلذذ به الشخص في هذه الظروف المأساویة. ومن العناصر الأخرى التي جعلت الشعراء الشعبيين یشكون هو فقر النازحين واللاجئين، الفقر الذي هو نتاج الاضطراب السياسي والاقتصادي:
فصورة النازح المرسومة علی جبین قصائده تدل علی مشاركة هارون هاشم في أتراح شعبه فهو یدخل في جزیئیات سیكولوجیة الشخوص مشاركا هموهم وشاعرا بما یكوي أفندتهم فهذه التعابیر ترسم أبهی صورة تشیر علی مفهوم الشعبیة اللوكاشیة المقصودة وتارة أخری يصوّر الشاعر العديد من جوانب حياة الناس في قصائده، فإنّ الاهتمام بوجود المرأة من أهم عناصر الأدب الشعبي الذي يمكن ملاحظته في قصيدة "الأم الخالدة":
یشیر الشاعر إلى وجود المرأة ودورها البارز في التعلّم، الأمهات اللواتي يحاولن تربية أطفالهن بالمعرفة لإبقاء ذكرى المحاربين فهاشم لا ینسی الدور البارز الذي لعبته المناضلات في الساحات مهما یكون مدلول الساحة سیال لكنه یدخل ضمن إطار التعادل الذي یساوي بین الشعب والإرادة المنشودة التي سیطلبها فهذه المشاركة لا تبعد هاشم عن شعبه بل تقربه حتی تضعه في صمیم الأحداث، وهو دائما یترجز بشجاعة وإرادة الأمة العربية للقتال والمقاومة ويقودهم إلى الجهاد بعزم شدید، هو یدعو شعبه إلی أن ینهض من جدید ولا یستسلم للأحداث والوقائع وكذلك یدعو الشباب إلی محاربة القنوط:
فما نجده في السمة الشعبیة، الدور البارز الذي لعبه هاشم في تصویر حالات شعبه ومشاركته في شتی همومه ولأن المباحث السابقة نوعا ما أشارت لهذه الحالة من خلال الشرح والتحلیل فاختصرنا في تبیین كل أبعادها كي نجتنب الحشو الممل.
النتیجة علی أساس هذا البحث یمكن القول أنّ السمات الثلاث لواقعية لوكاش قد انعكست في أشعار هارون هاشم رشید: - يرسم الشاعر حقائق مجتمعه مثل حالة اللاجئين، والاستعمار والمناضلة الفلسطینیة وظلم العدو الصهیوني وفقدان الحریة بصدق وإخلاص فهو لا يتصرف حسب إرادته بل يترك وجهات نظره وأغراضه جانباً، ويصف فقط الحقائق التي لمسها عن كثب بصدق، تلك الأحداث التي شهدها في مجتمعه. إنّه لا یشیر إلی الظروف السیئة في بلده فحسب بل یبیّن كیفیة عمل أعدائه تجاه شعبه. - الإضافة إلى إظهاره للظروف غير المواتية لأرضه، ينتقد الشاعر التناقضات الاجتماعية وتحديات أرضه بالمعرفة الكاملة وينتقد في أجزاء من قصائده سياسات الحكومات الاستعمارية وأنصارها والحكام العرب ویشیر إلی تدخّلاتهم في شؤون شعبه ودعمهم لإسرائیل، ویراهم السبب الأساسي في معاناة مجتمعه، ولولا ظلمهم بحق شعبه لما كان وضع هذه الأمة علی هذه الحال من التشرد والحرمان، ویری أنّ أمور كالعدالة والحریّة تكون مسلوبة من قبل الأجانب والحكام فیصرخ بوجههم وبهذه الطريقة يقوم بمهمته في انتقاد الظروف المأساویة لذلك فإنّ السمة الثانية لهذه المدرسة تظهر بوضوح علی جبین القصائد. - إنّ الشاعر من خلال تأثّره بالبيئة الاجتماعية ولا سيما الشروط التي تحكم أرضه استطاع الوصول إلى عمق جذور آلام الشعب، وإلى عمق أفكارهم ومشاعرهم ودائما تحدّث عن أكبر المشاكل التي واجهها الشعب، ورغم كل الضغوطات السياسية استطاع إيقاظ الشعب بأغانيه الشعبية حول الفوضى الاقتصادية والسياسية والاجتماعية. إنّه یركز علی القضایا التي ترتبط بالعامة ویتجسّد تأثیر هذه القضایا علی معیشة شعبه، فالمتابع لقصائده یری أنّه یكون ملتزماً بقضایا تخدم شعبه، لذا، فإنّ السمة الشعبیة لواقعية "لوكاش" تظهر شعبیتها في كثیر من الإنتاج الهاروني.
[1] . شاعر فلسطیني وُلد في مدینة غزّة عام 1927م، «نشأ الشاعر في أسرة محبة للأدب والمطالعة، وعملت علی تشجیع أبنائها، فأخوه الأکبر علي کان شاعراً وله العدید من الأعمال الشعریة والمجموعات القصصیة.» (جواد، لاتا: 443) وأنهی المرحلة الابتدائیة والثانویة فیها عام 1947م، وبعد حصوله علی الدبلوم العالي لتدریب المعلمین من کلیة غزة، عمل في سلك التعلیم حتّی عام 1954م. رحل عن غزة بعد حرب 1967م حین أجبرته السلطات الإسرائیلیة علی الخروج منها، متجهاً إلی القاهرة، لیعمل ممثلاً لفلسطین في جامعة الدول العربیة، وکان یتمتع بـ«قدرة علی فهم الحیاة من کل جوانبها وهو أکثر شعوراً من غیره بلذة الإعراب عن مشاعرها المکبوتة وعواطفها المدفونة وما في طوایاها من لوعة وحزن قد یکون أعمق من أن تفیض لأجله الدموع.» (عبدالمنعم، 1975م: 191) إنّه منذ البدایة کان شاهداً علی مأساة ومعاناة الفلسطینیین وکان یحاول أن یرسم تلك الأحداث والمصائب عبر دواوینه الشعریة فکان «حدثاً ملفتاً في تاریخ الشعر الفلسطیني، إذ أنّه یکون أول شاعر یکرّس شعره لوصف اغتراب الفلسطینیین الجسدي والروحي.» (الجیوسي، 1997م: 245) فأشعاره تنعکس صورة صادقة للثورة الفلسطینیة وحق العودة ومواجهة الاحتلال وکذلك طبیعة الحیاة في الأرض المحتلة وأعماله الشعریة لها دور کبیر في بناء شخصیة أبناء شعبه وآمالهم وتطلعاتهم. | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مراجع | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
إبراهیم، حافظ. (2013م). دیوان حافظ إبراهیم. تدقیق: محمد فوزي حمزة. القاهرة: مكتبة الآداب. أبوشقراء، محیي الدین یوسف. (2005م). مدخل إلی سوسیولوجیا الأدب العربي. ط1. المغرب: الدار البیضاء. آرون، بول وألان فیالا. (2013م). سوسیولوجیا الأدب. ترجمة: محمد علي مقلد. مراجعة: حسن الطالب. ط1. بیروت: دار الكتاب الجدید المتحدة. بیاري، سناء. (2006م). الأبعاد الموضوعیة والفنیة في شعر هارون هاشم رشید. رسالة ماجستیر. فلسطین: جامعة بیرزیت. الجیوسي، سلمی الخضراء. (1997م). موسوعة أعلام الأدب العربي. بیروت: دار الفارس. حسانین، إیمان إمام عبدالعظیم. (2019م). «الالتزام في نقد الروایة الواقعیة». مجلة هرمس. المجلد الثامن. العدد الأول. صص 132-99 حمداوي، جمیل. (2019م). سوسیولوجیا الأدب والنقد. ط1. الخلیج العربي. الحمود، نجیة فایز. (2013م). «صورة اللاجئ الفلسطیني في شعر هارون هاشم رشید دیوان مع الغرباء نموذجاً». مجلة جامعة القدس المفتوحة للأبحاث والدراسات. العدد التاسع والعشرون. صص 50-11 خفاجي، محمد عبدالمنعم. (1975م). النقد العربي الحدیث. القاهرة: مكتبة الكلیات الأزهریة. رشید، هارون هاشم. ( 1998م). دیوان وردة علی جبین القدس. ط1. القاهرة: دار الشروق. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ. (1954م). دیوان مع الغرباء. ط1. القاهرة: المطبعة المنیریة. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ. (1981م). مجموعة أعماله الشعریة. بیروت: دار العودة. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ. (1998م). طیور الجنة قصائد للشهداء. ط1. القاهرة: دار الشروق. الرقب، شفیق محمد عبدالرحمن. (1984م). شعر الجهاد في عصر الموحدین. عمان: مكتبة الأقصی. شمیسا، سیروس. (1385ش). نقد ادبی. چاپ سوم. تهران: نشر میترا. عبدالمعطي، عبدالباسط. (1981م). اتجاهات نظریة في علم الاجتماع. الكویت: عالم المعرفة. قصاب، ولید. (2009م). مناهج النقد الأدبي الحدیث. ط2. دمشق: دار الفكر. لوكاچ، گئورگ. (1373ش). پژوهشی در رئالیسم اروپایی. ترجمه: اكبر افسری. چاپ اول. تهران: انتشارات علمی و فرهنگی. لوكاش، جورج. (1985م). بلزاك والواقعیة الفرنسیة. ترجمة: محمد علي الیوسفي. ط1. تونس: التعاضدیة العمالیة للطباعة والنشر. الموسی، أنور عبدالحمید. (لاتا). علم الاجتماع الأدبي، منهج سوسیولوجي في القراءة والنقد. القاهرة: دار النهضة العربیة. النوري، محمد جواد. (لاتا). من أعلام الفكر والأدب في التراث العربي. مطبعة الشرق العربیة. القدس. الهواري، فالح رافع. (2014). صورة المستعمر في الشعر العربي الحدیث في الأردن وفلسطین في الفترة الواقعة بین (1921-1956). جامعة مؤتة.
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
آمار تعداد مشاهده مقاله: 276 تعداد دریافت فایل اصل مقاله: 104 |